الأربعاء، 29 أبريل 2009

فلنحمي أنفسنا بالوحدة ونجعله يوم تحرير المعتقلين السياسيينبقلم / النائب مني منصور

بقلم / النائب مني منصور
لا يحتاج الشعب الفلسطيني إلى ذكرى سنوية حتى يتذكر ماسيه وآلامه ، فجراحه التي نزفت لا زالت تجود .... وعشرات السنوات من الظلمة لا تكفيها أيام تضامن ولا حتى سنوات .
في كل بيت قصة بل قصص من المعاناة فهنا أسير وهناك شهيد وعند ذاك جريح..معاناة لا تنتهي.
الأسرى أعداد متزايدة وأحكام متلاحقة... وسجون تزيد عن الستين سجنا تلف بعتمتها كل شرائح الشعب الفلسطيني بدون استثناء نساء وأطفال وشيوخ وفوق كل هذا وذاك وفي ظاهرة هي الأولى في العالم قرابة نصف نواب الشعب الفلسطيني المنتخبين وعلى رأسهم رئيس المجلس التشريعي الدكتور عزيز دويك يحاصرهم الاعتقال في محاولة لابتزاز المواقف لكسر الإرادة والخيار الفلسطيني الحر.
أسرانا يرفضون الانكسار وينتظرون الفرج من الله ثم بالأخيار من أبناء شعبنا الفلسطيني المقاوم الذين يرددون دائما أسرانا لن ننساكم ويعملون مشكورين فعلا من اجل إطلاق سراح الأسرى.
وهم لا ينسون دورهم وهم في داخل المعتقلات الإسرائيلية تجاه شعبهم وهمومه فرغم معاناتهم على اختلاف أطيافهم يقلقهم الانقسام الفلسطيني ويدعون للوحدة وعار علينا ان ننسى دورهم في العمل على توحيد الصف الفلسطيني وذلك من خلال إصدارهم وثيقة الأسرى التي كانت اللبنة الأساسية في جمع أبناء الشعب الفلسطيني حول مائدة الحوار في مكة والقاهرة ومن هنا أدعو إلى احترام هذه الوثيقة والعمل ببنودها احتراما للأسرى وجهادهم0
أرى في زياراتي الكثيرة لعوائل الأسرى عشرات القصص ممن لو لامست الضمائر الحية لجعلتها تثور رفضا لهذا الظلم ومع كل زيارة إحساسا بثقل المسئولية على كاهل كل مسؤول فلسطيني تجاه الأسرى وأهاليهم بالدعم المعنوي قبل المادي .
فكل ذي عقل وتجربة يدرك أن سنوات الأسر لا تكون حكما على الأسير وحده وإنما هي حكم على أسرته بأكملها فالزوجة تعاني معاناة مضاعفة لأنها مسؤولة عن نفسها أولا وعن أبنائها ثانيا وعن زوجها الأسير ثالثا عدا عن المعاناة النفسية والجسمية التي تتكبدها من حمل المسؤولية المضاعفة .
ولا ننسى معاناة الأم والأب و الأولاد ...الخ ومعاناة المجتمع من فقدان أصحاب الكفاءات والتخصصات وتغييبهم في داخل مقابر الأحياء، إذن الاعتقال هو معاناة مركبة ومضاعفة للأسير وأهله وللمجتمع.فالأسرى وأهاليهم يحتاجون إلى وقفتنا معهم كل يوم لتخفيف ألامهم ومعاناتهم وليسوا مجرد ذكرى نذكرهم بها ونتغنى بهم في يوم واحد في السنة وهو يوم الأسير فقط .
وكذلك مسؤوليتهم أمانة تقع على جميع قيادات المجتمع وأبنائه من رئاسة وحكومة وتشريعي ومؤسسات وأصحاب الأقلام وكل من كان له قلب حي في هذا الوطن بعيدا عن الخلاف الداخلي .
معاناة احد عشر ألف أسير وأهاليهم تستحق منا التضحية تستحق منا الوحدة والتلاحم ونبذ الخلافات ، إن معاناتهم يجب أن تنسينا خلافاتنا وتجمعنا بكافة فصائلنا على مائدة واحدة للحوار والتفاهم معا من اجل التحرر من الاحتلال أولا وعلى طريق تحرير الأسرى ثانيا .
إن الأمانة في رقابنا كبيرة سنحاسب عليها يوم القيامة ، فلنحمي أنفسنا بالوحدة والتلاحم والعمل جنبا إلى جنب من اجل الوطن الذي يضيع يوما بعد يوم ومن اجل مسرى الحبيب محمد الذي انتهكت حرمته من اجل أسرانا الذين ضحوا من اجلنا من اجل أعراضنا ونسائنا اللواتي طالما صرخن في عتمة الزنزانة ومن اجل كرامتنا وكرامة الأمة.
في الوقت الذي تغيب فيه قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون العدو الصهيوني على المستوى الفلسطيني الرسمي والعربي في مؤتمراتهم ولقاءاتهم نرى إن الاحتلال الإسرائيلي والعالم وقف وقفة واحدة من اجل إطلاق سراح الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام سابقا والآن العالم يقف وقفة واحدة من اجل إطلاق سراح أسير واحد متغضين أو متغافلين معاناة احد عشر ألف أسير فلسطيني0
فالأولى بنا العمل من اجل إطلاق سراح كافة أسرانا وعلى رأسهم الأسيرات وذوي الأحكام العالية والمؤبدات والأطفال، فلا يجوز لنا من باب الوفاء لهم تركهم يعانون وحدهم0
والموضوع الأبرز الذي يفرض نفسه بقوة خاصة عند الحديث عن الأسرى وضرورة تحريرهم هو موضوع المعتقلين السياسيين في السجون الفلسطينية
ومما يضاعف خطر هذا الموضوع وقسوته انه اسر بأيدي فلسطينية وانعكاس لواقع يرفضه عامة الفلسطينيين وهو واقع التشرذم والانقسام فحرية الشباب الفلسطيني المعتقلين سياسيا أصبحت مرهونة بتسلط سياسي0
هذا الاعتقال الذي حرم وجرم من خلال المجلس التشريعي وكل المؤسسات الوطنية والحزبية عاد لنا من جديد والأولى علينا كفلسطينيين رفضه ورفض ممارسته فشعبنا الذي عانى من مرارة السجن والسجان بحاجة إلى لملمة الجراح وليس بحاجة إلى الارتهان لأجندات خارجية من شانها الانعكاس بالضرر على مصالح شعبنا .
وانأ أرى أن للتحرك الشعبي دور كبير في الضغط بهذا الاتجاه ورافض لهذا الاعتقال مطالب بتغليب الوحدة على الفرقة .
فليطلق سراح الأسرى من السجون الفلسطينية التي يوجد فيها المعتقلين السياسيين كأرضية للحوار وبادرة حسن نية ولنعمل معا من اجل أطلاق سراح جميع الأسرى من السجون الإسرائيلية
فبعد أيام تحل علينا ذكرى يوم الأسير الفلسطيني ذاته اليوم الذي يمر كل عام على ألاف الأسرى لتمتلئ إسماعهم بآلاف الاستنكارات والشجب وتضيق بهم سجونهم أكثر وأكثر.
لنجعل هذا اليوم هو يوم تحرير السجون الفلسطينية من المعتقلين السياسيين الفلسطينيين أولا في رسالة حقيقية للمحتل إننا حقيقة نرفض سياسة الاعتقال السياسي ولنطلقها صرخة نعم لتحرير الأسرى بكافة فصائلهم وانتماءاتهم فهم أبناء الشعب الفلسطيني .
وعلينا أن لا نغفل عن الشريحة الأكبر وهي عوائل الأسرى في هذا اليوم وفي كل يوم وإحاطتهم بالرعاية والاحترام والتقدير وتخفيف معاناتهم مع أبنائهم الذين ضحوا من اجلنا ومن اجل الوطن.
وفي الختام أسال الله العلي القديران يفك اسر أسرانا وان يردهم إلى أهاليهم سالمين غانمين ليأخذوا دورهم في بناء الوطن وان يرحم شهداءنا وان يشفي جرحانا ويفك حصار أهلنا في غزه ويوحد كلمة أبناء شعبنا
.

مشاركة مميزة