السبت، 15 مايو 2021

خفافيش إسرائيل ترتعش

kolonagaza

خفافيش إسرائيل ترتعش

بروكسيل : مصطفى منيغ


لم تكن مجرد غلطة ، بل حماقة صدّقتها فأصابت مُخَّها بجلطة ، تباهت قبل وقوعها محطة بعد مَحطَّة ، ولم تستيقظ إلا وكيانها مهدَّد بين اللحظة واللَّحظة ، وغطرستها قصة استبداد من أصبح مصدرها في أسوا ورطة ، يستنجد أوربا الوقوف لحماية من كانت قبل أيام فقط لبؤة فأصبحت مجرَّد قطّة ، وهيهات الثقة في أمسٍ تفرعنت فيه مَن اتخذت الدنيا ملاذ بَطَّة ، لا تدري أنَّ السابحة فيه تحتها يابسة لها مالكها متى ثار لها الْتَقَطَ ، ليُعيدَ المشبَّهة به موزَّعة بالحق والقانون بين سالف مراحل التّيه المُستحق بعدما غضب عليها النبي موسى بالمُدوَّن على جبين الزمان إلى يومٍ ستار الفناء على الوجود هَبَطَ .

الأقصى مبارك من العلي القدير ، قرّة عين المسلمين مهما طلعت على مقامهم الشمس عبر أمصار العالم ، مكان عبادة لطاعة الحي القيوم ذي الجلال والإكرام ، مَن أَلْحَقَ الأذى برواده لن ينجى من العقاب في الدنيا قبل الآخرة ، مسجد في قدس عاصمة فلسطين أحبّ من أحبّ وكره مَن كره ، بكل أحيائها ، والدليل ما أصاب اسرائيل المحتلّة من مشاكل ستمتدّ هذه المرة ، لقطع استفزازاتها وعدوانها على الأمة الفلسطينية الشريفة ، وما الصواريخ المسافرة من غزة إلى أقصى الجنوب في تلك الأرض بعد تجاوزها "تل أبيب" سوى بداية لما سيأتي بعدها (وقريبا) من جنوب لبنان ، وبعدها من ايران ، وبعدها من دول آسيا المسلمة ، وآخرها دولا عربية طالما تمنَّت مثل الساعة لتري اسرائيل ، أن الاسلام فوق الظلم والقهر وقتل النفوس البريئة بغير حق ، دين التسامح والسلام وليس العدوان والقسوة والاستيلاء على حقوق الضعفاء بقوة الغدر والنار ، الاسلام الذي صبر على الإسرائيليين بما يكفي ، ليفهموا أن فلسطين على حق والواجب يقضي الوقوف معها وهكذا سيكون ، ولتؤجل طمع التَّطبيع ، فلن تجد من المطبِّعة معها إلا ما يوقفها عند حدها ، ما دام التَّطبيع لا يصل بها حدّ رؤية ذبح اسرائيل أطفال ونساء الفلسطينيين وتضع ضمائرها في ثلاجة .

... عبَّاس تَوَارَى عن الأنظار ، يقيناً عرف قدره وجلسَ حيث قرَّر مَن يتحكَّم في خطواته مَن قرَّر ، ممَّن لم يجد عن طاعته أي مفرّ ، لكن مقاومة غزَّة العِزة لن تهتمّ ، تاركة التاريخ ليتحدَّث عنها مادام سكان الضفة خرجوا في مظاهرات ، لها أكثر من معنى ، واحدة منها أرغمت "نتنياهوا" أن يولول بحدوث حرب داخلية تضاف لما تقوم به غزة بكل فصائلها المقاوِمة من تضحيات تقودها هذه المرة للنصر المبين ، ما دامت حاملة شعار سيف القدس المسلول ، لمواجهة عربدة صهاينة ظنوا أنهم ملكوا الدنيا بمجلس أمن هيأة أممها المتحدة ، والقيادة الأمريكية ومعظم دول جناحها الغربي ، عِلماً أنهم إلى هزيمة مؤكدة سائرون ، إذ مع الأقصى الأمر مختلف ، مَن انحاز لنصرته نصره الله.  

مصطفى منيغ

 

صورٌ ومشاهدٌ من معركة سيف القدس "7"

kolonagaza7

صورٌ ومشاهدٌ من معركة سيف القدس "7"

استهدافُ المدنيين والتجمعاتِ السكنيةِ

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

على مدى سبعة أيامٍ متواليةٍ يواصل جيش العدوان الإسرائيلي بإصرارٍ وعنادٍ، استهداف المدنيين الفلسطينيين في مختلف مناطق قطاع غزة، مستخدماً أحدث الطائرات القتالية وأكثرها فتكاً وتدميراً، التي تقصف المنازل السكنية بأضخم الصواريخ المدمرة، وتلقي عليها أطناناً من القنابل والمتفجرات، التي تزلزل الأرض وترج المنطقة كلها، وتصدر انفجاراتها الكثيرة أصواتاً مرعبةً مهولةً، وتحدث خراباً ودماراً واسعاً، وتقتل وتصيب كل من يوجد في دائرتها الواسعة، وتتسبب في سقوط المباني وتصدع المنازل، وتشقق الشوارع وتحرث الأرض، وسقوط أعمدة الكهرباء وتمزيق شبكاتها، ما يؤدي إلى انقطاعٍ شاملٍ للكهرباء عن مناطق كثيرة في القطاع.

الصواريخ والقنابل التي يطلقها ويسقطها جيش العدو الإسرائيلي على رؤوس الفلسطينيين، صواريخ عمياء وقنابل غبية، وأسلحة همجية محرمة دولية، وإن ادعى العدو أنها حديثة وذكية، وأنها تصيب أهدافها بدقة ولا تخطئ، وأنها تتوخى الحذر وتتجنب المدنيين، وتبتعد عن المدارس والأسواق، وعن المؤسسات والمستشفيات، ولا تتعمد المراكز والتجمعات، فهي تقتل دون تمييزٍ العشرات من السكان المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ، وقلَّ أن تطال المقاومين والمقاتلين، رغم ادعاءات العدو أنه يستهدفهم بالقصف، ويلاحقهم بطائراته وصواريخه، لكن الحقائق على الأرض تكذبه والصور الحية والأعداد الدقيقة تفضحه.

فقد بلغ حتى اليوم السابع من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، عددُ الشهداء 140 شهيداً، من بينهم 39 طفلاً و22 سيدة، فضلاً عن إصابة أكثر من 1040 فلسطينياً، إصابة الكثير منهم حرجة وخطرة، وقد ارتكب في صبيحة اليوم السابع مجزرةً مروعةً بحق أطفالٍ ونساءٍ، إذ قتلت صواريخه "الذكية" ستة أطفال وامرأتين، خلال غاراتٍ نفذتها طائراته الحربية على مبنى سكنيٍ في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، وقد اعترف العدو بجريمته مدعياً أنه قتل في الغارة عدداً من قادة المقاومة ورموزها، ولعله يعلم أنه يهذي ويكذب، وأنه يرجو ويتأمل.

فما قامت به طائراته الحربية ليس إلا جريمةً نكراء بحق الإنسانية، ارتكبها الجيش الذي يدعي أنه الجيش الأكثر أخلاقية ومناقبية في العالم، بينما هو جيشٌ همجي عدواني، لا يتقن غير التدمير والتخريب، ولا يحسن غير قتل المدنيين وترويع السكان الآمنين.

صورُ الأطفال تفضحهم، وآثار العدوان يكذبهم، وأشلاء أفراد عائلتي "أبو حطب والحديدي" تظهر همجيتهم، وتعري حقيقتهم، وتفند روايتهم، فهذا الكيان الذي نشأ على المذابح المروعة، والمجازر الدمية، ما زال يواصل سياسته ويكرر تاريخه، غير مبالٍ بالقيم الإنسانية والقوانين والأعراف الدولية، فهو اعتاد على صمت دول العالم، وتواطؤ الولايات المتحدة الأمريكية والدول العظمى الأخرى، التي تسانده في باطله، وتدعمه في ظلمه، وتناصره في غيه، وتنحاز إليه وتدافع عنه.

يرتكب العدو الإسرائيلي جرائمه النكراء ويتبرأ منها ويتهم المقاومة بها، ويدعي بأن المقاومة الفلسطينية تستخدم المدنيين دروعاً بشريةً، وتحتمي بهم وتختفي بينهم، وأنها تنصب منصاتها بينهم وتطلق صواريخها من تجمعاتهم، وأنها بهذا العمل تعرض سلامة المدنيين للخطر، وتتسبب في قتلهم وإصابتهم.

ولكن الحقيقة أن العدو عاجزٌ عن الوصول إلى عناصر المقاومة، وقد أعياه رجالها وأتعبوه، وتصدوا له وتحدوه، فاحتار بحثاً عنهم، وتحشرجت نفسه جراء ضرباتهم ونتيجة فعالهم، وشعر بالخزي والهوان أمام شعبه وهو يعتذر له عن عدم قدرته على إسكات فوهات النار، والوصول إلى منصات الصواريخ، التي ما فتأت تقصف مدنه، وتروع مستوطنيه، وترد بالمثل على جرائمه قتلاً وتدميراً، لكنه وهو الجبان الحاقد، الأهوج الكاذب، لا يجد غير الأطفال فيقتلهم، والنساء فيستهدفهم، والبيوت الآمنة فيدمرها، فهذا عهده وديدنه منذ أن تأسس ظلماً، وزرع بيننا في مثل هذه الأيام قبل 73 غريباً شاذاً منبوذاً.

يتبع....

بيروت في 15/5/2021

moustafa.leddawi@gmail.com

 

صورٌ ومشاهدٌ من معركة سيف القدس "6"

kolonagaza7

صورٌ ومشاهدٌ من معركة سيف القدس "6"

عجزُ مجلسِ الأمنِ الدولي

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

ظن الفلسطينيون أن السياسة الأمريكية قد تغيرت برحيل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي أظهر انحيازه السافر وولاءه الفاضح للكيان الصهيوني، وأعلن تأييده المطلق له، ودعم سياسته ولبى حاجته، ومنحه أكثر مما كان يرجو ويتمنى، ففرح الفلسطينيون لخسارته ورحيله، واستبشروا بالإدارة الجديدة خيراً، وظنوا بها الظن الحسن، وتوقعوا منها أن تصلح ما أفسده سلفها، وأن تتراجع عن الجرائم السياسية التي ارتكبها بحق الشعب الفلسطيني، وأن تنصفه ولا تظلمه، ولا تتحالف مع الكيان الصهيوني ضده، ولا تساعده في عدوانه، أو تؤيده في استيطانه.

لكن الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جوزيف بايدن خيبت أمالهم، وأكدت ظنونهم بأن السياسة الأمريكية تجاه الكيان الصهيوني ثابتة لا تتغير، ومستقرة لا تتبدل، فقد تعاهدت الولايات المتحدة الأمريكية منذ نشأة الكيان على تأييده ونصرته، ودعمه وتمكينه، والوقوف معه وعدم التخلي عنه، وحمايته والدفاع عنه، والتصويت لصالحه واستخدام الفيتو لحمايته، مهما كان ظلمه بيِّنَاً وعدوانه سافراً.

فقد أجمع أربعة عشر عضواً من أعضاء مجلس الأمن الدولي الخمسة عشر، على ضرورة إصدار بيانٍ صحفي يدين الممارسات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في حي الشيخ جراح بمدينة القدس، ويدين ممارسات سلطات الاحتلال بحق المصلين في المسجد الأقصى، ويحملها المسؤولية عن تدهور الأوضاع الأمنية، وتشجيع المستوطنين للقيام باقتحام المسجد الأقصى وانتهاك حرمته، ودعت مسودة البيان الصحفي الحكومة الإسرائيلية إلى احترام حقوق المواطنين الفلسطينيين وعدم الاعتداء عليهم وعلى ومقدساتهم، وتمكينهم من حرية العبادة وممارسة الشعائر الدينية.

لكن مندوب الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن رفض البيان الصحفي وأسقط مشروعه، بحجة أنه لن يخدم في خفض العنف في القدس والمناطق الفلسطينية، وأكد أن بلاده تلعب دوراً مباشراً وأكثر أهمية لتهدئة الأحداث الجارية، ثم رفض اقتراح عقد جلسة عامة لمجلس الأمن لمناقشة الأوضاع في القدس والمناطق الفلسطينية، وأصر أن تبقى جلسات مجلس الأمن مغلقة، واعتبر أن إعلانها قد يزيد من حدة التوتر ويرفع من مستوى العنف في المناطق، وما زالت الإدارة الأمريكية على موقفها الرافض لإصدار أي بيانٍ أو قرارٍ قد يدين إسرائيل أو يحملها المسؤولية عما يجري في أحداثٍ في القدس، أو عدوانٍ في قطاع غزة.

رغم أن دولة الصين الشعبية هي التي ترأس مجلس الأمن لهذه الدورة، وأيدها في قرارها بالإضافة إلى الدول العشرة غير الدائمة في مجلس الأمن، كلٌ من روسيا وبريطانيا وفرنسا، إلا أن الدول الأربعة الكبرى، إضافةً إلى الأعضاء غير الدائمين، عجزت عن ثني الولايات المتحدة عن موقفها، واستسلمت أمامها وخضعت لرفضها، وبذا فشل مجلس الأمن الذي يفترض فيه أن يكفل القانون ويحمي الأمم، ويسعى لنشر السلام وتعميم مفاهيم العدالة والأمن، ولم يصدر عنه أي موقف، الأمر الذي فهمته الحكومة الإسرائيلية، على أنه ضوء أخضر أمريكي للمضي أكثر في العمليات العسكرية ضد قطاع غزة، والإصرار على سياستها العنصرية في حي الشيخ جراح، ومواصلة انتهاكاتها لحرمة المسجد الأقصى المبارك.

قد يقول البعض أن الرهان على مجلس الأمن مهزلة، وأنه مضيعة للوقت وهدرٌ للطاقات في غير محلها، فمجلس الأمن الدولي وفق نظامه الحالي القائم على هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية، ضمن نظام العضوية الدائمة، وامتياز حق الاعتراض على القرارات والبيانات وإفشالها، لا يرجى منه الخير، ولا نتوقع منه النصرة والعون، وسيبقى حافظاً للكيان حامياً له، مدافعاً له حريصاً عليه.

رغم ذلك فإنني أرى أهمية كبيرة لمداولات مجلس الأمن سواء كانت سرية أو علنية، وأدعو تونس وهي العضو العربي في المجلس إلى بذل المزيد من الجهد في الساعات القادمة، رغم أن نتيجتها قد تكون الفشل، فأن توافق على القرار أربعة عشر دولة وتعارضه دولة واحدة أكثر من مرة، من شأنه أن يحرجها كثيراً، وأن يدفعها لمراجعة موقفها، أو ممارسة الضغط بصورة سرية وغير معلنة على حكومة الكيان الصهيوني، لتجبرها على تغيير سياستها والتوقف عن أعمالها العدوانية ضد الفلسطينيين، سواء في القدس والضفة الغربية، أو في قطاع غزة.

يتبع.... 

بيروت في 15/5/2021

 

 

صورٌ ومشاهدٌ من معركة سيف القدس "4"

kolonagaza7

صورٌ ومشاهدٌ من معركة سيف القدس "4"

العدوانُ على غزةَ بين القصفِ الجوي والتهديدِ البري

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

تتقدم إسرائيل خطوةً إلى الأمام، وتتراجع ألف خطوةٍ إلى الوراء، كلما فكرت في تنفيذ عملية برية ضد قطاع غزة، فهي تحشد قواتها البرية، وتعيد تموضع دباباتها الحديثة، وتنشر مدفعيتها الميدانية، وتجوب بوارجها الحربية شواطئ قطاع غزة، الذي تحاصره وتغلقه، وتغطي طائراتها الحربية والمسيرة سماء قطاع غزة على مدى الساعة فلا تغيب ولا تتوقف، وتعلن من حينٍ إلى آخر عزمها تأديب المقاومة، ونزع سلاحها، وإرغامها على دفع أثمانٍ باهظة، وتتهيأ لدخولٍ بريٍ، وعملياتٍ حربيةٍ على الأرض، لكنها سرعان ما تتراجع وتنكفئ، وتعلن مؤسساتها العسكرية الرسمية أن خبر البدء بعمليةٍ بريةٍ هو خبرٌ خاطئ، وأنه وقع نتيجة ترجمة خاطئة، إذ لا نية لدى الجيش لتنفيذ عمليةٍ بريةٍ الآن، رغم جاهزيته واستعداده، وقدرته على تنفيذها إذا لزم الأمر.

تقفز فجأة أمام رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وقادة أركان جيشه، صورة عدوانهم على قطاع غزة عام 2014، ويستعيدون صورة جنودهم الفارين، وحجم خسائرهم بينهم، والحالة النفسية التي كانوا فيها، والإصابات المباشرة التي طالت قادتهم الميدانيين، الذين قضوا في المستشفيات شهوراً يتعالجون، وما زال بعضهم يعاني مما واجه، ويشكو مما لاقى، وتظهر لهم النتائج الوخيمة التي وصلوا إليها، والحصاد المر الذي جناه جيشهم، إذ لم يحققوا شيئاً مما حلموا به وخططوا له، حيث بقيت المقاومة صامدة، وحافظ الشعب على رباطة جأشه وصبره، فأيد مقاومته وصبر معها، وساعدها وتحمل الصعاب من أجلها، وضحى بالكثير من أجلها.

كما يستعيدون صورة جنودهم الذين فُقدوا في المعركة، وسُحبوا من الميدان جثتاً أو أحياءً، وما زال مكانهم بالنسبة لهم مجهولاً، ومصيرهم غير معلوم، وهو الأمر الذي أقلقهم على مدى سنوات، وأزعجهم حتى الآن، إذ أظهر عجزهم عن استعادتهم، وكشف عن عدم قدرتهم على تطمين أهلهم واسترضائهم، وأجبرهم على التفكير جدياً في التوصل إلى اتفاقية تبادل أسرى جديدةٍ مع حركة حماس، يكونون فيها على استعداد لدفع أثمانٍ كبيرة، والتراجع عن أخطاء كثيرة، والإفراج عن مئاتِ الأسرى والمعتقلين ثمناً لحرية جنودهم أو استعادة رفاتهم.

ذاك كان في العام 2014، يوم أن كانت صواريخ المقاومة قصيرة المدى غير دقيقة الإصابة، وأسلحتها قليلة، وخبرتها محدودة، أما اليوم في العام 2012، فإن قدرات المقاومة قد تضاعفت كثيراً، ومستودعاتها قد غصت بالصواريخ الحديثة بعيدة المدى دقيقة الإصابة، وأنفاقها غدت مجهزة ومهيأة لحربٍ طويلةٍ ومواجهةٍ دامية، وبات مقاتلوها أكثر خبرةً وأعمق تجربةً، وأكثر تسليحاً وأشد عزيمةً، وهم يتطلعون لمواجهةٍ ميدانيةٍ وقتالٍ بري، يظهرون فيه حماستهم، ويبرزون فيه قوتهم، ويفضحون خلاله زيف عدوهم وضعفه، وجبن جنوده وخوفهم، وترددهم وفرارهم من أرض المعركة خوفاً من القتل أو الأسر، حيث يعلمون أن عين المقاومة على أسر جنودهم، أكثر من سعيها لقتلهم الذي قد يتحقق بسهولةٍ ويسرٍ.

هذه الحقائق كلها تظهر أمام صناع القرار العسكري والسياسي الإسرائيلي، فيجدون أنهم غير قادرين على أن يخوضوا ذات التجربة التي خاضوها من قبل أكثر من مرةٍ، ثم يأملون منها أن تأتي بنتائج مختلفة وثمار أخرى غير تلك الثمار المرة التي جنوها، فلهذا تراهم يقدمون خطوة ويتراجعون ألفاً، ويهددون ويجبنون، ويصرحون ويعتذرون، فالأمر بالنسبة لهم مغامرة كبيرة، وحربٌ طويلة، ومعركة مفتوحة، وعداد الخسائر سيبقى يعمل ضدهم، وصواريخ المقاومة ستستمر في السقوط عليهم، وفي الميدان سينشط المقاومون الفلسطينيون، فهم على الأرض التي خبروها، وفي المناطق التي يعرفونها، وبالقرب من الأنفاق التي حفروها، ومستودعات السلاح التي عمروها، وربما فوق الأرض التي لغموها وهيأوها.

لا ينكر الفلسطينيون أن الحرب البرية ستكون موجعة بالنسبة لهم أيضاً، وستكون مؤلمة وقاسية، وقد يدفعون فيها أثماناً كبيرة، ويقدمون خلالها شهداء ومصابين أكثر، وسيتعرض قطاعهم للتدمير والتخريب نتيجة القصف المدفعي الأهوج، إلا أنهم يدركون في الوقت نفسه أنهم إن كانوا يألمون فإن العدو سيتألم أكثر منهم، وسيدفع ضريبةً تفوق ضريبتهم، وأن المعركة البرية معه ستؤسس لمرحلةٍ جديدةٍ واستراتيجية مختلفة، تقوم على قاعدة أن إعادة احتلال ما تحرر من أرضنا مستحيل، وإخضاع مقاومتنا دون ثمنٍ غير ممكنٍ، وأن القتال البري قد لا يقتصر حصراً على قطاع غزة، بل قد يتطور نحو بلدات الغلاف استعادةً وتحريراً.

يتبع....

 

بيروت في 14/5/2021

صورٌ ومشاهدٌ من معركة سيف القدس "3"

kolonagaza7

صورٌ ومشاهدٌ من معركة سيف القدس "3"

ليلةُ القصفِ المسعورِ والغاراتُ الوحشيةُ

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

شهدت ساعات الليل المتأخرة من يوم الخميس، وهو اليوم الرابع للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تصعيداً عسكرياً مجنوناً، وقصفاً جوياً وبرياً وبحرياً مسعوراً، شاركت فيه المقاتلات الحربية والبوارج البحرية، والدبابات الثقيلة ومدافع الميدان، نفذت خلاله قوات الاحتلال قصفاً عنيفاً للغاية، وصف بأنه الأكثر شدة والأوسع انتشاراً، والأطول فترةً والأكثر تواصلاً، حيث شمل كل مناطق القطاع، لكنه تركز بصورةٍ لافتةٍ على شمال وجنوب القطاع في وقتٍ واحدٍ.

وذكر ناطقٌ رسمي باسم جيش العدو، أن 160 طائرة حربية نفذت على مدى ساعاتٍ متوالية، ليل الخميس وفجر الجمعة، غاراتٍ مركزة على أكثر من 150 هدفاً في شمال قطاع غزة، استخدم خلالها الجيش أسلحة حديثةً ذات قدراتٍ تفجيرية عالية، وادَّعَى الناطق الرسمي باسم الجيش أن العملية كانت تستهدف تدمير مقرات عمل حماس في الأنفاق، ومراكز إدارة ومنصات إطلاق الصواريخ.

بدا نتنياهو في هذه الليلة كالثور الهائج المطعون، يتخبط وجيشه، ويترنح وقيادته، يدور حول نفسه كجاموس تدور حول الساقية، يكاد يسقط إعياءً وينهار فشلاً، إذ يريد أن يحقق إنجازا، وأن يسجل نصراً، ويتطلع إلى استهداف رموز المقاومة وقادتها، وتحقيق بعض أهدافه التي أعلن عنها، فذهب بنفسه إلى الجبهات، يزور جنوده ويتفقد مواقعه، ويطلق من بينهم بابتسامةٍ صفراء، ووجهٍ كالحٍ أسود لا يخفي قلقه وخوفه، تصريحاتٍ ناريةٍ، وتهديداتٍ جوفاء، أن جيشه سيواصل القصف، وسيجني من حماس أثماناً باهظة، وأن الآتي أعظم، وأن العملية ستستمر حتى يستقر الهدوء على "حدود كيانه" مع قطاع غزة.

لكن فصائل المقاومة كذبت نتنياهو وصدمته، ولطمته وصفعته، إذ ردت على القصف الإسرائيلي المسعور بأكثر من 190 صاروخاً، أطلقتها على مدن عسقلان وأسدود ومدن غلاف قطاع غزة، أصابت العشرات منها أهدافها، وألحقت أضراراً فادحة بالمباني السكنية، وتسببت في حدوث عددٍ من الإصابات بين المستوطنين، وادَّعَى جيش الاحتلال أن ثلاثين صاروخاً منها سقطت في قطاع غزة، بينما أسقطت قبته الحديدية أغلب ما وصل منها إلى أجوائهم، لكن مصادر إسرائيلية إعلامية مستقلة تؤكد أن المدن الإسرائيلية التي استهدفتها صواريخ المقاومة الفلسطينية قد لحقت بها أضرارٌ كبيرة، وأن سكانها ما عرفوا النوم، إذ نزلوا جميعاً إلى الملاجئ، واستمر بقاؤهم فيها ساعات الصباح الأولى من يوم الجمعة.

حرث جيش العدو أرض قطاع غزة، ولكن النتيجة أظهرت أنه كان يحرث في بحر، وأن أياً من أهدافه التي خطط لها لم تتحقق، رغم أن الغارات العنيفة تسببت في تدمير العديد من المباني، واستشهاد وإصابة العشرات من المواطنين الفلسطينيين، إذ أن أغلب الغارات استهدفت المناطق السكنية المدنية المأهولة بالسكان، إلا أن رد المقاومة السريع والناجز، الذي طال العديد من المدن الإسرائيلية، خيب آمال الإسرائيليين وأغضبهم، وأثبت لهم أنها قادرة على امتصاص الضربات وتحدي الغارات، وأنها قد راكمت من القوة والخبرة ما يمكنها من الصمود وتحدي الأخطار، مما دفع بمسؤولين إسرائيليين إلى الإعلان كذباً عن نجاح جيشهم في تحقيق الأهداف التي وضعها وخطط لها.

لا تستغربوا أن تشهد الساعات القادمة أصواتاً إسرائيلية تعلو بصخبٍ، تطالب حكومتها بوضوحٍ وصراحةٍ، بوقف العمليات الحربية على قطاع غزة، والعمل على التوصل إلى تهدئة سريعة مع الفلسطينيين، فقد بات الإسرائيليون جميعاً في مرمى نيران المقاومة، التي لا تنفك تفاجئهم بالجديد الدقيق، وتداهمهم بالقوي الفتاك، وتقصفهم بالصواريخ بعيدة المدى وبالمسيرات الذكية المحملة بالمتفجرات الثقيلة، وما زال في جعبتها الكثير مما يمكن لها ويثبتها، وبما يسر شعبنا ويسعدنا، وبما يرفع رأس أمتنا ويشرفها، وبما يخزي العدو ويذله، ويضعف إرادته ويكسر شوكته، ويرهق جيشه ويفشله.

بيروت في 14/5/2021

 

 

صورٌ ومشاهدٌ من معركة سيف القدس "2"

kolonagaza7

صورٌ ومشاهدٌ من معركة سيف القدس "2"

الكيانُ يستدعي احتياطَه وينقلُ إلى الجبهاتِ جنودَه

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

فيما يبدو أنها تتهيأ لخوض عملية برية، يجتاح فيها جيشها قطاع غزة، فقد أوصى مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي المصغر، في جلسته الأمنية التي عقدت مساء رابع أيام العدوان على قطاع غزة، باستدعاء ستة عشر ألف جندي وضابط من احتياطي الجيش، منهم سبعة آلاف جندي وضابط لدعم وإسناد طواقم منظومة القبة الحديدية، بعد أن أظهرت المنظومة فشلها في التصدي لصواريخ المقاومة الفلسطينية المنطلقة من قطاع غزة، حيث أطلقت فصائل المقاومة حتى الساعة، أكثر من 1150 صاروخاً، لم تتمكن القبة الحديدية من اعتراض أغلبها، التي سقطت على القدس وتل أبيب وهرتسيليا وأسدود وعسقلان ومحيط مطار بن غوريون، فضلاً عن مئات الصواريخ الأخرى التي سقطت على مستوطنات غلاف قطاع غزة، بالإضافة إلى استهداف مطار رامون في النقب بصاروخ عياش، الذي يبلغ مداه 250 كيلو متراً.

كما أوصت باستدعاء تسعة آلاف جندي وضابط آخرين، من المتمرنين على القتال في الجبهات، ومن الخبراء في عمليات القتال البري في سلاح المدفعية والدبابات، وممن شاركوا في مناوراتٍ بريةٍ تحاكي حرباً في غزة، ولديهم الخبرة في خوض معارك برية مع المجموعات العسكرية الفلسطينية، وذلك في أكبر حشدٍ عسكري على الجبهة الجنوبية للكيان، في مواجهة فصائل المقاومة الفلسطينية على حدود قطاع غزة، التي أظهرت أنها قادرة على إلحاق الأذى بهم، ومواصلة قصف مدنها بالصواريخ الدقيقة، المتعددة المديات، والمختلفة القدرات، الأمر الذي كبد الإسرائيليين خسائر بشرية ومادية، وسبب لهم حرجاً داخلياً وخارجياً، مس هيبة الجيش وسيادة الدولة وقوتها.

كما بدأت قيادة جيش الكيان الصهيوني بسحب وحداتٍ كبيرةٍ من قوات حرس الحدود، العاملين في الضفة الغربية، ونقلت بعضاً منهم إلى البلدات الفلسطينية المختلطة في الأرض المحتلة عام 1948، كاللد والرملة وعكا وحيفا، وذلك إثر الأحداث التي شهدتها هذه المدن، حيث وقعت اشتباكات عنيفة بين سكانها العرب والمستوطنين الإسرائيليين، نتج عنها إصاباتٌ خطيرة، أدت إلى إحراج الحكومة الإسرائيلية واهتزاز صورتها داخلياً وعلى المستوى الدولي، علما أن وزارة الحرب الإسرائيلية تصر على عدم دخول وحدات الجيش النظامية إلى البلدات المختلطة، والاكتفاء بتعزيز القوى الشرطية فيها، وإسنادها بوحداتٍ إضافية من المدن والبلدات الإسرائيلية الأخرى.

مما لا شك فيه أن الكيان الصهيوني مضطربٌ يتخبط، وخائفٌ يترقب، فهو يتردد كثيراً في المصادقة على أي عملية عسكرية برية مع قطاع غزة، سواء كانت عملية محدودة أو موسعة، حيث يوجد معارضون كبارٌ لها على المستويات الأمنية والعسكرية والسياسية، ولا يستطيع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أن يأمر بتنفيذها بقرارٍ منه، بل هو في حاجةٍ إلى موافقة أولية من المجلس الوزاري المصغر، ثم إلى مصادقة من المجلس الوزاري الموسع، حيث أن هكذا عملية من شأنها أن تلحق بالكيان الصهيوني خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.

إذا كان الكيان الصهيوني يخشى من حربٍ ميدانيةٍ بريةٍ محدودةٍ مع قوى المقاومة في قطاع غزة، وهو القطاع الصغير المساحة والمحدود الامتداد، والأقل منه قدرةً عسكريةً وأسلحة هجومية، فكيف سيكون حاله لو أن جيشه انشغل بكل الجبهات، في القدس المحتلة والضفة الغربية، وفي شمال فلسطين وفي جبهة الجولان وعلى الحدود مع سوريا، واضطر إلى المحافظة على وحداته العسكرية المقاتلة على كل هذه الجبهات فقط، فلا أعتقد أنه كان سيستطيع المواجهة أو الصمود، أو يستطيع القتال والاجتياح، إذ لا قدرة لديه ولا عديد عنده، ولا يحتمل مجتمعه ولا يصمد جيشه، ولا تقوى حكومته ولا تنجو قيادته.

فيا أيها الشرفاء المخلصون، الشركاء المقاومون، لا تتركوا قطاع غزة وحده يقاتل، ولا تتخلوا عنه وهو يقاوم، ولا تكتفوا بالإشادة بصموده ومدح قوته، والتغني بجرأته وتعظيم شجاعته، بل هبوا لنجدته، وأسرعوا لإغاثته، وبادروا لنصرته، وسخنوا الجبهات تخفيفاً عنه، فهو الذي انبرى لنصرة القدس وحماية الأقصى، فلم يوقفه بطش العدو ولا تفوقه العسكري، بل مضى على الله عز وجل متوكلاً، ووجهه سبحانه وتعالى قاصداً، فاستحق بذلك النصر المبين، واستأهل العزة والكرامة والتمكين.

يتبع...

بيروت في 13/5/2021

 

 

 

صورٌ ومشاهدٌ من معركة سيف القدس / 1

kolonagaza7

صورٌ ومشاهدٌ من معركة سيف القدس  / 1

شرارةُ البدءِ وصاعقُ التفجيرِ

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

إنها الحرب الإسرائيلية الكبرى الرابعة على قطاع غزة، بعد حروبها العدوانية الهمجية عليه في الأعوام 2008/2009، و2012، و2014، التي اندلعت شرارتها نتيجة الانتهاكات الإسرائيلية لحرمة المسجد الأقصى، وقيام سلطاتهم الاحتلالية بمنع المصلين من الوصول إلى مدينة القدس والصلاة في المسجد الأقصى، وحرمانهم من إحياء ليلة القدر والاعتكاف في المسجد والرباط فيه، لصد قطعان المستوطنين ومنع مسيرة الأعلام من انتهاك حرمة المسجد والاحتفال بيوم القدس اليهودي في باحاته.

وسبق الانتهاكات الإسرائيلية لحرمة المسجد الأقصى، عدوانٌ على الفلسطينيين في باب العامود، وإعلان الحرب عليهم والتنكيل بهم، ومحاولات الاعتداء على سكان حي الشيخ جراح، وطردهم من بيوتهم واقتلاعهم من أرضهم، وحرمانهم من ممتلكاتهم، والاستعانة بالمحكمة العليا للمصادقة على قرارات الجيش وبلدية القدس، بإخراج أهل حي الشيخ جراح من منازلهم عنوةً وبالقوة، بذرائع مختلفةٍ وحججٍ مختلقة.

لكن العرب الفلسطينيين المرابطين في مدينة القدس، ومن تمكن من الوصول إليهم من سكان الضفة الغربية، ومعهم آلافٌ من أهلنا المرابطين الصامدين في قراهم وبلداتهم في الأرض المحتلة عام 1948، قرروا مواجهة العدو الإسرائيلي والتصدي له، والوقوف في وجهه ومنعه من تنفيذ سياسته وتحقيق أهدافه، وأظهروا استعدادهم للتضحية من أجل القدس، ودفاعاً عن المسجد الأقصى المبارك، ورسموا بتضامنهم وصمودهم، صورةً ناصعةً للفلسطيني الثابت، الصادق المقاومة، الوفي المخلص، الذي ينافح عن الأمة ويذود عن حياضها، ويتقدم صفوفها مضحياً في سبيلها، ومدافعاً عن كرامتها، وغير مبالٍ بحجم التضحيات وعِظَمِ المعاناة، وعمق الجرح وغزارة الدم، فالقدس أغلى وأعزُ، والمسجدُ الأقصى أطهرُ وأشرفُ.

هددت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة العدو الإسرائيلي من مغبة الضي في سياسته، والاستمرار في عدوانه، والإصرار على عناده، وأمهلته ساعاتٍ للتراجع عن قراره، والتوقف عن ممارساته، وتمكين الفلسطينيين من حرية الزيارة والصلاة، ومن حق العبادة والاعتكاف، والتوقف عن تهديد سكان حي الشيخ جراح وترويعهم، والكف عن استفزازهم والاعتداء عليهم.

لكن العدو الإسرائيلي الموصوف الصلف والكبرياء، والعنجهية والخيلاء، والعدوان والغباء، أصم أذنيه وأغمض عينيه، ولم يصغِ إلى تهديدات المقاومة، ومضى في سياسته الرعناء، فضيق على المصلين واعتدى على من دخل المسجد منهم، واقتحم عليهم مسجدهم، وأطلق عليهم قنابل الغاز المسيلة للدموع، والطلقات المطاطية، ومضى يعتدي عليهم ضرباً بالهراوات، وركلاً بالأقدام، ودوساً بأقدام الخيول، وفتح عليهم خراطيم المياه العادمة النجسة، ذات الرائحة الكريهة العفنة، وفرق بالقوة جموع الراغبين بالدخول إلى المسجد، وشردهم وطاردهم، في الوقت الذي سهل فيه للمتطرفين مسيرتهم، ونظم جموعهم، وهيأ الظروف لاقتحامهم.

أخطأ العدو فهم المقاومة، ولم يعِ دروسها القديمة، ولم يصغِ إلى تهديداتها الحازمة ووعودها الصادقة، فتجاوز المهلة التي منحته إياها، وأصر على مواقفه وعاند، فاستحق الرد والقصف، والتأديب والصفع، كما استحق المقدسيون العون والنصرة، والمد والنجدة، فكانت بداية "معركة سيف القدس"، التي توالت فصولها تباعاً، وتعددت مشاهدها ظهوراً، ورسمت صورها كثيراً، وهم ما سأميط اللثام عنه في حلقاتٍ متسلسلة ومقالاتٍ قصيرةٍ متوالية، حتى تنتهي المعركة، وتضع الحرب أوزارها، وتنتصر المقاومة لأهلها، وتصدق في وعودها، وتثبت  معادلاتها الذهبية الجديدة.

يتبع......

 

 

خفافيش إسرائيل ترتعش

kolonagaza7

خفافيش إسرائيل ترتعش

بروكسيل : مصطفى منيغ


لم تكن مجرد غلطة ، بل حماقة صدّقتها فأصابت مُخَّها بجلطة ، تباهت قبل وقوعها محطة بعد مَحطَّة ، ولم تستيقظ إلا وكيانها مهدَّد بين اللحظة واللَّحظة ، وغطرستها قصة استبداد من أصبح مصدرها في أسوا ورطة ، يستنجد أوربا الوقوف لحماية من كانت قبل أيام فقط لبؤة فأصبحت مجرَّد قطّة ، وهيهات الثقة في أمسٍ تفرعنت فيه مَن اتخذت الدنيا ملاذ بَطَّة ، لا تدري أنَّ السابحة فيه تحتها يابسة لها مالكها متى ثار لها الْتَقَطَ ، ليُعيدَ المشبَّهة به موزَّعة بالحق والقانون بين سالف مراحل التّيه المُستحق بعدما غضب عليها النبي موسى بالمُدوَّن على جبين الزمان إلى يومٍ ستار الفناء على الوجود هَبَطَ .

الأقصى مبارك من العلي القدير ، قرّة عين المسلمين مهما طلعت على مقامهم الشمس عبر أمصار العالم ، مكان عبادة لطاعة الحي القيوم ذي الجلال والإكرام ، مَن أَلْحَقَ الأذى برواده لن ينجى من العقاب في الدنيا قبل الآخرة ، مسجد في قدس عاصمة فلسطين أحبّ من أحبّ وكره مَن كره ، بكل أحيائها ، والدليل ما أصاب اسرائيل المحتلّة من مشاكل ستمتدّ هذه المرة ، لقطع استفزازاتها وعدوانها على الأمة الفلسطينية الشريفة ، وما الصواريخ المسافرة من غزة إلى أقصى الجنوب في تلك الأرض بعد تجاوزها "تل أبيب" سوى بداية لما سيأتي بعدها (وقريبا) من جنوب لبنان ، وبعدها من ايران ، وبعدها من دول آسيا المسلمة ، وآخرها دولا عربية طالما تمنَّت مثل الساعة لتري اسرائيل ، أن الاسلام فوق الظلم والقهر وقتل النفوس البريئة بغير حق ، دين التسامح والسلام وليس العدوان والقسوة والاستيلاء على حقوق الضعفاء بقوة الغدر والنار ، الاسلام الذي صبر على الإسرائيليين بما يكفي ، ليفهموا أن فلسطين على حق والواجب يقضي الوقوف معها وهكذا سيكون ، ولتؤجل طمع التَّطبيع ، فلن تجد من المطبِّعة معها إلا ما يوقفها عند حدها ، ما دام التَّطبيع لا يصل بها حدّ رؤية ذبح اسرائيل أطفال ونساء الفلسطينيين وتضع ضمائرها في ثلاجة .

... عبَّاس تَوَارَى عن الأنظار ، يقيناً عرف قدره وجلسَ حيث قرَّر مَن يتحكَّم في خطواته مَن قرَّر ، ممَّن لم يجد عن طاعته أي مفرّ ، لكن مقاومة غزَّة العِزة لن تهتمّ ، تاركة التاريخ ليتحدَّث عنها مادام سكان الضفة خرجوا في مظاهرات ، لها أكثر من معنى ، واحدة منها أرغمت "نتنياهوا" أن يولول بحدوث حرب داخلية تضاف لما تقوم به غزة بكل فصائلها المقاوِمة من تضحيات تقودها هذه المرة للنصر المبين ، ما دامت حاملة شعار سيف القدس المسلول ، لمواجهة عربدة صهاينة ظنوا أنهم ملكوا الدنيا بمجلس أمن هيأة أممها المتحدة ، والقيادة الأمريكية ومعظم دول جناحها الغربي ، عِلماً أنهم إلى هزيمة مؤكدة سائرون ، إذ مع الأقصى الأمر مختلف ، مَن انحاز لنصرته نصره الله.  

مصطفى منيغ

 

الخميس، 13 مايو 2021

الأونروا تشجب قتل أربعة طلبة لاجئين فلسطينيين في غزة

kolonagaza7

الأونروا تشجب قتل أربعة طلبة لاجئين فلسطينيين في غزة

تدين الأونروا بأشد لهجة ممكنة قتل أربعة أطفال من اللاجئين الفلسطينيين بالأمس بالقرب من مخيم بيت حانون للاجئين الفلسطينيين في غزة. جميع الأطفال الأربعة ينتمون إلى عائلة واحدة، وهما شقيقان واثنان من أبناء عمومتهم. لقد كانوا في أعمار تقل عن 12 عاماً، وكانت الوكالة على معرفة بهم إذ أنهم كانوا ينتظمون في مدارس الأونروا. إننا بقلوبنا نقف إلى جانب عائلاتهم وأصدقائهم في المجتمعات  التي تتأثر بوحشية هذا التصعيد الأخير في قطاع غزة المحاصر في الأصل.

 تقدم الأونروا خدمات حرجة لأكثر من 1.4 مليون لاجئ فلسطيني في غزة، ولا تزال ملتزمة بتقديم التعليم النوعي لنحو 285,000 طالب وطالبة من اللاجئين الفلسطينيين هناك. وعلى الرغم من الظروف الإنسانية الصعبة في القطاع والحصار المستمر وارتفاع معدلات الإصابة بكوفيد-19، لا يزال طلبة الأونروا قادرين على الحصول على التعليم من الأونروا.

 تكرر الأونروا قلقها العميق من أثر التصعيد العسكري على الأطفال من خلال تعريض حياتهم ومستقبلهم للخطر. إن الأطفال يحظون بحماية القانون الدولي وينبغي أن يتمتعوا بهذه الحماية. ولا بد أن يخضع أولئك المسؤولون عن قتل الأطفال والمدنيين لمساءلة كاملة على أساس أدلة واضحة. ومع ذلك، تناشد الوكالة مرة أخرى جميع الأطراف أن يمارسوا أقصى درجات ضبط النفس وأن يمتثلوا لالتزاماتهم بموجب القانون الدولي بأكبر قدر من الصرامة، بما في ذلك فيما يتعلق بحماية حق الأطفال الأصيل في الحياة

 

صراع متغير يستوجب أدوات متغيرة

kolonagaza7

صراع متغير يستوجب أدوات متغيرة
عادل سمارة

 

ما يجري في القدس يبين أن الجماهير تبدع وتبتكر حين تتحرر من قيود سلطة وقوى متكلسة مما يوجب على القوى تطوير خطابها على الأقل كي تلحق الجماهير.
واضح أن هبة القدس قد حركت كثيرا من الجماهير العربية مما أكد معادلة مزدوجة:
1-
أن الجيل الفلسطيني الجديد لا ينسى بل ويتفوق على ما قبله
2-
وأن الجماهير العربية أيضا لا تنسى فلسطين بل وتستعيد القضية ألَقَها في لحظات رغم التطبيع وإهلاكها من الأنظمة التابعة.
إن مسيرات وتظاهرات العرب مهمة ومحترمة لكن يجب تقنيتها باتجاه:
أولاً:مقاطعة منتجات كل من لا يقف معنا. فكيف لمن يتظاهر أن يعود للحانوت لشراء منتجات أي عدو! بالنسبة للعدو فليصرخ هذا ليل نهار طالما يدفع فلوساً.المقاطعة مشروع هائل وبالطبع يحتاج توعية بكيفية الاستهلاك أي الاستهلاك الواعي.
ثانياً: إن مطالبة السلطات في اي بلد عربي بعدم التطبيع مهم ولكن عدم المقاطعة هو تطبيع شعبي! فيجب تجاوز موقف مختلف الأنظمة العربية وليس الانحصار في شتم تطبيعها.
ثالثاً: يغرق الوطن العربي بسفارات وقنصليات ومراكز تثقيف وأنجزة لأنظمة إمبريالية عدوة للأمة، فلماذا لا تقوم الجماهير بتفكيك مفاصل هذه المستعمرات الفكرية والاقتصادية بمقاطعتها ومنع الوصول إليها ورميها بالحجارة مثلاً.
رابعاً: إن تفكيك مفاصل مصالح/مستعمرات الأعداء هو تفكيك لشبكة الأمن والمخابرات والشرطة التي تقمع بها هذه الأنظمة شعبنا العربي، لأن تفكيك مصالح الأعداء يرغم هذه الأنظمة على تشغيل اجهزتها بحماية مستوطنات/مستعمرات الأعداء وهذا فضيحة للأنظمة وإرهاق لها وتفكيك قبضتها.
خامساً: المقاطعة ترغم الأنظمة حتى الوطنية على التبادل والاستيراد من دول صديقة . فمعروف أن تبادل حتى انظمة المقاومة اقتصاديا لا تزال حتى الآن غالباً مع الغرب لا مع الشرق. صحيح أن هناك طبقة مرتبطة مصالحها بالأجنبي، ولكن ضغط الشعب هو الذي يرد على تبعيتها ويرغم السلطات على تنفيذ الضغط الشعبي. إن تغيير علاقات التبادل هو منهج تنموي على الأنظمة تبنيه إن كانت وطنية حقا لا طبقية حصراً، هذا إن لم نقل وجوب ان تنقد ماضيها الذي درَّ على الأعداء المليارات. والأهم أن المقاطعة تدفع لتنمية محلية لإنتاج بدائل لما تتم مقاطعته.
سادسا: إن الحراك الشعبي يولد، وإن تدريجيا، قيادات ميدانية مُبدعة، وهذا يحرر الجماهير من أربعة قيود:
1-
قيد تحكُّم السلطات بآليات التفكير والعمل
2-
قيد تكلُّس كثير من قيادات القوى السياسية التي لم تبدع ولم تلتقط إبداعات الجماهير
3-
قيد اعضاء التنظيمات الذين يتمسكون بتعليمات تنظيماتهم المتكلسة على طريقة الطوائف الحِرَفية، أي عقلية الجندي وليس الثوري.
4-
قيد ذاتي تفرضه بعض الجماهير على نفسها بالتقيد بتعليمات تنظيمات متكلسة.
ليس هذا سوى جزء مما يجب عمله.

 

 

في جريمة جديدة من جرائم القتل دون أي مبرر

kolonagaza7

في جريمة جديدة من جرائم القتل دون أي مبرر

مقتل مواطن وإصابة آخر يعملان في المخابرات الفلسطينية برصاص الاحتلال على حاجز زعترة في

نابلسبالتوازي مع استمرار عدوانها على قطاع غزة، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس، مواطنًا وأصابت آخر، بعدما استهدفت سيارتهما أثناء محاولتها المرور عبر حاجز زعترة، جنوب شرقي مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية. ادعت قوات الاحتلال الإسرائيلي أنهما رفضا الانصياع لأوامر الجنود بالتوقف، وآثارا الشك والريبة بأنهما يعتزمان تنفيذ عملية على الحاجز، وأنهما لم ينصعا لطلب الجنود التوقف، فأطلقوا عليهما النار ما أدى إلى مقتل أحدهما وإصابة الآخر. تدحض تحقيقات المركز، ادعاءات الاحتلال، إذ أن السيارة كانت تسير ببطء شديد وجرى إطلاق النار المباشر من الجنود تجاه السائق والشخص الذي بجواره لمدة 3 دقائق، ولاحقا بقيا ينزفان دون تقديم أي إسعاف لهما لمدة 15 دقيقة.  ووفق تحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 6:39 مساء يوم الثلاثاء الموافق 11/5/2021، فتح جنود الاحتلال الإسرائيلي، المتمركزون على حاجز زعترة، جنوب شرقي مدينة نابلس، أعيرة نارية من مسافة قريبة جداً تجاه سيارة فلسطينية من نوع سكودا بيضاء اللون (موديل 2011)، يستقلها شخصان، كانت تنوي دخول الحاجز قادمة من جهة رام الله ومتجهة نحو مدينة نابلس. أسفر إطلاق النار عن إصابة سائق السيارة بجروح خطيرة، ومقتل الشخص الذي يجلس بجانبه. بعد إصابته فتح السائق باب السيارة وبقي جالساً في مقعده ينزف لمدة 15 دقيقة دون أن يقترب منه أحد، حتى وصلت سيارة إسعاف إسرائيلية، ونقلت الجريح والقتيل إلى إحدى المستشفيات الإسرائيلية.تبين لاحقاً أن القتيل هو أحمد عبد الفتاح سليمان دراغمة، 38 عاماً، وأصيب بعدة أعيرة نارية في الرأس والصدر والبطن والرجلين، وهو أب لأربعة أطفال. أما المصاب فهو محمد علي عبد الرحمن نوباني، 28 عاماً، وأصيب بنحو 6 أعيرة نارية في الكتف والرجلين، ووصفت حالته بأنها خطيرة. والاثنان من قرية اللبن الشرقية، جنوب شرقي مدينة نابلس، ويعملان في جهاز المخابرات الفلسطينية بمدينة رام الله. ادعى جيش الاحتلال أن جنوده الذين كانوا يتمركزون في كابينة على يمين الحاجز، صرخوا على سائق للتوقف وأنه لم ينصع لأوامرهم، ما آثار الشك والريبة لديهم بتنفيذ عملية دهس على الحاجز، فأطلقوا النار تجاه السيارة ما أدى لمقتل دراغمة وإصابة زميله نوباني.  ودحضت تحقيقات المركز وإفادات شهود العيان هذه الادعاءات.وفي حوالي الساعة 11:00 مساءً، سلمت قوات الاحتلال جثمان دراغمة على الحاجز نفسه للإسعاف الفلسطيني، وتم نقل جثمانه الى مستشفى رفيديا الحكومي بمدينة نابلس، فيما بقي المصاب يتلقى العلاج في مستشفى بيلنسون في إسرائيل وحالته خطيرة.وإذ يدين المركز قتل المواطن دراغمة وإصابة زميله، فإنه يشير إلى أن الحادث هو امتداد لسياسة قوات الاحتلال الإسرائيلي، باتت متكررة في استخدام القوة المفرطة والأعيرة النارية، بهدف القتل وليس السيطرة، تجاه الأشخاص المشتبه بهم خاصة على الحواجز وقرب نقاط التمركز الإسرائيلية. يكرر المركز دعوته المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال، ويجدد مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، علماً بأن هذه الانتهاكات تعد جرائم حرب وفقاً للمادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وبموجب البروتوكول الإضافي الأول للاتفاقية في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأرض المحتلة 

المرجع: 56/2021

التاريخ: 12 مايو 2021

التوقيت: 14:15 بتوقيت جرينتش

.

 

مشاركة مميزة