الأحد، 8 أغسطس 2010

حماس خزقت الأوزون

kolonagaza7
علاء الريماوي
في كلمة متلفزة لنتنياهو بثتها وسائل الإعلام (الإسرائيلية ) تحدث فيها عن مسؤولية حماس المباشرة عن إطلاق الصواريخ من سيناء إلى إيلات والعقبة ، والتي ستلقى جزاء فعلها الرد المؤلم والمناسب .
تصريح نتنياهو لم يكن في هذا المجال استثناء في العلاقة مع حماس ، فهذا النوع من التصريحات هو الحالة الطبيعية أثناء الصراع ، لكن ثمة مخططاً تدبره الحالة المفتعلة من التصريحات هذه والتي تريد حماس صاحبة الصواريخ جبراً رغم نفيها الجازم بالعلاقة وعلى لسان أكثر من مسؤول .
المخطط بدت ملامحه في انقلاب وجهة الاتهام في الصحافة العبرية التي كانت تنقل عن جهات أمنية علمها أن القاعدة هي خلف الهجوم وأن مركز النار سيناء التي تعيش حالة الانفلات وفساد الرقابة عليها .
في متابعة المساء للأعلام ( الإسرائيلي ) وبعد خطاب نتنياهو غدت حماس الوحيدة في مرمى الاتهام بالمسؤولية عن إطلاق الصواريخ ، واشترك في الهجوم على الحركة الإعلام المصري وبعض كتاب الأعمدة الرسميين الذين طالب بعضهم بعمل عسكري ضد غزة وإغلاق معبر رفح ، ومنع قوافل المساعدة الداخلة إليه .
وذهب آخر إلى ضرورة محاسبة الإخوان في مصر الذين يشدون من عضد هذه الحركة العابثة بالأمن المصري .
برغم النفي المصري المطلق في اليوم الأول أن تكون سيناء هي منصة الإطلاق إلا أن الرواية المصرية والإسرائيلية المعدلة اتفقت على أن مجموعة من القسام خرجت عبر أحد الأنفاق وفي حوزتها سبع صواريخ من نوع جراد ، والذين كان في انتظارهم مجموعة من السيارات ذات الدفع الرباعي التي تكفلت النقل إلى مسرح العملية .
التفاصيل الدقيقة للرواية تنم عن دراية مباشرة من داخل الجماعة التي أطلقت الصواريخ ، لكن واقع التخبط الإعلامي الذي أعقب الحدث جعل نسج القصة واهياً ومفتعلاً ومدبراً .
بالمناسبة لا أنفي الوطنية عن من أطلق الصواريخ ولا أعتقد أن الموساد خلف عملية الإطلاق وأجزم أن الأردن لم تكن هدف النار التي نترحم على شهدائها ، لكن ما أراه هو أن جماعات غير حماس تنشط في سيناء تسعى منذ زمن إلى فعل أكثر من ذلك ، كما حصل في موجة العنف في السنوات السابقة .
النفي من حماس المرة لن تسمعه بعض أطراف المنطقة و( إسرائيل) التي تعودت ترويج صورة الإرهاب عن المقاومة متهمة إياها بزعزعة الاستقرار العالمي ، والمسؤولية عن المس بأمن الدول العربية ، وحالة الغليان فيها على الفساد والقهر ، كما أنها باعث التطرف بين جيل الشباب الذي بدأ يؤمن بثقافة الانقلابات ، والسيطرة على الرأي العالمي في أوروبا وأمريكا ، والتغلغل في المؤسسات الرسمية هناك لتوظيف ذلك في زعزعة العالم ، كما أنهم شلة من الزعران كما وصفهم أحد وزراء خارجية العرب والذي طالب برلمانه احتلال وقصف غزة .
سيل الاتهامات الكبير قد يضاف إليه في قابل الأيام تهم خرق الأوزون ، وارتفاع درجة حرارة الأرض ، وتسريب النفط ، وتهييج البحار لحصول الفيضانات والأعاصير .
النظام العربي الرسمي يحاول دائماً الابتعاد عن قراءة الواقع ويرمي بأزماته للخارج ويتناسى دوماً مخططات إسرائيل التي تحاول في كل لحظة الإيقاع بين المقاومة ومحيطها وهذا يفسره كم الاختراقات التي يكشفها الجيش في لبنان وعلى مستويات قيادية لا يخلو أي نظام عربي من مثيلاتها .
الرواية الإسرائيلية تريد الفتنة والصراع بين غزة ومحيطها ، لذلك وجدنا المقاومة المتمثلة بالقسام والأقصى والقدس تدير عملياتها من خلال الأراضي الفلسطينية لثقتها المطلقة بفاعلية الداخل المقاوم .
السهل الخطير للنظام العربي التحرك باتجاه غزة ، واتهامها ، ومحاصرتها ، واعتقال مناصريها والزج بهم في السجون ، لكن هذا لن يحل فكراً متطرفاً بدأ يتبلور بسبب فشل السياسة العربية ، يفوق القاعدة ويكفر كل معتدل ، ويؤمن بالتفجير والقتل لتغيير الوضع القائم .
المفيد الصعب الذي نحتاجه التحرر من الاتفاقات الأمنية مع الاحتلال الصهيوني ومعالجة أزمات العرب وواقعهم بأيد عربية حريصة وطاهرة ، بذلك يمكن التغيير والإصلاح والنهضة .

مشاركة مميزة