الجمعة، 27 أغسطس 2010

سأفقأُ عينيكَ وأحشوهما ذهباً


kolonagaza7
د. فايز أبو شمالة
هذا وطني، وأرضي، وسمائي، وهذا بيتي، وهذا تاريخي، وهذا هو شرفنا الفلسطيني، وعار نسوة العرب، وهذا عذاب الأسرى الذي انسكب، وذاب على بلاط السجن مع أنات الجرحى، وآهات الغضب، وهذه قضيتي، وقريتي، وسنوات لجوئي وحضوري، وسهر الأمهات، ودمع الثاكل، هذا وطن الشهداء، ومربع الفداء، هذه فلسطين ذاكرة الأجداد وأحلام الأجيال، فكيف تتخلى عنها؟ وكيف تفاوض العدو الإسرائيلي بشأنها، وتتقاسم معه الدور الوظيفي فوق أرضها؟ هذه أوطاننا يا مستر محمود عباس، كيف تعترف لليهود بحق الوجود فوق ترابها؟ وكيف تتنازل عن 78% من أرض فلسطين لمجرد اعترافك بدولة إسرائيل؟ وكيف تعاود التفاوض كي تتنازل للمستوطنين عن بعض ما تبقى منها؟ فمن الذي أعطاك هذا الحق؟ من فوّضك؟! ومن قال: إنك تنطق باسمنا؛ نحن الأكثرية الفلسطينية التي تصرخ ملء البراري في بلاد الشام، وعلى أرض لبنان، وفوق تراب قطاع غزة، والضفة الغربية، وشرق الأردن، وفي باقي بلاد الشتات، نحن صوت الأكثرية الذي يصرخ: اتركنا يا مستر عباس، لست ممثلاً شرعياً لحقوق ملايين اللاجئين، اتركنا يا مستر عباس، أنت لا تمثل الخط الذي سار عليه الشهداء "أبو عمار، وأبو جهاد، وأبو إياد"، فأنت أبو التنازل وصنو الرقاد.
فلا تنطق باسمنا، ولا تتحدث عن إرادتنا، ولا تفاوض عن مصالحنا، فلا تفويض إليك من شعب نزع منك الصلاحية، ولا صحة لإدعائك بأنك منتخب من الشعب، إن الذين انتخبوك رئيساً من محافظة "خان يونس" هم 37 ألف وثلاثمائة صوتاً فقط،، من أصل مائه وعشرة آلاف صوت انتخابي، لقد نلت ثلث أصوات حق الاقتراع فقط سنة 2005، وفق الكشوف الرسمية لدى لجنة الانتخابات المركزية، لقد صرت رئيساً لعدم توفر المنافس، فلما جاءت انتخابات التشريعي 2006، فإذا بالحقائق الرقمية في 16 محافظة في الضفة الغربية وقطاع غزة تطرحك أرضاً، فكيف لو شارك في الانتخابات فلسطينيو الشتات، وهم الأكثرية، وهم لم يفوضوك، ولن يفوضوك بأن تتخلى عن حبة رمل من فلسطين، لنصرخ جميعنا في وجهك: كفاك يا مستر عباس، كفاك، فأنت رئيس مفروض ومرفوض، أنت رئيس برضا أمريكا، وبموافقة إسرائيلية، وبتسيير من جامعة الدول العربية، وإن تشككت في كلامنا فسل نفسك: أين هو الرئيس الشهيد الرمز ياسر عرفات؟ ولماذا ذبحوه أمام ناظريك؟
لن نقول: اترك بلادنا يا مستر عباس، اترك وطننا فلسطين، غادر تاريخنا. إنما نقول: لا بد من المساءلة، ومحاسبة كل مسئول أوصلنا إلى هذه الحالة، وليتوجس الجميع يوماً يفقأ فيه شعبنا الفلسطيني عين كل من فرط بحقوقنا، ليحشوا مكانهما ذهباً، ودمعاً حزيناً.

مشاركة مميزة