الخميس، 12 أغسطس 2010

رسول من بني اوباما


kolonagaza7
مصطفى محمدابو السعود
كاتب من فلسطين
النجاح والفشل، خصمان لن يجتمعا ليوقعا على ورقة مصالحة أمام أي لجنة إصلاح مهما كانت جنسيتها، وقوتها الاقناعية، لأن لكل منهما مبادئ وأفكار، ومعجبين، ومنتقدين، فالنجاح فن رائع ،يتقنه البعض الذي استثمر المتاح لتحقيق المراد، واستعان بالأحداث ، فثأتر بها وأثر فيها ،وأعط الفرصة لأحلامه لتتفاعل مع كل جديد وقديم، فتكبر وتشيخ مع ولادة الأحداث، وتموت بعضها، و تدخل على خط السباق أحلام جديدة ،لتثبت قدرتها على الثاثير في سفينة الحياة، وتسبح في فضاء الكون الواسع ، وتجبر الآخرين على الارتماء في حضن قدرات النجاح الخارقة .
هم ظنوه رغم نجاحه في بعض المهام، أنه سينال إعجاب النجاح إلى أن يموت أحدهما ،وسيحقق بضربة ساحر انجازات باهرة للشعب الذي حفظ أسماء رؤساء أمريكا أكثر من أسماء مدن فلسطين المحتلة ، فإذا ذهب ودعوه بكل حرارة ، ويبقوا في انتظاره بفارغ الصبر، ليعودوا معه لما يحضر إلى أجمل الأماكن،ويقدموا له كل ما لذ وطاب له من ثوابت ، ويكدسوا له كماً هائلاً من كلمات الإطراء والغزل ليضعوها فوق رأسه ، رغم عدم انجاز ما هو متفق عليه ، ونسوا في غمرة ازدحام رسل أمريكا أو تناسوا أن الذي يأتي جديد لن يأتي بجديد ،لأنه يسير على برنامج لم يضعه هو، بل أقسم يميناً على عدم الانحراف عنه.
فالسيد ميتشل المفاوض الماهر والمحنك ، حسب رأي البعض المعجب به, وأحد مهندسي السلام الناجح في ايرلندا الشمالية ،لم ينجح حتى الآن في حلحلة أي موضوع وإزالة أي عثرة من الطريق، والسبب يرجع إلى الفرق الكامن بين عدم الرغبة وعدم القدرة ، فالسيد جورج ميتشل وأمريكا من خلفه ليس عاجزاً عن تحقيق تقدم في عملية السلام المزعومة ، بل هو لا يريد لأنه يدرك أن إحلال السلام معناه بداية النهاية للمشروع الغربي في الشرق الأوسط ،واندثار إسرائيل عن الخارطة بكل مكوناتها ،وبداية ضمور جوارح أمريكا وأعضائها خارج جسدها الجغرافي لأن أنفها سيمرغ في التراب.
لذا نؤكد أننا لو استمعنا لرسل الله ولو قرأنا وصايا شهدائنا نصف ما استمعنا لرسل أمريكا لما كان حالنا كما هو عليه الآن لكننا سلمنا أنفسنا لمبعوث أمريكا يفعل ما يشاء وقلنا له بملئ إرادتنا " هئنا لك" ليتكرم علينا في أفضل الأحوال "بابتسامة ذئب" وأوقعنا أنفسنا في وهم كبير و كاذب اسمه عملية السلام.

مشاركة مميزة