kolonagaza7
=بقلم/ توفيق أبو شومر
كل زبائن البنوك في العالم يراجعونها في مطلع الأشهر الجديدة، وهم فرحون مستبشرون، لأنهم يستقبلون شهرا سعيدا ومرتبا جديدا، إلا أكثر بنوك غزة، فمراجعة البنوك في غزة كابوسٌ ثقيل، يصيبُ الموظفين بالإحباط واليأس والهم والغم، لأنهم يستعدون لطوابير طويلة ومديدة في الشوارع والممرات تستمر ساعات وربما يوما أو أكثر، فتطغى معارك الطوابير على الفرحة، وتغتالُ بهجة استلام المرتب!!
كل موظفي العالم يشتاقون لرؤية ومصافحة الصراف الآلي، إلا زبائن البنوك في غزة، فالصراف الآلي في غزة، كما وصفه أحدهم: هو دواءٌ مُرٍّ سيء الطعم والرائحة، وقال عنه آخرون إنه كغرفةُ التعذيب في سجن جهاز مخابرات عربي.
فالصراف الآلي في غزة في كثيرٍ من البنوك، إما أنه يعاني من غيبوبة دائمة، أو أنه مصاب بعاهةٍ مستديمة، أو أنه مصاب بالغُصَّة، أو أنه يلاعب المنتظرين لعبة الاستغماية، أولعبة الثلاث ورقات!
أما الخدمة الوحيدة المتاحة طوال الوقت في الصراف الآلي هي الاستيلاء على البطاقات وابتلاعها، لإجبار أصحابها على مراجعة البنك في الأيام التالية، عقابا لهم على إلحاحهم وعلى إزعاجهم لغفوة الصراف الآلي العميقة!!
ولعلّ أطرف ما في أكثر بنوك غزة أنها قامت بوضع هياكل آلات صرافة، في عدة مناطق،غير أنها جثثٌ لا حياة بها، واكتفت فقط بصراف آلي واحد على بوابتها الرئيسة! وقامت بتفصيل إطار حديدي مدرَّع سميك لشاشة الصراف الآلي، وكأنه عدوٌ لدود للموظفين، يُخشى أن ينتقموا منه،مع قفل كبير، يُغلق من الخارج مساءً، عندما يكون الناس في حاجة ماسة إليه!!
ومن عجائب بنوك غزة، أن الموظفين لا يمكنهم أن يتنبأوا بنوع العملة التي سيتقاضون رواتبهم بها، فقد تكون رواتبهم الأساسية بالدولار، وعندما يطلبونها بالدولار يفاجأون بأن البنك لا يملك عملة الدولار فيضطرون لإعادة شراء الدولار بالشيكل الإسرائيلي أو بالدينار الأردني، ولكن .... بالسعر الذي يفرضه البنك، وغالبا ما يكون الفارق كبيرا، مما يسبب خسارة الموظف لجزء من مرتبه الشهري، نظير هذا الاستبدال القهري!!
فأكثر بنوك غزة يمكنها أن تُرغم زبائنها على ما تفرضه عليهم من عملات في كل الأوقات!
ومن غرائب المصارف في غزة أيضا، أن بعض العملات فيها تكون أغلى من سعرها في كل أنحاء العالم، وهذا بالطبع ليس بقياس السوق، وإنما بمقياس بنوك غزة!!
ففي غزة سوقٌ ماليةٌ عجيبةٌ غريبة، لا تخضع لأية تقييمات أو مواصفات أو تحليلات لخبراء الاقتصاد والمال ، والعذر الأزلي هو (الحصار والإغلاق) الذي يفرضه المحتل البغيض!
مع العلم بأن معظم دعايات البنوك والمصارف في الجرائد والمجلات تقول:
"نسهر على راحتكم.... نخدمكم أربعا وعشرين ساعة... من خلال خدمة الصراف الآلي في كل قرى ومدن الوطن"!!
كل زبائن البنوك في العالم يراجعونها في مطلع الأشهر الجديدة، وهم فرحون مستبشرون، لأنهم يستقبلون شهرا سعيدا ومرتبا جديدا، إلا أكثر بنوك غزة، فمراجعة البنوك في غزة كابوسٌ ثقيل، يصيبُ الموظفين بالإحباط واليأس والهم والغم، لأنهم يستعدون لطوابير طويلة ومديدة في الشوارع والممرات تستمر ساعات وربما يوما أو أكثر، فتطغى معارك الطوابير على الفرحة، وتغتالُ بهجة استلام المرتب!!
كل موظفي العالم يشتاقون لرؤية ومصافحة الصراف الآلي، إلا زبائن البنوك في غزة، فالصراف الآلي في غزة، كما وصفه أحدهم: هو دواءٌ مُرٍّ سيء الطعم والرائحة، وقال عنه آخرون إنه كغرفةُ التعذيب في سجن جهاز مخابرات عربي.
فالصراف الآلي في غزة في كثيرٍ من البنوك، إما أنه يعاني من غيبوبة دائمة، أو أنه مصاب بعاهةٍ مستديمة، أو أنه مصاب بالغُصَّة، أو أنه يلاعب المنتظرين لعبة الاستغماية، أولعبة الثلاث ورقات!
أما الخدمة الوحيدة المتاحة طوال الوقت في الصراف الآلي هي الاستيلاء على البطاقات وابتلاعها، لإجبار أصحابها على مراجعة البنك في الأيام التالية، عقابا لهم على إلحاحهم وعلى إزعاجهم لغفوة الصراف الآلي العميقة!!
ولعلّ أطرف ما في أكثر بنوك غزة أنها قامت بوضع هياكل آلات صرافة، في عدة مناطق،غير أنها جثثٌ لا حياة بها، واكتفت فقط بصراف آلي واحد على بوابتها الرئيسة! وقامت بتفصيل إطار حديدي مدرَّع سميك لشاشة الصراف الآلي، وكأنه عدوٌ لدود للموظفين، يُخشى أن ينتقموا منه،مع قفل كبير، يُغلق من الخارج مساءً، عندما يكون الناس في حاجة ماسة إليه!!
ومن عجائب بنوك غزة، أن الموظفين لا يمكنهم أن يتنبأوا بنوع العملة التي سيتقاضون رواتبهم بها، فقد تكون رواتبهم الأساسية بالدولار، وعندما يطلبونها بالدولار يفاجأون بأن البنك لا يملك عملة الدولار فيضطرون لإعادة شراء الدولار بالشيكل الإسرائيلي أو بالدينار الأردني، ولكن .... بالسعر الذي يفرضه البنك، وغالبا ما يكون الفارق كبيرا، مما يسبب خسارة الموظف لجزء من مرتبه الشهري، نظير هذا الاستبدال القهري!!
فأكثر بنوك غزة يمكنها أن تُرغم زبائنها على ما تفرضه عليهم من عملات في كل الأوقات!
ومن غرائب المصارف في غزة أيضا، أن بعض العملات فيها تكون أغلى من سعرها في كل أنحاء العالم، وهذا بالطبع ليس بقياس السوق، وإنما بمقياس بنوك غزة!!
ففي غزة سوقٌ ماليةٌ عجيبةٌ غريبة، لا تخضع لأية تقييمات أو مواصفات أو تحليلات لخبراء الاقتصاد والمال ، والعذر الأزلي هو (الحصار والإغلاق) الذي يفرضه المحتل البغيض!
مع العلم بأن معظم دعايات البنوك والمصارف في الجرائد والمجلات تقول:
"نسهر على راحتكم.... نخدمكم أربعا وعشرين ساعة... من خلال خدمة الصراف الآلي في كل قرى ومدن الوطن"!!