الاثنين، 1 أغسطس 2011

عن جمعة الاستقرار والشرعية

kolonagaza7

خالد شافعي

لا أعرف طائفة قدمت فى عهود الظلم والإستبداد ما قدمه الإسلاميون فى مصر ، ولا أعرف طائفة فى مصر معها من الحق مثل الذى مع الإسلاميين ، ولا أعرف طائفة فى مصر معها من الصدق مثل الذى مع الإسلامين ، ولا أعرف طائفة فى مصر معها من الإخلاص والتجرد وعلو الهمة كالذى مع الإسلاميين ، كذلك لا أعرف فى مصر طائفة لديها شباب يمكن أن يقدم روحه فداء ما يؤمن به مثل شباب الإسلاميين ، لا أعرف فى مصر طائفة لها حضور وقبول فى الشارع كالإسلاميين ، لكن العجيب أننى لا أعرف فى مصر طائفة قدمت ما قدمه الإسلاميون من تطمينات للداخل والخارج ، ولا أعرف فى مصر طائفة أرسلت ما أرسله الإسلاميون من رسائل تهدئة خواطر كما فعل الإسلاميون ، ولا أعرف طائفة قدمت تنازلات، وطورت خطابها وأدائها، كما فعل الإسلاميون ، ومع ذلك فأنا لا أعرف أيضاً طائفة فى مصر أقيم لها ولا زال محاكم تفتيش يومية فى كل وسائل الإعلام كما يحدث مع الإسلاميين ، محاكم التفتيش معقودة للإسلاميين تحاكم كل سكنة وحركة وهمسة ، وتحمل كل كلمة على أسوأ محمل ، وتفسر كل إيماءة أسوأ تفسير ، والإسلاميون يبذلون أغلظ الأيمان ، ويقدمون عشرات الأدلة على براءتهم دون جدوى .منذ قامت الثورة المباركة وقبل أن تبدأ وقائع محاكمة الإسلاميين من قبل بلطجية الإعلام الليبرالى، قبل كل هذا سارع الإسلامون إلى إعلان أنهم لن يترشحوا على كرسى الرئاسة ، ولن يسعوا إلى أغلبيةبرلمانية ، وأنهم يقبلون بنتائج إنتخابات حرة نزيهة حتى لو جاءت بكافر أو راقصة ، كل ذلك لإرسال أكبر شحنة تطمينات إلى الخائفين والمتوجسين ، دون أن يكون لكل هذا أدنى أثر فى إيقاف محاكم التفتيش أو تخفيف هجوم بلطجية الإعلام الليبرالى ، كل هذا والمنافقون والكذابون وأهل الباطل لايداهنون ولا يحاولون إرسال أى تطمينات للمجتمع المسلم ، وينشرون مذهبهم الباطل المخالف لدين الوطن ومشاعر الجماهير المسلمةبكل بجاحة ودون أن يتجملوا ، وحين تأكد لهم أن أى إنتخابات نزيهة لن تأتى إلا بالإسلاميين، وأن المجلس التشريعى القادم سيكون موافقاً لدين الناس ، حين تأكد لهم ذلك كفروا بصنم الديمقراطية ونكصوا على أعقابهم ، وخلعوا براقع الحياء ، ونزعوا ورقة التوت ، كاشفين عن سوءاتهم ، بل غامروا بالوطن كله ، مما دفع المجلس العسكرى وتحت ضغوط لا يتحملها بشر ، إلى الإعلان عن هذه المواد فوق الدستورية .الواقع أن بلطجية الحرية ذهبوا لأبعد مدى فى الطيش والنزق ، بينما الإسلاميون يظهرون أعلى درجات الحس الوطنى ، والشعور بالمسئولية ، ومراعاة كل المخالفين فى الدين والرأى حتى قبلوا بالسكوت عن أسيرات الكنائس ،وعن إستفزازات الكنيسة واستفزازات الإعلام الكاذب ، بينما بلطجية الليبراليين يضغطون لآخر مدى ، مع أنهم وكما يقول سعدالدين إبراهيم بلا بنية تحتية ولا رصيد ، بل هم مجموعة من المشاغبين والفُضحية .فى النهاية وجد الإسلاميون أنفسهم مضطرون إلى اللجوء إلى التحرير دفاعاً عن تاريخ من النضال لأجل إعادة الشريعة كهوية وحيدة للوطن ، وتذكير الجميع بأن هناك فصيلاً يعتبر من حيث الحجم والتأثير هو الأكبر ، ومن حيث الفكرة التى يحملها هو الأحق والأنسب ، لكن دماثة خلقه ، وحسه الوطنى ، وحلمه ، وحكمته ، وتجرده ، كل هذه الدوافع النبيلة جعلته يتجرع مرارة الصبر على كثير من الظلم والطيش والتهور إلى أن خرج المجلس العسكرى ليعلن عن المواد فوق الدستورية ، حينها شعر الإسلاميون أن السكوت أصبح إثماً عظيماً لا يجوز إقترافه ، وأنه لم يعد هناك مفر من أن يخرجوا ليقولوا نحن هنا .مليونبات كثيرة سابقة لم أفكر أن أكون فيها ، وتوجهات كثيرة تبناها التيار الإسلامى لم أكن مقتنعاً بها ، لكن مليونية الغد أراها لا غنى عنها ، وأراها مليونية وضع النقاط فوق الحروف .بقى أن أقول أن مليونية الغد هى أول ميزان حقيقى واضح مبين لوزن وحجم التيار الإسلامى فى مصر ، فلا تتخلفوا يرحمكم الله .kaledshafey@yahoo.com

مشاركة مميزة