الجمعة، 19 يوليو 2013

إستطلاع : الدور القطري في المنطقة سيشهد انكفاءاً ملحوظا

kolonagaza7
باريس - خاص
اظهر استطلاع للرأى اجراه مركز الدراسات العربي – الأوروبي في باريس  ان الحكم القطري الجديد لن ينتهج نفس السياسة الخارجية السابقة وقال 57.1 المئة  من الذين شملهم الاستطلاع أن التغيير سيكون السمة الجديدة للنظام الجديد ، وإن كان بطيئا مدروسا ، فالدور القطري في المنطقة سيشهد انكفاءاً ملحوظا واهتماما بجوانب اقتصادية أكثر منه بجوانب سياسية. فيما  37.5  في المئة رأوا ان الحكم القطري الجديد سينتهج نفس السياسة الخارجية . وقال  5.4 %  في المئة  لا يعلمون ان كانت السياسة القطرية الخارجية  سوف تتغير  ام لا. وخلص المركز الى نتيجة مفادها : بعد ان تخلى امير قطر الشيخ حمد ال ثاني عن السلطة لأبنه الشيخ تميم بن حمد بدأ المراقبون يطرحون الكثير من الأسئلة عن مستقبل دور قطر الخليجي والعربي والأقليمي والدولي . وهذا ما دفعنا لطرح هذا السؤال لتبيان اراء المراقبين العرب والأجانب والذي تبين لنا بموجبه ان اكثرية من ابدوا رأيهم توقعوا تغييراً في السياسة الخارجية القطرية ولكن سيكون التغيير بطيئاً ومدروساً .وصودف ان التحدي الأول للقيادة القطرية الجديدة كان تطورات الأحداث في مصر لجهة عزل الرئيس محمد مرسي القيادي في حركة الأخوان المسلمين وأستلام الجيش زمام الأمور .ولوحظ ان قطر التي كانت داعمة لحكم مرسي بقيت على تأييده ودعمه وسخرت امكانيات قناة " الجزيرة " من اجل الدفاع عن شرعيته مما يعني ان أي تغيير في السياسة الخارجية لا زال مستبعداً على المدى المنظور .ويبدو ان من المبكر اطلاق احكام استباقية ، والأجدى مراقبة ما ستتخذه الدوحة من مواقف بشأن الملف السوري والتونسي والليبي والأفغاني وملف حماس الفلسطيني كون قطر لاعب اساسي فيها

وكالة مجال الاخبارية

kolonagaza7
وكالة مجال الاخبارية
:  للمزيد من الاخبار
تابعونا على التويتر
لنشر مقالاتكم والتواصل معنا عبر البريد الالكتروني

حماية يحذر من كارثة انسانية وشيكه ويدعو جميع الاطراف للعمل من اجل حماية حقوق المدنين داخل قطاع غزة

kolonagaza7
يشعر سكان قطاع غزة بأن الحصار عاد إليهم بثقله من جديد في أعقاب الإجراءات والأعمال التي بادرت لها السلطات المصرية في الأيام الخيرة على معبر رفح وفي منطقة الأنفاق، حيث عادت القيود على حرية الحركة والتنقل عبر معبر رفح المصري، وبات لا يسمح إلا لعدد محدود من الحالات الإنسانية بالسفر عبر المعبر فيما يمنع على باقي الفلسطينيين السفر، ويعاني من يسمح لهم من طول الانتظار والازدحام. كما يقوم الجيش المصري منذ عدة أيام بحملة ضخمة لتدمير الأنفاق التي تعتبر الشريان الوحيد الذي يحصل منه الفلسطينيين في غزة على المواد الأساسية والسلع الضرورية دون أن يتوفر بديل مناسب ليحصل منه الفلسطينيين على احتياجاتهم، وهو ما يشكل عودة لسياسة تشديد الحصار على غزة، وخنقها وعزلها عن العالم الخارجي.
إن هذه الأوضاع الإنسانية الصعبة، والإجراءات التي تمثل نوعا من العقاب الجماعي، والتماهي مع ضغوط الاحتلال ومطالب الولايات المتحدة في خنق غزة وحرمانها من التواصل مع العالم الخارجي بهدف شل الحياة في غزة وزيادة الضغوط على حكومتها ، وهو ما يدفع المواطن الفلسطيني ثمنه مزيدا من المعاناة والتعب.
إن قطاع غزة وإن كان يعتقد أن الأنفاق ليس هي العمل الأمثل لحصول غزة على احتياجاتها الأساسية إلا أنهم يرونها السبيل الاضطراري والضروري في هذه المرحلة في ظل الحصار الذي يفرضه الاحتلال وتجاهل من المجتمع الدولي، ويعتبر أي محاولات لتدمير الأنفاق دون تأمين بديل شرعي عنها إنما هي مشاركة فعلية في إطالة هذا الحصار وتكريسه وزيادة ضغوطه على الفلسطينيين وشل الحياة العامة لسكان القطاع.
اننا نرى في كل ذلك جريمة إنسانية كبيرة بحق سكان قطاع غزة الذين يزيد عددهم عن 1.8مليون نسمة، والذين قالت تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بأنهم لا يمكنهم العيش لسنوات قليلة قادمة بسبب إطالة أمد الحصار وتوقف المشاريع الخدمية والتنموية وتزايد أعداد البطالة والعجز عن تلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين
أننا في مركز حماية لحقوق الانسان وإزاء  الإجراءات التعسفية التي يقوم بها الجيش المصري  والقيود التي توضع على تنقل المواطنين في قطاع غزة عبر معبر رفح نعتبر ذلك بمثابة جريمة بحق الإنسانية يجب أن يتكاتف المجتمع الدولي من أجل وضع حد لها، وعليه ندعو إلى التالي:
1.     ندعو الدولة المصرية ممثلة بقيادتها وأجهزتها المختصة إلى ضرورة مراعاة ظروف غزة وخصوصيتها، وعدم إقحامها في الأوضاع الداخلية لمصر، والعمل على إعادة فتح معبر رفح في كلا الاتجاهين بصورة كاملة، والعمل على إيجاد بدائل مرضية تتيح دخول المواد الأساسية والاحتياجات الأساسية اللازمة لأهالي القطاع من أجل مساعدتهم على مواجهة الحصار وتعزيز صمودهم في وطنهم.
2.     ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي والدول المتعاقدة والموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة عام 1949 مسئولياتهم نحو الفلسطينيين والعمل مع السلطات المصرية لإعادة فتح المعبر والسماح بالاستيراد عبر المعبر بصورة رسمية بعيدا عن قيود وشروط الاحتلال.
3.     ضرورة قيام جامعة الدول العربية ومجلس التعاون ومنظمة التعاون الإسلامي بواجبها نحو الفلسطينيين ووضع حد لمعاناتهم بالتدخل لدى السلطات المصرية لعودة العمل بالمعبر وفق ما كان عليه الوضع قبل 30يوليو، والتوقف عن هدم الأنفاق لحين إيجاد بديل عنها، والتنسيق مع الفلسطينيين في إجراءات ترغب القيام بها بما يحول دون تعرض الفلسطينيين إلى أضرار ومعاناة جديدة.

مركز حماية لحقوق الإنسان
18/7/2013م


مركز حماية لحقوق الانسان
الرمال – ش.الوحدة – مقابل اتحاد الكنائس
Tel: +970 8 2861522
Fax: +970 8 2864769

في علاقة الوجداني والعرفاني بالتعلم

kolonagaza7
الاستاذ : محمد رضا الغيلوفي
كان يعتقد في  ما مضى من الزمن ان العواطف تعيق الفكر العقلاني وتشيع الاضطراب فيه  لكن الابحاث العلمية الحديثة ادت الى التخلي هذا الاعتقاد الخاطئ  النابع من حقل التصورات الاجتماعية  ، في الاثناء ظلت  نماذج التعلم والتصورات حول النمو العرفاني متاثرة بنماذج معالجة المعلومة المستوحاة من الذكاء الاصطناعي والتي تهمل الخصائص الانسانية  ( علم نفس العرفاني) لكنّ الانسان  مقود باهتمامات ومحفزات وقيم و وتحكمه ايضا حاجات وانفعالات  تجمّع تحت ما يمكن تسميته نزوعي «  conatif ».
 ان معالجة المعلومة  والتعلم عموما موجه بما هو نزوعي وهذا ما يمثل المكونات الداخلية المفسرة للسلوك الانساني ، لقد اثبتت الدراسات العلمية  ان التمشي  الوجداني  يرافق التمشي العرفاني اثناء عملية التعلم والتعليم  ، يرى الباحث   «  Boekaerts »
 ان التمشي الوجداني هو نظام متكون من اربع عناصر  الثلاث الاولى تمثل موارد معلومات  ينهل منها المتعلم وهي على التوالي متطلبات المهمة ( المعارف الاجرائية الضرورية للوضعية الجديدة ) وكفاءة المتعلم ( معارفه وتصوراته  المخزنة في الذاكرة طويلة المدى ) ومفهوم الذات وصورتها  ، اما  العنصر الرابع فيتمثل في تقييم الفرد للوضعية  حيث يعمد الفرد الى اصدار احكام ما وراء عرفانية  فيقيم قلقه وقدرته  على تحقيق اهدافه والتغلب على المهمة   ، وهذا ما يجعله اثر ذلك  ينخرط في عملية  التعلم الجديدة  او يبدي رفضا حفاظا على صورة الذات.
 في الاثناء يرى الباحث wiener »  ان المتعلم يقيم الوضعية الجديدة للتعلم اثناء تفعيل التمشي الوجداني من خلال الاعزاءات السببية لنتائج تعلمه  بينما  يذهب «laird » الى التاكيد انّ الحالة الوجدانية في التعلم ناتجة عن تفاعل موارد متمثلة في تحليل الوضعية وتاويلها وتحليل السلوك التعبيري الذي يصدر عن المتعلم اثناء مباشرتها.
 من المعلوم ايضا ان التعلم قد شهد تحولات فمن ظاهرة ارتباط مع « Ebbinghaus »  الى ظاهرة اشراط  مع بافلوف  ثم الى ظاهرة  تعبر عن تغيير حاصل في السلوك الظاهر مع السلوكية والسلوكية الحديدة ، حيث يعرف « kimble » التعلم  كونه تغيير نسبي ودائم في القدرة على التصرف واتيان السلوك نتيجة لممارسات وتعزيزات . تاريخيا عوض مفهوم التعلم مفهوم المعرفة انطلاقا من سنة 1909 فصار التعلم موضوع بحث علمي نفسي وغدا التعلم  مبحثا ينبع من تقليدين هامين : الابستمولوجيا ( بياجي)  والفيزيولوجيا . جاءت البنائية والبنائية الاجتماعية عقب السلوكية ثم  ظهرت المقاربة العرفانية «  J.F.Richard »   لتعرف التعلم على اساس تعديلي للمعارف والسلوك ايضا  وهذا ما يستدعي  اثناء معالجة المعلومة  القيام بانشطة ذهنية متعددة ( استدلال ، حكم ، برهنة ........)
اكد ( Bloom) ان للتعلم ثلاث محددات هامة : السلوك العرفاني المتوفر في بداية التعلم ويمثل 50 بالمائة  من  النسبة الجملية  ،  الخصائص الوجدانية للمتعلم ( ثقته في نفسه- احساسه بالامن – ادراكه وتقديره لذاته....) وتمثل 25 بالمائة  من النسبة الجملية ، نوعية التعلم والمقصود بها ملامح المعلم وتعزيزه واجراءات التصحيح التي يقوم بها  وتمثل 25 بالمائة  المتبقية.
 اثبت الباحث "Tardif " ان البعد الوجداني في علاقة بتعلم التلميذ وبمجاله العرفاني والماوراء عرفاني ، فالتعلم يواجه قلقا واضطرابا يكون متحفزا للانجاز اذا لقي استحسان المعلم واحس بالامن وهذا ما يجعله يتغلب على المهمة الجديدة ، اذ يعالج المتعلم الوضعية وينشا تمشيا وجدانيا يصاحبه تنشيط فيزيولوجي حيث يقيم الفرد الوضعية ككل قبل ان يصدر عنه نشاط عرفاني.
في  نفس الاتجاه يرى "  Viau"  ان للفرد ثلاث خصائص فردية : عرفانية ، وجدانية ، نزوعية  متفاعلة فيما بعضها فقيم المتعلم وحاجاته وقلقه ودافعيته  متفاعلة مع اساليبه العرفانية واساليب التعلم عنده ومع معارفه السابقة المخزنة في ذاكرته طويلة المدى وتصوراته .
في المقابل اثبت "Brien" ان الحاجة هي مصدر التمشي الوجداني عند الفرد  لانّها دافع لتحديد الاهداف  الجديدة المشبعة للحاجات  مما يجعله يقارن الوضعية المتعامل معها مع  تصوراته المخزنة  وهذا ما يجعله يفقد توازنه  او يستعيده مرفوقا بانفعالات ممتعة  او  منفرة تمكنه فيما بعد من اشباع حاجاته او بالعكس تضل الحاجة دون تحقيق وهذا ما يجعل الفرد يكرر مسعاه من جديد.
دور المعلم في المجال الوجداني
  يرى " Audy  " انه على المعلم ان يعمل على تطوير المجال الوجداني عند المتعلم  بمساعدته على مراقبة تسرعه والتحكم في توتره والتغلب على العقبات فيجازيه عند النجاح ويدعوه الى المواظبة والمراهنة الايجابية .
درس "La fortune" علاقة العامل الوجداني بتعلم الرياضيات واكد ان المتعلم هو نتاج تفاعل سماته الشخصية وتمثلاته الخاصة بالمادة  وخصائصه العرفانية والوجدانية ايضا ، ومثلما يقع التفاعل يكون المتعلم:  امّا واثقا من نفسه مستقلا وذا دافعية عالية ، وامّا  حاملا نظاما من الاعزاءات الخارجية التي لن تمكنه لاحقا اذا حافظ عليها من تحقيق تقدم  وتحسين مردوده ، ففي الحالة الاولى  يصر الفرد على حل المشكل الرياضي  ويضاعف مجهوداته ويصمد اما م  الصعوبات  الدراسية  التي تعترضه ، اما في الحالة الثانية فيجتاحه الذهول  والذعر ويغدو شاعرا  بخطر خيالي احيانا او واقعي يكبله لاحقا على تعلم المادة.
يذهب "  vallerand" الى التاكيد على ان احساس المتعلم بالكفاءة يقوي لديه الدافعية تجاه مادة التعلم  ويعمق مسؤوليته وقدرته وهذا ما يبرز دور  المعلم في هذا الاتجاه من خلال تعميق ذلك الاحساس لدى المتعلم من خلال  التعزيز الايجابي والحوار والصبر على الاخطاء واعتماد التقييم التكويني سبيلا للدعم والعلاج والتعلم .
في الاثناء تعتقد " Gattusso" ان القيمة التي يسبغها المتعلم على مادة الرياضيات  تعبر مكونا من مكونات  مفهوم الذات المدرسية لذا على المتعلم ان يقدم المادة على انها في متناول المتعلم فينشا وسطا رياضيا حقيقيا به الوضعيات المفتوحة  والاساليب العرفانية المتنوعة ، كما عليه ان ينقل الحقائق التاريخية التي ادت الى تطور المادة وإظهار دورها في تطور البشرية  ودعم بقية الحقول المعرفية.
 اظهرت دراسات عديدة  ان الصعوبات المدرسية وثيقة الاتصال بتقدير المتعلم لذاته  من ناحية وبالخصائص النفسية الاسرية  من ناحية اخرى ، كما تتصل ايضا بالنتائج المدرسية الحاصلة للتلميذ ، فللعائلة دور هام في بناء ابنها مشروعه المدرسي وتحسين صورة الذات المدرسية وهذا ما يشكل البعد الوجداني الوثيق الصلة بالبعد العرفاني  والذي يمثل المتغير الحاسم في تعلم المتعلم  وتحقيقه مشروعه المدرسي.

 المراجع :    A. ben naceur   Psy chologie d apprentissage
 Psychologie de les emotions- A. ben naceur               

رسالة الى القوميين في تونس

kolonagaza7
 بقلم عقيل البكوش
ميون التقدميون في تونس، يا من قدتم الانتفاضة ضد نظام الاستبداد والفساد منذ يوم 18 ديسمبر من أمام مقر ولاية سيدي بوزيد، وقدمتم الشهداء في منزل بوزيان والقصرين وغيرهما، يا من رفعتم شعار " التشغيل استحقاق يا عصابة السراق"، يا من قدتم الشارع من بطحاء محمد علي إلى شارع بورقيبة، يا من قرأتم بيان القصبة الاولى، يا من فرقتكم السياسة ووحدتكم الميادين والساحات، يا من منعكم نقاؤكم الثوري من الاستثمار في النضالات فظللتم اوفياء للثورة زاهدين في السلطة.
يا من وقفتم ضد الدولة العميقة وصارعتم بلا هوادة ازلام النظام البائد.
بعد ثلاثة اشهر تقريبا يكون قد مر عامان على حكم النهضة البلاد،حركة النهضة التي وعدت وامضت على العهود والمواثيق بان تؤمن حكما انتقاليا يكتب خلاله المجلس التاسيسي الدستور في مدة عام فقط.
ايها القوميون في تونس : هاهي حركة النهضة تنقض العهود والمواثيق وتستمر في الحكم الى أجل غير مسمى مستبلهة عقول التونسيين مدعية انها لم تنه كتابة الدستور رافعة شعار مقاومة ازلام النظام السابق الذين - كما تدعي - يعطلون مسيرتها.
لقد بان زبف ادعاءاتها وهي تستعين بالازلام وزراء ومستشارين ومغازلتها للدولة العميقة في السر ومحاربتها لها في العلن.
أيها القوميون في تونس: إن حركة النهضة اليوم قد صارت هي نفسها من الأزلام، أليس للاستبداد أزلام ؟ فهي من أزلام الاستبداد الذي ثار الشعب لكنسه في 17 ديسمبر وما تلاه.
إن الاستبداد ليس سلوك شخص أو مجموعة وإنما هي عقلية ترفض التداول السلمي على السلطة، وهذا ما تفعله النهضة الان، أليست -اذن- وهي التي تتهرب من تحديد موعد للانتخابات من أزلام الاستبداد؟
أيها القوميون في تونس: عليكم أن تضعوا حركة النهضة في موضع الخيار بين أن تحدد موعدا ثابتا ونهائيا لاجراء الانتخابات أو أن تتخلوا عن نقائكم الثوري وتنضموا الى كل نفس يريد اقتلاع المستبدين الجدد الخائنين للعهود المستهترين بالمواثيق المستبلهين للشعب المتشبثين بالكراسي، وأن تعيدوا تقييم الموقف والتحالفات، ان نقاءكم الثوري هذا يطيل في انفاس الطغمة الحاكمة. لذلك فالدعوة حارة اليكم أن تنزلوا الى الميادين التي خبرتكم متحالفين مع الجميع دون استثناء في مواجهة ازلام الاستبداد المنافق ما لم يحترموا المواثيق ويعينوا موعدا للانتخابات حتى يرى الشعب الضوء في اخر النفق، (نقترح امهالهم الى 23 اكتوبر2013 للتصريح بموعد الانتخابات).
ايها القوميون في تونس: ان هشاشة وضعكم التنظيمي تجعل من حركتكم جسرا لعبور الاخرين، ولكن خبرتكم بالنضال الميداني وقدرتكم على الصدام والمواجهة ستجعل تدخلكم حاسما.
فليعبر على نضالاتكم من يحترم الالتزامات والمواثيق حتى يبعث الله فيكم من روحه فتنهوا خلافاتكم العبثية والله ولي التوفيق ..

الخميس، 18 يوليو 2013

بئر السبع

kolonagaza7
غفرْ لي إذا قبّلتُ بئرَ السبع
أحمد بشير العيلة/فلسطين


وقد عرفتْني بئرُ السبعِ
لمّا قلتُ ... يا الله
وسار الزرعُ خلف الزرعِ
مشتاقاً لنا والله
سحبتُ الريحَ فوق الرملِ حين رأيتُ بئرَ السبع
بئرُ السبع قد جاءت تعاتبني:
ترفّقْ يا غريبُ بنا
فهذي الريحُ ابنةُ خيلِنا المتروك للآهات
ابنةُ سرِّنا المرفوع كالصلوات
ابنةُ حزننا المحمول كالصبّارِ
ترفق يا غريبُ بنا.
سقيتُ الآن بئرَ السبعِ من كفي
إذا عطشتْ
وزرتُ سريرَها بالوردِ
لو مرضتْ
وسرتُ وراءها عُمراً .. إذا عشقتْ
رأتني الآن بئرُ السبعِ أحلب عنزةَ الرُّسلِ 
فلفتني عباءتُها
سقتني حكمةً بيضاءَ باردةً بهذا القيظ
فصرتُ ربابةً تبكي على يدها
كتبتُ الشِّعر حول حكايةٍ هربتْ
مع البدوية الأحلى من التمرِ
سألتُ النخلَ عن سرِّ ابتسامتها
وبئر السبعِ ترمقني بنظرتها
فأجري خلف لوعتها.
أنا يا ربُّ مفتونٌ بهذا الرملِ
مجنونٌ بهذا الرملِ
كفّنّي بهذا الرملِ
عطرني بهذا الرملِ
قبّلني بهذا الرملِ
واحييني بهذا الرملِ
أنا يا ربُّ لي سرٌّ مع الحبّاتِ لو سارت وراء الخيل
لي سرٌّ مع الحبّاتِ لو نامت بكفِّ الليلِ
لي سرٌّ مع الحباتِ لو سارت ببطن السيلِ
أنا يا ربُّ مخلوقٌ من النسماتِ لو مرتْ على النقبِ
ومجبولٌ من الآهاتِ 
فارحمني إذا ضمتني بئرُ السبع
واغفر لي إذا قبّلتُها فجراً
وأرسلْ فوقَ قافلتي سحابَ العشق
ظلُّ العشقِ يا الله نهرٌ مرَّ في النقبِ
هنا الأشجارُ واقفةٌ ليمشي النهرُ في يدها
هنا الصلوات تشربُ قبلَ أن تسمو لبارئها
هنا الشهداء أطيارٌ تعبُّ الماء للأبدِ
هنا كبدي 
فيا الله فاض الشوقُ يا الله
فاض النرجسُ البلديّ فوق الرمل
ونام العطرً في تطريزة الثوب الفلسطينيّ 
وبئر السبعِ ترفعني لأعلى الثوب
تحضنني بهذا الثوب
تسحرني بهذا الثوب
فأنسى العمرَ ظلاً في قرى النقبِ
وسيرةَ عاشقٍ ضاعتْ
ولم يخبُ من التعبِ.
أحمد بشير العيلة



شاعر فلسطيني
ayla_bou@yahoo.com
00218-925102775

17/7/2013

انجاز شبابي بحريني على مستوى العربي ... علي شرفي عضوا في الهيئة الاستشارية بالمؤسسة الفلسطينية لإسناد الطلبة بفلسطين

kolonagaza7

صورة مضمّنة 1
حققت مملكة البحرين انجازا شبابيا على المستوى العربي تمثل في أختيار السيد علي حسين شرفي عضوا في الهيئة الاستشارية بالمؤسسة الفلسطينية لإسناد الطلبة ومقرها الرسمي في فلسطين.
بهذا الصدد صرح السيد جهاد شجاعية الرئيس التنفيذي لمؤسسة الفلسطينية لإسناد الطلبة "إسناد" بأن اختيار السيد علي شرفي لما له من دورا بارزا في العمل الشبابي بمملكة البحرين وعلى الوطن العربي ويتمتع بخبرة واسعة وسمعة طيبة على مستوى الوطن العربي في مجال العمل الشبابي.
وقال شجاعية" أن اسناد تعتبر مؤسسة شبابية غير ربحية تهدف لمحاربة الفقر ودعم التعليم في فلسطيني، " إسناد " اختصار الرسمي لأسم " الفلسطينية لإسناد الطلبة " تعمل على إدارة المنح الدراسية لشركات والإفراد والمؤسسات الفلسطينية بطريقة مبتكرة وجديدة حازت على عدد من الجوائز العالمية مثل جائزة أشوكا للإبداع الاجتماعي ، جائزة سنرجوس لريادة الاجتماعية، كما تأهلت الفكرة إلى نصف نهائي جائزة الملك عبد لله لتميز و الإبداع الشبابي.
وأضاف شجاعية " عملت " إسناد " ( مبادرة من طالب إلى طالب ) خلال السنوات الخمسة السابقة على مساعدة ما يزيد عن 1200 طالب في المدارس و300 طالب جامعي في كافة محافظات الضفة الغربية و قطاع غزة، و في كافة الجامعات الفلسطينية وفي اغلب التخصصات الدراسية".
بجانبه أعرب السيد عي شرفي عن شكره وامتنان لمؤسسة الفلسطينية لإسناد الطلبة على اختياره ضمن الهيئة الاستشارية بالمؤسسة وان هذا الانجاز يحسب لمملكة البحرين من جانب العمل الشبابي وخاصة بما يربط شباب البحريني والفلسطيني من علاقات أخوية وطيدة وان هذا التعاون يعزز العلاقات الدولية مع الشباب الفلسطيني الطموح ونقل الخبرات في مجال التعليم عن طريق استخدامه كأداة لمحاربة الفقر والعمل على تعزيز التعليم لدى طلاب المدارس والجامعات الفقراء في فلسطين وتشجيعهم على الاستمرارية في التعليم لإخراجهم من دائرة الفقر في المستقبل.

وتمنى شرفي للسيد جهاد شجاعية وجميع العاملين في هذا العمل الانساني كل التوفيق والنجاح وخاصة ان هذا التعاون يلامس حاجة تنموية ملحة، وهي القضاء على الفقر عن طريق التعليم، فالتعليم الوسيلة الرئيسية التي من خلالها يمكن للفقراء والمهمشين  كسر الحلقة المفرغة للفقر والمشاركة في تنمية المجتمع والحد من الفقر.

مقالين: 1 - استعادة للثورة .. وليس انقلابا 2 – اليسار وحركة التحرر الوطني

kolonagaza7
رشاد ابو شاور 
من عاش مثلي في سوريا عقودا، وعاصر عهودا مختلفة، يعرف ما هو الانقلاب العسكري، فقد كنّا نستيقظ على لعلعة صوت المذيع بالبيان رقم 1 اتكالاً على الله، ومن أجل الشعب والوطن، قامت قواتكم الباسلة بـ…ثم تتوالى البيانات، والمارشات العسكرية، مع توالي تأييد الفرق والوحدات العسكرية، وكلها تبدأ بـ: حقنا للدماء..الخ.
أمّا الشعب فيؤيد ببرقيات تهنئة تبارك وتشكر الثورة المباركة، وتلهج بحمد الانقلابيين الذين لا يعرفهم أحد، والذين لم ير منهم الشعب ،بعد، شيئا يحمدون ويشكرون عليه، في حين تبدأ النكت على الانقلاب والانقلابيين، لا سيما على صفحات جريدة (المضحك المبكي) الأسبوعية، وكانت من حجم التابلويد.
بدأ هذا من أيام حسني الزعيم، وتواصل مع الشيشكلي، وانقلاب الانفصاليين على الوحدة، وفصلها، وقد حمل من فعلوا هذا الفعل المنكر (الخياني) وصف (الانفصاليين) وهم أبناء الإقطاع التقليدي، وكانوا ضباطا كبارا في كل مفاصل الجيش، وبدعم سعودي، وأمريكي، وبمشاركة أنظمة حكم عربية عادت الوحدة، وجمال عبد الناصر.
الانتفاضات تختلف كلية عن الانقلابات، لأن الانتفاضة فعل شعبي عارم تشارك فيه كل فئات الشعب، وتهدف إلى التغيير الجذري، وليس القيام بمجرد احتجاجات على غلاء الأسعار، أو على بعض ممارسات الحكم المستبد.
الانتفاضة وهي فعل شعبي، تحقق الانتصار الحاسم على نظام دكتاتوري عندما ينحاز لها الجيش الذي يسحب (القوة) المنظمة المسلحة القادرة على الضرب بعنف، من بين يدي نظام الاستبداد، وينحاز للشعب، ويكون له بهذا دور حاسم في الانتصار.
هذا حدث في زمننا في إيران عام 79، عندما ثار الشعب على نظام الشاه الطاغية المستبد، ولم تصمد أمامه أجهزة القمع، وانحاز الجيش للشعب، وبهذا تحقق انتصار الشعب الإيراني بدون سفك دماء.
حدث هذا أيضا في تونس عندما انفجرت ثورة الشعب إثر انتحار محمد البوعزيزي احتجاجا، وضيقا، ورفضا لحياة بلغ فيها الإذلال حدا لا يطاق، وكان هذا حال الشعب التونسي الذي قهره الدكتاتور، وامتص مع عصابته عافيته، وخيراته، وحرمه الحرية، والخبز، والكرامة..وكان الانتصار مؤزرا بانحياز الجيش للشعب، حين رفض أن يشهر سلاحه ويمارس القمع على الجموع الثائرة التي ملأت الميادين، واجتاحت قلب العاصمة في شارع (بورقيبة)، وهو ما أدى لهرب الدكتاتور إلى السعودية. إلى أين يمكن أن يهرب أي طاغية عربي سوى إلىالسعودية
أغدقت جهات مجهولة على ثورات الشعوب العربية اسما تدليعيا (ثورات الربيع العربي)، وقفز على ظهرها من عملوا على إفراغها من مضامينها الاجتماعية، والوطنية، وكأنما كان الهدف مجرد إسقاط رمز نظام الحكم، وليس التغيير الشامل والجذري، والشروع في تحقيق مطالب الشعب الثائر، وأهدافه، ولا سيما في مصر: عيش، حريّة، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية..
بعد أن أعلن الإخوان تعففهم عن منصب الرئاسة، والهيمنة على مجلس الشعب، وفي حميا انشغال شعب مصر في التخلص التام من (كل) نظام مبارك، وليس من مبارك الفرد، انفتحت شهية الإخوان على التهام مجلسي الشعب، والشورى، والرئاسة، رغم أن كل هذا حدث بدون الاتفاق على (دستور) يضمن المواطنة، والمشاركة، للشعب المصري، بكافة فئاته، ويحدد طريق المستقبل، وإنجاز أهداف الثورة التي التحق بها الإخوان بعد تردد، وحين رأوا بأن ما يحدث ثورة، وليست أحداث عنف عابرة، تستدعي منهم التريث طويلاً، والتربص، حتى لا تلحق بهم خسائر غير محسوبة.
اغتّر الإخوان بسهولة هيمنتهم على الرئاسة، والمجلسين، وانفتحت شهيتهم على ترتيب كل ما يضمن دوام الحكم لهم منفردين، وكأنما (صناديق) الاقتراع ستستعمل لمرة واحدة، ومن بعد يتكرّس حكم الإخوان ودولتهم الإسلامية، فالديمقراطية بالنسبة لهم كفر، وشرك، وكل من يعترض سيرمى بالكفر، والزندقة، والمروق، و..سيتهم بأنه مؤمن بالديمقراطية، كافر بالشريعة (أحد شعرات الحشد ألإخواني في رابعة العدوية، قبل وبعد عزل الرئيس مرسي.
إضافة لهيمنة الإخوان على أهم مؤسسات الدولة، راهن الإخوان على (انتصار) المشروع الإسلامي في سورية تحديدا، ولذا لم يكن صدفة أن يعلن الرئيس مرسي قطع العلاقات الدبلوماسية مع (النزام) السوري!..بالترافق مع دعوات بعض رجال الدين، قبل ذلك بيومين، ومن القاهرة،  (للجهاد) في سورية!
(الدولة الإسلامية) باتت دانية، فلماذا مشاركة (الآخرين) في الحكم، وما ضرورة الوحدة الوطنية، خاصة وأي اتفاق وطني سيعني تأخير (أسلمة) الدولة في مصر..ولهذا اكتفى الرئيس مرسي بالإعلان الدستوري الذي يكرسه (فرعونا) جديدا!
انشغل الإخوان في ترتيب مفاصل الدولة، ومؤسساتها، وبالسيطرة على المحافظات بتعيين محافظين محازبين لهم، أو مناصرين، ففاقموا النفور منهم، والشكوك في نواياهم غير الخافية.
ظنّ الإخوان أن الشعب استكان، وان ثورة 25 يناير بلغت منتهاها بتسيدهم، وأن كل القوى غير منظمة، ولن تقدر سوى على توجيه انتقادات غير مؤثرة، وإثارة زوابع من الكلام، فلا إمكانية للحشد، والنزول إلى الميادين من جديد.
وكما قال الأستاذ هيكل في الحوار مع لميس الحديدي على شاشة cbc  فقد اقترف الرئيس مرسي ثلاثة أخطاء، كل واحد منها كفيل بإسقاطه!.
هل كانت حركة (تمرد) ستجد كل هذا التأثير بين شعب مصر، لو أن هذا الشعب، في سنة حكم الرئيس مرسي، حظي بالأمن، وخفّت عليه المتاعب الاقتصادية، وتوضحت أمامه طريق المستقبل؟
هل كان شباب مصر سينزلون إلى الشوارع لجمع تواقيع تطالب بإسقاط الرئيس، وسحب الشرعية منه، لتبلغ هذه التواقيع 22 مليونا وشوية ألوف؟!
لقد استخف الرئيس، ومستشاروه، والإخوان، بإعلان يوم 30 حزيران يوما للنزول للميادين، وحين فوجئوا وبوغتوا بما تراه عيونهم لم يصدقوا، ثم حاولوا التقليل من أعداد الملايين، وتمخض حشدهم المواجه عن ميدان واحد هو ميدان رابعة العدوية، في وجه طوفان شعبي أعاد انبهار العالم بشعب مصر العظيم، الذي تجاوز بسيوله البشرية حشود 25 يناير 2011.
لم يبادر الإخوان لمد اليد للقوى الوطنية المصرية، وللشباب، للبحث عن (مخرج) من المأزق، والعودة لروح يناير، ولأخوة الميادين التي مكنت شعب مصر من خلع مبارك.
منح الجيش فرصة للرئيس للبحث عن مخرج في غضون أسبوع..ومضى الأسبوع، وحشود الشعب المصري تملأ الميادين وتفيض، بحيث وصفتها الصحافة العالمية الغربية بأنها غير مسبوقة، وأنها اكبر حشود في تاريخ العالم!
ولكن الإخوان لم يروا هذه الحشود، حتى إن الدكتور عصام العريان وصفها بأنها ألاعيب فوتو شوب من المخرج خالد يوسف!
منح الجيش 48 ساعة إضافية للرئيس، وللقيادات الوطنية للوصول إلى حل..ولم يحدث شيء، في حين كانت الميادين تغلي، وإمكانية الانفجار الدموي تتسارع، فكان أن تدخل الجيش، ولحق بالشعب المحتشد بملايين قدّرت بأكثر من عشرين مليونا. (هناك تقديرات بأنها بلغت 33 مليونا).
عزل الجيش الرئيس مرسي، وتم تعيين رئيس المحكمة الدستورية رئيسا مؤقتا، وكان الجيش بهذا يلبي إرادة شعب ثار لتصحيح مسار ثورته التي سرقت منه.
أمّا الضمانة بأن لا ينقلب الجيش فستبقى دائما هي روح الثورة التي تجلت في 25 يناير، و30 حزيران، ويقظة شعب مصر، وأيضا إيمان جيش مصر بأن دوره هو حماية حدود مصر، وأمن شعبها، وحمايتها من تفجّر حرب أهلية ..وهذا ما حصل.
Yasser Hatabah [mailto:yhatabah@gmail.com]
2- اليسار وحركة التحرر الوطني
المبادرة الوطنية الأردنية


يقول القس البرازيلي "هيدلر كاماراج" : عندما أوزع الطعام على الفقراء، يقولون أنني قديس، وعندما أسأل لماذا يفتقرون إلى الطعام يقولون أنني شيوعي.
وعندما ينتقد يساريون اليسار، يقال ما العمل؟ وحين يطرح للنقاش نهجٌ بديلٌ، قد يقود لإنتاج حلول واقعية للمشاكل الحقيقية التي يعيشها المجتمع، نهجٌ بديلٌ لما هو سائد بين صفوفهم و الذي أوصلهم والمجتمع لهذه الأزمة المعقدة والمركبة والممتدة المعاشة، يوصف من قبل هؤلاء اليساريين ذاتهم، بالتعالي أو التطرف أو العدمي ، أو المنفصل عن الواقع او ممارسة الاستذ ة من أبراج عاجية، لماذا يرد هذا اليسار بتشنج ورفض واتهام؟ وهل لهذا الرّد الإنفعالي من تفسير؟ الجواب نعم.
لأسباب متعددة ومختلفة، منها:
1. ضعف الوعي التاريخي - لدى الكثير من النخب / اليسار– لسيرورة العملية الثورية الممتدة، منذ بدء النضال من أجل التحرر الوطني، بداية القرن التاسع عشر وإلى هذا اليوم، وافتقار هذه النخب إلى الوعي بأهمية رؤية النضال من جانبه التراكمي، والخوف من مغادرة ألنمط الكلاسيكي "للنضال" السائد بين صفوفهم، وعدم القدرة على ابتكار أشكال وأساليب للنضال تتواءم مع طبيعة المتغيرات شديدة التداخل والتعقيد، على صعيد المنطقة وعلى الصعيد العالمي، وفي ظل غياب مشروع واضح للتحرر الوطني الحقيقي، وضبابية المهمات، بالنسبة لهم، وضعف نظري وعملي في ترتيب الأولويات، ساهم ولا يزال يساهم في تعميق أزمة اليسار. 
2. إصرار اليسار العربي على الاستمرار في تبني نهج الإصلاح، نهج أفاقه باتت مسدودة تماماً، إن لم نقل، ثبت فشله بشكل ذريع، هذا النهج القائم على "النضال" من أجل تحقيق نموذج " الديمقراطية البرلمانية، والتبادل السلمي للسلطة" عبر الاحتكام لصناديق الاقتراع، في مجتمع لم تتوفر له شروط ممارسة هذا الشكل من الديمقراطية، والذي يكمن شرطه في تطور طبيعي للمجتمع باتجاه الرأسمالية - النموذج الأوروبي - وشرط تطور نمط الإنتاج في المجتمع، الذي تم حجزه في الدول والمجتمعات المستعمرة وشبه المستعمرة قديماً، وحديثاً في الدول والمجتمعات التابعة، لصالح أنماط استهلاك حديثة، بقرار من المركز الرأسمالي، انسجاماً مع مصلحته - المركز الرأسمالي - بإبقاء دول المحيط دولاً تابعة له، من أجل استحلاب مقدراتها وثرواتها الطبيعية بأبخس الأثمان، مقارنة بأسعار سلع يتم تصنيعها من هذه المواد الخام من قبله، وبيعها لهذه المجتمعات التابعة المستهلكة، بأسعار تحقق أرباحاً فاحشة لصالح الشركات وعلى حساب المجتمعات التابعة، وبسبب كون نمط الإنتاج هو الذي ينتج التمايز بين صفوف المجتمع، بناء على الموقع من عملية الإنتاج، وهو الذي ينتج برجوازية وطنية، صاحبة مشروع الديمقراطية البرلمانية، وصاحبة مشروع تحول المجتمع والدولة من نمط الاستهلاك فقط، إلى نمط الإنتاج والاستهلاك معاً، فهذه البرجوازية الوطنية لم تتشكل سابقاً، ولن يسمح لها بالتشكل في المستقبل، بسبب قانون التبعية، ولهذا تحديداً فإن الجري خلف وهم الديمقراطية البرلمانية ، لا يمكن أن ينتج إلاّ اليأس والإحباط، والدليل على ذلك يمكن تلمسه بأسطع صوره في الواقع الأردني، ما تعيشه النخب الأردنية من تخبط الموقف إزاء كل عملية انتخابية برلمانية، من مقاطعة الانتخابات ومشاركة بها بشكل دوري، وتحت الظروف والشروط ذاتها، ولم تستنتج من هذه الدوامة في النهاية سوى التشكيك في نزاهة الانتخابات، وعدم ملاءمة قانون الانتخابات ...الخ من هذه التبريرات، التي لا تنتج شيئاً ، كونها تناقش الظواهر ولا تناقش العلة والسبب.
3. ولسبب آخر، وهو وهم طوبوي يعشعش في عقول اليسار الأردني / العربي حول إمكانية إحداث التنمية الوطنية، من خلال إصلاحات البنى الفوقية – التشريعات والقوانين والأنظمة - في ظل التبعية، وما زال اليسار يصر على تبني نموذج لبرالي لتحقيق أهداف ثورية، أين ذلك من الادعاء ، نظرياً على الأقل، شرطية تبني مقولات " لا ثورة بدون نظرية ثورية، وبدون وجود حزب ثوري" . وما زال هذا اليسار يصر على تطبيق هذا النموذج الفاشل، بل والذي ثبت فشله حتى في تلك الدول الرأسمالية القديمة، التي طبقت هذا النموذج منذ زمن طويل، وتعيش اليوم أزمة بنيوية خانقة، قابلة للتطور للإطاحة بهذا النظام – الرأسمالي العالمي - وبهذا النموذج.
ألم يشكل تطور الأحداث على الساحة العربية خلال السنوات الماضية، والتي فسحت المجال لصعود مجموعة التبعية الدينية إلى الحكم، عبر صناديق الاقتراع، وعلى حساب كافة القوى الأخرى مجتمعة، دليلا على عقم هذا النهج ؟ لماذا تخرج جماهير واسعة إلى الشوارع – مصر – للاحتجاج على نتائج صناديق الاقتراع، الذي كان مطلبها ومحور نضالها، قبل يوم ؟؟ ألا يدل ذلك بشكل ملموس على إفلاس شكل النضال من أجل الديمقراطية البرلمانية ؟ ألا تتصرف جماهير الدول الرأسمالية على ذات السوية : صناديق الاقتراع لمعاقبة الحزب الحاكم، للإتيان بالحزب الآخر الذي سبق وعاقبتها ، وأوضاعها تزداد سوءاً يوماً بعد يوم.
تخبط اليسار اليوم والبارحة، يرجع بشكل رئيسي إلى غياب إرادة حسم الموقف تجاه نهجين وبين خيارين:
• نهج التغيير الجذري، أي الحسم لصالح خيار التوجه نحو بناء الدولة المنتجة والمجتمع المنتج، 
• أو نهج الإصلاح المتدرج، استمرار التغطية على نهج التبعية ونمط الاستهلاك السائد، الذي قاد الدولة والمجتمع إلى هذه الأزمة الخانقة المعاشة، المعقدة والممتدة، وتبني سياسة إدارة الأزمة بدلاً من العمل على حل الأزمة بشكل جذري ونهائي، أي حسم الخيار لصالح الاستقلال الوطني الناجز، بدلاً من الاستمرار في تسويق و تغطية الاستقلال الشكلي التبعي، 
المطلوب الحسم، خيار انحياز مطلق، في الصراع الاجتماعي القائم على أرض الواقع، لصالح المستغلين (بفتح الغين) ضد مصالح المستغلين (بكسر الغين) ولصالح المظلومين والمنتمين للوطن والكادحين والمنتجين، ضد مصالح الظالمين والفاسدين ولصوص المال العام والانتهازيين، ولصالح الثقافة الوطنية التقدمية، التي تحمل أجمل وأنبل القيم الإنسانية، ضد الثقافة الظلامية القروسطية، التي تحول الإنسان الفرد ، إلى وحش يأكل لحم الإنسان.
المطلوب الحسم، الانحياز لمشروع مجموعة التبعية أو لصالح مشروع الشرائح الوطنية الكادحة والمنتجة، الانحياز لمشروع التحرر الوطني والاستقلال الناجز أو الانحياز لصالح التبعية والاستقلال الشكلي. 
الحسم أيها اليسار لكل ما سبق، الآن بسبب المنعطف الخطير الذي تعيشه مجتمعاتنا، وبسبب توفير شروط موضوعية للخروج من الأزمة، وليس غداً، لأن الوقائع على الأرض تفرض شروط الحسم. 
أصحاب نهج الإصلاح المتدرج يعتقدون، بأنهم حين يتبنون نهج إجراء إصلاحات متدرجة على قاعدة تغيير البنى الفوقية للمجتمع - التشريعات والقوانين والأنظمة – ومن خلال الديمقراطية البرلمانية – صندوق الاقتراع – يصلون إلى التغيير المنشود، ألم تثبت التجربة العملية لهذا الشكل من النضال، بأن طريقه مسدود، وفشله ذريع على صعيد المجتمعات العربية – مصر وتونس ...الخ- والمجتمعات الأخرى في المنطقة والعالم.
اليسار هذا، صاحب نهج – تغيير البنى الفوقية - يتبنى، بشكل مباشر أو غير مباشر، مقولة مثالية قائلة بأن " الفكر يسبق المادة" ، مقولة مثالية موصوفة، ومرفوضة من قبل اليسار المتبني للمادية الديالكتيكية والتاريخية تاريخياً، مقابل تبنى مقولة " المادة تسبق الفكر" و التي تعني، إن تغيير البنى التحتية – علاقات الإنتاج – هو الذي يقود إلى تغيير البنى الفوقية، والعكس غير صحيح إطلاقاً، وكل التجارب التي قامت على تبني نهج تغيير "البنى الفوقية" طريقاً لتحقيق التنمية ثبت فشلها، حيث تم تصفية حامل هذا المشروع : إما من الداخل ، عبر مجتمع مزيف الوعي: مصدق في إيران، سوكارنو في أندونيسيا، الليندي في التشيلي، حركة السندينستا في نيكاراجوا، أو عبر الغزو الخارجي :
باتريس لومومبا في الكنغو،العراق ، بنما ، أو إغتيال حامل المشروع، رجل الإكوادور في ستينات القرن الماضي، جيم رلدس، الذي أراد فقط الاستفادة من نفط بلاده، وعمر تورخيس في بنما، الذي أراد استرداد قناة بنما من يد الأمريكان ...الخ.
إن الأب الشرعي لهذا النهج المتمثل في النظام الرأسمالي العالمي، تستخدم جماهيرية صناديق الاقتراع ، فقط لمعاقبة الحزب الحاكم، لأنه لا يسمح لها من استخدامه للتعبير عن مصالحها، مصالح الكادحين والمنتجين، بحكم بنية الديمقراطية البرلمانية ووظيفتها، التي تخدم فقط مصالح أصحاب رؤوس الأموال. 
وبالمقابل، فإن أصحاب نهج التغيير يعتمدون تغيير البنى التحتية – علاقات الإنتاج – عبر طريق الديمقراطية الشعبية، وبالاعتماد على الشرائح الوطنية الكادحة والمنتجة، كحامل اجتماعي لهذا المشروع، الذي يستند إلى مشروع " تحرري نهضوي تنويري تثقيفي توعوي توحيدي" ، من أجل تحقيق التحرر الوطني ومهماته المتمثلة ، في كسر التبعية وتحرير الإرادة الوطنية، وتحرير القدرات والثروات الطبيعية الهائلة، وتحقيق التنمية الوطنية المتمحورة حول الذات، وتحقيق وحدة الأمة.
التحرر الوطني نضال موجه ضد الاستغلال وضد التبعية، وهو نمط خاص من العملية الثورية، يهدف إلى إحداث انقلاب جذري في حياة شعوب البلدان النامية: المستعمرة وشبه المستعمرة والتابعة وعلى كافة الصعد وفي كافة مناحي الحياة المجتمعية: سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وثقافياً، بعد إنجاز مهمة تصفية السيطرة الأجنبية ، بكافة أشكالها المستترة والظاهرة. 
في ظل غياب البرجوازية الوطنية في مجمل الدول التابعة، بسبب عدم نشوء علاقات انتاج رأسمالية، نتيجة لحجز التطور الطبيعي لهذه المجتمعات، بفعل قانون التبعية، فإن تبني نهج الإصلاح، يدل على عقل مثالي سطحي، يتعاكس تماماً مع العقل الجدلي، ولا يمت بصلة للعقل المادي التاريخي، الذي يحمله اليسار الحقيقي.
في المحصلة ، نحن نقف أمام نماذج متعددة من اليسار - إصلاحي لبرالي أو تغييري ثوري، أو تغييري جذري -...الخ والخيار متروك لكل فرد معني في النضال، في الانحياز للنموذج الذي يعتقد بأنه يحقق طموحه، وعلى مدى قدرته على مقاومة إغراء وهم التغيير عبر الإصلاح، يفترض أن يتم الانحياز.
وبالمقابل نقف أمام نموذج آخر واحد موحد ، إنه نموذج حركة التحرر الوطني ، وأمام مهمات مرحلة التحرر الوطني الواضحة والقائمة بالفعل وفي الواقع على الأرض، والمتمثلة في:
كسر التبعية، تحرير الإرادة السياسية الوطنية، تحرير الثروات الطبيعية والمقدرات الوطنية، وتحقيق التنمية المتمحورة حول الذات، وتحقيق وحدة الأمة العربية.
حركة التحرر الوطني ، هي خيار شرائح اجتماعية وطنية كادحة ومنتجة . وشرط إنجاز مهمات مرحلة التحرر الوطني يتمثل في بناء الحامل الاجتماعي ، على قاعدة مشروع تحرري نهضوي تنويري توعوي توحيدي، بحيث تشكل النخب الوطنية الحقيقية اللاصق الاجتماعي لهذا المشروع.
" كلكم للوطن والوطن لكم

مشاركة مميزة