الأحد، 29 أغسطس 2010

رمضان براءٌ منك يا هنية


kolonagaza7
سعاد شعت
مفارقة عجيبة حصلت معي اليوم وأنا عائدة من زيارة ودية مع العائلة لأقربائنا , زيارةٌ جميلة بكل تواضع وبساطة إذ ذهبنا ليلاً وركبنا التكتك أحدث طرق المواصلات التي أنتجها حصار غزة , , وهذا هو الجمال الروحي بحد ذاته ..
المهم ونحن عائدين للمنزل فوجئنا بل وارتعب الأطفال حين شاهدنا ما يقارب من 15 جيب شرطة وسيارات كالهمر , وهلمة كبرى وإغلاق لنصف الطريق الرئيسي وأزود أمام منزل صالح الرقب القريب من منزلنا , ظن أخوتي أن الرجل قد مات فرضاً, لكني رأيت في الأمر فوراً صورة هنية , ولم يكذب حدسي حين أكد لنا الناس أن إفطار السيد رئيس الوزراء كانت عند الرقب...
كذبة المقاومة التي تحدثت عنها حين اتهمت بمقالي السيد هنية وكذبني الأخوة في حماس والناس بل وسفهوني وزعلوا مني , رأيتها اليوم مرأى العين ولمستها على الأرض..
أنا لن أنكر مرة أخرى مدى صدمتي بالذي رأيت , فقد فاق الأمر حد المعقول وحتى حد مواكب عباس ودحلان وتشهد يا الله..
فلماذا وبأي دين هذا ؟ وفي أي دين كان هذا ؟؟ وعلى ماذا كل هذا ..؟؟ وهل لهذا أتى بكم الشعب ؟؟ وأين سنة النبي وسيرته العطرة منا في رمضان ..؟؟
وعلى ماذا هذا البذخ والترف ؟؟ وبأي ثمن مقزز وقذر ياهينة..؟؟
وهل أبناء حماس راضون عن ذلك وهم من الشعب فقراءه ومساكينه ورواده..؟؟
هل يرضى الله ورسوله وضيفنا العزيز " رمضان"عن ذلك يا أخواني في حماس ..؟؟
لا تظن ياسيد أنك استطعت خداع أصحاب العقول من شعبك بالصور المتعمدة المهينة لك مع عائلة فقيرة من عائلات شعبنا ، فمن أراد أن يفطر صائما لوجه الله لا يهمه أن يراه غير الله ، ولا يعنيه أن يعرف أمره الناس ..
ماغني غير الله ..
املأ معدتك المنتفخة يا أبا العبد ، وتناسى بأن هناك عشرات الآلاف من رعيتك تشتهي بعضا مما تُلقيه أنت ووزرائك وقادة حركتك في حاويات النفايات..
نم يا إسماعيل هنية على فراشك الوثير تحت إنارة خافتة بينما يضرب جنودك الآثمون ظهور أبناء التنظيمات الأخرى التي تحدق مليا في الكرسي الذي تجلس عليه ، أو أعضاء الحركات الذين باتوا وحدهم يحملون همّ المقاومة أكثر من حملك لهمّ البقاء متربعاً على كرسيك.. لا تلتفت إلى صرخاتهم التي يطلقونها أكثر من عدد صواريخهم التي يدافعون بها عنا بعد أن سلمتم سلاحكم للصدأ وصواريخكم جعلتموها رهن مصالحكم الاقتصادية ..
إن الذي يدعي أنه من الشعب وأن همه هم الشعب , وحياته كحياة الشعب, أقول له اليوم شعبنا صار يركب التكتك ولا يخجل , شعبنا اليوم تتزايد بساطته وتواضعه وهو بذلك فخور , شعبنا اليوم يأكل كسرة خبز وملح وزيتون ويشكر الله ويطلب أن يديمها عليه بعز وشرف..
شعبنا اليوم لا يكبر على حساب النصب والسرقة والدعارة والاحتيال الوطني الديني يا هنية وتفهمني جيدا..
شعبنا كما النسر يتعالى عن الدنايا وقيادته هنا وفي الضفة كالغربان بالضبط أسفل منه وهو يترفع عنك وعن سفاهاتك ..
شعبنا اليوم يرى وقد يكون خائفا ويمشي جنب الحيطة من أجل لقمة العيال والسترة, ولكني... ولكن هنالك أشواك ثائرة لن تنظر لك بعين الرحمة والشفقة وستظل محيطة بك تنتظر كل فرصة ولا تخشاك فكفاها الله من بطشك ...
المعادلة تتغير والصغار يكبرون والعقول المتجمدة تذوب وعمى التحزب ينقشع عن الكثيرين , والتاريخ يسخر منك ومن غبائك فقد أذل من سبقوك بأفعال كأفعالك اليوم .. ولكن لا تفكر ولا عظة.. فلا عقلٌ ولا فكرٌ ولا ما يحزنون ..

مشاركة مميزة