الثلاثاء، 21 سبتمبر 2021

تتضمن المرحلة الاولى، 250 وحدة سكنية

kolonagaza7


تتضمن المرحلة الاولى، 250 وحدة سكنية

بتمويل كويتي افتتاح المرحلة الاولى من قرية الكويت السكنية للنازحين بصرواح




افتتح وكيل محافظة مأرب الدكتور عبدربه مفتاح في منطقة الروضة بوادي ذنه التابعة لمديرية صرواح، المرحلة الأولى من مشروع قرية كويت الخير للنازحين، التي تتضمن الف وحدة سكنية من البناء الشعبي، بتمويل من فريق تراحم التطوعي واشراف الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بدولة الكويت وتنفيذ مؤسسة استجابة للأعمال الإنسانية والاغاثية
وتتضمن المرحلة الاولى، 250 وحدة سكنية، تستفيد منها 250 اسرة نازحة الى المنطقة، وتتكون كل وحدة من غرفتين وحمام ومطبخ وصالة على مساحة 35 مترا مربعا.
وعقب الافتتاح الذي حضره مدير الوحدة التنفيذية لادارة مخيمات النازحين بالمحافظة سيف مثنى، ومدير عام مديرية صرواح محمد طعيمان حيث طاف الوكيل في القرية مطلعا على مكوناتها ومستوى التنفيذ، مستمعا الى المستفيدين عن الاحتياجات الخدمية التي يحتاجونها.
واكد الوكيل مفتاح أن السلطة المحلية بالمحافظة تعمل حاليا على سرعة توفير الخدمات العامة للنازحين في القرية من مياه وكهرباء وصحة ومدارس تعليم لابنائهم.. مشيرا الى ان فريق هندسي من الكهرباء سيبدأ من يوم غد تنفيذ أعمال إمداد القرية بالطاقة الكهربائية والسلطة المحلية ستوفر كافة الاحتياجات والتمويل للمشروع.
من جانب آخر أشاد الأستاذ محمد سليم القائم بأعمال مدير مكتب استجابة مأرب بجهود دولة الكويت الشقيقة في اليمن من خلال مشاريعها التنموية المستدامة التي تساهم في التخفيف من معاناة النازحين بالمحافظة مثمنا دور السلطة المحلية بالمحافظة على جهودها المبذولة في إنجاح هذا المشروع.

 

قلقيلية : المحافظ يلتقي رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين

kolonagaza7

قلقيلية : المحافظ  يلتقي  رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين

ويزورون عدد من أهالي الأسرى وأسرى محررين. 


زار رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر، واللواء رافع رواجبة محافظ محافظة قلقيلية، منزل عميد أسرى محافظة قلقيلية محمد داوود " أبو غازي" المحكوم بالسجن مدى الحياة والذي يعاني من ظروف صحية صعبة نتيجة للاهمال الطبي ، والأسير المحرر حسن شريم " أبو علي" للاطمئنان على صحته.

ورافقهم خلال الزيارة طاقم من هيئة الاسرى والمحررين، ومدير هيئة الأسرى والمحررين نائل غنام، ومدير نادي الأسير لافي نصورة، وأسرى محررين من المحافظة.

وخلال الزيارة أكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين على أن قضية الأسرى لها أولوية كبيرة وتحتل الصدارة في سلم أولويات القيادة الفلسطينية ممثلة بالرئيس محمود عباس، داعياً الشعب الفلسطيني وكافة فعالياته وتنظيماته الالتفاف حول أسرانا ودعم صمودهم لمواجهة سياسات الاحتلال اللاانسانية تجاههم.

وأضاف أن إدارة مصلحة السجون وحكومة الاحتلال في الآونة الأخيرة زادت من  تنكيلها بالأسرى خاصة بعد عملية نفق الحرية واعادة اعتقال الاسرى والتنكيل بهم، مؤكدا ان هذه الممارسات تعتبر إرهاب منظم تجاه المعتقلين ومخالفة لحقوقهم التي كفلتها كافة المواثيق الدولية.

من جهته وجه المحافظ التحية الى الاسير زكريا الزبيدي ورفاقه من اسرى نفق الحرية، الذين اسقطوا منظومة الامن الاحتلالية وذلك بفضل عقيدتهم الرسخة وايمانهم بحتمية النصر على السجان، كما وجه التحية الى الاسرى الذين يخوضون معركة الشرف والدفاع عن قضايانا العادلة لافتا الى ان قضية الاسرى هي قضية محورية ولن يكون سلام دون تبييض السجون والافراج عن كافة الاسرى المعتقلين وفي مقدمتهم الاسرى المرضى وكبار السن.

وكان رئيس هيئة الأسرى والمحررين قد استهل زيارته لمحافظة قلقيلية بلقاء عقد في دار المحافظة، التقى خلاله المحافظ وناقشا عدد من القضايا على الساحة الفلسطينية، وفي مقدمتها قضايا الأسرى في سجون الاحتلال.  

هيئة الأسرى : ممارسات إدارة السجون بحق الأسرى انتقامية

kolonagaza7

هيئة الأسرى : ممارسات إدارة السجون بحق الأسرى انتقامية ومخالفلحقوقهم الأساسية والانسانية

 

طالبت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في المحافظات الجنوبية اليوم الأربعاء مجلس حقوق الانسان واللجنة الدولية للصليب الأحمر والمؤسسات الانسانية والحقوقية بالضغط على الاحتلال لوقف الانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين في السجون والمعتقلات الاسرائيلية في أعقاب عملية انتزاع الحرية لأسرى سجن جلبوع ، معتبرةً أن ما تقوم به إدارة السجون من ممارسات انتقامية تحت مبررات وحجج أمنية مخالفة لكل الاتفاقيات والأعراف والمواثيق الدولية .

وقال رئيس لجنة ادارة هيئة شئون الأسرى والمحررين في المحافظات الجنوبية الأستاذ حسن قنيطة أن إدارة مصلحة السجون الاسرائيلية تقوم بعشرات الانتهاكات بحق الأسرى يومياً كاعتقال ذويهم ، وتوزيع الأسرى من غرفهم إلى أقسام وسجون أخرى ، والقيام بالتحقيق مع قيادات الأسرى وعزلهم، هذا بالإضافة إلى الانتهاكات بالتفتيشات والاقتحامات ونصب أجهزة التشويش المضرة، وممارسة العزل الانفرادي، وسوء الطعام كما ونوعا، وسياسة الاستهتار الطبي وخاصة لذوى الأمراض المزمنة ولمن يحتاجون لعمليات عاجلة ، واقتحامات الفرق الخاصة والعبث  بممتلكات الأسرى ومصادرتها .

ودعا قنيطة الجهات الرسمية والأهلية لبذل كافة الجهود لمساندة الأسرى والتأكيد على حقوقهم الأساسية والانسانية وحقهم بالحرية ، وفقاً للمادة الثالثة المشتركة في اتفاقيات جنيف الأربع والتي تطالب بمعاملة إنسانية لجميع الأشخاص (الأسرى والمعتقلين) سواء، وعدم تعريضهم للأذى، وتحرم على الدولة الآسرة الإيذاء أو القتل، والتشويه، والتعذيب، والمعاملة القاسية، واللاإنسانية، والمهينة، واحتجاز الرهائن، والمحاكمة غير العادلة)، وطالب وسائل الاعلام المشاهدة والمقروءة والمسموعة بالتركيز على تلك الانتهاكات وفضحها وتقديم شكاوى من قبل المنظمات الحقوقية العربية والدولية بحق مرتكبيها من ضباط إدارة مصلحة السجون والجهات الأمنية الإسرائيلية في تجاوز الاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الأسرى .

  prm2.detainees@gmail.com

 

قلقيلية : لجنة المرأة للعمل الاجتماعي تنظم

kolonagaza7

قلقيلية : لجنة المرأة للعمل الاجتماعي تنظم وقفة مساندة للأسرى





نظمت لجنة المراة للعمل الاجتماعي في اقليم حركة فتح/قلقيلية وقفة مساندة للاسرى في سجون الاحتلال، وذلك اليوم وسط مدينة قلقيلية في ميدان الشهيد ابو علي اياد.

وشارك في الفعالية اللواء رافع رواجبة محافظ محافظة قلقيلية، وامين سر حركة فتح محمود ولويل واعضاء من الاقليم، ومدير نادي الاسير لافي نصورة، ومدير هيئة الاسرى والمحررين نائل غنام، وممثلين عن المؤسستين المدنية والعسكرية، وفعاليات رسمية وشعبية واسرى محررون من المحافظة.

ورفع المشاركون الاعلام الفلسطينية والشعارات المنددة بسياسة القمع التي ينتهجها الاحتلال بحق الاسرى.

و نقل المحافظ تحيات الرئيس ابو مازن للاسرى الصامدين في سجون الاحتلال، مؤكدا التمسك بالثوابت الوطنية وعلى رأسها قضية الاسرى المحورية التي لن يكون سلام دون الافراج عنهم، مشيدا بالاسرى وبطولاتهم وتحديهم للاحتلال واجراءاته القمعية وانتصارهم على السجان وغطرسته، مؤكدا الالتفاف حول الاسرى وقضيتهم العادلة، داعيا الى توسيع دائرة الفعاليات الداعمة لهم ولحمايتهم من بطش الاحتلال، مطالبا المؤسسات الدولية والحقوقية الوقوف عند مسؤوليتها للجم الاحتلال ووقفه عن جرائمه بحق اسرانا.

وفي كلمتها عن لجنة المراة للعمل الاجتماعي وجهت حنان حسنين تحية للاسرى القابعين في سجون الاحتلال والذين يتعرضون لهجمة شرسة تهدف الى النيل من عزيمتهم وصمودهم، مؤكدة ان هذه الاجراءات لن تنال من ارادة شعبنا واسرانا، وشمس الحرية ستبزع حتما لا محال، داعية احرار العالم للوقوف الى جانب قضية الاسرى العادلة.

 

 

قلقيلية : وزير العمل والمحافظ يفتتحان العام الدراسي

kolonagaza7 

قلقيلية : وزير العمل والمحافظ يفتتحان العام الدراسي التدريبي لمراكز التدريب المهني

 


افتتح وزير العمل الدكتور نصري ابو جيش واللواء رافع رواجبة محافظ محافظة قلقيلية العام الدراسي التدريبي ( 2021-2022)، وذلك في مقر مركز التدريب المهني بمدينة قلقيلية.

وشارك في الافتتاح رئيس بلدية قلقيلية د.هاشم المصري، وطارق شاور رئيس الغرفة التجارية، ومدير عام التدريب المهني م.حمدالله صابر وايوب رابي مدير مديرية العمل وشهير يعقوب مدير مركز التدريب، وممثلين عن عدد من المؤسسات الرسمية والنقابات.

وفي كلمته أشاد الوزير بصمود أهالي محافظة قلقيلية، معربا عن فخره بما يسطره أهالي المحافظة من صمود أسطوري وتحدي لاجراءات الاحتلال ومستوطنيه، مشيرا الى انه ولهذا السبب قررنا افتتاح العام الدراسي المهني في فلسطين من محافظة المحافظة المحاصرة، وللتأكيد على أهمية التعليم المهني في حياتنا اليومية، وهذا يأتي ضمن توجيهات الحكومة الفلسطينية بالتركيز على التعليم المهني ورفع نسبته، وأضاف أن التعليم المهني أساس تطور المجتمعات، لافتا الى أنه تم اتخاذ قرار بتأسيس جامعة نابلس للتدريب المهني وتم وضع حجر الاساس لها في مدينة نابلس.

وأشار الوزير الى انه يوجد 37 برنامج وتخصص في مراكز التدريب المهني، ويتم طباعة مناهج ومقررات لها، اضافة الى ان الوزارة قامت بتوسيع مراكز التدريب المهني،  وتم بناء مركزين جديدين، وضمن خطة الوزارة ايضا في تطوير مراكز التدريب المهني تم العمل على انشاء مركز التدريب المهني الخاص بميكانيك الالات الزراعية في محافظة طوباس ومركزا آخر في رام الله مختص بالتعليم الرقمي ومركز آخر في الجنوب.

ولدعم المتدربين والخريجين من مراكز التدريب عملت الوزارة على توفير مبلغ من المال للطالب الخريج جزء منه قروض بفائدة صفرية لتكون اللبنة الاساسية للانطلاق في مشروع المتدرب، متمنيا للطلبة المتدربين التوفيق وعاما دراسيا تتحقق به الامال والتطلعات.

 

بدوره تمنى المحافظ للطلبة التوفيق في حياتهم العملية والتدريبية، ناقلا تحيات الرئيس محمود عباس لهم ولذويهم وللعاملين في مركز التدريب المهني، وعبر عن غبطته بزيارة الوزير ابو جيش المتفهم لقضايا التدريب المهني ودور هذه المراكز الهام التي تشكل رافدا لسوق العمل، وأكد على أهمية تشجيع التدربب المهني ليؤسس لتنمية مهنية شاملة لها ابعادها التنموية، وأضاف أن التعليم بكافة أشكاله هو مقوم من مقومات الصمود والتحدي للاحتلال، موجها التحية الى اسرى الحرية الذين يدافعون عن كرامة الامة، واضاف"اننا ونحن نفتتح هذا العام نستذكر الاسرى وتضحياتهم وفي مقدمتهم أسرى نفق الحرية الستة،ودعا الى اسناد الاسرى ودعم نضالهم المستمر في وجه السجان".

ومن جانبه رحب مدير المركز شهير يعقوب بالحضور معرفا بالمركز وانجازاته وأقسامه، مؤكدا أن المركز يخرج 100-120 متدرب في العام التدريبي ويحصل الطالب بذلك على دبلوم تدريبي، داعيا الى اسناد المركز ليستمر في أداء مهامه التدريبية.

وفي نهاية حفل الافتتاح قام الحضور بجولة في المركز اطلعوا على اقسامه واستمعوا لشرح الى المهمات التي تؤديها هذه الاقسام.

 

 

قلقيلية : المحافظ يلتقي وفدا من وزارة الداخلية

kolonagaza7 

 

قلقيلية : المحافظ يلتقي وفدا من وزارة الداخلية

 

استقبل اللواء رافع رواجبة محافظ محافظة قلقيلية في مكتبه اليوم وفدا من وزارة الداخلية ترأسه وكيل وزارة الداخلية يوسف حرب.

وخلال اللقاء رحب المحافظ بالوفد وأشاد بالجهود التي تبذلها الوزارة في خدمة المواطنين، مؤكدا اهمية التواصل الذي تقوم بها الوزارة، مستعرضا الواقع الصحي في ظل جائحة كورونا، مؤكدا أنه في محافظة قلقيلية تم تشكيل لجنة الاسناد للقطاع الصحي واللجنة جمعت تبرعات من أهل الخير أبناء المحافظة، الامر الذي يساعد في اسناد القطاع الصحي لمواجهة هذا الوباء الخطير، لافتا الى انه يتم تنفيذ تعليمات الحكومة وخاصة فيما يتعلق بمنع التجمعات والاحتفالات.

من جانبه أشاد الوكيل بصمود أهالي محافظة قلقيلية، ناقلا تحيات رئيس الوزراء الدكتور محمد اشتية، واكد أن هذه الزيارة تاتي في اطار التواصل وتبادل وجهات النظر حول قضايا تهم الرأي العام وخاصة موضوع جائحة كورونا.

وجرى خلال اللقاء بحث عدد من القضايا تتعلق بعمل وزارة الداخلية وتذليل العقبات ان وجدت.

قنيطة : الأسير الجريح أيمن الكرد بحاجة للمتابعة الطبية

kolonagaza7

قنيطة : الأسير الجريح أيمن الكرد بحاجة للمتابعة الطبية


طالب رئيس لجنة هيئة شؤون الأسرى والمحررين في المحافظات الجنوبية الأستاذ حسن قنيطة اليوم الأحد المؤسسات الحقوقية والانسانية بمتابعة الحالة الصحية للأسير المقدسى الجريح أيمن حسن محمد الكرد ( 22 عاما) من سكان حي كفر عقب ، المعتقل منذ 19/9/2016 بمنطقة باب الساهرة في القدس، بعد أن أصيب بجروح خطيرة إثر إطلاق جنود الاحتلال النار عليه من مسافة قريبة، ووجهت له المحكمة تهمة تنفيذ عملية طعن بحق الجنود ، وحوكم بالسجن 35 عاما ، وفرضت عليه دفع تعويض مالي للجنديين المصابين قدره 330 ألف شيكل (حوالي 93 ألف دولار).

وبين قنيطة أن الأسير الكرد يعاني من شلل في أطرافه السفلية ومتواجد في مستشفى سجن مراج بالرملة ، ويتنقل بواسطة كرسي متحرك، ويعيش ظروفا صحية صعبة ، ويحصل يومياً على أكثر من 10 حبات دواء، منها مسكنات، ومنها دواء للمعدة ، ويحتاج إلى فرشة وحذاء طبي، بسبب أوجاع الفرشة العادية التي تضاعف آلام ظهره، وبسبب أوجاع قدميه من ارتداء الأحذية العادية .

وقال قنيطة أن إدارة السجون تستهتر بحياة الأسرى المرضى في تأمين احتياجاتهم وفي إجراء العمليات الجراحية وتقديم العلاجات المناسبة ، و لا تسمح بادخال طواقم طبية ، وترفض تسليم ملفاتهم لعرضها على أطباء خارج السجون ، الأمر الذى يوقع المزيد من الشهداء سواء كانوا في السجون أو بعد التحرر متأثرين بأمراضهم التى توارثوها داخل المعتقلات والزنازين .

وأشار أن الاحتلال الاسرائيلى غير ملتزم بالقوانين والمواثيق الدولية، وينتهك الحقوق الأساسية والانسانية، مطالباً الجهات المختصة والمؤسسات التي تعمل في مجال الصحة وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية أن تطالب بحماية الأسرى المرضى وتعمل على حماية الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التى تتجاوزها سلطات الاحتلال يومياً ولحظياً بحق الأسرى المرضى .

prm2.detainees@gmail.com

إلى متى غياب الإرادة السياسية العربية بالتعاون والتكامل؟!

kolonagaza7

إلى متى غياب الإرادة السياسية العربية بالتعاون والتكامل؟!

صبحي غندور*

لقد مرّ ما يقارب العقدين من الزمن على إشعال شرارة الحروب الأهلية العربية المستحدثة في هذا القرن الجديد، والتي بدأت من خلال الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003 وتفجير الصراعات الطائفية والمذهبية والإثنية فيه، ثمّ من خلال اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في العام 2005، ثمّ بالمراهنة على تداعيات الحرب الإسرائيلية على لبنان وغزّة في العام 2006، ثمّ بتقسيم السودان في مطلع العام 2011 وفصل جنوبه المختلف دينياً وإثنياً عن شماله، ثمّ بتحريف مسارات الحراك الشعبي العربي الذي بدأ بتونس ومصر متحرراً من أي تأثير خارجي، وسلمياً في حركته، فانعكس على دولٍ عربية أخرى، لكنّه انحرف عن طبيعته السلمية المستقلّة بسبب التأثيرات والأجندات الإقليمية والدولية المختلفة، حيث أراد بعضها توظيف الانتفاضات الشعبية العربية لكي تكون مقدّمةً لحروبٍ أهلية ولتغيير سياسات وخرائط أوطان، وليس حكومات وأنظمة فحسب.

وقد رافق هذه الأجندات الإقليمية والدولية المتصارعة على الأرض العربية نموّ متصاعد لجماعات التطرّف المسلّحة التي استغلّت حالات الفوضى والعنف لكي تمتدّ وتنتشر، بعدما صنعت والدتها "القاعدة" لنفسها قيمة دولية كبرى من خلال أحداث 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة وفي أماكن أخرى بالعالم.

وقد استغلّت إسرائيل طبعاً هذه الصراعات العربية البينية، فواصلت عمليات الإستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلّة مراهنةً أيضاً على تحوّل الصراع الأساس في المنطقة من صراعٍ عربي/إسرائيلي إلى صراعاتٍ عربية/عربية، وعربية/إيرانية، وعلى تقسيمات طائفية ومذهبية تبرّر أيضاً الاعتراف بإسرائيل كدولةٍ يهودية.

حدثت كل هذه التطورات الهامّة بينما العرب منشغلون في أوضاعهم الداخلية أو منقسمون ومتصارعون حول قضايا جوارهم العربي والإقليمي. فلا توافق عربي على أي أزمة عربية، ولا مرجعية عربية واحدة فاعلة، ولا رؤية عربية مشتركة لمستقبل المنطقة في ضوء المتغيّرات الحاصلة. ولعلّ ما يزيد من حجم المرارة في وصف الحاضر العربي أنّ الشعوب، وليس الحكومات فقط، غارقة أيضاً في الانقسامات وفي الخضوع لما تنقله وتعرضه بعض وسائل الإعلام العربية من تحريض وتعبئة وأكاذيب ضدّ "الآخر" في الوطن نفسه أو في الأمَّة عموماً.

هو انحطاط حاصلٌ الآن، بعدما استباحت القوى الأجنبية (الدولية والإقليمية)، وبعض الأطراف العربية، عسكرة الحراك الشعبي واستخدامَ السلاح الطائفي والمذهبي والإثني في حروبها، وفي صراعاتها المتعدّدة الأمكنة والأزمنة خلال العقود الأربعة الماضية. وقد ساهم في ترسيخ هذا الواقع الانقسامي الأهلي، على المستوى الشعبي العربي، هيمنةُ الحركات السياسية ذات الشعارات الدينية، وضعفُ الحركات السياسية ذات الطابع الوطني أو العربي التوحيدي، إضافةً لاستمرار غياب دور مصر الريادي الإيجابي في الأمّة العربية.

ومهما حدثت تطوّرات إيجابية على الصعيد الدولي، فإنّ السؤال يبقى: ما ينفع أن تخرج الأزمات العربية من النفق المظلم بينما تستمرّ عيون العرب معصوبةً بسواد الانقسامات الطائفية والمذهبية، وأياديهم مقيّدةً بسلاسل الارتباطات الخارجية!؟.

ولقد أدّى هذا الواقع الانقسامي، وما يزال، إلى بعثرة الطاقات العربية (المادية والبشرية) وإلى صعوبة تأمين قوّة فاعلة واحدة لمواجهة التحدّيات الخارجية أو للقيام بدورٍ إقليمي مؤثّر تجاه الأزمات المحلية، بل أدّى أيضاً لوجود عجزٍ أمني ذاتي في مواجهة ما يطرأ من أزماتٍ وصراعات داخل المنطقة ممّا برّر الاستعانة بقوًى أمنية خارجية في أكثر من مكان ومحطّة زمنية ..

المنطقة العربية تتميّز عن غيرها من بقاع العالم بميزاتٍ ثلاث مجتمعة معاً:

فأولاً، تتميّز أرض العرب بأنّها أرض الرسالات السماوية؛ فيها ظهر الرسل والأنبياء، وإليها يتطلّع كلّ المؤمنين بالله على مرّ التاريخ، وإلى مدنها المقدّسة يحجّ سنوياً جميع أتباع الرسالات السماوية من يهود ومسيحيين ومسلمين.

وثانياً، تحتلّ أرض العرب موقعاً جغرافياً هامّاً جعلها في العصور كلّها صلة الوصل ما بين الشرق والغرب، ما بين أوروبا وآسيا وأفريقيا، وبين حوض المتوسّط وأبواب المحيطات. ومن هذا الموقع الجغرافي الهام خرجت أو مرَّت كلّ حضارات العالم سواء القديم منه أو الحديث.

وثالثاً، تمتلك أرض العرب خيراتٍ طبيعية اختلفت باختلاف مراحل التاريخ، لكنّها كانت دائماً مصدراً للحياة والطاقة في العالم. فهكذا هو الحال منذ أيام الإمبراطورية الرومانية التي كانت خزائن قمحها تعتمد على الشرق العربي وصولاً إلى عصر "البترو - دولار" القائم على مخازن النفط في أرضنا.

***

وهذه الميزات الإيجابية جعلت المنطقة العربية دائماً محطّ أنظار كلّ القوى الكبرى الطامعة في السيطرة والتسلّط..

فتحْتَ شعار "تحرير أرض مهد السيد المسيح" برّر الأفرنجة (الصليبيّون) غزواتهم للمنطقة العربية، بينما الهدف الحقيقيّ منها كان السيطرة على المنطقة العربية وخيراتها الاقتصادية، في ظلّ الصراعات والأزمات التي كانت تعصف بأوروبا..

وتحت شعار استمراريّة "الخلافة الإسلامية" برَّر العثمانيون سيطرتهم على معظم البلاد العربية..

وتبريراً لإقامة حاجز بشري يفصل المشرق العربي عن مغربه، كانت فكرة إقامة دولة إسرائيل في فلسطين بذريعة أنّها أرض هيكل سليمان!!

كذلك الأمر بالنسبة للموقع الجغرافي الرابط بين القارات؛ منذ الإسكندر الكبير الذي احتلّ مصر وبنى الإسكندرية ليصل إلى شرق آسيا، وحتّى مرحلة حملة نابليون، ثمّ الاحتلال البريطاني وبناء قناة السويس لتسهيل السيطرة على المحيط الهندي.

أيضاً، تتميّز المنطقة العربية في تاريخها المعاصر عن باقي دول العالم الثالث، أنّ الدول الكبرى، الإقليمية والدولية، تتعامل مع هذه المنطقة كوحدةٍ متكاملة مستهدَفة وفي إطار خطّة إستراتيجية واحدة لكلّ أجزاء المنطقة، بينما تعيش شعوب المنطقة في أكثر من عشرين دولة وفق ترتيباتٍ دولية وضعتها القوى الأوروبية الكبرى في مطلع القرن العشرين.

عدة حكومات عربية اضطرّت للأستعانة بقوى إقليمية ودولية لحل صراعات ومشاكل داخلية أو بسبب مشاكل على حدودها مع دول الجوار العربي أو الإسلامي. حصل هذا الأمر أيضاً مع أوروبا الغربية التي اضطرّت للاستعانة بالولايات المتحدة الأميركية لمعالجة تداعيات الحرب اليوغسلافية في حقبة التسعينات بعدما عجزت دولها عن وقف هذه الحروب على أرضها، إذ رغم القوّة العسكرية الخاصّة للبلدان الأوروبية ورغم ما بينها من صيغ للتعاون الأوروبي إلا أنّها افتقدت الأداة العسكرية المشتركة والإرادة السياسية الواحدة، فاضطرّت إلى اللجوء لواشنطن لطلب المساعدة!.

لكن الدول الأوروبية نجحت في تطوير صيغ التعاون فيما بينها على مدار سبعة عقود ماضية، رغم ما هي عليه من تباين عرقي وثقافي واجتماعي ومن تاريخٍ مليء بالحروب والصراعات الدموية، بينما لم يدرك العرب ذلك بعد، وعجزت جامعة الدولة العربية عن فعل ذلك رغم العمر الزمني المشترك بين التجربتين: الأوروبية المشتركة وجامعة الدول العربية! ألا يؤكّد ذلك أنّ المشكلة هي في انعدام القرار السياسي أو في سوء استخدام هذا القرار وليس في توفّر الظروف المناسبة أو الإمكانات المتاحة؟! فما يربط بين الدول العربية هو أكبر بكثير من عوامل الربط بين دول الاتحاد الأوروبي، لكن هناك على الطرف العربي غياب للقرار السياسي بالتعاون والتكامل؛ ثمّ أنّه إذا توفّر هذا القرار فيكون من خلال سوء أسلوب في الإدارة والتعامل والخطط التنفيذية، كما حصل في تجارب وحدوية عربية عديدة أدّت نتائجها إلى مزيدٍ من الشرخ والانقسام بدلاً من الاتّحاد والتعاون.

لكن أيضاً من دروس التجربة الاتّحادية الأوروبية، أنَّ هذه الدول تحكمها مؤسّسات سياسية ديمقراطية وتُخضع قرار الاتّحاد فيما بينها إلى الإرادة الشعبية في كلّ بلد فلا تفرض خيار الوحدة بالقوة، ولا يضمّ الكبير القوي في أوروبا... الصغير الضعيف فيها، وكان ذلك درساً كبيراً من دروس الحربين العالميتين الأولى والثانية ومن تجارب ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشستية، حيث أنّه تأكّد لشعوب أوروبا أنَّ خيار الديمقراطية، وأسلوب الإقناع الحر بأهمّية الاتّحاد، هما الطريق لبناء مستقبلٍ أفضل لكلّ بلدٍ أوروبي وللتعاون الأوروبي المشترَك .. فهل أدرك العرب أيضاً هذه الدروس من تاريخهم وتاريخ تجارب الشعوب الأخرى؟!

***

إنّ سلبيّات الواقع العربي الراهن لا تتوقّف فقط على المخاطر الناجمة عن عدم إدراك دروس التاريخ والجغرافيا، بل أيضاً على كيفيّة رؤية وإعداد أصحاب الأرض العربية لأنفسهم ولهويّتهم ولأوضاعهم السياسية والاجتماعية.

ففي هذا الزمن الرديء الذي تمرّ به المنطقة العربية، تزداد مشاعر اليأس بين العرب وتصل ببعضهم إلى حدّ البراءة من إعلان انتمائهم العربي، وتحميل العروبة مسؤولية تردّي أوضاعهم. فهؤلاء يخلطون بين إيجابيات الانتماء للأمَّة العربية وبين الظروف التي تمرّ بها، أي الخلط بين "هُوية العروبة" وبين الأنظمة والمنظّمات، بين الهويّة الثقافية وبين الممارسات السياسية. فهي مشكلة التعامل مع الانتماء العربي بالنظرة الآنية إليه وليس بمقدار ما هو قائمٌ موضوعياً.

فالحالة العربية السوداويّة الراهنة هي مسؤولية الرافضين لهويّتهم العربية المشتركة قبل غيرهم، فهؤلاء هربوا من المشكلة إمّا إلى "الأمام" لانتماءات أممية تُغيّب الهويّة العربية (بأسماء عِلمانية أو دينية)، أو إلى "الخلف" بالعودة إلى القبلية والطائفية والعشائرية..

إنّ الأمَّة العربية تعيش الآن حالاتٍ انقسامية مرَضيّة بأسماء طائفية أو مذهبية أو إثنية، والبعض ينظر إليها للأسف من أطر جغرافية ضيّقة وكأنّها تحدث فقط في هذا البلد أو ذاك، وبمعزل عن التأثير الدولي والإقليمي المغذّي لهذه الانقسامات في المنطقة كلّها، وعن الفهم الخاطئ أصلاً للدين أو للهويّة القومية اللذين يقوم كلاهما على التعدّدية ورفض التعصّب أو الانغلاق الفئوي.

كثيرون يتنافسون الآن على إشعال فتاوى "الفقه الديني"، والعديد من هذه الفتاوى يُفرّق ولا يُوحّد، لكن "فقه التاريخ والجغرافيا" ما زال عِلماً لم يُدركْه العرب بعد.!

إنّ شعوب الأوطان العربية عانت وتعاني الكثير من جرّاء خلافات على ما حدث في التاريخين العربي والإسلامي من صراعات داخلية ومن أدوار أجنبية مختلفة، وهي مسائل جرت في الماضي ولا يمكن الآن تغييرها أو إعادة تصحيح أخطائها، بينما تقدر هذه الشعوب والطلائع المثقّفة فيها على تصحيح واقعها الراهن وحاضرها الممزّق فكرياً وعملياً، سياسياً وجغرافياً. فشرط نهضة العرب الآن هو تجاوز ما حدث في التاريخ، وتصحيح ما هو واقعٌ من انقسام وتمزّق بين العرب.. وفي الجغرافيا العربية!.

* مدير "مركز الحوار العربي" في واشنطن

Twitter: @AlhewarCenter

Email: Sobhi@alhewar.com

يا فتيةَ الشامِ!

kolonagaza7

 

يا فتيةَ الشامِ! أليسَ منكم رجلٌ رشيدٌ، يَدعمُ مشروعَ إسقاطِ حكمِ

بشار؟


 الدكتور موفق السباعي

لقد كان الهدفُ الأولُ للثورة السورية، منذ انطلاقتها قبل أكثر من عشر سنوات ونصف، هو: إسقاطُ حكمِ بشار بكل أركانه، ومؤسساته، وشبيحته (بلطجيته)، واقتلاعهم جميعاً من جذورهم، وبناءُ نظام جديد، يُؤَّمن للناس الحرية الكاملة، في اختيار من يحكمه.ولكن – للأسف العميق – تسلطَ على قيادة الثورة، أوباشُ الناسِ وأراذلُهم، وحثالاتُهم، وأشرارُهم، وسفهاؤُهم، وفجارُهم، وممن ليس في قلوبهم، مثقالُ ذرةٍ من ضمير، ولا خلق ولا دين ولا قِيَمٍ، وممن تسيطر عليهم عقليةُ التجارة، وممن يعملون في حساب الربح المادي، دون مراعاة، ولا اهتمام للآلاف المؤلفة من الأرواح البريئة، التي تُقتل بسببهم، وممن يهمهم الوجاهةَ، والبروزَ أمام وسائل الإعلام، والظهورَ بمظهر القائدِ، والرئيس! علماً بأنهم أغبى من الحمير.

تشكيل الفصائل المسلحة

وتشكلت خلال مسيرة الثورة! تشكيلاتٌ مقاتلةٌ كثيرةٌ، بعدد حبات رمل بادية الشام، وفصائلٌ مسلحة عديدة بعدد حصى سورية. حيث كان كل من هب ودب، وممن يُتقن شيئاً من فن الحرب، حسبما تعلمه من أستاذته أثناء الخدمة العسكرية الإجبارية، وممن لا يُتقن من فنون الحرب شيئاً.الكل أخذ يقوم بتشكيل مجموعة مسلحة، قد لا يزيد عددها على عدد أصابع اليد الواحدة، أو عدد أصابع اليدين معاً، بذريعة مقاتلة جنود نظام بشار. والبعضُ كان صادقاً في نيته، والبعضُ الآخر كان كاذباً، منافقاً، متاجراً بأرواح السوريين. والمصيبةُ الكبرى! والداهيةُ الدهياءُ!  أنه لم يكن يوجد أي رابط ، أو أي علاقة، أو أي تنسيق، أو أي تعاون بين هذه التشكيلات الكثيرة – إلا قليلاً جداً منها – في بداية نشوئها على الأرض السورية. ثم بعد فترة من الزمن، أخذت بعض التشكيلات، تندمج مع بعضها البعض، وتكون تشكيلاً جديداً، تحت مسمى جديد. وكان بعضها يحمل أفكاراً دينية صحيحة، وبعضها كان يتبنى أفكاراً دينية متشددة، وبعضها الآخر كان يحمل أفكاراً وطنية، أو قومية، أو علمانية، أو يسارية. والبعضُ الرابعُ، لم يكن لديه أي أفكار، ولا عقائد، سوى السلب، والنهب، والمتاجرة بالسلاح، والتهريب، وسواها من الأعمال الخسيسة الدنيئة. وللحقيقة والتاريخ! نقول: بكل اعتزاز، وفخر، أن أكثر تلك التشكيلات، والفصائل المسلحة – إلا قليلاً منها -  قد أبلت في بداية الثورة، بلاءً حسناً، في القتال ضد المليشيات الأسدية، والشيعية، والإيرانية، التي دخلت منذ بداية الثورة للدفاع عن حكم بشار. وبالرغم من بعض الانكسارات، والهزائم التي مُنيت بها تلك التشكيلات، والانسحابات الاضطرارية - بدون أوامر خارجية - من المناطق التي كانت تسيطر عليها، مثل بابا عمرو في حمص، ثم القصير التابع لحمص، ثم بعدها الزبداني وداريا في دمشق، إلا أن المد الثوري والقتالي، كان مشتعلاً ومتأججاً بشكل كبير في كل أنحاء سورية، واستطاعت تلك التشكيلات، من تحرير مساحاتٍ واسعةٍ من سورية، تزيد عن 70% من المساحة الكلية لسورية.

الاحتلال الروسي

وبالرغم من دخول روسيا في 30/9/2015 سورية، وبدءِ احتلالها الفعلي لها، ومجيئها بعددها وعتادها، وقضها وقضيضها، وأسلحتها الفتاكة المدمرة، وقيام طائراتها الفتاكة بغاراتها الجوية اليومية، وإلقائها أطناناً من حممها المتفجرة، على المدنيين الأبرياء، واستخدامها لمئات من أسلحتها الجديدة في سبيل تجربتها، إلا أنها لم تتزحزح المقاتلين الأشاوس، عن أماكنهم، ولم تحدث أيُ انسحابات من المناطق المحررة في تلك الفترة ولمدة عام كامل. إلى أن تدخل طرف آخر، لم يكن في العير ولا في النفير، فبدأ بعرض إغراءات مادية على أفراد من المقاتلين، ذوي النفوس المريضة، والضمائر الميتة؛ فتركوا أماكنهم في الرباط والثغور، حول حلب التي كاد المقاتلون أن يدخلوها، ويحرروا مركزها، ويسيطروا عليها، وانضموا إلى جيشه، الذي كان يعمل على السيطرة على المناطق الشمالية، بذريعة القضاء على الإرهاب. ثم جاءت الطامةُ الكبرى، بعد أن أتم سيطرته على الشمال، صدرت الأوامر، إلى بقية المقاتلين المنهزمين نفسياً، الضعفاء عقلياً، صغار الأحلام، المهازيل، الواهنين، المستخذين، الذين لا يكادون يفقهون حديثاً، وكانوا ما يزالون يقاتلون في حلب، بالانسحاب منها، وتسليمها على طبق من ذهب لحضرة بشار، مع العلم أن بعض المقاتلين المؤمنين الصادقين، استمروا في القتال حتى استُشِهدوا وفازوا بجنة عرضها السماوات والأرض. وقد شهد شاهدٌ من أهله حديثاً، على ما حصل في ذلك الوقت البئيس، الكئيب، التعيس.

انكشاف خبيئة المقاتلين

وقد أثبتت تلك الأحداث الأليمة، الحزينة، المرعبة، مقدارَ هزالة أولئك المقاتلين، وخسةَ نفوسهم، وسوءَ تربيتهم، وحقارة أعمالهم، ونذالة أخلاقهم، ودناءة سلوكهم، وخُبْثَ طويتهم، ومرضَ قلوبهم.وأظهرت أيضاً مقدارَ خيانتهم الله، ورسوله، والمؤمنين، والشهداء، ومدى استخفافهم بالناس، الذين تشردوا، ونزحوا عن ديارهم، في أيام البرد، والصقيع، والثلج.

فويلٌ لهم! ثم ويلٌ لهم! من عذاب الله الشديد، وويلٌ لهم من معصية أوامره ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلا تُوَلُّوهُمُ الأدْبَارَ (١٥) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (١٦) ﴾ الأنفال.

والتاريخُ سيسجل كل شيء، ولن يرحم الخائنين، المدبرين، المنهزمين! كما لن يرحم الذين شجعوهم على الخيانة، وحرضوهم عليها لقاء، دريهمات قليلة، ولقاء لُعَاعة من الدنيا. ومن بعد ذلك! استمر مسلسلُ الانسحابات من المناطق المحررة، وتسليمُ الأسلحة بكافة أنواعها، وأشكالها، الثقيلة والخفيفة بنفس الطريقة، إلى أن استقر المقاتلون في إدلب وما حولها، وألقوا بأحمالهم، وأثقالهم إلى الأرض، وقعدوا مع القاعدين، ومع الخوالف، وأخلدوا إلى الحياة الدنيا – إلا قليلاً منهم – واستكانوا، واستسلموا للإغراءات المالية، وخضعوا وخنعوا للأوامر الخارجية، التي تريد القضاء على الثورة، وإخماد لهيبها، بأي شكل من الأشكال.

وللأسف الشديد! فقد تحقق لتلك الجهات الخارجية الأجنبية، كل ما خططت له، وكل ما تريده.. لأنها وجدت مقاتلين، لا يملكون وازعاً من دين، ولا رادعاً من ضمير، ولا يعرفون رباً، ولا أهلاً، ولا وطناً، ولا يملكون أي مشاعر إنسانية! إنهم يرون بأم أعينهم، كيف النساءُ، والأطفالُ، والرضعُ، والبهائمُ الرتعُ، والمستضعفون يُقتلون يومياً على أيدي المليشيات الروسية، والإيرانية، والشيعية، والأسدية، ولا يَرِفُ لهم جفنٌ، ولا تهتزُ شعرةٌ في جسدهم، ولا يحزنون، ولا يألمون، ولا تأخذهم الغيرة والحمية للدفاع عنهم!.. لأنه أصبحت قلوبُهم قاسيةً، كقلوب بني إسرائيل قديماً ﴿ ثُمَّ قَسَتۡ قُلُوبُكُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰ⁠لِكَ فَهِیَ كَٱلۡحِجَارَةِ أَوۡ أَشَدُّ قَسۡوَةࣰۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ البقرة 74.

مسيرةُ المقاتلين، وحقيقةُ هدفهم

ومن هذا العرض التاريخي لمسيرة الثورة، ومسيرة المقاتلين، الذين بعضهم! تطوعوا للقتال في سبيل الدفاع عن الحرمات، والأعراض، وكانوا فعلاً مخلصين، وصادقين، وأفضى قسم منهم إلى ربهم، وكسبوا لقب الشهداء بحق وصدق. وبعضهم الآخر! وهو الأغلب، تجندوا للقتال في سبيل الطاغوت، وفي سبيل الحصول على المال، وفي سبيل الدفاع عن تراب الدول الأجنبية، التي شكلتهم لحسابها، ويأخذون منها رواتبهم، وهؤلاء! كما وصفهم العميد رحال، في مقابلة تلفزيونية مع أورينت حينما سأله المذيع: لماذا لا يتحركون لنصرة درعا؟ فأجابه: بأن مهمتهم الأساسية هي: السطو على أموال هذا، أو ذاك، والقيام بالسلب، والنهب، والمتاجرة كما تقوم مليشيات الأسد بالضبط، وأخلاق هؤلاء وأولئك متشابهة، لا يعرفون شرفاً، ولا كرامة، وهم أجراء، وخدم عند من يمنحهم قراريط من المال.يظهر لنا بشكل واضحٍ، وجليٍ، أن المقاتلين في الشمال – إلا قليلاً منهم – ليس لديهم هدفُ إسقاط حكم بشار، ولا حتى الحفاظُ على الأرض التي يجلسون عليها، فهم أدنى، وأحقر، وأتفه، وأوهن، وأضعف، وأقل شأناً، من أن يقدروا على الدفاع عن أرضهم، بل حتى عن أنفسهم. فلو قررت العصاباتُ الروسية، والأسدية شن حرب شاملة عليهم؛ لإعادة جميع الأراضي إلى سيطرة بشار؛ لولوا الأدبار من أول طلقة مدفع؛ أو استسلموا بدون قيدٍ ولا شرطٍ.

صفات المقاتلين

إن هؤلاء المقاتلين! متبرٌ ما هم فيه، وباطلٌ ما هم فيه يعملون، ويحبون العاجلة، والاستمتاع في الحياة الدنيا، كما تستمتع الأنعام، ويذرون وراءهم يوماً ثقيلاً. إن هؤلاء المقاتلين! قد طابت لهم الحياة الدنيا، فأخلدوا إلى الأرض، والتصقوا بها، وجفت في عروقهم كلُ معاني الرحمة، والمودة، وكلُ معاني الشهامةِ، والمروءةِ، بل حتى كلُ مشاعر الإنسانية، قد خرجت من نفوسهم، وتحولوا إلى هياكل عظمية، وعضلية تتحرك كالروبوتات، فلا أملَ فيها، ولا خيرَ فيها، ولا يمكن أن يُنتظر منها، أن تتحرك حركةً واحدةً خارج ما هو مُخطط لها، وغير ما هو مرسوم لها أن تعمله. ولا شك! أن هناك مقاتلين صادقين، وطيبين، ويتحرقون لوعةً، وأسىً لهذا الوضع المأساوي، ويتلهفون، ويتشوقون إلى من يقودهم بصدق، وأمانة في الطريق المستقيم، لتكملة مشوار الثورة، ولديهم الاستعدادُ الكاملُ للتضحية بأرواحهم في سبيل الله، وفي سبيل نصرة المظلومين، واقتلاعِ بشارٍ وجنوده من جذورهم، وتحريرِ البلاد من المحتلين. ولأجل هؤلاء! وغيرهم من السياسيين، والمفكرين، وكل النخب السورية، طرحنا مشروعاً رائداً، وعملاقاً، يجمعهم كلهم في تجمع واحد، وفيه الخيرُ، كلُ الخير لبلدنا، وأهلنا، فمن يُقبل عليه، يَسعد في الدنيا والآخرة، ومن يتولى، ويُعرضُ، ويَستنكفُ، فاللهُ غنيٌ عنه، وسيبوءُ بإثمهِ، وإثمِ من يتولى أمرَهم، ويخسرُ شرفَ المساهمةِ في تحقيق النصرِ القادمِ بإذن اللهِ، وسيتحسرُ، ويندمُ ولات ساعةَ مندمِ، وسَوْفَ (يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ) المائدة 54.

9 صفر 1443

16 أيلول 2021

 

andaleebasmar@yahoo.com

 

مشاركة مميزة