السبت، 21 يناير 2012

نيجيرفان بارزاني رئيسا لحكومة كوردستان السابعة

kolonagaza7

كفاح محمود كريم
يبدو ان الكابينة السادسة تقترب من ايامها الأخيرة بعد سنتين من قيادة الهيكل الحكومي في اقليم كوردستان برئاسة الدكتور برهم صالح، والتي تميزت بمواجهة كثير من المشاكل الداخلية المتعلقة بالفساد والخارجية المتعلقة بملفات العقد الخلافية مع الحكومة الاتحادية، الى جانب تنفيذ خطط واعدة كانت الكابينات السابقة قد وضعت أسسها بعد توحيد الإدارتين وتوقيع الاتفاق الاستراتيجي بين الحزبين الكبيرين الفائزين في معظم الانتخابات التي جرت خلال الأعوام السابقة بنسب متقاربة مع تحالفات تنضوي تحتها مجموعة من الأحزاب الأخرى الى جانب كل واحد منهما، حتى ظهرت أو بدأت تتبلور أشكال جديدة ومغايرة من المعارضة متمثلة بجناح انشق عن الاتحاد الوطني وأسس له تنظيما تحت اسم حركة التغيير ( كوران ) التي فازت بالتحالف مع حركتين دينيتين اسلاميتين بما يقرب من ربع مقاعد البرلمان الكوردستاني في الانتخابات الأخيرة، ورفضت المشاركة بحكومة برهم صالح.
ويستعد رجل الدولة الشاب نجيرفان بارزاني ( 45 سنة ) للعودة الى قيادة الحكومة الإقليمية في كوردستان للمرة الثالثة بعد نجاحه في قيادتها لما يقرب من ثمان سنوات أنجزت فيها حكومته ما عجزت عن تنفيذه الحكومة العراقية خلال ثمانين عاما، فأحدثت تغييرا كبيرا في كافة أجزاء الإقليم وخاصة العاصمة اربيل التي حولتها من مدينة صغيرة الى واحدة من أجمل مدن العراق في كل نواحي الحياة، لتصبح فعلا العاصمة الثانية للبلاد ومقرا لكثير من المؤتمرات العراقية والدولية ومركزا من مراكز الاستثمار الإقليمي والعراقي، وأنهت واحدة من أكثر المشاكل تعقيدا الا وهي مشكلة الكهرباء، ووضعت خططا ومشاريع عملاقة لمعالجة مشكلة السكن، إضافة إلى مشاريع مهمة وإستراتيجية في ما يتعلق بالماء والمواصلات والجامعات والمطارات وبقية الخدمات.
نيجيرفان البارزاني يشغل حاليا منصب نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني ويتمتع بعلاقات ايجابية وقوية مع مختلف القوى السياسية وخاصة المعارضة منها، كان قد قاد قبل سنة 2009 حكومة إقليم كوردستان وحقق نجاحات كبيرة رغم ما صاحبها من مساحات للخلل ونقاط للفساد هنا وهناك أنتجته عملية التغيير الشاملة الا انها تركت بصمات واضحة على شكل الإقليم وتطوره خلال السنوات التي قاد فيها هذا الرجل وطاقمه كابينتين مثيرتين في مرحلتين دقيقتين، الأولى تلك التي أسسها الحزب الديمقراطي الكوردستاني ابان الإدارتين المنفصلتين، والثانية بعد توحيدهما حيث كلفه رئيس الإقليم لتأسيس حكومة كوردستانية موحدة ضم فيها أغلبية القوى الموجودة على الساحة السياسية والاجتماعية، من الشيوعيين والعلمانيين والإسلاميين والمسيحيين والايزيديين والتركمان وغيرهم.
نيجيرفان بارزاني حفيد الزعيم الكوردي الكبير الملا مصطفى البارزاني، وهو النجل الأكبر لإدريس مصطفى البارزاني، احد ابرز قيادات البارزانيين المعاصرة، والذي توفي في ثمانينات القرن المنصرم بعد ان ترك بصمة كبيرة في نفوس شعبه وحزبه الذي يذكره كواحد من ابرز قياداته المتميزة تاريخيا، ونجله نيجيرفان بارزاني الذي لمع نجمه خلال العقد الأول من القرن الحالي بديناميكيته المعهودة ودبلوماسيته الشهيرة في كثير من المواقف الصعبة التي واجهت الإقليم داخليا وخارجيا، فقد وصف بأنه مهندس العلاقات الكوردستانية مع كل من تركيا وايران، اضافة الى دوره المتميز في رأب التصدعات في الجبهة الداخلية لما يعرف عنه بالحنكة والحكمة في معالجة المشاكل السياسية وبالذات تلك التي شهدها الإقليم في صراعات الحزبين او بين الحزب الديمقراطي والعمال الكوردستاني وحتى اشكاليات حركة التغيير مع الاتحاد الوطني الذي انشقت عنه.
واليوم يقود البارزاني نيجيرفان واحدة من اهم الكابينات الحكومية في اقليم كوردستان التي يفترض ان تشترك فيها المعارضة بشكل جدي ومهم لتمثل بقوة المجتمع الكوردستاني وفعالياته السياسية والاجتماعية في واحدة من اهم مراحل تطور الإقليم سياسيا واقتصاديا، حاملة الكثير من الحزم والسلال المليئة بالمشاكل مع مجموعات المعارضة التي يحتمل كثيرا أن تشارك في حكومة يقودها نيجيرفان بارزاني، إضافة إلى ملفات الفساد التي تحتاج الى تنفيذ ما توصلت اليه اللجنة التي شكلتها رئاسة الإقليم في مكافحة الفساد، والعمل من اجل تقليص مساحات الفقر والبطالة والأمية ورفع المستوى المعاشي للأهالي وتحديث الهيكل الحكومي، إلى جانب الملف الخارجي سواء مع الحكومة الاتحادية وملفات المناطق المستقطعة والميزانية والنفط والغاز وقوات البيشمه ركه وغيرها، او مع كل من تركيا وايران وحزب العمال الكوردستاني وموضوع الحدود وتجاوزها من قبل قوات الاطراف الثلاثة.
ربما ان هذه السلال المليئة بالمشاكل داخليا وخارجيا سيكون حملها ثقيلا في ظروف دقيقة ومعقدة الان، الا ان ما يشيع الارتياح لدى معظم الأهالي في الإقليم هو تمتع السيد نيجيرفان بارزاني بشعبية كبيرة ومواصفات أهلته وتأهله لقيادة المرحلة القادمة، لما عرف عنه من شخصية عملية ديناميكية وميدانية يهتم بقيادة حكومة تشترك فيها المعارضة بشكل جدي ومهم، إلى جانب تبنيه لعملية تحديث البنية الأساسية للدولة والمجتمع وتسخير رجال الأعمال والاستثمار والشركات العالمية من اجل تلك الخطط الطموحة، وذلك لأحداث نقلة نوعية لا في البناء فقط وإنما في التنمية البشرية ايضا التي يحتاج لها الإقليم.
kmkinfo@gmail.com

نحن والاسلام السياسي: خطوة الى الأمام أم خطوة الى الوراء؟

kolonagaza7

بقلم : كمال الساكري

حركـة الشعب

أشعل الشعب العربي من المحيط إلى الخليج شرارة الثورات على أنظمةالاستبداد والفساد والإقليمية والعمالة فسقطت رؤوس وأنظمة واحترقت أخرىوترنحت ثالثة وشعر الجميع أننا أمام الربيع العربي يخلف خريف الأنظمةالبالية ...ولكن حصاد البيدر يبدو أنه مكذب للآمال المعقودة على الحقول ففي أولانتخابات نيابية لكل من تونس ومصر والمغرب صعد الإخوان المسلمونوالسلفيون والعدالة والتنمية والنهضة وكلها حركات تنتمي إلى الإسلامالسياسي وسقط من غربال الصندوق آلاف الشباب الذين فجروا هذه الثوراتوأقصيت القوى الوطنية والقومية التي ضحت طويلا ....وإزاء هذا المشهد السياسي الجديد حريّ بنا أن نتساءل ما الإسلام السياسي؟وما هي طروحاته؟ هل هو بديل جذري في خدمة الربيع العربي أم هو مضاد بديليعيق تحقيق أهداف هذه الثورات في الحرية والديمقراطية والعدالةالاجتماعية؟ الإســـــــلام السيــــــاسي:بالعودة إلى المصادر والمراجع المختصة نكتشف أن هذا المفهوم جديد وأول ماظهر مع أواسط الثمانينات ثم تبلور أكثر بعد أحداث الجزائر الدامية فيالتسعينات وكان قد اقترن هذا الإسلام بالإرهاب لكونه يطلب الحكم بالعنفمستغلا الدين الإسلامي.يعرفه محمد سعيد العشماوي بأنه"صفة للجماعات والهيئات التي تهدف إلىالسياسة أساسا وترمي إلى الحزبية أصلا وإن غلفت أهدافها بأردية من الدينوبأقنعة من الشريعة (انظر المستشار محمد سعيد العشماوي الإسلام السياسيسنا للنشر ط 3، سنة 1992 ص 5).وبهذا التعريف فإننا نطلق مفهوم الإسلام السياسي على كافة الحركاتالسياسية الموظفة للدين الإسلامي مرجعية عليا سواء أكانت حركات سنية أوشيعية وسلفية أو تقدّمية ومعتدلة أو إرهابية فهي كلها توظّف الدين أيالمجال المقدس sacré في فهم السياسة أي المجال الدنيوي المدنّسprofane .وهكذا نجد أنفسنا في تونس والمغرب العربي بل والوطن العربي والعالم ومنذقرنين تقريبا مرة أخرى أمام حكم الحركات أو الفرق الإسلامية وهو واقعجديد موغل في القدامة يستدعي الانتباه والفهم والتحليل قصد معرفة أفضلالسبل في التعامل معه.وأول تحد يفرض نفسه علينا اليوم هل يمثل صعود الإسلام السياسي للحكموهيمنته على السلطة خطوة تاريخية على درب الحرية وتحقيق أهداف الثورةمحليا وقوميا وعالميا وبأي مقياس ؟ أم أنه خطوات إلى الوراء كارثية تعودبنا إلى أزمة القرون الوسطى البغيضة وتلجم الشعوب عن التعبير والاجتهادوالجهاد في سبيل تحررها وانعتاقها من الجهل والتخلف والتبعية لدوائرالهيمنة الإمبريالية والصهيونية والماسونية؟.I- نحن والإسلام السياسي:1- من نحن؟من الأفكار الأولى التي تتبادر إلى الذهن أن المقصود بنحن هم التونسيونوهذا صحيح ولكن التونسيين اليوم بعد انتخاب 23 اكتوبر أصبحنا فرقين واحدامع النهضة وآخر ضدها.ثم ان هذا النحن يمكن أن تتجاوز أسوار القطر التونسي إلى فضاء الوطنالعربي الكبير بنجاح حركات الإسلام السياسي: الحرية والعدالة (الإخوانالمسلمون) والسلفية العلمية بمصر. (العدالة والتنمية سليلة الإخوانالمسلمين " جمعية الشبيبة الإسلامية" بالمغرب اضافة الى حكم الإخوانالمسليمن بالسودان وهيمنة الوهابية على السعودية وصعود السلفية العلميةبالكويت والسلفية الجهادية بالصومال وليبيا وتهديدها للجزائر. وقيادةحزب الله الحركة الشيعية للمقاومة في لبنان تماما مثل قيادة حركة حماسوالجهاد بفلسطين ضد الصهاينة وتنامي حزب التحرير في عموم الوطن العربيبعد أن هيمن في ماليزيا واندونيسيا.إذا النحن أصبحت بحجم العرب على طول الخارطة القومية و تعاظم المدّالإسلامي الحركي لا يعني التونسيين والعرب فحسب وإنما بات يثير انتباهالانسانية في مختلف أصقاع الكرة الأرضية بما ينقل المواجهة من محيطهاالوطني والقومي إلى المحيط الإقليمي والكوني ولكن قبل معرفة طبيعةالعلاقة بين نحن والإسلام السياسي حريّ بنا أن نتساءل ما الإسلامالسياسي؟2 - الإسلام السياسي:بالعودة إلى المصادر والمراجع المختصة نكتشف أن هذا المفهوم جديد وأولما ظهر مع أواسط الثمانينات ثم تبلور أكثر بعد أحداث الجزائر الدامية فيالتسعينات وكان قد اقترن هذا الإسلام بالإرهاب لكونه يطلب الحكم بالعنفمستغلا الدين الإسلامي.يعرفه محمد سعيد العشماوي بأنه " صفة للجماعات والهيئات التي تهدف إلىالسياسة أساسا وترمي إلى الحزبية أصلا وإن غلفت أهدافها بأردية من الدينوبأقنعة من الشريعة (انظر المستشار محمد سعيد العشماوي الإسلام السياسيسنا للنشر ط 3، سنة 1992 ص 5).وبهذا التعريف فإننا نطلق مفهوم الإسلام السياسي على كافة الحركاتالسياسية الموظفة للدين الإسلامي مرجعية عليا سواء أكانت حركات سنية أوشيعية وسلفية أو تقدّمية ومعتدلة أو إرهابية فهي كلها توظّف الدين أيالمجال المقدس sacré في فهم السياسة أي المجال الدنيوي المدنّسprofane .وهكذا نجد أنفسنا في تونس والمغرب العربي بل والوطن العربي والعالم ومنذقرنين تقريبا مرة أخرى أمام حكم الحركات الإسلامية أو الفرق (سنة/شيعة /خوارج/ معتزلة/ حنفية/ مالكية/حنبلية ...) وهو واقع جديد موغل في القدامةيستدعي الانتباه والفهم والتحليل قصد معرفة أفضل السبل في التعامل معه.وأول تحد يفرض نفسه علينا اليوم هل يمثل صعود الإسلام السياسي للحكموهيمنته على السلطة خطوة تاريخية على درب الحرية وتحقيق أهداف الثورةمحليا وقوميا وعالميا وبأي مقياس ؟ أم أنه خطوات إلى الوراء كارثية تعودبنا إلى أزمة القرون الوسطى البغيضة وتلجم الشعوب عن التعبير والاجتهادوالجهاد في سبيل تحررها وانعتاقها من الجهل والتخلف والتبعية لدوائرالهيمنة الإمبريالية والصهيونية والماسونية؟.II- الإسلام السياسي بديل أم مضاد بديل؟لئن كان من التعسف أن نحكم على النهضة في تونس باعتبارها احدى مكوناتالاسلام السياسي قبل أن تمارس الحكم وتنفذ برامجها المختلفة فإنه ليس منالمستحيل الانطلاق من إيديولوجيتها وبرامجها الحالية للحكم لها أوعليها في المستقبل.ورغبة في الاختصار فإننا نضع إمكانية الجواب تحت ضاغطة هذه الإشكالية:هل الإسلام السياسي بديل مجتمعي ينتصر للحريات الفردية والجماعية ويتبنيقيم الجمهورية في فصل السلط وعلوية القانون والتداول على السلطةوالديمقراطية والشفافية والمساءلة وتحقيق تنمية اقتصادية عادلة ومنحازةللشعب ومستقلة عن دوائر الامبرياليةوالهيمنة الإقليمية والعالمية أم أنها ورغم كل ما ترفعه من شعارات فإنهاليست سوى إعادة إنتاج للاستبداد والتبعية لقوى الهيمنة والامبرياليةوتعريب للتبعية وأسلمة لنظام الاقتصاد الرأسمالي تحت شعارات ظاهرهاإسلامي وباطنها ربوي امبريالي؟1- النهضة في مرآة برامجها :لن نبتعد بعيدا للحكم على النهضة /الإسلام السياسي عموما أو عليها.فبرنامج حركة النهضة نموذج من برامج الإخوان في الوطن العربي يعلنإيمانه بالنظام الجمهوري والدولة المدنية والاندماج في النظام الرأسماليالعالمي العولمي.ويقتدى بالنموذج القديم الخالد للخلفاء الراشدين ومنبهر بحكم العدالةوالتنمية بتركيا غير أن تفحص أدبيات النهضة سرعان ما يكشف ازدواجيةالخطاب وتعمده استراتيجية الإنسياب داخل قوانين اللعبة الديمقراطية ضدامن استراتيجية مصادمة الديمقراطية وتكفيرها على غرار السلفية بمختلففروعها العلمية والجهادية.وبهذا نفهم تنازل النهضة وما شابهها من الحركات في الوطن العربيكالعدالة والتنمية في المغرب- ظرفيا عن شعاراتها الإيديولوجية كالخلافةوالشريعة والحدود ودونية المرأة الخ في مقابل وصولها الى سدة الحكم. ثمهي تعوّل على أسلوب التدرج في اسلمة المجتمع والذي يتحقق عندها عبرالحكم وتغيير أخلاق المجتمع عبر التعليم والاعلام والزكاة والوقف ومختلفاليات صوغ العقول وترويضها معتمدة على سلطة الدين وأثرها في تحقيقالاسلمة.عندها ستتوفر الشروط الضرورية لتطبيق الشريعة الإسلامية واعلاندولة الخلافة وفي هذا الصدد يقول الشيخ يوسف القرضاوي المرجع الاعلىللاستاذ الغنوشي "والشريعة اكتملت بلا شك غير أن تطبيقها يحتاج الى تهيئةواعداد لتحويل المجتمع الى الالتزام الصحيح"(انظر د.عبد الا لهبلقزيز،الدولة في الفكر الاسلامي المعاصر،م.د.و.ع.ط2،بيروت،سبتمبر2004،ص166)ولن تكون النهضة عندئذ في موقف الفارض للخلافة وانما في موقف المطالببالاستجابة لمطالب الشعب ورأيه وبطبيعة الحال لن يكون مطلب الشعب أنذاكمختلفا جوهريا مع مفهوم الإسلام السياسي للشريعة وأدلتنا على ذلك كثيرةنقتصر على بعض النقاط منها:في الدولة المدنية : صحيح نحا الخطاب عند النهضة وزعيمها راشد الغنوشي فيتونس وبن كيران والعثماني في المغرب نحو ترديد الدولة المدنية فيالخطابات والتنظيرات لكن قواعد النهضة وحتى بعض قياديها لا يصدق هذاالزعم لان ألف باء الالتزام في حركات الإسلام السياسي الإيمان بالإسلاموالإسلام في مذهبها دين ودولة وهذه الدولة هي خلافة حتى ولو ناورنا فيالساحات السياسية والإعلامية وقلنا دولة مدنية وما زلات اللسان المنسوبةللسيد راشد للغنوشي و السيد حمادي الجبالي حول المناداة بالخلافةوالتراجع عند ثورة الخصوم والمخالفين إلا اقرار بمركزية الخلافة فياللاشعور السياسي وان اللاشعور جزء من الحقيقية تماما مثل الشعور كمانعلم ويكفي للتدليل على صحة ما نقول ما يقرره الشيخ القرضاوي"فالدولةالاسلامية دولة دستورية أو شرعية لها دستور تحتكم اليه وقانون ترجع اليهودستورها يتمثل في المبادئ والاحكام الشرعية ...ان هذه الدولة ليست مخيرةفي الالتزام بهذا الدستور أو القانون ،فهذا مقتضى اسلامها ودليل ايمانها...فهي لا تكون اسلامية الا به .كذلك شرعيتها ليست اجتماعية أو مدنية بلدينية ذلك أن الالتزام في الدولة بقانون الشريعة هو الذي يعطيها الشرعية...فأما اذا حادت عن هذا المنهج فهذا يسلبها حق الشرعية ويسقط عن الناسواجب الالتزام بطاعتها .."انظر يوسف القرضاوي من فقه الدولة في الاسلام،القاهرة بيروت ،دار الشروق 1997ص32و33).ب – في الإقتصاد :جاء في النطقة 17 :" تتبنى الحركة اقتصادا حرّا ذا بعد اجتماعي يقوم علىالتكامل بين القطاعات الثلاث الخاص والعام والتعاوني ويكون دور الدولةفيه تعديليا لرعاية التوازن الاجتماعي وضبط حركة السوق وتشجع الحركةالمبادرة والإبداع والمنافسة الشريفة والكسب المشروع وتحترم الملكيةالخاصة وتحميها " (انظر برنامج حركة النهضة : من أجل تونس الحريةوالعدالة والتنمية ، سبتمبر 2011).تتبنى حركة النهضة إذا كما هو واضح مثلها مثل حركة العدالة والتنميةالمغربية والتركية نهج الاقتصاد الحرّ وتدعو للتعايش بين قطاعات ثلاثة (خاص – عام - تعاوني) وتلح على تشجيع المبادرة والمنافسة وتحترم خاصةالملكية الخاصة وتحميها وقد يحاول انصار النهضة او العدالة و التنميةتأويل هذه العبارات – تأويلا آخر لكن النهضة لا تجد حرجا في اعلانايمانها بإقتصاد السوق والاندماج في العولمة الاقتصادية وتشجيع السياحةواباحة بيع الخمور وما يصحبها من منكرات الأمور كمظاهر العري والإباحيةفي الملاهي والنزل والشارع التونسي المسلم والحرص على العلاقاتالإقتصادية المتطوّرة مع أوروبا وأمريكا الشمالية لا الجنوبية. (الزياراتالمكوكية لزعماء النهضة الاستاذين الغنوشي والجبالي للولايات المتحدةالأمريكية تشبيكا للعلاقات بين النهضة والأمريكان وطلبا للاعتراف والقبولمن لدن دوائر المال والأعمال والساسة واللوبيات النافذة...).وأمام هذا التوجه الصريح والمعلن للدوائر الرأسمالية قمين بنا أن نتساءلهل خرجنا من قمقم الرأسمالية وسجن الامبريالية أم هرولنا الى كسب ودهاوإعطائها الأمان والضمان للاستثمار في بلاد الإسلام؟ج- في الإجتماع : جاء في البند 18 من برنامج النهضة:" تعمل الحركة علىتطوير قطاع الاقتصاد الاجتماعي التعاوني بما يمكن مؤسسات المجتمع المدنيمن المساهمة في تمويل التنمية وفي النشاط الاقتصادي والتكافل الاجتماعيوذلك من خلال تدعيم دور الجمعيات في بعث المؤسسات وتأسيس صناديق الوقفوالزكاة) نفس المرجع أعلاه(ولعل ما يلفت الانتباه هنا حقا هو إطلالة متعلقات دولة الخلافة والشريعةالإسلامية وذلك في مؤسسات الوقف والزكاة. وعلاوة على أنه الازدواج بيننظام الرأسمالي العالمي الربوي الغربي الحديث والمعاصر ونظامي الزكاةوالوقف الاسلاميين القديمين فإن اقتراح هاتين الأليتين للتكافلالاجتماعي تكريس لمفهوم المجتمع الطبقي المكوّن من الاغنياء والفقراء.وما تصدق أغنيائنا على فقرائنا الا استئناف لمجتمع سلطاني طبقي سادمنذ الخلفاء الراشدين الى سقوط الخلافة العثمانية سنة 1924 وأخفق فيتحقيق العدالة والمساواة بين المسلمين وشرع العبودية والشعوبية والتخلفوالانحطاط وفتح علينا جهنم الاستعمار الغربي الرأسمالي بعد أن استعبدناوأمعن في تخلفنا الاستعمار العثماني التركي المتلحف بأردية الخلافةالاسلامية.III- النهضة كما نراها :إن في هذا الحل أي نظام رأس مالي تابع ومندمج في رأس المالية العالميةوالعولمة الوحشية مع وجود مؤسسات تكافل اجتماعي تكرس التفاوت الطبقيوتلطفه بتصدق الأغنياء على الفقراء كل الحقيقة حقيقة المشروع الإسلاميالسياسي.. المزاوجة بين خطاب حداثي مغر وتلوينه بعبارات تراثية دينيةتسبح في بحر العولمة غايتها لفت انتباه القواعد الى اسلامية البديل ولكنحقيقتها تلفيق الحلول وعدم جديتها او جذريتها لذلك كله واقتصارا على هذهالعينات بإمكاننا ان نقرر فنقول أن ما قدمته النهضة في تونس والعدالةوالتنمية في المغرب وما يقدمه الإخوان المسلمون في مصر واخوتهم السلفيونإي الاسلام السياسي ليست إلا مضادا للبديل وليس بديلا مضادا. البديلالمضاد يقضي على أنظمة الاستبداد والرجعية والعمالة والتطبيع معالصهيونية والماسوسية أما مضاد البديل فليس سوى امتداد لطبيعة الأنظمةالعربية الاستبدادية التابعة والمطبعة ولكن بشعارات إسلامية براقة ظاهرهاالعدل والكفاية والمساواة وحقيقتها نظام سلطاني قروسطي يكرس الاستبدادوالطبقية ودونية المرأة وتبعية الاقتصاد وتخلف الثقافة بسيادة ولايةالفقيه عند الشيعة وبابوية الفقيه المفتي عند السنة أو الحاكمية .إننا أمام حركة سياسية نقلت الصراع من دوائره الحقيقية إلى دوائر خاطئة.اننا امام تحول سياسي خطير يقلب الصراع من تناقض بين قوى ثورة ضد أعدائهاإلى قوى إسلامية وقوى غير إسلامية. إننا نقسم وحدة المجتمع إلى مسلمينوغير مسلمين وإلى مؤمنين وكفار...وبهذه النقلة المغالطة وعوض ان نتقدم بالثورة ومكاسبها فإننا نتراجع الىمربع قديم وعقيم هو مربع مجتمعات الأزمنة العقدية ديار كفر وديار إيمانعوض ان تسود أزمنة قوى تقدمية ثورية وقوى رجعية وشعوب وأمم متقدمةوشعوب وأمم متخلفة. وبقدرة قادر يصبح كل من أعلن دخوله إلى بيت أبيسفيان الجديد " الإسلام السياسي" وأحزابه مسلما آمنا ولو كان من الرجعيينوالمستبدين والمستغلين والمستلبين. ان انقلابا خطيرا حدث مع الاسلامالسياسي فأصبح هو الاسلام وكل ماينسب الى الاسلام يتطلب أن ننسبه اليه.فيصبح التاسلم تماما بديلا من الاسلام والتأسلم يجب ما قبله كأنناقلنا الاسلام يجب ما قبله. اننا لا نعني بهذا رفض المصالحة الوطنية بينمن أذنب في حق الشعب بعد محاسبتهم وإنما نحن نرفض إعادة خلط الأوراقونقل الصراع من تحقيق أهداف الثورة وبناء اقتصاد وطني يحقق التنميةالعادلة بين الجمعات والفئات الى استقطاب جديد/ قديم مسلمين وغيرمسلمين ومؤمنين وكفار بل ديار كفر وديار اسلام وأهل كتاب وكفار...ان هذاالمعيار القديم الجديد هو رأس فتنة جديدة ستقسم المجتمع الواحد الىمجتمعات وتعيد الفرزبين الدول دول مؤمنة ودول كافرة .انها فتنة فاتكةتجعل الصديق عدوا (كل شيعي أو خارجي أو لا دين له يصبح عدوا) والعدوصديقا (الصهاينة يهود فمن حقهم التواجد في فلسطين لانهم ليسوا كفارايستحقون القتال والامريكيون الامبرياليون أهل كتاب وليسوا أعداء)ويكفي القاء نظرة على برنامج الإسلام السياسي من تونس الى المغرب الأقصىومن ليبيا الى اليمن لنكتشف رفض الديمقراطية صراحة " فالديمقراطية كفر 'كما أعلن حزب التحرير ذلك في وثائقه فحمل هذا العنوان كتابا في الغرضاستدل بالقرآن والأحاديث ليدحض فكرة الديمقراطية وينتصرلرفضها واقصائهااو رفع شعار الديمقراطية ولكن اختزالها في الصندوق الانتخابي ورفضهاكمنظومة قيم تميز بين الديني والسياسي وتكرس حقوق الإنسان واحترام الرأيالمخالف ونسبية الشان السياسي ومنزلة القانون فيه متذرعة بعلوية الشريعةعلى القانون والدين على السياسة. سالكة طريق الرفض الصريح للديمقراطيةوالرفض المقنع لها مكرسة إزدواجية في الخطاب واحدة للنخبة الحداثيةوالغرب واخرى لاوسع أفراد الشعب والسلفية التكفيرية الدعوية والجهادية.وفي هذا السياق نفهم تصريح السيد الغنوشي الرافض للخلافة في تونسوالمطالبة بها في مصر . وتبشيرالسيد حمادي الجبالي بالخلافة الراشدةالسادسة في اجتماع شعبي بسوسة والتراجع عما صرح به عند احتجاج المعارضينللخلافة زاعما انها فلتات لسان.انها ليست فلتات لسان وحتى وان قبلنا انها كذلك فإن علم النفس يعلمنابان اللاشعور الفردي والجماعي جزء من الحقيقة فما لا تقدر على التصريح بهفي وعينا ينتقل الى اللاوعي ويفرض حضوره في الأحلام والفلتات اللسانية.ولا أظن ان الإسلام السياسي قد تجاهل "الخلافة " وتخلص منها نهائيا. بلانها مكبوته عند بعض الحركات الإسلامية المتزينة بالحداثة وحديثة الإيمانبالديمقراطية ولا بد للمكبوت من فلتان.اما الحركات الإسلامية المنسجمة مع ذاتها كالسلفية فإنها تعاديالديمقراطية والحداثة والقانون وحقوق الإنسان والمساواة والمواطنةوالعدالة الاجتماعية والمساواة جهارا وتختلف في أسلوب تحقيق أهدافها منالتدرج والصبر على الحكام والمحكومين إلى إعلان الجهاد عليها لتخليصهامن الجاهلية الجديدة.على حد تعبير سيد قطب في كتابه " معالم في الطريق"ونشر الغزوات من طورا بورا الى سليمان وفاس و أسيوط بل والتحالف مع أعداءالله حلفاء الناتو لاستباحة ليبيا والسيطرة على نفطها وقتل القذافي شرقتلة بعدما أفتى الشيخ يوسف القرضاوي باباحة دم حاكم عربي فشل في الحكمكغيره من الحكام العرب ويذكر له التاريخ أنه لم يكن يوما عميلا أو مطبعامثل الغالبية العظمى لبقية الحكام العرب كأمير قطر أو ملك السعوديةوالاردن والمغرب الخ...والذين لم يرتكبوا من الجرائم ولم يقترفوا منالذنوب حسب رأيه ما يسترعي انتباه كبير مفتي الديار الاسلامية الشيخالقرضاوي ليشملهم بالتكفير واهدار دمهم ..إننا مقبلون على صراع جديد محوره القوى الوطنية الديمقراطية الوحدوية منجهة وقوى الإسلام السياسي السلفية والرجعية عدوة الشعوب والحرية من جهةاخرى اننا مضطرون الى أن نوسع قائمات العراقيل على طريق استكمال ثوراتناالعربية وبالتالي توسيع قائمات مهامنا.IV-الآفاق:كانت المسألة ثورة تونسية تستكمل اهداف ثورتها ولقد خطت خطوات محترمةتوجت بانتخاب مجلس وطني تاسيسي وبعد 23 أكتوبر وصعود نجم الإسلام السياسيوطنيا وقوميا كبرت المشكلة واتسع مداها لتضع القوى الوطنية القومية فيمواجهة قوى معادية للثورة سلفية في جوهرها تنادي بالعود الى خلافة لمتتحقق أبدا ولم تكن قط مطلبا شعبيا كما انها تذكرنا بالحكم السلطانيالاستبدادي الطبقي المعادي لحرية الانسان عامة والمراة خاصة.وليكن واضحا نحن الشعوب العربية والقوى الوطنية والقومية والتقدمية فيكافة أركان العالم نرفض عودة القرون الوسطى ولو كانت مقنعة في ثيابعصرية.واول نقطة اختلاف بيننا وبينها الدخول في طاعة الراسمالية للحصول علىشهائد حسن سلوك امريكية وصهيونية ونحن نرفض الديمقراطية إذا كانتديمقراطية ليبيرالية تكتفي بالثرثرة في الإذاعات والصحف وتوكل تحقيقمطالب المجتمع الى الصدقات والمعونات والزكوات.نحن نطالب بديمقراطية حقيقية الرأي الحرفيها مكفول والشغل مضمونوالاقتصاد متنح ومبدع ولا تبعية ولا تطبيع.أما الصدقات والزكوات فرافد صغير يحقق التكافل الاجتماعي ولا يلغيالتنمية الاقتصادية الحقيقة وقد نحتاجه في مرحلة تاريخية انتقالية منالخصاصة الى الكفاية ولكننا سنتخلى عنها داخليا على الاقل حينما نحققمجتمع الرفاه والعدل.نحن لا نقول بتعطيل أحكام القرآن المرجع الوحيد الذي يلزمني شخصيالخلوّه من كل تحريف او تشويه وهذا القرآن ميدان للنظر العقلي والتاويلالمنهجي يستنهضنا للتأمل والتفكير أما العيش في جلباب الاب والجد والسلففلا يلزمني فهم رجال ونحن اليوم نساء ورجال . وهم لهم زمانهم ونحن لنااليوم زماننا .اننا ندعو الى نظام اقتصادي يحقق حاجاتنا دون طبقية تسمح بوجود متصدقوفقير يستحق الصدقات لقد تجاوزنا عهد الزكاة والوقف ولسنا في هذامبتدعين فقد عطل عمر بن الخطاب من قبل قطع اليدين.واوقف صدقات المؤلفة قلوبهم وكان مجتهدا.ولا أحد كفره من المسلمين وحتى الشيعة قتلته بسبب الإمامة وأحقية عليبها منه ولم تقتله بسبب عدله في الحكم والاجتهاد في الدين.إن الثورة في تونس وفي عموم الوطن العربي لم تتوقف ولن تتوقف إن ربيعالثورات لا يقتصر على قطع رؤوس الأنظمة وإنها ثورة طويلة الأمد انتقلت منالمحلي إلى القومي ولامست الكوني . فهي تتصدى اليوم لمقولات الإسلامالسياسي المتخلفة المقنعة بالدين وسيثبت التاريخ أن كشف مواطن الاستبدادومقاومتها يعد من أعظم الفتوحات المحسوبة للثورات العربية إضافة إلىاستعدادها لمواجهة الامبرياليين والصهاينة .نعم لقد بدأت ثورات تونس ومصر واليمن والبحرين محلية محدودة المدىوالأثر و ذلك مبتغى البعض لكن وحدة الوجود القومي وامتداداته العالميةنقل ثوراتنا من المحلية إلى القومية ومن القومية إلى العالمية(انتفاضةالأمريكيين في وول ستريت وشعاراتها المرددة لشعاراتنا الشعب يريد إسقاطالنظام / الشعب يريد إسقاط وول ستريت)وفي هذا المستوى اتسع نطاق المواجهة وتعددت مستوياته اليوم ظهر الإسلامالسياسي وغدا نحن واثقون سيعاود الأعداء الكبار من امبرياليين وصهاينةالظهور من جديد وسيطرح الإشكال من جديد كيف نواجه هذه التحديات؟عندها سيكون لكل حادثة حديث.

نحذر الاحتلال من مغبة الاستمرار في اعتقال الدكتور دويك ونحمله كامل المسؤولية عن سلامته الشخصية


kolonagaza7

الخميس 25 صفر 1433 هـالموافق 19 كانون الثاني/يناير 2012 م
تعقيباً على اعتقال الاحتلال الصهيوني لرئيس المجلس التشريعي الدكتور عزيز دويك صرح مصدر مسؤول في حركة حماس بما يلي:
إننا في حركة حماس ندين بشدة اعتقال رئيس المجلس التشريعي الدكتور عزيز دويك، ونحذر الاحتلال الصهيوني من مغبة المساس به أو الاستمرار باعتقاله.
إننا إذ نحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن سلامة الدكتور عزيز دويك فإننا ندعو السلطة الفلسطينية إلى وقف كل أشكال المفاوضات والتنسيق الأمني مع العدو الصهيوني، كما ندعو اتحاد البرلمانيين العرب وجامعة الدولة العربية إلى التحرك العاجل مع المجتمع الدولي للضغط من أجل الإفراج عنه وعن كل نواب شعبنا.. وإدانة جرائم الاحتلال الصهيوني الغاشم.
إننا في حركة حماس نؤكد أن تلك الإجراءات والممارسات لن تفت في عضدنا ولن تفلح في ثني رموز وقيادات الشعب الفلسطيني عن أخذ دورها في الدفاع عن الثوابت والحقوق الوطنية.

بـــدء الرد ــــ قراصنة الجيش الاسرائيلي يشلون مصارف غزة

kolonagaza7

في خبر أوردته صحيفة الجورسلم بوست يوم 20/1/2012 أن (فرقة جيش الدفاع الإسرائيلي) للقرصنة الكمبيوترية نجحت في التسللل إلى سيرفرات البنك العربي بغزة، وبنك الإمارات وأنها ستشلُّ عمل المصرفين بالكامل في الساعة العاشرة صباح اليوم.وأشارت الصحيفة إلى أن الفرقة تحذر قراصنة غزة ممن اخترقوا صفحة سلطة مكافحة الإدمان الإسرائيلية ووضعوا فوقها صورة مسلح فلسطيني يزحف نحو القدس وهو يردد: الموت لإسرائيل وكُتِبَ الشعارُ باللغة العبرية والعربية، بأن الفرقة سوف تقوم بإيقاف عمل البورصة المالية والصفحات الإلكترونية الحكومية الفلسطينية.من المعروف أن الحرب الإلكترونية بدأها إكس عمر من السعودية قبل أيام، عندما كشف عشرات آلاف بطاقات الإئتمان والفيزا كارت الإسرائيلية على شبكة الإنترنت، ثم أعقب ذلك استنفار إسرائيلي وصل إلى رئاسة الوزراء وإلى وزارة الداخلية التي اعتبرت عمل إكس عمر إرهابا!فقامت إسرائيل على إثر ذلك بتجنيذ ثلاثمائة قرصان كمبيوتر قبل أيام ليقوموا بالرد على عمليات الاختراق والقرصنة الكمبيوتريةّ !لقد بدأت بالفعل حرب الإلكترونات، وهذه الحرب هي أخطر من الحروب السابقة لأنها توقف الحياة في الحياة نفسها، وتعطل مسارات الآوطان، وخسائرها أكبر بكثير من خسائر الحروب، حتى وإن لم تُرقْ فيها نقطة دمٍ واحدةٌ !وهناك فروق بين حروبنا الإلكترونية( الاجتهادية)، وبين حروب إسرائيل( المدروسة) فقد اعتادت إسرائيل أن توظِّفَ كل الأحداث في مصلحتها ، وهذا التكتيك لم نستفد منه نحن العرب بعد، فقد ظللنا نتصرف ونعمل بدافع الحماسة وردات الفعل، وليس بالحساب الدقيق للأسف!!!فإسرائيل بدأت منذ أكثر من عام التخطيط لهذه الحروب الإلكترونية، تخطيطا علميا مدروسا، وقد أنتجت مئات الفايروسات التي يمكنها أن تتسلل إلى شبكات الإنترنت، وقد جرَّبت هذه الفيروسات على كل المواقع ، بما في ذلك موقع ديمونا لإنتاج القنابل الذرية، واستخدمت فايروسات خاصة ضد برامج مفاعلات إيران النووية في ناتانز،وهي اليوم تسعى لتحتكر تجارة بيع برامج مكافحة الفايروسات الرقمية، فهي تراهن اليوم على الغد التجاري المربح!ّفبعد أن ضعف الإقبال على ( الدرونز) الإسرائيلية ، وهي الطائرات بلا طيار، فإنها تسعى اليوم لتكون رائدة في مجالات مكافحة القرصنة، أو استحداث تجارة جديدة بعنوان:القرصنة الرسمية، ومن ثَمَّ احتكارها!أما نحن فسوف نظل إلى وقت طويل نصفق لبطولاتنا الفردية، والتي لم ننجح في جعلها بطولاتٍ مؤسساتية أو تجارية ، يمكننا بها أن ننافس العالم، وان نوظفها في نهضتنا وتطورنا!!وأخيرا فهل يستطيعُ العرب بجلالة قدرهم، وبعددهم وعتادهم، أن يفتحوا ملفا (قضائيا) لإسرائيل كدولة معترف بها من الأمم المتحدة ، وقعت على بروتوكولات التعاون الدولي،هذه البروتوكولات التي تحظر المس بحياة الآخرين وخدماتهم، قد اعترفت في كل وسائل إعلامها طوعيا، بمحض إرادتها، بأنها تقوم بالقرصنة المحظورة على أنظمة المعلومات في كل أنحاء العالم، وتوظِّف فرقا خاصة بالقرصنة، وتمنحهم المرتبات، ولم تقم أية جهة عربية أو دولية حتى الآن برفع شكاوى قضائية ضدها، أمام محكمة العدل الدولية؟ !!!http://www.alwatanvoice.com/arabic/n...20/239583.htm

خمسة مغاربة يحرقون أنفسهم

kolonagaza7

اعتقال دويك استهدافٌ للمصالحة



kolonagaza7

د. مصطفى يوسف اللداوي
moustafa.leddawi@gmail.com

دمشق في 21/1/2012

ليس من قبيل الصدفة أن تقوم سلطات الاحتلال الإسرائيلي باعتقال رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور عزيز دويك كلما اقترب الفلسطينيون من تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، وأصبحوا على أعتابها، واستعدوا للانتقال إلى المرحلة التالية من التشريع الوطني لتثبيت المصالحة، وتحقيق المشاركة، والـتأكيد على المسؤولية الجماعية، والإرادة الوطنية، فما إن يوشك الفلسطينيون على المباشرة في تنفيذ وتثبيت اشتراطات المصالحة، حتى تقوم سلطات الاحتلال الإسرائيلي باصطياد الدكتور دويك من على الحواجز الإسرائيلية، إذ هي تتربص به وتتابعه، وتلاحقه من مكانٍ إلى آخر، وتعرف تحركاته وتراقب أعماله وتتابع تنقلاته، وهي تدرك أنه أكثر من يعمل صدقاً لتثبيت المصالحة الفلسطينية، وأكثر من يعمل على تقريب وجهات الرأي بين الأطراف الفلسطينية، فهو رجلٌ مسكونٌ بالوحدة، ومهمومٌ بالاتفاق، يعمل من أجلها، ويضحي في سبيلها، يقلق على مصالح شعبه، ويحزن لما يصيب أهله، ويضطرب إذا افترق الفرقاء، وتباعد الشركاء، ونزغ بينهم الشيطان فأضعفهم وفرقهم، ونزع من قلوبهم حبهم لبعضهم وحرصهم على سلامة وطنهم ومصالح شعبهم.
يدرك دويك أنه وكل أبناء الشعب الفلسطيني ملاحقٌ ومتابع، وأن المخابرات تتعقبه، والعيون تلاحقه، وأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تتربص به وبغيره من الفلسطينيين، وأنها تتمنى هلاكه وإياهم، فتلاحقهم لتعتقلهم وتتربص بهم لتقتلهم، وتضيق عليهم لييأسوا، وتحاربهم ليتخلوا عن أهدافهم ويتنازلوا عن غاياتهم، ويقبلوا بما يلقى إليهم من فتات، وما يفرض عليهم من حلول، فهي تخشى من وحدة الفلسطينيين واتفاقهم، وتدرك أنهم إن اتفقوا فسيكونون قوةً عظيمة، وإرادةً كبيرة، وعزماً لا يلين، وطموحاً لا ليس له حدود، وسيكون لوحدتهم أثرٌ كبير في تحسين صورة الفلسطينيين، وتصويب أدائهم، وتوجيه قيادتهم، والنهوض بمصالح بلادهم وضمان مستقبل وطنهم، كما ستفضح الوحدة الفلسطينية ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، وستكشف مؤامراتهم، وستميط اللثام عن جرائمهم ومساعيهم لتعميق الفرقة والاختلاف بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد، ولن تدعه يستفرد بالفلسطينيين وأرضهم، والعبث بمقدساتهم وحقوقهم، واغتصاب المزيد من أرضهم لبناء مستوطناتٍ جديدة، وتوسيع القديمة على حساب حقوق الشعب الفلسطيني المشغول بفرقته، والمهموم باختلافاته، والمتلهي عن مصالح شعبه بانقسام قياداته.
لا يحتاج الفلسطينيون إلى عظيم جهدٍ حتى يدركوا أن الغاية من اعتقال رئيس المجلس التشريعي في هذا الوقت بالذات، هو تعطيل إجراءات المصالحة، ومنع انعقاد اجتماع المجلس التشريعي الفلسطيني في دورته الطارئة التي ستفتتح أعمالها بداية الشهر القادم، لتضع اللمسات التشريعية على إجراءات المصالحة، ولتضفي البعد القانوني على كل التغييرات المطلوبة لإتمام المصالحة وضمان استمرارها وعدم انهيارها، والحيلولة دون التراجع عن مفاعيلها، وقد كان الدكتور عزيز دويك أكثر من يسعى لهذه النتيجة، وأكثر من بذل الجهد لضمان ترسيخها ومنع انهيارها، وهو الذي يكثر من إصدار التصريحات المعتدلة، واتخاذ المواقف الوسيطة، التي تجمع الفلسطينيين وتقرب بينهم، فهو أبعد ما يكون في ألفاظه ومفرداته، وسياساته ومواقفه عن الفرقة والانقسام، فهو رجلٌ لا يتطلع إلى مسؤوليةٍ أو مقام، ولا يتمسك بسلطةٍ ولا نفوذ، وإنما همه أن يلتقي الفلسطينيون وأن يتوحدوا، ولهذا فقد أكثر من خطاب رئيس السلطة الفلسطينية داعياً إياه إلى الاستجابة إلى دعوات المصالحة والعمل من أجلها، وهو الذي حرض قيادة حركة حماس على القبول بدعوات رئيس السلطة الفلسطينية للمصالحة والترحيب بها.
إن على رئيس السلطة الفلسطينية أن يدرك أن أحد أهم وأصدق شركائه في المسيرة الوطنية، وفي مشروع المصالحة والوفاق قد أصبح مجدداً رهن السجن والاعتقال، وأنه غيب بقصد، وأقصي عن عمد، وأبعد لصدقه وحرصه، فالعدو الإسرائيلي يعرف من يقصي ومن يبعد، ويعرف من هو الذي يسعى بصدقٍ نحو المصالحة ومن يتظاهر بأنه حريصٌ عليها ويعمل من أجلها، ومن هو الذي يذلل الصعاب ويزيل العقبات، ومن الذي يضع العقبات على الطريق، ويشعل نار الاختلاف ويعمق الانقسام ويوغر الصدور على بعضها أكثر، ويسعى لأن يقدم مصالحه الخاصة على مصالح شعبه ووطنه، لذا فإنه باعتقاله عزيز دويك إنما يستهدف الشعب الفلسطيني كله، ويهدد الصالح الوطني العام، ويعرض مشروع الوحدة والاتفاق إلى الخطر، ويعمل على تأخيرها ومنع الوصول إليها، إنه يستهدف باعتقاله عزيز دويك إرادة رئيس السلطة الفلسطينية الشخصية، ويعرقل مساعيه نحو المصالحة، ويحكم على جهوده بالفشل.
العدو الإسرائيلي يدرك أن دويك أحد أهم دعاة الوحدة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأنه أحد أهم ركائز الاتفاق، وأن رئيس السلطة الفلسطينية لا يستطيع أن يمضي في المصالحة حتى نهايتها دون وجود شريكٍ معه، ومساعدٍ له، لذا فإن على رئيس السلطة الفلسطينية ألا يسكت عن هذا الاعتقال، وألا يقبل به، وأن يمارس دوره الوطني في الضغط على الكيان الإسرائيلي مباشرةً أو عبر وسطاءٍ دوليين وإقليميين، ممن يملكون دالةً على الكيان الإسرائيلي، ويستطيعون ممارسة الضغط عليه، وعليه ألا يتهاون هذه المرة، وألا يقف مكتوف اليدين عن المساعي الإسرائيلية، والمؤامرات المحتملة والمتوقعة، فلا ينتظر حتى يستكمل الاحتلال إعادة اختطاف واعتقال أغلبية جديدة من أعضاء المجلس التشريعي، ليمنع انعقاد المجلس كما منعه من قبل، فهذا الواجب منوطٌ اليوم برئيس السلطة الفلسطينية، وعليه وحده يقع عبء مواجهته وإبطاله، فلا يعقل أن يكون هناك أدنى اتصال بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي في الوقت الذي يعطل فيه مصالحنا، ويقف في مواجهة إرادتنا، ويتعمد تخريب مساعينا، وتعطيل مشاريعنا.
إن من يعرف عزيز دويك يدرك أنه في حضرة رجل من الرعيل الأول، من الصادقين الأوفياء، ومن العاملين بصمت، والمضحين بلا حدود، ممن لا تغريهم المناصب، ولا تبطرهم المواقع، ولا تجذبهم الشهرة والأضواء، ولا تفسد نفوسهم المدائح والإطراءات، بل إنه ممن يتضاءل أمام المسؤولية، ويتواضع أمام الثقة، ويخضع في حضرة الصغار، ويبكي في وجود الضعفاء، ويرق قلبه للطفل والمرأة والشيخ العجوز، إنه رجلٌ يعيش من أجل الوطن، ويضحي في سبيله، ويبدي استعداده للتخلي عن مصالحه الخاصة، ومكتسباته الفردية من أجل سلامة وطنه ومصالح شعبه، لا يضعفه السجن، ولا يخيفه السجان، ولا يهرب من المواجهة، ولا يجبن عند اللقاء، إنه اليوم معتقل نيابةً عنا جميعاً لأنه يريد لهذا الشعب أن يكون له مكانٌ عزيزٌ تحت الشمس.

ربيع فلسطيني يتبلور



kolonagaza7
د. إبراهيم حمّامي DrHamami@Hotmail.com
20/01/2012

الثورة ضد الظلم والاضطهاد ليس بالأمر الجديد على فلسطين وأهلها، والمواجهة كانت عنوان الفلسطيني قرابة قرن من الزمان، انتفاضة وأخرى سبقتها ثورات واضرابات ومواجهات سلمية ومسلحة، مراحل عديدة ظن فيها البعض أن الشعب الفلسطيني تم تدجينه واستكان، أو أن اتفاقات للتفريط كبلته فقبلها واستراح، لكنه دائماً ما يفاجيء العالم بأسره وينهض من جديد ليسجل لهذا العالم ملحمة أخرى في العزة والكرامة.
لم تمر في اعتقادنا فترة أسوأ من أيامنا هذه حين يتعرض أبناء شعبنا في الضفة الغربية لاحتلال مزدوج، وظلم واضطهاد بني القربى، بل لا نبالغ ان قلنا أنه وعبر التاريخ لم يجرؤ عملاء للاحتلال على ادعاء الوطنية، ليعتقلوا ويعذبوا ويقتلوا أبناء شعبهم لصالح الاحتلال وحمايته، وتحت مسميات الوطنية والشرعية والمصلحة العليا، لم يجرؤ لا محتل ولا غيره على منع خطباء المساجد من الخطبة، أو تأميم خطبة الجمعة، ولا على قتل طالب في حرم الجامعة.
لم يكن في قاموس شعبنا أن تعتقل النساء للضغط على الرجال، ولا أن يُستدعى الزوج لأن زوجته كتبت ما لا يرضي فلان أو علان، لم يحدث يوماً أن منعت وقمعت المظاهرات ضد الاحتلال بحجة منع الاحتكاك وسقوط الضحايا، لم تسجل ذكريات البشر أن تابعاً يستجدي المساعدات والرواتب تباهى بأنه دولة ذات سيادة، ولم نسمع عن رئيس دولة حتى في كوكب آخر لا يستطيع المبيت إلا بتصريح مهين يزيده مذلة.
ارهاصات
ولأن التاريخ علّمنا أيضاً أن دوام الحال من المحال، ولأن شعبنا ضرب الدروس والأمثلة في رفض الجور والظلم، ولأن المنطقة برمتها تعيش ثورة ضد الطغاة والظلمة، ثورة معدية تنتشر من قطر لآخر، ولأن في غزة في فلسطين كانت شرارة الربيع العربي يوم ثارت ضد الفساد والافساد على عملاء الاحتلال في صيف العام 2007، ها هي ارهاصات وبشريات الربيع الفلسطيني تهل.
عوامل كثيرة أضيفت لما سبق أسهمت وتسهم في زيادة حالة الرفض والغليان في الضفة الغربية، ممارسات وأخلاقيات لم يعد بالامكان اخفاؤها أو تجاوزها، منها على سبيل المقال السب الخادش للحياء من قبل وزير على الهواء مباشرة وهو أحمد المجدلاني والذي بقي رغم ذلك في منصبه، ومنها التعدي على أخلاقيات وتراث شعبنا الوطني والاسلامي كماف عل جبريل الرجوب بترويجه "الشورت" بديلاً للحجاب واللثام، أو ما قالته حكومة غزة بأن القيادي في فتح قام بسب الجلالة.
أخلاقيات من قيادات (...) تعبر عن حالة السلطة البائسة، يضاف إليها ممارسات الحكومة واعلانها برنامج "للتقشف" يزيد من بؤس الوضع الاقتصادي في الضفة، والذي من المفترض بحسب ادعاءاتهم في أفضل حالات الجهوزية للدولة المفترضة.
الحراك
الشباب الفلسطيني بدأ بالتحرك، فقد بلغ السيل الزبى، والمتابع للشأن الفلسطيني يرصد حالة من الغليان شديدة الوضوح، سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو من خلال المراسلات، أو بما تحمله لنا الأخباء الموثقة بالصوت والصورة، وهنا نرصد بعض حالات الحراك الشبابي الفلسطيني
· بعد نجاح مظاهرات ضد المفاوضات وصلت أبواب المقاطعة السوداء في رام وفي شارع الارسال ووثقت بالصوت والصورة، توالت الدعوات والتي كان آخرها دعوة لتنفيذ سلسلة من الفعاليات الجماهيرية ضد سياسة الحكومة الفلسطينية الاقتصادية والاجتماعية ابتداء من يوم السبت 21/1/2012 في مدينة نابلس عند الساعة 11 صباحا واللقاء على دوار الشهداء
· تشكل ائتلافات شبابية منها ائتلاف 15 آذار وعقد اللقاءات والتنسيق فيما بينهم
· اعتصامات الطلبة في الجامعات رفضاً لرفع الرسوم والغاء التقسيط، ولسياسات السلطة المضرة بالطلبة، والدخول في اعتصام ومواجهة، بلغت ذروتها بنداءىالاستغاثة الصادر عن طلاب جامعة بير زيت ليلة أمس، والذي ننشره كما هو دعماً لهم ولمطالبهم:
نداء استغاثة
قامت جامعة بيرزيت بالغاء نظام التقسيط لدفع اقساط الجامعة، اي ان كل طالب يريد التسجيل عليه ان يدفع كامل القسط الجامعي، مما نتج عنه عدم قدرة 1300 طالب للدفع وبالتالي لا يستطيعون الدراسة، فقام الطلاب بالاعتصام باب مبنى الادارة وسلموا رئيس الجامعة مطالبهم، ولكنهم قوبلوا بالرفض والنكران.
لذا قام الطلبة بدخول مبنى الادارة بشكل سلمي ولكن بعدد كبير وصل الى 76 طالباً، فقام موظفوا الادارة باخلاء المبنى وقام الحراس باغلاق المبنى على الطلبة المعتصمين، ومن ثم تم اطفاء نظام التدفئة في المبنى وقيل لهم “الزلمة يقدر يبات الليلة هون”، وخلال الليل اضطر اكثر من طالب للخروج لقضاء حاجتهم فتم السسماح لهم بالخروج ولكن لم يسمح لهم بالدخول مرة أخرى
صمد خلال الليل 22 طالبا، من دون ماء ولا طعام ولا تدفئة وما زالوا صامدين حتى الان ولكن ظروفهم الصحية تسوء بشكل كبير، حتى ان احد الطلاب ال 22 المعتصمين قد انهار من سوء الوضع هناك ولم تسمح الجامعة بدخول سيارة اسعاف لاسعافه الا بعد ان انتظرت السيارة ساعتين على باب الجامعة.
وقد اكدت مجموعة من الطلبة بأن ابواب الجامعة اقفلت اليوم، ولا يسمح لاي كان بدخول الجامعة، اي ان الجامعة اليوم في يوم اكاديمي عادي ولكن لا يوجد دوام ولا يسمح لأحد بالدخول.
كما ان الجامعة ترفض الاعتراف بما يجري في الجامعة اليوم ولا يسمح لاي وسيلة اعلامية ان تدخل حرم الجامعة، كما يبدو ان هناك اشخاص متنفذين في البلد اوعزوا لكافة المحطاات الاعلامية بعدم الدخول للجامعة.
وفي لقاء اليوم على صوت فلسطين تم تناول الموضوع وتم طلب اجراء مكالمة مع رئيس الجامعة ولكنه اعتذر بسبب عدم التفرغ، يعني مشغول الزلمة.
في هذه الاثناء هناك اخوان لكم، طالبي علم يحتاجون لدعمكم، يحتاجون لاعتصامكم امام الجامعة، يحتاجون ان تطلبوا من كل الصحفيين والمدونين الذهاب هناك لتغطية الحدث وفضح نظام جامعة بيرزيت المالي.
باسمي وباسم كل طالب في فلسطين درس من قبل او يدرس الان، اطالب كل شخص يعمل في محطة اعلامية تلفزيونية او اذاعية او اي شخص لديه معارف في مجال الاعلام والصحافة ان يقوم بكل ما يستطيع لفضح هذا الموضوع، كما اطالب كل الكاتبين في وفا ومعا وكافة الشبكات الاخبارية الالكترونية بالكتابة عن الموضوع.
واوجه نداء خاص للمدونين وناشطي الاعلام الاجتماعي الالكتروني ان يقوموا بنقل ما يحدث من خلال الفيس بوك وتويتر من خلال تضمين تغريداتهم للهاش تاج التالي
#OccupyBZU
او
#BZUprotest
فلنقف وقفة طالب واحد او فلنموت جميعاً بذل وجهل.
· حملة لدعم الصحافية مجدولين حسونة لكشفها عن ملف اهمال طبي وتهديدها بالملاحقة القضائية، والمتتبع أيضاً لردود الاعلاميين والصحافيين لا يمكن إلا أن يرصد أن حاجز الخوف الذي بنته سلطة أوسلو لصالح الاحتلال بدأ بالانهيار، والمطالب برفض الواقع آخذة في الازدياد.
· بحسب شبكة قدس الاخبارية، تسريب مجموعة عاملة مع فيّاض لوثلئق هامة تكشف عن سياساته المالية
· كم المراسلات وتبادل الرسائل الهائل عبر كل الوسائل والردود المدينة لممارسات وأخلاق السلطة في رام الله
· اضطرار السلطة وعمّالها في كثير من الأحيان للاستعانة بشبيحة القلم واللسان وبشكل مبتذل ومكشوف للدخول على المواقع وخلق حالة من البلبلة والضجيج لحرف المواضيع عن مساراتها، والتهجم بألفاظ سوقية على كل من يعارضهم، وصولاً للتهديد بالقتل والتصفية
· اعلاء بعض المؤسسات الحقوقية والقائمين عليها لأصواتها بتحميل رام الله مسؤولية تعطل ملفات المصالحة، وعدم تعاطيها وتجاوبها بالشكل المطلوب مع ما يطرح من تساؤلات، كما صرح خليل أبو شمالة مدير مؤسسة الضمير في غزة وأمين سر لجنة الحريات.
فيّاض... كبش الفداء
دون شك أن فياض هو جزء أساسي من منظومة السلطة البائسة، مغتصب للحكومة، مهيمن على الميزانية، يشبه الحاكم بأمره، لكنه ليس وحده، وهذا ليس دفاعاً عنه، لأنه ساهم وبشكل كبير في تكريس واقع الضفة الغربية البائس، لكن حتى لا تضل الناس بوصلتها.
أجهزة السلطة المهيمن عليها فتحاوياً والمتضررة من فيّاض لعدم قدرتها الضغط عليه أو فرض وزراء في حكومته، والراصدة أيضاً لحراك الشارع الفلسطيني وحالة الغليان فيه، وبطريقة محترفة، توجه اللوك كل اللوم لفيّاض وتحمله المسؤولية بشكل كامل، لتنأى بنفسها عما اقترفته من جرائم بحق الشعب الفلسطيني، وتظهر بمظهر المصلح المجدد الحريص على مصلحة المواطن.
قيادات في حركة فتح تتحدث عن ربيع فلسطيني ضد فيّاض، كما فعلت النائبة الفتحاوية نجاة أبو بكر وبشكل لا يمكن تخيله قبل أيام وفي لقاء لها في نابلس وفي بيان جاء فيه:
إن اجراءات فيّاض الأخيرة إنما تدل "على عدم القدرة على التخطيط وإدارة الأزمة وفوق كل ذلك تؤدي إلى زيادة الفجوة والاغتراب بين المواطن والسلطة التنفيذية".
مستعرضة جملة من القضايا قالت "انه كان الأجدر برئيس الوزراء أن يتبعها بدلا من جملة التعليمات الاخيرة وهي :-
1. ضريبة رسوم المعابر الفلسطينية والتي تسرق من الجانب الإسرائيلي حسب اتفاقيه باريس الاقتصادية حيث نصت على أخذ 11 دولار من الجانب الإسرائيلي والجانب الفلسطيني 11 دولار وما تتقاضاه السلطة فعليا فقط تسعة دولارات فقط والباقي تبقى ضمن السرقات التي تأخذها السلطات الإسرائيلية .
2. عمال المستوطنات والعمال الفلسطينيين داخل الخط الأخضر تأخذ عليهم إسرائيل ضريبة اقتطاعات ولا تحولها للسلطة، أين تذهب هذه الأموال ؟
3. رسوم إعادة التقييم لا تدفعها إسرائيل رغم أنها بضائع تخص تجار من داخل مناطق السلطة .
4. عدم وجود لجان تحقيق مشتركة بخصوص دراسة الخصومات الإسرائيلية من كهرباء- مياه – أدوية – تزوير – تحويلات .
5. الضريبة المفروضة حاليا لا تراعي بين المواطن والشركات الكبرى فهي تصاعدية على كلتا الطرفين بالتساوي .
6. الإعفاءات للمستثمرين غير مدروسة وتخضع للمزاجية والعلاقات الشخصية .
7. أين أنت يا دكتور سلام من السفريات والمهمات والدورات التي يتم دفع مستحقاتها وليس لها أي مردود ، نحن نسمع عن ذلك ولكن دون مردود حقيقي على المواطن والمؤسسة في فلسطين .
واختتمت ابو بكر بيانها بالقول "كان الأجدر أن يتم دراسة كل شيء والأبقى دائما ليس صناع الهزائم بل صناع التغيير نحو الأفضل، كثيرة هي الهبات والمساعدات لعلية القوم وتحديدا مكافآت المدراء العاديين في وزارة المالية، .إذن أين مكان العدالة الاجتماعية للمواطن الفلسطيني ولو ذرة مما ذكر"
ولتوضيح الصورة "الفتحاوية" بالتهرب التام من المسؤولية، ومحاولة امتصاص غضب الضفة وتحويله نحو شخص بعينه بعيداً عن فتح، صرّحت نجاة أبو بكر قبل يومين وبحسب شبكة قدس الاخبارية بأن "ربيع فلسطيني قادم لا محالة ضد حكومة فياض وسياساتها الإقتصادية"
هم يريدون فيّاض كبش فداء، ولا شك أن فيّاض يستحق أن يدفع الثمن، لكن ليس وحده!
ربيع فلسطين قادم
نعم الربيع قادم لكن ليس ضد فيّاض وحده، بل ضد كل من فرّط وباع وتنازل، ضد من خان وتحول لعميل للمحتل، ضد كل فاسد مفسد.
الربيع الفلسطيني سيكون ضد السلطة وأجهزتها وافرازاتها وليس ضد شخص، شعبنا ليس ساذج ليتم استغفاله من قبل نجاة أبو بكر أو غيرها.
ربيعنا الفلسطيني القادم لا محالة سيكنس قواعد الظلم والاستبداد، وسيسقط منظومات التنسيق الأمني، وسينهي اقتصاد المعونات والاستجداء.
ربيع فلسطين سيكون خريفاً مكفهراً حالكاً على كل من تجرأ يوماً على حقوقنا وثوابتنا وأخلاقنا وتراثنا.
ربيعنا سيعيد لشعبنا صورته المشرقة التي شوهتها قيادات بالية ذليلة
ربيع شعبنا سينهي مهازل مسلسل التنازلات والتفرد بالقرار الفلسطيني والغاء المرجعيات
الشعب الفلسطيني وربيعه الذي بدأت بشرياته سيكون هدفه انهاء الاحتلال ومعه ... أذناب وعملاء الاحتلال
لا نامت أعين الجبناء

موسى الصدر على قيد الحياة



kolonagaza7

أرض كنعان

أكد وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عدنان منصور العائد من ليبيا أنه "مقتنع أن الإمام المختطف موسى الصدر ورفيقيه هم على قيد الحياة"، جازما أن "القادة الليبيين أبدوا استعدادات وتجاوب لمتابعة القضية عن كثب".وقال منصور في حديث لـقناة "أن بي أن"، "مقتنعون أن الثلاثة على قيد الحياة، وهناك معتقلات في ليبيا فيها فلول النظام وهي بعيدة عن العاصمة الليبية، ليس هناك وقت محدد لمعرفة الحقيقة إنما الوقت لذلك قريب جدا".وأشار إلى أن "رئيس مجلس النواب نبيه بري كان متفانيا للوصول إلى الحقيقة وتحرير الصدر ورفيقيه من قبضة النظام البائد ولمسنا ذلك من الليبيين فقالوا لنا أن الأكثر حرصا على معرفة الحقيقة كان بري". وشدد منصور على أن "هناك مرحلة جديدة تؤسس في ما يتعلق بالكشف عن مصير الصدر"، لافتا إلى أنه "نعول أهمية كبيرة على التعاون المشترك ما بين لبنان وليبيا". وشدد على أن التحقيقات السرية "ستستكمل بصورة سرية"، كاشفا عن أن "لبنان قد يستقبل محققين ليبيين لمتابعة الموضوع".

نظام القبيلة في الخليج يلعب بالنار، وستحرقه

kolonagaza7

نــزار حيدر

افترض نـــــــزار حيدر، مدير مركز الاعلام العراقي في واشنطن، ان السياسات الخارجية التي يتخذها العراق ازاء مختلف القضايا التي تدور حوله، تستند الى المصلحة الوطنية العليا، وما يحقق الامن القومي، ويساهم في استعادة عافية العراق، الذي يسعى للملمة جراحاته التي خلفتها سياسات النظام الشمولي البائد، وهو يبدا تاريخا جديدا بحلول العام الميلادي الجديد الذي شهد خلوه من القوات الاجنبية وتحديدا الاميركية، في اطار اتفاق الاطار الاستراتيجي الموقع بين بغداد وواشنطن.
واضاف نــــزار حيدر، الذي كان يتحدث ليلة امس على الهواء مباشرة لبرنامج (جدل عراقي) على قناة الفضائية (السومرية):
ان العراق الجديد يسعى دائما لان يرى المنطقة هادئة وخالية من الازمات، وهو يرفض ان تستخدم الالة العسكرية فيها ولاي سبب كان، فالعراقيون حساسون جدا من استخدام القوة لحل النزاعات، سواء داخل الدول نفسها والمجتمعات او بين الدول والانظمة، لما لاقوه من دمار وازهاق للارواح بسبب حماقات النظام الشمولي البائد التي فرضت عليهم، وعلى مدى نيف وثلاثين عاما، مختلف الحروب الداخلية ومع الجيران، والتي انتهت الى احتلال العراق ودخوله في اتون حرب العنف والارهاب التي شنها التكفيريون المتحالفون مع ايتام الطاغية الذليل صدام حسين، والتي ازهقت ارواح الابرياء من الشعب العراقي بالاضافة الى انها دمرت البلاد واخرت كل المحاولات الرامية الى اعادة بناء البلد، كما انها عرقلة التنمية والاستثمار بشكل كبير، فيما كادت ان تجر البلاد الى حرب اهلية طائفية، وقى الله تعالى العراقيين من شرها بحكمة المرجعية الدينية وصبر الشعب وتحمله الاذى من اجل اجهاض اجندات الارهابيين التكفيريين.
ان هذه الحساسية المفرطة من استخدام القوة هو الذي دفع بالعراقيين الى ان يتدخلوا، تحديدا، في ملف كالبحرين والذي جرت فيه، وبسبب الاستخدام المفرط للقوة، انهارا من الدماء، عندما تعاملت الاسرة الفاسدة الحاكمة هناك مع الاحتجاجات السلمية للشعب المسالم بالقوة المفرطة وبنظرة طائفية حاقدة دعمتها بالفتاوى (الدينية) الطائفية والاعلام المضلل الذي يحرض ليل نهار على الطائفية موظفا ما يسمى هنا بـ (ايران فوبيا) في محاولة منه لارهاب الراي العام العربي والاسلامي، وكذلك الغربي وتحديدا الاميركي من مغبة اي تغيير قد يحدث في البحرين، ولم تكتف سلطات آل خليفة بقوتها الذاتية وانما استدعت قوات ما يسمى بدع الجزيرة التي دخلت البحرين بكل عدتها وعديدها، ما سبب بتازيم الوضع اكثر فاكثر، ويخطئ نظام القبيلة الحاكم في دول الخليج اذا تصور ان بامكانه الهروب الى الامام اذا استخدم القوة المفرطة كما يحصل اليوم في البحرين والجزيرة العربية، او اذا ما تدخل في شؤون الربيع العربي يدعم هذا ضد ذاك، او يوقف عجلة التغيير في هذا البلد ويحرك الناتو في بلد آخر، طبقا لتعليمات عواصم الغرب وعلى راسها واشنطن، فنظام القبيلة هذا يلعب بالنار التي ستحرقه ان عاجلا ام آجلا، لان التغيير قادم لا محالة، وان رياح الربيع العربي ستكنس كل مخلفات النظام السياسي العربي الفاسد بلا استثناء، وان نظام القبيلة زائل لا محالة، اذ ليس له مكان في الربيع العربي، لانه والديمقراطية على طرفي نقيض لا تجمع، فنظام القبيلة يعتمد التوريث والفساد المالي والاداري بدرجة كبيرة جدا، من خلال طريقة تعامل القبيلة مع الشعب الذي حولته الى قطيع من العبيد والاماء، والمال العام الى مال خاص تتصرف به كيف تشاء، اما الديمقراطية فلا مكان فيها للتوريث، بل انه نظام يعتمد صندوق الاقتراع ليختار الناس ممثليهم تحت قبة البرلمان، في عملية تبادل سلمي للسلطة بعيدا عن التوريث وعن لعبة السرقات المسلحة (الانقلابات العسكرية)، واذا نجح نظام القبيلة لحد الان في البقاء بعيدا بعض الشئ عن تاثيرات رياح الربيع العربي، فهو الى حين، وليس الى كل حين ابدا، فتجارب التاريخ تعلمنا حقيقة في غاية الاهمية تقول بان التغيير اذا بدا في جزء من منظومة سياسية فانه سيشمل كل المنظومة واجزاءها ان عاجلا ام آجلا، وهذا ما يجب ان يحسب حسابه حلفاء نظام القبيلة الاستراتيجيين في المجتمع الدولي، فاذا كانت قوى عالمية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، حريصة على مصالحها القومية في منطقة الخليج فان عليها ان تتذكر هذه الحقيقة دائما لتبادر وتضغط باتجاه تحقيق تغيير مسيطر عليه، معقول ومقبول، من قبل ان يصبح التغيير امرا واقعا، منفلتا عقاله لا يمكن السيطرة عليه، فالتغيير المسيطر عليه الذي يساهم المجتمع الدولي الذي له مصالح استراتيجية في المنطقة في تحقيقه سيكون أأمن وافضل له ولشعوب المنطقة، وكم اتمنى ان لا يخدع نظام القبيلة المجتمع الدولي بانه عصي على التغيير وان التغيير مستحيل في هذه المنطقة الاستراتيجية، لانه، ببساطة، ليس لصالح احد لا من الانظمة الحاكمة فيها ولا من قوى المجتمع الدولي، لان التغيير سيؤدي الى انفلات الامور من يد الاخير، وغير ذلك من السيمفونيات المشروخة التي تتحدث بها ابواق نظام القبيلة لانقاذه من حبل المشنقة المدلى بانتظاره.
لقد ارتضى نظام القبيلة الحاكم في دول الخليج لنفسه ان يتحول الى حصان طروادة بيد الغرب لتخريب الربيع العربي وافراغه من محتواه الحقيقي، ظنا منه بان الانبطاح امام اوامر الغرب واميركا تحديدا سيساعده على الافلات من رياح التغيير، وها نحن اليوم نرى كيف ان واشنطن ولندن وظفت المال الخليجي والفتوى (الدينية) الخليجية والاعلام الخليجي والدبلوماسية الخليجية لاجهاض حركات وتغيير مسار حركات اخرى وقمع حركات ثالثة، وبمقارنة بسيطة بين ما جرى في ليبيا وما يجري اليوم في البحرين واليمن، سنكتشف هذه الحقيقة واضحة وجلية.
من هنا فانني ارى بان العراق الجديد هو من اكثر دول المنطقة المرشحة للاستقرار، بعد ان طوى صفحة النظام السياسي الاستبدادي وتحول، قبل الاخرين، الى نظام سياسي ديمقراطي، يعتمد الشراكة الحقيقية وصندوق الاقتراع والحياة الدستورية على الرغم من كل المشاكل التي يمر بها، خاصة المشاكل بين الفرقاء السياسيين، والتي يعدها كثيرون طبيعية في بلد مثل العراق الذي تحوم حوله الذئاب التي تحاول ان تنهش بجسده.
واذا قررت الطبقة السياسية الحاكمة والكتل السياسية ان تضع خلافاتها الحزبية والشخصية جانبا، فانها ستنجح في ان تاخذ البلاد، مع الشعب العراقي، الى المرحلة الجديدة، مرحلة السيادة التي تحققت مع بزوغ فجر اليوم الاول من العام الميلادي 2012.
ان العراق الجديد يمد يده لكل الاشقاء والاصدقاء الذين يتعاملون بطريقة ايجابية مع العملية السياسية الجارية في البلاد منذ سقوط الصنم في التاسع من نيسان عام 2003 ولحد الان، فالاولوية بالنسبة له تعتمد المصلحة الوطنية، من دون ان يعني ذلك انها تتقاطع مع مصالح الاخرين او تتضارب او تتناقض معها ابدا، فالعالم اليوم قائم على اساس تبادل المصالح، فلماذا يحق لغيره ان يبحث عن مصالحه في اية نقطة من هذا العالم ولا يحق للعراق ان يفعل الشئ نفسه؟ ما علاقة العراق بمشاكل هذه الدولة مع تلك؟ وما علاقة مصالح العراق بالخلافات المستحكمة التي تحكم علاقة هذه الدولة بتلك؟ لماذا لا يحق للعراق، الذي يسعى شعبه الى بناء بلده وتنمية قدراته واعادة بناء ما خربه النظام الشمولي البائد وحروبه العبثية وما خلفته الحرب التي ادت الى اسقاطه في مزبلة التاريخ وكذلك ما خلفه العنف والارهاب، ان يبحث عن مصالحه مع دول المجتمع الدولي بذريعة تقاطع مصالح الدولة الف مع الدولة باء او غير ذلك؟.
الا المملكة العربية السعودية، فالعراق لا يجد، لحد الان على الاقل، له اية مصالح معها لانها لازالت تتعامل بسلبية مفرطة مع العملية السياسية، فهي الدولة ربما الوحيدة التي لم يسمع او ير منها العراقيون اي موقف ايجابي، بل على العكس من ذلك فهي التي تدفع الاموال الطائلة للتخريب على العراق وعلى سياساته الخارجية وعلى كل مشروع يسعى لكسبه لدعم موقفه الاقليمي والدولي كما حصل ذلك عندما دفعت الرياض باتجاه تخريب اقامة (خليجي) في البصرة الفيحاء، وكل همها ان تقنع الراي العام العالمي والاسلامي والعربي والمحيط الاقليمي بان العراق لازال غير مستقر وانه يعيش مشاكل مستديمة لا يمكن تجاهلها بسهولة، وبالتالي لا يمكن الوثوق به والاعتماد عليه.
ان نظام اسرة آل سعود الفاسدة التي لازالت تحتاج الى العالم في كل شئ، لا يمكنها ان تفيد العراق بشئ، ولقد قيل قديما بان (فاقد الشئ لا يعطيه) فما عسى الرياض ان تقدم للعراق الجديد اذا كانت هي نفسها فاقدة لكل شئ؟ وما عساها ان تقدم للعراق الجديد (الديمقراطي) اذا كان نظامها يقوم على نظام القبيلة الذي يعتمد التوريث ويكره الديمقراطية وادواتها، خاصة صندوق الاقتراع؟.
ان الرياض لا زالت ترى في العراق الجديد مصدر قلق وتهديد لنظامها السياسي، ولذلك فهي تبذل كل ما بوسعها لاشغال العراق بمشاكله من اجل ان لا يؤثر في المنطقة وفي الجزيرة العربية تحديدا، فالديمقراطية بطبيعتها تترك آثارها الايجابية بشكل طبيعي فهي تتحرك يمينا ويسارا، ولذلك فان نظاما كنظام اسرة آل سعود الفاسدة، يبذل قصارى جهده من اجل محاصرة العراق ووئد تجربته.
لقد غير الربيع العربي الكثير من القناعات فما كان حرام من وجهة نظر الزعماء (الدينيين) والسياسيين والمفكرين وقادة الراي العام اصبح اليوم حلال بل من اوجب الواجبات، فموضوع مثل اقامة المناطق العازلة في اجزاء من البلاد لغرض تامين الحماية اللازمة للمدنيين كان يعدها امثال هؤلاء جريمة وطنية وقومية عظيمة لا تغتفر، اما اليوم فقد اصبح مثل هذا الموضوع من المسلمات التي يفتخر الجميع بالدعوة لها، بل ان بعضهم يتنافس مع زملائه ليثبت انه كان اول من دعا اليها وليس غيره من (الشخصيات) الوطنية في البلاد، كما ان الدعوات للتدخل الاجنبي الذي بات يسمى الان بتدخل (الاصدقاء) او (الحلفاء) لاسقاط الانظمة الديكتاتورية الشمولية باتت من شعارات المرحلة الوطنية والتاريخية، وهي عمل جائز من الناحية الشرعية ولها الف دليل شرعي ودليل.
فكلنا يتذكر كيف ان امثال هؤلاء شنوا اقسى الحروب الاعلامية والدبلوماسية ضد العراقيين وقادة المعارضة العراقية آنئذ عندما دعا بعضهم الى اقامة المناطق العازلة في اجزاء من العراق لغرض تامين الحماية الدولية للاهالي العزل والابرياء، الذين كانت ماكينة حرب الطاغية الذليل تحصد ارواحهم بلا رحمة وامام مراى ومسمع الراي العام العربي الذي يتباكى اليوم على معشار ما يفعله طاغوت عربي ما بشعبه، لدرجة انني اضطررت للرد على احدهم في جريدة (السفير) البيروتية، كان ذلك في العام 1992، والذي كتب فيها مقالا كان قد شن فيه حربا شعواء على العراقيين ومعارضتهم وقادتها وزعمائها لانهم طالبوا بالحماية الدولية لشعبهم الاعزل، اما اليوم فان نفس هذا الكاتب (الثوري والوطني) جدا يعد اليوم من ابرز جوقة الكتاب الثوريين والوطنيين جدا جدا الذين ينادون بالحمايات الدولية وتدخل الناتو لصالح الربيع العربي.
انه عمى البصر والبصيرة الذي اضاع عند مثل هؤلاء اتجاه البوصلة، فراحوا يتخبطون في كل الاتجاهات ويخبطون خبط عشواء بلا نتيجة تذكر.

الجمعة، 20 يناير 2012

جمعية الهلال الاخضر



kolonagaza7



يا أنت!



kolonagaza7
بشرى الهلالي
19/01/2012
في ليال ملغمة بالوحشة حلمت بك.. ومن رحم فجر مثقل بالأمنيات ولدت.. بيد تسابق الخطوة لتسلم جائزة، تحسست ملامحك.. وجه انهكته الايام، وجسد يرتدي وحدته. وكلما اقتربت أكثر كلما اكتسى وجهي بملامحك حتى صرت استشعر فيك وجع اللحظة وصوت السكون وشوق طفولة دفنت في طيات عباءة أم..
ترافقني في كل خطواتي.. وكلما اقتربت اكثر، ابتعد العالم خطوات، فيؤطرني السكون واتحول الى لوحة نابضة في عالم مجنون.. تزهر كلماتك حلما يكافح لكسر طوق الاقامة الجبرية، وحدها كلماتك تشبه حضن أمي الذي أشتاق .. وعيناك اللتان تأخذاني الى عالم لامتناهي، تبعث الدفء في أوصالي كأني أشم رائحة الطين المنبعثة من خاصرتيّ جسر المسيب.
أيها الغريب.. أعد اليّ بوصلة اتجاهات اللحظة.. فقد ضيعتها في صحراء قلقي من غد لا تكون فيه.. شاسعة مسافات غربتك والرحلة محفوفة بالجنون.. أعابث شوقي الذي اندثر في غبار السنين واستعيد معك طفولة سقطت سهوا على رصيف الزمن.. وانهض من سبات خريف الفرح لالتقط حصى ملونة القيها في بركة حكاياك الملونة.. انتظرك بلهفة جندي عبر ساتر الموت.. الون ثيابي بقوس قزح ابتساماتك، واقص عليك آلاف الحكايا عن عمر تجمدت حكاياه في صقيع الوحدة، ليذيب حنينك الى سوالف الجدات، برد المسافات.
كيف استطعت ان ترفع رأسي الثقيل عن وسادة الجزع وتزرع سنابل ايام ذهبية تلاقفتها مفكرتي القاتمة؟ هل باستطاعتي ان افكر طويلا؟ لا أظن ذلك.. فالذي أباح لصوتك ان يصرخ هو ذاك الذي طرق بابي ليسمعني صراخك.. حبل سري لا يمكن ان تقطعه الا لحظة الكينونة، حيث يلفظنا رحم زمن طاحن بالخوف والسواتر والجراح، الى عالم مسكون بجنون الشوق الى بر الامان.
وآتي اليك.. لا املك سوى قلب استوطنته الاحزان ورفعت علمها فوق اسوار قلاعه الحصينة.. وحده الدفء الذي يحبو مستشعرا روحا هائمة استطاع ان ينفذ عبر الاسوار.. ويدك التي رسمت اشارة وهمية لتحدد خطوط الطول والعرض على خارطة تاريخي الذي توقف قبلك.. وعيناك التي وضعت حدا لموسم الجفاف فانهمر الدمع غزيرا ليروي فرحة طفل عانق ثدي أمه بعد عصرة جوع..
ياعزيزي.. يدي ازهرت قطرات ندى تغسل أحزان عينيك اللتين أرقهما ليل الخوف والتعب ووجع الغربة، وتلملم بقايا حنين بحرارة خبز التنور.. شعري أعاد تنظيم خصلاته لتتنشق أيامك عطر حنائه.. وأطفال احلامي يتراقصون عرايا في شمس قد تشرق في فجر قادم يحملك مع نسائم ليل صيفي..
ايها القادم من خلف التاريخ.. هل اطوي آخر صفحة من زمني الحاضر وألوي اذرع عقارب ساعاتي واغتال الدقائق لتتوقف عن الحساب ولتجمد اللحظة؟ فلقد أرهقني نبضها المتحجر وهو يفتح باب سجن صباحات متشابهة لاطلاق سراح مشروط. وحيدة.. أٌقف بين مراكب أرغب في احراقها خلفي واعصار قادم، لا املك الا أن أجري الى امام حيث أنت.. ساحة حرب ضد ذاكرة صدئة ولا سبيل للهزيمة.. ولم الهزيمة وعلى جانب العالم الآخر تقف أنت.. يا أنت؟


kolonagaza7



د. إبراهيم حمّامي
DrHamami@hotmail.com
وقفت حماس موقف حسدها عليه الكثيرون وأولهم حزب الله، يوم نأت بنفسها عن التدخل المباشر في الشأن السوري والتزمت الصمت اللهم إلا من بيان في بداية الثورة السورية جاء متوازناً بعد أن أخذ من الوقت ساعات وساعات لكتابته، موقف ليس بالسهل وحماس في عش الدبابير البعثي في دمشق، بل كان موقفها موقف الوفاء لمن لا يستحق، فما هاجمت القيادة السورية رغم معرفتها ويقينها بحمام الدم وحجم الاجرام بحق الشعب السوري، وفي ذات الوقت طالبت ووقفت مع حقوق الشعب السوري المحقة.
هذا الموقف قدّره الجميع وحسبوه لصالح حركة حماس، فهمه الشعب السوري وثواره، قارنوه بمواقف آخرين انحازوا للقتل والاجرام، لم يحمّلوا حماس أكثر من طاقتها، ولم يطالبوها بما لا تقدر عليه، خاصة وجميع البدائل ما زالت مغلقة في وجهها.
لكن ...
ما حدث قبل أيام في المؤتمر الصحفي بين نبيل العربي وخالد مشعل، وما صرّح به العربي من تحميل خالد مشعل رسائل للنظام السوري وبشكل يوحي أن مشعل وحماس بدأوا بما يشبه وساطة بين النظام السوري وبقية العالم، وبشكل غريب بعيداً تماماً عن ما ألفناه من دبلوماسية، أثار الكثير من اللغط عن موقف حماس في هذه الأيام بالذات، وبعد عشرة أشهر تقريباً هي عمر الثورة السورية، وبعد موقف متزن من قبل حماس، ومع تزايد المطالب برحيل حماس نهائياً من دمشق، وتفعيل طلاق دائم مع نظام أوغل في دماء شعبه.
بالتأكيد أن التصريحات الأخيرة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس في لقائه الأخير على قناة الجزيرة، لم تسهم أو تساعد في التقليل من آثار المؤتمر الصحفي، وظهرت المسألة وكأنها تغيّر في موقف حماس لصالح النظام السوري ... وهذا لأي متابع ليس صحيح.
وهنا نسجل هذه الملاحظات:
· ليس عيباً التوسط في أي مشكلة، بل أن الوسيط عادة وعرفاً يكون نزيهاً وغير منحاز، لكن المشكلة في التوقيت والطرف المراد التوسط معه
· كما أوجز صديق عزيز ما حدث في المؤتمر الصحفي، وما تلاه من تغطية إعلامية فإن تساؤلات إضافية تظهر، وفي وصفه يقول الصديق:
1- هذه الوساطة غير معروفة المضمون وليس لها جدول زمني ولم تذكر لها أية آليات بخلاف كل الوساطات السابقة.2- حماس والجامعة أعلنت أن اللقاء كان من أجل المصالحة، ولم تذكر الوساطة بأي شكل من الأشكال.3- الحديث عن الوساطة كان جواباً من العربي على أحد الأسئلة عن الوضع السوري، ولم يكن محور المؤتمر الصحفي.4- عادة مايدور في هكذا لقاءات مناقشة كل القضايا الإقليمية والتي يعتبر الوضع السوري أسخنها، فتحميل الرسالة قد يكون حدث في كلام عام على هامش اللقاء، وليس رسالة محددة المضمون والنقاط.5- لماذا لم يعلن أحد لا حماس ولا الجامعة عن بنود الرسالة بشكل محدد، وليس كلاماً عاماً فقط.6- حماس مطالبة بتوضيح ماهية هذه الرسالة إن وجدت؟
· قضية الوفاء والتقدير لا تكون مع من لا يستحق، ولا جميل أو منة للنظام السوري على أحد، فهي مصالح مشتركة وتقاطعات، والنظام السوري استفاد من وجود قيادات فلسطينية على أراضيه أكثر مما استفادت حركات المقاومة، ويكفي مزاودته ومتاجرته بالقضية الفلسطينية وادعاء المقاومة والممانعة الصوتية
· وفي ذات الاطار فمن المعروف أن النظام السوري حاول وبكل قوة الزج بأبناء الشعب الفلسطيني في أتون مجازره، أخرج مجموعة في 05/06/2011 لحدود الجولان المحتل ليضحي بهم ويزاود، ثم كان ما كان في مخيم اليرموك يوم كشفت اللعبة واحراق مقر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، وكذلك قصف كتائب الأسد لمخيم الرمل للاجئين الفلسطينيين في اللاذقية، وقبلها حصار مخيم دجرعا لوقوفه بجانب أبناء درعا.
· ولكل ذلك لا يمكن قبول ذريعة أن حماس لا تريد توريط الفلسطينيين في سوريا:
1- مسؤولية المخيمات ليست مسؤولية حماس وحدها
2- النظام السوري لن يوفر المخيمات في معركته بوجود حماس أو عدمه
3- المقارنة مع ما قام به عرفات ونتائجه الكارثية على أبناء الشعب الفلسطيني في الكويت غير عادلة، عرفات وقف مع نظام ضد نظام آخر، أما هنا فنحن نتحدث عن الوقوف بجانب شعب يطالب بحريته وكرامته، وآلة قتل مجرمة بشعة لا أخلاق لها
4- ثم ماذا تستطيع أن تفعل حماس لوقف آلة الاجرام ان وصلت للمخيمات الفلسطينية، وهل استمع نظام الأسد لنصائح قيادات حركة حماس حول التعامل الأمني مع مطالب الشعب
5- والأهم من ذلك أن الشعب السوري أولاً وأخيراً هو من احتضن الفلسطينيين، ومصيرهم واحد، ولايتصور عاقل أن نقف موقف المتفرج و30 مليون سوري يتعرضون لكل أنواع القتل والتنكيل، لأننا حريصون على مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين يشاركون اخوانهم ثورتهم ومنذ اليوم الأول، وما اختطاف ابراهيم فتحي الشقاقي – فتحي الشقاقي هو مؤسس حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين - وما صرحت به والدته إلا دليل على وحدة المصير والتلاحم
· رد حركة حماس الرسمي حول اللغط الذي أثير تجاهل كل ما سبق في محاولة لتبرير الموقف لا توضيحه حيث جاء في بيان للحركة رداً على ياسر عبد ربه: "أنها نصحت النظام السوري بعدم استخدام العنف تجاه المتظاهرين"وأوضحت حماس فى بيانها "أن تحرك رئيس مكتبها السياسى خالد مشعل للوساطة فى حل الأزمة السورية جاء لأن هناك مئات الآلاف من الفلسطينيين فى سوريا، الأمر الذى يستلزم حماية مصالحهم وتجنيبهم أية تداعيات للأحداث، مشيرًا أن هذا هو الدافع الأساسى لتحرك حماس للوساطة".
· البيان وفي محاولة التبرير أكد الوساطة المفترضة دون حتى توضيح فحوى أو مضمون الرسالو أو الوساطة غير الموجودة أصلاً، خاصة أنه في بداية البيان وبشكل واضح أن حماس نصحت نظام الأسد، لكن هل كانت هناك استجابة أم مزيد من إراقة الدماء؟
· لطالما طالب الشعب الفلسطيني ولعقود من الزمان بأن تقف الشعوب العربية معه، وقد آن أوان أن نقف مع الشعوب العربية وندعمها ونؤيدها ونناصرها، لا أن نكون وسيطاً بينها وبين جلاديها
· محاولات البعض للاصطياد في الماء العكر سواء بعض أطراف المعارضة السورية معروفة التوجه أو المدعو ياسر عبد ربه، هي محاولات مكشوفة لتوريط وتشويه موقف حركة حماس العقلاني والحكيم من الثورة السورية
· من أسوأ ما سمعت من تعليقات من أحدهم " أن الشعب الفلسطيني أهم من الشعب السوري"، وتعليق آخر يقول "ليقتل بشار نصف مليون سوري لا يهم المهم أن تبقى المقاومة والممانعة وأن يبقى دعمه لحزب الله"، وبهذا المنطق البشع المعّوج يحق للشعب السوري أن يقول "تباً لفلسطين وقضيتها ولتذهب المقاومة للجحيم" لكن، لا الشعب الفلسطيني ولا الشعب السوري ولا الشعب اللبناني قالها أو سيقولها، اللهم إلا من بعض السفهاء والشبيحة
ليس الموقف موقف وساطات أو رسائل، ويقيني أن حماس تدرك ذلك ايّما ادراك، ولا يمكن تخيّل أن حماس فجأة وبعد ازدياد عزلة النظام السوري، وبعد وصول المظاهرات لدمشق وحلب، وبعد التيقن أن سقوط النظام بات مسألة وقت، أن تقرر حماس فجأة أنها تريد التوسط للوصول لحل سياسي!
وعن الحل السياسي المفترض والذي تسعى إليه جامعة الدول العربية (لا الشعوب العربية)، والذي تمنح فيه آلة القتل المزيد من المهل والوقت، والذي طالب به خالد مشعل في مؤتمره الصحفي مع نبيل العربي حين قال "إنه يجب الانتقال الآن من الحل الأمني إلى الحل السياسي لحقن دماء السوريين، ولتجنيب سوريا ما يتربص بها" - أتمنى أنه لا يقصد المؤامرة الكونية!، يقول الكاتب مجاهد مأمون ديرانية فيما وصلني اليوم تحت عنوان "اخرج منها يا أبو الوليد":
"عن أي حل سياسي تتحدث؟ لو كان الخلاف على مال لَحُلّ الخلاف بدفع المال، ولو كان الخلاف على أرض لَحُلّ الخلاف بِرَدّ الأرض، أمَا والخلاف على عشرة آلاف نَفْس بريئة أُزهقت بغير حق، فإن الخلاف لا يُحَلّ إلا بعودة كل نفس إلى صاحبها. أتملك أن تحيي الموتى؟ أمَا والخلاف على مئة ألف معذّب وأسير أُسروا وعُذّبوا بغير حق، فإن الخلاف لا يُحَلّ إلا بفكّ أسر كل أسير وبُرئه من كل سَقم وعاهة. أتملك أن تفك الأسرى جميعاً وأن تردّ عليهم ما نَهِكَه منهم الإجرام والتعذيب؟ منهم من فقد في التعذيب يده، أترد عليه يده التي قُطعت؟ منهم من فقد في التعذيب عينه، أترد عليه عينه التي قُلعت؟ وحرائر الشام… أما أتتك أخبار الحرائر؟ أترد على حرائرنا المسلمات العفيفات الشرف المسفوح؟
لا بل إن الخلاف أكبر من عشرة آلاف ومن مئة ألف وأكبر حتى من مليون ضحية، الخلاف على أعمار ثلاثين مليون نَفْس أفناها الأسدان المجرمان، الوالد والولد، في الذل والهوان. ثلاثون مليون سوري ضاعت أعمارهم في سجن الاحتلال الأسدي الكبير، ولن يُحَلّ الخلاف إلا بإعادة سنوات العمر الضائعة إليهم أجمعين. أتملك أن تعيد العمر الضائع إلى كل واحد من أولئك الملايين الثلاثين؟
حل سياسي؟ وما هو الحل السياسي يا أبا الوليد؟ عندما ترضى للقدس حلاً سياسياً سيرضى أهل سوريا لسوريا حلاً سياسياً مثله. عندما ترضى للفلسطينيين أن يتفاوضوا مع اليهود على حل وسط يُرضي الطرفين سيرضى السوريون أن يتفاوضوا مع عصابة الأسد على حل وسط يرضي الطرفين."
حماس ليست وسيطاً ولا مرسال بين ومع النظام السوري، وإن صدقت التقارير فإنها أوشكت على الرحيل النهائي من دمشق بعد أن غادرت معظم القيادات وعائلاتها نحو دول أخرى، لكن على حماس في الوقت نفسه أن توضح موقفها بشكل لا لبس فيه، لأن المتربصون كثر، ولأن إعلامها الحركي غير قادر في أحسن الأحول عن مواجهة ما يدبر في الخفاء، خاصة أن بعض التصريحات كان من الأفضل أن لا تكون!
مع الشعوب العربية قلباً وقالباً وبدون تحفظ.

المرزوقي: أقصى اليسار يخرب الثورة كما فعلت زمرة حواتمة في الأردن ولبنان

kolonagaza7

اتهم الرئيس التونسي المنصف المرزوقي أحزاب أقصى اليسار في تونس ومن وصفهم بأنهم أزلام النظام البائد باستغلال الاحتجاجات الاجتماعية لتخريب الثورة، وأعلن المرزوقي في حوار معه عن تمسكه بالتحالف الثلاثي واعتبره مدرسة جنبت التونسيين حربا أيدلوجية بين العلمانيين والإسلاميين.
المرزوقي قدم مقاربة للحالة التونسية مع الحالة الفلسطينية عام 1970 في الأردن عندما كان اليسار الطفولي سبباً في انفجار الوضع نتيجة سلوكه الطائش السياسي والأخلاقي، ونتيجة تصرفات قادته الذين كانون كالصبيان في سلوكهم.
المرزوقي كان يعني بذلك قطعاً نايف حواتمة وتنظيمه الذي انشق عن الجبهة الشعبية، وقد قام بممارسات سيئة كالاعتداء على المساجد ورفع الأعلام الحمراء فوقها مثل الجامع الحسيني الكبير في عمان. والقاء الخطب من على منابرها بعد طرد المشايخ والعلماء. ونشر الاباحية، والقيام بالسرقات والتعديات.
واستمر حواتمة في تلك السلوكيات في لبنان، حيث تشهد له شوارع بيروت سرقة البنوك كالبنك البريطاني للشرق الأوسط وبنك الريف، في عملية وصفت بأنها من اكبر عمليات السطو التي استهدفت البنوك في العالم.
توصيف الرئيس التونسي المرزوقي جيد ومناسب لحالة نايف حواتمة ويساره الممتطرف الأكذوبي، وممارساته خلال 45 سنة مرت.

حمد يطالب بالاستجابة لنداء الأونروا للاستغاثة للحد من تفاقم أوضاع المخيمات

kolonagaza7

غزة/ 20-1-2012:
طالب عبد الحميد حمد مسئول المكتب القطاعي للاجئين وعضو دائرة اللاجئين في م.ت.ف، المجتمع الدولي والدول العربية بالإسراع في الاستجابة لتلبية نداء الاستغاثة الذي أعلن عنه من قبل نائب المفوض العام للاونروا مارغو إليس. مبيناً أن هذا النداء يأتي في ظل ظروف اجتماعية و اقتصادية صعبة يعاني منها أبناء شعبنا اللاجئ بالمخيمات مع تفاقم نسب البطالة التي وصلت 34% بقطاع غزة واعتماد المجتمع الفلسطيني بشكل كبير على المساعدات الإنسانية .
ودعا عضو دائرة اللاجئين في م.ت.ف. وكالة الغوث لإعادة النظر في بعض البرامج التي توقفت جراء الأزمة المالية بوضع برامج تهدف إلى تخفيض وطأة الفقر والبطالة المنتشرة في صفوف الشباب الخريجين العاطلين عن العمل من خلال العمل على فتح برامج البطالة والتشغيل والإسراع في معالجة أزمة المنازل المهدومة بالقطاع وتعزيز برنامج الطوارئ الذي يقوم على توزيع الإعانات الاجتماعية على آلاف الأسر بالمخيمات , مع تحسين الكمية والنوع لهذه المساعدات, مع أهمية تعزيز البرامج الأخرى في مجال الصحة والتعليم والبنية التحتية بالمخيمات .
والجدير بالذكر أن نداء الاستغاثة الذي تم الإعلان عنه بلغ بقيمة 300 مليون دولار. حيث أن الأونروا تقدم مساعدات لأكثر من 750 ألف شخص في قطاع غزة, حيث يذهب 80% من قيمة المبلغ أعلاه إلى تعزيز الأمن الغذائي لسكان قطاع غزة .--
لاستفساراتكم .. ولمزيد من المعلومات
الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
المكتب الإعلامي/ قطاع غزة تلفاكس: 082827836
dflpgz@gmail.com
0599695452 أو زيارة الموقع الالكترونيhttp://www.alhourriah.ps

لطمة جديدة للعلمانية على لسان وزير صهيوني



kolonagaza7

الكاتب : يحيي البوليني
أسئلة كثيرة تتردد داخل كل متأمل في حال الليبراليين في العالمين العربي والإسلامي , من أين أتوا بهذه الأفكار التي ينادون بها , ومن أساتذتهم وأين تطبق مثلما يطالبون بتطبيقها عندنا نحن المسلمين , اجتهدنا في البحث ونقبنا في كل أرجاء العالم لنبحث عن بلد تعزل الدين عن الحياة عزلا تاما كما يريدون وينظرون على صفحات الجرائد وعلى شاشات الفضائيات .
لم نجد لهم مثالا واحدا مطبقا في أية بلدة , فالولايات المتحدة تقدم الدين في حربها وسِلمها, حاربت باسم الدين في كل مكان حاربت فيه , وتسالم وتؤيد وتدعم بمعيار ثابت وهو الدين , وتدعم إسرائيل ذلك الدعم اللا محدود وفق عقيدة دينية محضة , وفي كل نزاع تقف دائما في صف بني ديانتهم حتى لو اختلفوا معهم في المذهب ويُكَفر كل منهم الآخر , يقض مضجعها حال نصارى نصر والشام , فإذا تعرض فرد لسوء تتحرك الخارجية الأمريكية فورا .
نصرت جورجيا على أذربيجان باسم الدين , ونصرت الصرب والكروات على أهل البوسنة , وتنصر جنوب السودان على شماله , ومسيحي نيجيريا على مسلميها , كل هذا وفق عقيدة ومنهج , فأي مثل يريدون ؟!!
وفرنسا رمز الحرية والليبرالية تتعسف مع المسلمين , ترفض بناءهم للمساجد وتحارب حجاب نسائهم وتفرض غرامة على من ترتدي منهن النقاب , وسويسرا تمنع الأذان ورفع المآذن , وهكذا باقي دول أوروبا مثل بريطانيا وهولندا والنرويج والدنمارك وغيرهم , لا يختلفون في تعاملهم مع المسلمين , ولا يوجد إطلاقا ما يدعيه الليبراليون من أن الدولة هناك منفصلة عن الدين , أما في دول آسيا غير الإسلامية كالصين والهند وغيرها يلقى المسلمون أسوأ معاملة وكأنهم ليسوا مواطنين , ويعيش المسلم فقيرا بين أغنياء وضعيفا بين أقوياء وجاهلا بين متعلمين وفق سياسة إفقار وإضعاف وتجهيل مستمرة .
وفي إسرائيل المثل الأكبر والأخير , إذ قامت الدولة بداية على اسم نبي , لا يعملون يوم السبت وهو التزام ديني يهودي , ينشئون أبناءهم تنشئة دينية ويربونهم على التعاليم والترانيم اليهودية , الحاخامات مسلحون ومدربون تدريبا عسكريا , عندهم أحزاب دينية قوية تتحكم غالبا في ترجيح القوى على غيرها وتساهم في تشكيل حكومات وإسقاط أخرى , فأين ما يطالبون به ؟!!
وفي هذا الأسبوع تنقل القناة العشرة الإسرائيلية تصريحات تمثل لطمة جديدة لكل الليبراليين في العالم العربي والإسلامي , ولم تصدر تلك التصريحات عن رجل دين ولا عن واعظ من الوعاظ من الكهنة والأحبار .
فالتصريحات صادرة عن رجل سياسة وهو وزير داخلية إسرائيل الأسبق إيلي يشاي الذي كان عضوا هاما وبارزا في المجلس الوزاري المصغر الذي يسمى بمجلس الحرب أثناء الحرب الأخيرة على لبنان .
ففي تحليله لأسباب الإخفاق والهزيمة اعتبر وزير الداخلية الصهيوني أن السبب الرئيسي لخسارة إسرائيل في تلك الحرب هو أن الجنود اليهود لم يكونوا من المصلين أو كانوا يتهاونون في أمر الصلاة
ثم عاد وأكد أن الكلمات السابقة لم تكن زلة لسان ولا خبط عشواء بل كرر معيار النصر والهزيمة في عقيدته ويقينه كرجل سياسة وحرب هو الدين , فقال " لقد انتصر الجيش في حرب الأيام الستة عام 1967 على الدول العربية بفضل توجه الجنود إلى الرب والتزامهم بتعاليم التوراة، وذلك خلافا لما حدث في حرب لبنان الثانية".
ثم أكمل الموعظة ( التصريحات ) ببعض الكذب والتهويل الإسرائيلي المعهود فقال يشاي " أنه في حرب الأيام الستة ، كان كل جندي صهيوني يحاربه ما لا يقل عن مئات وإن لم يكن آلاف الجنود العرب , وأمام كل دبابة إسرايلية آلاف الدبابات , وأمام كل طائرة مئات الطائرات، فكنا وقتها الجيشَ الأضعف في الشرق الأوسط , وأمام كل هذا لم يكن هناك أي احتمال للانتصار , وفجأة الجميع يهربون وإسرائيل تنتصر , لكننا في عام 2008 كنا أقوى جيش ولم نواجه جيشا نظاميا بل كنا نحارب 2000 جندي ورغم ذلك هزمنا لأننا كنا بعيدين عن الرب ولم نلتزم بتعاليم التوراة "
فهل بعد كل هذه المواقف والتصريحات التي لا تسمح إطلاقا لأي شعب وأي دولة واي نظام بالخروج عن الدين , فكل الدساتير تعترف وتقر وتلتزم بديانة الدولة الرسمية , ومعظم الساسة الذين يحبون أن ينالوا أكثر أصوات المرشحين لا يتحدثون إلا بلغة الدين , فهل يعي العلمانيون في بلادنا .
المصدر : مركز التأصيل للدراسات والبحوث

ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير
ربنا اغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وقنا عذاب النار
.... يحيي البوليني ...
yahyazkrya66@gmail.com

بعد وصول العدالة، والتنمية، إلى السلطة: هل يكف عن أدلجة الدين الإسلامي.....؟ !!!.....



kolonagaza7

محمد الحنفي
sihanafi@gmail.com
إلى:
§ ـ كل من آمن بأن الدين الإسلامي شأن فردي، وأن كل توظيف له في الأمور الأيديولوجية، والسياسية، تحريف له عن مقاصده.
§ ـ من أجل تحرير الدين الإسلامي من الأدلجة.
محمد الحنفي
إن أدلجة الدين الإسلامي، صارت موضة العصر الذي نعيش فيه. والوصول إلى السلطة، عن طريق ممارسة أدلجة الدين الإسلامي، بأبشع صورها، صارت أكيدة. وفرض شروط استمرار أدلجة الدين الإسلامي، صارت ممكنة، ووضع التشريعات التي تضمن تحكم أدلجة الدين الإسلامي، في جميع مناحي الحياة، صار مؤكدا.
وفي مثل حالة المغرب، فإن ازدهار أدلجة الدين الإسلامي، وتعدد تلك الأدلجة، وتنوعها، ومهاجمة المخالفين اليساريين، والعلمانيين، وتلحيدهم، وتكفيرهم، من أجل خلق قاعدة عريضة، ومجيشة وراء مؤدلجي الدين الإسلامي، من المسلمين المغفلين، والمضللين، والأميين المومنين بالدين الإسلامي، والمعتقدين بأن ما عليه مؤدلجوا الدين الإسلامي، هو عين الدين الإسلامي، وحقيقته، مما يقوي التوجهات المؤدلجة للدين الإسلامي، بما فيها توجه الدولة المغربية، المؤدلجة للدين الإسلامي.
وهذا التجييش الذي لا يبرر إلا بإيمان المغاربة بالدين الإسلامي، وانسياقهم وراء مؤدلجيه، مهما كانوا، هو الذي وقف وراء استئساد العدالة، والتنمية، عن طريق ادعاء تمثيل المومنين بالدين الإسلامي في المجتمع، وفي ظل استمرار الحراك الجماهيري، الذي لا يتوقف. وهو ما استغلته الطبقة الحاكمة، من أجل تزوير نتائج الانتخابات، لصالح أن يصير حزب العدالة والتنمية هو الحزب الأول، في مجلس النواب، والذي يصير من حقه أن يترأس الحكومة، ألتي تعتبر وسيلة لممارسة السلطة، إلى جانب الملك، وتحت إشرافه.
فهل يتخلى حزب العدالة، والتنمية، بعد وصوله إلى السلطة، عن الاستمرار في أدلجة الدين الإسلامي؟
هل يلتزم حزب العدالة، والتنمية، بما صرح به بنكيران، بأن الحزب يمارس السياسة، ومن أراد الدين، فالدين موجود في المساجد؟
وهل يميز حزب العدالة، والتنمية، بين الدين الإسلامي كشأن فردي، وبين أدلجة الدين الإسلامي، كاستغلال للدين الإسلامي في الأمور الأيديولوجية، والسياسية؟
ألا يعتبر أن عملية أدلجة الدين الإسلامي تحريف له؟
ألا يساهم، كحزب يترأس أمينه العام الحكومة، ومن باب مسؤوليته التاريخية، في إبعاد الدين الإسلامي عن الأمور الأيديولوجية، والسياسية؟
ألا يقدم نقدا ذاتيا، وأمام الشعب، عن استغلاله الأيديولوجي، والسياسي، للدين الإسلامي؟
ألا يعمل على تصفية البرامج الدراسية، من كل ما يساعد على أدلجة الدين الإسلامي؟
هل يسعى إلى إبعاد الإعلام الحكومي، عن ترويج أدلجة الدين الإسلامي؟
هل يسعى حزب العدالة، والتنمية، إلى جعل الدولة تمسك عن استغلال الدين الإسلامي، أيديولوجيا، وسياسيا؟
هل تعرف ولاية العدالة، والتنمية، لتوليها المسؤولية الحكومية خلالها، تحويل الدولة المغربية، إلى دولة للحق، والقانون؟
هل تعمل على محاربة الفساد، الممارس في ظل قيام الدولة الإسلامية في المغرب؟
هل تعمل على إسقاط الاستبداد، الممارس باسم الدين الإسلامي؟
أم أن سيطرة أدلجة الدين الإسلامي على فكر، وممارسة المنتمين إلى حزب العدالة، والتنمية، يجعله يزداد تمسكا بأدلجة الدين الإسلامي؟
هل يعمل على إنضاج شروط استفحال أمر شراسة أدلجة الدين الإسلامي؟
هل تحول حكومة عبد الإله بنكيران المجتمع المغربي، إلى مجتمع، لا يقتات فكريا، إلا من أدلجة الدين الإسلامي؟
إن حزب العدالة والتنمية، هو حزب تأسس على أساس أدلجة الدين الإسلامي، ونما، وتوسع بين المسلمين المضللين على هذا الأساس، ووصل منذ انتخابات أواخر التسعينيات من القرن العشرين، إلى البرلمان على هذا الأساس، وصار أول فريق برلماني يستحق رئاسة الحكومة المغربية على نفس الأساس، وهو يستمد قوة حزبه من أدلجة الدين الإسلامي، وليس من غيرها.
ولذلك، فحزب العدالة، والتنمية، سوف يحرص على الاستمرار في النمو على أساس أدلجة الدين الإسلامي، وسوف يحرص على تضليل المسلمين المغاربة، انطلاقا من توظيف الدين الإسلامي في الأمور الأيديولوجية، والسياسية، وسوف يحرص على توظيف أدلجة الدين الإسلامي في التقرب من المخزن، الذي يمسك كل أمور الدولة المخزنية المغربية، وسوف يستغل الدين الإسلامي، لتكريس حرمان المغاربة من التمتع بالحقوق الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، وسوف يستغل هذا الدين لدعم الاستبداد القائم، من أجل تأبيده، وضمان استمراره، وسوف يعمل، وبكافة الوسائل، على تحريك الآلة الجهنمية لأدلجة الدين الإسلامي، لملاحقة ما تبقى من التوجهات اليسارية، حتى يخلو الجو لمؤدلجي الدين الإسلامي بصفة عامة، ولمؤدلجي الدين الإسلامي، من حزب العدالة، والتنمية، بصفة خاصة. وهو يستغل هذا الدين الإسلامي لتكريس استعباد الشعب المغربي، والاستبداد بمصيره، ومضاعفة استغلال العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.
والمتتبع البسيط، لا يمكن أن يتصور، أبدا، أن يتخلى حزب العدالة، والتنمية، عن أدلجة الدين الإسلامي، ولا يخطر بباله أبدا، أن يصير هذا الحزب علمانيا، خاصة، وأنه أكبر عدو للعلمانية، والعلمانيين، الذين يعتبرون وحدهم، القادرين على جعل الدين الإسلامي بعيدا عن الاستغلال الأيديولوجي، والسياسي.
وانطلاقا من كون حزب العدالة، والتنمية، سوف يستمر في تكريس أدلجة الدين الإسلامي، وسوف تستمر هذه الأدلجة في إنتاج المزيد من الكوارث، على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. وهذه المرة، عن طريق أجهزة السلطة: الأيديولوجية، والسياسية، وقد تكون عن طريق المقدمين، والشيوخ، الذين يصيرون ملتحين.
وبناء على ما رأينا، فإن حزب العدالة، والتنمية، سوف لا يلتزم بما صرح به أمينه العام: عبد الإله بنكيران، أن حزبه حزب سياسي، ومن أراد الدين فليذهب إلى المساجد. وهو قول لا يمكن أن نفهم منه إلا شيئا واحدا. وهو أن حزب العدالة، والتنمية، تخلى نهائيا، عن توظيف الدين الإسلامي، في الأمور الأيديولوجية، والسياسية، وأن الحكومة التي يترأسها هذا الحزب، سوف تصير، بحكم تصريح السيد عبد الإله بنكيران، علمانية، بفصلها بين الدين، والدولة. وهو تصريح، يتناقض تناقضا مطلقا، مع تصريحاته قبل الانتخابات، وأثناء الحملة الانتخابية؛ لأن السيد عبد الإله بنكيران، صار رئيسا للحكومة، ولأن أمر المغرب، ومسلميه، صار بين يديه، وحتى يرضى عنه المخزن، وتقبل أحزاب معينة في الدخول معه، من أجل تشكيل الأغلبية الحكومية، صار يطلق تصريحات نقيضة لأدلجة حزبه للدين الإسلامي، من قبل تصريحه المشار إليه، ومن قبل التصريح الذي جاء فيه أنه يقدس الحريات الفردية.
غير أن الواقع، يكذب ما جاء في تصريحات السيد عبد الإله بنكيران؛ لأن المنتمين إلى حزبه، لا زالوا يمارسون أدلجة الدين الإسلامي، ولا زالوا يمارسون وصايتهم على الدين الإسلامي، ولا زالوا يعتبرون أنهم معنيون بالجهاد ضد الكفار، والملحدين، ولا زالوا يتصلون من أجل استقطاب التوجهات الأخرى، المؤدلجة للدين الإسلامي، من أجل التنسيق في الجهاد ضد الخمارات، وضد الكفار، والملحدين، لاكتسابهم شرعية الجهاد، عن طريق الانتخابات التي أوصلتهم إلى الحكومة. وهو ما يعني: أن حزب العدالة، والتنمية، لم يتخل، ولن يتخلى عن أدلجة الدين الإسلامي. وأن ما يصرح به رئيس الحكومة السيد عبد الإله بنكيران، هو مجرد شعارات ظرفية، وسياسية، لتضليل الرأي العام، بما لا علاقة له بما يجري على الأرض. وما يجري على الأرض، هو الاستمرار في أدلجة الدين الإسلامي، والتحرك في الميدان على أساسها، من أجل جذب المزيد من الناس، إلى الاقتناع بأدلجة الدين الإسلامي، دعما للحكومة التي يترأسها السيد عبد الإله بنكيران، باسم حزب العدالة، والتنمية.
وحزب العدالة، والتنمية، في ممارسته لأدلجة الدين الإسلامي، التي تعتبر تحريفا له عن مقاصده الدينية الصرفة، لا يمكن أن يميز بين الدين الإسلامي كشأن فردي، وبين أدلجة الدين الإسلامي، كاستغلال للدين الإسلامي، في الأمور الأيديولوجية، والسياسية.
فحزب العدالة، والتنمية، يدرك جيدا: أن الإيمان بالدين الإسلامي، لا يكون إلا فرديا، ولا يكون جماعيا أبدا؛ لأن الفرد عندما يتعرف على الدين الإسلامي، ويقتنع بضرورة الإيمان به، ينطق بالشهادتين، ليصير مسلما، وهو ما نعتبره دليلا على أن الإيمان بالدين الإسلامي شأن فردي، وأن الالتزام بطقوس هذا الدين، كذلك، شأن فردي، كما هو الشأن بالنسبة للصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، لمن استطاع إليه سبيلا، وأن ما يترتب عن الالتزام بالطقوس المذكورة، أو عدم الالتزام بها، يصير كذلك شأنا فرديا؛ لأن الله يحاسب عباده يوم القيامة كأفراد، لا كجماعات، أو شعوب، كما جاء في الآية: "فأما من أوتي كتابه بيمينه، فيقول هاؤم اقرأوا كتابيه، وأما من أوتي كتابه بشماله، فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه".
والمنتمون إلى حزب العدالة، والتنمية، لا يمكن أن يقروا بأن الدين الإسلامي شأن فردي؛ لأنهم اكتسبوا، بحكم جهل المسلمين بأمور دينهم، أن يراقبوا المسلمين، ومدى التزامهم بأمور دينهم، ليعتبروا، بتسلطهم على المسلمين المغاربة، أن الدين شأن جماعي، وليس شأنا فرديا. وأكثر من هذا، أن المنتمين إلى حزب العدالة، والتنمية، هم مجرد كهنة، أو رهبان، يتوهمون أنهم وحدهم، الذين يعرفون الدين الإسلامي، وغيرهم لا يعرف عنه شيئا. وهو ما يجعلهم أوصياء على الدين الإسلامي، ومتكلمين باسمه، مع أن معرفتهم بالدين الإسلامي، هي معرفة ذات طابع أيديولوجي، وسياسي، لا علاقة لها بالمعرفة الحقيقية للدين الإسلامي، التي تنزهه عن التوظيف الأيديولوجي، والسياسي، ولا تروم إلا أن يصير الدين الإسلامي لله، لا لغيره، كما جاء في القرءان: "وأن المساجد لله، فلا تدعو مع الله أحدا".
ولذلك، فالمنتمون إلى حزب العدالة، والتنمية، بعد أن صار حزبهم، يقود الحكومة المخزنية، لا يستطيعون التفريق بين الدين الإسلامي، كشأن فردي، وبين أدلجة الدين الإسلامي، كما لا يستطيعون التفريق بين المعرفة الدينية، التي لا تروم إلا أن يصير الدين لله، وبين المعرفة الأيديولوجية، والسياسية للدين الإسلامي، والتي تسعى إلى جعل الدين الإسلامي، في خدمة مصالح المنتمين إلى حزب العدالة، والتنمية، الذين يحرصون، وبكل الوسائل، إلى تأبيد الاستبداد القائم. وهو ما حصل، بوصولهم إلى قيادة الحكومة المخزنية، التي سوف تحرص على فرض تكريس منظومة القيم المخزنية.
وحزب العدالة، والتنمية، لا يمكن أن يعتبر أن عملية أدلجة الدين الإسلامي تحريف له، كما يظهر ذلك من خلال جعل الدين الإسلامي معبرا عن المصالح الأيديولوجية، والسياسية، للمنتمين إلى حزب العدالة، والتنمية، وللمصوتين عليها، إن كانوا قد صوتوا فعلا، حسب النتائج المزورة، التي أعلنت عنها وزارة الداخلية.
والتعبير عن المصالح الأيديولوجية، والسياسية، بالنسبة للدين الإسلامي، هو شكل من أشكال تحريف الدين الإسلامي، الذي يفترض فيه أنه يستعصي على التحريف.
والمنتمون إلى حزب العدالة، والتنمية، الذين لا يرون في الدين الإسلامي، إلا وسيلة لأدلجة الدين الإسلامي، لا يمكن أن يعترفوا بأنهم يحرفونه، بجعله مطية للوصول إلى المؤسسات "المنتخبة"، ومنها البرلمان، كما يحرفونه بجعله مطية للوصول إلى السلطة، من خلال تحمل المسؤوليات الحكومية، بما فيها رئاسة هذه الحكومة، وذلك من أجل توظيف السلطة، لفرض أدلجة الدين الإسلامي، على مجموع أفراد المجتمع، الذين يصيرون ملزمين باعتماد أدلجة الدين الإسلامي، في التعامل مع الإدارة المخزنية، ومع الحكومة، ومع الدين الإسلامي، الذي تصير قاعدته هي الأدلجة، وتحرره، وانعتاقه من الأدلجة، هو الاستثناء.
فهذا الحزب، أمم، ومنذ نشأته، الدين الإسلامي، وجعله حكرا عليه، وصار يتكلم باسمه، ووظفه في الأمور الأيديولوجية، والسياسية، ووصل، بناء عليه، إلى البرلمان، واستمر في استغلاله من أجل نمو فريقه البرلماني، حتى صار أكبر فريق في مجلس النواب، فاستحق بذلك، وعن طريق التزوير طبعا، أن يصير أمينه العام رئيسا للحكومة، التي تملك السلطة، من أجل فرض اعتماد أدلجة الدين الإسلامي، على جميع المسلمات المغربيات، وعلى جميع المسلمين المغاربة، الذين قد يتملكهم الوهم، بأن العدالة، والتنمية، قد تدخلهم جميعا إلى الجنة، وهي في الواقع، لا يمكن أن تزج بهم إلا في النار، التي يكتوون بلهيبها في الحياة الدنيا، قبل الآخرة، من خلال ارتفاع الأسعار، وارتفاع قيمة فواتير الماء، والكهرباء... إلخ.
وحزب العدالة، والتنمية، لا يمكن أن يساهم، كحزب يترأس أمينه العام الحكومة، ومن باب مسؤوليته التاريخية، في إبعاد الدين الإسلامي عن الأمور الأيديولوجية، والسياسية؛ لأن الأصل في حزب العدالة، والتنمية، أن يعمل على أدلجة الدين الإسلامي، كقوت يومي لهذا الحزب، الذي لا يمكن أن تقوم له قائمة، بدون أدلجة الدين الإسلامي. ولذلك، فهو يستثمر وجوده في الحكومة، لتعميق أدلجة الدين الإسلامي، حتى يمسك به الأرض، والسماء، وما بينهما، كما تفعل الأحزاب المؤدلجة للدين الإسلامي في كل أرجاء الأرض.
وإبعاد الدين الإسلامي عن التوظيف في الأمور الأيديولوجية، والسياسية، لا يمكن أن يقوم به إلا الحزب اليساري، أو العلماني، حتى يضمن تعايش جميع المعتقدات في المجتمع، ومن أجل أن لا يهضم حق الإنسان المغربي، في اختيار المعتقد الذي يريد، على أن يتم تحييد جميع المعتقدات، وعلى أن تقوم الدولة اليسارية، أو العلمانية، بحماية جميع المعتقدات، وأن تضمن لها حرية التواجد، والحركة، في إطار احترام المعتقدات الأخرى، في ظل دولة مدنية، ديمقراطية، علمانية، تضمن كافة الحقوق، لجميع الناس. وهو ما لا يستطيع حزب العدالة، والتنمية، القيام به:
أولا: على مستوى تحييد الدين الإسلامي، بفصله عن السياسة.
ثانيا: على مستوى ضمان تعدد المعتقدات.
ثالثا: على مستوى قيام دولة مدنية، ديمقراطية، علمانية، تقوم بحماية جميع المعتقدات، المتواجدة في المجتمع.
رابعا: على مستوى ضمان تمتيع جميع المغاربة، بجميع الحقوق: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية.
خامسا: على مستوى ضمان تعدد المعتقدات، انطلاقا من ضمان حرية الفرد، في اختيار المعتقد، الذي يريد.
وفي حالة قيام حزب العدالة، والتنمية، بالفصل بين الدين، والدولة، والتزم بما صرح به عبد الإله بنكران، وجعل الدولة المغربية، فعلا، دولة مدنية، علمانية، ديمقراطية، ودولة للحق، والقانون، وأشاع في المجتمع التمتع بكافة الحقوق، بما فيها الحق في اختيار المعتقد، الذي يومن به كل فرد من أفراد المجتمع، وجعل من المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، مرجعيته التشريعية، وصار كل مواطن مغربي، يتمتع بحقوقه، في ظل حكومة حزب العدالة، والتنمية، التي يترأسها عبد الإله بنكيران، فإن على حزب العدالة، والتنمية، أن يقدم نقدا ذاتيا إلى مسلمي الشعب المغربي، عن عقود الاستغلال الأيديولوجي، والسياسي، للدين الإسلامي؛ لأن الدين الإسلامي، ليس خاصا بالعدالة، والتنمية، أو أي حزب آخر، أو توجه معين، يحرص على اعتبار نفسه إسلاميا، ويعطي لنفسه الحق، من أجل أن يتكلم باسم الدين الإسلامي؛ بل هو لجميع من آمن به، واعتنقه كاختيار فردي، حتى وإن ورثه عن آبائه، أو عن الوسط الذي يعيش فيه.
غير أن الواقع، أن حزب العدالة، والتنمية، لن يفصل بين الدين الإسلامي، والدولة الإسلامية، ولن يلتزم بما صرح به أمينه العام عبد الإله بنكيران، ولن يجعل الدولة المغربية دولة مدنية، علمانية، ديمقراطية، ودولة للحق، والقانون، ولن يشيع في المجتمع التمتع بكافة الحقوق، ولن يسمح بحرية المعتقد، ولن يجعل من المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، مرجعية تشريعية، ولن يتمتع كل مواطن مغربي بحقوقه، في ظل حكومة حزب العدالة، والتنمية، التي يترأسها عبد الإله بنكيران، ولن يقدم نقدا ذاتيا إلى مسلمي الشعب المغربي، عن عقود الاستغلال الأيديولوجي، والسياسي، للدين الإسلامي؛ لأن حزب العدالة، والتنمية بذلك، يكون قد أعلن عن وفاته، والمنتمون إليه يسعون إلى الاستمرار في استفادتهم المادية، والمعنوية، والسياسية، من استغلال الدين الإسلامي، كما يفعل غيرهم، من أجل إطالة عمر استمرارهم، في ترأس الحكومة، ومن المزيد من الارتماء في أحضان الطبقة الحاكمة، ومن أجل أن يصير حزب العدالة، والتنمية، بديلا للأحزاب الإدارية، وبديلا لحزب الدولة، ومن أجل أن يستغل السلطة للانقضاض على اليسار المغربي، بكل فصائله المعلنة، وغير المعلنة؛ لأن حزب العدالة، والتنمية، بنى إستراتيجيته بالأساس، ومنذ قام مؤسسوه بتصفية الشهيد عمر بنجلون، تصفية جسدية، على أساس تصفية اليسار، من على وجه الأرض، كما تمت تصفية الشهيد عمر بنجلون.
وكما لا يمكن قيام حزب العدالة، والتنمية، بفصل الدين عن الدولة، وبالامتناع عن أدلجة الدين الإسلامي، فإنه، لا يمكنه أن يسعى إلى إبعاد الإعلام الحكومي، عن أدلجة الدين الإسلامي، وعن ترويج تلك الأدلجة، كما يحصل في عهد الحكومات السابقة، التي كانت أحزابها لا تدعي أنها أحزاب إسلامية، ولم تقم بأدلجة الدين الإسلامي، حتى وإن كانت ذات طبيعة يمينية، رجعية.
فالإعلام الحكومي، في عهد حكومة عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة، والتنمية، لا يمكن أن يصير إلا مؤدلجا للدين الإسلامي، وبوقا لما تقرره حكومة عبد الإله بنكيران، باعتبارها حكومة حزب العدالة، والتنمية، التي لا تنطلق، بأغلبيتها البرلمانية التي أفرزتها الانتخابات المزورة، إلا من أدلجة الدين الإسلامي. وبالتالي، فإن تحرير الإعلام، على يد حكومة عبد الإله بنكيران، ستكون غير واردة جملة، وتفصيلا، وسيبقى تحت سيطرة الدولة المؤدلجة للدين الإسلامي.
وكما لا يمكن لحزب العدالة، والتنمية، أن يحرر الإعلام، من أدلجة الدين الإسلامي، فإنه، كذلك، لا يمكن أن يسعى إلى جعل الدولة، تمسك عن استغلال الدين الإسلامي أيديولوجيا، وسياسيا؛ بل إن حزب العدالة، والتنمية، سيجعل الدولة تقوم بمضاعفة استغلالها للدين الإسلامي، باعتبارها وصية عليه، ومعنية باعتباره مصدرا أساسيا لجميع التشريعات، التي تهم جميع قطاعات المجتمع، حتى يتمكن حزب العدالة، والتنمية، إلى إرواء تعطشه لتطبيق "الشريعة الإسلامية"، نزولا عند رغبة التوجهات المؤدلجة للدين الإسلامي، المتعطشة بدورها إلى تطبيق "الشريعة الإسلامية"، لإدخال المجتمع المغربي في دوامة من التخلف الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، الذي يرجع المغاربة جميعا إلى أزيد من أربعة عشر قرنا إلى الوراء. وأكثر من ذلك، فإن ما يسميه مؤدلجوا الدين الإسلامي، ومنهم الدولة المغربية، ومعها، وتحت إشرافها، حزب العدالة والتنمية، ب"الشريعة الإسلامية"، لا يهدف إلا إلى تعميق تكريس الاستبداد الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، دعما للطبقة الحاكمة، وتمرسا على خدمتها، وتمكينا للمنتمين إلى حزب العدالة، والتنمية، وكل الانتهازيين، من ممارسة انتهاز الفرصة، من أجل ممارسة التسلق الطبقي، سعيا إلى الالتحاق بصفوف الطبقة الحاكمة، على مستوى تراكم الثروات، التي تنهب من أموال الشعب المغربي، لصالح الطبقة الحاكمة، ولصالح الانتهازيين، أنى كان لونهم. وهو ما يجعل حزب العدالة، والتنمية، يسعى، عن طريق قيادته للحكومة، إلى تعميق أدلجة الدين الإسلامي، من أجل تعميق الاستعباد، والاستبداد، والاستغلال.
وبما أن حزب العدالة، والتنمية، لا يجعل الدولة المغربية إلا معمقة لأدلجة الدين الإسلامي، فإنه، كذلك، لا يمكن أن يسعى أبدا إلى جعل الدولة المغربية، دولة للحق، والقانون.
فحزب العدالة، والتنمية، كحزب مؤدلج للدين الإسلامي، هو حزب مناهض لحقوق الإنسان: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، كما هي في المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان. وهذه المناهضة، تتجسد في الميدان، وفي الموقف من المرأة، وفي كل ممارسات مؤدلجي الدين الإسلامي من العدالة، والتنمية، ومن غير العدالة، والتنمية. ومناهضته لحقوق الإنسان، كما هي في المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، التي تم التنصيص على مصادقة الدولة المغربية عليها، في الدستور الجديد، الممنوح، سيدفع به إلى:
أولا: المحافظة على أوتوقراطية الدولة المغربية، حتى تستمر كدولة دينية، ممارسة للاستبداد الديني.
ثانيا: المحافظة على استبداد الدولة المخزنية، التي تتحكم في كل شيء: في السماء، والأرض، وفيما بينهما، وأن لا تعتمد إلا القوانين المكرسة لذلك الاستبداد.
ثالثا: المحافظة على استعباد جميع المغاربة؛ لأنه بدون استعبادهم، لا يمكن أن يقبلوا بتكريس أدلجة الدين الإسلامي.
رابعا: رفع وتيرة استغلال العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، إرضاء للطبقة الحاكمة، وللمؤسسة المخزنية، وخدمة لمصالح المستغلين، والمستفيدين من الاستغلال.
خامسا: قطع الطريق، أمام إمكانية ملاءمة القوانين المحلية، مع المواثيق، والاتفاقيات، والإعلانات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، حتى لا يتمتع المغاربة بحقوقهم: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، عن طريق قيام الدولة بتطبيق القانون.
ولذلك، فحزب العدالة، والتنمية، الذي يترأس أمينه العام الحكومة المغربية، لا يمكن أن يسعى إلى صيرورة الدولة المغربية دولة للحق، والقانون؛ لأن ذلك يقتضي صيرورتها دولة مدنية، ديمقراطية، علمانية، حتى تستطيع أن تصير دولة للحق، والقانون، وتتحول إلى دولة لرعاية تمتيع جميع المواطنين المغاربة، بكافة الحقوق، وأن تتعامل مع جميع المغاربة على أساس المساواة فيما بينهم.
وإذا كان حزب العدالة، والتنمية، لا يستطيع أن يجعل الدولة المغربية، متحررة من أدلجة الدين الإسلامي، ولا يستطيع أن يجعل الدولة المغربية، دولة للحق والقانون، فإنه لا يستطيع كذلك ان يجعل الدولة المغربية، تعمل على إسقاط الفساد، الذي استشرى في الإدارة المغربية، التي وقفت وراء تكوين لوبيات الفساد الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، بإسقاط تلك اللوبيات، ومساءلة، ومحاسبة، ومحاكمة المفسدين، مهما كانت مكانتهم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، سعيا إلى استئصال جذور الفساد، التي كلفت الشعب المغربي كثيرا، ووقفت وراء حرمانه من الكثير من حقوقه الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية.
ومعلوم أن استشراء أمر الفساد، في الإدارة المغربية، وفي المجتمع المغربي، هو الذي وقف وراء ازدهار أدلجة الدين الإسلامي، لتحقيق أمرين أساسيين:
الأمر الأول: جعل المتضررين من مختلف أشكال الفساد، يعتقدون أن الأحزاب المؤدلجة للدين الإسلامي، ومنها حزب العدالة، والتنمية، سوف تضع حدا للفساد، الذي صار يتخلل باقي بنيات المجتمع المغربي، وبنيات الإدارة المغربية.
والأمر الثاني: التجاء ممارسي الفساد، إلى الأحزاب، والتوجهات، المؤدلجة للدين الإسلامي، اعتقادا منها، أنها بذلك تغطي على ممارستها، بالتمظهر بمظاهر مؤدلجي الدين الإسلامي، والاحتماء بتوجهاتهم المؤدلجة للدين الإسلامي.
ويظهر من خلال تواجد الأحزاب المشتهرة بإفساد الإدارة المغربية، في حكومة عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة، والتنمية، أن هذه الحكومة، سوف تستمر في رعاية كافة أشكال الفساد، وأن إسقاطه يبقى من باب المستحيلات، في ممارسة حكومة بنكيران.
وإذا كانت حكومة عبد الإله بنكيران، لا تستطيع، كما يظهر من خلال طبيعة التشكيلة الحكومية، فإنه، كذلك، لا يستطيع إسقاط الاستبداد المخزني، منذ بداية تكونه في السبعينيات من القرن العشرين، وتحت إشراف وزير الداخلية السابق: إدريس البصري، إلى أن تواجد في البرلمان، ثم إلى أن صار متحملا لمسؤولية الحكومة. وهو ما لا يمكن اعتباره قبولا بالاستبداد القائم، والعمل على تأبيده.
فالنظام مستبد، وحزب العدالة، والتنمية، ومنذ نشأته، وهو يسعى، ومن خلال حرصه على تكريس أدلجة الدين الإسلامي، إلى تأبيد الاستبداد القائم، الذي مهد له الطريق، وأعطاه الشرعية، التي تتنافى مع ما هو وارد في المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، التي تعتبر تأسيس الأحزاب على أساس ديني، غير مشروعة، لأن الدين للناس جميعا، وليس لحزب معين، بالإضافة إلى التضليل الذي مارسه حزب العدالة، والتنمية، عبر تاريخه، لجعل الناس ينتمون إلى حزبه، لا على أساس الاقتناع بأيديولوجيته، وبمواقفه السياسية، كباقي الأحزاب، بل لأنه يعتبر حزبا إسلاميا، لا يختلف التواجد فيه، عن التواجد في المساجد، ولا يختلف الهدف من التواجد فيه، عن الهدف من التواجد في المسجد، الذي يجعل الوافد إليه يزداد طاعة لله، بينما نجد أن الوافد إلى حزب العدالة والتنمية يزداد خضوعا للأمير، الذي يوجهه إلى ما يريد.
ولذلك، فحزب العدالة، والتنمية، هو حزب مستبد، والتواجد فيه قبول بتكريس الاستبداد، وهو لا يسعى أبدا إلى القضاء على الاستبداد، بقدر ما يحرص على دعمه، وتأبيده، حتى لا ننخدع بالخطابات الديمقراطوية، الصادرة عن قياداته، في مستوياتهم المختلفة.
وسيطرة أدلجة الدين الإسلامي، على فكر، وممارسة حزب العدالة، والتنمية، تجعله يزداد تمسكا بها، خاصة، وأنه أصبح يحتل مركزا سياسيا مهما، يمكن من فرض اعتماد أدلجة الدين الإسلامي، على جميع أفراد المجتمع المغربي، من خلال البرامج الدراسية، ومن خلال الكليات، والمدارس العليا، ومن خلال القوانين المعمول بها، ومن خلال البرامج الحزبية، ومن خلال تحركات أعضاء الحكومة على المستوى الوطني، سعيا إلى برمجة جميع أفراد المجتمع، على أدلجة الدين الإسلامي، من أجل أن يختفي الدين بصفة نهائية، لتحل محله أدلجة الدين الإسلامي، التي لا علاقة لها بحقيقة الدين الإسلامي.
وبرمجة جميع أفراد الشعب المغربي على أدلجة الدين الإسلامي، تجعل حكومة عبد الإله بنكيران، تحول المجتمع المغربي، إلى مجتمع يقتات فكريا، من أدلجة الدين الإسلامي، في حركاته، وسكناته، وفي التحولات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، التي يفترض فيها التقدم إلى الأمام، مما يجعلها غير قادرة على ذلك التقدم، نظرا لدور أدلجة الدين الإسلامي، في تقهقر المجتمعات البشرية إلى الوراء، عكس ما قام به الدين الإسلامي في القرون الأولى من تاريخ المسلمين، حيث قام بتحفيز المسلمين على الاستفادة من التطور، الذي عرفته الشعوب الأخرى، حتى تصير تلك الاستفادة أساسا، ومنطلقا للتقدم، والتطور، الذي وقف وراء ما صار يعرف بالحضارة العربية الإسلامية، بقطع النظر عن الدول المستبدة التي كانت تحكم في ذلك الوقت، تلك الحضارة التي صارت مرجعا لأوروبا. وهو ما يعتبر عكس ما يحصل الآن في بلدان المسلمين، ومنها المغرب.
وبذلك يتبين، وبكامل الوضوح، أن حزب العدالة والتنمية، لا يمكن أن يتخلى عن أدلجته للدين الإسلامي، بعد وصوله إلى السلطة، ولا يلتزم بما صرح به أمينه العام عبد الإله بنكيران، بأن الحزب يمارس السياسة، ومن أراد الدين، فإنه موجود في المساجد، ولا يميز بين الدين الإسلامي كشأن فردي، وبين أدلجة الدين الإسلامي، كاستغلال للدين الإسلامي، في الأمور الأيديولوجية، والسياسية، ولا يعترف بأن عملية أدلجة الدين الإسلامي، تحريف له، ولا يعمل على إبعاد الدين الإسلامي عن الأمور السياسية، ولا يمكن أن يقدم نقدا ذاتيا إلى مسلمي المغرب، عن استغلاله الأيديولوجي، والسياسي للدين الإسلامي، ولا يسعى إلى إبعاد الإعلام الحكومي عن ترويج أدلجة الدين الإسلامي، كما لا يسعى إلى جعل الدولة تمسك عن الاستغلال الأيديولوجي، والسياسي، للدين الإسلامي، ولا يمكن أن يستغل مسؤوليته الحكومية، لتحويل الدولة المغربية، إلى دولة للحق، والقانون. وهو سوف لا يعمل، وبتلك الجدية المطلوبة، على محاربة الفساد الممارس، في ظل قيام الدولة الإسلامية في المغرب، ولا يعمل على إسقاط الاستبداد، الممارس باسم الدين الإسلامي؛ لأن سيطرة أدلجة الدين الإسلامي على فكر، وعلى ممارسة حزب العدالة، والتنمية، يجعله يزداد تمسكا بأدلجة الدين الإسلامي، ويعمل على إنضاج شروط استفحال أمر شراستها، حتى يتم تجييش جميع أبناء الشعب المغربي، وراء الدولة الإسلامية المغربية، ووراء حكومتها، ووراء الأحزاب، والتوجهات المؤدلجة للدين الإسلامي، وفي مقدمتها: حزب العدالة، والتنمية.
فحزب العدالة، والتنمية، المتمخزن في الأصل، سيزداد بترؤسه للحكومة، تمخزنا، وسيقف تمخزنه وراء المزيد من الارتماء بين أحضان الطبقة الحاكمة، التي تتملكه الرغبة الجامحة في خدمة مصالحها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، كما تبين من خلال تحالفات الأغلبية الحكومية.
ألا يتعظ حزب العدالة، والتنمية، مما وقع للأحزاب التي سبق لها أن تمخزنت، ففقدت كثافة إشعاعها في صفوف أبناء الشعب المغربي؟
ابن جرير في 21 / 12 / 2011
محمد الحنفي

مشاركة مميزة