الخميس، 4 أغسطس 2011

اللاعنف ..المهاتما غاندي

kolonagaza7

عندما نتذكر شخصيات قيادية سواء كانت تاريخية أو قيادات سياسية أو اجتماعية فأننا نتذكر معها الظلم والعنف الذي رافقها و انسجم مع مكونها النفسي والاجتماعي والسياسي أيضا , على سبيل المثال لا الحصر نذكر هتلر وستالين وصدام وكلها شخصيات حقيقية وليست من نسج الخيال بل من العصر الحديث لأنها قريبة إلينا لنذكرها بشكل جيد ومن غير لبس , هذه الشخصيات الأنفة الذكر اتسمت بالدموية والعنف والطغيان حتى غاب عنها الحس الإنساني المرتبط في كل ضمير ووجدان بني الإنسان , هنا يتجلى غاندي أو المهاتما غاندي أي "الروح العظيم" لكل الشعب الهندي ولكل الهند كوطن أيضا , الذي رفض العنف جملة وتفصيلا لأنه كان يعرف قيمة إنسانية الإنسان في كل تجليات حياته الأسرية والاجتماعية والسياسية , اللاعنف هو مبدأه وجوهر تركيبته الإنسانية .
غاندي قرر الصيام من أجل أن يسود التسامح واللاعنف وإحلال السلام بين شعب القارة الهندية هندوسا ومسلمين وغيرهما من الطوائف والأديان عندما تصارعوا فيما بينهم في حوادث ومشاهد شهيرة حصلت بينهم أكثر من مرة , مرة في (13/ يناير / 1948م ) بين الهندوس والمسلمين واعتبر غاندي ما حدث كارثة وطنية تفتك بالشعب الهندي , وفي حادثة أخرى عندما حدث توتر وصراع بين الهند وباكستان من أجل كشمير مما أدى إلى سقوط قتلى بسبب الاشتباكات المسلحة التي حدثت بين الطرفين عام (1947/1948 begin_of_the_skype_highlighting 1947/1948 end_of_the_skype_highlightingم ) , وفي " كلكتا " عندما سالت الدماء بسبب انفجار تيار العنف بين الهندوس والمسلمين أعلن صيامه حتى شارف على الموت وهو يردد ويناشد الأكثرية الهندوسية باحترام حقوق الأقلية المسلمة والابتعاد عن العنف وإحلال السلام والتسامح بين مكونات الشعب الهندي حيث يقول في رفضه للعنف و مطالبة الشعب الهندي باللاعنف : " اللاعنف هو القوة العظمى لدى الإنسان .. وهو أعظم مما أبدعه الإنسان من أكثر الأسلحة قدرة على التدمير ". ويقول أيضا :" ليس هناك طريق للسلام .. بل أن السلام هو الطريق " وبذلك يؤسس غاندي مذهب اللاعنف ونشر السلام في كافة أنحاء القارة الهندية والعالم للحفاظ على الفرد بعيدا عن كل الفروقات والتمايزات بين بني الإنسان .
لكن صيام المهاتما غاندي لم يكتمل بسبب التعصب الموجود لدى بعض الناس وهذه المرة من شاب يسمى " ناثروام فنياك جودس " الذي كان يعمل محررا في أحد الجرائد الهندية المتطرفة تسمى الجريدة " هندرو اشترا " وهي كثيرا ما تتهم غاندي بالخيانة لتسامحه مع المسلمين في الهند أطلق ذلك الشاب ثلاث رصاصات استقرت اثنتين في بطنه والثالثة لم تختر غير الصدر الذي يحتضن ذلك القلب الذي أحب كل الناس ولم يفرق بينهم وأحب لهم العيش بسلام وتسامح والابتعاد عن العنف إلى اللاعنف لكن العنف لم يختار غير ذلك العدو الذي ظل يحاربه ويؤلب ضده الناس بالابتعاد عنه وعدم مقاربته , شعبية العنف قلت وانحسرت لهذا قرر العنف مع عصبته القليلة تصفية المهاتما غاندي تلك العقبة التي ما برحت الأفول والمغيب هم أرادوا من ذلك تغييبه , لكن الشعب الهندي أبا إلا أن يجعل " المهاتما غاندي" حاضرا في قلوب الشعب الهندي وقلوب البشرية في كل العصور و الأزمنة .
ويبقى غاندي وتبقى معه القيم التي حملها وتبناها اللاعنف والتسامح والسلام والحب والحرية وقبول جميع الناس مع اختلافاتهم ودياناتهم وطوائفهم ..إلخ حيث كان يردد ويقول :" أينما يتواجد الحب .. تتواجد الحياة " وهو أحب الناس وهذا الحب لا يتحقق إلا بوجود اللاعنف الذي يصفه بأنه أفضل وأقوى سلاح صممه الإنسان حيث يقول :" إن اللاعنف هو أعظم قوة متوفرة للبشرية , إنها أقوى من أقوى سلاح دمار تم تصميمه ببراعة الإنسان ".
http://www.royaah.net/detail.php?id=1178 --

مشاركة مميزة