الجمعة، 20 أغسطس 2010

حقيقة مقبرة مامن الله (ماملا)


kolonagaza7
بقلم الباحثة عبير زياد
منذ ان بدءات قضية الاعتداء على مقبرة مامن الله تعود الى الواجهة نجد المواقع الإعلامية تتسابق الى تغطية الحدث وهذا شيء ايجابي لكن للأسف فان بعض المواقع لم تتحرى المعلومات العلمية التي وضعت عن المقبرة والبعض الأخر اقتبس من كتابات آخرين دون ان ينسبها الى أصحابها ووصلت الدرجة في الأخطاء التي أوردت في المواقع الالكترونية الى ذكر ان الصحابي عبادة ابن الصامت مدفون في مقبرة مامن الله والصحيح انه مدفون في مقبرة باب الرحمة ولوقف اللغط العلمي حول المقبرة اضع بين أيديكم ملخص لدراسة عن المقبرة قام بها الباحث المقدسي فهمي الأنصاري لمقبرة مامن الله أربع وعشرون اسم تقسم في مجموعات المجموعة الأولى مشتقة من زيتون الملة او زيتون الله ومع الزمن أضيف الى المجموعة الأولى كلمة المياه مع الوقت صارت الكلمة ما ملا اللفظ الشائع على اللسان وعند التدوين حسبوها " ماء من الله " واتخذت صورا مختلفة " ماملاه " و " ما ملله " و " ماما الله "ومن قبيل هذا التحريف صارت " مما من الله "ومن خلال هذا التحريف او الخطاء في النقل ظهرت مجموعات الأسماء الثلاث أي ان الاسم الأصلي للمقبرة هو زيتونة الله حدود مساحة مقبرة ماملا في القديم غير معلومة ولذا يصعب معرفة المساحة الحقيقية لها لكن في خارطة أعدت بتاريخ 16\4\1929 من قبل المهندس س. توروك وآخرين فقد بلغت مساحة المقبرة 137,450,29 متر مربع ولا تشمل هذه المساحة مساحة مقبرة الجالية التي كانت عليها القلندرية والتي يفصلها عن المقبرة الشارع من الناحية القبلة ( وهي المنطقة التي يتم فيها التجريف القبور فيها اليوم )وقد سجلت هذه الخريطة في الطابو مساحتها 134,560 دونم لكن وثيقة اقدم من مساحة اراضي الاوقاف يظن انها تعود الى سنة 1923 تعطي مساحة المقبرة 150 دونم وقد تم بناء سور على المقبرة عام 1318 هـ من قبل العائلات التي تدفن في المقبرة ومنهم الدجانية والخالدية والنشاشيبية والأنصارية ونسيبة و الدزدار والعسلية و النمامرة والجواعنة وال الوفائي وجرى ترميم السور سنة 1934 م ومن ثم سنة 1938 م وتبعه سلسة من الترميمات الناتجة عن الاعتداء على المقبرة وتوسيع الشارع رغم اعتقاد البعض ان مقبرة مامن الله من اقدم المقابر الإسلامية ومنذ الفتح الاسلامي الا انه لا يوجد وثائق تاكد ذلك لكن من المؤكد ان شهداء مذابح الصليبين في القدس قد دفنوا فيها ويعتقد ان معظمها كان في مغارة واحدة تقع تحت فندق المللك سليمان اليوم . وقد دفن قادة وأمراء من عهد صلاح الدين الأيوبي بهذه المقبرة ورغم ان المقبرة وقف اسلامي صريح الا انه بداخلها يوجد احواش للمذاهب معينة او عائلات معينة ومن هذه الاحواش حوش البسطامية (طريقة صوفية )حوش القلندرية ( طريقة صوفية ) وتدعى ايضا حوش قبة بهادر وحوش العلائي نسبة الى الأمير طوغان العلائي وحوش الشيخ خليفة المالكي كما درج لدى اهل القدس الدفن بالفستقيات وهي جمع فستقية وكانت في السابق مخصصة فقط للأطفال الا ان مع الوقت العائلات وبعض الفرق الصوفية بدؤا ببناء فستقيات خاصة بهم دون غيرهم وخصوا ذلك لفن رجالهم ونسائهم ورغم عدم رضى العلماء الفقهاء عن ذلك الا ان الامر اصبح امر واقعا في المقابر نجد في مقبرة ماملا زاويا صوفية وهي الزاوية الكبكية ولا زالت قائمة إلى اليوم وزاوية القلندرية وهي من الآثار الدارسة واحتوت الزاويتان على قبور وهذه الزاويا هي اقرب إلى أبنية الأضرحة في الفترة المملوكية أكثر من كونها مباني زوايا خلاف على حرمة المقبرة وليس لأنها مقبرة أسلامية بل لان كافة المقابر والقبور على اختلاف مللهم ونحل وديانات اصطحابها لها حرمة أما أهميتها فتنبوع من ظهور أسماء نخبة من العلماء والشخصيات الدينية والسياسية .احدث خلال فترة الانتداب عدة مشاريع تتعلق بالمقبرة في ظاهرها اعتناء بالمقبرة وبطنها يحمل أهداف سياسية وذلك تمهيدا لأزالتها وإقامة المباني الحديثة وما كان قرار المجلس الإسلامي الأعلى بقرار وقف أو منع الدفن في المقبرة ألا جزء من تنفيذ ذلك المشروع وما ألت إليه المقبرة في عهد الاحتلال الإسرائيلي ألا تنفيذا للمخطط الذي وضع عام 1933 م وقد تضاعفت الاعتداءات على المقبرة منذ صدور قرار وقف الدفن حتى اليوم لم تتوقف مع العلم ان الوقف تم لبناء مبنى الأوقاف الإسلامية في المقبرة ضمن اتفاقية من بندين كان بندها الأول وقف الدفن بينما البند الثاني موافقة الأوقاف على تقسيم أراضي ماملا حسب تخطيط اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء
مصدر المعلومات
تاريخ مقبرة ماملا نشرة رقم 6 الصادر عن قسم أحياء التراث في القدس سنة 1987 ونفذت هذه الدراسة من قبل فهمي الأنصاري

مشاركة مميزة