kolonagaza7
انتصرت غزة .... رضخت إسرائيل
الكاتب علاء الريماوي
بكيت ثم سجدت ثم حمدت ربي على نصر إستراتيجي حقيقي تحقق ،
اليوم صباح مختلف ، نكهة مختلفة ، ووجوه مختلفة ، ودماء زكية انتصرت في غزة الشامخة
، وسمع صداها في الكون كله .
لا يمكنني الحديث اليوم عن تحليل سياسي نسوق
فيه أفكارا جديده ، وسيناريوهات محتملة ، غزة اليوم اختزلت المشهد ، وسجلت مستحيلا
في عالم الماديين الذين اتهموها وخاصموها وحاصروها .
اليوم تابعت المؤتمر الصحفي لباراك ، نتنياهو ، لبرمان ،
وجدتهم واجمين ، وجوههم مسوده ، وتابعت ردت الفعل لإعلاميي العدو :
وقفوا واجمين وهم ينقلون صور الصواريخ المنهمرة على الكيان كزخات المطر حتى
الساعة الصفر .
في مقابلاتي التلفزيونية ، وفي كتاباتي أثناء الحرب ، قلت
ولا زلت ، نحن أمام ظاهرة غير طبيعية ، نحن أمام معجزة تصنع على أيد فلسطينية غزية
مجاهدة .
اليوم وجب الاعتراف لغزة : منهجك كان صحيحا
، رؤيتك كانت ثاقبة ، عقيدتك التي تبنى فيك صحيحة ، اليوم لا بد من تقبيل رؤوس
المجاهدين فيك ، تقبيل سواعدهم التي أعطتنا نحن القاعدون أمل ، بل سنتجاوز التقبيل
لكل ساكنيك لحجرك وشجرك و ذرات التراب .
في زاويتي التي أكتبها عن الأوراق الإسرائيلية تابعت من
الليلة العناويين الرئيسية ، وجدتها والله ذليلة منكسرة ، وجدتها عابسة في ساعة كان
يخطط فيها ساستهم الخروج من معركتهم منتصرين .
اليوم حققت غزة مفهوم توازن الرعب ، وحطمت
معه حاجز الردع ، الطفل الغزي اليوم لم يعد مستباحا ، البيوت الفلسطينية لم تعد
هامشا تهدم وقت ما يشاء الإسرائيلي ، إنما حولت القواعد الحاكمة للمنطقة فغدا فيها
متغير المقاومة هو الفاعل الأساسي .
في حكاية الأوراق الإسرائيلية كتبت الصحف العبرية حصادا
لخصته في أسبوع الحرب بعناويين " قتل رئيس أركان حماس " ، " فرحة في الجيش
الإسرائيلي وجهاز أمان على هذا الإنجاز " ، " بدأت نار غزة تضرب المدن الإسرائيلية
"، " القبة الحديد لن تكفي لحماية الجبهة الداخلية " ، " 400 قذيفة
صاروخية مختلفة الأنواع تسقط على أرض إسرائيل " ، " نأسف وصل صاروخ من غزة الى تل
أبيب " نأسف انفجر صاروخ في مدينة القدس " ، " حماس تستهدف عشر
طائرات في أجواء غزة " ، "رئيس الكنيست يستغرب المقاومة قصفت القدس "،
" باراك لا يمكن هزيمة حماس وإنهاء حكمها " ، " خلاف في الحكومة الإسرائيلية
حول خطوات العملية "، " إسرائيل ستوافق على التهدئة خوف تدهور
الأوضاع "، " الضفة تساند غزة وبرميل البارود قد يحرق المنطقة
"، " العرب لأول مره يتحدثون بشكل مختلف " حماس عستاه نتسحون كدول "
" حماس صنعت نصرا كبيرا هكذا سيقول قادتها " . أخيرا على القناة الثانية " قد يبكي
نتنياهو كثيرا على توقيت وقف إطلاق النار "
هذا بعض موجز لما كتبته غزة على الوجوه الإسرائيلية ، لذلك
ستذكرون يوما قلت لكم فيه من خلال مقال سابق بعنوان
"حماس وصناعة المستحيل" أن الأيام القادمة لن تكون نسخة من الماضي ، وأن الفلسطيني
سيكون كذلك ، والعربي سيكون كذلك .
صدقت معي حروفي مع الزمن ، ومع الفلسطيني وظلت مع العربي
الذي عليه التعلم من سفر غزة ، والتتلمذ على أيدي شبابها الذين صنعوا
من الحصار معجزة ، ومن العدم رواية كبيرة عنوانها انتصار .
في الأيام القادمة سنكتب عن غزة في سلسلة سنسميها " معجزة
غزة " التي سيدرس عنها كيف قاتلت ، وكيف انتصرت ، وكيف صمدت في حصار لم يتكرر مثيله
في التاريخ .