kolonagaza7
د . مـي الطـه
تزهرُ ليــلاً.. .. صيفاً وشتاءْ ، وتتسلقُ على سيــاج دارنــا في الصليــخ ، بحيث يستترُ بين أوراقها ضوء باب الحوش.
فيما كان المــارون .. يظننون أن الضوء أخضر أو يميلَ له ، لم يكن، بل كان إنعكاس الضياء الأبيض في بحرأوراقها الشفافة الخضراء .
ولهــا أريـــج ... وأي أريــــج
يخترق الذاكرة َ على مــدى الحيــاة ، ويخترقُ الرئــةَ وأعمق قصبةٍ فيها على بضــع مسافاتْ ... وتحية مجانية لكل من يقترب من عتبتنا .. يردهــا لنا بكلمة " أ ُفيــش " ...........
مـــزيجٌ تــاريخي وأسطوري ، من رائحة بخــور العــود وقداح الرارنــج . عَلِقَ في نفســي وفي روحــي ليلة َ أن غادرتُ بغـــداد واقترن بـــها ... ليلة الحادي والثلاثين من كانون الثاني .. لا أدري .. هل هي طرفة ٌ أم صدفة ٌ !؟ أطول
مضمون كلمات لعنوان تــاريخ ليلة واحدة ....
كنت أخــاف من الأغتيــالْ .. ومــا أدرانــي أنني في الغربة كل يومٍ في أغتيــالْ ......
كل يــوم ٍ .. أبحـث عن بديــل ٍ في زوايا ذاكرتــي
كل يــوم ٍ .. أبحــث عن بقايــا الشبوّي في رئتــي
كان الوداع ســـــؤال ........ ؟
بغــدادُ نجمــــة ٌ
ســــقطتْ .... !
مــا سقطـــتْ ... ؟
كيــف سأودع ُ الســــؤال ؟
وكل شــــيءٍ على وجــههِ بانَ وانقلـــبْ
أم بغـــداد ُ مجــردُ مدينــة ٍ؟
مجــرد ُ مدينــة ٍ في لــهب ْ
وأنــا بضع إنســان ْ
أم صــار للفم ِ دمـــوع ٌ
وصــار للعيـــون ِ لســان ْ
ثلاثة عشــر عـــام ْ .......
ننتـــظرُ وأنتـــظرُ الضيــاءَ
في آخــر نفق ِ الظــلام ْ
أجلّــتُ الأبتســام ْ
حصــارٌ .. على حصــارٍ .. عامٌ بعــد عــام ْ
حتــى اعتقــدتُ أن الفرحَ خطيئــة ٌ
أو ربــما حــــرام ْ
وتقشـــفت ُ في الكلام ْ
على أمــل ٍ .. في صباح يوم ٍ أو في مســاء ْ
أن لا يــكون هنــاك علينــا حصــارْ
أو أن نعرف أســرارَ الســماء ْ
أرى المجهول يومـــها أجمـــل ُ
ممــا هو اليـــوم َ عندي معلومــا
قضيـــت ُ تلك الليلة ، قضيتها في الحديــقة ، أمــارس هوايتي رشَّ الحديقة ، أودع هوايتي رشَّ الحديــقة ، بالرغم من تحذيرات أمــي .. لا تخرجي حتــى الى الحديــقة .. قضيت ليلة الوداع أســقي زهـر الشبوّي ، وأتمســكُ بيــد ٍ تتراخــى أن تتمسك بي .. تنفستها وملئت رئتي منها ..
لفيـــت ودُرت في الحديــقة .. تفقدّتُ البــرحيــة َ ( آل طه ) يسمون تمــر البرحــي مــاكنتوش ! الى درجة كنت أعتقد أن هذا هو أسمه من صــدكَـ ( حقــاً ) ، وتفقدت التينــة َ .. وكيف خبأت بيبي نجيّــة ( جدتي)
في ذيــل فوطتــها العطرة قلم ( برعم ) التين ، وشهدت زراعتها له وبشائر قطافها .. وتفقدت العرمــــوطة َ .. الله الله .. كان الكَــراج يكتســي بسجادة بيضــاء من فرط وردهــا المتساقط كل ربيــع ، وتؤسس بأغصانها
وأوراقهـا المجنونة سقفاً لـه .. وتحتلها أعشــاش العصافير وتستحيل عند الغروب الى ساحة عمليات ومعارك زقزقية تقص العصافير لبعضها البعض ماذا فعلت طوال النهار وتغفو فجأةً ، وذات يوم قررت أمـي معاقبة العرموطــة لأنـها توسخ الكَراج .. فقطعــت أختها .. وظلت وحدهــا . كنــا نُصدر علب مربــى ( الكمبوت ) العرمــوط للكَــرايب والحبايب والجيــران .. ولا تخــلو مائدة أفطــارنا طوال العـام منها ، وتفقدت قمرية العنــب الكشمشي ، كم تسابقنا مع العصافير ؟ وكم لهونا معهم ؟ لأننا لا نجني العنب الى أن يتحول ويصير كشمش ، وتفقدت الزيتونة َ .. وتجاوزتُ بالمــاء حتى طــال شجرة الموز في بيت جــارتنا ( أم عمــر ) .
كانت ليلة بــاردة .. لكن قشعريرة وحشتي وغربتي أبرد ، لفنــي صــراخ .. ثم تبين لي أنه أخرس ، أصرخ في داخلي وأتلفّت ، ظني أن الليل والظلام سيسمعان ندائي أو سيصرخان معــي .
حدث كبيـــرهي تلك الليلة .. ليلة وداع الشبوّي .. حدثٌ ترتّصُ قبله وبعده كل حادثـات حياتي .. .. في تلك اللحظــات وأنا أعبث بالماء كما أشاء وأتنفس كيفما أشاء وأغازل الأشجار وأغــازل التراب .. وأثرثر في ســري ...
أين سأذهب ؟ أين عسايَ أرحل ؟ ومتى ســأعود ؟ كنت أنتظــر لوتتكلم الأشجار وتجيب .. كانت لحظــات ســـخية بالوجـــع .. أذلنــي الوجع في تلك اللحظــات .. وأذلني الجــواب .. كم تمنيت لوكنت شجرة !
معظــم ما وضعت في حقيبتي الصغيرة .. أوراق .. وعطرٌ رخيص ، تبين لي من بعد أنه عطرٌ للرجــال .... لا صور .. لا ذكــريات .. لا كتب .. تركت الكتب تفكر وحدهــا هنـاك ..
أنـــا أحاول .. أن أرصـد لكم ذكريــات تلك الليلة ، لكن المترسب الباقي في ذاكرتي هو أريــج الشبوّي ، أو إن منظــاري عليل ومكســور .
هـــا .. ماذا تريدون ؟ تريدون الأختصــار
تزهرُ ليــلاً.. .. صيفاً وشتاءْ ، وتتسلقُ على سيــاج دارنــا في الصليــخ ، بحيث يستترُ بين أوراقها ضوء باب الحوش.
فيما كان المــارون .. يظننون أن الضوء أخضر أو يميلَ له ، لم يكن، بل كان إنعكاس الضياء الأبيض في بحرأوراقها الشفافة الخضراء .
ولهــا أريـــج ... وأي أريــــج
يخترق الذاكرة َ على مــدى الحيــاة ، ويخترقُ الرئــةَ وأعمق قصبةٍ فيها على بضــع مسافاتْ ... وتحية مجانية لكل من يقترب من عتبتنا .. يردهــا لنا بكلمة " أ ُفيــش " ...........
مـــزيجٌ تــاريخي وأسطوري ، من رائحة بخــور العــود وقداح الرارنــج . عَلِقَ في نفســي وفي روحــي ليلة َ أن غادرتُ بغـــداد واقترن بـــها ... ليلة الحادي والثلاثين من كانون الثاني .. لا أدري .. هل هي طرفة ٌ أم صدفة ٌ !؟ أطول
مضمون كلمات لعنوان تــاريخ ليلة واحدة ....
كنت أخــاف من الأغتيــالْ .. ومــا أدرانــي أنني في الغربة كل يومٍ في أغتيــالْ ......
كل يــوم ٍ .. أبحـث عن بديــل ٍ في زوايا ذاكرتــي
كل يــوم ٍ .. أبحــث عن بقايــا الشبوّي في رئتــي
كان الوداع ســـــؤال ........ ؟
بغــدادُ نجمــــة ٌ
ســــقطتْ .... !
مــا سقطـــتْ ... ؟
كيــف سأودع ُ الســــؤال ؟
وكل شــــيءٍ على وجــههِ بانَ وانقلـــبْ
أم بغـــداد ُ مجــردُ مدينــة ٍ؟
مجــرد ُ مدينــة ٍ في لــهب ْ
وأنــا بضع إنســان ْ
أم صــار للفم ِ دمـــوع ٌ
وصــار للعيـــون ِ لســان ْ
ثلاثة عشــر عـــام ْ .......
ننتـــظرُ وأنتـــظرُ الضيــاءَ
في آخــر نفق ِ الظــلام ْ
أجلّــتُ الأبتســام ْ
حصــارٌ .. على حصــارٍ .. عامٌ بعــد عــام ْ
حتــى اعتقــدتُ أن الفرحَ خطيئــة ٌ
أو ربــما حــــرام ْ
وتقشـــفت ُ في الكلام ْ
على أمــل ٍ .. في صباح يوم ٍ أو في مســاء ْ
أن لا يــكون هنــاك علينــا حصــارْ
أو أن نعرف أســرارَ الســماء ْ
أرى المجهول يومـــها أجمـــل ُ
ممــا هو اليـــوم َ عندي معلومــا
قضيـــت ُ تلك الليلة ، قضيتها في الحديــقة ، أمــارس هوايتي رشَّ الحديقة ، أودع هوايتي رشَّ الحديــقة ، بالرغم من تحذيرات أمــي .. لا تخرجي حتــى الى الحديــقة .. قضيت ليلة الوداع أســقي زهـر الشبوّي ، وأتمســكُ بيــد ٍ تتراخــى أن تتمسك بي .. تنفستها وملئت رئتي منها ..
لفيـــت ودُرت في الحديــقة .. تفقدّتُ البــرحيــة َ ( آل طه ) يسمون تمــر البرحــي مــاكنتوش ! الى درجة كنت أعتقد أن هذا هو أسمه من صــدكَـ ( حقــاً ) ، وتفقدت التينــة َ .. وكيف خبأت بيبي نجيّــة ( جدتي)
في ذيــل فوطتــها العطرة قلم ( برعم ) التين ، وشهدت زراعتها له وبشائر قطافها .. وتفقدت العرمــــوطة َ .. الله الله .. كان الكَــراج يكتســي بسجادة بيضــاء من فرط وردهــا المتساقط كل ربيــع ، وتؤسس بأغصانها
وأوراقهـا المجنونة سقفاً لـه .. وتحتلها أعشــاش العصافير وتستحيل عند الغروب الى ساحة عمليات ومعارك زقزقية تقص العصافير لبعضها البعض ماذا فعلت طوال النهار وتغفو فجأةً ، وذات يوم قررت أمـي معاقبة العرموطــة لأنـها توسخ الكَراج .. فقطعــت أختها .. وظلت وحدهــا . كنــا نُصدر علب مربــى ( الكمبوت ) العرمــوط للكَــرايب والحبايب والجيــران .. ولا تخــلو مائدة أفطــارنا طوال العـام منها ، وتفقدت قمرية العنــب الكشمشي ، كم تسابقنا مع العصافير ؟ وكم لهونا معهم ؟ لأننا لا نجني العنب الى أن يتحول ويصير كشمش ، وتفقدت الزيتونة َ .. وتجاوزتُ بالمــاء حتى طــال شجرة الموز في بيت جــارتنا ( أم عمــر ) .
كانت ليلة بــاردة .. لكن قشعريرة وحشتي وغربتي أبرد ، لفنــي صــراخ .. ثم تبين لي أنه أخرس ، أصرخ في داخلي وأتلفّت ، ظني أن الليل والظلام سيسمعان ندائي أو سيصرخان معــي .
حدث كبيـــرهي تلك الليلة .. ليلة وداع الشبوّي .. حدثٌ ترتّصُ قبله وبعده كل حادثـات حياتي .. .. في تلك اللحظــات وأنا أعبث بالماء كما أشاء وأتنفس كيفما أشاء وأغازل الأشجار وأغــازل التراب .. وأثرثر في ســري ...
أين سأذهب ؟ أين عسايَ أرحل ؟ ومتى ســأعود ؟ كنت أنتظــر لوتتكلم الأشجار وتجيب .. كانت لحظــات ســـخية بالوجـــع .. أذلنــي الوجع في تلك اللحظــات .. وأذلني الجــواب .. كم تمنيت لوكنت شجرة !
معظــم ما وضعت في حقيبتي الصغيرة .. أوراق .. وعطرٌ رخيص ، تبين لي من بعد أنه عطرٌ للرجــال .... لا صور .. لا ذكــريات .. لا كتب .. تركت الكتب تفكر وحدهــا هنـاك ..
أنـــا أحاول .. أن أرصـد لكم ذكريــات تلك الليلة ، لكن المترسب الباقي في ذاكرتي هو أريــج الشبوّي ، أو إن منظــاري عليل ومكســور .
هـــا .. ماذا تريدون ؟ تريدون الأختصــار
حســـناً حســــناً بلغة الأرقــام : إذا مــا وضعت 100 زهرة شبوّي فأن راحــة اليد تكفي لأن تقبض عليها جميعاً .. بعدهـا ستقدرون ضآئلة وصغرحجم وردة الشبوّي .... وبلغة الأرقــام أيضاً .. أنــا مهاجرة من ضمن أربعة ملايين مهاجر .. ولكـــــــــــن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ولكـــــــــن ؟؟؟؟؟؟
هنــاك أربعة ملايين ليلة وداع
2 / 12 / 2009
هنــاك أربعة ملايين ليلة وداع
2 / 12 / 2009