kolonagaza7
الامان اللبنانية
حسن قاطرجي
الإسلامية تنتظر الفرصة التاريخية التي كانت تحسبها بعيدة المنال.. وذلك جراء الظلم والفساد والعَفَن السياسي في بلادنا, والتخلُّف المُتفشّي وحالة الرعب المُسيطرة على النفوس من إرهاب الطاغوت المُمسك بأزمّة الأمور في كثير من بلادنا العربية والإسلامية، وتغوُّل الأجهزة الأمنية التابعة لكل نظام وبطشها الهَمَجي وقمعها الوحشي.. فتحولت شعوبُنا خوفاً ورَهَباً إلى ما يشبه القطيع المرعوب من الوحوش المفترسة! فصدقَ فينا ما أخبر عنه الإمام عليّ رضي الله عنه: «ستكون فتن تموج موج البحر يصير فيها الناس كالبهائم».
وكان من أهم مشاهد فصول الثورات فصل الثورة السورية.. المباركة إن شاء الله عزّ وجلّ.. ولقد اكتسبت أهميةً قُصوى نظراً الى خطورة الموقع السياسي والجغرافي لسوريا بالنسبة الى بلاد الشام وبالنسبة الى مستقبل الصراع مع العدوّ اليهودي على أرض فلسطين، ونظراً إلى ما كان متوهَّماً من استحالة توقُّع هذه الثورة في سوريا بالذات على المدى المنظور.. فانطلقت الثورة بإصرار وبسالة وهذا ما شكّل أرضية خِصْبة للتحولات الأخرى التي نتوق إليها والتي ستكون أولى أبرز ثمرات هذه الثورة الشعبية العارمة بإذن الله سبحانه، أذكر من أهمها:
1- تحرُّر الشعب السوري من عقدة الرعب والخوف، وهذا التحرُّر هو المنطلق لكل أداء حضاري متألِّق لأي شعب، خاصة أن سوريا هي سُرّة بلاد الشام، وهذه البلاد المباركة خَيْريّتها مرآةُ خيريةِ الأمة بأكملها، بدليل ما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا فسد أهلُ الشام فلا خير فيكم» رواه أحمد والترمذي.
2- التنمية الشاملة إنسانياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً، لشعب تتالَتْ عليه عقود طويلة من الانقلابات العسكرية، ثم منذ خمسة عقود يُعاني من ظلم نظامه القمعي وقهره وطغيانه وخنقه للحريات وانسداد أُفُق أيّ إصلاح سياسي أو اجتماعي على يديه.. وقد استبدلوا الإسلام المُنزَل من عند الله بإسلام أرباب الشعائر الباهتة والخاوية، وإسلام التذلُّل للطاغية والخنوعِ له والرغبة والرهبة منه، إنْ صح أن نسمِّيَه إسلاماً.
3- فضح علماء السوء وكَهَنُوت السلطان، الذين أفسدوا الدين وأنتنوا الحياة وحوّلوا الإسلام إلى دينٍ لا يهفو إليه حُرّ ولا يبحث عنه عاقل.. دين لا يُقاوم الظلم ولا ينكر المنكر ولا يواجه الطاغية.. لذا ما أروع انتفاضة هذا الشعب الحرّ بأهازيجه الرائعة: الموتُ ولا المذلّة.. ولا يسعنا هنا إلا أن نرفع دعواتٍ ضارعات إلى رب البرية نطلب فيها الرحمة وعظيم الثواب وأرفع المقامات لشهدائنا الأبرار وأبطالنا وأطفالنا، ولنسائنا الرائعات في بسالتهنّ وصبرهن وبطولاتهن.. لا سيما المجاهد بصوته وتحريضه وأهازيجه المُلْهِبة لأهل حَمَاة الأحرار: الشهيد إبراهيم قاشوش، رحمة الله عليه وجَعَل له الزُّلفى لديه.
وهذا التحول بالذات يحمّلنا نحن خاصة في هذا المؤتمر مسؤولية قيادة جيل جديد من العلماء وحَمَلة الدعوة الإسلامية لأنه مفتاح توجُّه الأمة كلها بصدق وإخلاص، وعزيمة وإصرار نحو دينها الذي أنزله الله لتؤدّي دورها الحضاري على أساس رسالته العظيمة ومن أجل تحقيق أهدافه الكبرى التي لخّصها الصحابي المغمور رِبْعي رضي الله عنه في جُمَلٍ ثلاث من أفصح عبارات العرب وأعمق دلالات الفِكْر مما لم ينجح أعظم الفلاسفة أن يأتي بمثل تأثيره وروعته ولو في مجلدات: (الله هو ابتعثنا: لنُخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله رب العباد، ولنُخرج من شاء من ضيق الدنيا إلى سَعَة الدنيا والآخرة، ولنخرج الناس من جَوْر الأديان إلى عدل الإسلام).
لذا فإننا نناشد علماءَ المسلمين الربانيين الأحرار في بلادنا الإسلامية أنْ يؤدّوا الأمانة التي حمّلهم إيّاها الله جلّ جلاله، وأن يكونوا طليعة المتصدّين للظلم والظالمين والمنكرين للمنكر والهادين للناس إلى رب الناس، وأن يَنْفُضوا غُبار المذلّة ويخلعوا لبس النفاق والمهانة.
أما إخوانُكم في لبنان أيها العلماء فقد أدّوْا جهداً نسأل الله تعالى أن يتقبَّله ويُلْهمهم المزيد، وهم يَعِدونكم بمناصرة إخوانهم الأبطال في سوريا بكل ما يستطيعون تقديمَه. وقد حَرَصوا على الرغم من الانقسام السياسي في لبنان بين قُوى موالية للنظام السوري ولها الآن الغَلَبة السياسية والنفوذ العسكري القويّ والقوى المرتَهنَة للإملاءات الأمريكية.. حرصوا على أن يكونوا مستقلين وأن يُثيروا قضية مناصرة الثورة السورية على منابر الجمعة وفي الاعتصامات والمظاهرات خاصّة في شمال لبنان، وفي لقاءات علمائية في طرابلس ثم بيروت ثم صيدا مع كل الصعوبات والمحاصرات التي أُحيطوا بها بشأن إفشال اللقاء العلمائي العام على مستوى كل لبنان الذي انعقد في بيروت حتى أُغلقت في وجوههم كل المساجد فكان منّا الإصرار.
نسأل الله أن يعجِّل الفَرَج لإخواننا المسلمين في سوريا والخلاص من محنة تسلّط هذا النظام وإجرامه، وأن يرحم الشهداء ويشفي الجرحى ويخلِّص المعتقلين ويخفّف آلامهم. إنه وليّ ذلك والقادر عليه.
الإسلامية تنتظر الفرصة التاريخية التي كانت تحسبها بعيدة المنال.. وذلك جراء الظلم والفساد والعَفَن السياسي في بلادنا, والتخلُّف المُتفشّي وحالة الرعب المُسيطرة على النفوس من إرهاب الطاغوت المُمسك بأزمّة الأمور في كثير من بلادنا العربية والإسلامية، وتغوُّل الأجهزة الأمنية التابعة لكل نظام وبطشها الهَمَجي وقمعها الوحشي.. فتحولت شعوبُنا خوفاً ورَهَباً إلى ما يشبه القطيع المرعوب من الوحوش المفترسة! فصدقَ فينا ما أخبر عنه الإمام عليّ رضي الله عنه: «ستكون فتن تموج موج البحر يصير فيها الناس كالبهائم».
وكان من أهم مشاهد فصول الثورات فصل الثورة السورية.. المباركة إن شاء الله عزّ وجلّ.. ولقد اكتسبت أهميةً قُصوى نظراً الى خطورة الموقع السياسي والجغرافي لسوريا بالنسبة الى بلاد الشام وبالنسبة الى مستقبل الصراع مع العدوّ اليهودي على أرض فلسطين، ونظراً إلى ما كان متوهَّماً من استحالة توقُّع هذه الثورة في سوريا بالذات على المدى المنظور.. فانطلقت الثورة بإصرار وبسالة وهذا ما شكّل أرضية خِصْبة للتحولات الأخرى التي نتوق إليها والتي ستكون أولى أبرز ثمرات هذه الثورة الشعبية العارمة بإذن الله سبحانه، أذكر من أهمها:
1- تحرُّر الشعب السوري من عقدة الرعب والخوف، وهذا التحرُّر هو المنطلق لكل أداء حضاري متألِّق لأي شعب، خاصة أن سوريا هي سُرّة بلاد الشام، وهذه البلاد المباركة خَيْريّتها مرآةُ خيريةِ الأمة بأكملها، بدليل ما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا فسد أهلُ الشام فلا خير فيكم» رواه أحمد والترمذي.
2- التنمية الشاملة إنسانياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً، لشعب تتالَتْ عليه عقود طويلة من الانقلابات العسكرية، ثم منذ خمسة عقود يُعاني من ظلم نظامه القمعي وقهره وطغيانه وخنقه للحريات وانسداد أُفُق أيّ إصلاح سياسي أو اجتماعي على يديه.. وقد استبدلوا الإسلام المُنزَل من عند الله بإسلام أرباب الشعائر الباهتة والخاوية، وإسلام التذلُّل للطاغية والخنوعِ له والرغبة والرهبة منه، إنْ صح أن نسمِّيَه إسلاماً.
3- فضح علماء السوء وكَهَنُوت السلطان، الذين أفسدوا الدين وأنتنوا الحياة وحوّلوا الإسلام إلى دينٍ لا يهفو إليه حُرّ ولا يبحث عنه عاقل.. دين لا يُقاوم الظلم ولا ينكر المنكر ولا يواجه الطاغية.. لذا ما أروع انتفاضة هذا الشعب الحرّ بأهازيجه الرائعة: الموتُ ولا المذلّة.. ولا يسعنا هنا إلا أن نرفع دعواتٍ ضارعات إلى رب البرية نطلب فيها الرحمة وعظيم الثواب وأرفع المقامات لشهدائنا الأبرار وأبطالنا وأطفالنا، ولنسائنا الرائعات في بسالتهنّ وصبرهن وبطولاتهن.. لا سيما المجاهد بصوته وتحريضه وأهازيجه المُلْهِبة لأهل حَمَاة الأحرار: الشهيد إبراهيم قاشوش، رحمة الله عليه وجَعَل له الزُّلفى لديه.
وهذا التحول بالذات يحمّلنا نحن خاصة في هذا المؤتمر مسؤولية قيادة جيل جديد من العلماء وحَمَلة الدعوة الإسلامية لأنه مفتاح توجُّه الأمة كلها بصدق وإخلاص، وعزيمة وإصرار نحو دينها الذي أنزله الله لتؤدّي دورها الحضاري على أساس رسالته العظيمة ومن أجل تحقيق أهدافه الكبرى التي لخّصها الصحابي المغمور رِبْعي رضي الله عنه في جُمَلٍ ثلاث من أفصح عبارات العرب وأعمق دلالات الفِكْر مما لم ينجح أعظم الفلاسفة أن يأتي بمثل تأثيره وروعته ولو في مجلدات: (الله هو ابتعثنا: لنُخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله رب العباد، ولنُخرج من شاء من ضيق الدنيا إلى سَعَة الدنيا والآخرة، ولنخرج الناس من جَوْر الأديان إلى عدل الإسلام).
لذا فإننا نناشد علماءَ المسلمين الربانيين الأحرار في بلادنا الإسلامية أنْ يؤدّوا الأمانة التي حمّلهم إيّاها الله جلّ جلاله، وأن يكونوا طليعة المتصدّين للظلم والظالمين والمنكرين للمنكر والهادين للناس إلى رب الناس، وأن يَنْفُضوا غُبار المذلّة ويخلعوا لبس النفاق والمهانة.
أما إخوانُكم في لبنان أيها العلماء فقد أدّوْا جهداً نسأل الله تعالى أن يتقبَّله ويُلْهمهم المزيد، وهم يَعِدونكم بمناصرة إخوانهم الأبطال في سوريا بكل ما يستطيعون تقديمَه. وقد حَرَصوا على الرغم من الانقسام السياسي في لبنان بين قُوى موالية للنظام السوري ولها الآن الغَلَبة السياسية والنفوذ العسكري القويّ والقوى المرتَهنَة للإملاءات الأمريكية.. حرصوا على أن يكونوا مستقلين وأن يُثيروا قضية مناصرة الثورة السورية على منابر الجمعة وفي الاعتصامات والمظاهرات خاصّة في شمال لبنان، وفي لقاءات علمائية في طرابلس ثم بيروت ثم صيدا مع كل الصعوبات والمحاصرات التي أُحيطوا بها بشأن إفشال اللقاء العلمائي العام على مستوى كل لبنان الذي انعقد في بيروت حتى أُغلقت في وجوههم كل المساجد فكان منّا الإصرار.
نسأل الله أن يعجِّل الفَرَج لإخواننا المسلمين في سوريا والخلاص من محنة تسلّط هذا النظام وإجرامه، وأن يرحم الشهداء ويشفي الجرحى ويخلِّص المعتقلين ويخفّف آلامهم. إنه وليّ ذلك والقادر عليه.