الجمعة، 6 أغسطس 2010

انتظار!

kolonagaza7
مصطفى إبراهيم
6/8/2010
الفلسطينيون في قطاع غزة في انتظار دائم، انتظار عدوان جديد واستكمال إسرائيل مهمتها، وانتظار إغلاق معبر رفح، وانتظار رفع الحصار نهائياً وإنهاء الانقسام وإتمام المصالحة الوطنية، وانتظار وصول التيار الكهربائي وانقطاعه في الوقت ذاته، وفي انتظار رؤية هلال شهر رمضان موحدين، وانتظار إتفاق الحكومتين على استيراد السيارات، هم في انتظار يومي، أصبحت حياتهم انتظار في انتظار!
الفلسطينيون في انتظار إعادة إعمار قطاع غزة وما تم تدميره أثاء العدوان، وفي انتظار الحكومتين احترام حقوق الانسان، والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين ووقف الملاحقات السياسية، وفي انتظار عدم منع المواطنين من السفر وعدم منحهم جوازات سفر، والتعدي على الحريات العامة والخاصة واحترام حرية الرأي والتعبير.
الفلسطينيون في انتظار إسرائيل وقف الاستيطان وتهويد القدس، ورفع الحواجز العسكرية الإسرائيلية التي تقطع أواصل مدن وقرى الضفة الغربية، وفي انتظار موافقة الحكومة الإسرائيلية على بناء مدينة الروابي وفتح شارع مؤدي اليها، وفي انتظار التراجع الإسرائيلي عن القرار 1650، وفي انتظار موافقة اسرائيل على بادرات حسن النية، وفي انتظار السلطة الفلسطينية وقف التنسيق الأمني.
الفلسطينيون في انتظار موافقة اسرائيل على العرض السخي غير المسبوق الذي قدمته السلطة الفلسطينية، ولم يحظى به إيهود أولمرت سابقاً، كما ذكر صائب عريقات الذي أعلن عن العرض السخي ويأمل أن يقبله رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو، لإمكان التوصل الى اتفاق سلام ممكن مع اسرائيل.
الفلسطينيون هذه المرة لم ينتظروا من العرب عدم منحهم غطاء للذهاب الى المفاوضات المباشرة، هذه المرة كانوا متأكدين من ان العرب غطائهم جاهز للذهاب إلى المفاوضات المباشرة، كي لا يخذلوا الرئيس الأمريكي باراك اوباما، ولم يعارضوا المفاوضات المباشرة، وتركوا للرئيس محمود عباس القرار.
الفلسطينيون في انتظار موافقة نتانياهو على البدء في المفاوضات المباشرة من النقطة التي انتهوا منها مع أولمرت، وحتى اللحظة الرئيس متمسك بأن لا تفاوض مباشر من دون تحديد مرجعية للمفاوضات وجدول أعمالها وزمانها، ووقف الاستيطان ومعرفة حدود الدولة الفلسطينية.
وفي الوقت ذاته هم في انتظار الوقت الذي يحدد فيه الرئيس نقطة الصفر للبدء في المفاوضات المباشرة سواء كان برضاه أو رغماً عنه، وهم لا ينتظرون منه رفضها، ومصارحتهم بحجم الضغط الذي تمارسه الإدارة الأمريكية وأطراف عربية وإقليمية عليه للموافقة على البدء في المفاوضات المباشرة.
الفلسطينيون انتظروا من الرئيس أن يقول لهم أنه يتعرض لضغوط كبيرة، وأنه تعرض لتهديد مباشر من جورج ميتشل بعدم التوقيع على المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام، وكيفية تعامل المجتمع الدولي مع القضية الفلسطينية، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي التي تسير في فلكها من دون اخذ خطوة تعبر عن مواقفها بحرية والتحلل من التبعية للولايات المتحدة.
الرئيس في اجتماعاته الخاصة يقول أنه تلقى رسالة تهديد خطيه من الرئيس الأمريكي، وظهره أصبح للحائط وهو وحده يقاتل لمقاومة البدء في المفاوضات المباشرة، ونسي أن الفلسطينيين جميعاً هم ظهره وهم من يحميه ويقفون سدا منيعا في وجه المخاطر والتهديدات والضغوط من اجل ان يكون القرار الفلسطيني مستقل، ويدافع عن حقه في الحرية والتحرر من الاحتلال وحماية قضيته من المشاريع التصفوية.
بناء على ما سبق سيبقى الفلسطينيون في حال الانتظار، كما هو حال الانقسام، وسيظل ظهر الرئيس ليس للحائط، بل مكشوفاً، وعليه مصارحة شعبه واستفتاءه، فلن يحمي ظهره سوى أبناء شعبه، وعلى الفلسطينيين جميعا عدم الانتظار لإنهاء الاحتلال، وعليهم ممارسة الضغط لإنهاء الانقسام وعقد المصالحة الوطنية، وتغليب المصلحة الفلسطينية العليا، والخروج من عبئ الأجندات الخارجية الدولية والإقليمية، وعدم الاستسلام للضغوط والاملاءات والشروط التي تفرض عليهم.

مشاركة مميزة