الأربعاء، 25 أغسطس 2010

شهادات تؤكد بأن معظم المدارس غير لائقة لطلبة القدس...!!


kolonagaza7

مركز إعلام القدس - ديالا جويحان: القدس- الثلاثاء 24 / 08 / 2010 :-بالرغم من الإلزام بتوفير التعليم بالمجان في القدس الشرقية، إلاّ أنَّ آلاف الأطفال سيبقون خارج إطار جهاز التربية والتعليم في السنة الدراسية المقبلة أيضا. وقد أدّى الإهمال المستمر من طرف جهاز التربية والتعليم العربي في القدس إلى العجز الشديد بغرف التدريس، وكذلك في هذه السنة امتنعت وزارة التربية والتعليم وبلدية القدس عن التعامل بصورة جدية مع هذا الأمر. وبالنتيجة فانَّ أهالي آلاف الأطفال الفلسطينيّين سيُضّطرون في السنة الدراسية القادمة (2010-2011) لدفع مبالغ كبيرة بغية الحصول على مقاعد في المدارس، في حين أنه كان يُفترض أن يحصلوا عليها بالمجان. وأكد تقرير مشترك لجمعيتي عير عميم وحقوق المواطن في إسرائيل، أنَّ آلاف الأطفال في شرق القدس سيبقون خارج إطار جهاز التربية والتعليم في السنة الدراسية المقبلة (2010-2011). ويتراوح عدد الطلبة الذين سيحرمون من توفير مقعد دراسي لهم بين 4,329 -و5,300 طالبا. ووفق بيانات البلدية، التي تستند إلى بيانات وزارة الداخلية ودائرة الإحصاء المركزية، يبلغ عدد الأطفال والفتية الفلسطينيّين في القدس 87,624 تتراوح أعمارهم بين 6 سنوات وحتى 17 سنة (أي من الصف الأول وحتّى الثاني عشر). وقال التقرير المشترك:" ان الإهمال المستمر من طرف جهاز التربية والتعليم العربي في القدس أدى إلى العجز الشديد بغرف التدريس، حيث امتنعت وزارة التربية والتعليم وبلدية القدس هذا العام ايضا عن التعامل بصورة جدية مع هذا الأمر، وبالتالي سيضطر آلاف الأطفال الفلسطينيّين في السنة الدراسية القادمة لدفع مبالغ كبيرة بغية الحصول على مقاعد في المدارس، في حين أنه كان يُفترض أن يحصلوا عليها بالمجان. وفق بيانات العام الدراسي السابق (2009-2010) تعلّم نصف الطلاب فقط في شرق القدس في المؤسّسات التربوية التابعة لمديرية التربية والتعليم في القدس (التي تتشارك في إدارتها وزارة التربية والتعليم وبلدية القدس)، وقد تعلّم التلاميذ المتبقّين في مدارس غير حكومية تعود ملكيتها وتقوم على إدارتها جهات مختلفة ومتنوّعة: جهات خاصة، كنائس، منظّمات إسلامية، وكالة الغوث (الأونروا)، وأطراف مرتبطة بالسلطة الفلسطينية وبجهات تجارية تهدف بصورة أساسية إلى الربح المالي. شهادات تؤكد بأن معظم المدارس غير لائقة لطلبة القدس..وتخلل التقرير أربع شهادات تؤكد بأن معظم المدارس غير لائقة للطلبة في القدس، إذ إنَّ الغالبية المطلقة للمدارس في شرق القدس، في جميع التيارات التعليمية، تعاني من أزمات وصعاب عسيرة: مباني متداعية وغير آمنة، وغرف تدريس مكتظّة، ومستويات تعليمية متدنية، ونسب تسرّب تصل إلى 50% من الأولاد، وتحصيل تعليمي متدنّ في امتحانات (التوجيهي، والبجروت الإسرائيلي) وهي:-الشهادة الأولى: جمال خليل، من سكّان مخيم اللاجئين شعفاطقال والد أحد طلاب التابعين للبلدية جمال خليل من سكان مخيم اللاجئين في بلدة شعفاط" أنه بعد جهود مضنية نجحت بتسجيل اثنين من أولادي للتعلّم وإن كان ذلك في مدرستين مختلفتين بعيدتين جدًا عن البيت. عمير ابن الـ 15 سنة مسجّل في مدرسة في صور باهر، والتي تبعد نحو 10 كيلومترات عن البيت. وبفعل الاختناق المروري والحواجز، يستغرق السفر إلى المدرسة نحو ساعة ونصف، ويجد عمير نفسه مضّطرًا إلى النهوض من النوم الساعة الخامسة صباحًا كل يوم والسفر في حافلتين – من المخيم إلى البلدة القديمة ومن هناك إلى صور باهر. أما عمرو ابن العشر سنوات فحالته أصعب بكثير، إذ إنه يدرس في مناطق السلطة الفلسطينية وهو يسافر كل يوم 15 كيلومترًا في كل اتجاه. كذلك هو يسافر في حافلتين إلاّ أنه يتعيّن عليه المرور بحاجزين، ويستغرق السفر من البيت للوصول إلى المدرسة ساعتين. يكلفنا سفره هذا 500 شاقل شهريًا. ونضّطر أنا وزوجتي النهوض من النوم يوميًا الساعة الرابعة صباحًا لكي نجهّز الأولاد لسفرهم الطويل".الشهادة الثانية: عضو لجنة الأهالي في مدرسة السواحرة الغربية في جبل المكبّرقال سميح محمد زحايكة عضو لجنة الأهالي في مدرسة السواحرة الغربية في جبل المكبّر "تفرض غالبية المدارس الخاصة امتحانات دخول على التلاميذ الذين يطلبون تلقي التعليم فيها، وترفض أولئك التلاميذ أصحاب التحصيل المتدنّي بغية الحفاظ على صيتها. على ما يبدو فقد أغفلت هذه المدارس عن الحقيقة.وأضاف زحايكه:" إنَّ هدف المدرسة هو توفير التربية والتعليم وليس الحفاظ على اسمها الطيب بفضل التلاميذ الناجحين فقط ويتراوح عدد التلاميذ في الغرف في غالبية المدارس الخصوصية والبلدية على حدّ سواء في شرق القدس بين 30 و 40 تلميذًا. فإن تحرّك أي تلميذ من مكانه سيؤدّي ذلك إلى تحرّك الصفّ بكامله ... فقد تحوّل العمل التربوي إلى عمل تجاري. فكل شخص لديه المال الكافي يمكنه حاليًا فتح مدرسة أو رياض أطفال. وكل ما يحتاج إليه هو أربعة جدران وعدد من الطاولات. ووزارة التربية والتعليم وبلدية القدس اللتان يتعيّن عليهما مراقبة ما يجري في المدارس غير معنيّتان بتاتًا بذلك".الشهادة الثالثة: عضو في لجنة أهالي مدرسة أحمد سامح الخالديأكد محمّد سياج، عضو في لجنة أهالي مدرسة أحمد سامح الخالدي الواقعة في حي الثوري"أن الجهاز التربوي في حي الثوري جنوب المسجد الأقصى المبارك، يعاني من ضائقة قاسية. يشمل هذا الجهاز أربعة مدارس ابتدائية، منها اثنتين تقعان في بنايتين مستأجرتين، ولا يوجد في ثوري مدرسة ثانوية. يُضّطر طلاب الثانوية للسفر إلى أحياء بعيدة الأمر الذي يمسّ جدًا بتعليم البنات، إذ إنَّ جزءًا من الأسر تعارض أمر خروج بناتهم من الحي"."تعاني المدارس القائمة في بنايات مستأجرة من الاكتظاظ في غرف التدريس. حيث تتوفر غرفة مرحاض واحدة فقط في الطابق الثاني لإحدى هاتين المدرستين لخدمة 203 تلميذّا يتعلّمون في هذا الطابق. وهناك أربع مراحيض فقط في جميع أنحاء هذه المدرسة، والتي تخدم أكثر من خمسمائة تلميذ. كذلك تتوافر في هذه المدرسةساحة ضيقة لا تتسع للجميع، الأمر الذي يمنعهم من اللعب والتحرك في الساحة في وقت الاستراحة خوفا من التدافع بسبب ضيقها ".الشهادة الرابعة: عضو المجلس البلدي في القدسقال عضو المجلس البلدي في القدس، يوسف پيپه ألالو، نائب رئيس البلدية والمسئول السابق عن ملف التربية والتعليم في شرق القدس حتى تموز 2010"لقد زرت مدارس عديدة، إنَّ أوضاعها مزرية، ومن ضمنها تلك التي أنشئت مؤخرًا أيضًا. وجدت في إحدى المدارس حديثة العهد التي زرتها قاعات كاملة خاوية، وحين سألت لماذا هي خاوية؟ أجابوني بأنهم لم يحصلوا على طاولات ورفوف أو كتب، ولذا فإنهم لا يستعملون هذه القاعات. إنَّ الازمة في ميزانيات المدارس في شرق القدس فظيعة، إذ لا تُرصد لهم الميزانيات كما هو الحال في المدارس الواقعة في غرب المدينة التي تتمتّع بميزانيات تدير الدارس ذاتيًا. إنَّ لهذا الواقع إسقاطات بعيدة المدى: تلقينا طيلة الوقت شكاوى من المدارس في شرق القدس بشان عدم قدرتهم على دفع فاتورة الكهرباء، وكانوا يقطعون الكهرباء عنهم، ولم يستطيعوا تدفئة غرف التدريس، ووصلوا إلى وضع قطعوا عنهم الهاتف".وقال التقرير الجمعيتين:" أن من نتائج تعدد الأطر التعليمية في القدس وجود جهاز تربوي يغيب عنه التجانس على صعيد مناهج التعليم وأساليب التدريس، ولذا فإنها تفتقر إلى عمود فقري ومركز للثقل، وبالتالي فإنَّ الجهاز التربوي يُخرّج عددًا قليلاً جدًا من أصحاب الثقافة الكافية للتطوّر الشخصي المميز إضافة إلى إنتاجه مجتمعًا مدنيًا يتمتّع بقدرة ضعيفة جدًا على الصمود والاستمرار. الغرف الصفية... وكشف تحليل بيانات البناء، الذي قامت به الجمعيتين في آب 2010، عن أنَّ هذا العجز لن يتقلّص في الأعوام المقبلة، حيث تمّ بناء 257 غرفة تدريس فقط منذ الوعود التي قطعت في العام 2001 وحتى اليوم، واشار التقرير انه من المفترض الانتهاء من بناء مدرسة شاملة للبنات في رأس العمود حيث شيّدت 39 غرفة تدريس. وكذلك، يتعيّن بناء 24 غرفة تدريس في العام 2011 إلاّ أنَّ الانتهاء من بنائها ليس مضمونًا. وأضاف التقرير:" انه حتّى وإن تمّ بناء جميع غرف التدريس المخطّط لها، حتّى نهاية العام 2011 ستبنى بالمجمل 338 غرفة تدريس، ويشكّل هذا العدد 52% فقط من مجمل غرف التدريس التي قُطعت الوعود ببنائها. وأكد الجمعيتان انه غرف التدريس المنوي بنائها لا تفي بجميع احتياجات الجهاز التربوي، الأمر الذي أكّدته السلطات أيضًا، والتي ادّعت أنَّه ليس بمقدورها بناء غرف تدريس كافية لسدّ هذا العجز المتراكم تاريخيًا. ولخص التقرير انه بنظرة شاملة على سياسة وزارة التربية والتعليم وبلدية القدس بهذا الصدّد، أنَّ اعترافهما المبدئي بوجود هذا الالتزام لا يُترجم إلى سياسة تعمل على تحقيق هذا الالتزام بصورة فعلية. وكتب مراقب الدولة، ميخا ليند نشطراوس في أيار 2009 ما يلي: "تكشف نتائج الفحص أنَّ الوزارة (التربية والتعليم) والبلدية (القدس) لا تقومان بواجبهما ولم تنجحا بتوفير غرف تدريس كافية في [جهاز] التعليم الحكومي لصالح السكّان في شرق المدينة. لم يعمل رؤساء وزارة التربية والتعليم والبلدية بجدّية، كما كان ينبغي عليهم العمل، بغية إتاحة الفرصة أمام التلاميذ في شرق المدينة من اجل إحقاق حقّهم لكونهم سكّان دائمين في الدولة".مرّت نحو سنة ونصف منذ كتب مراقب الدولة هذه الكلمات، ولكن سياسة وزارة التربية والتعليم وبلدية القدس لم تتغير بعد. وكما جاء في معرض هذا التقرير، فإنَّ النتائج وخيمة على أرض الواقع: آلاف الأطفال لا يتلقون التربية والتعليم، وأولئك الذين يفعلون ذلك يتلقون التربية والتعليم في غرف تدريس مكتظّة ولا تلبي المعايير المعتمدة، وجودة التعليم بها متدنية. تصل نسبة التسرّب من المدارس إلى نصف مجمل عدد التلاميذ، وقلة قليلة من خريجي هذه المدارس ينجحون بالوصول إلى معاهد التعليم العالي. إنَّ تغييرًا حقيقا في السياسة إضافة إلى تخصيص الميزانيات الملائمة فقط من شأنهما أن يدفعوا باتجاه التغيير المأمول وتوفير مستقبل أفضل لأطفال القدس...!

مشاركة مميزة