السبت، 17 سبتمبر 2011

فيتو أيلول يفضح امبريالية مجلس الأمن

kolonagaza7


سامي محمد الاسطل
باحث 00970598871101
samiastal@gmail.com

في حالة غريبة من حالات التعرية والبري لرُعاة حصانة الاحتلال الإسرائيلي وأحلافه؛ يجوب مقعد دولة فلسطين الأزرق عشرات دول العالم, يدخل بصورة حية ومباشرة إلى سكان المعمورة عبر البرلمانات والمؤسسات السيادية, في خطوة سياسية ودبلوماسية خطيرة على بساطتها الناعمة والهادئة؛ لكنها شاهد عيان للحالة التي يعيش فيها الشعب الفلسطيني المنكوب في إنسانيته.
يمثل هذا المقعد الطائر واقع وضمير عميد سفراء العالم الممنوع من مكانه في هيئة الأمم المتحدة, تتربع على هذا المقعد المكوكي شروحات محكية و مفصلة لملفات ثقيلة ومكدسة بكل أنواع الانتهاكات الإسرائيلية المحصنة عبر مجلس الأمن وعلى رأس هذه الانتهاكات نكبة شعب بأكمله, انتهاك حق تقرير المصير, الاحتلال, الاستيطان, أجيال من عقود اللجوء المركب والشتات, جرائم ضد الإنسانية, جرائم الإبادة الجماعية, انتهاكات القانون الدولي الإنساني .......الخ
ضمن خطى الحراك السياسي والدبلوماسي والإعلامي الفلسطيني اقتربت أعداد الدول التي تعترف بدولة فلسطين إلى ثلثي أعضاء المنظمة الأممية, لم يكن هذا الاعتراف نابعا من فراغ أو بمحض الصدفة؛ لقد كان استحقاقا للكيانية الفلسطينية القائمة أصلا, والتي استعصت على كل إجراءات الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى طمس كل ما يشير إلى فلسطين, فالشعب الفلسطيني في فلسطين يمثل خمسة ملايين نسمة, ولديه كل مقومات الدولة ومؤسساتها, وليس خافيا أن شرعيته منذ فجر البشرية, وللباحثين عن القرارات الأممية فهذا قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 181 الصادر عام 1947م الذي يشير إلى الدولتين, ثم تتابعت قرارات الجمعية العامة في الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
هل تضحي الولايات المتحدة الأمريكية بما حققته من تجميل صورتها في فترة الربيع العربي بعد تهاوي شعبيتها عقب حروب العراق وأفغانستان والحرب على الإرهاب؟ لا يخفى على أحد أن ما حققته الولايات المتحدة الأمريكية من انجازات مهمة أثناء الثورات العربية ممثلة في الإعلان عن دعم الديمقراطيات, والظهور في صورة الداعم للثورات العربية, وحدث لأول مرة مناداة بعض العلماء للتدخل الأجنبي, بل تقبيل العلم الأمريكي في ليبيا في إشارة قوية على نجاح السياسة الأمريكية نحو الاحتواء الشعبي للثورات لتلافي أخطاء وتداعيات التعامل مع الثورة الإيرانية في أواخر سبعينات القرن الماضي, وهل سيكون الفيتو الأمريكي فاضحا للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط والوطن العربي؟
تتذرع الولايات المتحدة الأمريكية عند رفع يد مندوبها بالفيتو حيال القضية الفلسطينية بالعودة للمفاوضات, عاد الفلسطينيون للمفاوضات آلاف المرات وتعاطوا بمرونة كبيرة جدا جدا خلال العشرين عاما المنصرمة منذ العام 1991م وقت مؤتمر مدريد حتى اللحظة, أغلقت الطرق أمام المفاوضات, واستفحل الاستيطان, وبقي الاحتلال حتى الألفية الثالثة, لم يبق إلا التوجه لهيئة الأمم المتحدة لنزع حق ممارسة السيادة الداخلية وفي العلاقات الخارجية وهي حق أصيل.
لكن إبعاد القضية الفلسطينية عن مجلس الأمن وصد كل المقترحات بالفيتو الأمريكي وكأن النظام الأمريكي يعود من جديد للامبريالية التي تعني الاحتكار وسيطرة الدول الكبرى على الصغرى وسياسة فرض مصائر الشعوب, إن قرار الفيتو هو مصادرة لأهداف الأمم المتحدة بل وأهداف مجلس الأمن ووظائفه الأساسية الممثلة بحق الشعوب في تقرير مصائرها.
في هذه اللحظات لن يعد الراعي الأمريكي حاجرا لمصير القضية الفلسطينية, وحتى عملية قطع الدعم عن الفلسطينيين لن تكون مأمونة الجانب, فالبديل انهيار السلطة الفلسطينية والفوضى, أو تبدل الدعم من الدول العربية وبذلك يعصى على الفتق الرتق, يبقى علينا كفلسطينيين التوحد, ونبذ الخلافات, واستحضار المصالح المشتركة, وإطلاق الحريات, أمام التحديات الكبيرة, والمصالح المتداخلة, إن تأخر المصالحة معضلة كبيرة ساهمت في تأخر العمل الوطني, وتشتيت الجهود, وتفرد الاحتلال بكل فصيل على حدة ينقصنا بعد أيلول مدلول للمصالحة مباشرة دون تأخر.--
سامي محمد الاسطل
samiastal@gmail.com
باحث من قطاع غزة
00972598871101

مشاركة مميزة