الخميس، 5 أغسطس 2010

دولة الكويت .. وآمال شعب الجنوب

kolonagaza7
الدار
المحامي يحيى غالب الشعيبي
دولة الكويت الشقيقة أميرا وحكومة وشعبا تتذكر التاريخ الأسود الثاني من أغسطس 1990م يوم احتلال الكويت، والعالم أجمع بشكل عام يتذكر أيضا ذلك اليوم الحزين، وشعب الجنوب وقيادته السياسية بشكل خاص لا يقل حزنا وغضبا عن شعب الكويت وقياداته منذ بدء تداعيات أزمة الخليج والتحضير والاعداد للحرب العبثية المدمرة من قبل نظام صدام حسين لغزو الكويت، كان موقف شعب الجنوب وقيادته السياسية موقفا محسوم الخيار رافضا رفضا قطعيا لتلك العملية البربرية لانتهاك سيادة الكويت. اليوم وبعد 21عاما من ذكرى احتلال الكويت الشقيقة و17عاما من احتلال الجنوب نستحضر بإيجاز المواقف المتبادلة بين الكويت والجنوب منذ احتلال البلدين وحتى اليوم: أولاً: بالنسبة للمواقف السابقة بين دولة الكويت الشقيقة وحكومة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية كانت علاقات راسخة تعمقت بالتقارب الثقافي ونظام المدنية وسلطات النظام والقانون المحكوم بها البلدان، إضافة إلى تقديم الدعم المادي السخي لشعب الجنوب من قبل الكويت وشواهده كانت تتحدث عن نفسها من مباني جامعات ومستشفيات وطرقات وغيرها من البنى التحتية لدولة الجنوب التي حطمتها ودمرتها قوات الاحتلال الشمالي وأصبحت اثرا بعد عين ,كان موقف شعب الجنوب وقيادته السياسية كما أسلفنا رافضا رفضا قاطعا لاحتلال الكويت وفي نفس الوقت كانت دولة الكويت الشقيقة بعد التحرير من القوات العراقية كان موقفها ايجابيا بجانب قضية شعب الجنوب اثنا احتلال وغزو الجنوب من خلال موقف الكويت في اجتماع مجلس التعاون الخليجي في مدينة ابها السعودية بتاريخ 24مايو1994م وأيضا من خلال موقف الكويت مع دول إعلان دمشق بتاريخ 6يوليو1994م. ثانياً: ظل شعب الجنوب وفيا كعادته مع شعب الكويت وفي أصعب الظروف التي يمر بها شعب الجنوب تحت الاحتلال العسكري الهمجي المتخلف والدم الجنوبي ينزف والأرواح الجنوبية تزهق والأرض الجنوبية تستباح إلا أن كل تلك الممارسات القاتلة والمميتة لم تغفل من ذاكرة شعب الجنوب التاريخ الأسود الثاني من أغسطس يوم احتلال الكويت الشقيقة، وما ان انتفض شعب الجنوب من تحت ركام الاحتلال في حركة شعبية سلمية تحررية احتجاجية (الحراك الجنوبي السلمي ) مطلع عام 2007م بداية تكوين الحراك الجنوبي وانطلاقته، قرر شعب الجنوب وحركته التحررية المحتاجة الى الدعم السياسي المادي والمعنوي ان يتضامن مع دولة الكويت الشقيقة في ذكرى الاجتياح والغزو، ودعا الحراك الجنوبي جماهير الجنوب إلى تظاهرة كبرى في العاصمة عدن بتاريخ 2اغسطس 2008م واستجابت جماهير الجنوب الفقيرة المطرودة من أعمالها رغم كل الظروف القاسية قررت تلك الجماهير مئات الآلاف التعبير عن غضبها ورفضها لاحتلال الكويت رغم تحرير الكويت ونيلها استقلالها وفي ذلك اليوم 2اغسطس 2008م تعرض الحراك الجنوبي لأبشع هجمة دموية شرسة في العاصمة عدن من القوات الشمالية سالت دماء الشباب في شوارع عدن واعتقال المئات من شباب وقيادات الحراك، وكاتب السطور واحد من القيادات التي تعرضت للاعتقال مع رموز الحراك حينها لمدة 15يوما بعد ان اشتعل الجنوب من المهرة الى الضالع وقطعت الطرقات وسقط شهداء وجرحى. ثالثاً: قرر الحراك الجنوبي اعتبار الثاني من أغسطس من كل عام مناسبة سياسية احتجاجية معبرة عن موقف شعب الجنوب الرافض قيادة وشعبا لاحتلال الكويت وعند البحث والتقصي سيجد شعب الكويت ان شعب الجنوب الوحيد الذي يشاركه مناسبة ذكرى الاحتلال والغزو بين شعوب ودول العالم اجمع ومنها دول مجلس التعاون الخليجي، ونجدها مناسبة لمخاطبة الكويت الشقيق اميرا وحكومة وشعبا ونحن نشاطرهم ونقاسمهم الأحزان المؤسفة ونحن تحت الاحتلال وشعبنا يتعرض لأبشع الجرائم التي تتنافى مع كل القيم والأعراف والأديان السماوية نخاطب الكويت الشقيقة في يوم 2اغسطس 2010 والكويت محررة مستقلة الحمد لله ربنا يحفظ شعبها وقيادتها وحكومتها نخاطبهم ونحن نحيي ذكرى الغزو بفعالية (العصيان المدني)في عموم الجنوب سوف تتوقف حركة الشارع بالجنوبي احتجاجا على ذكرى احتلال الكويت، ونذكرهم والذكرى تنفع المؤمنين ان كانت الكويت قد تحررت وجفت ينابيع الدم الكويتي فان ينابيع الدم الجنوبي مازالت تتدفق في كل مناسبة ليوم 2اغسطس من كل عام ومازال الجنوب تحت الاحتلال ونملك الحق القانوني والشرعي لاستعادة دولة الجنوب مثلما استعادت الكويت كيانها المستقل ومازال الأمل لدى شعب الجنوب معقودا على حكمة صاحب السمو أمير الكويت وولي عهده وحكومته الرشيدة وشعب الكويت الشقيق بالوقوف مع شعب الجنوب في معركته ونضاله السلمي لاستعادة دولته الجنوبية.

مشاركة مميزة