الخميس، 5 أغسطس 2010

تكتم نصر الله على "إدانة إسرائيل باغتيال الحريري" يثير جدلا لبنانيا


kolonagaza7
بيروت-ميلاد
ذكرت تقارير صحفية ان خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أول من أمس، والذي تجنب فيه التطرق إلى ملف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، قد أثار جدلا سياسيا داخليا حول ما أعلنه عن وجود معلومات وأدلة موثقة لديه تفيد أن إسرائيل هي التي اغتالت رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري، واعدا بكشف هذه المعلومات المصورة في مؤتمر صحافي يعقده يوم الاثنين المقبل.وطرح ما قاله نصر الله بشأن قضية اغتيال الحريري، أسئلة لدى فريق "14 آذار" عن سبب تكتم نصر الله على هذه المعلومات والامتناع عن تقديمها إلى التحقيق الدولي. فقد أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر، أن "لا مشكلة لدينا في أن يعلن السيد نصر الله ما لديه من معلومات عن قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري وترجيحه ارتكاب إسرائيل لهذه الجريمة".وأوضح لصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية الصادرة في لندن، أنه "إذا كانت هذه المعلومات متوافرة لدى السيد نصر الله منذ زمن بعيد فلماذا لم يكشف عنها في حينه وانتظر خمس سنوات ليعلنها؟ أما إذا كان توصل إليها حديثا، فنرى أنه من المفيد والضروري تقديم هذه المعلومات والمستندات إلى المحكمة الدولية للتحقيق فيها، لكون هذه المحكمة هي الجهة الوحيدة المختصة بالتحقيق في اغتيال الرئيس رفيق الحريري".وقال الجسر: "كل ما نريده معرفة الحقيقة ومن هو الذي ارتكب الجريمة وأن يقدم إلى العدالة، ولا نريد أن تُلصق التهم بأناس أبرياء لا علاقة لهم بها سواء كانوا لبنانيين أو غير لبنانيين، ولا مصلحة لنا في ذلك لأننا لا نبحث عن ضحية لإلباسه الجريمة، إنما عن القاتل الحقيقي الذي يعود للمحكمة الدولية أن تكشفه وتحاكمه".أما منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار"، النائب السابق فارس سعيد، فعلق على معلومات نصر الله في هذا الخصوص، وقال: "نحن نستغرب كيف أن حزب الله الذي يحارب إسرائيل يمتلك مثل هذه المعلومات ويحجبها عن لجنة التحقيق الدولية والمحكمة الدولية".وسأل: "ما دام أن حزب الله يعرف بهذه الأمور، لماذا لم يعزز وجهة نظره التي تقوم على اتهام إسرائيل بالاغتيال؟ فإذا كانت إسرائيل هي التي اغتالت الرئيس رفيق الحريري وسائر الشهداء فهذا يكبر شهداءنا ويزيد من قدر شهادتهم، ولكن على السيد نصر الله أن يقدم ما لديه من معلومات إلى المحكمة وليس إلى الشعب اللبناني". ورأى سعيد، أن "استراتيجية حزب الله ليست مرتكزة على نظرية إسقاط المحكمة، لأنه يعلم استحالة إسقاطها، لكنه يحاول أن يقول إن المحكمة إسرائيلية، ويحاول أن يأخذ الدولة اللبنانية إلى صفه لتقر الدولة بأن المحكمة إسرائيلية وهذا ما لا نقبله ولا نسلم به".من جانبه، لفت القيادي في تيار المستقبل مصطفى علوش الى "انه اذا كان الحزب يملك الادلة على اشتراك اسرائيل في الاغتيال ولم يقدمها، فان هذا الامر يعتبر بمنزلة خيانة بحق الوطن والعروبة والقومية".ونقلت صحيفة "القبس" الكويتية عن علوش قوله: ان على الحزب المسارعة في تقديم هذه الادلة، اذا كانت موجودة فعلاً، الى الرأي العام المحلي والعالمي والمحكمة الدولية الخاصة بلبنان".علامات استفهامفي نفس السياق، ذكرت صحيفة "اللواء" اللبنانية في عددها الصادر اليوم الخميس، ان نصر الله فجر قنبلة قد يكون تأثيرها على الداخل اشد وطأة من قنبلته الاولى وهو اتهامه اسرائيل بأنها وراء اغتيال الحريري، وان لديه من الوثائق والبراهين ما يثبت مسؤولية اسرائيل عن الاغتيال.وقالت: "هذه القنبلة التي فجرها الامين العام لحزب الله بعد مرور خمس سنوات على اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه واغراق لبنان بأزمة، طرحت عند الكثير من لبنانيين وعرب وغيرهم علامات استفهام حول الاسباب التي دعت نصر الله الى ان يخفي هذه الوثائق التي تدين اسرائيل بالاغتيال عن الرأي العام اللبناني والعربي والدولي طوال هذه المدة ولم يبادر الى الاعلان عنها عندما كانت اصابع الاتهام توجه الى السوريين، بل بادر اليها عندما لاحت عبر بعض وسائل الاعلام الغربية والعربية مؤشرات الى احتمال ان يدين القرار الاتهامي للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان عناصر من حزب الله بالضلوع في جريمة الاغتيال".اضافت: "هل يصدق احد ان الامين العام لحزب الله لا يعرف بأن سكوته على هذه المعلومات الخطيرة طوال هذه المدة التي عصفت بالاحداث الداخلية الخطيرة، وكادت ان تحدث حرباً سورية لبنانية، خطيرة ويساوي جريمة الخيانة العظمى او كما يجمع عليه رجال القانون الجزائي بأن الساكت عن مرتكب الجريمة يعتبر بمثابة شريك في ارتكابها".وتابعت: "غير ان هذا الطرح يقابله طرح آخر معاكس من جانب المقربين من حزب الله وهو ان الحزب لم يكن يملك اية معلومات او وثائق تشكل قرينة اتهام اسرائيل بجريمة الاغتيال وعندما توافرت هذ المعلومات والوثائق سارع الامين العام للحزب الى الوعد بالاعلان عنها موثقة الى الرأي العام اللبناني اولاً والعربي والدولي حتى يطلع الجميع على الحقيقة، التي يريدها حزب الله اي طرف آخر، لان معرفة حقيقة من اغتال الرئيس الحريري تريح الجميع وتريح البلد الذي يتخبط منذ وقوع الاغتيال بأزمة خطيرة تهدد مصيره ووحدته".هجوم على المحكمةمن ناحية أخرى، واصل رئيس "تيار التوحيد"، الوزير السابق وئام وهاب، هجومه على المحكمة الدولية، فاعتبر أن "لا شرعية للمحكمة الدولية لأن رئيس الجمهورية لم يوقع عليها، ولم تمر عبر المجلس النيابي، بل هربها رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، رأس المشروع المعادي في لبنان، وسيتم التعامل مع هذه المحكمة كمؤسسة إسرائيلية".وطالب "القضاة اللبنانيين في المحكمة بالانسحاب منها، وإلا اعتبرناهم جزءا من مشروع فتنة، وسنعتبرهم إسرائيليين، وسنتعامل معهم على هذا الأساس، ويمكن القول إنهم أصبحوا جزءا من مشروع فتنة"، داعيا الحكومة اللبنانية إلى وقف تمويل المحكمة "للحفاظ على السلم الأهلي وسحب القضاة منها".وأكد وهاب أنه "إذا كانت هناك فتنة في لبنان، فإن الدبابات السورية ستدخل إلى لبنان، وإذا كان هناك مشروع هزيمة للمقاومة، فسورية ستدخل الحرب مباشرة". وقال: "فليكن لدينا الجرأة ونقول إن الرئيس رفيق الحريري قتل في سياق مشروع"، معربا عن ثقته بأن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله "لديه معلومات مهمة". واتهم وهاب مدعي عام المحكمة الدولية دانيال بلمار بالكذب ورئيس المحكمة أنطونيو كاسيزي بأنه "إسرائيلي وصديق للإسرائيليين"، وأضاف: "كي لا تصبح الحكومة مستقيلة بعد أشهر قليلة، فلنوقف عملية تمويل المحكمة".

مشاركة مميزة