الثلاثاء، 31 أغسطس 2010

عن الصحف الاسرائيلية

kolonagaza7
"المصدر" عطا القيمري - القدس
يديعوت – مقال افتتاحي – 30/8/2010
محادثات واشنطن (1) مطلوب: اتفاق لتنفيذ الاتفاق بقلم: دوف فايسغلاس
(المضمون: في الاتفاق لتنفيذ الاتفاق سيتقرر جدول "للشروط، للاراضي وللمواعيد": كلما اوفت الدولة الفلسطينية بالتزاماتها، ستنقل اسرائيل الى سيادتها مزيدا من الاراضي. وهكذا، بالتدريج ستتسع اراضي الدولة الفلسطينية حتى حجومها النهائية – المصدر).
يوم الاربعاء ستطلق المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين، والصيغة المحتملة للتسوية الدائمة بين الطرفين معروفة منذ سنين: انسحاب اسرائيلي (مدني وعسكري) الى خطوط الرابع من حزيران 67 باستثناء الكتل الاستيطانية الكبرى، تبادل الاراضي، اعادة توطين اللاجئين الفلسطينيين – اولئك الذين يرغبون في ذلك – في نطاق الدولة الفلسطينية التي ستقوم، تقسيم القدس حسب المبدأ الديمغرافي مع سيطرة دولية في الحوض المقدس، والاعتراف، علنا وبشكل متبادل، بدولتين تعيشان الواحدة الى جانب الاخرى بسلام، بأمن وبعدم نزاع.
معظم المشككين في نجاح المفاوضات يرون في انعدام الثقة وفي الخوف المتبادل من الوقوع في الفخ سببا للفشل المتوقع: معظم الاسرائيليين لا يؤمنون بان لدى الفلسطينيين نية صادقة لوقف الارهاب وللسلام، ويخافون من التهديد الذي يكمن في السيادة الفلسطينية. كل الفلسطينيين لا يؤمنون بان اسرائيل ستخلي معظم اراضي يهودا والسامرة وستوافق على استقلال فلسطيني. ولما كان هكذا هو الحال، فمن الحيوي ان يعالج المتفاوضون شكل تطبيق الاتفاق بقدر لا يقل عن مضمونه المعروف والمتوقع، وان يحددوا مسبقا صيغة تنفيذ تبدد، قدر الامكان، المخاوف.
القسم "المخيف" في الاتفاق الدائم النهائي هو ترسيم الحدود، حجوم الانسحاب والترتيبات الامنية. هذا كفيل بان يؤثر بشكل مباشر على الامن الشخصي للاسرائيليين في كل مكان، وسيغير مكان سكن الاف المستوطنين. مواضيع البحث الاخرى – وان كانت لا تنطوي على نقل الاف السكان من بيوتهم، هي ايضا صعبة وتثير المخاوف، ولا سيما تقسيم السيطرة في القدس، ولهذا فانها تبعث على النفور.
في ضوء كل هذا فانه من الضروري أن يرافق الاتفاق "اتفاق لتنفيذ الاتفاق". وتتقرر فيه مراحل تطبيق التسوية الدائمة، ويتاح، على مدى عدة سنوات "فحص متبادل لصدق النوايا وجوهر الفعل في المواضيع موضع التخوف. مثلا، هل سيكف الفلسطينيون عن الارهاب، ومن جهة اخرى هل تبدأ اسرائيل بالانسحاب.
مثل هذا الاتفاق سيقلل المخاوف. وسيتقرر فيه اقامة دولة فلسطينية، في حدود مؤقتة، وفي قيود معينة على السيادة، في مجال الحكم الحالي للسلطة وعلى مدى خمس سنوات. ويتقرر فيه ايضا مقاييس مفصلة ومعايير لفحص النجاح الفلسطيني في منع الارهاب ووقف التحريض ضد اسرائيل. الولايات المتحدة والرباعية هم الذين سيحكمون، وهم ايضا سيضمنون للفلسطينيين بانهم اذا ما اوفوا كما ينبغي بالاتفاقات، فستفي اسرائيل بتعهداتها.
في الاتفاق لتنفيذ الاتفاق سيتقرر جدول "للشروط، للاراضي وللمواعيد": كلما اوفت الدولة الفلسطينية بالتزاماتها، ستنقل اسرائيل الى سيادتها مزيدا من الاراضي. وهكذا، بالتدريج ستتسع اراضي الدولة الفلسطينية حتى حجومها النهائية. وبهذه الطريقة تتقرر الشروط والمواعيد لتنفيذ البنود الاخرى، بما في ذلك موعد تقسيم السيطرة في القدس، فيما يكون كل شيء منوط بالايفاء بالمقاييس، تحت التحكيم والضمانة الدوليين.
خمس سنوات من اتفاق التنفيذ ستمنح اسرائيل فترة زمنية ذات مغزى لفحص التطورات في الدولة الفلسطينية، ولا سيما جودة الفعل الامني. المساعي الفلسطينية لاحباط ومنع الارهاب بدأت قبل نحو خمس سنوات، وعشر سنوات من النشاط الامني الفلسطيني سيكون كافيا من أجل التقدير باحتمالية عالية اذا كان بالفعل طرأ هناك تغيير حقيقي.
ترتيب التنفيذ سيسمح لاسرائيل بان تستعد كما ينبغي لقاطع مركب وأليم للغاية: اخلاء المستوطنات. خطوة من خمس سنوات ستسمح للحكومة بان تسن قانون اخلاء – تعويض مناسب، ترتيب الاخلاء بالتدريج، فيما يكون للمستوطنين مهلة طويلة وعملية لغرض نقل مركز حياتهم.
اضافة الى ذلك، فان ترتيب التنفيذ سيسمح لكل ذوي الصلة بالنزاع تقدير ما يجري في قطاع غزة. اذا كان لا يزال تحت حكم حماس ومواقفها التقليدية، سيتعين على اسرائيل، الدولة الفلسطينية ومصر وباقي الدول ذات الصلة بغزة ان تحسم في مسألة العلاقة التي بين غزة والدولة الفلسطينية. هكذا في الموضوع الغزي المعقد ايضا وضع الامور سيكون اكثر وضوحا.
يديعوت – مقال افتتاحي – 30/8/2010 محادثات واشنطن (2) فلسطين نقية من اليهود قلم: الياكيم هعتسني
(المضمون: توجد قرى عربية بين "كتلة ارئيل" والخط الاخضر. فهل يحلم احد باقتلاعها؟ واضح للجميع بان كل "حل" يتعين عليه ان يأخذ بالحسبان وجودها. وعلى أي حال مزيد من البناء في داخلها عديم المعنى السياسي – المصدر).
مع سفر نتنياهو الى واشنطن يجدر بالذكر ان حكمه يقوم على اساس فرضية مؤيديه في أنه – وليغفر لي – يكذب. فهم لا يصدقونه بانه حقا يؤيد اقامة دولة فلسطينية، ومقتنعون بان هذا مجرد تظاهر وكل شيء "ك . ذ. ب".
ومع ان رئيس الوزراء يتباهى امام الامريكيين بانه هو وحده كان قادرا على تحقيق تأييد الشعب بـ "الدولتين" (شارون تباهى بذلك قبله)، ولكنه لا يكشف لهم، وربما ليس لنفسه ايضا، بان هذا الانجاز مبني على وهم مؤيديه، المقتنعين بانه يكذب على كل العالم وانهم فقط هم يعرفون الحقيقة. بانتظار نتنياهو اختبار الصحوة، اذا ما وعندما يتبين لـ "المعسكر الوطني" بانه وقع ضحية التضليل الذاتي، ونتنياهو، بحديثه عن "فلسطينية"، بالذات قال الحقيقة وقصد كل كلمة. جلاء وحشي كهذا ِأثار تمردا ضد شارون في صفوف نواب الليكود وانشقاقا في حزبه. حسب استطلاع أخير لمنتسبي الليكود، التوقع اليوم ليس مغايرا.
اختبار الحقيقة، أو ورقة "الليتموس" (الاختبار المخبري) - هو التجمبد. ولو "فقط" في المستوطنات "المنعزلة" (ليس اقل من 100!)، سيفهم الجميع بان هذا خنق، ولم يولد بعد البكاء الذي يمكنه ان يعطي ذلك تفسيرا اخر. نتنياهو سيستقبل كعضو عادي في خيمة بيرس، باراك وكذا تسيبي لفني – والهزة الارضية السياسية ستحطم سلم ريختر.
وفكرة اخرى قبل السفر. المفاوضات كفيل بان يفشلها حتى النهاية ليس الاستيطان، بل الربط بين الدولة الفلسطينية وطرد اليهود. مقبولة الفكرة في أن الدولة الفلسطينية تنطوي بالضرورة على "تطهير" الارض من اليهود، ومعها الافتراض المثير للجنون، بان التطهير العرقي هذا يجب أن يتم على ايدي شرطة يهود. لو فصل وجود المستوطنات عن مسألة الدولة الفلسطينية، لما كان تجميد البناء في المستوطنات ذا صلة. يوجد منصق في الادعاء العربي فقط على اساس الافتراض بان اسرائيل ايضا توافق على ان الشرط للسلام هو طرد كل تواجد يهودي. وذلك لانه اذا كانت هذه هي القاعدة فان كل بيت يهودي آخر حقا هو عائق ودليل على انعدام النية الطيبة.
توجد قرى عربية بين "كتلة ارئيل" والخط الاخضر. فهل يحلم احد باقتلاعها؟ واضح للجميع بان كل "حل" يتعين عليه ان يأخذ بالحسبان وجودها. وعلى أي حال مزيد من البناء في داخلها عديم المعنى السياسي. اذا أعلن نتنياهو بان مكانة المستوطنات اليهودية لا تختلف، والدولة الفلسطينية يتعين عليها أن تتدبر أمرها مع اليهود مثلما تتدبر اسرائيل أمرها مع عربها – في ذات اللحظة سيكف البناء اليهودي عن أن يكون "مادة" سياسية – اخبارية.
كما أن نتنياهو ملزم بان يسأل محادثيه: حسب الاتفاق في ايرلندا هل طرد بروتستانت او كاثوليك؟ من الالزاس - اللورين، هل طرد ألمان او فرنسيون؟ وفي كوسوفو – هل سمح الناتو للصرب بطرد المسلمين؟
امريكا واوروبا لن تبعثا بجيوشهما لاقتلاع اليهود من المستوطنات بالقوة؛ أي تعهدت اسرائيل بالقيام بمثل هذا الانتحار بحق ذاتها. لو كان نتنياهو يبدأ على هذا النحو، والعرب كانوا يصرون على "تطهير" الارض من اليهود – هذه وليست التجميد ستصبح المسألة الكبرى والعنيدة، وهنا – كل الاوراق في ايدينا. ولكن لانه يوجد طلب عربي كهذا، فان رائحة العنصرية النازية تنم عنه. لماذا تتخلى اسرائيل، بسخافتها مسبقا عن هذه الورقة؟
ملاحظة: كل ما ذكر أعلاه – بناء على نهج "دولتين" لنتنياهو. الموقع أعلاه يرى في كل دولة فلسطينية في ارض اسرائيل الغربية تهديدا وجوديا على اسرائيل.

مشاركة مميزة