الخميس، 2 سبتمبر 2010

محضر جلسة عباس أهان زكي واسحاق فصمت اعضاء المركزية والتنفيذية عن معارضة المباشرة

kolonagaza7
2010-09-01
أبلغ التنفيذية: تلقيت تطمينات من اوباما ونوقف المفاوضات إن استؤنف الإستيطان
عباس أهان زكي واسحاق فصمت اعضاء المركزية والتنفيذية عن معارضة المباشرة
ـ الرئيس الأميركي طمأن عباس: هيلاري وميتشل يؤمنان لك الغطاء من العرب واللجنة الرباعية
ـ سجالات الجلسة السابقة للتنفيذية أسكتت علي اسحاق ممثل جبهة التحرير في جلسة المفاوضات
عمان ـ شاكر الجوهري:
كشفت مصادر فلسطينية وثيقة الإطلاع لـ "المستقبل العربي" عن أن اللجنة المركزية لحركة "فتح" كانت اتخذت قراراً بذهاب منظمة التحرير الفلسطينية للمفاوضات المباشرة قبل يوم من انعقاد اللجنة التنفيذية للمنظمة لبحث ذات الموضوع، حيث فوجىء عباس يقدم اكتمال نصاب الجلسة.
فقد شارك في الإجتماع تسعة أعضاء فقط من أصل ثمانية عشر عضواً هم: محمود عباس، صائب عريقات (كلاهما من حركة "فتح")، عبد الرحيم ملوح (الجبهة الشعبية)، تيسير خالد (الجبهة الديمقراطية)، صالح رأفت وياسر عبد ربه (حزب فدا)، حنا عميرة (حزب الشعب)، أحمد مجدلاني (جبهة النضال الشعبي/ جناح رام الله)، وعلي اسحاق (جبهة التحرير الفلسطينية).
كما حضر مراقبان هما واصل أبو يوسف أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية (جناح رام الله)، وجميل شحادة (أمين عام الجبهة العربية الفلسطينية).
أما الذين تغيبوا، أو قاطعوا الجلسة فكانوا أيضاً تسعة وهم: فاروق القدومي، أحمد قريع، زكريا الأغا، وغسان الشكعة (وأربعتهم من حركة "فتح")، حنان عشراوي، أسعد عبد الرحمن، محمد زهدي النشاشيبي ورياض الخضري (مستقلون)، ومحمود اسماعيل (جبهة التحرير العربية).
وأكدت المصادر أن ثلاثة أعضاء فقط هم الذين رفضوا الذهاب للمفاوضات المباشرة هم عبد الرحيم ملوح، الذي يقال أنه رفض التزاماً بقرار الجبهة الشعبية، وليس اقتناعاً، وتيسير خالد، وحنا عميرة، حيث عبروا عن موقف المقاطعة خلال مداخلاتهم، ذلك أنه لم يجر تصويت على القرار.
تضيف المصادر كاشفة أن عباس كان أبلغ الرئيس المصري حسني مبارك، عقب التقائه الرئيس الأميركي باراك اوباما في تموز/ يوليو الماضي أنه قرر الذهاب للمفاوضات المباشرة، لكنه يبحث عن سيناريو يساعده على اعلان قراره.
وقال عباس لمبارك أنه أبلغ موافقته هذه لأوباما، بعد أن قال له الرئيس الأميركي أنه وإدارته مشغولون بالإنتخابات النصفية للكونغرس الأميركي بمجلسيه الشيوخ والنواب، والتي ستجرى في تشرين ثاني/ نوفمبر المقبل.
وأضاف عباس مخاطباً مبارك أنه أبلغ اوباما "نريد تغطية من الجامعة العربية (لجنة المتابعة)، واللجنة الرباعية الدولية، فرد الرئيس الأميركي على ذلك بأنه سيكلف هيلاري كلينتون وزيرة خارجيته، وجورج ميتشل مبعوثه للشرق الأوسط، بتأمين ذلك. وأضاف اوباما لعباس إنه يتوقع أن تمتنع فقط سوريا عن الموافقة على تأييد ذهابه للمفاوضات المباشرة.
قسوة بحق زكي
اجتماع اللجنة المركزية لحركة "فتح" المشار إليه، شهد استخدام عباس كلمات غير مسبوقة في قسوتها بحق عباس زكي عضو اللجنة. فبمجرد أن حاول زكي أخذ إذن بالكلام، فاجأه عباس بالقول "سكر تمك"..!
وعندما حاول زكي الكلام مرة أخرى قال عباس "سكر تمك.. تلحس..."..!!
عندها التزم زكي الصمت طوال ما تبقى من الجلسة.
تقول المصادر إن سبب تصرف عباس هذا بحق زكي يعود إلى:
اولاً: خشيته من أن يتحدث معارضاً المفاوضات المباشرة.
ثانياً: اطلاع عباس على انتقادات تصدر بحقه عن زكي في جلساته الخاصة.
المهم أن هذا الهجوم على عباس زكي حال دون أن يتحدث اعضاء آخرون معارضين المفاوضات المباشرة.
تيسير خالد ينتقد حواتمة
أما في اجتماع اللجنة التنفيذية، فقد فاجأ تيسير خالد الحضور بتوجيهه نقداً مبطناً، لكنه شديد الوضوح، لنايف حواتمة، أمين عام الجبهة الديمقراطية، وقيادة الجبهة في دمشق، وذلك عندما أدان اجتماع الفصائل الفلسطينية الأحد عشر في دمشق، الذي صدر عنه بيان رفض وتنديد بالذهاب للمفاوضات المباشرة.
ووصف خالد الإجتماع الذي مثل الجبهة الديمقراطية فيه عبد الغني هللو بأنه اجتماع عبثي.
لكن خالد تابع حديث رافضاً الذهاب إلى المفاوضات المباشرة، وطلب دعوة المجلس المركزي الفلسطيني للإنعقاد ومناقشة الأمر.
عباس تجاهل طلب خالد عقد المجلس المركزي، لكنه أسعده انتقاد خالد لحواتمة.
وفهمت ادانة خالد لإجتماع الفصائل الأحد عشر بأنه رد على الإهانة التي وجهها له، ولقيس السامرائي (أبو ليلى)، فهد سليمان، العضو القوي في المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية خلال اجتماع تحالف القوى اليسارية في دمشق (الشعبية، الديمقراطية، وحزب الشعب)، ذلك أن سليمان وصف قادة اليسار في الداخل بأنهم "فارطين"، فرد عليه الصالحي بحدة "جماعتكم اللي فارطين". في إشارة إلى تيسير خالد وقيس السامرائي. فقال سليمان إن هذا هو ما قصده. ويومها اعتذر حواتمة للصالحي، مؤكداً أن جماعته هم "الفارطين"..!
وتشير قيادات فلسطينية إلى أن مشاركة الجبهة الديمقراطية في اجتماع الفصائل، واقتراح هللو انتظام هذه الإجتماعات، هدف اساساً إلى اشعار عباس أن قرار الجبهة الديمقراطية يصنع في دمشق، حيث الأمين العام، لا في رام الله، حيث هناك من ينفذ القرارات. وقد أساء ذلك خالد وسامرائي، وهو ما انعكس على مداخلة الأول في اللجنة التنفيذية..!
بقية أعضاء اللجنة التنفيذي الذين شاركوا في الإجتماع تحدثوا على طريقة "لعم". فهم "رفعوا الدوز" في بداية مداخلاتهم، ثم برروا الذهاب للمفاوضات المباشرة في النهاية، بعدم وجود بدائل..!
معلومات عباس
أما عباس، فقد أبلغ أعضاء التنفيذية أن المؤتمر الصحفي الذي عقدته وزيرة الخارجية الأميركية طمأن نتنياهو لقولها بعدم جود شروط مسبقة للمفاوضات، وقال إن البيان الذي صدر عن اللجنة الرباعية الدولية يتضمن ما سبق أن تضمنته البيانات السابقة للجنة، وعلى هذا الأساس، قال عباس نحن نذهب للمفاوضات المباشرة.
وأضاف رئيس السلطة الفلسطينية أن الضغط الإسرائيلي على اميركا، ممثلاً بحاجة الإدارة الأميركية لأصوات الناخبين اليهود في الإنتخابات النصفية المقبلة، قد نجح.
ولاحظ عباس أن المفاوضات المباشرة تأتي ضمن الأجواء العامة الدولية التي تريد هذه المفاوضات، مشيراً إلى وجود مفهومين فلسطيني واسرائيلي للمفاوضات. وقال إن المفهوم الفلسطيني الذي نذهب للمفاوضات على أساسه يقوم على المطالبة بدولة فلسطينية ضمن حدود 1967.
وأكد عباس "يجب أن يكون هناك وضوح في الموقف الفلسطيني".
وأبلغ عباس الحضور من أعضاء اللجنة التنفيذية: "نريد ارسال رسالة للرئيس اوباما، وللجنة الرباعية الدولية، تتضمن أسس المفاوضات، ونتطرق لقرارات لجنة المتابعة العربية. وقال إن الرسالة تؤكد استمرار المفاوضات مع وقف الإستيطان، لأن عكس ذلك مخجل للفلسطينيين. أما في حال استئناف الإستيطان، فإننا سنتوقف عن التفاوض.
وأكد عباس أنه حصل على تطمينات اميركية بشأن الإستيطان، دون أن يوضح ماهية هذه التطمينات.
صمت علي اسحاق
أخيراً فقد كان لافتاً التزام علي اسحاق الصمت التام طوال الجلسة، ولم يبد أية وجهة نظر، ولم يخالف رغبة عباس بالذهاب للمفاوضات المباشرة، ولو فعل لارتفع عدد رافضي هذه المفاوضات إلى اربعة اعضاء من أصل تسعة حضروا الإجتماع، بغياب تسعة آخرين.
سبب صمت علي اسحاق يعود للسجال الذين دار بينه وبين عباس في الإجتماع السابق للجنة التنفيذية، على خلفية تشبيهه التسوية السياسية للقضية الفلسطينية بـ "السعاددين الذين يعفروا على أنفسهم طحين".. قائلاً هذا ما يفعله المفاوضون من كل الأطراف.
يومها سأله عباس: أنا سعدان يا علي..؟!
أجاب علي: اميركا واسرائيل والفلسطينيين كذابين..!
فسأله عباس حانقاً: أنا كذاب يا علي..؟!
رد علي قائلاً: ليس الكل.. بعضكم صادق وبعضكم كاذب.
فقال له عباس: "صمت دهراً ونطقت كفرا". وأضاف "الملافظ سعادة"..!

مشاركة مميزة