kolonagaza7
بقلم: نايف جفال ـ القدس
.تستمر الرواية الأحتلالية بسرد قصتها وتطبيقها بالضيق والخناق على كل السبل و المشارف الفلسطينية، وخاصة المؤدية للمدينة المقدسة أن كان في سير الحياة اليومية، أم في سير العملية التفاوضية، وذلك بإجراءات تعسفية حاقدة، هدفها تعكير الحياة اليومية للمواطنين الفلسطينيين بكل الطرق والوسائل، في سياسة احتلالية رافضة لأي تعديل أو إقرار بحياة كريمة ولو كان في الحدود الدنيا من الحقوق الفلسطينية.فالمسافر عبر حاجز قلنديا (شمال مدينة القدس) إن كان للمدينة المقدسة، أو لباقي محافظات الضفة ، واجب عليه المرور بكابوس قلنديا اليومي، صبحاً ومساء، فالمتاعب التي يلقاها المواطنين المسافرين في كل يوم تفوق متاعب السفر بين قارتين، فكل يوم تقف الساعة ويضيع الوقت بالاختناق المروري الغير مبرر، والأسباب كثيرة ومعلومة للجميع ، ضيق في الشوارع ، وافتقاد لشارع لبديل ، وكابوس الاحتلال بقاعدته العسكرية التي تقسم الشارع إلى أجزاء مفتته، ويلحقه الكثير من البسطات الغير نظامية المنتشرة على جانبي الطريق، والباعة المتجولين، كل هذا ولا نلحظ أي تواجد لأي ناظم أو مهتم من إفراد شرطتنا الفلسطينية.فبكل أسف وحصره يلحظ من يمر عبر شبح قلنديا افتقاده لأبسط ملامح السلامة على الطرقات، وأهمها الشرطي الناظم والمنظم لسير السبيل، فكلنا يعلم بأن السيطرة الفلسطينية مفقودة في هذا الشارع إلا أن هناك العديد من الحلول يمكن من خلالها المساهمة في حل الأزمات المتتالية ، فلو بادرت مديرية الشرطة في مدينة رام الله بفرز عدد بسيط من إفراد الشرطة بزيهم المدني وجعلتهم ينظمون الطريق، لما كانت كل تلك الأزمة في كل يوم ، وهنا لا ننكر الدور البناء الذي قام به السائقين بتعيينهم اثنين من زملائهم لتنظيم الطريق والتخفيف من اختناقه، مقابل مبلغ مالي بسيط يتقاضونه من زملائهم الآخرين، لكنهم لا يمتلكون الأهلية القانونية ولا المهنية القادرة على التنظيم وذلك لسبب واحد بسيط "بأنهم ليسوا من رجال الشرطة الفلسطينية" التي يتوجب عليها حماية المواطنين ورعايتهم والتخفيف من همومهم وقضاياهم اليومية.هذا ان بقينا في حال المركبات فقط ، لكن المنغصات في هذا الطريق لا تقف ولا تعرف لها حدود فالباعة المتجولين، والبسطات المنتشرة على كامل الطريق من بدايته وحتى نهايته، كلها تساهم وبشكل كبير بتضخيم الأزمة وزيادتها ، فكل هذا لم يحرك ساكن في أروقة ومكاتب وزارة النقل والمواصلات الفلسطينية والتي تعرف نفسها بأنها تولي أولى اهتماماتها في تحسين وتحديث الخدمات التي تقدمها في جميع مجالات عملها للمواطن بإستخدام أفضل التقنيات الحديثة المستخدمة عالمياً ، و تطوير المعابر البرية والبحرية والجوية الفلسطينية من أجل تقديم أفضل الخدمات الخاصة بنقل البضائع والأفراد، وتحقيق الكفاءة العالية والمتميزة في خدمات النقل، فكل هذه الادعاءات نسمعها ولا نجد أي بادرة لتطبيقها، فمن يمر بشارع قلنديا القدس يشعر بان هذا المقطع البسيط لا يقع تحت طائلة أي حد سوى مسؤولية الفوضى واللامسؤولية. فمن الضروري جدا خاصة وأننا على أبواب شهر رمضان الكريم بان نحاول تكميم الأزمة ، ونسعى في حلها وذلك من خلال ، التعاون ما بين مجلس قروي قلنديا، ووزارة النقل والمواصلات الفلسطينية، و الشرطة الفلسطينية في مدينة رام الله، وذلك بهدف تنظيم الطريق، وتوفير رجال شرطيين، مهنيين، والعمل على وضع إشارات مرورية لكي تسهل للمارين السلوك بطريقة سلسة، وضروريا أيضا منع الباعة المتجولين الذين يحتجزون جانب الطرقات بشكل غير حضاري مما يعيق حركة السير ويسيء لمدخل المدينة بشكلها العامة ويفقدها ابسط إشكال النظام .فهكذا من الممكن أن نساهم في تحجيم الأزمة وحلها بشكل جزئي، مع علمنا بان حلها يتجلى بإزالة الثكنة العسكرية التي تفصلنا عن قدسنا الحبيبة، وإقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس وعودة الاجئين الفلسطينيين، وتقرير المصير، فمن دون هذا ستبقى حياتنا مليئة بالمنغصات وسيبقى حالنا مشوه ويبقى الصراع في أوجه، فالسلام لا يمكن أن يخُلق وما زال الشعب يعاني من ابسط حقوقه الطبيعية وعلى رأسها حقه في التنقل داخل حدود بلده دون اعتراض، وهذا حق لكل مواطن على هذه الأرض كما ورد في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
مركز إعلام القدس