السبت، 27 أغسطس 2011

Israel to sever ties with Qatar

kolonagaza7

Israel is angry with Qatar over the Gulf emirate's growing ties with Gaza's Hamas rulers, a Foreign Ministry spokesman said Thursday.

قراءة في التفكير الاستراتيجي الأميركي تجاه الثورات العربية



kolonagaza7



فوزي حسن حسين

عقد مركز بليفر للدراسات الدولية، وهو أحد المؤسسات البحثية التي تدعمها جامعة هارفرد الأميركية، ندوة علمية للإجابة على التساؤل التالي: ما هو الدور الأميركي المطلوب في الشرق الاوسط بعد الثورات العربية؟
وشارك كبار الأكاديميين والخبراء المتخصصين في العلوم السياسية والاستراتيجية في هذه الندوة، وحاولوا رسم أشبه ما يكون بالاستراتيجية الأميركية تجاه الشرق الأوسط بعد الثورات العربية، وبلا شك فإن مثل هذه الندوات تأخذ حيزاً كبيراً من الاهتمام الرسمي الأميركي، لكون الندوة عقدت في واحدة من أهم الجامعات في العالم وهي جامعة هارفرد، ولكون المشاركين في الندوة يمثلون نخبة التفكير الاستراتيجي في الولايات المتحدة والعالم.
ومن خلال المحاضرات التي ألقاها الخبراء في الندوة اتضحت معالم أهم مرتكزات هذه الاستراتيجية لمستقبل الشرق الأوسط بعد الثورات العربية.
وقدم المداخلة الأولى البروفسيور غراهام أليسون، مدير مركز بليفر للدراسات الدولية، حيث ركز على المبادئ التالية:
على الولايات المتحدة الحفاظ على استمرار تدفق الطاقة من منطقة الخليج، أما ليبيا فليس للولايات المتحدة مصالح حيوية فيها.
يجب أن تهتم الولايات المتحدة لصحوة الحرية والديمقراطية لدى الشعوب العربية لكونها أبرز القيم التي تؤمن بها الولايات المتحدة.
يجب أن ننجز تحليلا مقارنا للثورات حتى نتمكن من فهم الأسباب والنتائج.
الاعتراف بأن التغيير في الشرق الأوسط يجب أن تعتريه الكثير من الأخطار، في إشارة إلى فقدان الحلفاء.
يجب أن تتعامل الولايات المتحدة مع كل ثورة عربية على حدة، لاختلاف ظروف كل ثورة عن الأخرى من أجل تعزيز مصالح الولايات المتحدة.
أما البروفيسور نيكولاس بورنز، مدير العلاقات الدبلوماسية في مركز بليفر، فإنه يرى أن الثورات العربية هي أقوى حركات الإصلاح في التاريخ العربي الحديث، وعلى الولايات المتحدة أن تتخلى عن سياسة دعم أنظمة استبدادية عربية من أجل ضمان الاستقرار وتعزيز المصالح الأميركية في المنطقة.
كما يجب عليها أن تحمي عسكريا مصالحها في الشرق الأوسط وتتبنى استراتيجية إصلاح طويلة الأجل هناك، وأن تسعى إلى بناء عراق ديمقراطي وتحجيم القوة العسكرية لإيران. وأضاف أن على الولايات المتحدة الحذر في التعامل مع أزمات حلفائها في السعودية واليمن والبحرين، فهذه الأنظمة ساعدت في مكافحة الإرهاب والتطرف وحافظت على المصالح الاقتصادية الأميركية هناك. وخلص إلى أن على الولايات المتحدة أن توازن بين التغيير والاستقرار في الشرق الأوسط.
أما البروفيسور أشرف حجازي، عميد كلية الإدارة الحكومية في دبي والتابعة لجامعة هارفرد، فإنه يرى أن الولايات المتحدة تواجه مأزقين في الشرق الأوسط، الأول هو وجود ثقافة مترسخة في الشارع العربي مفادها أنه لا يمكن الوثوق بأي دور أميركي لأنه قدم الدعم المستمر لأنظمة استبدادية عربية رغم مناداة الولايات المتحدة بالحرية والديمقراطية.
أما المأزق الثاني فهو بروز أحزاب إسلامية يمكن أن تتسلم السلطة كما هي حال الإخوان المسلمين في مصر، ومع ذلك فالعرب معجبون بالقيم الديمقراطية، والولايات المتحدة تحاول اعتمادها كجزء من ديمقراطياتها الناشئة. ولمواجهة التحديات ومن خلال بناء ينطلق من هذا الإعجاب، يتعين على الولايات المتحدة السعي لما يلي:
اعتماد نموذج جديد لتطوير الحلفاء الإقليميين الذين يعتمد عليهم في الحفاظ عى المصالح الأميركية التي تتداخل مع مصالح الجماهير العربية، على العكس من تلك الأنظمة الاستبدادية؛ وباستخدام سياسات تعزيز قيمة المنفعة المتبادلة للولايات المتحدة في المنطقة، وإصلاح صورتها هناك، وتحسين آفاق لمستقبل تعاوني بين الولايات المتحدة والعرب.
السعي لدعم مرشحين للسلطة يحظون بدعم شعبي ويؤمنون بالديمقراطية، والابتعاد عن دعم مرشحين عرب عرف عنهم ولائهم لواشنطن.
التعامل مع جميع الجهات المنتخبة سلميا في العالم العربي، بما فيها جماعة الإخوان المسلمين الذين تتقاطع سياساتهم مع الولايات المتحدة، وربما يكون انخراطهم في العملية الديمقراطية مفتاحا لاعتدالهم.
الحفاظ على سياسة ثابتة في انتقاد الأنظمة التي تقمع شعوبها حتى لو كانت تلك الأنظمة حليفة للولايات المتحدة.
تحويل المساعدات الأميركية العسكرية إلى مساعدات مدنية، كما هي الحال في مصر.
أما أستاذ العلاقات الدولية وصاحب نظرية القوة الناعمة، البروفيسور جوزيف سي ناي، فإنه يرى التعامل بشكل انفرادي مع أي حالة عربية بما يضمن مصالح الولايات المتحدة، لاختلاف الثورات العربية عن بعضها البعض، مع ضرورة تهيئة التغيير الديمقراطي للدول التي تتوافر فيها ظروف التغيير، والسعودية مثلا لا تتوافر فيها ظروف التغيير. إذاً، علينا الحفاظ على استقرار هذا البلد. ويجب أن لا نعتمد على نموذجا واحدا يصلح للتعامل مع جميع البلدان العربية.
واعتبر البروفيسور ستيفن والت، أستاذ العلاقات الدولية، أن الاضطرابات التي اجتاحت المنطقة العربية لم تغير المصالح الأميركية فيها. وتشمل هذه المصالح الوصول إلى إمدادات الطاقة الموثوقة، ومكافحة الإرهاب، ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل. إضافة إلى أن الولايات المتحدة لديها التزام أخلاقي تجاه أمن إسرائيل وتفضل انتشار الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وقال في هذا الإطار: "دعمنا سابقاً أنظمة عربية ديكتاتورية، ولم يعد بإمكاننا الاستمرار اليوم في دعمها، بل يجب أن نتعامل مع من تنتخبهم الشعوب العربية، وفقا لقاعدة المد والجزر، للمحافظة على مصالح أميركا في الشرق الأوسط".
وأبرز النقاش في شأن محاور هذه الندوة والأفكار والآراء التي طرحها المحاضرون والمتدخلون في النقاش، ملامح الاستراتيجية التي يمكن أن تعتمدها الإدارة الأميركية مع الشرق الأوسط في ظل الثورات العربية وما بعدها للمرحلة المقبلة، ويمكن تلخيص هذه الملامح على النحو التالي:
التعامل مع كل حالة عربية بشكل منفرد، بما يضمن المصالح الأميركية، ولا مشكلة في التعامل مع الأحزاب الإسلامية ما دامت انخرطت في ديمقراطية العملية السياسية.
فيما يخص دول الخليج (ماعدا البحرين) فإن هناك استراتيجية تغيير ديمقراطي طويلة الأجل ستعد لهذا الغرض، بما يضمن استمرار تدفق الطاقة إلى الأسواق العالمية وإرساء الحرية والديمقراطية، ومكافحة الإرهاب.
يجب تعويض الحلفاء الذين خسرتهم الولايات المتحدة كحسني مبارك وزين العابدين بن علي، من خلال علاقات براغماتية مع الأنظمة الديمقراطية العربية الجديدة.
السعي لتغيير صورة الولايات المتحدة الداعمة للأنظمة الدكتاتورية في العالم العربي، والسعي لترسيخ صورة أميركا الداعمة للديمقراطية، من خلال دعم الديمقراطيات العربية الوليدة.
الاستمرار في عملية احتواء إيران وعزلها عن العالم طالما استمرت في تطوير طموحاتها النووية وفي قمع شعبها.
الاعتماد على قوى إقليمية جديدة في الشرق الأوسط لضمان الاستقرار والأمن في المنطقة، مثل تركيا وإسرائيل والسعودية في الوقت الحاضر.
عدم تقديم أي دعم عسكري للأنظمة العربية الديمقراطية الجديدة، واستبدال ذلك بدعم لمؤسسات المجتمع المدني باتجاه ترسيخ الحريات وحقوق الإنسان والديمقراطية والثقافة والتعليم.

بين "إخوانين"



kolonagaza7

بقلم / طه بافضل
لاجدال، في أن جماعة الإخوان المسلمين أكبر الجماعات الإسلامية في الوطن العربي، ابتداء من مصر منشأ انطلاقتها الأولى، مروراً بعدد من البلدان العربية الغنية منها والفقيرة على حد سواء، حيث أسسها الإمام حسن البنا في مصر مارس عام 1928م، الحديث هنا، ليس عن طرق الجماعة ومنهجيتها وآليات عملها، فهذا يحتاج إلى بسط واسع يرجع إلى مظانه في موسوعات التاريخ المعاصر ففيها غنية وكفاية .
فما يهمنا، هو الدور الذي لعبه الإخوان في مصر واليمن، لنرى الفرق واضحاً وجلياً بين "الإخوانين" إن صح التعبير، فلقد كان تنظيم الإخوان المسلمين الداعم الأول لثورة 25 يناير في مصر، حيث اقتضت الحنكة السياسية، والتجارب المتتالية للتنظيم أن لا يظهر دورهم للعيان، و خصوصاً للعالم الخارجي، فالانقضاض على الثورة حينئذ سيكون حتمياً، وحماية النظام "العميل" للغرب هو الرد القوي على هذه الثورة وبالتالي إخمادها.
فخرج شباب الإخوان، واندمجوا مع بني جلدتهم، جنباً إلى جنب التنظيمات والأحزاب والاتجاهات الفكرية والسياسية الأخرى، لقد اختلط الجميع في زخم الثورة والانقضاض الشعبي على النظام الديكتاتوري، الكل كان يعمل، ولأن هذه التنظيمات والأحزاب جميعها ضُرِبت وبقوة من نظام أسرة مبارك وأعوانها، فقد تجلت عندهم فكرة الاتحاد والتحالف مع الجميع، لأجل تحقيق الهدف العزيز والحلم الكبير .
ظهرت"قوة الإخوان ودورهم القوي في مساندة ثورة الشباب، عبر كوادرهم المنظمة المدربة، والذي انعكس حينها على اتهام الحكومة والتلفزيون للجماعة، بأنها هي التي تحتل ميدان التحرير، وأن لها (أجندات خاصة) وتركب موجة الشباب "!.ولم تكن الصدفة هي التي أوجدت هذه القوة في ساحات ميدان التحرير بل هو الامتداد التاريخي والسياسي الذي احتلته هذه الجماعة .
ومن باب الموازنة فإخوان اليمن أو ما يسمى حزب "التجمع اليمني للإصلاح"، نجد أنهم دخلوا مع الآخرين في ساحات التغيير، سواء من أحزاب اللقاء المشترك، المنضوية تحت لوائه الاشتراكي والبعثي والناصري والشيعي، أم المستقيلين من الحزب الحاكم أو السلفيين الذين أفتوا بجواز الخروج على الحاكم الظالم، لكن دخول "الإصلاح" كان فجاً متسلطاً وإقصائياً إلى حد كبير وهذا ما بينته كتابات الكثير، وما أعرفه ولمسته عملياً في علاقة الإصلاح وفصائله المتنوعة مع الآخرين المنافسين له خصوصاً السلفيين، فصارت منصات مهرجانات التغيير حكراً على الإصلاحيين بشكل كبير. وأستثني هنا بعض الكوادر الإصلاحية المتحررة من تصرفات الحزب، من قبيل الثائرة توكل كرمان، التي أرهقت قيادة حزبها كثيراً بمبادراتها الثورية، إذ لم ترق للقيادة، التي تخطط بطريقتها السياسية في قيادة الثورة .
أعظم الفروق بين إخوان مصر وإخوان اليمن، هو العلاقة مع النظام الحاكم، أما في مصر، فغني عن القول، نضال وكفاح تلك الجماعة عبر عصور عديدة، مرورًا بحقبة عبدالناصر ومن بعده السادات.. وأخيرا.. نظام مبارك، الذي قام بتضييق الخناق عليهم، وحاول من خلال الانتخابات الأخيرة لمجلس الشعب محوهم من الخارطة السياسية في محاولة يائسة في إنهاء الجماعة وإسكاتها . لم تكن ثمة مصالح ولا صفقات بين الإخوان المسلمين وبين أنظمة الحكم المتعاقبة على مصر، غير السجون والمعتقلات والإعدامات المتكاثرة لرموز عظيمة في الفكر والاقتصاد والسياسة، تضحيات جسيمة قدمتها الجماعة لم تقدم مثلها جماعة أو تنظيم، وهذا ما أهلها أن تكون في الريادة وأن تنجح مع بقية الأحزاب والجماعات الأخرى المكلومة والمضروبة من نظام مبارك، في الانقضاض عليه، ودحره عن الساحة السياسية ومن ثم استنشاق المصريين لعبير فواح من الحرية والديمقراطية بنجاح ثورة 25 يناير .
في المقابل نجد أن حزب الإصلاح اليمني، ولد من رحم حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم كضرورة مرحلية إبان قيام الوحدة بين شطري اليمن لتتم مواجهة الاشتراكي المدعم بالكوادر والقيادات الحزبية المجربة ومن ثم الإجهاز عليه في صناديق الاقتراع، وهو ما حصل بالفعل . وظل إخوان اليمن أوفياء بطريقة أو بأخرى للرحم الأول؛ فكانت المساندة قوية لحزب المؤتمر الشعبي الحاكم في حرب 94م، التي أعلن فيها علي سالم البيض "الشريك القديم" في إنجاز الوحدة، فك الارتباط وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية. لقد ساند الإصلاح بكوادره وقياداته ومرجعياته الدينية الحزب الحاكم في حربه ضد الحزب الاشتراكي "المرتد" عن الوحدة مساندة مطلقة تعززت بشكل كبير بموجة السخط العارمة في الجنوب على تاريخ أسود للاشتراكي في حكم الجنوب. وإن تبين فيما بعد أنها حرب في الأصل على مقدرات وثروات الجنوب بشكل سافر ومهين.
كان الخلاف مع المؤتمر في الغالب شكلياً في نظر القيادات الإصلاحية التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام علي عبدالله صالح كان فيها الأخير كريماً سخياً معها بل يمكن القول إنه كسب ثقتها وصور نفسه في نظرها أنه الوحيد الذي يمكنه أن يدير دفة قيادة اليمن!! فكان الترشيح له، مثلما فعلوا في ترشيحهم له في انتخابات الرئاسة في سبتمبر 1999م، واستطاعوا أن يلفقوا المعاذير لتصرفهم الغريب ويوهموا قاعدتهم الشعبية المتعاطفة دينياً معهم بأن هذا هو التصرف الحكيم .
وفي انتخابات 2006م وبعد تشكيل اللقاء المشترك كاتحاد لأحزاب المعارضة في وجه الحزب الحاكم ظهر للناس أن نهاية علي عبدالله صالح قد بدأت خصوصاً مع مرشح قوي الشخصية نزيه اليد بشهادة الخصم قبل الصديق وصاحب تاريخ مشرف يؤهله وبقوة للفوز على مرشح المؤتمر الشعبي العام الذي فشل في حل المشكلات المتفاقمة في اليمن، اشتدت المنافسة حينئذ إلا أن الوضع القبلي والسياسي لليمن والخلل الكبير في توجهات قيادة الإخوان حقق للرئيس صالح الكثير من الإنجازات فبالرغم من عدم اكتمال فتح الكثير من صناديق الاقتراع، وبالرغم من نتائج الاستطلاع والجو العام الذي يثبت بما لا يدع مجالاً لشك أو ريبة في أن ابن شملان سيفوز على صالح وبنسبة كبيرة، إلا أن العكس هو الذي أُثبت وهو الذي كان وصاح حينها الإصلاحيون وتبرموا ولكن في الأخير أذعنوا "كعادتهم" ورضخوا للنتيجة، وقبلوا بعلي صالح رئيساً عليهم حتى 2013م مدة نهاية انتخابه، أما ابن شملان فمات وهو يأبى أن يوقع على نتيجة الانتخابات .
ويرى بعضهم، أن قيام تكتل أحزاب اللقاء المشترك ونشأته ماهو إلا وسيلة ذكية، اشترك في تأسيسها الرئيس علي صالح مع حزب الإصلاح ليحطم أية قوة تحاول أن تقف في وجه الحزب الحاكم ويصبح الخصم واحداً أمام الرأي العام المحلي والخارجي وليسهل على الرئيس مواجهة خصومة بطريقة ديمقراطية ولا شك أن حصص الأحزاب داخل تكتل اللقاء المشترك ليست على حد سواء، فبعض الأحزاب ليس له من الأتباع إلا النزر اليسير الذي لن يحقق بمفرده شيئاً يذكر، وتم بذلك إضعاف الحزب الاشتراكي أكثر وأكثر وتم قطع الطريق على قياداته من إعادة الروح إليه ورجوعه لمنصة المواجهة مع الخصم القديم .لقد كان دور حزب الإصلاح كبيراً وعظيماً .
لم تواجه قيادات الإصلاح البارزة ما واجهه الإخوان في مصر، فلم يطلهم الإعدام، ولا تعذيب السجون، ولا التضييق أو النفي خارج اليمن، وإن حصل لأحد منهم شيء من ذلك، فهو استثناء يعزز القاعدة ولا يلغيها، كما أن العامل القبلي والتقارب الأسري في اليمن عزز من هذه العلاقة الوطيدة التي جمعت علي عبدالله صالح مع قيادات الإخوان في اليمن في فترة سابقة فيكفي الإشارة إلى أن الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر زعيم قبائل حاشد والشخصية القوية من بين زعماء القبائل في الشمال، هو من أتى بقائد لواء تعز ليكون حامياً لمصالح القبائل اليمنية في وجه محاولات الدفع بالبلاد نحو التنمية بعيداً عن التوجهات القبلية السائدة .
وقد حصل شيء من التوتر خصوصاً بعد موت الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر أدى إلى مواجهة مسلحة بين أسرة آل الأحمر كما هو حاصل الآن، ويندر بنشوب حرب أهلية متواصلة كما حدث في حروب صعدة فتحولت الثورة من ثورة شعبية إلى نزاع مسلح بين أسرتين تتنازعان السؤدد والحكم على اليمن وإن ثمة إنكار منهما إلا أن وقائع الحال تثبت غير ذلك .
فالعلاقة السابقة وسيطرة الأوهام على القيادات البارزة في حزب الإصلاح بأن الرئيس "الرمز" علي عبدالله صالح قادر على القيادة المحنكة للبلاد، والتصفية للخصوم، والتحرك في دوائر متعددة بالإضافة إلى قبضته القوية بالأجهزة العسكرية، كل ذلك جعل حزب الإصلاح لا يحقق ما حققه الإخوان المسلمون في مصر .
إخوان مصر لم يكونوا يوماً النظام الحاكم، بخلاف حزب الإصلاح فقد كان جزءًا من نظام الحكم، بل شريكاً معه في مجلس الرئاسة، وحمل عدداً من حقائب الحكومة وكان المساند له في وجه أعدائه فاستطاع المؤتمر الشعبي تعزيز قبضته على اليمن بطريقة ديمقراطية وإن كانت في الأصل سمجة ومتهتكة إلا أنها كافية لأن يصدق العالم أن في اليمن ديمقراطية صناديق الاقتراع، التي تمكن للحزب الفائز رئاسة البلد، بغض النظر عن الأساليب الملتوية التي تمارسها الكتل الحاكمة، المتمترسة خلف مقدرات وإمكانات الدولة لتحقيق أغراضها السياسية .
التذبذب والتردد والتيه الذي يعيشه حزب الإصلاح، بالإضافة إلى عقد الإقصائية والتهميش للآخر وتصور أنهم الوحيدون على تحريك الشارع، والقيام بالدور السياسي لتحقيق أهدافه هي أسباب رئيسة لإخفاقه في الانتصار على نظام متسلط متمكن من كل الأجهزة التي تساهم في استمراره ، ناهيك عن العلاقات الوطيدة التي تجمع الكثير من قيادات الحزب الإسلامي مع الرئيس نفسه، وقبولهم عطاياه ومكرماته فهو يعرف عنه أنه سخي وكريم وهم أدرى الناس بطريقة تعامله خصوصاً من عمل معه في أجهزته الأمنية ومن يقف إلى جانبه في حملاته على مخالفيه فقد وقفوا معه حتى بالفتوى الشرعية والنصوص القرآنية والنبوية لإثبات أنه الحامي الحقيقي للبلد!!
*رئيس تحرير صحيفة الرشد

السعودية: امراء يبغضونكم وتبغضونهم



kolonagaza7

بقلم / د . مضاوي الرشيد
تقوم جمعية الحقوق المدنية والسياسية السعودية (حسم) بجهد جبار في فضح نظام الاعتقال التعسفي الممنهج ففي السابق وجهت الجمعية بياناتها للثلاثي الحاكم في السعودية الملك وولي العهد والنائب الثاني ومؤخرا خاطبت مدير عام المباحث العامة عبد العزيز الهويريني وحملته مسؤولية سلسلة طويلة في الاجراءات والاعتقال والتعذيب وشبهت جهازه الامني والاستخباراتي بجهاز السافاك الايراني وتحدثت عن تفاصيل الممارسات اللاأخلاقية من قبل العناصر الفاسدة والمليشيات التي ترعب الناشطين وتروع اطفالهم ونساءهم بأساليب الابتزاز والضغط المادي والمعنوي ناهيك عن الزنزانات الانفرادية ووسائل التعذيب المبرمجة والاهانة النفسية عند تفتيش اجساد النساء الى ما هنالك من وسائل اصبحت معروفة يمارسها جهاز الامن المرتبط ارتباطا مباشرا بوزارة الداخلية واميرها نايف بن عبد العزيز.
وحسنا فعلت جمعية حسم عندما اسمت الامور بأسمائها حيث ان جهاز المباحث لن يعتبر بعد اليوم عبدا مأمورا يأتمر بأوامر اسياده بل هو شريك فعلي وحقيقي في جرائم ترتكب بحق الناشطين والمدافعين عن حقوق الانسان وجملة من الحقوق المدنية والسياسية المشروعة وبعد هذا البيان من غير المعقول ان يبقى موظفو هذا الجهاز الاداري الامني يروعون شعب الجزيرة تحت ذريعة حماية أمن النظام منذ اكثر من نصف قرن ويمارسون إرهابا مبرمجا تحت مظلة مؤسسة ضخمة متمثلة بوزارة الداخلية ذات المبنى الشاهق المنمق في وسط الرياض والذي تعرض في الماضي لهجوم مسلح ناهيك عن محاولة اغتيال النائب الثاني وقبلها محاولة تفجير ابنه المسؤول الذي يتعاطى مع يوميات القمع والتعذيب والسجن التعسفي.
لقد اصبحت هذه المؤسسة عبئا ثقيلا على شعب الجزيرة العربية النظام لم تختبر بعد فذلك لان شعب الجزيرة قد أفرز نشطاء احرارا لجأوا الى الكلمة والبيانات ولم يضعوا الاجهزة الامنية على المحك بعد. وان كان النظام لا يتردد في ان يتغنى بسلميته حيث انه لا يفتح النار على شعبه فذلك لان شعبه لم يخرج بعد وقرر التزام الصمت او الحراك السلمي فيستغل النظام هذه المرحلة وينكل بالنشطاء واحدا واحدا مستغلا ضعف المجتمع وهشاشة مؤسساته المدنية حيث اصبح بمقدور اجهزة الامن ان تستفرد بالاشخاص المعروفين على خلفية صمت مجتمع يحفر قبره بيده عندما تستشري به فردية مقيتة تغذيها صدقات النظام الآنية وطموحات ترتبط بقرب الاشخاص من هذا الامير او ذاك فلا يحرك ساكنا عندما تنتهك حرماته ويعتقل شبابه لمجرد حراك بسيط لم يدخل حتى هذه اللحظة في موسوعة حراك الامم الحية.
فلماذا يظل ناشط حقوق الانسان محمد البجادي اسيرا وهو الذي دافع وساند نساء خرجن يطالبن بحقوق ازواجهن المعتقلين. ولماذا يظل مخلف بن دهام الشمري معتقلا لانه اثبت عدم طائفيته وتصدر نصرة المواطنين بكافة اطيافهم الطائفية وهل ارتكب ابن شمر البار جريمة ليتعرض لمحاولة اغتيال حسب ما قالته ابنته وهو في حضن عبدالعزيز الهويريني وكأنه قربان او اضحية عيد يتقرب بها الى سيده وولي أمره وما هي جريمة الشمري الذي يعاقب عليها بسجن طويل الامد وأين هي قبيلته التي تتغنى بأمجادها وتنظم قصائدها في خيامها وعلى شاشات اليوتيوب الم يعد فيها من الرجال من يدافع عن اسيرهم ام ان مصاهرتهم للسلطة قد حولتهم الى شيوخ كالدجاج تنثر لها الحبوب حسب وصف شاعر نجد الراحل بندر بن سرور وكان على ابنته المنكوبة بسجن والدها ان تصرخ بأعلى صوتها وتسأل 'اما في هذه الجموع رجال' وأين شيعة توفيق العامر من قضية اعتقاله وهل وجهاؤهم منشغلون بلعب دور الوسيط بين حاكمهم في المنطقة وابناء جلدتهم يتلمسون الاعذار ويوعدون بتهدئة الشارع وكبح جماح الشباب الغاضب يستدعون الى مراكز الحكم ليعيدوا صياغة ولائهم واستعبادهم علهم بذلك يحققون وجاهة آنية واين المثقف منهم الذي لا يزال يناجي النظام باطروحات الوطنية المفقودة وعنده في سجل المفقودين ما يملأ صفحات ومجلدات.
اما الدواسر فجاؤوا يلهثون مستنكرين بطولة ابنهم الودعاني متبرئين من الرجولة اليانعة بعد ان اصابتهم شيخوخة مهلكة حلت بهم قبل موعدها. اما وجهاء جده هم في سبات عميق وعروسهم تنتظر الافراج عن رجالات لم يركضوا خلف الصفقات والربح والاستثمارات بل ركضوا خلف قضايا ربما هي اكبر من طبقة مخملية لا تزال تتغنى بتراث مفقود تحت سيطرة نظام قزمهم وقزم تراثهم واستبدله بناطحات سحاب تطوق اقدس المقدسات وكيف يرضى هؤلاء بصفوة الرجال من سعود الهاشمي وعبدالرحمن الشميري وموسى القرني ان يقبعوا في سجون النظام وهم الذين تصدوا المبادرة ودافعوا عن حقوقهم الجماعية بالكلمة السلمية فبئس بزمن اصبح فيه المدافع عن الشأن العام ارهابيا والارهابي الحقيقي يتخفى بقفازات الكرم وسياسة القمع الخفية تارة وسياسة الضرب بالحديد والسيف تارة اخرى.
اما قصماننا الاعزاء فمشغولون بادارة الدولة وتكديس الثروات وتمثيل النظام في مجلسه المعين وبرمجة اعلام فشل حتى في الصدق مع نفسه بل اصبح عبئا ثقيلا على العالم العربي بقصصه وحكاياته المفبركة التي لا تخدم الا حقبة سعودية في طريقها الى الزوال واين هم عن معتقلي بريدة الم يسمعوا صوت زوجات المعتقلين يناشدون فرع المخابرات في مدينتهم ان تطلق سراح رجالهن الذين لم يحاكموا ولم توجه لهم تهم واضحة وصريحة وهل نسوا موقف ريما الجريش واخواتها أم التخمة قد اصابتهم لدرجة فقدوا فيها الاحساس والشعور ودعاتهم ومشايخهم وما اكثرهم قد انشغلوا في قيل وقال ودعاء لولي ارمهم علهم بذلك يكسبون موقعا مميزا في هذه الدنيا فهم اليوم لا ينطقون الا بما انزل النظام رغم حرصهم وادعائهم انهم ينطقون بما انزل الله. فلم نسمعهم في هيئتهم او مجامعهم يدافعون عن سجين او مظلوم بل هم صامتون لا ينطقون الا بقضية مظاهرات او قيادة سيارة او اختلاط عابر.
لقد تجاوزت حسم كل هؤلاء ببيانها الاخير بعد ان قدمت لشعب الجزيرة ما لم يقدمه كل هؤلاء المسبوق ذكرهم وتعرض القائمون عليها للسجن والتخويف لكنهم صامدون يبغون حياة هؤلاء وهؤلاء يبغون مماتهم لم تثنهم مليشيات الهويريني وسيده في القصر بل هم ماضون في مشروعهم يفضحون المسكوت عنه وان كانوا اليوم وحيدين على الساحة الا انهم يقدمون اكبر خدمة لشعب الجزيرة اذ انهم يلقنونه درسا يختلف عن دروس حقوق الانسان التي تنظمها الهيئة الرسمية المعينة من قبل النظام فشتان بين هذا وذاك.
وان اعتادت حسم على توجيه خطابها للثلاثي الحاكم فنتفهم موقفهم ونقدره خاصة وهم ناشطون في الداخل يتعرضون لنفس انواع التنكيل والترويع الذي يتعرض له الاشخاص الذين يدافعون عن قضاياهم. استطاعت حسم ان تبلور رؤية عبدالله الحامد وهو من القدامى الذين تصدروا مشروع الاصلاح السلمي دخل على خلفيتها الى السجن اكثر من مرة وهو صاحب الجهاد السلمي الذي لا يرضاه النظام اذ انه المعادلة الصعبة العصية التي يأباها بل هو يفضل اصحاب المتفجرات على هذه المعادلة حيث يحشد المجتمع خلفه عند اول عملية تفجيرية متلاعبا بعواطف ومخاوف مجتمع فقد قدرته على تقرير مصيره وتحول بأكثريته الى مجتمع يقبل الذل والمهانة والصدمة بل انه اصبح شريكا في ذله وقمعه وهذا ما اشار اليه بيان حسم.
وان كان هناك من رسالة مبطنة لجهاز المباحث المكروه واقزامه فهي تنطوي على شراكتهم في التعذيب والسجن دون حسيب ولا رقيب وربما يعتبرون من المحاكمات التي تطال هؤلاء ولن يشفع لهم في المستقبل عبوديتهم حينما يساقون الى المحاكم بتهم واضحة وصريحة فيقتص منهم شعب الجزيرة بقدر تماهيهم في ترويعه وان وجد بعضهم في المنصب والرتبة والنياشين مجدا مفقودا يعوضون فيه عن وضاعة اخلاقهم فلن يشفع لهم ذلك ساعة الحسم والقصاص ولن يجدوا مقاعد فارغة على طائرات خاصة تنقلهم مع اسيادهم الى ملاذات في الخارج بل سيتحولون الى 'طعم' كما قال ذلك البدوي الفصيح وفي السابق طالنا منهم ما يطال شعب الجزيرة اليوم ولن تخوننا ذاكرتنا في الوقت المناسب ولن ننسى ترويع اطفالنا ونسائنا والزج برجالنا في سجون النظام حيث اصبحت هذه الممارسات والتي اعتقدنا سابقا انها شاذة هي النمط المتبع اليوم مع شريحة كبيرة من المجتمع في طول البلاد وعرضها.
نقدر اسلوب حسم القانوني والاعلامي الا انها قد تصل الى طريق مسدود خاصة وان القائمين عليها هم اعلم الناس بأسرار التعذيب السعودي فالمساجين سيظلون رهينة المكارم الملكية وهي المشغولة حاليا بتدبير خطة جهنمية للمنطقة العربية تقوض بذور الديمقراطية التي بدأت تشرق في سمائها تحت مظلة تعتيم اعلامي رهيب على شؤون الداخل والقاء المحاضرات عن الديمقراطية خارج الحدود. وربما تنتقل حسم الى الخطوة الثانية وهي تنظيم المسيرات الاسبوعية المطالبة باطلاق السجناء السياسيين واصحاب الرأي وعندما تصل الحشود الى كثافة مناسبة نتحدى حينها ان يطلق النظام رصاصة واحدة لانها ستصيبه في العمق وسيعلم شعب الجزيرة ان من سيقتله لن يكون من ابناء جلدته حيث ان النظام سيلجأ الى جحافل بلاك وتر المجاهدين في سبيل النظام الذين يستوردهم من دول الجوار العربية وما بعدها تماما كما فعل في السابق.
لقد ساهمت حسم في رفع الوعي وتثقيف الشباب بحقوقهم وتسليط الضوء على قضايا منسية وبالفعل قد اثبتت اننا نعيش في زمن يولى علينا امراء يبغضوننا ونبغضهم.
' كاتبة واكاديمية من الجزيرة العربية

ثورة ليبيا: انتهت المرحلة الأسهل



kolonagaza7

بقلم / سلطان العامر
كثيرون يعتقدون أن الثورة هي هذه الفترة التي يستغرقها الشعب للإطاحة بحكومته المستبدة، ولكن هذا غير صحيح: هذه هي مرحلة (التحرر) فقط، مرحلتها الأولى، ومرحلتها الأسهل أيضا. بعد ذلك تأتي مرحلة أخرى، أطول فترة، أقل إثارة، لكنها أصعب بكثير، وعليها وحدها يتوقف كل معنى الثورة، وهذه المرحلة هي مرحلة (الحرية). وفي هذا المجال سأتحدث عن ثلاث نقاط رئيسية:
١- التحرر شيء، والحرية شيء آخر
لنفرض أن شخصا ما مقيدا بسلاسل؛ هو الآن ليس حرا. وبعد عدة محاولات، استطاع التخلص من قيوده والهرب، وبدأ الذين قيدوه أول مرة بملاحقته. هو الآن (تحرر) من قيوده، لكنه هارب ومهدد بأنه في أية لحظة قد يتم القبض عليه وإعادته لتلك السلاسل، أي أنه ليس حر. هو (تحرر) من قيوده، لكنه لم يبن بعد ما به يستطيع منع الذين يلاحقونه من إعادته لقيوده، أي لم يبن المؤسسات التي تجعله يمارس (حريته).
من هذا المثال المجازي، نستطيع القول أن كل ما قامت به الثورة الليبية حتى الآن، كل الدماء التي أريقت، كل الشهداء الذين سقطوا، كل الخيارات التي اضطروا إليها- كالاستعانة بالناتو وغيرها-، كلها بمثابة التخلص من القيود، أي أنها فقط مرحلة التحرر. فهم حتى الآن ليسو أحرارا، بل هم في اللحظة التي فيها الحرية مهددة أكثر من غيرها، فإن لم يتم بناء المؤسسات التي تحميها، عاد الليبيين مجددا إلى القيود التي بذلوا الغالي والنفيس من أجل تحطيمها. فهم الآن يعيشون المرحلة التي قلّما استطاعت الشعوب الأخرى النجاة منها.
في فترة التحرر، يتجاوز الناس خلافاتهم ومصالحهم المتناقضة ويتحدون سوية أمام عدوهم الأوحد: المستبد. وفي هذه الفترة تتسامى النفوس، فيصطف الغني إلى جانب الفقير، الإسلامي إلى جانب العلماني، الرجل إلى جانب المرأة، يحركهم جميعا اندفاعهم الجارف نحو الحريّة.
لكن ما إن يسقط المستبد، وتبدأ مرحلة بناء الحريّة، حتى تظهر المصالح على السطح، ويركز الناس على ما يختلفون به أكثر من تركيزهم على ما يوحدهم، وللأسف الشديد غالبا ما يحسم مثل هذا الخلاف بالعنف.
يقول آدم ميكنيك – أحد مناضلي الثورة البولندية عام ١٩٨٩- “كل ثورة تتألف من طورين. الطور الأول هو طور النضال من أجل الحرية، والطور الثاني هو طور الصراع على السلطة. والطور الأول يجعل الروح البشرية تحلق في عنان السماء ويحرر في الناس أفضل طاقاتهم. أما الطور الثاني فإنه يخرج منهم أسوأ ما فيهم: الحسد، والتآمر، والجشع، والارتياب، والرغبة في الانتقام.”
٢- لماذا تأكل الثورة أبناءها؟
تحرر الفرنسيين من الملكية، لكن الثورة انتهت إلى عهد الإرهاب. وتحرر الروس أيضا من القيصرية لكن ثورة أكتوبر انتهت إلى حكم البلاشفة. وكذلك تحرر الفرس من حكم الشاه، لكن الثورة الإيرانية انتهت إلى “ولاية الفقيه”. كثيرة هي الثورات التي تمكنت من التحرر، لكن القليل منها فقط التي تمكنت من بناء الحرية. فلماذا تأكل الثورة ابنائها؟
ترى حنة أرندت في كتابها “في الثورة” أن السبب الرئيسي الذي يؤدي بالثورة لهذا المصير الدموي هو محاولة حل “المسألة الاجتماعية” قبل حسم بناء الحرية. ماذا يعني هذا الكلام؟
يعني أن الثوار غالبا بعد التحرر وعندما يرون بأعينهم البؤساء والفقر المستشري حولهم، تدفعهم شفقتهم التي تسيطر عليهم إلى حل مشكلة الفقر قبل أن تتم الثورة غايتها، أي بناء مؤسسات الحرية. أي أن مشهد الفقر المستشري حولهم يستولي عليهم فينسيهم توقهم الأصلي للحرية الذي دفعهم ابتداء للثورة فيبدؤون بمحاولة حل المسألة الاجتماعية. وبحسب أرندت، أن كل محاولة لحل مسألة الفقر قبل بناء الحرية تنتهي بالثورة لنهايتها المشؤومة. إذ أن حل مشكلة الفقر، يستلزم قرارت سريعة وحاسمة، وحكومة قوية، فيستنتج الثوار ضرورة وجود “دكتاتورية مؤقتة” تضع هذه الحلول لمشكلة الفقر ثم تمهد الطريق نحو الحرية، ومن هذه النقطة يبدأ مسلسل الدماء الذي يودي بالثورة لمصيرها المحتوم.
الثورة الوحيدة التي استطاعت أن تنجز “بناء الحرية” دون أن تعطل من مسيرتها مسألة الفقر هي- بحسب حنة أرندت- الثورة الأمريكية. وهذا يعود إلى أن العالم الجديد كان غنيا نوعا ما وأن الحكومة التي ثار عليها الأمريكيون لم تكن حكومة ملكية مطلقة، بل كانت ملكية دستورية. إلا أن السمة الأساسية التي قاد الثورة الأمريكية للنجاح هي أن أبناء المستعمرات كانو يمارسون الحكم لأكثر من قرن من الزمان قبل الثورة عبر مجالس الحكم في مستعمراتهم. وهذه المؤسسات التي يجتمع فيها أبناء المستعمرات للتحاور والنقاش من أجل اتخاذ القرارت كانت صمام الأمان الذي حمى الثورة الأمريكية من أن تنحرف للمصير المحتوم، إذ تم بناء الدستور أولا الذي منه انبثقت المؤسسات التي تحمي الحرية من كونجرس ومحكمة عليا وغيرها، والتي في داخلها بدأ المختلفون يتنافسون ويتصارعون كل من أجل تحقيق مصالحه وطموحاته.
وهذا بالضبط الذي جعل هذه الدولة تستطيع الاستمرار لقرنين من الزمان وتتوسع من ١٣ ولاية إلى خمسين. في حين تخبطت فرنسا ما بين جمهورية إلى ملكية، حتى وصلت الآن لجمهوريتها الخامسة.
وعلى الليبيين، أن يتعالو على جراحهم، وأن يتموا مسيرة الثورة إلى نهايتها وأن يؤجلوا حل المسائل الاجتماعية والدينية وغيرها إلى ما بعد بناء مؤسسات الحرية والدستور الذي ينظم العلاقات بين هذه المؤسسات.
٣- الليبيون قاموا بثورة، في حين أن المصريين والتونسيين لم يقوموا
إن ما قام به المصريين والتونسيين لم يؤد إلى إسقاط النظام السابق، بقدر ما أدى إلى أسقاط طغمة متحكمة به، ودفع النظام إلى أن يصلح نفسه بسرعة هائلة. فما زال الذي يتحكم بإدارة التحول الديمقراطي هو النظام السابق، أي أنه ما زال الذين يحكمون من مصر وتونس ينتمون للنظام السابق. أما في الحالة الليبية فقد تم اسقاط النظام بالكامل، من العلم إلى المستبد. والثوار هم من سيحكمون، وهم من سيبنون دولة المستقبل. ولهذا سيتحملون وحدهم ما سيحدث في هذه الفترة الحرجة التي تفصل التحرر عن بناء الحرية.
إن الثورة إن كانت تعني شيئا فهي تعني “البدء بشيء جديد”، ولكنها أيضا تعني البدء بشيء سيستمر. ففي فعل الثورة نفسه تتحد التقدمية مع المحافظة. وهذا اللي نقوله كتابة يستشعره الثوار بطريقة لا يجدون الكلمات التي تصف حالتهم إلا تشويها لها، لكن ما عليهم أن يتذكروه أن هذه التجربة الثرية التي تمتعوا بها عليهم ألا يحرموها أبنائهم، وأن يبنو دولة تستطيع استيعاب “القادمون الجدد” الذين لا توجد أي ضمانة بأنهم سيكونون مثلهم وسيحملون نفس الأفكار والرؤى التي يحملونها، وأن يعلموا جيدا أنهم ما قامو بثورتهم إلا لأن مستبدهم بنى دولة لم تستطع استيعابهم، فعليهم ألا يكرروا أخطاء من سبقهم فيكرر من سيخلفهم معاناتهم نفسها.

الاف الفلسطينيين يشاركون بمسيرة في غزة لمناسبة يوم القدس العالمي



kolonagaza7

الفلسطينيين في مسيرة بمدينة غزة دعت لها الفصائل الفلسطينية ، لمناسبة اليوم العالمي للقدس الذي يصادف يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان كل عام.
ورفع المشاركون في المسيرة التي انطلقت من أمام مسجد السرايا بوسط غزة، رايات الفصائل وأعلام فلسطينية ،كما شوهد علم لدولة إيران، فيما رفعت لافتات تؤكد التمسك بالقدس كعاصمة للدولة الفلسطينية.
وتقدم المسيرة قياديون بارزون من حركة الجهاد الإسلامي والأمين العام لحركة الأحرار، خالد أبو هلال.
واعتبرت الفصائل في بيان أن "هذا اليوم هو يومٌ لاستنهاض الهمم وشحذها للوقوف في وجه الغطرسة الصهيونية".
وأضافت "هذا اليوم يمثل قراءةً ثاقبةً واستشرافاً للمستقبل المرير الذي سيعصف بالمدينة المقدسة".وشددت على التمسك بالمقاومة كخيار وحيد في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
يذكر أن يوم القدس العالمي هو حدث سنوي يقام في آخر يوم جمعة من شهر رمضان، دعا إليه مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الإمام الخميني، عقب انتصار الثورة التي قادها في إيران عام 1979، "دفاعاً عن الحقوق القانونية للشعب الفلسطيني".

القذافي يتنقل عبر الأنفاق السرية تحت مدينة طرابلس



kolonagaza7

طرابلس- فضل نيوز
ذكرت صحيفة الـ "ديلي تليغراف" البريطانية أن العقيد الليبي معمر القذافي يستخدم شبكة من الأنفاق السرية وملاجئ تحت الأرض, في وقت تكثف فيه قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) جهودها لقتله.
وقالت الصحيفة إن تحليل الأهداف الأساسية التي يقصفها التحالف يظهر أن ثمة تغييراً كبيراً حدث خلال الأيام الماضية, حيث تحولت الجهود من مساعدة الثوار إلى قصف مراكز القيادة والتحكم وأهداف أخرى في طرابلس.
ونقلت الصحيفة عن الأسقف جيوفاني مارتينيلي قوله إن "وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني أعلن أن القذافي تعرض للإصابة إثر ضربات الناتو, وإنه قد يكون غادر طرابلس". غير أن المتحدث باسم النظام الليبي موسى إبراهيم نفى تلك الانباء.
ولفتت الصحيفة إلى أن الناتو شن سبع غارات منذ يوم الاثنين على منشآت تابعة للقيادة والتحكم في طرابلس, مقارنة بثلاث فقط في الأيام العشرة السابقة، مضيفة أن الناتو على دراية بمخطط الأنفاق تحت الأرض, خاصة لأن معظمها شُيّد من قبل شركات غربية.
في هذا السياق، قال مسؤول رفيع المستوى في النظام الليبي أنه "ما من شك الآن بأن الناتو يسعى لقتل القذافي, وهذا غير قانوني ويتنافى مع أحكام القرار الأممي1973.
وتعليقا على ظهور القذافي يوم الخميس في فندق (ريكسوس) بعد غياب دام نحو 12 يوما, قالت الـ "ديلي تليغراف" إنه لم يستخدم مدخل الفندق ولم يشاهده أحد في ممراته أو قاعات الاستقبال التي كانت تعج بالصحافيين.
وأكد موظفون في الفندق أن ثمة نفقا تحت الأرض يمتد من الفندق إلى باب العزيزية (مقر العقيد القذافي).
وتشير الصحيفة إلى أن الباب الذي استخدمه القذافي لدخول غرفة المؤتمرات المقابلة له, يؤدي إلى سلالم تحت الأرض ثم إلى ممرات بيضاء تتنهي بباب معدني أزيل مقبضه.
وفي المنطقة الخلفية للفندق, هناك رافعة قادرة على حمل عربتين إلى الأسفل, وقد منع حراس أمنيون يقومون بحراسة الصحيفة من التحقق من تلك الرافعة.
ولدى زيارة نادرة لمجمع العزيزية للاطلاع على آثار قصف الناتو, شاهدت وسائل الإعلام فجوة لما يثبت أنه سقف لملجأ, لا سيما وأن ثمة فراغاً أسوداً بدا في الأسفل, وكذلك بقايا منشآت إسمنتية.
وبينما أصر المتحدث باسم الحكومة على أن هذه منشأة للصرف الصحي, أقر مسؤولون آخرون بأن ذلك غير صحيح.
وقال الزعيم الليبي معمر القذافي في رسالة صوتية عبر التلفزيون الحكومي إنه في مكان آمن، بعد ساعات من تقرير ايطالي عن أنه غادر طرابلس على الارجح وربما يكون اصيب في ضربات جوية لحلف الاطلسي.
وقال القذافي في رسالته: "أقول للجبناء الصليبيين انني في مكان لا تستطيعون الوصول اليه وقتلي فيه"، مضيفاً أن الهجوم الغادر الذي استهدف فجر الخميس مجمع باب العزيزية وسط طرابلس أدى إلى استشهاد ثلاثة مدنيين من الصحافيين وقدم التعازي لأسرهم.
وجاء بث الرسالة الصوتية بعد ساعات من تأكيد الحكومة الليبية أن القذافي لا يزال في طرابلس وأنه في صحة جيدة, وذلك تعليقا على تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني في وقت سابق, وألمح فيها إلى أن الزعيم الليبي ربما يكون قد أصيب بجروح وغادر المدينة.
ف/ش/26/8/2011

السلطة تتجه إلى تأجيل طلب العضوية في الأمم المتحدة



kolonagaza7

وطن نيوز- في الوقت الذي تضاربت فيه التقييمات الإسرائيلية بشأن مستقبل السلوك الفلسطيني في أعقاب استحقاق سبتمبر (أيلول)، ذكرت مصادر فلسطينية مطلعة أن القيادة الفلسطينية تتجه إلى تأجيل موعد تقديمها الحصول على العضوية للأمم المتحدة، خوفا من عدم قدرة السلطة الفلسطينية على تحمل تبعات أي قرار أميركي بقطع المعونات عنها، سيما بعد أن لوحت الإدارة الأميركية بذلك. ونقل موقع «قدس نت» الإخباري الفلسطيني عن هذه المصادر قولها إن قيادة السلطة تخشى من انعكاسات خطوة التوجه للأمم المتحدة، وخوفها من تعرض السلطة لحصار مالي قد يعيق استمرار عمل الحكومة في الضفة الغربية ويقلص قدرتها على مواصلة بناء مؤسسات الدولة واستكمال الجاهزية للإعلان عن الدولة. وأشارت المصادر إلى أن الذي يزيد الأمور تعقيدا حقيقة، أنه ليس هناك ثقة داخل القيادة الفلسطينية بأن تقوم الدول العربية بدفع ما التزمت به من مستحقات تجاه السلطة في أعقاب أي قرار أميركي بوقف المساعدات. وتوقعت المصادر أن تتجه القيادة الفلسطينية إلى تأجيل توجهها للأمم المتحدة، رغم أن الكثير من القيادات الفلسطينية تشدد على أن الطلب الفلسطيني للأمم المتحدة سيقدم في سبتمبر المقبل. ويذكر أن صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية سبق أن أعلن أن التوجه للأمم المتحدة سيكون في النصف الثاني من شهر يوليو (تموز) المنصرم. ثم عدل عن ذلك، وقال: «إن الطلب سيقدم مطلع شهر أغسطس (آب) الجاري، فيما أعلن بعد ذلك أنه لا يوجد موعد محدد للتقدم بطلب العضوية». من ناحية ثانية ذكرت «هآرتس» الإسرائيلية في عددها الصادر أمس أن السلطة الفلسطينية بعثت برسائل إلى إسرائيل والجيش الإسرائيلي، تؤكد فيها أنها ستمنع اندلاع مظاهرات عنيفة وواسعة النطاق تؤدي إلى تصعيد بين الطرفين وانهيار التنسيق الأمني. ونوهت الصحيفة إلى أن مسؤولين أمنيين كبار في إسرائيل والسلطة الفلسطينية أكدوا أنه تم التفاهم على ذلك بين الطرفين. وأوضحت الصحيفة أن السلطة الفلسطينية أصدرت تعليمات لقوات الأمن الفلسطينية بمنع توجه المظاهرات باتجاه نقاط الاحتكاك مع الاحتلال، مثل حواجز جيش الاحتلال والمستوطنات. وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس كان قد دعا الفلسطينيين في نهاية الشهر الماضي إلى المشاركة في مظاهرات غير عنيفة في إطار الفعاليات المخطط لها في نهاية سبتمبر. وأضافت إن قيادة السلطة ستحرص على أن يتم تنظيم المظاهرات في داخل المدن الفلسطينية وليس في مواقع الاحتكاك، بهدف السيطرة عليها ومنع حصول مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال. ونقلت الصحيفة عن مصادر فلسطينية مسؤولة أنها مدركة أن سيطرتها العملية على المظاهرات ستكون محدودة. وأوضحت الصحيفة أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تواصل استعداداتها لإمكانية حصول تصعيد محتمل في الأراضي الفلسطينية مع اقتراب سبتمبر. وأضافت أن جيش الاحتلال يستعد لإمكانية نشر قوات كبيرة في الضفة الغربية، علما بأن رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست شاؤول موفاز كان قد صرح الأسبوع الماضي أنه سيتم تجنيد الاحتياط في حال اقتضت الضرورة. من ناحيته زعم وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أن السلطة تستعد لتنظيم مظاهرات تؤدي إلى سفك الدماء في أعقاب توجهها للأمم المتحدة. وفي لقاء مع الصحافيين صباح أمس في الكنيست قال ليبرمان إنه سيوصي زملاءه الوزراء بمقاطعة السلطة الفلسطينية وعدم إجراء أي اتصال معها.

قانوني دولي يكشف: استحقاق ايلول يشكل خطرا على حقوق أساسية للفلسطينيين

kolnagaza7
وكالة معا الاخبارية


بيت لحم- خاص معا- حصل مؤخرا الفريق الفلسطيني المسؤول عن تحضير مبادرة أيلول في الأمم المتحدة على رأي قانوني مستقل من أستاذ في القانون الدولي مشهور عالميا. وقد علمت "معا" بأن هذه "الوثيقة القانونية" تكشف، وللمرة الأولى، المخاطر الكبيرة التي تشكلها مبادرة الأمم المتحدة في حال تضمنت نقل تمثيل الشعب الفلسطيني في الأمم المتحدة من منظمة التحرير الفلسطينية الى دولة فلسطين، حيث أن هذا سيلغي الوضعية القانونية التي تتمتع بها منظمة التحرير في الأمم المتحدة منذ عام 1975 (والمعترف بها دوليا منذ عام 1974) كالممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. وعلى مستوى عال من الخطورة، سيعني هذا بأنه لن تكون هناك أي مؤسسة قادرة على تمثيل الشعب الفلسطيني بأكمله في الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية المتصلة بها. وستؤثر هذه الخطوة سلبا على تمثيل حق تقرير المصير، لأنه حق يخص كل الفلسطينيين سواء تواجدوا في داخل الوطن المحتل أو خارجه. ويؤكد الرأي القانوني بأن هذا التغيير في الوضع التمثيلي سيهدد بشكل كبير حق اللاجئين للعودة الى ديارهم و أملاكهم التي هجرو منها قسرا.


البروفيسور جاي جودوين جيلوقد وضع هذا الرأي القانوني في سبع صفحات مفصلة تحت عنوان "منظمة التحرير الفلسطينية، الدولة الفلسطينية المستقبلية، ومسألة التمثيل الشعبي"، وقدم الى الفريق الرسمي الفلسطيني من قبل البروفيسور جاي جودوين جيل، وهو خبير قانوني مخضرم ورفيع المستوى في جامعة أكسفورد ومن ألمع أعضاء الفريق القانوني الذي فاز في محكمة العدل الدولية عام 2004 بقضية بناء الجدار الغير قانوني على الأراضي الفلسطينية.ومن الجدير بالذكر بأن الفريق الفلسطيني، برئاسة الدكتور صائب عريقات، يعمل منذ فترة على مبادرة تتضمن تغيير وضع منظمة التحرير الفلسطينية في الأمم المتحدة، وتبديلها بدولة فلسطين كممثل الشعب الفلسطيني.وعدا عن الاشارة الى انه لن يتم الحصول فعلا على دولة حقيقية في أيلول في الأمم المتحدة لأن اسرائيل ستستمر في احتلال فلسطين، يركز النقاش العام المحتدم حاليا حول المبادرة، وبشكل حصري، على الخيار بين طلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين من مجلس الأمن أو التقدم الى الجمعية العمومية بطلب قبول دولة فلسطين بصفة "مراقب"، و هي صفة قانونية تدنو عن العضوية الكاملة. الا أن العواقب القانونية الدراماتيكية التي تمس بالحقوق الفلسطينية لم يتم البت بها، وتحذر هذه الأستشارة القانونية من حتمية هذه العواقب في حال خسرت منظمة التحرير الفلسطينية صفتها كالممثل الشرعي و الوحيد للشعب الفلسطيني في الأمم المتحدة.ويهدف رأي البوفيسور جودوين جيل القانوني "الى الاشارة الى المسائل التي تتطلب الدراسة المعمقة، لحماية نسبة عالية من أبناء الشعب (يخصهم بالتحديد حق العودة، بالأضافة الى مجموعة من الحقوق الأخرى) من خطر انتزاع الحقوق بطريق الخطأ". وفي سياق دراسته لخطط استبدال منظمة التحرير الفلسطينية بدولة فلسطين كممثل الشعب الفلسطيني في الأمم المتحدة، يوضح الخبير القانوني الدولي ما يلي:"برأيي، هذا يثير، أولا: ما أدعوه إشكاليات "دستورية" ( من حيث ارتباطها بالميثاق الوطني الفلسطيني والمنظمة والهيئات المشكلة لمنظمة التحرير). ثانيا: السؤال حول "قدرة" دولة فلسطين على اخذ الدور الفعال ومسؤوليات منظمة التحرير في الامم المتحدة. وثالثا: "السؤال حول التمثيل الشعبي".وبعد مراجعة الهيكل الدستوري لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتاريخ السلطة الوطنية الفلسطينية (التي أسست من قبل منظمة التحرير كجسد اداري قصير الأمد، منوط بادارة المناطق في الضفة الغربية وغزة التي وضعت تحت المسؤولية الفلسطينية حسب اتفاقية اوسلو)، يؤكد البروفيسور جودوين جيل على ما هو معروف على المستوى العام: السلطة الوطنية الفلسطينية لديها قدرة تشريعية وتنفيذية محدودة، سلطة محدودة على الأرض، وسلطة شخصية محدودة على الفلسطينيين غير المتواجدين في المناطق التي تسلمت مسؤوليات بها. ويستنتج البروفيسور جودوين جيل بأن: "السلطة الفلسطينية هي جسم فرعي ثانوي في الهيكل الدستوري لمنظمة التحرير ونظام الحكم في الارض الفلسطينية المحتلة، مخولة لممارسة السلطة التي منحت لها من قبل المجلس الوطني الفلسطيني. إذا ومن جوهر تعريفها، السلطة لا تمتلك القدرة على انتزاع قوة سياسية اكبر، لحل وتفكيك الجسم الأب، أو لتأسيس ذاتها بشكل مستقل عن المجلس الوطني الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية. بل اكثر من ذلك ان المجلس الوطني الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية يستمدان الشرعية من حقيقة كونهما يمثلان كافة شرائح الشعب الفلسطيني المهجر دون اي علاقة لمكان تواجدهم الحالي أو مكان تهجيرهم".الا أن أستنتاجات الفقيه القانوني الأكثر خطورة والداعية الى القلق الشديد، فهي تخص اثر استبدال منظمة التحرير الفلسطينية بالدولة الفلسطينية كالممثل في الأمم المتحدة على فلسطينيي الشتات. فان أغلب أبناء الشعب الفلسطيني لاجئون، وكلهم ممثلون من قبل منظمة التحرير الفلسطينية من خلال المجلس الوطني الفلسطيني: "انهم يشكلون اكثر من نصف الشعب الفلسطيني، فإذا تم حرمانهم من حقوقهم وفقدوا تمثيلهم في الامم المتحدة، فلن يكون هذا مجحفا فقط بحقهم في التمثيل المتساوي، وعلى عكس ارادة الجمعية العامة، بل سيمس ايضا قدرتهم على التعبير عن آرائهم، ومشاركتهم في قضايا الحكم الوطني و التي تشمل بناء وتشكيل الهوية السياسية للدولة، وسيمس ايضا قدرتهم على ممارسة حق العودة"وعندما سُئلت من قبل "معا"، أكدت الدكتورة كرمة النابلسي، وهي ممثلة سابقة لمنظمة التحرير وتحمل اليوم منصب بروفيسورة في جامعة اكسفورد، معرفتها بهذه الوثيقة الجديدة. كما وأكدت بأن المسؤولين الفلسطينيين بحوزتهم هذا الرأي القانوني، مصرحة بأنه "لن يقبل أي فلسطيني، و بلا أي شك، خسارة حقوق أساسية على هذا المستوى من أجل مبادرة دبلوماسية محدودة الى هذه الدرجة في أيلول". كما وصرحت: "أولا، لا توجد لدينا أرض محررة بامكاننا تأسيس دولة عليها. ولكن بخسارة منظمة التحرير الفلسطينية كالممثل الشرعي والوحيد في الأمم المتحدة، يخسر أبناء شعبنا فورا تمثيل قضايانا كلاجئين كجزء لايتجزأ من تمثيلنا الرسمي المعترف به عالميا. هذه قضية طارئة وحتمية لشعبنا ككل، ويجب أن نضمن من ممثلينا بأن يصونوا ويقووا حقوقنا في المحافل الدولية، لا أن يضعفوها أو يخاطروا بها. وبالطبع، بعد أن تم ابراز المخاطر القانونية بهذا الشكل الشمولي، كلي ثقة بأن المبادرة ستحمي وضع منظمة التحرير الفلسطينية كالممثل الشرعي والوحيد في الأمم المتحدة من أجل تدعيم حقوق الشعب الفلسطيني."


الدكتورة كرمة النابلسيوأضافت الدكتورة النابلسي: "البروفيسور جودوين جيل عرف ووضح الخطوط الحمراء القانونية، ان رأيه واضح وصريح: منظمة التحرير الفلسطينية هي ممثلة الشعب، وليست مجرد جزء منه؛ و ان منظمة التحرير مهندسة السلطة الفلسطينية وهي التي أسستها، وأي تغيير في تمثيل الشعب أو أي قسم منه يتطلب تعبيرا عن الأرادة الشعبية بالإِضافة الى الاعتراف الدولي. بناء على ذلك، ليس بمقدرة السلطة الفلسطينية أو حتى منظمة التحرير الفلسطينية تغيير دور وهيكلية منظمة التحرير من دون موافقة الشعب الفلسطيني بأكمله. وعلى أية حال، لم تكن منظمة التحرير والشعب الفلسطيني على دراية بأن خسارة منظمة التحرير كالممثل في الأمم المتحدة سيخلق مثل هذه المخاطر القانونية. و لكنهما الان يعلمان". واختتمت الدكتورة النابلسي قولها مصرحة: "طبعا نحن بحاجة لموقف واضح من قبل منظمة التحرير حول هذه المسألة البالغة الأهمية ومن الضروري أن تعطى الجماهير الفلسطينيية في كل مكان، ولا سيما اللاجئين في الشتات، ضمانات بأنه لن يتم في أيلول المساس بتمثيل الحقوق الفلسطينية الأساسية وحق التمثيل والعودة على وجه الخصوص".

منظمة التحرير ليست ممثلا شرعيا لأهل فلسطين، والتوجه للأمم المتحدة سخفٌ سياسي



kolonagaza7

تشغل قضية ما بات يُعرف باستحقاق أيلول وسائل الإعلام المحلية والأوساط السياسية، وعقب تلقي الفريق الفلسطيني المكلف بمتابعة الملف لمشورة قانونية من البروفيسور في جامعة اكسفورد، جاي جودوين جيل، حول احتمالية فقدان منظمة التحرير صفة الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في حال تقدمت السلطة بطلب عضوية للأمم المتحدة، توالت ردود الفعل بين مؤيدٍ للذهاب للأمم المتحدة وبين رافضٍ لذلك بحجة المحافظة على صفة المنظمة الكيانية.
وبعيداً عمّا اذا كان هذا الجدل الدائر مصطعناً يرمي إلى تهيئة المناخ لتراجع السلطة عن قرارها الذهاب للأمم المتحدة أم كان خلافا حقيقيا منبعه اختلاف الولاءات ما بين رجالات المنظمة والسلطة وحرص كل طرف على تذويب الآخر وتقليل دوره، أم كان جدلا قانونيا صرفا ، كان لا بد لنا من بيان الأمور التالية لإلقاء الضوء على ما غيبه هؤلاء عن بحثهم:
• إنّ قرار الجامعة العربية بإنشاء منظمة التحرير عام 1964م، وقرارها بجعل المنظمة ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني عام 1974م، كان جزءاً من المخطط الاستعماري الرهيب الذي هدف إلى تقزيم قضية فلسطين وإخراجها من بعدها الإسلامي العظيم، مما هيأ الاجواء لقيام المنظمة بالاعتراف بدولة "اسرائيل" القائمة على المحتل عام 48، ومكنها من التنازل عن معظم فلسطين لهذه الدولة المحتلة، وأدى إلى تحولها لاحقاً إلى حراسة أمن كيان يهود بدلاً من اضطلاعها بمهمة التحرير التي زعمتها حين نشأتها.
• أنّ قرار اعتبار المنظمة ممثلا شرعيا ووحيداً للشعب الفلسطيني قد صدر عن الجامعة العربية، أي عن جوقة الأنظمة التي أتضح اليوم بما لا يقبل الشك أنّها أنظمة فاقدة للشرعية، وهي أنظمة متسلطة على رقاب الشعوب، وبالتالي فهي أنظمة لا تملك التخويل ولا التوكيل في قضايا شعوبها فكيف في قضية هامة كقضية فلسطين، الأرض المباركة، مسرى النبي الكريم وقبلة المسلمين الأولى؟! ومن كان فاقداً للشرعية لا يملك اسباغها على آخر، ففاقد الشيء لا يعطيه.
• إنّ الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي علاوة على الأمم المتحدة لا تملك أن تنصب جهة ممثلا لأهل فلسطين، وليس لها الحق في ممارسة الوصاية عليهم، فهي لا تمثل أهل فلسطين ولا المسلمين، وبالتالي تعيينها للمنظمة ممثلاً شرعياً ووحيدا للشعب الفلسطيني هو اختطاف لهذه القضية، واغتصاب لحق أهل فلسطين وبقية المسلمين أصحاب الحق في هذه الأرض المباركة.
• إنّ التوجه إلى الأمم المتحدة سواءٌ أضعف دور المنظمة في المحافل الدولية أم قوّاه، هو سخف سياسي، إذ أنّ دولة يهود لا تكترث للأمم المتحدة ولا لقراراتها في ظل تيقنها أنّها الأبن المدلل لأمريكا وللغرب، والتاريخ خير شاهد، وهو تآمر جديد يُضاف لسجل المنظمة ووليدتها السلطة بحق فلسطين وأهلها، فهو يجعل القرار بشأن قضية هامة من قضايا المسلمين بيد القوى الاستعمارية، علاوة على كونه انتحاراً سياسياً إذ هو وضع لقضية فلسطين بيد اعدائها، كما أنّ التأكيد على اعتبار المنظمة ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني هو تضليل ومواصلة لمشوار التفريط الذي ابتدأته المنظمة.
• إنّ قرارات الأمم المتحدة سواء194 أو 181 أو 242 و 338 ليست بلسماً لقضية فلسطين بل سبباً في تضييعها، فهي تضفي الشرعية على كيان يهود قبل كل شيء، فالتطلع للعضوية في الأمم المتحدة من أجل المطالبة بتطبيق القرارات هو تكريس لتحكم القوى الاستعمارية بفلسطين، ولقد جرّب أهل فلسطين قرارات الأمم المتحدة وعاين العالم أنّ هذه الهيئة هي أداة بيد الدول الكبرى الاستعمارية، ولقد ثبت للعالم كله انحياز الأمم المتحدة التام لكيان يهود، فطرق أبوابها مرة أخرى إما أن يدل على عدم استيعاب المنظمة للدروس والعبر وهذا أمر مستبعد، وأما أن يدل على تبعيتها السياسية وهي الحقيقة.
• واخيراً لا ننسى أنّ توجه منظمة التحرير للأمم المتحدة لا يستهدف –وفق تصريح رئيس السلطة - - نزع شرعيه كيان يهود المحتل بل يأتي في سياق حمل كيان يهود على العودة للمفاوضات المذلة بعد فشلها، فلم تخجل السلطة من أن تؤكد مراراً وتكراراً بأنّ التوجه للامم المتحدة ليس بديلا عن المفاوضات وأنّها على استعداد للتخلي عن الذهاب الامم المتحدة إذا عادت "إسرائيل" للمفاوضات مما يؤكد النهج التفريطي للمنظمة والسلطة اللتين اتخذتا من المفاوضات خياراً استراتيجيا.
إنّ منظمة التحرير، وليدة الأنظمة البائدة والمتهاوية وغير الشرعية، لا شرعية لها، وهي بتآمرها على قضية فلسطين، وتعلقها المشين بقرارات الأمم المتحدة الظالمة قد ارتكبت جريمة بحق فلسطين وأهلها، خاصة بعد تنازلت عن أغلب فلسطين ليهود، كما أنّ السلطة وليدة هذه المنظمة قد أورثت أهل فلسطين الويل والثبور، لذا فعلى المسلمين جميعاً، وأهل فلسطين على وجه الخصوص أن يسعوا لاستعادة هذه القضية من خاطفيها الذين يزعمون تمثيلها، وأن يعملوا لإعادتها لمسارها الصحيح بجعلها قضية للمسلمين جميعاً، وبجعل تحريرها الحل الوحيد لها، وبجعل مسؤولية تحقيق ذلك ملقىً على عاتق جيوش المسلمين. ولقد بات هذا الأمر ميسورا وقريبا إن شاء الله في ظل ربيع الثورات، وبداية استعادة الأمة لسلطانها المغصوب.
26-8-2011م

لأول مرة توثيق تكاثر الكرسوع في سهول مدينة جنين

kolonagaza7

جنين – رامي دعيبس.
تتميز جنين بتنوع حيوي مميز حيث أنها تحتوي على ما يزيد على 70% من المناطق الحرجية في الضفة الغربية لموقعها المميز الذي يربط بين غور الأردن وساحل البحر المتوسط.
وقال د. وليد باشا مدير مركز الباشا للابحاث والدراسات انه بالإضافة إلى العديد من الطيور المقيمة يزور جنين خلال هجرة الربيع والخريف مئات الآف الطيور. ومن هذه الطيور طير الكرسوع أو أبو مغازل (Himantopus himantopus) وهو طائر مائي مقيم في فلسطين ويتكاثر في المناطق المائية ويمتاز بأرجله الطويلة وردية اللون ومنقاره النحيف ولون جسمه الأبيض وجناحيه الأسودين.
ويتابع د. الباشا ان طير الكرسوع يعيش بالقرب من المياه الضحلة ويتغذى على الحشرات والقشريات وبالعادة يزور جنين في فصلي الخريف والشتاء بأعداد لا تتجاوز العشرين زوج.
وهذا العام ولأول مرة قامت عدسة د. الباشا بتوثيق تكاثر الكرسوع في مجرى واد المقطع في مدينة جنين، وتعد هذه الظاهرة غير اعتيادية وخاصة بأن الطائر وضع بيضه في منتصف شهر آب مع العلم بأن موسم تكاثره في العادة من شهر أيار الى تموز.
يذكر ان مركز الباشا العلمي للدراسات والابحاث يعد من المراكز النشطة في شمال فلسطين التي تقوم بدراسة التنوع الحيوي في المنطقة وقد أصدر حديثا دليل ميداني للطيور الشائعة في محافظة جنين .
With RespectRami DaibesJournalistJenin - PalestineJawwal: 0599708255

يوم القدس العالمى ... يوم لاستنهاض الهمم

kolonagaza7

الأسير المحرر أ . رأفت حمدونة

تحول كبير فى اهتمام العالمين العربي والاسلامى في الحقبة الأخيرة من الزمن ، وفى أولويات الشباب العربى والاسلامى على مستوى المعمورة ، من شباب يبحث عن الضياع إلى شباب يطمح للعزة والكرامة والكبرياء ، ومن شباب تطغى على مخيلاته الاهتمامات الدنيا إلى شباب يطمح للسيادة والاستقلال والحرية والديمقراطية ، من شباب يقيم ليله فى الملاهي إلى شباب لا يكل ولا يمل مهمته التواصل لصنع ثورة .
هذا الشباب الذى بات يحمل هم القدس يتم استنهاضه لتكون أولى قضاياه ازالة الظلم ووقف الاحتلال وارساء قواعد المستقبل والتوجه للقضايا المصيرية الكبرى كقضية القدس والقضايا الأخرى .
فى ذكرى "يوم القدس العالمي" الذى يؤكد كل من يشارك فيه من الشباب والشيوخ والنساء والأطفال ... عرب وعجم وعلى مستوى العواصم والشعوب يؤكد فيه الجميع على أن القدس في قلب كل المسلمين عامة والفلسطينيين خاصة ، وهي أغلى من الروح لأنها في قلب القرآن الخالد وآية من آياته التي يقوم بها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها في صلاتهم قلب الليل وفلق الصبح ، وأن القدس مهبط الأنبياء وأرض الرسالات والأديان ومركز الحضارات وفي قلب الأرض الطيبة التي باركها الله ، وهي أرض المحشر والمنشر ، وأرض الإسراء والمعراج ، وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، وقد نزلت فيها الآيات القرآنية وتم ذكرها في الأحاديث النبوية .
فى يوم القدس العالمى تستنهض الهمم باتجاه القدس ، وتحذر من الأخطار المحدقة به من اليهود الصهاينة ، ويقرع ناقوس الخطر باتجاه كل حبة رمل من محيطه ، حيث هدم البيوت وتكثيف الاستيطان ، وسجن المدينة بالجدار ، واستهداف المقدسيين على كل المستويات " الأمنية والأخلاقية والاقتصادية والجانب السياسى " والحفريات ، والتهجير للفلسطينيين مقابل سياسة الجذب للمستوطنين ، وسحب هويات المقدسيين ومحاولات إبعاد الشخصيات الدينية والوطنية عن القدس ، والقيام بتجريف عدد من مقابر المسلمين والمتاحف والبيوت والمحلات التجارية والحدائق والعمل على تغيير معالم البلدة القديمة والمدينة المقدسة بكاملها فى مسعى لتفريغ المقدسيين الأحياء والأموات منها من أجل تنفيذ سياسة الاحتلال الرامية لتهويد القدس ، والعمل على هدم معظم الأبنية والآثار الإسلامية التى تحيط بالمسجد الأقصى وشق الطرق داخل مقابر المسلمين وتجريف المقابر الاسلامية المحيطة به كمقبرة الرحمة واليوسفية ومأمن الله التي تضم قبور بعض الصحابة والتابعين ، ومحاولة وضع حجر الأساس لما يسمى بالهيكل الثالث المزعوم كمخطط يهدف إلى الاستيلاء على الأماكن المقدسة فى المدينة .
فى يوم القدس العالمى يؤكد الملايين بأن القدس ستبقى مهجة قلوبنا وروح أرواحنا ، وسنبذل الغالى والنفيس حتى حريتها وتحريرها وسيبقى هذا اليوم ينغص ويؤرق مضاجع الاحتلال
حيث التأكيد على أن القدس وطن كل المسلمين وبلد آمن لكل الأديـان تحت رايته ، وأن تحرير القدس حتمية قرآنية وإن النصر صبر ساعة وليس على الله بعزيز

يا فضيحتك يا حماس

kolonagaza7

وكالة العودة للأنباء

بقلم : جمال قبها

من كان يتوقع أن تلهث الألسن الحمساوية لتستجدي التهدئة من الاحتلال في ظل القصف المتواصل من الصهاينة وسقوط كوكبة يومية من الشهداء ؟.الجواب : كل الشعب الفلسطيني كان يتوقع هذا الاستجداء بل وقد يصل الأمر حد "بوس الرجلين".فمنذ عملية إيلات النوعية التي لم يتبناها أي فصيل معروف حتى اللحظة , وحركة حماس تقسم أغلظ الأيمان بأنها غير مسؤولة عن تلك العملية , وكأن العمليات ضد الكيان الصهيوني الغاشم في زمن حماس باتت رجس من عمل الشيطان !!!!.العدو ومنذ أيام وهو يستهدف شعبنا الفلسطيني بشكل عام وحركات المقاومة الفلسطينية والجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بشكل خاص, باستثناء كتائب القسام التي أصبح دورها مقتصراً على حماية الاحتلال وحماية حدوده من بطش المقاومة !!! فسرايا القدس وحيدة في ميدان المعركة بدعم غير مباشر من كتائب شهداء الأقصى وبعض فصائل المقاومة الأخرى التي عودتنا أن ترد على ضربات الاحتلال بغض النظر عن الجهة التي يستهدفها هذا الاحتلال , بينما حركة حماس وكتائبها "المشلحة" تصرخ بأعلى صوتها "التهدئة مصلحة فلسطينية عليا" على الجميع الالتزام بها , ومن أراد غير ذلك فليس له سوى الموت منا أو من صواريخ الجيش الصهيوني .اليوم وكل يوم منذ انقلاب حركة حماس على نفسها وعلى الشرعية الفلسطينية وعلى الشعب الفلسطيني بدأت تدرك معنى الدعوات التي كانت تطلقها السلطة الوطنية إبان حكمها لغزة والتي كانت تضربها حماس بعرض الحائط , مكبدة شعبنا الفلسطيني خسائر بشرية ومادية لا تعد ولا تحصى بحجة أن لا سلام ولا تهدئة مع الاحتلال الصهيوني .فكانت حركة حماس بمناسبة وبغير مناسبة تتحين الفرص لضرب الأهداف الصهيونية المدينة منها خاصة , لتعطي إنطباعاً للعالم أجمع أن شعبنا الفلسطيني شعب دموي يستهدف الأطفال والأهداف المدنية مما أضاف لخسائرنا البشرية والمادية خسائر دولية كان شعبنا الفلسطيني في أمس الحاجة لها , وهو الذي كان يزرع الفرص زراعة لنيل جزء من حقوقه من المحتل الصهيوني , الذي يأبى كما تأبى حماس أن يستريح هذا الشعب المنهك .اليوم سمعنا تصريحات مباشرة من سرايا القدس تتهم حركة حماس مباشرة بتخليها عن ميدان المعركة , وترك بقية الفصائل لمصيرها, وشعبنا الأعزل يواجه القذائف الصهيونية وحيداً لتقف موقف المتفرج الذي أصبح مرتهناً وملتصقاً بسلطة الحكم التي باتت شغلها الشاغل , فحركة حماس باتت مستعدة أن تمد يدها للاحتلال وتوجه صواريخه نحو أهدافه كي لا تتوه تلك الصواريخ وتذهب سداً , وكل هذا من أجل المناصب التي تربع عليها ثوار حماس الأشاوس , الذين أصموا آذان شعبنا الفلسطيني بلغة المقاومة العبثية والمشبوهة التي أدركوا حقيقتها الآن .لن نحاول كشف عورات حركة حماس لأنها ببساطة لا تحتاج لتلك المحاولة , لأن عورتها كشفت وأصبحت عارية أمام شعبها الفلسطيني وأمام الأمة الإسلامية جمعاء , إن ما يهمنا في هذه المرحلة هي البحث عن السبل الناجعة لنيل شعبنا الفلسطيني حقوقه في ظل وجود حركة حماس حتى لو اعتبرناها جزءاً لا يتجزأ من هذا الاحتلال .اليوم على شعبنا الفلسطيني وعلى قيادته المحنكة أن تتجاوز عقبة الاحتلال وعقبة حماس لإعلان الدولة الفلسطينية في سبتمبر القادم , وعليها برغم الجراح التي أصابتها من الخارج والداخل أن تعظ على الجراح وأن تسير بخطوات متزنة للوصول للدولة الفلسطينية والاعتراف بها من غالبية دول العالم , لأن تلك القيادة برغم بعض السلبيات فيها إلا أنها أثبتت أنها الأحرص على مصالح شعبها من حركة حماس التي وصلت إلى السلطة وانتهى دورها , وأصبح الدور الوحيد الذي تلعبه هو حماية عروشها مهما كان الثمن الذي سيدفعه الشعب الفلسطيني نيابة عنها وعن أفعالها الرخيصة التي ما جلبت لشعبنا الفلسطيني سوى الويلات .وعلى شعبنا الفلسطيني والأمة الإسلامية أن تنظر بعين الوعي لتلك الحركة التي من المحتمل أنها مندسة على مصالح شعبنا , ومن المحتمل أن دورها بات مقتصراً على وأد مستقبل هذا الشعب الذبيح . ومن المحتمل أن تكون هذه الحركة السفير الفاعل للاحتلال الصهيوني بشكل مباشر أو غير مباشر .لذا فلتتكاتف فصائل المقاومة للرد على أي عدوان صهيوني , ولتستعد قيادتنا السياسية لإحكام ورقة الدولة الفلسطينية والاعتراف بها من غالبية دول العالم لأن هذه الدولة من أهم الانتصارات التي من الممكن لشعبنا الفلسطيني أن يحققها

كنا في حماة



kolonagaza7

د. إبراهيم علوش

عندما وصلنا إلى حماة، لم أتوقع أن نرى ما رأيناه، وأعرف أن ما سأقوله هنا ليس سوى سفينة صغيرة تصارع الأمواج في بحرٍ عاتٍ من أكاذيب الفضائيات الصفراء، لكنني أؤمن أن نقطة ضوءٍ واحدة تستطيع أن تجتاح بحر الظلمات الكبير...
كنت واحداً من عشرة انضموا من الأردن لوفدٍ عربي ودولي كبير من الإعلاميين والكتاب والناشطين السياسيين. وبين العرب، كان حضور اللبنانيين هو الطاغي، بالإضافة لنا وللمصريين والأخوة القادمين من المغرب العربي. أما بين غير العرب، فقد كان الروس والأتراك هم الأكثر عدداً، والأوروبيون الغربيون، بالإضافة للهنود، ناهيك عن الهنغاريين وبعض البرازيليين وحتى بعض الأمريكيين، بينهم سفير أمريكي سابق إلى سوريا.
وكنت قد تجولت مع بعض الأصدقاء في دمشق كثيراً، وكان ذلك للمرة الثانية خلال أسبوعين، ولم أرَ وجوداً عسكرياً أو جنوداً في الشوارع أو آليات، باستثناء الحراسات المألوفة أمام المؤسسات التي اعتاد المرء أن يراها منذ سنوات.
وفي يوم الاثنين، الموافق في 22/8/2011، توجهنا في أربعة حافلات كبيرة وعددٍ من السيارات إلى حماة، وعندما مررنا بجوار حمص، بدأنا نرى متاريس من أكياس الرمل وجنود هنا وهناك على جوانب الطريق، وكان بعض تلك المتاريس فارغاً، ومرت قربنا شاحنة فيها جنود تبادلوا مع بعض أعضاء الوفد في الحافلات رفع إشارات النصر بأيديهم.
وقد فكرت أن المتاريس المكونة من أكياس الرمل تعني أن الجنود يتخذون مواقع ثابتة، دفاعية، ليست مجرد حراسات، فأكياس الرمل تحمي من إطلاق النار، وتلك وظيفتها، وإلا فلا حاجة لوجودها لو كان الأمر يتعلق بمتظاهرين سلميين كما يقال لنا في الفضائيات. ولفت نظري أيضاً أنك لم تكن لتجد عناصر الجيش يقفون أو يسيرون وحدهم على جوانب الطريق، أو يشيرون للسيارات لإيصالهم لأقرب مكان، كما كان المرء يرى في الماضي. كانوا يبدون محترسين ومتيقظين في مواقعهم. ولكن لماذا يقف جنود الجيش خلف تلك المتاريس، لا قوى الأمن، إذا كان الأمر يتعلق باحتجاجات مدنية، ولو كانت عنيفة؟ وهو السؤال الذي اتضحت لي الإجابة عليه لاحقاً.
عندما وصلنا إلى حماة دخل الوفد إلى قاعة في مبنى المحافظة حيث قدم د. أنس الناعم، محافظ حماة، عرضاً لحالة المدينة عندما أصبحت خارج سيطرة الدولة، وصاحبه المترجمون إلى الروسية والتركية والفرنسية والإنكليزية. وقد بدأ عرضه بفيلم وثائقي يظهر الدمار الذي لحق بالمدينة خلال تلك الأيام، ولن استرسل بما قيل في تلك القاعة، لكي أركز على ما شاهدته بنفسي، والأهم، لأن ما رأيناه لاحقاً جعلني أشعر أن ما قيل كان أقل كثيراً مما كان يجب أن يقال.
وعندما خرجنا من القاعة إلى باحة مبنى المحافظة، الواقع على ساحة العاصي مباشرة في وسط المدينة. وساحة العاصي التي زعمت الفضائيات مرة أنها امتلأت بنصف مليون متظاهر لا تتسع لعشرة آلاف وربما عشرين في أحسن الأحوال، ولكن دعونا من هذا الآن. بينما كنا في باحة مبنى المحافظة، سمعنا جلبة وصراخاً عبر الشارع، فخرج عددٌ كبير من أعضاء الوفد لمعرفة ما يجري، وهناك وجدنا حوالي عشرة أو خمس عشرة شخصاً يبدو معدل أعمارهم من 15 إلى 17 سنة، وكانوا يهتفون: الشعب يريد إسقاط النظام! وقد شرع الإعلاميون من الدول المختلفة بمقابلتهم وتصويرهم دون أي تدخل من أحد. وكان هنالك شاب يبدو أنه في أواخر العشرينات في الطابق الثاني من المبنى الذي يقفون تحته يصرخ لهم بالتعليمات علناً، وكان ذلك الشاب يطلق أقذع الشتائم (من الزنار ونازل) ضد النظام ورئيسه، لدرجة تجعلك تتساءل إن كان من "ثقفه سياسياً" قد علمه الفرق بين تجاوز حاجز الخوف وتجاوز حاجز الحياء، مرة أخرى، دون أن يتدخل أحد.
ولا شك أن مضيفينا قد أصيبوا ببعض الإحراج، وكان عددٌ كبيرٌ من أعضاء وفدنا قد التفوا حول المراهقين المتظاهرين، حتى أن بعضنا صار يطالبهم بالانسحاب لكي لا نكبر حجم المظاهرة الميكروسكوبية أمام عدسة الكاميرات، لكن الإعلاميين لا يستطيعون أن يتركوا حالة من هذا النوع. وفجأة، بدأ أحد المتظاهرين يصيح دون أن يلمسه أحد: مسكوني! ضربوني! آه، آه، آه! وركض بعيداً لوحده، دون أن يتبعه أحد، فيما بدا من الواضح أنه تهريج معد مسبقاً للكاميرات التي تستطيع أن تجتزئ مثل ذلك المقطع وحده ليبدو الأمر وكأن الشاب يتعرض للمطاردة الأمنية، ومن الواضح أن مثل ذلك كان سيحدث بالضرورة لو سمح لفضائيات ذات أجندة سياسية معادية، مثل الجزيرة والعبرية والبي بي سي وغيرها، أن تجوس كما ترغب في أرجاء سوريا.
على كل حال، لم استطع إلا أن أتساءل: لماذا لم يتعرض أحد لأولئك المتظاهرين بشيء إلى أن غادروا لوحدهم؟ يعني أعرف جيداً، كمشارك دوري في مئات المسيرات والاعتصامات ماذا كانت ستكون النتيجة لو وقفنا نهتف "الشعب يريد إسقاط النظام" ومعنا من يشتم الحاكم وعائلته شخصياً على بعد أمتار من مبنى المحافظة...
وعلى افتراض أن النظام لم يرغب أن يمارس القمع على مرأى من الإعلاميين العرب والأجانب، وعلى افتراض أنه ترك أولئك المراهقين الذين لا يمكن أن يتجاوزوا العشرين في أقصى تعداد، يدعون علناً لإسقاط النظام، لا لإصلاحه مثلاً، ويدعون لإسقاط النظام وليس لأي شيء أخر، ألا يفترض بالأمن السوري أن يكون قد ملأ الشوارع التي كنا سنتوقف فيها بعشرات رجال الأمن بلباس مدني لاحتواء حالات من هذا النوع، على الأقل من قبيل الاحتياط؟ وعلى الأقل لوضع حاجز بيننا وبين من يتظاهرون... لكن شيئاً من ذلك لم يكن موجوداً، وهو ما يدفع المرء للتفكير باحتمالين: إما أن الأمن متسيب إلى درجة غير عادية، وهو ما استبعده في ضوء قدرة سوريا على مواجهة ما تتعرض له، وإما أن يكون كل ما تقوله الفضائيات عن القمع في سوريا كذب في كذب، وهو ما لا يبقى احتمال غيره.
أكثر من ذلك، كان بعض الشباب السوريين المرافقين لوفدنا، وهم شباب متطوعون، عاديون، منهم المترجم ومنهم من يتابع شؤون الوفد وحاجاته، يحرصون على الابتعاد عن المتظاهرين قدر الإمكان، وعندما سألهم أحدنا لمَ لا يوقفون ما يجري قال أحدهم أنه لا يجرؤ على مجرد الاقتراب خوفاً من الطعن أو القتل! كان ذلك جواباً غريباً بالنسبة لدولة يفترض أنها تمارس عدوانيتها على الناس، كما زعموا...
صعدنا في الحافلات وتوجهنا إلى نادي الضباط في حماة. وهناك شاهدنا بأنفسنا كيف تم حرق المكان، وقيل لنا أن عدداً من الضباط والجنود قتلوا هناك. ولنفترض أن أحداً لم يقتل هناك، لماذا تتم مهاجمة نادي الضباط وحرقه وتدمير محتوياته؟!
ومن ثم توجهنا إلى قصر العدل، حيث المحكمة، وقد تم حرقه وتدمير محتوياته، ومنها ملفات قضايا المحاكم. وقيل لنا أن عناصر المخفر الصغير الواقع على مدخل قصر العدل قد ذبحوا بالسكين. فانتهزت فرصة لأسأل العناصر التي تحرس المكان: كيف يذبح شرطي بالسكين؟ ألا يمتلك سلاحاً يدافع به عن نفسه؟ فأجابني أحدهم: نحن ممنوعون من إطلاق النار بتاتاً تحت طائلة المحاكمة العسكرية، إلا على من يطلق النار علينا. فإذا هوجمنا بالسكين أو بالعصا يمنع علينا استخدام السلاح. وسنرى لاحقاً أن الهجوم على المراكز الأمنية كان يتم بالأسلحة والقنابل، وأن الذبح كان نصيب العناصر الأمنية التي تستسلم أو تقع في الأسر.
الطريف أن ما حدث أمام مبنى المحافظة تكرر هنا أيضاً: دخل شخصان وقالا أن الحكومة تركت قصر العدل بلا حراسة، وهو ما شجع الخارجين على القانون لنهبه، وان ما جرى هنا لم يكن جزءاً من الاحتجاج!! ولم يتعرض أحد لهذين الشخصين الذين كذبا الرواية الرسمية بشيء. ولكن ماذا عن مؤسسات الدولة الأخرى، غير الأمنية، التي تم حرقها وتدميرها ومهاجمتها؟
في الطريق شاهدنا مبنى الجوازات والهويات (لا أعرف اسمه الرسمي) وقد تم حرقه أيضاً، وتبادر إلى ذهني أن ذلك مشروع تدمير دولة، لا مجرد سعي لإسقاط رئيس أو حاكم، وهو لا يختلف عما جرى في العراق، وفهمت من المرافقين أن شيئاً مماثلاً حدث في عددٍ من المدن السورية الأخرى...
مسك الختام كان زيارتنا إلى مخفر حماة الرئيسي قرب مبنى الدفاع المدني. هناك رأينا بأم أعيننا ما لم أرَ مثله إلا في بيروت في سنوات الحرب. كان المخفر موشى بآثار آلاف الطلقات النارية من مختلف الأنواع، وفتحات قذائف الأر بي جيه والقنابل، مما لا يترك مجالاً للشك أنه تعرض لهجوم عسكري من مختلف الاتجاهات. وإلى جانب المخفر الأيمن ترى سيارتين مقلوبتين ومحروقتين، وكان المخفر نفسه محروقاً، وأجزاء منه مدمرة. وفهمنا أن ذلك تم بتفجير عبوات غاز تحته، وأن عناصر المخفر الذين لم يقتلوا في الهجوم سارعوا بعد نفاذ ذخيرتهم واشتعال النيران في مقرهم للهروب خارجه، حيث ألقى المهاجمون القبض عليهم وتم ذبحهم جميعاً، أحدهم بقطع الرأس حسب شاهد عيان لست معنياً بتحديد هويته، فقد فهمنا من أحد سكان حماة العاديين أنهم يخافون التحدث إلينا حرصاً على حياتهم وعائلاتهم من جماعة "سلمية، سلمية".
وقد التقط أفراد الوفد، ومنه الوفد الأردني، كثيراً من الصور وأفلام الفيديو التي تؤكد ما وصفته هنا، لكنني رجل كلمات، ليست الأفلام والصور لعبتي، ولذلك سأترك التوثيق المصور لهم، متمنياً عليهم أن يحملوه قريباً على الإنترنت إن لم يفعلوا بعد.
كان ما رأيناه في المخفر فظيعاً، ومع أن المسؤول السوري عن الوفد نبهنا أن لا ندخل المبنى المدمر والمحروق حرصاً علينا، فإن أفراد الوفد الروسي كانوا أول من دخل، وكان بعضهم يتكلم العربية، فشرح لبعض أعضاء الوفد الأردني أن المعركة كانت غير متكافئة على الإطلاق، بدلالة أن أثار الرصاص على المباني المقابلة للمخفر كانت تعد على أصابع اليد الواحدة، مقابل الرصاص الذي أصاب المخفر، الذي كان بالآلاف، ناهيك على القذائف.
غامرت بدخول المبنى. شاهدت خلفه عبوة غاز كبيرة من النوع الصناعي، وعليها عبوة أوكسجين صغيرة مركبة عليها. وشاهدت آثار رصاصات في خزنة حديدية كبيرة مقلوبة على الأرض، ربما كانت أحد عناصر الشرطة مختبئاً فيها بعد نفاذ ذخيرته، وشاهدت غرفة محروقة، وغرفة أخرى وقد تناثرت فيها ملابس عناصر الشرطة على الأرض، وفتحات قذائف في الجدران من اتجاهين، بمعنى أنها أطلقت على المبنى المحاصر من اتجاهين، وشاهدت ما يمكن وصفه بأنه عدوان ضارٍ بالأسلحة والقذائف، ومن ثم الحرق، والذبح الذي رأينا مشاهده من خلال فيلم الجثث الملقاة إلى نهر العاصي. وفيما كنت أغادر المبنى، جاء أحد الشباب السوريين وقال لي: تعال أريك شيئاً أريدك أن تقول لي ما هو. رأيت شيئاً لا يصدق. وأردت أن أتأكد. خرجت من المبنى وناديت أبو كايد: تعال معي لترى هذا الشيء. صعدنا مع شابين سوريين إلى الطابق الثاني، وكان قد دمر بنفس الطريقة، وعلى الدرج، وجد أبو كايد ربطة عنق زيتية من النوع الذي يلبسه ضباط الأمن، وقد اخترقت برصاصة، وعليها أثار دماء. وعندما صعدنا إلى المكان المقصود، وجدنا عظاماً مقطعة ومحروقة، بعضها يبدو أنه عظام ورك، وبعضها عظام فخذ، وبعضها عظام مشط قدم، وقد حرقت إلى درجة يصعب التعرف عليها. وحتى الآن، لا أستطيع التأكيد إن كانت تلك عظام إنسان أم حيوان، أم عظام تركها إنسان تحول إلى حيوان. لا أعرف!
الشيء المؤكد هو:
1) أن ما جرى لم تكن له علاقة من قريب أو بعيد بأي احتجاج سلمي، فقد كان هنالك عنف رهيب ودموي وحاقد،
2) أن الذين هاجموا مؤسسات الدولة والمراكز الأمنية كانوا يملكون قوة نارية تفوق القوة النارية لرجال الأمن أضعافاً مضاعفة، كما رأينا بأنفسنا من الهجوم الضاري على مخفر حماة،
3) أن بعض القتلى من رجال الأمن قد تم ذبحهم والتمثيل بجثثهم وتم إلقاؤهم من فوق جسر العاصي كما رأينا في فيلم الفيديو المعروف، وقد تصورنا هناك فوق جسر العاصي، في المكان نفسه الذي تم إلقاؤهم منه بالضبط، وقد كانت تلك وقفتنا الأخيرة.
الدمار في المدينة يشهد على ما جرى. تم نزع أسوار الحدائق وكتبت على الجدران شعارات من نوع: لا حوار مع النظام! وعلى جدران أخرى كتبت شعارات أشبه بالشتائم، وقد حاول النظام أن يطليها بالأسود، لكن بعضها بقي ظاهراً. وأدركت وأنا أخرج من حماة أن الشعب العربي تعرض لأبشع عملية تضليل في تاريخه. فنحن لا نتحدث عن احتجاجات سلمية بل عن مشروع للحرب الأهلية وتدمير البلد. قتلى رجال الأمن يعدون بالمئات، وصورهم موجودة، وحصلت على بعض النسخ منها، ولنا أن نتصور كيف كانت أي دولة ستتصرف لو تم قتل المئات من عناصرها الأمنية... ولمن يزعم أن أولئك قتلهم النظام لأنهم رفضوا تنفيذ الأوامر، ماذا عن مخفر حماة؟ ماذا عن ذبح رجال الأمن المأسورين والتمثيل بجثثهم؟ ماذا عن الجرحى الذين ظلوا أحياء ليخبرونا ما حدث؟ ماذا عن عناصر العصابات التي ألقي القبض عليها واعترفت بما جرى؟
ولم يكن ما حدث في حماة فريداً، فقد تكرر في عدد من المدن والبلدات السورية، وهو مشروع تدخل خارجي وفتنة بوسائل جديدة، مختلفة حتى عما جرى في ليبيا التي كشف التلفزيون الروسي أن قصة قصف المدنيين بالطائرات في بنغازي كانت كذبة كبيرة من نفس النوع الذي تعرضه الفضائيات عن سوريا. المهم، تتعرض سوريا لحرب حقيقية تمثل الهجمة الإعلامية عنصراً أساسياً فيها. وفي معركة من هذا النوع، إما أن يكون المرء مع التدخل الخارجي والفتنة أو ضدهما، ولا منطقة وسطى بين الاثنين.
ملاحظة أخيرة: بعدما عدنا في الليل إلى دمشق، كنت جالساً مع ضرار نتابع أخبار ليبيا الأخيرة على شاشة التلفاز، فجاء في الشريط الإخباري على قناة الجزيرة أن مظاهرات حاشدة اندلعت تحت جسر الرئيس، وبما أن الفندق الذي كنا فيه لم يكن يبعد كثيراً عن جسر الرئيس، هرعت مجموعة منا إلى هناك لنرى ما حدث. كان ذلك بعد منتصف الليل بربع ساعة تقريباً. لم نجد شيئاً. لم نجد متظاهراً ولا شرطي واحد. وقلت: لو كانت قد حدثت مظاهرة، ألا يفترض أن توجد سيارة شرطة واحدة على الأقل؟! لكن لم يكن هنالك شيء سوى بعض المارة العاديين...

الجمعة، 26 أغسطس 2011

ألاعيب وحواسيب بقلم / توفيق أبو شومر



kolonagaza7

نحن العرب – رعاكم الله- فشلنا في صنع إبرة الخياطة، فصرنا نستورد أزرة قمصاننا وفساتين نسائنا من تايوان، وأحذيتنا من تايلندا، وأمشاط شعرنا من بلاد التبت ، وحطاتنا الهفهافة من سويسرا وفرنسا وبريطانيا، أما عقال المرعز المشهور فمن يوركشير في بريطانيا، ونحلق ذقوننا بشفرات التمساح الإنجليزية، ونسمع الأخبار عبر راديو السانيو والسوني الياباني، وحتى أننا نضيء ظلامنا بفوانيس غاز من كوريا ، وحتى حين تُحرق فتيلة الضوء الغازي الحريرية البيضاء، فإننا نشتري فاتيلة جديدة من صناعة الصين!!
ولكن ....لا يجب أن ننتقص من كفاءتنا العربية(الرهيبة) وقدرتنا على أعادة تشكيل هذه المنتجات، لتلائم طبيعة العرب الصحراويين، الأبطال الشجعان الكرماء الأوفياء أُباة الضيم !!
فقد استطعنا أن نُجري تغييرا على الصناعات الأجنبية، بما لا يخطر على بال صانعيها، وكان هذا قمة الإبداع العربي!!!!
وسأضرب مثلا على (عبقريتنا العربية) في تحويل المنتجات الصناعية الأجنبية إلى وسائل للترف واللهو، ومن أبرز الأمثلة، ماركات السيارات بكل أنواعها وأقسامها،
فحولنا السيارات من وسائل مواصلات، لها مواصفات محددة ومحسوبة ومُقنَّنة، فزجاجها وهيكلها، وأضواؤها ومراياها محسوبة علميا لتخدم السائق، ولا تؤثر على الآخرين،لأن ملكية السيارات في العالم، لا تعني اغتصاب ملكية الآخرين، فزجاج السيارة ليس ملكا لسائقها، بل هو ملك لمن هو خلفه ليرى الشارع بوضوح!!
فشرعنا في تأسيس صناعات لتحويل السيارات، الخاصة والأجرة من وسائل مواصلات إلى غرف نوم، يمارس فيها السائق طقوسه الغريبة، فهو يملؤها بمرايا عاكسة ليرى فيها أجساد الراكبين وبخاصة الراكبات، ويوزع فيها قاصفات الأصوات(السماعات) على كل زواياها، ويفرض على راكبيها أن يسمعوا الأغاني التي يحبها السائق المايسترو ، وعليهم أن يُعجبوا بصورة السائق المعلقة في مقدمة السيارة مع أطفاله، وعليهم أن يعتادوا أصوات الخراخيش والدناديش، وذيول الثعالب، والأفاعي المحنطة التي تحجب رؤية الشارع، وكذا الأقلام والدفاتر الملصقة التي تتدلى من كل زوايا السيارة، ولم يكتفٍ سائقو السيارات بذلك ، بل ألبسوا سياراتهم طاقية الإخفاء، فعتموا زجاجها، حتى يَروا، ولا يُرَوْا !!.
أما الهواتف النقالة، فقد استحدثنا لها مغلفاتٍ، وصارت تجارة أغلفتها الخارجية من أكبر التجارات الرائجة، وأصبحت الهواتف المحمولة مسابح رسائل نصية قصيرة، يمارس طقوسها النائمون والجالسون والحالمون والسائرون، فيبتسمون ويقهقهون، أو يحزنون ويكتئبون، وهم يقرأون نصوص الرسائل، وصار(موديل) الهاتف ولونه وحافظته وبطاقة ذاكرته التي تخزِّن الأغاني والنكات والطرائف والموسيقى أكثر أهمية من مهماته الرئيسة، بل أصبح مقياس الثراء والأناقة والحضارة يكمن في موديل الهاتف المحمول، وليس فيما يحويه من فوائد!!
وكذا الحال في أجهزة الكمبيوتر، فقد غيَّرها المقعدون والعاجزون والمحبَطون من(حواسيب) إلى( ألاعيب)، فغيروها من أجهزة تساعد على حلّ معضلات الحياة وتسهل الأعمال ، وتنظم الأوقات، وتثري الثقافات، إلى(عشيقات) فضموها إلى (ما ملكت أيمانكم) من مقتنيات جنسية، فأصبحت هي الزوجة الخامسة للرجال، والزوج الثاني للنساء!
فصارت الحواسيب بودرة إدمان، محمولة ومنقولة ، لا يمكن الاستغناء عنه، تُقتاد إلى المخدع، وتنام في حضن المعشوق، وأصبح الحوار معها أفضل من الحوار مع الأهل والعائلة، وصارت هي القائد والمسير والدليل، وأصبحت الحواسيب عند كثيرين بديلا عن زواج المتعة والتسري !
تمكن هذا الجهاز الصغير الحجم الهائل القدرة من إفراغ محتويات الإنسان، وتحويل هذه المحتويات إلى هارد ديسك محسوب بالميجا والغيغا!!
لذا فمن يرغب في معرفة حقائق الناس الصحيحة والصادقة في زمننا، فما عليه إلا أن يتصفحهم عبر لابتوباتهم المحمولة، أو فلاشاتهم، أو الاسطوانات التي يخزنون عليها كل مكنوناتهم الفكرية!!
وهكذا تمكن كثيرون في تحويل كل وظائف الكمبيوتر المفيدة، والتي صنع الكمبيوتر لتنفيذها ، إلى برامج جديدة ابتدعها العربُ العاجزون المقعدون، ليتمكنوا بها من الهروب من واقعهم الأليم إلى فضاء لا شعورهم، لذلك فلا غرابة حين يستولي العربُ على معظم صفحات برامج الكمبيوتر،فيصبح شعورُهم وواقعهم الحقيقي ثانويا، أما لا شعورهم وحلمهم فيصير أساسيا مركزيا، تطبيقا لمبدأ عالم النفس فرويد وهو مؤسس مذهب:" الإنسان يحيا في لا شعوره "!!
فحولوا الباحث الإلكتروني عن الثقافات والصفحات المفيدة، إلى باحث عن أسماء الأصدقاء والصديقات لغرض عقد صفقات الثرثرة اليومية!
وصارت أجمل الملفات المخزونة على سطح المكتب، هي مواقع التغرير والتجهيل والتضليل!
وأصبحت أجمل المواقع، هي التي تغصُّ بالموضوعات التافهة، بدءا من الطوالع والأبراج، وانتهاء بالفتاوى الغريبة المنسوبة للدين!
وصارت التعليقات على الموضوعات والمواقع والأبحاث، هي الغاية ، الأحلى والأجمل، وانتشرتْ ظاهرة مجاملات التعليقات، وأصبح كل من يعلق على موضوع أو صورة، ولا يتلقى إطراء على التعليق، فإنه ينفر ويكره الموضوع وصاحبه!!
هنيئا لمبدعي تكنولوجيا العصر، ممن حققوا هدفين، كشف أسرار الشعب وتجهيلهم وقيادتهم وتسخيرهم وسلب نقودهم، في نظير تطوير المبدعين تكنولوجيا وحضاريا!!

الإحصاء الفلسطيني يصدر

kolonagaza7
الرقم القياسي لأسعار المنتج لشهر تموز، 07/2011 في الأراضي الفلسطينية
ارتفع الرقم القياسي لأسعار المنتج1 خلال شهر تموز 2011
بنسبة 1.63% مقارنة بشهر حزيران 2011، حيث بلغ الرقم القياسي العام لأسعار المنتج ( شهر الأساس كانون ثاني 2011=100) 97.84 خلال شهر تموز 2011 مقارنة بـ 96.27 خلال الشهر السابق.
الرقم القياسي لأسعار المنتج للسلع المصدرة
سجل الرقم القياسي لأسعار السلع المصدرة من الإنتاج المحلي ارتفاعاً بنسبة 0.48% خلال شهر تموز 2011 مقارنة مع شهر حزيران 2011، وقد بلغ الرقم القياسي لأسعار السلع المصدرة (شهر الأساس كانون ثاني 2011=100) 99.40 خلال شهر تموز 2011 مقارنة بـ 98.93 خلال الشهر السابق.
الرقم القياسي لأسعار المنتج للسلع المستهلكة محلياً
سجل الرقم القياسي لأسعار المنتج للسلع المستهلكة محلياً من الإنتاج المحلي ارتفاعاً بنسبة 1.75% خلال شهر تموز 2011 مقارنة مع شهر حزيران 2011، حيث بلغ الرقم القياسي لأسعار المنتج للسلع المستهلكة محلياً (شهر الأساس كانون ثاني 2011=100) 97.68 خلال شهر تموز 2011 مقارنة بـ 96.00 خلال الشهر السابق.
حركة أسعار المنتج ضمن الأنشطة الرئيسية
يعود ارتفاع الرقم القياسي لأسعار المنتج لارتفاع أسعار السلع المنتجة من نشاط الزراعة بنسبة 4.40% والتي تشكل أهميتها النسبية 36.01% من سلة المنتج، وذلك لارتفاع أسعار تربية الحيوانات بنسبة 4.78% حيث ارتفعت أسعار الحيوانات الحية بنسبة 7.57%، كما ارتفعت أسعار المنتجات الحيوانية بنسبة 1.59%، كما ارتفعت أسعار زراعة المحاصيل بنسبة 4.05% وذلك بسبب ارتفاع أسعار الخضراوات الطازجة والمجففة بنسبة 7.31%، كما ارتفعت أسعار الفواكه الطازجة بنسبة 3.94%، رغم انخفاض أسعار الحبوب والبقول المجففة بمقدار 4.09%.

كما سجلت أسعار منتجات صيد الأسماك ارتفاعاً بنسبة 8.09% والتي تشكل أهميتها النسبية 0.20% فقط من سلة المنتج.
كما شهدت أسعار منتجات الصناعات التحويلية ارتفاعاً بنسبة 0.29% خلال شهر تموز 2011 والتي تشكل أهميتها النسبية 61.66%. وعلى المستوى التفصيلي لمنتجات الصناعات التحويلية، تبين أن هناك ارتفاع في أسعار صنع الزيوت والدهون النباتية والحيوانية بنسبة 8.46%، وأسعار إنتاج وتجهيز وحفظ الخضراوات والفواكه بنسبة 7.70%، وأسعار صنع الملابس بنسبة 3.62%، وأسعار صنع المنتجات النفطية المكررة بنسبة 14.89%، وأسعار إعادة تصنيع النفايات والخردة المعدنيتين بنسبة 7.16%، وأسعار جمع وتنقية وتوزيع المياه بنسبة 1.32%. رغم انخفاض أسعار الأعلاف الحيوانية المحضرة بنسبة 2.52%، وأسعار صنع الورق ومنتجاته بنسبة 1.12%، وأسعار الطباعة والنشر بنسبة 2.43%، وأسعار صنع الأثاث بنسبة 0.80%، وأسعار إنتاج وجمع وتوزيع الكهرباء بنسبة 0.10%.
فيما سجلت أسعار منتجات الصناعات التعدينية والاستخراجية انخفاضاً مقداره 1.75% والتي تشكل أهميتها النسبية 2.13% من سلة المنتج.
الشكل البياني التالي يوضح الاتجاه العام لحركة الأرقام القياسية لأسعار المنتج في الأراضي الفلسطينية: كانون ثاني - تموز 2011 (شهر الأساس كانون ثاني 2011 = 100)

1 الأسعار التي يتلقاها المنتج من المشتري لقاء سلعة معينة، مخصوماً منها ضريبة القيمة المضافة، أو أية ضرائب مقتطعة أخرى توضع على فاتورة المشتري، وغير شاملة أية تكاليف نقل.

مكتب كركوك لتيار الإصلاح الوطني يكرم ضحايا الانفجارات

kolonagaza7

زار وفد من مكتب كركوك لتيار الإصلاح الوطني عوائل الشهداء والمجروحينالذين سقطوا في الانفجارات الإرهابية الأخيرة في محافظة كركوكوقدم الوفد الزائر للضحايا الهدية المالية التي خصصت من قبل رئيس التيارالدكتور إبراهيم الجعفري .

قوات الاحتلال تصعد اعتداءاتها ضد قطاع غزة

kolonagaza7

قوات الاحتلال تقتل (17) مواطناً فلسطينياً خلال استهدافهم بالطيران الحربي في قطاع غزة
- من بين القتلى خمسة مدنيين، هم طفل أحد المستهدفين وطفل وشقيق آخر وهو طبيب، وعامل أنفاق ومزارع
- فقدان ثلاثة عمال في قصف نفق جنوبي مدينة رفح
· وفاة أحد عناصر المقاومة متأثراً بجراحه في مدينة غزة
· إصابة (14) مواطناً فلسطينياً في القطاع بشظايا الصواريخ، وإصابة العشرات بجروح من زجاج النوافذ المهشمة ورضوض وكدمات جراء القصف الجوي
- من بين المصابين عشرة مدنيين، من بينهم خمسة أطفال وامرأتان
· الطيران الحربي الإسرائيلي ينفذ (41) غارة جوية في القطاع
- تدمير و/أو إلحاق أضرار مادية فادحة في مبان" مكتبة مهجورة، الكتيبة، ومضخة مياه عادمة، ستة مواقع تدريب ومنزلا مهجوراً وسقيفة وثلاثة أنفاق
· قوات الاحتلال تنفذ أربعة أعمال قصف بري وتستهدف الصيادين ثلاث مرات
· استمرار استخدام القوة المفرطة ضد مسيرات الاحتجاج السلمي في الضفة الغربية
- إصابة مواطن فلسطيني بجراح، وعشرات المتظاهرين بحالات اختناق بالغاز، وبالرضوض والكدمات
· قوات الاحتلال تنفذ (27) عملية توغل في الضفة الغربية
- إصابة مدنيّينِ فلسطينيينِ بجراح، في محافظتي الخليل وبيت لحم
- المركز يرصد اعتقال (77) مواطناً من قادة ومؤيدي حركة حماس جنوبي الضفة الغربية
- من بين المعتقلين عضو في المجلس التشريعي وصحافيان وأكاديميون وشخصيات اجتماعية
· الأعمال الاستيطانية واعتداءات المستوطنين تتواصل في الضفة الغربية
- المستوطنون يضرمون النار بسيارتين شمالي مدينة رام الله، ويعتدون بالضرب على طفلين
- تقطيع (52) شجرة مثمرة من أراضي بلدة بيت أمر، شمالي محافظة الخليل
· قوات الاحتلال تواصل حصارها الجائر على قطاع غزة، وتشدد منه في الضفة الغربية
- استمرار فرض القيود على دخول المدنيين الفلسطينيين إلى مدينة القدس خلال شهر رمضان
ملخص: شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الأسبوع الذي يغطيه هذا التقرير، عدواناً جديداً على قطاع غزة، حيث كثفت من ضرباتها الجوية والبرية باتجاه المنشات المدنية ومواقع التدريب العسكرية، فضلاً عن استهدافها للعديد من أفراد المقاومة الفلسطينية، وتنفيذها لجرائم الإعدام خارج نطاق القضاء لعدد من نشطاء المقاومة.
وراح ضحية هذه الجرائم العديد من المدنيين الفلسطينيين مابين قتلى وجرحى، من بينهم أطفال ونساء، حيث كانت تنفذ الهجمات في مناطق مأهولة بالسكان. هذا فضلاً عن إلحاق دمار في العديد من الممتلكات والأعيان المدنية. وجاءت تلك الجرائم بعد ساعات قليلة من وقوع هجمات مسلحة في مدينة ايلات جنوبي إسرائيل على الحدود المصرية، أدت لمقتل 8 إسرائيليين و7 من المنفذين، وإصابة إسرائيليين آخرين، حسب وسائل إعلام إسرائيلية.
وفضلاً عن استمرارها في فرض حصار جائر على قطاع غزة منذ نحو خمس سنوات، تواصل تلك القوات فرض المزيد من العقوبات على السكان المدنيين، في إطار سياسة العقاب الجماعي المخالفة لكافة القوانين الدولية والإنسانية في الضفة الغربية.
وفي إطار سياستها المنهجية باستخدام القوة المفرطة ضد مسيرات الاحتجاج السلمية التي ينظمها المدنيون الفلسطينيون، استخدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال هذا الأسبوع القوة لتفريق المشاركين في مسيرات الاحتجاج السلمية التي جرى تنظيمها في الضفة الغربية ضد الأعمال الاستيطانية وبناء جدار الضم (الفاصل).
المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، وإذ يدين بشدة استخدام القوة المفرطة ضد مسيرات الاحتجاج السلمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فإنه يدعو المجتمع الدولي للتحرك الفوري لإجبار حكومة إسرائيل على وقف جرائمها المنظمة ضد المدنيين الفلسطينيين.
هذا ولا تزال مناطق الضفة الغربية المصنفة بمنطقة (C) وفق اتفاق أوسلو الموقع بين حكومة إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية تشهد حملات إسرائيلية محمومة بهدف تفريغها من سكانها الفلسطينيين لصالح مشاريع التوسع الاستيطاني. فقد صعدت سلطات الاحتلال والمستوطنون، وتحت رعاية الحكومة الإسرائيلية ودعم وحماية قواتها، من أنشطتها الاستيطانية واعتداءاتها على أراضي وممتلكات المواطنين، والتي تندرج في إطار تنفيذ خطط للتوسيع الاستيطاني. تقترف تلك الجرائم في ظل صمت دولي وعربي رسمي مطبق، مما يشجع دولة الاحتلال على اقتراف المزيد منها، ويعزز من ممارساتها على أنها دولة فوق القانون

مقتل مدنيين وإصابة 25 آخرين، بينهم 11 طفل و7 نساء في قصف إسرائيلي جديد للقطاع



kolonagaza7

قتل مدنيان وأصيب 25 آخرين بجراح، بينهم 11 طفلاً و7 نساء، في قصف مقاتلات حربية تابعة لقوات الاحتلال نادٍ رياضي يقع في منطقة مكتظة بالسكان في بلدة بيت لاهيا، شمال قطاع غزة، فضلاً عن إلحاق خسائر فادحة في عشرات المنازل والمنشآت الواقعة في محيط المكان. ويوم أمس الأربعاء، قتلت قوات الاحتلال مزارعاً مسناً وعاملاً آخر، وأصابت أربعة مدنيين في ساعات مساء أمس في قصف صاروخي أيضاً، فيما يجري البحث عن ثلاثة آخرين مفقودين داخل أحد الأنفاق على الحدود المصرية جراء قصف قوات الاحتلال. تأتي هذه الجرائم استمراراً للتصعيد العسكري ضد قطاع غزة، والذي كانت قد بدأته قوات الاحتلال منذ ساعات مساء يوم الخميس الماضي الموافق 8/8/201، و راح ضحيته 17 فلسطينياً، بينهم خمسة مدنيين، منهم طفلان، فضلاً عن إصابة 14 آخرين بشظايا القذائف الإسرائيلية، والعشرات جراء إصاباتهم بحطام الزجاج والنوافذ التي دمرت نتيجة القصف، بالإضافة إلى الدمار والخراب الذي لحق بالممتلكات والأعيان المدنية. المركز يعبر عن بالغ قلقه من تزايد عدد الضحايا في صفوف المدنيين نتيجة الاستخدام المفرط للقوة من قبل قوات الاحتلال واستهدافها المنشآت المدنية التي تقع في مناطق مكتظة بالسكان، في استهتار واضح بأرواح المدنيين وممتلكاتهم.
واستناداً لتحقيقات المركز، ففي حوالي 12:05 فجر اليوم الموافق 25/8/2011، أطلق الطيران الحربي الإسرائيلي صاروخاً باتجاه مبنى نادي السلامة الرياضي الواقع قرب سوق مشروع بيت لاهيا ، شمال قطاع غزة ، مما أدى إلى تدميره بالكامل. المبنى يتكون من ثلاث طبقات، يضم الطابق الأول صالة حديد مجهزة، والثاني غرف للإدارة و صالة متعددة الاستخدام، والثالث ملعب خماسي لكرة القدم والطائرة ، المقام علي مساحة 1000 متر2 . كما أدى القصف إلى مقتل اثنين من المدنيين الفلسطينيين أثناء تواجدهما في حديقة منزل المواطن عبد الرحمن محمد المصري ،الواقع في الناحية الشمالية الغربية للنادي، والملاصق له. والقتيلان هما: 1) سلامة عبد الرحمن المصري، 18 عاما ، وهو نجل صاحب المنزل، حيث توفي على الفور؛ و2) علاء عدنان محمد الجخبير، 22 عاماً، من مخيم جباليا ،حيث كان برفقة المصري، وأصيب بنزيف في منطقة الحوض جراء الشظايا، ونقل إلى المستشفى وتوفي بعد ساعتين. فضلاً عن ذلك، أدي القصف إلي إصابة 25 مدنياًَ فلسطينياً من سكان المنطقة، بينهم 11 طفلاً و 7 نساء، بجروح وخدوش نتيجة تطاير زجاج منازلهم وسقوط الحجارة عليهم. وأدى القصف أيضاً إلى إلحاق أضرار بالغة في مجمع أطفال الهدى وهو مبنى مقام على مساحة 1600م2 يحد النادي من الناحية الشمالية، ويضم روضة أطفال ومدرسة للمرحلة الابتدائية. كما ألحق القصف خسائر فادحة في العشرات من المنازل السكنية والمنشآت المدنية المحيطة بالنادي، من بينها 8 منازل تضررت بشكل بالغ، وثلاثة محلات تجارية ، بالإضافة لثلاث مركبات مدنية .
وكانت تلك القوات قد قتلت في ساعات صباح أمس الموافق 24/8/2011، مزارعاً مسناً من سكان مخيم البريج ، وسط القطاع ويدعى إسماعيل نمر أموم، 62 عاماً، حيث تحولت جثته إلى أشلاء، ولم يتم العثور عليه إلا في ساعات المساء. وقد نقلت جثة أموم إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، وهناك تم التعرف عليه. ووفقاً لتحقيقات المركز، كان أموم يعمل في أرض زراعية تعود لآل الخالدي، شمال شرق مخيم البريج، عند استهدافها بصاروخ جوي من قبل الطائرات الحربية.
وفي جريمة أخرى، وفي حوالي الساعة 11:30 مساءً، أطلقت الطائرات الحربية الإسرائيلية صاروخاً واحداً تجاه حي البرازيل، جنوبي مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة. استهدف أحد الأنفاق. وقد أدى ذلك إلى مقتل أحد العمال، ويدعى هشام عدنان عبد الرازق أبو حرب، 20 عاماً من سكان مخيم الشابورة في مدينة رفح، بعد حوالي ساعة ونصف من تحويله إلى مستشفى غزة الأوروبي في مدينة خان يونس. كما أصيب في القصف 4 مواطنين آخرون، هم ثلاثة عمال وأحد أفراد الأمن الوطني، نقلوا إلى مستشفى الشهيد محمد يوسف النجار في المدينة، ووصفت حالتهم بالمتوسطة. وأفادت طواقم الدفاع المدني بفقدان 3 عمال آخرين، جاري البحث عنهم.
المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إذ يدين جرائم قوات الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين فإنه:
1) يؤكد أن استهداف المنازل السكنية والمناطق المكتظة بالسكان والأهداف المدنية، يعكس مدى استهتار تلك القوات بأرواح المدنيين الفلسطينيين، ويحذر من المزيد من التصعيد في الجرائم ضد المدنيين وممتلكاتهم وأعيانهم المدنية في ضوء التصريحات والتهديدات الصادرة عن قادة سياسيين وعسكريين إسرائيليين وهو ما ينذر بسقوط المزيد من الضحايا في قطاع غزة.
2) يؤكد أن تلك الجرائم تندرج في إطار الأعمال الانتقامية والعقاب الجماعي للفلسطينيين خلافاً للمادة الثالثة والثلاثين من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب.
3) يرى أن تقاعس المجتمع الدولي والأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 وفشلها في اتخاذ إجراءات فعالة لوقف جرائم قوات الاحتلال الإسرائيلي، يشكل عنصر دعم وتشجيع لإسرائيل وقوات احتلالها على اقتراف المزيد من جرائم الحرب ضد المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم. إن الحماية القانونية التي توفرها الولايات المتحدة لإسرائيل وتعطيلها المتعمد للقانون الدولي الإنساني ومؤامرة الصمت التي تمارسها الدول الأوروبية اتجاه الجرائم المرتكبة بحق المدنيين الفلسطينيين لا تضع إسرائيل فوق القانون الدولي الإنساني فقط بل وتشجعها بدون حدود على الاستمرار بجرائمها بحق المدنيين الفلسطينيين.

طرابلس في ليلة ذات قدر إبراهيم حمامي

kolonagaza7

الحاكم بأمرهكان طاغية ليبيا ليس ككل الطغاة، كان حاكماً بأمره بكل ما تحمل الكلمة من معان، يرى في نفسه كل صفات العظمة، ويضع نفسه فوق مصاف البشر، فهو رسول الصحراء، ومنقذ البشرية عبر نظريته العالمية الثالثة كما أسماها، وتحول من رافض للألقاب والمناصب إلى ملك ملوك أفريقيا، وأسبغ على نفسه لقب عميد القادة العرب، وشبه نفسه بملكة بريطانيا، ولم يجد غضاضة بأن يتسمى بإمام المسلمين، ناهيك عن باقي الألقاب العابرة من ثائر ومناضل ومجاهد ومكافح ومقاوم، مروراً بهازم أعتى قوة والمنتصر دائماً.
ولأنه مهووس ومفتون بجنون العظمة، أصبح كل ما لديه عظيم: ثورة الفاتح العظيم، النهر الصناعي العظيم، الشعب العظيم، الجماهيرية العظمى، وغيرها من الأسماء رغم أنه لم ينتصر يوماً في مواجهة إلا على شعبه.
تدخل في الشأن الأفريقي فخرج يجر أذيال الخيبة والهزيمة في أوغندا وتشاد، واجه العالم بظاهرته الصوتية ليستسلم تماماً دافعاً تعويضات عما اقترفه من جرائم -لوكربي وملهى برلين وغيرها– مسلماً بالعشرة للغرب ليقبل به مقابل بيع من كان يدعمهم –الجيش الجمهوري الإيرلندي على سبيل المثال– وكذلك برنامجه المزعوم لأسلحة الدمار الشامل، لم يجد يوماً حرجاً بأن ينقلب على مبادئه ليبقى هو الواحد الأوحد، وكل ذلك من دماء وقوت الشعب الليبي.
لا نجد في سيرته شيئا من العظمة مهما حاولنا أن نبحث وننظر، بل سيل من الشطحات والجنون المقنن، كمن يحلم ليلاً لينفذ نهاراً.العظيم الوحيد اليوم هو هذا الشعب الليبي الأبي الذي أطاح به وبعائلته وعصابته في ثورة تابعها القاصي والداني.
ثوار الناتولم يعجب البعض خاصة من أتباع اليسار العربي، وأكثر خصوصيةً يوم ثار الشعب السوري البطل على طاغية آخر، فبدؤوا بابتداع الأسماء وتداعوا لتشويه ثورة الشعب الليبي بكل قوتهم دفاعاً عن معاقلهم الأخيرة في طرابلس ودمشق، رغم دعمهم المطلق لثورات مصر وتونس، وتلقف ذلك بعض "المثقفين" ليطلقوا لأنفسهم العنان في حملة التشويه تلك وليعتمدوا اسم ثوار الناتو، وليطعنوا بثورة الشعب الليبي، وكان منهم رؤساء تحرير وكتاب وإعلاميون، يضخمون الإشاعة ويتغاضون عن المعلومة الموثقة.
بل وصل بهم الإسفاف حد اعتبار برنار هينري ليفي محرك الثورات العربية جميعها، معتبرين كلامه منزلاً غير قابل للشك والطعن خاصة حول رسالته المزعومة لنتنياهو، رغم النفي القاطع والواضح من كل القيادة الليبية الجديدة، ليكرروه في كل لقاء ومقال، بل وصل الأمر ببعضهم وفي بدايات الثورة الليبية للتأكيد وعلى المسؤولية الشخصية أن القاعدة ترتع في شرق ليبيا.
حملة مغرضة أقل ما يقال فيها إنها تختزل ثورة شعب قدم الآلاف من الشهداء والجرحى ومن قلب معاناة استمرت 42 عاماً ، لم نسمع فيها أصواتهم يوم علّق الليبيون على المشانق، وسحلوا في الشوارع، وألقيت فيها جثامينهم في البحر، وهدمت الجرافات بيوت أهاليهم، وزج بأقاربهم في السجن.
لم يعترضوا يوماً على قصف المدن الليبية بالطائرات في تسعينيات القرن الماضي، ولا حصار المدن ومعاقبتها جماعياً، ولا حين ارتكبت المجازر في سجن بو سليم وفي بنغازي أمام القنصلية الإيطالية، ولم يتباكوا على مئات الأطفال الذين حقنوا عمداً بفيروس الإيدز لتلصق وتلفق التهمة لآخرين كما اعترف سيف الإسلام بلسانه لاحقاً.
هذا في ماضي الأيام، وربما يتحججون بأنهم لم يعرفوا ولم يسمعوا، لكن ماذا عن أيامنا هذه، وبعد ثورة الشعب الليبي البطل في شهر فبراير/شباط الماضي؟ أين كانوا وماذا قدموا عندما سقط المئات برصاص مضادات الطائرات في شرق ليبيا؟ أين أنتم –على طريقة من تدافعون عنه- عندما كانت مصراتة والزاوية والزنتان تذبح وما من سائل؟ لِمَ لم نسمع صوتكم ووفود القذافي تطير إلى تل أبيب تستنجد بنتياهو وليبرمان، وشحنات الأسلحة تأتيه من هناك؟ هل أعجبكم مثلاً تحذيره بأن سقوطه سيضر بأمن "إسرائيل"؟

الحاكم بأمرهكان طاغية ليبيا ليس ككل الطغاة، كان حاكماً بأمره بكل ما تحمل الكلمة من معان، يرى في نفسه كل صفات العظمة، ويضع نفسه فوق مصاف البشر، فهو رسول الصحراء، ومنقذ البشرية عبر نظريته العالمية الثالثة كما أسماها، وتحول من رافض للألقاب والمناصب إلى ملك ملوك أفريقيا، وأسبغ على نفسه لقب عميد القادة العرب، وشبه نفسه بملكة بريطانيا، ولم يجد غضاضة بأن يتسمى بإمام المسلمين، ناهيك عن باقي الألقاب العابرة من ثائر ومناضل ومجاهد ومكافح ومقاوم، مروراً بهازم أعتى قوة والمنتصر دائماً.
ولأنه مهووس ومفتون بجنون العظمة، أصبح كل ما لديه عظيم: ثورة الفاتح العظيم، النهر الصناعي العظيم، الشعب العظيم، الجماهيرية العظمى، وغيرها من الأسماء رغم أنه لم ينتصر يوماً في مواجهة إلا على شعبه.
تدخل في الشأن الأفريقي فخرج يجر أذيال الخيبة والهزيمة في أوغندا وتشاد، واجه العالم بظاهرته الصوتية ليستسلم تماماً دافعاً تعويضات عما اقترفه من جرائم -لوكربي وملهى برلين وغيرها– مسلماً بالعشرة للغرب ليقبل به مقابل بيع من كان يدعمهم –الجيش الجمهوري الإيرلندي على سبيل المثال– وكذلك برنامجه المزعوم لأسلحة الدمار الشامل، لم يجد يوماً حرجاً بأن ينقلب على مبادئه ليبقى هو الواحد الأوحد، وكل ذلك من دماء وقوت الشعب الليبي.
لا نجد في سيرته شيئا من العظمة مهما حاولنا أن نبحث وننظر، بل سيل من الشطحات والجنون المقنن، كمن يحلم ليلاً لينفذ نهاراً.العظيم الوحيد اليوم هو هذا الشعب الليبي الأبي الذي أطاح به وبعائلته وعصابته في ثورة تابعها القاصي والداني.
ثوار الناتولم يعجب البعض خاصة من أتباع اليسار العربي، وأكثر خصوصيةً يوم ثار الشعب السوري البطل على طاغية آخر، فبدؤوا بابتداع الأسماء وتداعوا لتشويه ثورة الشعب الليبي بكل قوتهم دفاعاً عن معاقلهم الأخيرة في طرابلس ودمشق، رغم دعمهم المطلق لثورات مصر وتونس، وتلقف ذلك بعض "المثقفين" ليطلقوا لأنفسهم العنان في حملة التشويه تلك وليعتمدوا اسم ثوار الناتو، وليطعنوا بثورة الشعب الليبي، وكان منهم رؤساء تحرير وكتاب وإعلاميون، يضخمون الإشاعة ويتغاضون عن المعلومة الموثقة.
بل وصل بهم الإسفاف حد اعتبار برنار هينري ليفي محرك الثورات العربية جميعها، معتبرين كلامه منزلاً غير قابل للشك والطعن خاصة حول رسالته المزعومة لنتنياهو، رغم النفي القاطع والواضح من كل القيادة الليبية الجديدة، ليكرروه في كل لقاء ومقال، بل وصل الأمر ببعضهم وفي بدايات الثورة الليبية للتأكيد وعلى المسؤولية الشخصية أن القاعدة ترتع في شرق ليبيا.
حملة مغرضة أقل ما يقال فيها إنها تختزل ثورة شعب قدم الآلاف من الشهداء والجرحى ومن قلب معاناة استمرت 42 عاماً ، لم نسمع فيها أصواتهم يوم علّق الليبيون على المشانق، وسحلوا في الشوارع، وألقيت فيها جثامينهم في البحر، وهدمت الجرافات بيوت أهاليهم، وزج بأقاربهم في السجن.
لم يعترضوا يوماً على قصف المدن الليبية بالطائرات في تسعينيات القرن الماضي، ولا حصار المدن ومعاقبتها جماعياً، ولا حين ارتكبت المجازر في سجن بو سليم وفي بنغازي أمام القنصلية الإيطالية، ولم يتباكوا على مئات الأطفال الذين حقنوا عمداً بفيروس الإيدز لتلصق وتلفق التهمة لآخرين كما اعترف سيف الإسلام بلسانه لاحقاً.
هذا في ماضي الأيام، وربما يتحججون بأنهم لم يعرفوا ولم يسمعوا، لكن ماذا عن أيامنا هذه، وبعد ثورة الشعب الليبي البطل في شهر فبراير/شباط الماضي؟ أين كانوا وماذا قدموا عندما سقط المئات برصاص مضادات الطائرات في شرق ليبيا؟ أين أنتم –على طريقة من تدافعون عنه- عندما كانت مصراتة والزاوية والزنتان تذبح وما من سائل؟ لِمَ لم نسمع صوتكم ووفود القذافي تطير إلى تل أبيب تستنجد بنتياهو وليبرمان، وشحنات الأسلحة تأتيه من هناك؟ هل أعجبكم مثلاً تحذيره بأن سقوطه سيضر بأمن "إسرائيل"؟

أكثر من شهر والشعب الليبي يصرخ ويستنجد بالعرب والمسلمين، وما من سائل، أكثر من شهر والشعب الليبي يستفرد به من قبل جزار مجنون لا يراعي فيهم ضميرا أو ذمة، ثم تريدون منهم ألا يقبلوا مساعدة العالم للدفاع عنهم؟
وللتذكير فإن يوم 15 فبراير/شباط شهد سقوط أول شهيد في ثورة الشعب الليبي أمام مبنى المحكمة في بنغازي، والقصف الأول لقوة الحماية الدولية كان يوم 19 مارس/آذار. قرابة الخمسة أسابيع والليبيون وحدهم يحصون قتلاهم وجرحاهم، تدك المباني على رؤوسهم، لم يجدوا قوات عربية أو إسلامية تدافع عنهم ليقولوا لا لقوة الحماية الدولية، ليخرج بعد ذلك من يزايد عليهم.
ما هو بديلكم وأنتم ترددون لو بقيت سلمية كان أفضل لهم. سلمية في وجه الصواريخ والدبابات والطائرات؟ أي منطق هذا وأي عقل؟ من سقط في الأيام الثلاثة الأولى من ثورة الشعب الليبي فاق من سقطوا في تونس ومصر مجتمعين، فاقهم عدداً ونسبة.
ليسوا ثواراً لأحد إلا لأنفسهم، انطلقوا بإيمان وثقة وثبات وعزيمة، قبلوا دعم الغريب بعد أن تخلى عنهم القريب، الذي لم يتخل وصمت بل زايد عليهم، وكأن لسان حالهم يقول، إذا لم يكن إلا الأسنة مركبا فما حيلة المضطر إلا ركوبها.
مصالح الغربوأهم من يظن أن الغرب تدخل من أجل سواد عيون الشعب الليبي، أو حفاظاً عليه، ما حرك الغرب هو مصالحه أولاً وأخيراً، هذا لا يختلف عليه أحد، بل ربما أراد الغرب تقسيم ليبيا، ولذلك وجدناه يماطل ويتثاقل، والمتابع لأداء قوة الحماية الدولية لا بد وأن يتساءل، لماذا بقيت تلك القوة تتفرج على مصراتة وقبلت أن يستعيد القذافي الزاوية؟ ما هي الحكمة في إبقاء ثوار الشرق على أعتاب البريقة ومنعهم من التقدم؟ هل يحتاج باب العزيزية لخمسة أشهر من القصف لتدميره؟
تساؤلات كثيرة ومواقف أسقطها فقط إصرار الشعب الليبي على نيل حريته، وهبته في كل مكان، ولا نبالغ إن قلنا إن صمود مصراتة والزنتان تحديداً أفشل مخططات من كان يسعى للتقسيم وقلب الطاولة عليهم.
نعم هي المصالح، لكن ما يضير الشعب الليبي في ذلك إن التقت المصالح، النفط الذي حرموا من إيراداته لعقود من الزمن عليهم أن يبيعوه لمشترٍ، ما المشكلة أن تكون الأولوية لمن ساعد الليبيين للتخلص من الطاغية؟ لا يمكن أن ينظر الليبيون لموقف الدول التي ساندته ويساويه بالموقف الروسي مثلاً، الذي ما زال يصر أن للقذافي دورا حتى بعد سقوط حصنه.
ما يطمئن أن الشعب الليبي شعب مؤمن محافظ، شعب يفاخر بأن خمس سكانه من حفظة القرآن الكريم، وما سمعناه وشاهدناه حتى اليوم يبشر بالخير الكثير، وبوعي سيسقط كل مؤامرة تحاك في الخفاء لسرقة دماء شهدائه.
ما بعد القذافيلم يترك القذافي مؤسسات أو بنى تحتية يمكن أن يبدأ منها الليبيون، كان في مهمة لتدمير مقدرات البلاد وبشكل منهجي ومنظم لا يتسع المجال لتفصيله، وإن كانت تلك مأساة إلا أنه يمكن تحويلها لايجابيات كثيرة، منها أن الشعب الليبي يبدأ من صفحة بيضاء لا يوجد فيها بقايا نظام كما هو الحال في تونس ومصر، ومنها أن إعادة الإعمار والبناء يعني فرص عمل واستثمارات ونهضة تنموية، ويعني طلاقا بائنا مع تلك الحقبة السوداء في تاريخه، فرصة تاريخية للنهوض بالبلد لتنعكس ثروة ورخاء وحضارة يستحقها الشعب الليبي بجدارة.
لكن لكي يستقيم الأمر ويتم النصر، على الشعب الليبي بكل فئاته ومكوناته أن يتوحد وينصهر تماماً، ويكون ليبياً وليبياً فقط، بعيداً عن القبلية والمناطقية والانتماءات والمعتقدات، وكذلك تجميع السلاح وسحبه، وإعادة تأهيل الأفراد والمؤسسات، والاستعانة بكل الطاقات والخبرات.
ليس الأمر بالهين بعد كل ذلك الكبت، لكنه ممكن وسهل إن وجدت الإرادة والعزيمة، وقدم الجميع مصلحة الوطن على مصلحة الفرد.
ما بعد القذافي مرحلة جديدة يمتد أثرها لما هو أبعد من حدود ليبيا الجغرافية، وانعكاساتها سمعت ومنذ اللحظة الأولى في سوريا واليمن، يوم خرج المتظاهرون يهتفون تحية للشعب الليبي، مستبشرين باللحاق بركبهم في قطار الحرية والانعتاق.
ثورات ثلاث حتى اليوم أسقطت طغاة ثلاثة، كل بأسلوب ونهاية مختلفة، في تونس حرك البوعزيزي الناس وتظاهروا حتى هرب بن علي وبقي لهم العبور بثورتهم نحو بر الأمان، وفي مصر اعتصموا في ميدان التحرير وحركوا كتلهم البشرية حتى تنحى مبارك ليظهر في قفص الاتهام رغم كل محاولات المجلس العسكري هناك، وفي ليبيا بدؤوا بصدور عارية حتى اضطروا لمواجهة وثورة مسلحة أسقطت القذافي ليصبح اليوم طريداً، والبقية تنتظر.
مبروك لليبيا التي ولدت وعشت وترعرت وتخرجت وعملت وتزوجت وأنجبت فيها، مبروك لنا جميعاً، وهنيئاً للثوار بثورتهم المباركة. لقد كانت ليلة شهدنا فيها التاريخ ولم نقرأه، طرابلس كانت على موعد وليلة هي دون شك ليلة ذات قدر.

مشاركة مميزة