الأربعاء، 8 سبتمبر 2010

تجارة الصلوات في الكُنُس اليهودية


kolonagaza7
ترجمة / توفيق أبو شومر
يدعوت 8/9/2010 تحقيق عكيفا نوفك
يعتبر عيد رأس السنة وكيبور من أعياد التوبة من الذنوب، فالجميع يفتح في العيدين قلوبهم، ويفتحون أيضا جيوبهم لدفع النقود.
فقد تحولت الكراسي في الكنس إلى ثروات تصب في جيوب مشرفي الكنس، وتدخل في الميزان الاقتصادي.
فالكرسي القابل للطي يبلغ سعر تأجيره في حده الأدنى خمسين شيكلا أي 13$ في الوضع العادي ، وقد يصل سعر الكرسي إلى سبعة آلاف شيكل أي 1800$ وفي حالات أخرى أكثر سوءا يصل سعر الكرسي الواحد أكثر من ذلك بكثير.
فهناك عدد كبير من طائفة الحاسيديم يدفعون عشرات آلاف الشواكل والدولارات لكي يقوموا بدور مرتلي الأدعية!
وكلما علت منزلة الكنيس، زادت المبالغ المدفوعة ثمنا.
يقول آريه يوئل من التيار الديني الوطني: إن دفع المبالغ الكبيرة نظير دخول الكنس في الأعياد ، أو الإنشاد مخصوص في الكنس الإشكنازية، أما عند السفارديم فهو لا يحدث كثيرا.
ففي الكنيس الأكبر في القدس ، وهو من أكبر كنس العالم ،ويرتاد الكنيس دائما طبقة العلية، وصفوة المتدينين الصهيونيين، فيصل ثمن التذكرة لفردين مع الأدعية إلى 700 شيكل أي 18$ ، ويقول مدير الكنيس الحاخام جورج فنكلشتاين:
" نسمح بدخول الجنود مجانا إذا كانت هناك أماكن متوفرة.
لدينا 1500 كرسي، فيما عدا الواقفين ، كما أن الكنيس يجتذب اليهود وغير اليهود من الراغبين في رؤية أدعية اليهود"
أكبر خيمة للأدعية
أقامتْ طائفة فشنتس الحسيدية خيمة عملاقة عند مدخل حي بني براك ورامات غان شرق تل أبيب، تتسع لثمانية آلاف مصلٍ.
ويبلغ عمر حاخام فشنتس 95 سنة وهو الحاخام موشيه هاغار، وسوف تخصص له غرفة خاصة وصلت تكلفة إنشائها مائة وعشرين ألف شيكل أي 33000$ في عيد رأس السنة، وستستمر الأدعية ست ساعات.
يبلغ سعر المقعد المجاور للحاخام هاغار 1800 شيكل 480$ ، ويصل سعر أقرب الأمكنة للحاخام إلى سبعة آلاف شيكل.
يقول خبير الحارديم إسرائيل كوهن:
" من يقترب من الحاخام يحظ بتكييف هواء، بالإضافة إلى أن هناك 220 حمام لرواد الخيمة"
وفي شمال تل أبيب تصل أسعار الصلوات إلى آلاف الدولارات، فمن يرغب في فتح صندوق لفائف التوراة، فإنه يدفع آلاف الشواكل والدولارات.
يقول الحاخام حايم زلبر:
"يدفع بعض الناس ستة وثلاثين ألف شيكل أي عشرة آلاف دولار كي يحظوا بشرف فتح صندوق لفائف التوراة!
وخلال الدعوات التي تدوم في العادة عدة ساعات، فإن هناك بائعين يقومون ببيع المطويات والزخارف التراثية.
ولعل أغلى الأسعار تدفع نظير السماح للمصلي بقراءة أدعية(الهفتارا) من التناخ والمشنا، وهي أدعية مخصصة ليوم كيبور ولمعظم الأعياد والمناسبات الخاصة، وقد يصل سعر تلاوة الهافتارا إلى مائة ألف دولار.
تجمع النقود في الغالب لمصلحة الكنيس، ويخجل القائمون على الجمع من التصريح بأرقام المبالغ المجموعة، فأتباع حركة باداتس الحسيديين رفضوا إعطاء أرقام للمبالغ المجموعة، حتى أن أحدهم قال لي:
أأنت مجنون؟!
وفي النهاية يحظى المصلون بوجبة طعام ، وقد حُضرت إحدى وعشرين ألف وجبة سمك من نوع الجفلد والفطائر الخاصة بهذا الاحتفال.

مشاركة مميزة