لا أحد في موقع يُحسد عليه في المعركة الجارية على مكانة دولة فلسطين في الأمم المتحدة. الكل في إحراج والبعض في معضلة مكلفة. كبيرة المُحرَجين هي الولايات المتحدة، وأكبر الخاسرين هما فلسطين وإسرائيل معاً – إذا أُسيء التصرف أو خسرت الرهانات. أوروبا بدورها لا تُحسَد لأنها تقف على حافة الازدواجية السياسية والأخلاقية. الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يقع تحت الرقابة المشددة الآن وعليه أن يثبت ان مسيرته نحو الحق والعدالة والحرية تُطبّق أيضاً على فلسطين، لا سيما انه جعل من تلك المسيرة شعار حملته الانتخابية لولاية ثانية عندما تبنى «الربيع العربي» وراهن عليه. رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يقع في غاية الإحراج بعدما امتطى حصان زعامة القضية الفلسطينية الى عقر دار جامعة الدول العربية هذا الأسبوع لينافس قيادات عربية تريد لنفسها زعامة القضية الفلسطينية لغايات مماثلة تقع في خانة الطموحات الشخصية أو الوطنية. العرب كافة يتربعون على الإحراج لأنهم أصحاب وعود وتعهدات لكنهم إما يتوقفون عند الوعود والتعهدات أو ينفذونها مرحلياً وموقتاً. رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قد يكون الرجل الجالس على قمة هرم الإحراج وصعوبة القرار. أما رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو فليس في موقع يُحسَد عليه على رغم هرولة الغرب الى إنقاذه من ورطة دولة فلسطين. فهو حشر نفسه في التهديد بالانتقام حتى من مجرد الاعتراف بدولة فلسطين عبر قرار للجمعية العامة. انتقامه سيكون، حسب التهديدات التي يسربها، ممتداً من احتمال ضم الضفة الغربية عسكرياً الى احتمال رمي خيار المفاوضات في سلة المهملات. واقع الأمر انه يخاف أكثر ما يخاف ان تكون لدى دولة فلسطين إمكانية اللجوء الى آليات العدالة الدولية في وجه آلية التفوق الإسرائيلي العسكرية فيما الغرب يفاوض على حساب فلسطين وإسرائيل معاً، بدعم وبزخم من اليقظة العربية المدعومة دولياً.الشرعية الدولية حماية لإسرائيل من المحاسبة، أما الكونغرس الأميركي فلا يأبه بأي حرج أخلاقي أو سياسي أو حتى بما يهدد المصلحة الوطنية القومية الأميركية. فهو في حال إفلاس تام لا يفكر بنتائج سياساته الساذجة والمؤذية. لقد كرّس نفسه أداة لحكومة بنيامين نتانياهو وبسياسة عمياء ليست في مصلحة الولايات المتحدة ولا في مصلحة إسرائيل، وهو يفترض ويقنع نفسه ان قطع المساعدات المالية عن السلطة الفلسطينية يلقنها درساً ويشكل أداة ردع للفلسطينيين.حان وقت الخيارات الاستراتيجية الحاسمة للجميع. بداية الخيارات حل الدولتين، قيام دولة فلسطين الى جانب دولة إسرائيل، عبر المفاوضات الجدية والصادقة بهدف التوصل الى هذا الحل. حان زمن التدقيق في صدق الالتزام بهذا الخيار، لأن الخيارات الأخرى باتت متاحة، ليس لجهة الخيار العسكري، وانما لجهة خيار امتداد «الربيع العربي» الى فلسطين وإسرائيل معاً، بدعم وبزخم من اليقظة العربية المدعومة دولياً.واضح ان السلطة الفلسطينية عند مفترق مهم هذا الأسبوع لأن ذهابها الى الأمم المتحدة ينطوي على ضرورة الاختيار بين الاستمرار في مفاوضات عقيمة تحت عنوان «عملية سلام» عمرها عقدين لم تحقق للفلسطينيين إزالة الاحتلال، وبين مسار جديد قوامه تجميد المفاوضات كأمر واقع وتبني الأسلوب الإسرائيلي القائم على بيع كلام معسول نحو مبدأ المفاوضات مقترناً بإجراءات عملية تفرض أمراً واقعاً تلو الآخر يلغي منطق التفاوض.الولايات المتحدة معنية مباشرة بمثل هذا الخيار لأنها نصّبت نفسها الوكيل الأول لـ «عملية السلام» ولمصير النزاع العربي - الإسرائيلي. حقيقة الأمر ان الولايات المتحدة كانت دائماً وسيطاً غريباً في هذه المعادلة، لأنها الشريك والحليف لطرف من طرفي النزاع، وبالتالي، لربما كانت دائماً المشكلة وليس الحل. وهناك اليوم من يدعو الى إخراج الولايات المتحدة من خانة الوسيط والراعي لعملية السلام لأنها منطقياً غير مؤهلة لهذا الدور في رأيه، وانما هي العرقلة في طريق المفاوضات طالما هي مكبلة بتحالفها القاطع مع إسرائيل.المواجهة التي قد تحصل في الأمم المتحدة في شأن عضوية فلسطين أو الاعتراف بدولة فلسطين، تضع الولايات المتحدة في الواجهة. انها مواجهة للسياسة الأميركية التي تضع مستقبل فلسطين في موازين التحالف الأميركي – الإسرائيلي وموازين الانتخابات الأميركية حيث إسرائيل عنصر محلي وحاسم.ولأن الولايات المتحدة عاجزة عن التأثير في إسرائيل، بغض النظر ما إذا كانت الإدارة الأميركية ديموقراطية أو جمهورية أو ان كانت الحكومة الإسرائيلية يمينية متطرفة أو مزيجاً من الليكود والعمل، يقول البعض أن الأوان قد حان لاستراتيجية سلمية تنطلق من اعتبار الدور الأميركي عرقلة وليس وسيطاً أو مسهِّلاً للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.إذا وقع القرار الفلسطيني على هذا الخيار، يجب أن يرافقه الوعي التام لإبعاده وإفرازاته ويجب أن تكون هناك استعدادات للتعايش معه وضمانات للبديل. فالولايات المتحدة، مهما تحالفت مع إسرائيل وأعفتها من المحاسبة، تبقى عامل ردع لها يُؤخذ في الحساب قبل الخوض في مغامرات عسكرية أو إجراءات قسر وإبعاد جماعي يرى بعض الإسرائيليين بأنها الحل الوحيد للمعضلة الديموغرافية داخل إسرائيل نفسها بصفتها دولة يهودية. والاستغناء عن الدور والدعم الأميركيين لقيام دولة فلسطين ليس بقرار سهل أو حكيم بالضرورة، ثم انه قد يوطّد العلاقة العضوية بين الولايات المتحدة وإسرائيل ويحشر أميركا في زاوية عُزلة تجمعها مع إسرائيل.من ناحية البديل عن الدور الأميركي، سيكون على الفلسطينيين التدقيق في ذلك البديل، عربياً أو أوروبياً أو تركياً أو إيرانياً، إذا وقع الخيار على المواجهة والاستغناء عن الولايات المتحدة. فأوروبا لن تستخدم الضغوط التي تملكها مع إسرائيل، أي العقوبات الاقتصادية، وأوروبا لا تسابق أميركا على رعاية عملية السلام كما فعلت في الماضي. تركيا لن تكون قادرة على فرض الحل بالتفاوض ولن تكون جاهزة لخوض حرب مع إسرائيل من أجل فلسطين، فرئيس الحكومة رجب طيب أردوغان قد يتمتع بما يوصف به بأنه «باشا» العرب، لكنه لن يغامر بمصلحة بلاده العليا من أجل فلسطين مهما خدمت طموحاته للزعامة الإقليمية أو الزعامة السنّية، كذلك إيران فهي لن تدخل حرباً مباشرة مع إسرائيل من أجل فلسطين وستكتفي بالحروب بالوكالة عبر لبنان عندما يخدم ذلك طموحاتها الإقليمية.أما الدول العربية المتنافسة على زعامة القضية الفلسطينية، فإنها قد تتعهد بتوفير الأموال البديلة عن الأموال الأميركية – وربما الأوروبية أيضاً – لكنها لن تتبنى استراتيجية دعم مستدام لفلسطين في موازناتها السنوية. بيع الكلام سهل وله وقع منعش على الآذان إنما هذا لا يساعد الفلسطينيين في التخلص من الاحتلال ولا في مواجهته بعصيان مدني ما لم تقدم الدول العربية كفالات وضمانات بعيدة المدى وتنفذ حقاً التعهدات المكدسة بتمويل السلطة الفلسطينية.بالتالي، على السلطة الفلسطينية التفكير العميق وهي تتوجه الى الأمم المتحدة هذا الأسبوع سعياً وراء دولة فلسطين. فإذا كانت الأولوية للمفاوضات، عليها اختيار استراتيجية تحسين ظروفها في إطار التفاوض. أما إذا كان الخيار البديل عن المفاوضات قرارها، عندئذ يمكن ان تتبنى استراتيجية التصعيد والمواجهة بدءاً بالتوجه الى مجلس الأمن سعياً وراء العضوية الكاملة.فاللجوء الى مجلس الأمن يعني الطريق السريع الى الفيتو الذي توعّد به الرئيس باراك أوباما والى مواجهة مكلفة لكل من السلطة الفلسطينية والإدارة الأميركية، مع اختلاف النسب. فالفيتو الأميركي سيحصد غضباً في العالمين الإسلامي والعربي وقد يغذي الرغبة بالانتقام، عكس ما تعتقد أوساط أميركية بناءً أولاً على مرور الفيتو الأميركي الأخير على مشروع قرار المستوطنات بلا ضجة ولا انتقام، وثانياً، على افتراض انشغال الربيع العربي بالأولويات المحلية وليس بالقضية الفلسطينية، إنما ماذا بعد الضجة العاطفية دعماً للفلسطينيين واحتجاجاً على السياسة الأميركية؟ هوذا السؤال الذي لا تتوافر إجابة أوتوماتيكية عليه في هذه الأجواء.الإدارة الأميركية نصبت لنفسها فخاً في تعهدها معارضة سعي الفلسطينيين الى الاعتراف بدولة فلسطين عبر الأمم المتحدة، على رغم مخاطبة الرئيس الأميركي نفسه الجمعية العامة السنة الماضية مبشراً بقيام دولة فلسطين ومتمنياً الترحيب بها أثناء هذه الدورة.فحتى مجرد التوجه الى الجمعية العامة للحصول على قرار يصنّف فلسطين «دولة غير عضو» أو «دولة مراقبة» في الأمم المتحدة تعتبره الإدارة الأميركية مؤذياً وتحاربه باعتباره ليس أقل سوءاً من التوجه الى مجلس الأمن سعياً الى عضوية كاملة. بهذا الموقف زجّت إدارة أوباما نفسها في خانة العزلة والإزدواجية في وقت دقيق وحرج من علاقتها بالتغيير العربي.فإدارة أوباما تدفع بمحاسبة النظام الليبي والنظام السوري في المحكمة الجنائية الدولية على جرائم حرب وربما جرائم ضد الإنسانية، لكنها ترفع درع الحماية للنظام الإسرائيلي من أية محاسبة حتى بعدما أكد أكثر من منظمة حقوق إنسان أميركية دولية، وأكثر من تحقيق ان إسرائيل وحماس معاً ارتكبتا جرائم حرب أثناء عملية «الرصاص المصبوب»، في فترة طلبت السلطة الفلسطينية عام 2009 من المحكمة الجنائية الدولية التدقيق فيها. المدعي العام في المحكمة الجنائية، لويس مورينو – أوكامبو المعروف بحماسته للإدعاء على القيادات العربية في السودان وليبيا وربما سورية، أصابته نوبة صمت عندما تعلق الأمر بتجاوزات القيادة الإسرائيلية.إذا أحسنت القيادة الفلسطينية الخيار فلعلها تستفيد من «الذهاب» الى الأمم المتحدة بالكف عن كل هذه البلبلة وتناثر القرار الفلسطيني والمزايدات العربية والتركية والإيرانية عليه، وتبني استراتيجية حكيمة.مثل هذه الاستراتيجية ينطلق من البناء على الاهتمام العالمي بما ستقرره القيادة الفلسطينية في شأن مصير الدولة الفلسطينية، أولاً، من خلال تجنب مجلس الأمن في هذا المنعطف والتوجه فوراً الى الجمعية العامة بقرار يعكس اعتراف أكثر من 126 دولة بدولة فلسطين ويمهّد الطريق لانضمام فلسطين، بصفة «الدولة» المراقبة، الى المحكمة الجنائية.إسرائيل تتعهد بالانتقام من نتيجة كهذه لأنها تعتبر نفسها فوق المحاسبة ومحصنة من أية محاكمة. انما بساطة قرار كهذا ستحرجها وستقطع الطريق على استخدامها القرار حجة أو ذريعة لغايات قد تكون في ذهنها. أما إذا قررت قطع المفاوضات لأن مركز فلسطين تعزز في الأمم المتحدة من «مراقب» بامتيازات الى «دولة مراقبة» حقوقها أقل من حقوق الدولة العضو، فليكن. عندئذ تكون إسرائيل واضحة في ما تريد حقاً بدلاً من بيع كلام حل الدولتين، وسيكون على الولايات المتحدة عبء الاستحقاق.المسألة، في نهاية المطاف، تقع بين سعي الفلسطينيين للجوء الى العدالة في وجه التجاوزات العسكرية لإسرائيل وبين سعي إسرائيل لقطع الطريق على العدالة بإجراءات تهدد بها، وتشمل دفن خيار التفاوض وتفعيل الخيار العسكري.
السبت، 17 سبتمبر 2011
فلسطين في الأمم المتحدة يتقاذفها الأهل وكبار العالم
لا أحد في موقع يُحسد عليه في المعركة الجارية على مكانة دولة فلسطين في الأمم المتحدة. الكل في إحراج والبعض في معضلة مكلفة. كبيرة المُحرَجين هي الولايات المتحدة، وأكبر الخاسرين هما فلسطين وإسرائيل معاً – إذا أُسيء التصرف أو خسرت الرهانات. أوروبا بدورها لا تُحسَد لأنها تقف على حافة الازدواجية السياسية والأخلاقية. الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يقع تحت الرقابة المشددة الآن وعليه أن يثبت ان مسيرته نحو الحق والعدالة والحرية تُطبّق أيضاً على فلسطين، لا سيما انه جعل من تلك المسيرة شعار حملته الانتخابية لولاية ثانية عندما تبنى «الربيع العربي» وراهن عليه. رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يقع في غاية الإحراج بعدما امتطى حصان زعامة القضية الفلسطينية الى عقر دار جامعة الدول العربية هذا الأسبوع لينافس قيادات عربية تريد لنفسها زعامة القضية الفلسطينية لغايات مماثلة تقع في خانة الطموحات الشخصية أو الوطنية. العرب كافة يتربعون على الإحراج لأنهم أصحاب وعود وتعهدات لكنهم إما يتوقفون عند الوعود والتعهدات أو ينفذونها مرحلياً وموقتاً. رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قد يكون الرجل الجالس على قمة هرم الإحراج وصعوبة القرار. أما رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو فليس في موقع يُحسَد عليه على رغم هرولة الغرب الى إنقاذه من ورطة دولة فلسطين. فهو حشر نفسه في التهديد بالانتقام حتى من مجرد الاعتراف بدولة فلسطين عبر قرار للجمعية العامة. انتقامه سيكون، حسب التهديدات التي يسربها، ممتداً من احتمال ضم الضفة الغربية عسكرياً الى احتمال رمي خيار المفاوضات في سلة المهملات. واقع الأمر انه يخاف أكثر ما يخاف ان تكون لدى دولة فلسطين إمكانية اللجوء الى آليات العدالة الدولية في وجه آلية التفوق الإسرائيلي العسكرية فيما الغرب يفاوض على حساب فلسطين وإسرائيل معاً، بدعم وبزخم من اليقظة العربية المدعومة دولياً.الشرعية الدولية حماية لإسرائيل من المحاسبة، أما الكونغرس الأميركي فلا يأبه بأي حرج أخلاقي أو سياسي أو حتى بما يهدد المصلحة الوطنية القومية الأميركية. فهو في حال إفلاس تام لا يفكر بنتائج سياساته الساذجة والمؤذية. لقد كرّس نفسه أداة لحكومة بنيامين نتانياهو وبسياسة عمياء ليست في مصلحة الولايات المتحدة ولا في مصلحة إسرائيل، وهو يفترض ويقنع نفسه ان قطع المساعدات المالية عن السلطة الفلسطينية يلقنها درساً ويشكل أداة ردع للفلسطينيين.حان وقت الخيارات الاستراتيجية الحاسمة للجميع. بداية الخيارات حل الدولتين، قيام دولة فلسطين الى جانب دولة إسرائيل، عبر المفاوضات الجدية والصادقة بهدف التوصل الى هذا الحل. حان زمن التدقيق في صدق الالتزام بهذا الخيار، لأن الخيارات الأخرى باتت متاحة، ليس لجهة الخيار العسكري، وانما لجهة خيار امتداد «الربيع العربي» الى فلسطين وإسرائيل معاً، بدعم وبزخم من اليقظة العربية المدعومة دولياً.واضح ان السلطة الفلسطينية عند مفترق مهم هذا الأسبوع لأن ذهابها الى الأمم المتحدة ينطوي على ضرورة الاختيار بين الاستمرار في مفاوضات عقيمة تحت عنوان «عملية سلام» عمرها عقدين لم تحقق للفلسطينيين إزالة الاحتلال، وبين مسار جديد قوامه تجميد المفاوضات كأمر واقع وتبني الأسلوب الإسرائيلي القائم على بيع كلام معسول نحو مبدأ المفاوضات مقترناً بإجراءات عملية تفرض أمراً واقعاً تلو الآخر يلغي منطق التفاوض.الولايات المتحدة معنية مباشرة بمثل هذا الخيار لأنها نصّبت نفسها الوكيل الأول لـ «عملية السلام» ولمصير النزاع العربي - الإسرائيلي. حقيقة الأمر ان الولايات المتحدة كانت دائماً وسيطاً غريباً في هذه المعادلة، لأنها الشريك والحليف لطرف من طرفي النزاع، وبالتالي، لربما كانت دائماً المشكلة وليس الحل. وهناك اليوم من يدعو الى إخراج الولايات المتحدة من خانة الوسيط والراعي لعملية السلام لأنها منطقياً غير مؤهلة لهذا الدور في رأيه، وانما هي العرقلة في طريق المفاوضات طالما هي مكبلة بتحالفها القاطع مع إسرائيل.المواجهة التي قد تحصل في الأمم المتحدة في شأن عضوية فلسطين أو الاعتراف بدولة فلسطين، تضع الولايات المتحدة في الواجهة. انها مواجهة للسياسة الأميركية التي تضع مستقبل فلسطين في موازين التحالف الأميركي – الإسرائيلي وموازين الانتخابات الأميركية حيث إسرائيل عنصر محلي وحاسم.ولأن الولايات المتحدة عاجزة عن التأثير في إسرائيل، بغض النظر ما إذا كانت الإدارة الأميركية ديموقراطية أو جمهورية أو ان كانت الحكومة الإسرائيلية يمينية متطرفة أو مزيجاً من الليكود والعمل، يقول البعض أن الأوان قد حان لاستراتيجية سلمية تنطلق من اعتبار الدور الأميركي عرقلة وليس وسيطاً أو مسهِّلاً للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.إذا وقع القرار الفلسطيني على هذا الخيار، يجب أن يرافقه الوعي التام لإبعاده وإفرازاته ويجب أن تكون هناك استعدادات للتعايش معه وضمانات للبديل. فالولايات المتحدة، مهما تحالفت مع إسرائيل وأعفتها من المحاسبة، تبقى عامل ردع لها يُؤخذ في الحساب قبل الخوض في مغامرات عسكرية أو إجراءات قسر وإبعاد جماعي يرى بعض الإسرائيليين بأنها الحل الوحيد للمعضلة الديموغرافية داخل إسرائيل نفسها بصفتها دولة يهودية. والاستغناء عن الدور والدعم الأميركيين لقيام دولة فلسطين ليس بقرار سهل أو حكيم بالضرورة، ثم انه قد يوطّد العلاقة العضوية بين الولايات المتحدة وإسرائيل ويحشر أميركا في زاوية عُزلة تجمعها مع إسرائيل.من ناحية البديل عن الدور الأميركي، سيكون على الفلسطينيين التدقيق في ذلك البديل، عربياً أو أوروبياً أو تركياً أو إيرانياً، إذا وقع الخيار على المواجهة والاستغناء عن الولايات المتحدة. فأوروبا لن تستخدم الضغوط التي تملكها مع إسرائيل، أي العقوبات الاقتصادية، وأوروبا لا تسابق أميركا على رعاية عملية السلام كما فعلت في الماضي. تركيا لن تكون قادرة على فرض الحل بالتفاوض ولن تكون جاهزة لخوض حرب مع إسرائيل من أجل فلسطين، فرئيس الحكومة رجب طيب أردوغان قد يتمتع بما يوصف به بأنه «باشا» العرب، لكنه لن يغامر بمصلحة بلاده العليا من أجل فلسطين مهما خدمت طموحاته للزعامة الإقليمية أو الزعامة السنّية، كذلك إيران فهي لن تدخل حرباً مباشرة مع إسرائيل من أجل فلسطين وستكتفي بالحروب بالوكالة عبر لبنان عندما يخدم ذلك طموحاتها الإقليمية.أما الدول العربية المتنافسة على زعامة القضية الفلسطينية، فإنها قد تتعهد بتوفير الأموال البديلة عن الأموال الأميركية – وربما الأوروبية أيضاً – لكنها لن تتبنى استراتيجية دعم مستدام لفلسطين في موازناتها السنوية. بيع الكلام سهل وله وقع منعش على الآذان إنما هذا لا يساعد الفلسطينيين في التخلص من الاحتلال ولا في مواجهته بعصيان مدني ما لم تقدم الدول العربية كفالات وضمانات بعيدة المدى وتنفذ حقاً التعهدات المكدسة بتمويل السلطة الفلسطينية.بالتالي، على السلطة الفلسطينية التفكير العميق وهي تتوجه الى الأمم المتحدة هذا الأسبوع سعياً وراء دولة فلسطين. فإذا كانت الأولوية للمفاوضات، عليها اختيار استراتيجية تحسين ظروفها في إطار التفاوض. أما إذا كان الخيار البديل عن المفاوضات قرارها، عندئذ يمكن ان تتبنى استراتيجية التصعيد والمواجهة بدءاً بالتوجه الى مجلس الأمن سعياً وراء العضوية الكاملة.فاللجوء الى مجلس الأمن يعني الطريق السريع الى الفيتو الذي توعّد به الرئيس باراك أوباما والى مواجهة مكلفة لكل من السلطة الفلسطينية والإدارة الأميركية، مع اختلاف النسب. فالفيتو الأميركي سيحصد غضباً في العالمين الإسلامي والعربي وقد يغذي الرغبة بالانتقام، عكس ما تعتقد أوساط أميركية بناءً أولاً على مرور الفيتو الأميركي الأخير على مشروع قرار المستوطنات بلا ضجة ولا انتقام، وثانياً، على افتراض انشغال الربيع العربي بالأولويات المحلية وليس بالقضية الفلسطينية، إنما ماذا بعد الضجة العاطفية دعماً للفلسطينيين واحتجاجاً على السياسة الأميركية؟ هوذا السؤال الذي لا تتوافر إجابة أوتوماتيكية عليه في هذه الأجواء.الإدارة الأميركية نصبت لنفسها فخاً في تعهدها معارضة سعي الفلسطينيين الى الاعتراف بدولة فلسطين عبر الأمم المتحدة، على رغم مخاطبة الرئيس الأميركي نفسه الجمعية العامة السنة الماضية مبشراً بقيام دولة فلسطين ومتمنياً الترحيب بها أثناء هذه الدورة.فحتى مجرد التوجه الى الجمعية العامة للحصول على قرار يصنّف فلسطين «دولة غير عضو» أو «دولة مراقبة» في الأمم المتحدة تعتبره الإدارة الأميركية مؤذياً وتحاربه باعتباره ليس أقل سوءاً من التوجه الى مجلس الأمن سعياً الى عضوية كاملة. بهذا الموقف زجّت إدارة أوباما نفسها في خانة العزلة والإزدواجية في وقت دقيق وحرج من علاقتها بالتغيير العربي.فإدارة أوباما تدفع بمحاسبة النظام الليبي والنظام السوري في المحكمة الجنائية الدولية على جرائم حرب وربما جرائم ضد الإنسانية، لكنها ترفع درع الحماية للنظام الإسرائيلي من أية محاسبة حتى بعدما أكد أكثر من منظمة حقوق إنسان أميركية دولية، وأكثر من تحقيق ان إسرائيل وحماس معاً ارتكبتا جرائم حرب أثناء عملية «الرصاص المصبوب»، في فترة طلبت السلطة الفلسطينية عام 2009 من المحكمة الجنائية الدولية التدقيق فيها. المدعي العام في المحكمة الجنائية، لويس مورينو – أوكامبو المعروف بحماسته للإدعاء على القيادات العربية في السودان وليبيا وربما سورية، أصابته نوبة صمت عندما تعلق الأمر بتجاوزات القيادة الإسرائيلية.إذا أحسنت القيادة الفلسطينية الخيار فلعلها تستفيد من «الذهاب» الى الأمم المتحدة بالكف عن كل هذه البلبلة وتناثر القرار الفلسطيني والمزايدات العربية والتركية والإيرانية عليه، وتبني استراتيجية حكيمة.مثل هذه الاستراتيجية ينطلق من البناء على الاهتمام العالمي بما ستقرره القيادة الفلسطينية في شأن مصير الدولة الفلسطينية، أولاً، من خلال تجنب مجلس الأمن في هذا المنعطف والتوجه فوراً الى الجمعية العامة بقرار يعكس اعتراف أكثر من 126 دولة بدولة فلسطين ويمهّد الطريق لانضمام فلسطين، بصفة «الدولة» المراقبة، الى المحكمة الجنائية.إسرائيل تتعهد بالانتقام من نتيجة كهذه لأنها تعتبر نفسها فوق المحاسبة ومحصنة من أية محاكمة. انما بساطة قرار كهذا ستحرجها وستقطع الطريق على استخدامها القرار حجة أو ذريعة لغايات قد تكون في ذهنها. أما إذا قررت قطع المفاوضات لأن مركز فلسطين تعزز في الأمم المتحدة من «مراقب» بامتيازات الى «دولة مراقبة» حقوقها أقل من حقوق الدولة العضو، فليكن. عندئذ تكون إسرائيل واضحة في ما تريد حقاً بدلاً من بيع كلام حل الدولتين، وسيكون على الولايات المتحدة عبء الاستحقاق.المسألة، في نهاية المطاف، تقع بين سعي الفلسطينيين للجوء الى العدالة في وجه التجاوزات العسكرية لإسرائيل وبين سعي إسرائيل لقطع الطريق على العدالة بإجراءات تهدد بها، وتشمل دفن خيار التفاوض وتفعيل الخيار العسكري.
فلسطين في الأمم المتحدة يتقاذفها الأهل وكبار العالم
لا أحد في موقع يُحسد عليه في المعركة الجارية على مكانة دولة فلسطين في الأمم المتحدة. الكل في إحراج والبعض في معضلة مكلفة. كبيرة المُحرَجين هي الولايات المتحدة، وأكبر الخاسرين هما فلسطين وإسرائيل معاً – إذا أُسيء التصرف أو خسرت الرهانات. أوروبا بدورها لا تُحسَد لأنها تقف على حافة الازدواجية السياسية والأخلاقية. الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يقع تحت الرقابة المشددة الآن وعليه أن يثبت ان مسيرته نحو الحق والعدالة والحرية تُطبّق أيضاً على فلسطين، لا سيما انه جعل من تلك المسيرة شعار حملته الانتخابية لولاية ثانية عندما تبنى «الربيع العربي» وراهن عليه. رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يقع في غاية الإحراج بعدما امتطى حصان زعامة القضية الفلسطينية الى عقر دار جامعة الدول العربية هذا الأسبوع لينافس قيادات عربية تريد لنفسها زعامة القضية الفلسطينية لغايات مماثلة تقع في خانة الطموحات الشخصية أو الوطنية. العرب كافة يتربعون على الإحراج لأنهم أصحاب وعود وتعهدات لكنهم إما يتوقفون عند الوعود والتعهدات أو ينفذونها مرحلياً وموقتاً. رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قد يكون الرجل الجالس على قمة هرم الإحراج وصعوبة القرار. أما رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو فليس في موقع يُحسَد عليه على رغم هرولة الغرب الى إنقاذه من ورطة دولة فلسطين. فهو حشر نفسه في التهديد بالانتقام حتى من مجرد الاعتراف بدولة فلسطين عبر قرار للجمعية العامة. انتقامه سيكون، حسب التهديدات التي يسربها، ممتداً من احتمال ضم الضفة الغربية عسكرياً الى احتمال رمي خيار المفاوضات في سلة المهملات. واقع الأمر انه يخاف أكثر ما يخاف ان تكون لدى دولة فلسطين إمكانية اللجوء الى آليات العدالة الدولية في وجه آلية التفوق الإسرائيلي العسكرية فيما الغرب يفاوض على حساب فلسطين وإسرائيل معاً، بدعم وبزخم من اليقظة العربية المدعومة دولياً.الشرعية الدولية حماية لإسرائيل من المحاسبة، أما الكونغرس الأميركي فلا يأبه بأي حرج أخلاقي أو سياسي أو حتى بما يهدد المصلحة الوطنية القومية الأميركية. فهو في حال إفلاس تام لا يفكر بنتائج سياساته الساذجة والمؤذية. لقد كرّس نفسه أداة لحكومة بنيامين نتانياهو وبسياسة عمياء ليست في مصلحة الولايات المتحدة ولا في مصلحة إسرائيل، وهو يفترض ويقنع نفسه ان قطع المساعدات المالية عن السلطة الفلسطينية يلقنها درساً ويشكل أداة ردع للفلسطينيين.حان وقت الخيارات الاستراتيجية الحاسمة للجميع. بداية الخيارات حل الدولتين، قيام دولة فلسطين الى جانب دولة إسرائيل، عبر المفاوضات الجدية والصادقة بهدف التوصل الى هذا الحل. حان زمن التدقيق في صدق الالتزام بهذا الخيار، لأن الخيارات الأخرى باتت متاحة، ليس لجهة الخيار العسكري، وانما لجهة خيار امتداد «الربيع العربي» الى فلسطين وإسرائيل معاً، بدعم وبزخم من اليقظة العربية المدعومة دولياً.واضح ان السلطة الفلسطينية عند مفترق مهم هذا الأسبوع لأن ذهابها الى الأمم المتحدة ينطوي على ضرورة الاختيار بين الاستمرار في مفاوضات عقيمة تحت عنوان «عملية سلام» عمرها عقدين لم تحقق للفلسطينيين إزالة الاحتلال، وبين مسار جديد قوامه تجميد المفاوضات كأمر واقع وتبني الأسلوب الإسرائيلي القائم على بيع كلام معسول نحو مبدأ المفاوضات مقترناً بإجراءات عملية تفرض أمراً واقعاً تلو الآخر يلغي منطق التفاوض.الولايات المتحدة معنية مباشرة بمثل هذا الخيار لأنها نصّبت نفسها الوكيل الأول لـ «عملية السلام» ولمصير النزاع العربي - الإسرائيلي. حقيقة الأمر ان الولايات المتحدة كانت دائماً وسيطاً غريباً في هذه المعادلة، لأنها الشريك والحليف لطرف من طرفي النزاع، وبالتالي، لربما كانت دائماً المشكلة وليس الحل. وهناك اليوم من يدعو الى إخراج الولايات المتحدة من خانة الوسيط والراعي لعملية السلام لأنها منطقياً غير مؤهلة لهذا الدور في رأيه، وانما هي العرقلة في طريق المفاوضات طالما هي مكبلة بتحالفها القاطع مع إسرائيل.المواجهة التي قد تحصل في الأمم المتحدة في شأن عضوية فلسطين أو الاعتراف بدولة فلسطين، تضع الولايات المتحدة في الواجهة. انها مواجهة للسياسة الأميركية التي تضع مستقبل فلسطين في موازين التحالف الأميركي – الإسرائيلي وموازين الانتخابات الأميركية حيث إسرائيل عنصر محلي وحاسم.ولأن الولايات المتحدة عاجزة عن التأثير في إسرائيل، بغض النظر ما إذا كانت الإدارة الأميركية ديموقراطية أو جمهورية أو ان كانت الحكومة الإسرائيلية يمينية متطرفة أو مزيجاً من الليكود والعمل، يقول البعض أن الأوان قد حان لاستراتيجية سلمية تنطلق من اعتبار الدور الأميركي عرقلة وليس وسيطاً أو مسهِّلاً للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.إذا وقع القرار الفلسطيني على هذا الخيار، يجب أن يرافقه الوعي التام لإبعاده وإفرازاته ويجب أن تكون هناك استعدادات للتعايش معه وضمانات للبديل. فالولايات المتحدة، مهما تحالفت مع إسرائيل وأعفتها من المحاسبة، تبقى عامل ردع لها يُؤخذ في الحساب قبل الخوض في مغامرات عسكرية أو إجراءات قسر وإبعاد جماعي يرى بعض الإسرائيليين بأنها الحل الوحيد للمعضلة الديموغرافية داخل إسرائيل نفسها بصفتها دولة يهودية. والاستغناء عن الدور والدعم الأميركيين لقيام دولة فلسطين ليس بقرار سهل أو حكيم بالضرورة، ثم انه قد يوطّد العلاقة العضوية بين الولايات المتحدة وإسرائيل ويحشر أميركا في زاوية عُزلة تجمعها مع إسرائيل.من ناحية البديل عن الدور الأميركي، سيكون على الفلسطينيين التدقيق في ذلك البديل، عربياً أو أوروبياً أو تركياً أو إيرانياً، إذا وقع الخيار على المواجهة والاستغناء عن الولايات المتحدة. فأوروبا لن تستخدم الضغوط التي تملكها مع إسرائيل، أي العقوبات الاقتصادية، وأوروبا لا تسابق أميركا على رعاية عملية السلام كما فعلت في الماضي. تركيا لن تكون قادرة على فرض الحل بالتفاوض ولن تكون جاهزة لخوض حرب مع إسرائيل من أجل فلسطين، فرئيس الحكومة رجب طيب أردوغان قد يتمتع بما يوصف به بأنه «باشا» العرب، لكنه لن يغامر بمصلحة بلاده العليا من أجل فلسطين مهما خدمت طموحاته للزعامة الإقليمية أو الزعامة السنّية، كذلك إيران فهي لن تدخل حرباً مباشرة مع إسرائيل من أجل فلسطين وستكتفي بالحروب بالوكالة عبر لبنان عندما يخدم ذلك طموحاتها الإقليمية.أما الدول العربية المتنافسة على زعامة القضية الفلسطينية، فإنها قد تتعهد بتوفير الأموال البديلة عن الأموال الأميركية – وربما الأوروبية أيضاً – لكنها لن تتبنى استراتيجية دعم مستدام لفلسطين في موازناتها السنوية. بيع الكلام سهل وله وقع منعش على الآذان إنما هذا لا يساعد الفلسطينيين في التخلص من الاحتلال ولا في مواجهته بعصيان مدني ما لم تقدم الدول العربية كفالات وضمانات بعيدة المدى وتنفذ حقاً التعهدات المكدسة بتمويل السلطة الفلسطينية.بالتالي، على السلطة الفلسطينية التفكير العميق وهي تتوجه الى الأمم المتحدة هذا الأسبوع سعياً وراء دولة فلسطين. فإذا كانت الأولوية للمفاوضات، عليها اختيار استراتيجية تحسين ظروفها في إطار التفاوض. أما إذا كان الخيار البديل عن المفاوضات قرارها، عندئذ يمكن ان تتبنى استراتيجية التصعيد والمواجهة بدءاً بالتوجه الى مجلس الأمن سعياً وراء العضوية الكاملة.فاللجوء الى مجلس الأمن يعني الطريق السريع الى الفيتو الذي توعّد به الرئيس باراك أوباما والى مواجهة مكلفة لكل من السلطة الفلسطينية والإدارة الأميركية، مع اختلاف النسب. فالفيتو الأميركي سيحصد غضباً في العالمين الإسلامي والعربي وقد يغذي الرغبة بالانتقام، عكس ما تعتقد أوساط أميركية بناءً أولاً على مرور الفيتو الأميركي الأخير على مشروع قرار المستوطنات بلا ضجة ولا انتقام، وثانياً، على افتراض انشغال الربيع العربي بالأولويات المحلية وليس بالقضية الفلسطينية، إنما ماذا بعد الضجة العاطفية دعماً للفلسطينيين واحتجاجاً على السياسة الأميركية؟ هوذا السؤال الذي لا تتوافر إجابة أوتوماتيكية عليه في هذه الأجواء.الإدارة الأميركية نصبت لنفسها فخاً في تعهدها معارضة سعي الفلسطينيين الى الاعتراف بدولة فلسطين عبر الأمم المتحدة، على رغم مخاطبة الرئيس الأميركي نفسه الجمعية العامة السنة الماضية مبشراً بقيام دولة فلسطين ومتمنياً الترحيب بها أثناء هذه الدورة.فحتى مجرد التوجه الى الجمعية العامة للحصول على قرار يصنّف فلسطين «دولة غير عضو» أو «دولة مراقبة» في الأمم المتحدة تعتبره الإدارة الأميركية مؤذياً وتحاربه باعتباره ليس أقل سوءاً من التوجه الى مجلس الأمن سعياً الى عضوية كاملة. بهذا الموقف زجّت إدارة أوباما نفسها في خانة العزلة والإزدواجية في وقت دقيق وحرج من علاقتها بالتغيير العربي.فإدارة أوباما تدفع بمحاسبة النظام الليبي والنظام السوري في المحكمة الجنائية الدولية على جرائم حرب وربما جرائم ضد الإنسانية، لكنها ترفع درع الحماية للنظام الإسرائيلي من أية محاسبة حتى بعدما أكد أكثر من منظمة حقوق إنسان أميركية دولية، وأكثر من تحقيق ان إسرائيل وحماس معاً ارتكبتا جرائم حرب أثناء عملية «الرصاص المصبوب»، في فترة طلبت السلطة الفلسطينية عام 2009 من المحكمة الجنائية الدولية التدقيق فيها. المدعي العام في المحكمة الجنائية، لويس مورينو – أوكامبو المعروف بحماسته للإدعاء على القيادات العربية في السودان وليبيا وربما سورية، أصابته نوبة صمت عندما تعلق الأمر بتجاوزات القيادة الإسرائيلية.إذا أحسنت القيادة الفلسطينية الخيار فلعلها تستفيد من «الذهاب» الى الأمم المتحدة بالكف عن كل هذه البلبلة وتناثر القرار الفلسطيني والمزايدات العربية والتركية والإيرانية عليه، وتبني استراتيجية حكيمة.مثل هذه الاستراتيجية ينطلق من البناء على الاهتمام العالمي بما ستقرره القيادة الفلسطينية في شأن مصير الدولة الفلسطينية، أولاً، من خلال تجنب مجلس الأمن في هذا المنعطف والتوجه فوراً الى الجمعية العامة بقرار يعكس اعتراف أكثر من 126 دولة بدولة فلسطين ويمهّد الطريق لانضمام فلسطين، بصفة «الدولة» المراقبة، الى المحكمة الجنائية.إسرائيل تتعهد بالانتقام من نتيجة كهذه لأنها تعتبر نفسها فوق المحاسبة ومحصنة من أية محاكمة. انما بساطة قرار كهذا ستحرجها وستقطع الطريق على استخدامها القرار حجة أو ذريعة لغايات قد تكون في ذهنها. أما إذا قررت قطع المفاوضات لأن مركز فلسطين تعزز في الأمم المتحدة من «مراقب» بامتيازات الى «دولة مراقبة» حقوقها أقل من حقوق الدولة العضو، فليكن. عندئذ تكون إسرائيل واضحة في ما تريد حقاً بدلاً من بيع كلام حل الدولتين، وسيكون على الولايات المتحدة عبء الاستحقاق.المسألة، في نهاية المطاف، تقع بين سعي الفلسطينيين للجوء الى العدالة في وجه التجاوزات العسكرية لإسرائيل وبين سعي إسرائيل لقطع الطريق على العدالة بإجراءات تهدد بها، وتشمل دفن خيار التفاوض وتفعيل الخيار العسكري.
عباس: ذاهبون للأمم المتحدة عبر مجلس الأمن الدولي
أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس أنه سيتوجه الأسبوع المقبل إلى الأمم المتحدة عبر ''مجلس الأمن'' للحصول على عضوية دولة فلسطينية، معتبرا ذلك حقا شرعيا يهدف إلى إنهاء ''الإجحاف التاريخي'' الذي وقع بالشعب الفلسطيني.وقال عباس في خطاب في رام الله ''قرارنا الذي أبلغناه للجميع هو أننا ذاهبون إلى مجلس الأمن''. وأضاف أنه يتوجه للمنظمة الدولية للمطالبة ''بحق مشروع'' هو الحصول على عضوية كاملة لدولة فلسطينية ولإنهاء ''الإجحاف التاريخي'' بحق الشعب الفلسطيني.وتعارض كل من إسرائيل والولايات المتحدة مثل هذه الخطوة وتقولان إنه لا يمكن إنشاء دولة فلسطينية إلا من خلال المفاوضات المباشرة. وقالت واشنطن بالفعل إنها سوف تستخدم حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد أي محاولة للاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية.وأفادت وسائل إعلان ومصادر رسمية إسرائيلية بأن المسؤولين الإسرائيليين يتخوفون من أن يباشر الفلسطينيون ملاحقات قضائية دولية ضد الاستيطان في الضفة الغربية في حال قبول عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس إن انضمام دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة سيسمح للفلسطينيين بتقديم شكوى ضد الاستيطان أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وفقا لصحيفة ''هآرتس''. وصباح أمس اشتبك مستوطنون إسرائيليون مع مواطنين فلسطينيين في قرية قصرة شمال الضفة الغربية وفقا لمصادر أمنية فلسطينية وعسكرية إسرائيلية.وأوردت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن الجيش الإسرائيلي ينشر تعزيزات في الضفة الغربية المحتلة تحسبا لقيام تظاهرات مؤيدة للمبادرة الفلسطينية المزمعة في الأمم المتحدة في 23 أيلول (سبتمبر) لطلب انضمام دولة فلسطين.من جهته، أكد البيت الأبيض أنه يرغب بمساعدة الفلسطينيين للحصول على دولتهم ولكنه اعتبر أن الذهاب إلى الأمم المتحدة للحصول على اعترافها بهذه الدولة هو أمر ''غير مجد''.
فلسطيننا
عباس: اسوأ قائد لاسوأ مرحلة
فلسطيننا
لصحف البريطانية: أوباما مقيد بين دعمه لإسرائيل ووعده للفسطينيين.. "استقبال الفاتحين" لكاميرون وساركوزى فى بنغازى
وقالت الصحيفة فى تقرير لها تحت عنوان "أوباما مقيد بين اسرائيل ووعده للفلسطينيين" إن الرئيس الأمريكى لديه سبب وجيه لكى يسال نفسه ماذا قدمت له الحكومة الإسرائيلية حتى الآن.وأضافت أنه عندما طالب البيت الأبيض بوقف الاستيطان الإسرائيلى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة لإعطاء فرصة لمحادثات السلام وتم الضغط على نتنياهو إلا أنه فى المقابل بذل قصارى جهده لعرقلة أى محاولة لإجراء محادثات جديدة .واعتبرت الجارديان أن نتنياهو ذهب إلى أبعد من ذلك حينما قلل من شأن أوباما الحليف الأقرب له فى خطابه الذى القاه فى البيت الأبيض الذى القى فيه محاضرة على الرئيس الأمريكى فى التاريخ اليهودى وهو ما اغضب أوباما وأذله إلى حد كبير إلا أن الإدارة الأمريكية حاولت التخفى على الأمر.وأضافت الجارديان أن نتنياهو كان رابط الجأش واستمر فى الدعوة لصالح معارضى أوباما السياسية المحلية بطريقة تهدد أى زعيم أجنبى آخر يجرؤ على التدخل فى السياسة الأمريكية.واستطردت الصحيفة قائلة إنه بالرغم من كل ذلك استمر أوباما فى بذل املزيد من الجهود الدبلوماسية ومخاطرته بما تبقى من سمعة للولايات املتحدة فى العالم العربى لحماية إسرائيل من التحرك الفلسطينى فى الأمم المتحدة لإعلان الاستقلال من جانب واحد.
التليجراف:"استقبال الفاتحين" لكاميرون وساركوزى فى بنغازى وصفت صحيفة الديلى تليجراف البريطانية استقبال بنغازى لرئيس الوزارء البريطانى ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى بـ"استقبال الفاتحين" مشيرة الى انهم قوبلا بحفواة بالغة.وأضافت الصحيفة أن الزعيمين وعدا بمساعدة المجلس الانتقالى الليبى فى القبض على العقيد معمر القذافى.كما أبرزت تصريحات موسى ابراهيم المتحدث باسم القذافى التى انتقد فيها الزيارة قائلا إن الهدف منها لم يكن دعم المجلس الانتقالى الليبى وإنما الغرض الأساسى منها هو السيطرة على صفقات النفط الليبى .
وأضاف إبراهيم فى اتصال بقناة "الراى" السورية قائلا إن بريطانيا وفرنسا تخوفوا أن تسبقهم الولايات المتحدة والدول الأخرى فى السيطرة على الموارد الليبية ولذلك قامو بهذه الزيارة.وأكد إبراهيم أن المعارك فى ليبيا أبعد ما تكون عن نهايتها، قائلا إنهم مستمرين فى المقاومة والجهاد وأن لديهم القدرة على الفوز قائلا "أنا أقول هذا وأعرف السبب فى أننا قادرون على الفوز".
فلسطيننا
لصحف البريطانية: أوباما مقيد بين دعمه لإسرائيل ووعده للفسطينيين.. "استقبال الفاتحين" لكاميرون وساركوزى فى بنغازى
وقالت الصحيفة فى تقرير لها تحت عنوان "أوباما مقيد بين اسرائيل ووعده للفلسطينيين" إن الرئيس الأمريكى لديه سبب وجيه لكى يسال نفسه ماذا قدمت له الحكومة الإسرائيلية حتى الآن.وأضافت أنه عندما طالب البيت الأبيض بوقف الاستيطان الإسرائيلى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة لإعطاء فرصة لمحادثات السلام وتم الضغط على نتنياهو إلا أنه فى المقابل بذل قصارى جهده لعرقلة أى محاولة لإجراء محادثات جديدة .واعتبرت الجارديان أن نتنياهو ذهب إلى أبعد من ذلك حينما قلل من شأن أوباما الحليف الأقرب له فى خطابه الذى القاه فى البيت الأبيض الذى القى فيه محاضرة على الرئيس الأمريكى فى التاريخ اليهودى وهو ما اغضب أوباما وأذله إلى حد كبير إلا أن الإدارة الأمريكية حاولت التخفى على الأمر.وأضافت الجارديان أن نتنياهو كان رابط الجأش واستمر فى الدعوة لصالح معارضى أوباما السياسية المحلية بطريقة تهدد أى زعيم أجنبى آخر يجرؤ على التدخل فى السياسة الأمريكية.واستطردت الصحيفة قائلة إنه بالرغم من كل ذلك استمر أوباما فى بذل املزيد من الجهود الدبلوماسية ومخاطرته بما تبقى من سمعة للولايات املتحدة فى العالم العربى لحماية إسرائيل من التحرك الفلسطينى فى الأمم المتحدة لإعلان الاستقلال من جانب واحد.
التليجراف:"استقبال الفاتحين" لكاميرون وساركوزى فى بنغازى وصفت صحيفة الديلى تليجراف البريطانية استقبال بنغازى لرئيس الوزارء البريطانى ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى بـ"استقبال الفاتحين" مشيرة الى انهم قوبلا بحفواة بالغة.وأضافت الصحيفة أن الزعيمين وعدا بمساعدة المجلس الانتقالى الليبى فى القبض على العقيد معمر القذافى.كما أبرزت تصريحات موسى ابراهيم المتحدث باسم القذافى التى انتقد فيها الزيارة قائلا إن الهدف منها لم يكن دعم المجلس الانتقالى الليبى وإنما الغرض الأساسى منها هو السيطرة على صفقات النفط الليبى .
وأضاف إبراهيم فى اتصال بقناة "الراى" السورية قائلا إن بريطانيا وفرنسا تخوفوا أن تسبقهم الولايات المتحدة والدول الأخرى فى السيطرة على الموارد الليبية ولذلك قامو بهذه الزيارة.وأكد إبراهيم أن المعارك فى ليبيا أبعد ما تكون عن نهايتها، قائلا إنهم مستمرين فى المقاومة والجهاد وأن لديهم القدرة على الفوز قائلا "أنا أقول هذا وأعرف السبب فى أننا قادرون على الفوز".
فلسطيننا
بين موقعة الجمل ومعركة الحمير
كٌثر هم من يحاكمون في مصر في قضية تعرف اليوم بقضية "موقعة الجمل" وهي الحادثة التي استغلت فيها الدواب من خيول وجمال لمهاجمة المعتصمين في ميدان التحرير في خضم ثورة 25 يناير المصرية.
طريقة غبية ومتخلفة تنم عن عقلية بالية بائدة.
لم تمر الحادثة مرور الكرام، وأصر شباب مصر على مقاضاة المذنبين ومن دفع بهم ولهم ليكونوا عبرة لمن يعتبر.
في سوريا موقعة ومعركة من نوع أخبار، تُظهر مدى حقد ودموية واجرام أىة القتل الرسمية، التي لم يسلم منها لا بشر ولا حجر، حتى وصلت لغير البشر، وبالتحديد مجموعة من الحمير أكرمكم الله، قرر جنود الأسد البواسل قتلهم رمياً بالرصاص، ولا نعرف تحديداً للتسلية أم لإرعاب الناس، أم لسادية باتت علامة فارقة لهذا النظام البشع.
من يشاهد الشريط المصور والذي خرج للعيان يوم 14/09/2011 يصل لنتيجة مفادها أن هذا النظام ومجرميه وقاتليه، هم أقل آدمية ومستوى من تلك المخلوقات التي قتلوها بتلذذ.
لم تكن "الحمير" مسلحة ولا بينها مندسين من خيول أو أغنام! ولم تكن في جماعات إرهابية تطلق النار على قوات البواسل الأبطال المغاوير، ولم تهتف بسقوط الطاغية ونظامه البشع، كانت ترعى في أمان الله، إلى أن جاء أعداء البشرية والحياة ليقتلوها بدم بارد.
لا تستغربوا أن نكتب عن "الحمير"، فلقد بلغت بشاعة هذا النظام ومن يدافع عنه من أدعياء العروبة والقومية والمقاومة والممانعة مداها، واحتار في إجرامهم الكبار والصغار، وأدهشت قدرتهم على الكذب الجميع.
لا رحمة ولا شفقة، هم خارج حدود البشر والآدمية، فقدوا الاحساس والضمير، تحركهم غرائز لا تملكها حتى "الحمير" التي قتلوها.
إن كنت موقعة الجمل طريقة غبية ومتخلفة يحاكم أصحابها، برأيكم ما هو وصف من خاض معركة "الحمير" البطولية؟
فقط وفروا دقيقة من وقتكم واكتبوا "النظام السوري الحمير" على أي محرك بحث، وشاهدوا معركة "الحمير" لمناضلي ومقاومي وممانعي جيش الأسد المغوار.
لا نامت أعين الجبناء
قلقيلية : ندوة سياسية حول دور الشباب في دعم استحقاق أيلول
هل في الأرض ناس كالعرب؟!!
مـــن قــال إن الـعـار يـمـحوه الـغضب
وأمـامـنـا عـــرض الـصـبـايا يغتـصب
صـــور الـصـبـايا الـعـاريـات تـفـجرت
بــيـن الـعـيـون نــزيـف دم مـــن لــهـب
عـــار عــلـى الـتـاريـخ كــيـف تـخـونـه
هـمـم الـرجـال ويـسـتباح لـمـن سـلـب؟!
عـــار عـلـى الأوطــان كـيـف يـسـودها
خــزي الـرجـال وبـطش جـلاد كـذب؟!
الــخـيـل مــاتـت.. والــذئـاب تـوحـشـت
تـيـجـاننا عـــار.. وسـيـف مــن خـشـب
الـعــار أن يـــقـع الـرجال فـريـسة لـلعجز
مـن خـان الـشعوب.. ومن نهب
لا تـسـألـوا الأيـــام عــن مــاض ذهــب
فــالأمـس ولـــى،والـبـقـاء لـمـن غـلـب
مــــا عـــاد يــجـدي أن نــقـول بـأنـنـا..
أهــل الـمـروءة.. والـشهامة.. والـحسب
مــــا عـــاد يــجـدي أن نــقـول بـأنـنـا..
خــيـر الـــورى ديـنـا.. وأنـقـاهم نـسـب
ولــتـنـظـروا مـــــاذا يـــــراد لأرضــنــا
صــارت كـغـانية تـضـاجع مــن رغـب
حــتــى رعـــاع الأرض فـــوق تـرابـنـا
والـكـل فــي صـمت تـواطأ.. أو شـجب
الــنـاس تــسـأل: أيــن كـهـان الـعـرب؟!
مـاتوا..تـلاشوا. لا نـرى غـير الـعجب
ولــتـركـعـوا خـــزيــا أمـــــام نــسـائـكـم
لا تـسـألوا الأطـفـال عــن نـسب.. وأب
لا تـعـجـبوا إن صـــاح فـــي أرحـامـكم
يــومــا مــــن الأيـــام ذئـــب مـغـتـصب
عــــرض الـصـبـايا والــذئـاب تـحـيـطه
فـصـل الـخـتام لأمــة تـدعـي’ الـعـرب’
عرب وهل في الأرض ناس كالعرب؟!
بـطـش. وطـغـيان.. ووجــه أبــي لـهـب
هــــذا هــــو الـتـاريـخ.. شــعـب جــائـع
وفـحـيح عـاهـرة.. وقـصـر مــن ذهـب
هــــذا هــــو الــتـاريـخ.. جــــلاد أتــــي
يـتـسـلـم الـمـفـتـاح مــــن وغـــد ذهـــب
هـــــذا هـــــو الــتـاريـخ لــــص قــاتــل
يـهـب الـحـياة.. وقــد يـضن بـما وهـب
مــــا بــيــن خـنـزيـر يـضـاجـع قـدسـنـا
ومـغـامـر يـحـصـي غـنـائـم مـــا سـلـب
شـــــارون يــقـتـحـم الـخـلـيـل ورأســــه
يـلـقـي عــلـي بــغـداد سـيـلا مــن لـهـب
ويـــطــل هـــولاكــو عـــلــي أطــلالـهـا
يـنـعـي الـمـساجد.. والـمـآذن.. والـكـتب
كــبـر الــمـزاد.. وفـــي الـمـزاد قـوافـل
لــلـرقـص حــيـنـا.. لـلـبـغـايا. لـلـطـرب
يــنــهــار تـــاريـــخ.. وتــســقـط أمـــــة
وبـــكــل قــافــلـةعــمــيـل.. أو ذنــــب
ســـــوق كــبـيـر لـلـشـعـوب.. وحــولــه
يتفاخر الكهان مـــن مـنـهـم كــسـب
جـــاءوا إلــى بـغـداد.. قـالـوا أجـدبـت..
أشـجـارها شـاخت.. ومـات بـها الـعنب
قــــد زيــفــوا تــاجـا رخـيـصـا مـبـهـرا
’ حرية الإنسان’.. أغـلـى مــا أحــب
خــرجــت ثـعـابـيـن.. وفــاحـت جـيـفـة
عــهـر قــديـم فــي الـحـضارة يـحـتجب
وأفــاقـت الـدنـيـا عــلـي وجـــه الــردى
ونــهـايـة الــحـلـم الـمـضـيء الـمـرتـقب
صـلبوا الـحضارة فـوق نـعش شـذوذهم
يــا لـيـت شـيـئا غـيـرهــذا قــد صـلـب
هــي خـدعـة سـقـطت.. وفــي أشـلائـها
سـرقـت سـنين الـعمر زهـوا أو صـخب
حـــريـــة الإنـــســـان غـــايــة حــلـمـنـا
لا تـطـلـبـوها مــــن ســفـيـه مـغـتـصـب
هـــي تـــاج هـــذا الـكـون حـيـن يـزفـها
دم الـشـعـوب لـمـن أحـب..ومـن طـلـب
شــمـس الـحـضـارة أعـلـنت عـصـيانها
وضـميرها الـمهزوم فـي صـمت غرب
بــغــداد تــســأل.. والــذئــاب تـحـيـطها
مـــن كــل فــج. أيــن كـهـان الـعـرب؟!
وهــنــاك طــفــل فــــي ثــراهـا ســاجـد
مــازال يـسأل كـيف مـات بـلا سـبب؟!
كــهــانـنـا نـــامـــوا عـــلــى أوهــامــهـم
لـيـل وخـمـرفــي مـضـاجع مــن ذهـب
بــيـن الـقـصـور يــفـوح عــطـر فـــادح
وعـلي الأرائـك ألـف سـيف مـن حطب
وعــلـى الـمـدى تـقـف الـشـعوب كـأنـها
وهـــم مـــن الأوهــام.. أو عـهـد كــذب
فــــوق الــفــرات يــطــل فــجــر قـــادم
وأمــــام دجــلـة طــيـف حــلـم يـقـتـرب
وعـلـى الـمـشارف سـرب نـخل صـامد
يـروي الـحكاية مـن تـأمرك..أو هـرب
هــــذي الــبــلاد بــلادنــا مــهـمـا نـــأت
وتــغــربـت فــيـنـا دمــــاء.. أو نــســب
يــــا كــــل عـصـفـور تــغـرب كــارهـا
ســتـعـود بــالأمــل الـبـعـيـد الـمـغـتـرب
هــــذي الــذئـاب تــبـول فـــوق تـرابـنـا
ونـخـيـلنا الـمـقهور فــي حــزن صـلـب
مـــوتـــوا فـــــداء الأرض إن نـخـيـلـهـا
فــــوق الـشـواطـئ كــالأرامـل يـنـتـحب
ولـتـجـعـلـوا ســعــف الـنـخـيـل قــنـابـلا
وثــمــارهــا الــثــكـلـى عــنـاقـيـد اللهب
فــغــدا ســيـهـدأ كــــل شــــيء بــعـدمـا
يـــروي لنا التاريخ قـصـة مــا كـتـب
وعــلـي الــمـدى يــبـدو شــعـاع خـافـت
يـنـساب عـنـد الـفجر.. يـخترق الـسحب
ويــظــل يــعـلـو فــــوق كــــل سـحـابـة
وجــه الـشـهيد يـطل مـن خـلف الـشهب
ويــصــيـح فــيـنـا: كــــل أرض حــــرة
يـــأبــي ثــراهــا أن يــلـيـن لـمـغـتـصب
مــــا عـــاد يـكـفـي أن تــثـور شـعـوبـنا
غـضبا.. فـلن يجدي مع العجز الغضب
لــــن تــرجــع الأيــــام تـاريـخـا ذهـــب
ومــــن الـمـهـانـة أن نـقـاتـل بـالـخـطب
هـــــذي خــنـادقـنـا.. وتـــلــك خـيـولـنـا
عودوا إليها فــالأمـان لــمـن غــلـب
مـــــــا عـــــــاد يــكــفـيـنـا الـــغــضــب
مـــــــاعـــــــاد يــكــفـيـنـا الـــغــضــب
تعليق/إبراهيم إسماعيل(أبو محمد مهنا)
ماذا تنادي ياجويدة؟!
ماذا تنادي يا عجب ؟
ومن تنادي في غضب؟
أتنادي قوما من عرب ؟
لا يعرفون سوى الهرب
صاروا جيوشا من لعب
وتركوا القتال لمن غلب
العار فيهم قد وجب
والذل فيهم من ذهب
نبذوا الجهاد فأصبحوا
دمى صغيرة كاللعب
هجروا الكتاب وأقبلوا
يتراقصون مع الطرب
ماذا تنادي جويدة ؟
أتنادي قوما من حطب؟!
فليحرقوا أو يهملوا
دعهم نيام لا عجب
ياقومنا أين الجواب
فلا ملام و لا عتاب
أتلوم قوما من تراب؟
صار سلاحهم الخطب !
أتنادي قوما جلهم
قد ساء فيهم الأدب
لا يتقنون سوى الكلام
لا يعرفون سوى الصخب
أتنادي قوما بدلوا
بخالد أبا لهب؟!
هذا زمان المغتصب !!
لا تحزني قدس العرب
نبكيك والدمع انسكب
نبكيك آه وا كرب
إنا لنعلم أننا
بما جرى نحن السبب
إنا لندرك كلنا
يا حسرة تاه العرب
ألله نسأل نصرك
فالنصر آت واقترب
إبراهيم إسماعيل مهنا
رؤساء ومرتزقة
albasuni@hotmail.com
من الكلمات التي حرفت عن معناها الإيجابي الكريم – ككثير من الألفاظ العربية في العقود الأخيرة – كلمة المرتزق، فمعناها في أصل الوضع اللغوي: الباحث عن رزقه بالعمل الحلال الجاد، تقول العرب: ارتزق الرجلُ اللهَ تعالى إذا طَلب منه سبحانه الرزق، وارتزق من تجارِته، أو حرفته، إذا تعيَّش منها،والمرتزِقةُ: أصحاب الجرايات والرّواتب المقدّرة! ومثله في العامية (الأرزُقي) وكذا المسترزق الذي تحدث عنه ابن زريق البغدادي في يتيمته:
واللهُ قسَّم بين الناسِ رزقَهمُ .... لم يخلقِ اللهُ مخلوقًا يضيِّعهُ
لكنهم مُلئوا حرصًا فلست ترى .... مسترزقًا وسوى الغاياتِ يُقنعهُ
ثم طرأ معنًى عرفي جديد (حضاري) وغبي، فقد اقتصرت دلالة كلمة المرتزقة على أولئكالجنود المدربين المساعير، الذين يحاربون في أي جيش، من أجل المال فقط! ويقومون بمجازر وعمليات تذبيح تيب لها النواصي وتقشعر الأبدان!
ويكتسح شباك السينما الأمريكية الآن فيلم المرتزقة The Expendables من بطولة الأخ المتحضر سلفستر استالوني، الذي يحكي عن مجموعة من المأجورين الذين ارتكبوا مذبحة هائلة بقصد الإطاحة بديكتاتور يحكم إحدى دولة خيالية في أمريكا الجنوبية، كما رأينا من هؤلاء في فييتنام ولاوس وكمبوديا والعراق وأفغانستان وغيرها!
وهؤلاء المرتزقة يأتون من كل البلاد، ومن كل الأعمار، وهناك سماسرة ومقاولو أنفار (متعهدو توريد) لكن بأسماء أكثر تحضرًا مثل: الإتش آر، أو الهيومان ريسورسس، أو الموارد البشرية!
وهم درجات ومستويات: فالمرتزق الأبيض غير الأسود، والأميركي أو الغربي غير الأفريقي، من حيث الراتب، ومن حيث المعاملة، ومن حيث الحرص عليه!
وبمجرد أن يصل هذا المرتزق للشركة الخفية الغامضة (الإرهابية) التي اشترت روحه – بمقابل يومي أو أسبوعي أو شهري، وبمرتبات كبيرة بالعملة الصعبة - يجد من يدربه على العنف والقتل والتسلل والتطرف في الاستهانة بالأرواح، وتزوده بالسلاح النادر المدمر: قنابل، ورشاشات متطورة، وسلاح أبيض، ومتفجرات، وأدوات تفجير، وأدوات تجسس، ونظارات للرؤية الليلية، وكل ما يعين على أداء المهمات القذرة التي استأجر للقيام بها!
وقد صدرت كتب عديدة عن استعمال الغربيين للمرتزقة في حرب العراق، خلال السنتين الماضيتين – كما كتبت الشرق الأوسط - منها: «كلاب الحرب: الذين يحاربون حروب غيرهم»، و«مرتزقة: جنود المال، من قديم الزمان إلى حرب الإرهاب»، و«بلاكووتر: أكبر شركة مرتزقة في العالم»، و«رخصة للقتل: استئجار قتلة في حرب الإرهاب»، و«طريق الجحيم: رسائل من مرتزقة في العراق»، و«شركات المقاتلين: ظاهرة الجيوش الخاصة» وآخرها «قوانين الولد الكبير: مرتزقة أميركا في العراق» من تأليف ستيف فينارو، مراسل جريدة «واشنطن بوست» في العراق منذ الغزو ولثلاث سنوات تالية. وبسبب هذا الكتاب نال جائزة «بوليتزر» في الصحافة (قسم مخبر دولي)!
ولهم شركات كثيرة وكبيرة سيئة السمعة – ولا أدري أين القانون الدولي منها، وكيف ترخَّص، ومن يديرها، ومن يدرب جنودًها؛ غير أباطرة الحرب في الدول الكبرى الإرهابية: أمريكا وبريطانيا وألمانيا وإسرائيل وغيرها، تلك الدول (الديمقراطية، المتحضرة، التي تدين الإرهاب، ولا ترى النوم يا عيني من أجل حقوق الإنسان) وهي التي أرسلت للقذافي عشرات الألوف من المرتزقة، وزودت بمئات الآلاف منهم العراق، وأفغانستان، وفلسطين، ودولة جنوب السودان الوليدة التي قرأت أنها تستعين بها لتمرير احتفالات الاستقلال فيها! والعديد من دول آسيا وأفريقيا بالمرتزقة لدعم الانقلابيين، كما حصل في ليبيريا وجزائر القمر وغيرها!
ومن أسوأ شركات توريد المرتزقة شركة الماء الأسود الأمريكية العالمية! Black Water Worldwide المرتبطة بمنظمة فرسان القديس يوحنا، والتي تأسست وفق القوانين الأمريكية التي تسمح بمصانع وشركات عسكرية خاصة، وتعرضت لانتقادات واسعة بعد نشر كتاب "مرتزقة بلاك ووتر: جيش بوش الخفي" وقامت بفظائع ومجازر في العراق تكشف عن مدى (تحضر) الأمريكان، و(نزاهة) جنودهم الأشاوس، و(شرف) المرتزقة الذين استعان بهم الجيش الأمريكي ودلاديله من السياسيين العراقيين الروافض!
وكونها مرتبطة بفرسان يوحنا (أو فرسان القديس يوحنا) ((بالإنجليزية: Sovereign Military Order of Malta)، سوفرين ميليتري أوردر أوف مالطا، أو فرسان مالطا) تلك الفرقة العسكرية أو الجماعة الدينية الصليبية القديمة قدم الحروب الصليبية، أمر له دلالة ينبغي ألا تغيب عن أذهان المسلمين بحال!
وقد كتب اللواء الركن مهند العزاوي بعنوان: جيوش الظلام - جنود المصائب (المرتزقة)شركات الخدمات العسكرية الخاصة في العراق أدوراها القذرة وقدراتها:
(أن الارتزاق أصبح اليوم علنيًّا، وأن لهم متعهدين عسكريين خاصينMilitary Private Contractors وأنهم يقومون بأدوار خفية، وبمهام قذرة، وبخسائر لا تحسب على الجهد العسكري العام؛ ما يصرف الأنظار عن حجم الخسائر الحقيقية في ساحة المعركة، وأن لشركة بلاك ووتر تاريخًا أسود في الجرائم ضد البشرية في زيمبابوي وساحل العاج والسودان وأفغانستان والعراق! ولإضلال الناس عن حقيقة هذه الشركات القذرة فإنهم يطلقون عليه: شركات إدارة المخاطر Risk Management Companies)!
وكم اضطر أبناء المستعمرات للقتال عن مستعمريهم، وحمايتهم بأنفسهم وأرواحهم، غباء، أو خيانة، أو عمالة!
هل سمعت عن الفيلق الهندي سيدي القارئ؟
إن حكايته (تقطر تحضرًا، وتعكس نفسية الإنجليز المتقدمين) سمعتها من فم المفكر العظيم (المنسي) والكاتب الفذ الأستاذ محمد قطب متع الله به..
ومفادها أن الإنجليز (أجداد الأخ المتحضر توني بلير، بتاع الأخلاق البريطانية) في الحرب العالمية الثانية، كان يفتحون الطريق أمام جنودهم – قبل اختراع كاسحات الألغام - بقطعان من الكلاب والحمير والدواب، فإذا كان بالطريق ألغام مزروعة انفجرت في هذه الدواب، ونجا البشر من الموت والتشويه..
ولما لم يجدوا حميرًا كافية وكلابًا، وهم يقطعون صحراء العلمين التي لا تزال مليئة حتى يومنا هذا بالألغام، اضطروا لإيجاد حل..
وبسهولة وجدوه!
فقد استحمروا الهنود، وأرسلوا الفيلق الهندي المعاون لهم، يفتح لجنودهم ذوي الدم الأزرق الطريق.. بأجساد وأرواح الحمير الهنود!
وبعد الوصول كتب قائدهم لرئيسه: وصلنا/ لم نفقد أحدًا من جنودنا/ وهلك الفيلق الهندي عن آخره! تخيل!
وبلغ من استحمارهم هذا الهندي (المرتزق كرهًا) – وهم في بلاده – أن الضابط الإنجليزي كان إذا أراد أن يركب حصانه، جاءه الهندي (ابن البلد) فانحنى ليضع الخواجة رجله على ظهره، ويركب الفرس!
وفي إسبانيا طلب الجنرال الصليبي فرانكو من المغاربة أن يساعدوه في قمع ثورة شعبه، فأكره ملك المغرب مواطنيه على الذهاب لقتال الإسبان، ليرسم لهم بعد ذلك هو وشعبه الصليبي المتعصب أسوأ صورة لكائن بشري على الأرض، فقد رأيت كتابًا عن الصورة النمطية للمغربي في التاريخ الإسباني، تجعله حيوانًا لا إنسانًا، وكائنًا أبله غبيًّا متخلفًا بينه وبين العقل والتحضر مسافات شاسعات!
على كل حال فإن المرتزق - في العادة - فاتح طريق، أو كاسح ألغام، أو كاسر للمقاومة، بحكم شراسته، وتدربه العالي، وإمكاناته العسكرية، والأسلحة التي يحملها!
ونفسيته نفسية وحشية وأبعد ما تكون عن الأخلاق والقيم والدين، فهو يقتل الأطفال، ويغتصب النساء، ويدنس المقدسات، ويقتل جماعيًّا، ويدمر مساحات شاسعة، ويستخدم الأسلحة شديدة التدمير والخطر، ولا يبالي بقوانين دولية، أو محلية، ولا أعراف.. بل يستمتع بالقتل والذبح، كما رأينا من هؤلاء الأمريكان الشواذ الذين كانوا يلتقطون الصور بجانب جثث القتلى ذبحًا وهم يبتسمون ويمرحون! وكما رأينا من الصهاينة الذين أبادوا مساحات هائلة في غزة دون أن يطرف لهم جفن!
وهو غالبًا بائس يائس أو مقامر مغامر، أو مدمن شرس، ولا أشك لحظة أن المرتزقة المصريين (في ثورة 25 يناير) كانوا مجموعة بلطجية مدمني مخدرات وأصحاب سوابق وجرائم تكفي إحداها للإعدام!
وللمرتزق ثمنه لا شك، فاللعبة مقامرة/ روليت روسي/ فهو بين أن يتلقى أجرًا، أو يعود مشوهًا ذا عاهات، أو يموت فلا ينال مما اتفق عليه شيئًا..
وأزعم أنه ما دام كذلك فإنه بلا ولاء إلا للمال، أي إنه سيوالي من يدفع أكثر: خصمه الذي جاء لقتاله، أو شركته التي لم تدفع له ما يشبع نهمه!
ومن المرتزقة من يعمل عينًا/ جاسوسًا/ مرشدًا، كالمعلم يعقوب، وشاور، وابن العلقمي، وأشباههم..
ومنهم من يعمل مقاتلاً، وهم الكثرة، القاسية القلوب، الشرسة النفوسة، الفاقدة للعقول!
ومنهم من ينظِّف مكان الجريمة، وهم الأكثر دهاء ومكرًا، والأثبت قلبًا، والأقدر على المفاجأة والمراوغة!
ما علي من هذا كله لكن دعوني أطرق نقطة أخرى من جوانب الارتزاق:
ما حكم رئيس الدولة الذي يؤجر المرتزقة ضد شعبه؟
ما حكم المؤسسة الأمنية (الشرطة/ أمن الدولة/ المخابرات) التي تؤجر البلطجية والجرّاية وحاملي السنج والبلط لترويع شعبها؟ وكيف يتعامل القانون معها؟
ما حكم الدولة أو المؤسسة الأمنية التي يكون عدد المرشدين والبلطجية الرسميين والمستأجرين ثلاثة أمثال الجيش الرسمي للدولة!؟
ما حكم النظام الذي ثبت باليقين استئجاره لهجامة من راكبي الجمال والخيول، والمشاة الذين يقفون بجوار الشرطة الرسمية، شاهرين المدى، حاملين السيوف؛ لتنفيذ المهام القذرة ضد الشعب!
ما حكم الرئيس الذي يرتزق ويتجسس ضد دولته وجيرانه لصالح عدوها (كالملك إياه) والذي يتقاضى من عدوه العمولات، وينسق معه أموره الداخلية.. وذلك المختلس، الذي يقوم بالسرقات الاستئصالية، ويبيع الأصول لصالحه!
وشيء آخر مهم: هل المرتزقة فقط قتلة وتجار حروب؟
هل يوجد مثقفون مرتزقة وأقلام مرتزقة وأحزاب مرتزقة وساسة مرتزقة؟
أليست هنالك أقلام مرتزقة مهمتها الاغتيال المعنوي للشرفاء، وتدمير الأبرياء، وخنق كل صوت حر، ووطني شريف؟
أليس هناك إعلاميون مرتزقة يقدمون وصلات رقص للحاكم بأمره، يسبحون بحمده ويقدمون له الصلاة؟
ألم يكن هناك قضاة مرتزقة تبوؤوا كراسيهم بالظلم والأحكام الجائرة؟
ألم يكن هناك أكاديميون مرتزقة خانوا العلم والأمانة والوشاح الذي يلبسونه وتحولوا لزمارين في الحزب الوثني!؟
أريد آراء قانونية، ونصوصًا دستورية، ومعايير أخلاقية في الحكم على هذه الطائفة التي لا توجد حتى في عالم الضباع!
------------------
في قصيدته (مفقودات ) قال مطر:
زارَ الرّئيسُ المؤتَمَـنْ/ بعضَ ولاياتِ الوَطـنْ
وحينَ زارَ حَيَّنا قالَ لنا : هاتوا شكاواكـم بصِـدقٍ في العَلَـنْ
ولا تَخافـوا أَحَـدًا فقَـدْ مضى ذاكَ الزّمَـنْ!
فقالَ صاحِـبي حَسَـن: يا سيّـدي أينَ الرّغيفُ والَلّبَـنْ؟ / وأينَ تأمينُ السّكَـنْ؟/ وأيـنَ توفيرُ المِهَـنْ؟/ وأينَ مَـنْ يُوفّـرُ الدّواءَ للفقيرِ دونمـا ثَمَـنْ؟
يا سـيّدي لـمْ نَـرَ مِن ذلكَ شيئاً أبدًا!
قالَ الرئيسُ في حَـزَنْ: أحْـرَقَ ربّـي جَسَـدي! أَكُـلُّ هذا حاصِـلٌ في بَلَـدي!؟
شُكرًا على صِـدْقِكَ في تنبيهِنا يا وَلَـدي/ سـوفَ ترى الخيرَ غَـدًا.
وَبَعـْـدَ عـامٍ زارَنـا/ ومَـرّةً ثانيَـةً قالَ لنا: هاتـوا شكاواكُـمْ بِصـدْقٍ في العَلَـنْ
ولا تَخافـوا أحَـدًا فقـد مَضى ذاكَ الزّمَـنْ!
لم يَشتكِ النّاسُ فقُمتُ مُعْلِنـًا: أينَ الرّغيفُ والَلّبَـنْ؟/ وأينَ تأمينُ السّكَـنْ؟/ وأيـنَ توفيرُ المِهَـنْ؟/ وأينَ مَـنْ يُوفّـرُ الدّواءَ للفقيرِ دونمـا ثَمَـنْ؟
مَعْـذِرَةً يا سيّـدي/ وَأيـنَ صاحـبي حَسَـن؟
سقفان لإسرائيل، وسقفٌ واحدٌ للملك
د. فايز أبو شمالة
"لو كنت إسرائيلياً لخفت جداً"، هذه الجملة قالها الملك الأردني "عبد الله"، في سياق حديثه عن مستقبل إسرائيل، حين قال: "إسرائيل توجد في وضع هو الأصعب من أي وقت". وأزعم أن هذا الرأي هو السقف الذي ارتقى إليه معظم العرب والمسلمين، ما عدا أولئك الذين غسلت إسرائيل أدمغتهم بقدرتها الخارقة على فعل كل شيء، بالإضافة إلى المحللين السياسيين الإسرائيليين؛ الذين أوغلوا في تحليل كلام الملك، وتشعبوا في تفسير الأسباب الكامنة خلف حديثه المستهجن عن مستقبل إسرائيل المظلم أمام الأكاديميين والكتاب الأردنيين!
قال المحللون الإسرائيليون كل شيء عن خوف الملك على مستقبل مملكته، وعن الحراك الشعبي داخل الأردن، وعن الربيع العربي، وعن المتغيرات الدراماتيكية في المنطقة، وعن المزاج الشعبي في الأردن، ولكنهم لم يقولوا كلمة واحدة عن توصيات قيادة الجبهة الداخلية في دولة الصهاينة، التي أوصت مواطنيها بزيادة الحيطة والحذر، والاختباء في حالة إطلاق الصواريخ تحت سقفين وليس تحت سقف واحد!. وأضاف قائد الجبهة الداخلية في رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي، اللواء "إيال آيزنبرغ"، في محاضرة له أمام معهد أبحاث الأمن القومي في تل أبيب: "إن الأزمة بين إسرائيل وتركيا، وثورات الربيع العربي، تخلقان ظروفا من شأنها أن تؤدي إلى حرب شاملة في الشرق الأوسط". "إن ما يسمى بربيع الشعوب العربية، قد يتحول إلى شتاء إسلامي متطرف، وهذا يرفع منسوب احتمالات الحرب الشاملة إلى أعلى درجة، ويمكن أن تستخدم في هذه الحرب أسلحة دمار شامل.
فأين وجه الخلاف بين سقف الملك "عبد الله" وبين السقفين في حديث قائد الجبهة الداخلية؟ ولماذا يهرب الإسرائيليون من الحقيقة الساطعة التي تنتظر كيانهم؟ لماذا لم يرق لقيادة الجيش الإسرائيلي كلام قائد الجبهة الداخلية، فراحوا يبعثون برسائل اطمئنان للسكان من خلال علماء النفس، والاجتماع، والقيادات العسكرية العليا، والخبراء الإستراتيجيين، الذين حرصوا على بث روح الاطمئنان والثقة في نفوس الإسرائيليين.
في هذا السياق أجرت الإذاعة العبرية لقاءً مع رئيس الدائرة السياسية الأمنية في وزارة الحرب "عاموس جلعاد"، الذي راح يطمئن الجمهور، ويشيد بالوضع الأمني الإسرائيلي، ويؤكد أن إسرائيل تعيش أحلى أيام حياتها الأمنية، ولاسيما مع توقف العمليات الاستشهادية، وتوقف التفجيرات، وتوقف إطلاق صواريخ المقاومة من جنوب لبنان، والانضباط السائد في الضفة الغربية، وتواصل هدوء الجبهات العربية.
قبل عشرات السنين، حرص اليهود على إنتاج الخوف، وتصديره إلى العرب والمسلمين، بل واجتهدت المخابرات الإسرائيلية على إيجاد أسواقاً رائجة للخوف من إسرائيل، كان أهم زبائنها بعض القادة والزعماء العرب، الذين حرصوا على استيراد الخوف من إسرائيل، واحتكار توزيعه على الشعوب. لقد ظل الخوف من إسرائيل سائداً حتى جاء مقاتلو المقاومة الإسلامية في لبنان، ومقاتلو المقاومة الإسلامية في قطاع غزة، ولملموا شظايا الخوف المتناثر في الطرقات، وأعادوا تصنيعه من جديد، وكتبوا عليه جملة "لا إله إلا الله"، جملة مفيدة استعصى على المستورد الإسرائيلي للخوف أن يفك رموزها، حتى صارت الدولة التي اسمها "إسرائيل" هي المستورد الرئيسي للخوف في الشرق الأوسط.
حتى الحمير لم تسلم من جيش بشار الحمار
شاهدالفيديو:
فيتو أيلول يفضح امبريالية مجلس الأمن
سامي محمد الاسطل
باحث 00970598871101
samiastal@gmail.com
في حالة غريبة من حالات التعرية والبري لرُعاة حصانة الاحتلال الإسرائيلي وأحلافه؛ يجوب مقعد دولة فلسطين الأزرق عشرات دول العالم, يدخل بصورة حية ومباشرة إلى سكان المعمورة عبر البرلمانات والمؤسسات السيادية, في خطوة سياسية ودبلوماسية خطيرة على بساطتها الناعمة والهادئة؛ لكنها شاهد عيان للحالة التي يعيش فيها الشعب الفلسطيني المنكوب في إنسانيته.
يمثل هذا المقعد الطائر واقع وضمير عميد سفراء العالم الممنوع من مكانه في هيئة الأمم المتحدة, تتربع على هذا المقعد المكوكي شروحات محكية و مفصلة لملفات ثقيلة ومكدسة بكل أنواع الانتهاكات الإسرائيلية المحصنة عبر مجلس الأمن وعلى رأس هذه الانتهاكات نكبة شعب بأكمله, انتهاك حق تقرير المصير, الاحتلال, الاستيطان, أجيال من عقود اللجوء المركب والشتات, جرائم ضد الإنسانية, جرائم الإبادة الجماعية, انتهاكات القانون الدولي الإنساني .......الخ
ضمن خطى الحراك السياسي والدبلوماسي والإعلامي الفلسطيني اقتربت أعداد الدول التي تعترف بدولة فلسطين إلى ثلثي أعضاء المنظمة الأممية, لم يكن هذا الاعتراف نابعا من فراغ أو بمحض الصدفة؛ لقد كان استحقاقا للكيانية الفلسطينية القائمة أصلا, والتي استعصت على كل إجراءات الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى طمس كل ما يشير إلى فلسطين, فالشعب الفلسطيني في فلسطين يمثل خمسة ملايين نسمة, ولديه كل مقومات الدولة ومؤسساتها, وليس خافيا أن شرعيته منذ فجر البشرية, وللباحثين عن القرارات الأممية فهذا قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 181 الصادر عام 1947م الذي يشير إلى الدولتين, ثم تتابعت قرارات الجمعية العامة في الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
هل تضحي الولايات المتحدة الأمريكية بما حققته من تجميل صورتها في فترة الربيع العربي بعد تهاوي شعبيتها عقب حروب العراق وأفغانستان والحرب على الإرهاب؟ لا يخفى على أحد أن ما حققته الولايات المتحدة الأمريكية من انجازات مهمة أثناء الثورات العربية ممثلة في الإعلان عن دعم الديمقراطيات, والظهور في صورة الداعم للثورات العربية, وحدث لأول مرة مناداة بعض العلماء للتدخل الأجنبي, بل تقبيل العلم الأمريكي في ليبيا في إشارة قوية على نجاح السياسة الأمريكية نحو الاحتواء الشعبي للثورات لتلافي أخطاء وتداعيات التعامل مع الثورة الإيرانية في أواخر سبعينات القرن الماضي, وهل سيكون الفيتو الأمريكي فاضحا للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط والوطن العربي؟
تتذرع الولايات المتحدة الأمريكية عند رفع يد مندوبها بالفيتو حيال القضية الفلسطينية بالعودة للمفاوضات, عاد الفلسطينيون للمفاوضات آلاف المرات وتعاطوا بمرونة كبيرة جدا جدا خلال العشرين عاما المنصرمة منذ العام 1991م وقت مؤتمر مدريد حتى اللحظة, أغلقت الطرق أمام المفاوضات, واستفحل الاستيطان, وبقي الاحتلال حتى الألفية الثالثة, لم يبق إلا التوجه لهيئة الأمم المتحدة لنزع حق ممارسة السيادة الداخلية وفي العلاقات الخارجية وهي حق أصيل.
لكن إبعاد القضية الفلسطينية عن مجلس الأمن وصد كل المقترحات بالفيتو الأمريكي وكأن النظام الأمريكي يعود من جديد للامبريالية التي تعني الاحتكار وسيطرة الدول الكبرى على الصغرى وسياسة فرض مصائر الشعوب, إن قرار الفيتو هو مصادرة لأهداف الأمم المتحدة بل وأهداف مجلس الأمن ووظائفه الأساسية الممثلة بحق الشعوب في تقرير مصائرها.
في هذه اللحظات لن يعد الراعي الأمريكي حاجرا لمصير القضية الفلسطينية, وحتى عملية قطع الدعم عن الفلسطينيين لن تكون مأمونة الجانب, فالبديل انهيار السلطة الفلسطينية والفوضى, أو تبدل الدعم من الدول العربية وبذلك يعصى على الفتق الرتق, يبقى علينا كفلسطينيين التوحد, ونبذ الخلافات, واستحضار المصالح المشتركة, وإطلاق الحريات, أمام التحديات الكبيرة, والمصالح المتداخلة, إن تأخر المصالحة معضلة كبيرة ساهمت في تأخر العمل الوطني, وتشتيت الجهود, وتفرد الاحتلال بكل فصيل على حدة ينقصنا بعد أيلول مدلول للمصالحة مباشرة دون تأخر.--
سامي محمد الاسطل
samiastal@gmail.com
باحث من قطاع غزة
00972598871101
حتى لا ننسى لنا وللأجيال القادمة ذكرى مذبحة صبرا وشاتيل :
ا أحد يعرف ، حتى اليوم ، ماذا جرى ، بالتحديد ، في تلك الليلة المرعبة من ليالي ايلول الأحمر سنة 1982. فليس للضحية فم ليتكلم ، وما عاد للناجين ، الآن ، الا رؤى شبحية وكوابيس ، وأطياف تحوم في ظلال الذاكرة المنهكةأراد القتلة ان يهيلوا الركام على هذه الذاكرة ، وان يطمروا ، إلى الأبد، تفصيلات تلك المذبحة المروعة ، لكن ، هيهات لهم هذا الأمر، فالعدالة ، وان تكن تستفيق اليوم رويداً رويداً كخيوط الفجر، لا بد ان تبزغ يوماً وفي يديها سوط لاهب للقصاص التاريخي . وإلى ان تتمكن العدالة من القتلة حقاً . وتقتص للأبرياء فعلا ، فإن عقاب المجرمين اليوم. وحتى ذلك اليوم ، هو الخوف الذي لا ينفك يرجف أفئدتهم الذئبية . وكي لا تنتصر الضواري المعروفة أسماؤها جيداً . وتنجح في إهالة التراب على الوقائع الصحيحة للتاريخ القريب . ها نحن نعيد الرواية ، وسنظل نستعيد رائحة الأبرياء المقتولين في تلك الأيام ما دام ميزان العدالة لم ينتصب بعد ، وسوط القصاص لم يهتك الاستار التي تحجب القرائن والبينات ، وما دام القتلة طلقاء بلا عقاب او حساب
*****
في 16/9/1982 تمكنت مجموعة من الأوغاد من إهانة الإنسانية جمعاء ، حينما ولغت في دماء آلاف الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين الهاجعين المتعبين في مخيم شاتيلا . اليائس ، وفي حي صبرا المجاو ر. وعندما استفاق العالم على هول ما جرى في تلك الليلة الضارية ، كان المئات من الذين عميت عنهم عيون الوحوش الهائجة ، ونجوا من حفلة صيد الفلسطينيين هذ ه، يهيمون على وجوههم في غبار الأزقة المجاورة وقد روعتهم المأساة ، وأذهلتهم مشاهد القتل الهمجي التي حاقت بهم ، وأسلمتهم إلى رياح الشوارع بعدما فقدوا كل شيء تقريباً . كل شيء بالتمام : آباؤهم وأمهاتهم وأخوتهم وأطفالهم وزوجاتهم وبيوتهم وصور الأحبة وأشياؤهم الأليفة ، وباتوا في العراء تائهين في صقيع ما بعده الا صقيع الموت
المقدمات
ما إن وصلت القوات الإسرائيلية إلى مشارف بيروت في حزيران 1982، حتى بادر أريئيل شارون وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك ، ورفائيل إيتان رئيس الأركان ، وأمير دروري قائد المنطقة الشمالية ، وعاموس يارون قائد القوة التي ستحتل، لاحقاً ، مدينة بيروت ، إلى وضع خطة عسكرية تفصيلية لاقتحام بيروت الغربية ، ومنحت هذه الخطة دوراً تنفيذياً لـ« القوات اللبنانية » التي كان يقودها بشير الجميل رجل إسرائيل في ذلك الوقت ، والذي كوفئ برئاسة الجمهورية في ذلك العام . وقد أوضح أريئيل شارون بنفسه ، امام لجنة كاهان ، انه سمح بدخول ميليشيات حزب الكتائب إلى مخيمي صبرا وشاتيلا في 16/9/1982تطبيقاً لقرار اتخذته الحكومة الإسرائيلية في 15/6/1982 ، أي قبل ثلاثة شهور، ينص على إشراك « القوات اللبنانية » في الحرب. أما بنود هذه الخطة فكانت على النحو التالي - إعلان استنفار « القوات اللبنانية » على الأراضي اللبنانية كلها - اقتحام بيروت وفرض السيطرة على الشطر الغربي من المدينة ، وإقامة الحواجز الثابتة والمتنقلة فيها- تنظيم عملية دهم وتفتيش بحثاً عن مستودعات السلاح - اعتقال من تخلف من الفدائيين الفلسطينيين في المخيمات - اعتقال اللبنانيين المناصرين لمنظمة التحرير الفلسطينية والذين تعاونوا معها ومع ان بشير الجميل اغتيل ، بشكل مفاجئ وبعملية صاعقة لم يتوقعها الإسرائيليون البتة ، فإن الخطة لم تتغير قط، بل جرى تسريع فوري لعملية التنفيذ ، فوصل رفائيل إيتان إلى بيروت ليلة 14ـ 15/9 / 1982، وتبعه اريئيل شارون . وفي الساعة 3,30 فجرا عقد اجتماع في المرفأ حضره إيتان ودروري وفادي فرام وايلي حبيقة ، ووضعوا جميعاً خطة دخول « القوات اللبنانية » إلى المخيم ، وبدأت القوات تتجمع في مطار بيروت الدولي . وعند الثالثة بعد الظهر التقى عاموس يارون ايلي حبيقة وفادي فرام ووضعوا اللمسات الأخيرة لتطهير المخيمين ، واختير إيلي حبيقة قائداً للقوة التي ستدخل المخيم . وقد عرضت خطة دخول المخيم على مجلس الوزراء الإسرائيلي في 15/9/1982 وجرت الموافقة عليها . وفجر 16 ـ 17/ 9 / 1982 بدأت المجزرة . وعندما بدأ الهجوم اتصل أمير دروري بشارون هاتفياً في تل أبيب وقال له: « إن أصدقاءنا يدخلون المخيمات الآن . لقد أمرت بتسهيل دخولهم إليها مع قادتهم . فأجابه شارون: « مبروك. إن عملية أصدقائنا مسموح بها» السفير، 11/10/1982
وقائع وشهادات
على امتداد يومين متواصلين تبارى المجرمون بلا رحمة في تجريب «حضارتهم» الكلبية في القتل الوحشي وفي اصطياد الأطفال والفتيات والنساء والرجال. حتى الأطفال الرضع طعنوهم بالحراب ، وقطعوا أصابع الفتيات الصغيرات . وبقروا بطون النساء ، واغتصبت الشابات منهن . وما ان استراحوا في اليوم الثالث حتى كان نحو 3000 ضحية طمرت تحت الأرض او تعفنت فوق الأرض. احدى الناجيات الفلسطينيات روت ما رأت فقالت: « كان ابن عمي ، وعمره 9 شهور، يبك ي. فعلق أحدهم : لم أعد أطيق صوته ، وأطلق النار على كتفه . بدأت أبكي ، وقلت له : انه الوحيد الباقي من عائلتي . أخذه وقطعه من فوق رجليه نصفين ». وزينب المقداد (لبنانية ) قتلوا أولادها السبعة ، وكانت حاملا في شهرها الثامن . بقروا بطنها ووضعوا الجنين على ذراعه ا. أما وفاء حمود (لبنانية أيضاً فكانت مثلها حاملاً في شهرها السابع ، قتلوها وقتلوا أولادها الأربعةأحد المسلحين «المتحضرين» تباهى وتمرجل وقال: «بعض النساء اختبأ خلف بعض الحمير (...). ولسوء الحظ اضطررنا إلى اطلاق النار على هذه الحيوانات المسكينة كي نستطيع قتل الفلسطينيين المختبئين خلفه ا. لقد تأذت مشاعري عند سماع صراخ هذه الحيوانات الجريحة (...) وكان هناك كوخ صغي ر. فتحنا الباب عنوة ورأينا في الداخل رجلاً مسناً وزوجته وولدين في الخامسة عشرة والسادسة عشرة . أوقفناهم وبدأنا التفتيش . أحد الأولاد صرخ بنا : «كلاب اليهود» . ظنّ نفسه شجاعاً هذا الملعون . واحد منا أدخل حربته في قلبه . وبدأ صراخ العجوزين والولد الآخ ر. تعجبنا من صراخهم ، فنحن لن نقم بأي عمل يؤذيهم . جرّهم رفاقنا إلى الخارج باتجاه الشاحنات المنتظرة ، لكن لا أدري إذا كانوا وصلوا»دير شبيغل، 14/2/1983 أمام هذا الانحطاط المريع إلى ما دون ، الحيوانية المفترسة ، اضطر حتى رفائيل ايتان العنصري إلى مداورة الجريمة بالقول: الكتائبيون دخلوا إلى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بهدف تطهيرها من الإرهابيين ، وقتلوا بوحشية ومن دون تمييز الرجال والنساء والشيوخ والأطفال . وقتل الأبرياء هو أعظم الجرائم البشرية من رسالة إلى الجنود في مناسبة يوم الغفران ـ كيبور، 24/9/1982 ولمزيد من الاهانة لم يخجل مناحيم بيغن من التصريح امام الكنيست بعد المجزرة بما يلي: في شاتيلا وصبرا ثمة اشخاص غير يهود ذبحوا أشخاصاً غير يهو د. فماذا يعنينا ذلك ؟
المشاركون في المقتلة
شارك في هذه المقتلة نحو 400 عنصر حملوا ، فضلاً عن الأسلحة وكدليل على تحضرهم ، السواطير والفؤوس . وهؤلاء القتلة كانوا ينتمون إلى التشكيلات الحزبية التالية - كتيبة الدامور في «القوات اللبنانية» التي تولى فادي فرام قيادتها عقب اغتيال بشير الجميل مباشرة - مجموعة من «نمور الأحرار» التابعة لحزب الوطنيين الأحرار- مجموعة من حزب حراس الأرز الذي يرأسه إتيان صقر- أفراد من جماعة سعد حدادتولى إيلي حبيقة قيادة القوة المهاجمة ، واتخذ من مبنى الأمم المتحدة ، غرب مخيم شاتيلا ، مقراً له . وكان يساعده في قيادة المجموعات كل من : إميل عيد وميشال زوين (نائبه في جهاز الأمن) وديب أنستاز (قائد الشرطة العسكرية في القوات اللبنانية) وجيسي سكر (ضابط الاتصال مع الإسرائيليين) ومارون مشعلاني وجو إده. وفي ما بعد ، حاول من بقي حياً من هؤلاء الأشخاص ان يبعد كأس العار عن اسمه . لكن ، أنى له هذا المجد بعدما انزلق عدد ممن شارك في هذه المجزرة إلى إفشاء أسرارها ، فالمجرم جيسي سكر لم يتورع عن دعوة زئيف شيف ، الكاتب العسكري في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلي ة، إلى جولة في بيروت ، وقال له: «إذا أردت الاغتصاب فمسموح لك اغتصاب فتيات في الثانية عشرة فما فوق فقط ». وظهر ميشال زوين في 3/10/1982 في التلفزيون الإسرائيلي وتحدّث عن مشاركته في المجزرة ، وقال انه قتل بيديه 15 فلسطينيا (السفير، 4/10/1982) . واعترف بيار يزبك ، ممثل القوات اللبنانية في باريس ، بمسؤولية القوات عن المجزرة في حوار مع التلفزيون الإسرائيلي (السفير، 5/9/1984). وعلى الرغم من إنكاره المتكرر، فإن اسم إيلي حبيقة كقائد لعملية الهجوم على شاتيلا ورد في مصادر كثيرة ذات صدقية عالية . فقد أوردته «الغارديان في 25/9/1982 ، وذكره أمنون كابليوك في كتابه «تحقيق في مجزرة» ، ونقل روبرت فيسك في كتابه «ويلات وطن» عن مصادر سرية إسرائيلية ان ايلي حبيقة كان في شاتيلا على رأس مجموعات القتل، والاسم الوحيد الذي ورد في تقرير كاهان في شأن المجزرة كان اسم إيلي حبيقة، واتهم جوناثان راندل في كتابه «حرب الألف سنة» حبيقة بالمجزرة ، وإلى هذه المصادر كلها ، لم يستنكف المخرج فيرجيل كين عن اتهام حبيقة بارتكاب هذه المجزرة في الفيلم الوثائقي المشهور الذي عرضته محطة BBC بعنوان المتهم سنة 2001. وحسم زئيف شيف هذا الأمر بشهادته التالية: تلقى حبيقة في مقر قيادته مكالمة عبر جهاز الإرسال سأل فيها المتكلم ماذا عليه ان يفعل بخمسين امرأة وطفلاً ، فأجاب : إنها المرة الأخيرة التي تسألني فيها سؤالاً مثل هذا. انك تعلم تماماً ماذا عليك ان تفعل
مساخر التحقيق
أحال العماد فيكتور خوري قائد الجيش آنذاك هذه الجريمة إلى القضاء العسكري . وتولى المدعي العام العسكري أسعد جرمانوس التحقيق في هذه القضية . وتألفت لجنة التحقيق القضائية الخاصة من القضاة : أسعد دياب والياس موسى وفوزي داغر . وقام أسعد دياب بالكشف الفوري على مكان الجريمة . غير أن تقريره لم يتضمن أي تحقيقات او استجوابات . أما أسعد جرمانوس فقد رفع تقريره إلى الرئيس أمين الجميل وإلى المخابرات العسكرية . مؤخراً ادعى الرئيس أمين الجميل ان التقرير احترق عندما نهب بيت المستقبل ماذا كان يفعل التقرير في بيت المستقبل ؟ أليس مكانه الصحيح في ملفات رئاسة الجمهورية ؟. في أي حال ، فإن تقرير أسعد جرمانوس الذي وضع في 29/9/1982 يزعم ان ما جرى في المخيمين ليس مجزرة بل معركة خاضتها الميليشيات المسيحية. وان معظم القتلى الفلسطينيين هم من الذكور الذين قتلوا نتيجة لمعركة عسكرية ، وانه لم يقتل في المجزرة الا 7 نساء و8 أطفال فلسطينيين السفير، 3/12/1982، نقلا عن صحيفة «يديعوت أحرونوت»). فتخيّلوا! ويبدو ان ما قصد إليه أسعد جرمانوس هو تبرئة حزب الكتائب و«القوات اللبنانية». فقد جاء في التقرير ان لا أدلة على ان قيادة حزب الكتائب او قيادة القوات اللبنانية كانتا على علم مسبق بما حصل ، ولم يثبت من التحقيق ان أي أوامر صدرت عن هاتين القيادتين إلى مقاتليها للمؤازرة او للاشتراك بهذه العملية جريدة «النداء»، 21/6/1983، نقلا عن وكالة الأنباء المركزية أي تحقيق هذا الذي يزعم ان ما جرى في المخيمين ليس مجزرة بل معركة خاضتها الميليشيات المسيحية ، وان معظم القتلى الفلسطينيين قتلوا نتيجة معركة عسكرية ، وانه لم يقتل في المجزرة الا 7 نساء و8 أطفال؟ إن الوقائع الدامغة أثبتت ، بصورة قطعية ، بطلان هذا التحقيق ونتائجه . ومع ان مذبحة صبرا وشاتيلا غير محالة على المجلس العدلي ، ما يعني أنها ربما تكون مشمولة بقانون العفو عن الجرائم الصادرة في سنة 1995، الا ان الجريمة تبقى جريمة ولو شملها ألف عفو ، ولن تستطيع جميع الصلوات والأدعية وألاعيب الإخفاء السياسية ان تمحو هذا العار أبداً
أبو أرز يدافع عن مجزرة المخيمات: لسنا عرباً.. ولن ننسى شهداء إسرائيل
دافع رئيس تنظيم «حراس الأرز» اتيان صقر عن المذبحة التي ارتكبت في صبرا وشاتيلا، ووصفها بأنها رد فعل لبناني على اغتيال الرئيس المنتخب بشير الجميل وكان «أبو أرز» يتحدث في مؤتمر صحافي عقده في القدس في 1/12/1982، بعدما أنهى زيارة لإسرائيل ، عزى خلالها رئيس الوزراء مناحم بيغن بزوجته وأجرى محادثات مع عدد من المسؤولين الإسرائيليين وقال رداً على سؤال عن المذبحة نملك الحق الكامل بالتعامل مع أعدائنا في لبنان بالطريقة التي نراها مناسبة ، هذا شأننا الداخلي ، لا تتدخلوا بهوعندما سئل أكثر من مرة عن المذبحة رد بانفعال لماذا ينزعج العالم كله بشأن صبرا وشاتيلا بينما نقتل ونضطهد طوال ثماني سنوات من قبل منظمة التحرير الفلسطينية والسوريين أضاف في المؤتمر الصحافي الذي أعدته وزارة الخارجية الإسرائيلية انها رد فعل لبناني من أهالي وأقارب شهدائنا الـ100 ألف لبناني الذين قتلوا ، ورد فعل على اغتيال الرئيس المنتخب بشير الجميلوتابع يقول « لا تظنوا اننا قتلة ، نحن شعب متحضر » ، واتهم الفلسطينيين بمحاولة السيطرة على لبنان وقتلنا من الخلف.. أليس لنا الحق في الدفاع عن منزلنا وبلدنا ودعى إلى طرد الفلسطينيين من لبنان ، وتوقيع معاهدة سلام كاملة واتفاق دفاع مشترك مع إسرائيلوفي حديث خاص أجرته إذاعة إسرائيل قال «أبو أرز» .. إن الشهداء الإسرائيليين الذين رووا بدمائهم الأرض اللبنانية المقدسة ، نعتبرهم شهداء لبنان وشهداء «المقاومة اللبنانية» وهم أخوة لنا ونحن نشكر أهلهم ونعزيهم . ونحن على أتم استعداد ، باعتبار اننا شعب حضاري وشعب يحب السلام لكي نمد يدنا إلى الشعب الإسرائيلي البطل لكي نصل إلى اتفاق ومعاهدة دفاع مشترك تؤمن لأجيالنا الصاعدة ولأولادنا المناعة ضد الاضطهاد الدوري الذي نتعرض له كأقليتين في هذا الشرق من قبل العالم المعادي الذي يحيد بنا . وقال : ان الفلسطينيين طعنوا الشعب اللبناني في الظهر، لذلك لن يرضى اللبنانيون بعد المذابح التي ارتكبها الفلسطينيون بحقنا ، بعد الـ100 ألف قتيل الذين سقطوا نتيجة العدوان الفلسطيني والسوري على لبنان وضد الشعب اللبناني ، لن نقبل بعد الآن بتواجد الفلسطينيين على أرضنا ، بل ليتفضلوا ويتركوا لبنان إلى الدول العربية ، هذا العالم الفسيح الفارغ من السكان والغني جداً ، فليتركوا لبنان هذا البلد الصغير الذي لا يستوعب شعبين ، بل شعباً واحداً وبسؤاله عن العلاقة مع العرب قال ان الحكومة اللبنانية سارت بطريق الخطأ لمدة ثلاثين سنة ، واعتبرت لبنان بلداً عربياً ، وأدخلت لبنان الى ما يسمى بجامعة الدول العربية ، نحن نؤكد من خلال التاريخ ومن خلال الواقع والأرض والجغرافيا ان لبنان هو لبناني وليس عربياً وان الشعب اللبناني هو لبناني الانتماء والهوية ، نحن ننتمي إلى الأمة اللبنانية ولسنا جزءاً من الأمة العربية كما يدعون . هذه مغالطة تاريخية كبيرة . علمتنا الحرب ان نعود إلى أصالتنا اللبنانية وهويتنا اللبنانية ، وان نتعامل مع الدول
صرَّاف آلي مدرع في غزة
كل زبائن البنوك في العالم يراجعونها في مطلع الأشهر الجديدة، وهم فرحون مستبشرون، لأنهم يستقبلون شهرا سعيدا ومرتبا جديدا، إلا أكثر بنوك غزة، فمراجعة البنوك في غزة كابوسٌ ثقيل، يصيبُ الموظفين بالإحباط واليأس والهم والغم، لأنهم يستعدون لطوابير طويلة ومديدة في الشوارع والممرات تستمر ساعات وربما يوما أو أكثر، فتطغى معارك الطوابير على الفرحة، وتغتالُ بهجة استلام المرتب!!
كل موظفي العالم يشتاقون لرؤية ومصافحة الصراف الآلي، إلا زبائن البنوك في غزة، فالصراف الآلي في غزة، كما وصفه أحدهم: هو دواءٌ مُرٍّ سيء الطعم والرائحة، وقال عنه آخرون إنه كغرفةُ التعذيب في سجن جهاز مخابرات عربي.
فالصراف الآلي في غزة في كثيرٍ من البنوك، إما أنه يعاني من غيبوبة دائمة، أو أنه مصاب بعاهةٍ مستديمة، أو أنه مصاب بالغُصَّة، أو أنه يلاعب المنتظرين لعبة الاستغماية، أولعبة الثلاث ورقات!
أما الخدمة الوحيدة المتاحة طوال الوقت في الصراف الآلي هي الاستيلاء على البطاقات وابتلاعها، لإجبار أصحابها على مراجعة البنك في الأيام التالية، عقابا لهم على إلحاحهم وعلى إزعاجهم لغفوة الصراف الآلي العميقة!!
ولعلّ أطرف ما في أكثر بنوك غزة أنها قامت بوضع هياكل آلات صرافة، في عدة مناطق،غير أنها جثثٌ لا حياة بها، واكتفت فقط بصراف آلي واحد على بوابتها الرئيسة! وقامت بتفصيل إطار حديدي مدرَّع سميك لشاشة الصراف الآلي، وكأنه عدوٌ لدود للموظفين، يُخشى أن ينتقموا منه،مع قفل كبير، يُغلق من الخارج مساءً، عندما يكون الناس في حاجة ماسة إليه!!
ومن عجائب بنوك غزة، أن الموظفين لا يمكنهم أن يتنبأوا بنوع العملة التي سيتقاضون رواتبهم بها، فقد تكون رواتبهم الأساسية بالدولار، وعندما يطلبونها بالدولار يفاجأون بأن البنك لا يملك عملة الدولار فيضطرون لإعادة شراء الدولار بالشيكل الإسرائيلي أو بالدينار الأردني، ولكن .... بالسعر الذي يفرضه البنك، وغالبا ما يكون الفارق كبيرا، مما يسبب خسارة الموظف لجزء من مرتبه الشهري، نظير هذا الاستبدال القهري!!
فأكثر بنوك غزة يمكنها أن تُرغم زبائنها على ما تفرضه عليهم من عملات في كل الأوقات!
ومن غرائب المصارف في غزة أيضا، أن بعض العملات فيها تكون أغلى من سعرها في كل أنحاء العالم، وهذا بالطبع ليس بقياس السوق، وإنما بمقياس بنوك غزة!!
ففي غزة سوقٌ ماليةٌ عجيبةٌ غريبة، لا تخضع لأية تقييمات أو مواصفات أو تحليلات لخبراء الاقتصاد والمال ، والعذر الأزلي هو (الحصار والإغلاق) الذي يفرضه المحتل البغيض!
مع العلم بأن معظم دعايات البنوك والمصارف في الجرائد والمجلات تقول:
"نسهر على راحتكم.... نخدمكم أربعا وعشرين ساعة... من خلال خدمة الصراف الآلي في كل قرى ومدن الوطن"!!
الشيخ سلامة / يحذر من اقتحام المسجد الأقصى غداً، ويدعو إلي حمايته والمرابطة فيه
حذر الشيخ الدكتور/ يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى المبارك النائب الأول لرئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس من محاولات جماعات يهودية اقتحام المسجد الأقصى المبارك غداً الأحد، تلبية لدعوة عدد من المنظمات اليهودية، حيث يتزامن ذلك مع مطالبات يهودية بتسريع بناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى المبارك .
وأكد سلامة أن المسجد الأقصى المبارك مسجد إسلامي بقرار رباني، وهذا القرار لن يلغيه أي قرار يصدر من هنا وهناك، كما حذر من العواقب الوخيمة المترتبة على مثل هذه الدعوات .
وناشد الشيخ سلامة حراس المسجد الأقصى وسدنته، وأهلنا في المدينة المقدسة ، وأهلنا فلسطيني الداخل، الذين يشكلون جميعاً رأس الحربة في الذود عن الأقصى والمقدسات، بضرورة شد الرحال إلي المسجد الأقصى، حيث أثبتوا أنهم الحراس الأمناء المدافعون عن المسجد الأقصى والمدينة المقدسة ومعهم كل أبناء الشعب الفلسطيني .
كما طالب أبناء الأمتين العربية والإسلامية بوقفة جادة من أجل الأقصى والقدس والمقدسات، وبضرورة أن تكون القدس حاضرة عندهم، وكذلك دعم صمود المقدسيين كي يبقوا مرابطين فوق أرضهم، وذلك في شتي المجالات التعليمية والإسكانية والصحية والتجارية والثقافية، فارتباط الأمة بالأقصى ارتباط عقدي وليس ارتباط انفعالياً عابراً ولا موسمياً مؤقتاً .
هجمة شرسة جديدة على اللاجئين الفلسطينيين في العراق.. من المستفيد؟
يتعرض اللاجئون الفلسطينيون في العراق لهجمة شرسة منهجية منظمة ومن جهات مشبوهة رسمية وغير رسمية تسعى لتهجير من تبقى من الفلسطينيين في ظل صمت عربي ودولي وبشكل خاص من المفوضية العليا لشئون اللاجئين المكلفة بتوفير الحماية للاجئين الفلسطينيين في العراق.
وآخر هذه الهجمات ما تعرض اليه مجمع البلديات في العاصمة العراقية بغداد خلال العشرة ايام الاخيرة من مداهمات للبيوت الامنة وتكسير للابواب والاثاث والممتلكات واطلاق الشتائم والسباب والتهديد بالقتل بحق اللاجئين الفلسطينيين والبحث عن مطلوبين بحجة انتمائهم لمنظمات ارهابية الامر الذى ادى بستة عائلات حتى اعداد هذا التقرير الى مغادرة العراق واللجوء الى سوريا.
وللوقوف على الاوضاع اكثر اتصلنا بالاستاذ محمد توفيق مشيمش الملقب بابو انس وهو احد وجهاء اللاجئين الفلسطينيين في العراق والذي تمكن من الوصول الى العاصمة السورية دمشق بعد ان لاحقته تلك الجهات المشبوهة كما قال، وسألناه عن الدوافع وراء تلك الهجمة الشرسة فقال "بانه لم يعجب البعض حالة الاستقرار التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في مجمع البلديات تحديدا خاصة مع عودة اكثر من مائة شخص من الدول الاسكندنافية وغيرها ممن اضطروا الى مغادرة العراق ابان السنوات الاخيرة، وكانه يراد للاجئين الفلسطينيين في مجمع البلديات ويصل عددهم حوالي ثلاثة الاف لاجئ من اصل 7500 لاجئ في العراق مغادرة البلديات ان لم يكن الى الداخل العراقي في اماكن اخرى فالى خارج العراق".
نحن بدورنا في منظمة "ثابت" لحق العودة نستنكر تعرض اي من اللاجئين الفلسطينيين المقيمين ضيوفا في العراق الى ان يعودوا الى ديارهم التي طردوا منها من فلسطين ابان النكبة في العام 1948، وندعوا جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي والمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان والمنظمات الدولية ذات الصلة، بالالتفات الى معاناة اللاجئين في العراق وبالتالي نحث السفير الفلسطيني في العراق على الالتفات الجاد تجاه ما يجري، ونسال عن دور المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ونطالبها بالتحرك سريعا وتوفير ما يلزم من احتياجات للاجئين ان على المستوى المادي او المعنوي.
منظمة ثابت لحق العودة
بيروت في 17/9/2011 --
علي هويديالمدير العام لمنظمة "ثابت" لحق العودة
أيها الأردنيون لا تحملوا الفلسطيني خطاياكم
شن بعض الكتاب الأردنيين حملة طويلة عريضة ولا زالت مستمرة، حمل بعضهم الشعب الفلسطيني كله الآراء التي وردت من جماعة من فلسطيني الأردن كشف عنها "ويكيليكس" مؤخرا.ولا أحد ينكر أن الظلم واقع على الفلسطيني والأردني في الأردن، بل هذاقدر العرب كلهم في كل مكان في زمن التخاذل هذا.وحتى هذه اللحظة لم يسأل أحد من هؤلاء الكتاب الأردنيين، من الذي جاء بهؤلاء الذين وردت أسماؤهم عبر "ويكيليكس" الى مراكز السلطة؟ وكيف صاروا وزراء ونوابا وأعيانا؟ نحن لا نعرفهم، وكيف يمثلنا من لا نعرفه، كل ما نعرفه عنهم بأنهم إمتداد لأنفار صاروا في الأردن فجأة من الزعامات التي لا يشق لها غبار، وذلك بعد ضم الضفة الغربية الى الأردن، وما نعرفه أيضا عنهم أنهم كانوا على لائحة القتل من قبل ثوار فلسطين بسبب الخيانة أوبيع الأرض وفي الأغلب كلاهما. بل أن أحد الذين أوردت رأيه "ويكيليكس" وهو عادل إرشيد إبن أحد من قتلتهم الثورة عام ١٩٣٨ وهو أحمد إرشيد وعمه فريد إرشيد (وزير ونائب وعين في الأردن) كان قاتل قائد ١٩٣٦ عبد الرحيم الحاج محمد أو المساعد الرئيسي على قتله حين حاصر هذا البطل حتى وصل الإنجليز بطائراتهم، وهل يمثلنا هؤلاء ....؟ فهؤلاء لا خير فيهم لوطنهم وشعبهم فهل تتوقعون أن يكون فيهم خير للأردنوأهله، مع أني أجزم بأن كل هذه الزوبعة أثيرت من قبل الصهاينة وجندوا لها هؤلاء لغاية في نفس يعقوب.أحدهم قطع الثوار قدمه وصار وزيرا للدفاع في الأردن، وآخر كان على حافة الجنون بعد أن وضع الثوار القنابل في غرفة نومه للمرة الرابعة عام ١٩٣٧، عالجه الأنجليز ولم ينفع معه، صار وزيرا للبلاط في الأردن، وأحد الذين أرتكبوا جرائم دموية لترحيل المزارعين الفلسطينيين عن أراضيهم لصالحالصندوق القومي اليهودي حين كان يشتري الأراضي من قبل ملاكيها، صار وزيرا للإقتصاد الوطني في الأردن، زميل له في المهنة مع الصندوق القومي اليهودي حاول أن يعود للكيان الصهيوني عام ١٩٤٩، فكان رد الكيان الصهيوني " ماضيك يثبت أنك أرتكبت جرائم إنسانية، لا يحق لك المواطنة في دولةإسرائيل" مع أن هذه الجرائم أرتكبوها لصالح الصهاينة.وغيرهم كثر ما أسود ماضيهم، فلم يمثلونا هؤلاء قط.. ولا يعزون علينا أبدا من يعز علينا هم الشرفاء الذين طردتهم الأردن كقادة حماس، في اللحظة التي كان يجول ويصول فيها محمد دحلان ومحمد رشيد واشباههم في شوارع عمانكالملوك.يعز علينا أن تأتي أسرة من حيفا الى عمان ما كانت تسير خطوة في شوارع حيفا الا والحراسات البريطانية واليهودية تحيط بها من كل جانب، وهي عائلة شكري التي باعت أراضي حيفا وأوقافها بمساجدها وقبورها، وتفتح بنكا في عمان يسمى البنك العثماني فتنهبه وتفتح بنكا آخرا وهو بنك القاهرة عمان ولا زال يعمل ولم يسألهم أحد .. يا أهل الأردن.ثم أن الشعب الفلسطيني أمام كارثة ألمت به منذ ما يقرب من مئة عام، وهو بحاجة للوقوف معه من كل شريف ولا تمييز بين أردني وفلسطيني، مع أننا نضطرلإستخدامها تمشيا مع سنة سايكس بيكو، فقبل أن يتجبر علينا الغرب والصهاينة ما كنا نعرف لهذه التسميات طريقا، لقبيلة بني حسن الأردنيةوحدها ١٧ قرية في ضواحي القدس، فكيف نميز بينهما؟ نصف الكرك خرجت مع صلاح الدين الأيوبي حين فتح القدس وهؤلاء أقاموا في فلسطين، وربما عاد أكثرهم بعد النكبة، فهل نميز بينهما؟ وألم تكن السلط ونابلس منطقة واحدة؟ ثم ألم يقودنا البطل الشهيد محمد الحنيطي رحمه الله، هل نقول له لا يصحلك يا أردني، ألم يقودنا البطل الأردني الأمير راشد بن خزاعي الفريحات رحمه الله .. وهو العربي الوحيد في كل عواصم العرب الذي لبى نداء الثورة حين أطلقه عز الدين القسام رحمه الله.. وغيرهم كثر ..هؤلاء هم من يمثلنا ولنا الفخر أن يمثلونا لا الخونة والعملاء.ومن يمثلنا هم الذين تركوا خلفهم ثلاثون ألف يتيما في ثورة ١٩٣٦- ١٩٣٩،ولم يلتفت إليهم الزعماء الذين تعهدوا للشعب الفلسطيني بأن الصديقة بريطانيا ستمتثل لمطالبهم، وطلبوا الإعتماد على نواياها الحسنة، إبن زعيم عربي وزعيم فيما بعد، طلب مجموعة صبيان من هؤلاء الإيتام بشرط أن تكونبشرتهم بيضاء وشعرهم أشقر وعيونهم زرقاء، فردت جمعية نسائية عليه، بأنها لن ترسل له بإظفر واحد منهم وفضحنه!.
البطش لأهالي مخيم الجليل: كما إستقبلتموني اليوم سأستقبلكم في أرضكم فلسطين
على غير عادته غص مدخل مخيم الجليل للاجئين الفلسطينيين بالحشود من أهالي المخيم والجوار اللبناني الذين تجمهروا قبل ساعة، بانتظار وصول ضيفهم الكريم الذي يحمل في ثناياه رائحة تراب الوطن وآلاف الحكايا عن قصص المجاهدين وبطولاتهم، وعن معاناة الصامدين في غزه المحاصرة وآهاتهم، كان مخيم الجليل المتربع في قلب سهل البقاع على موعد مع القيادي في حركة الجهادي الإسلامي في فلسطين الشيخ المجاهد خالد البطش القادم من قطاع غزه.
إستقبال حار
عند الساعة الثانية عشر ظهراً وصل موكب القيادي البطش الى مخيم الجليل يرافقه عدد من قادة الحركة في لبنان، فتعالت الزغاريد والتكبيرات وسارعت النسوة الى رش الأرز من على أسطح المنازل والشرفات، وكان في إستقباله ممثلي الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية...
وفي كلمة ترحيبية أثنى أمين سر اللجنة الشعبية كارم طه على القيادي البطش وشكره على زيارته لمخيم الصمود مخيم الجليل، الذي ما زال يعاني كل يوم كما يعاني باقي المخيمات من آهات الفراق والبعد عن الوطن، ومن جهته أشاد البطش بإستقبال أهالي المخيم له فقال: كما إستقبلتموني اليوم سأستقبلكم في أرضكم فلسطين قريباً إن شاء الله، معتبراً أن مخيم الجليل "غالي على قلوبنا وإسمه على إسم الجليل في فلسطين ما يعني أننا لم ولن ننسى أرضنا فالفرج قريب بعون الله والعودة تزداد قرباً يوم بعد يوم"، في حين أكد "ان فلسطين التي خرجتم منها هي في انتظاركم وتناديكم فيما القدس تفتح المحراب للصلاة، ومن بعلبك، نؤكد أن هذا قريب، ونؤكد أن العدو الصهيوني في مأزق والمقاومة والجهاد هما الخيار لتحرير الارض، والسبيل الوحيد للعودة وهما الطريق الاقصر نحو فلسطين".
وفي نفس السياق وعقب صلاة الظهر التي أداها الشيخ البطش في مسجد مخيم الجليل، شدد البطش على توحيد الصف الفلسطيني وتوحيد الكلمة والألفة والمحبة وأن ننشر الحب لغة بيننا وأن يعطف الكل على بعضه، فالمسلمون كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً.
زيارة لمكتب حزب الله
تضمنت زيارة البطش عدة انشطه بدأها بزيارة لمكتب قيادة حزب الله في البقاع حيث كان في استقباله أعضاء وكوادر الحزب في المنطقه، حيث إستقبل استقبالاً حاراً وطيباً - بحسب البطش - الذي اعتبر الزيارة تأكيد على الخيار المشترك في المقاومة وإسترجاع فلسطين كل فلسطين، وقال مخاطباً الأخوة في حزب الله "قضيتنا واحدة وسلاحنا واحد وعدونا واحد والدم واحد من الشهيد القائد فتحي الشقاقي الى الشهيد السيد عباس الموسوي والشهيد القائد عماد مغنية"، ودعا الأخوة في حزب الله للعمل على تشكيل وفد برلماني لزيارة المخيمات والوقوف على معاناة أهلها وتلمسها عن قرب، وبالتالي رفع معناة هذا الشعب الصامد الى مجلس النواب اللبناني والعمل على قرار جريء يمنح اللاجئ الفلسطيني فرصة في العيش بكرامة وسلام وطمأنينة، مؤكداً إن هكذا قرار سيساعد اللاجئين للعودة الى فلسطين وليس العكس وهو التوطين. من جانبه قال نائب مسؤول منطقة البقاع في حزب الله الحاج أحمد المذبوح "نرحب بالقيادي البطش على الزيارة الكريمة من الارض الكريمة، ونؤكد على المحبة والشوق والمودة التي تربطنا بالشعب الفلسطيني" وشدد المذبوح على أن فلسطين قضيتنا كانت ومازالت وستبقى حتى تحريرها من دنس الكيان الغاصب.
لقاء حواري في المخيم
في مركز ماجد ابو شرار في مخيم الجليل نظمت حركة الجهاد الاسلامي لقاء حوارياً للشيخ البطش مع أهالي المخيم والفصائل والاحزاب الفلسطينية واللبنانية، حيث تحدث خلالها البطش عن دور الأمة مؤكداً على ان ألأمة قد تتراجع وقد تهزم أحياناً ولكننا لن نتخلى عن فلسطين ولو أعطينا كل أراضي الدنيا ولن نقبل عوضاً عن حيفا ويافا وعكا، ففلسطين وعد الله ومسرى النبي المختار، وقد جاء العالم بشذاذ الآفاق من الصهاينة الى أرضنا ولكن شعبنا لم يمت ولم ولن تصدق مقولة غولدامائير حين قالت الكبار يموتون والصغار ينسون...
من ناحية أخرى اعتبر البطش أن الشعب الفلسطيني في غزة لم يعد يكره الحصار وقد تعايش معه وأصبح جزءً يومياً من حياته، فقد دحرنا الإحتلال الصهيوني من غزة وسندحره إن شاء الله في أي مواجهة مقبلة فقد بنينا قوة عسكرية أكثر بعشرة مرات على ما كنا عليه في آخر حرب مع العدو عام 2008.
لقاء مع ممثلين الفصائل والاحزاب ووجهاء المدينة
أخيراً التقى البطش وفداً من الفصائل الفلسطينية والاحزاب اللبنانية ووجهاء مدينة بعلبك وممثلين عن مجلس البلدية في مركز الإمام الخميني الثقافي. فالقى كلمة بعلبك نائب رئيس بلدية بعلبك الأستاذ عمر صلح، رحب فيها بالضيف مؤكداً على أهمية التكامل بين المقاومة في لبنان وفلسطين في سبيل تحقيق الإنتصار على العدو الصهيوني، كما توجه بالدعوة لفك الحصار عن غزة والعمل من أجل تعزيز المقاومة وتحرير فلسطين. ثم تحدث القيادي البطش مؤكداً على دور بعلبك في المقاومة والجهاد ومشدداً على التمسك بالثوابت وداعياً الى التنبه للمؤامرة التي تطال الشعب الفلسطيني ولا سيما تهويد القدس والمسجد الأقصى إضافة الى طرد الفلسطينيين من ديارهم في صناعة مزيفة للتاريخ حيث يتم الآن العمل على إستجلاب مئات آلاف اليهود من الهند الى الضفة لتهويدها، مؤكداً على ضرورة مواجهة هذه الهجمة عبر خيار المقاومة لانها الطريقة الوحيدة التي اثبتت فاعليتها في لجم العدو، وتطرق البطش الى الأوضاع في غزة وكيف تحولت الأمور الى الأفضل، وشدد على أهمية استمرار الجهاد في مرحلة الثوارت العربية والمتغيرات التي رأى أنها تصب في صالح القضية الفلسطينية والمقاومة وأن العدو بدأ يخسر حلفاؤه من الرؤساء العرب ونحن نكسب الشعوب، وقال "العرب لم يجربوا حتى اليوم إقتحام الحدود مع فلسطين المحتلة، وإن جربوا الدخول اليها سيفر العدو الصهيوني وستنهار دولتة عند اول إختراق للحدود.
كذلك تطرق البطش للمصالحة الفلسطينية فقال "نحن اليوم بإنتظار تطبيق البنود كافة معتبراً أن ما يعرقل المصالحة اليوم هو إستحقاق ايلول، مؤكداً على ان الحركة مستعدة لأن تكون جزءاً من منظمة التحرير ان تم التوافق على الثوابت وان لم يتم الإتفاق فنحن شركاء في الجهاد والمصير.
أخيراً أكدَّ البطش ان اللاجئيين الفلسطينيين هم ضيوف في لبنان ولا يمكن أن يستبدلوا المدن الفلسطينية بمخيمات اللجوء، داعياً الى دعم اللاجئيين الفلسطينيين في تحصيل حياة كريمة لهم لحين عودتهم.
_ Mobile : 00961 3 084671tel
الناطق الرسمي باسم الحركة السورية للديمقراطية و العدالة
يا أبناء شعبنا السوري المجاهد
يا أبطال ألثوره ألسوريه ألمباركه
ستة أشهر انقضت على الثورة عمدت سوريا بدماء الشهداء؛ بعمليات عسكرية متنقلة من منطقة إلى أخرى شملت الساحة السورية مدنا و أريافا و قصف لمخيمات ألفلسطينيين في اللاذقية و سوريين على الحدود مارست فيها الوحدات العسكرية و الامنية سياسة الأرض المحروقة و ألحقت الأذى بالبشر و الشجر و الحجر حتى طالت الحيوانات. ستة أشهر تتساقط فيها كالمطر الطلقات و قذائف الأسلحة ألمتوسطه و المدافع ألرشاشه و الدبابات على الأبرياء فمنهم من سقطوا شهداء صرعى و آخرون جرحى؛ و أكثر ما يؤلم تلك المرأة الحامل التي ضربها وغد بأخمص بندقيته فطرحها أرضا مغميا عليها مضرجة بدمائها و قد أجهضت جنينها البرئ بما يتناقض مع كل شرائع الأرض و السماء و حقوق الإنسان.
لقد تفنن هؤلاء الأوغاد الأوباش في التخريب و التدمير و سرقة و نهب كل ما تصل إليه أيديهم و تفننوا بالقتل و التعذيب و العالم يشاهد على شاشات الفضائيات البشاعة و الفظاعة التي يتعامل بها المجرمون الساديون مع المواطنين و انتهاكات لحقوق الإنسان يفوق حد التصور أفرزته مخيلاتهم ألمريضه و تقشعر منها النفوس و الأبدان؛ إذ يطئون بأحذيتهم على رؤوس و أجساد الأحرار رافعي شارات النصر كأنهم عادوا من الميدان و حرروا الجولان التي سلمها أبائهم و أسيادهم؛ انه غيض من فيض و الواقع أدهى و أمر مما تصوره الكاميرات و تعرضه الشاشات.
إن رهان النظام على نجاح استخدام القوة بددته الأشهر الستة المنصرمة لأنها أضغاث أحلام يقظة لعقل مريض متخلف يعيش الماضي ولا يعي الحاضر و اخذ العبر؛وان العنف و القوه لم ولن تحل ألازمه بل زادتها حدة فالدم يديم شعلتها و يزيدها التهابا .
أيها السوريون الأحرار
تدعو الحركة السورية للديمقراطية و العدالة جميع مؤيدي النظام لوقفه تأمل و مراجعه و الالتحاق بركب ألثورة؛ فسفينة النظام غارقة لا محالة و قد نفذ الزمن ولم يبقى إلا اقله و عليهم الإسهام بالضربة القاضية ؛و نخص بالدعوة الاخوة العلويون لأنهم يملكون مصادر القوة؛ نطالبهم أن يعبروا عن وطنيتهم و غسل العار الذي ألحقه بهم النظام ابتداءاً من تسليم الجولان و تخاذله أمام العدو و استخدامهم أداة القتل و التعذيب مما شوه تاريخهم الوطني و عرض مستقبل البلاد للخطر؛ إن مشاركتهم ستسرع بإنقاذ البلاد من أخطار حقيقية تحيط بها و تخفف الويلات و التضحيات و أراقة الدماء؛ و عليهم أن يتحرروا من أسرهم و ينتصروا لوطنيتهم و على الخوف بداخلهم الذي زرعه فيهم.
إن الضمانة الوحيدة هي وطنيه الشعب السوري و تلاحمه لأقامه دوله عصريه دولة ألمواطنه والحرية و العدالة و المساواة؛ لقد فقدت السلطة صلاحياتها بعد إن أغرقت البلاد بالدماء و أوصلتها إلى حافة الهاوية عليكم تحمل المسؤوليات و بيدكم القوة و انتم قادرون على إنقاذ سوريا و الحفاظ على وحدة شعبها و ترابها و تنفيس الاحتقان و رأب الصدع الذي أصاب نسيجها الاجتماعي .
كما تتوجه الحركة ألسوريه للديمقراطية و العدالة إلى بعض أدعياء ألقوميه العربية عامة و إلى البعثيين خاصة المدافعين عن النظام تحت شعار الممانعة و العروبة هؤلاء المدافعون عن ألدكتاتوريه عليهم أن يعيدوا النظر بمواقفهم و يتبرؤا من فظائع النظام التي أساءت لكل القيم العربية و الانسانيه.
فأي ممانعة يتحدثون عنها و النظام اختار الاستسلام و الخنوع لأراده العدو و سكت عن الأراضي ألمحتلة مقابل استمراره بالسلطة؛ و هو ذليل أما غطرسته وانتهاكاته المستمرة للسيادة و قصفه ميسلون و موقع الكبر .... و استعراضات طيرانه فوق القصر الجمهوري ؛ و يتبجح بأنه لم يجر إلى معركة لا يحدد مكانها و زمانها؛ في الوقت الذي توعد رئيسه الشعب بقوله إذا فرضت المعركة علينا اليوم فأهلا و سهلا بها. أما عروبته فهل يعقل لمن مزق مجتمعه شيعا و طوائف إن يكون قوميا؟ أو من ولائه لخصوصية فرعية عشيرة أو طائفة هل يكون ولائه عربيا؟
إن من يعتقد بعروبته عن حسن نية لجهله بطبيعته و بنيته و عقليته فعيه أن يراجع نفسه إما من ينطلق من شعور و منطلقات فكريه مريضه أفرزتها سياسات النظام و توظيفه الطائفية بأشكالها المختلفة للاستقواء بها وطرح نفسه ممثل لحكم الأقليات فعليهم أن يعودوا إلى رشدهم و حاضنتهم ألوطنيه و القوميه الآن وليس غداً. و تدعو الحركة ألسوريه للديمقراطية و العدالة الشعب العربي في كل أقطاره لدعم الشعب السوري الذي ينزف دما و يعيش تحت وطأة ظروف إنسانيه و معاشيه بالغه الصعوبة و أن يقوموا بتظاهرات و اعتصامات تجبر الحكام على اتخاذ مواقف أكثر جديه لإنهاء معانات الشعب السوري البطل الثائر الذي سيدون التاريخ أن ثورته السلمية قل نظيرها.
و ترى الحركة السورية للديمقراطية و العدالة أن مبادرة الجامعة العربية مرحب بها و بأي مبادرة مهما كان مصدرها إذا كان هدفها إيجاد آلية لنقل السلطة سلميا إلى حكومة وطنيه انتقاليه. و تطالب الدول العربية و الاجنبيه تشديد الضغوط على النظام للاستجابة للمطالب الشعبية. و تدين الحركة موقف روسيا و الصين و إيران و من يقف مع النظام و تدعوها لمراجعه مواقفها فمصالحها مع الشعب و ليس مع فئة حاكمه زائلة. و تناشد الحركة الأمم المتحدة و منظمات حقوق الإنسان لإجبار النظام على احترام حقوق الإنسان و للسماح لمراقبين دوليين و الأعلام العربي و الأجنبي و بحريه تجوالهم و إجراء لقاءات و مقابلات مع المواطنين للاطلاع على الحقائق و هول الجرائم التي ترتكبها عصابات السلطة و كذب ادعاءاتها بوجود مسلحين و لتأمين الحماية ألقانونيه الانسانيه من بطش السلطة.
الرحمه للشهداء و الدعاء للجرحى بالشفاء
و ثوره حتى إسقاط النظام
الناطق الرسمي باسم
الحركة ألسوريه للديمقراطية و العدالة
د. صهيب حسن رحمون
دمشق
16-9-2011
مشاركة مميزة
-
kolonagaza7 نعت المقاومة الاسلامية عصائب اهل الحق من العراق الشهيد السعيد هيثم العقابي (غيث العصائب) الذي ارتفعت روحه الطاهره الى السماء بعد...
-
kolonagaza7 أبطال الأردن وفلسطين يتنافسون في سباق السيارات المحدد لبطل فلسطين لعام2012 أريحا – تنطلق صباح يوم الجمعة المقبل في ساحة ...