بقلم: زياد ابوشاويش
يظن بعض المتربصين بوطنهم تحت وهم التغيير والإصلاح على الطريقة الأمريكية أن الناس لا تعرفهم أو تستطيع فرزهم، لكن المتابع لمجريات الحدث السوري يعرف أن السوريين تمكنوا من اللحظة الأولى من فرز هؤلاء وتعريتهم، والأمر هنا شديد الوضوح فلا تسويغ أو قبول لمعارضة تستدرج تدخلاً خارجياً مهما كانت الأسباب ومهما تذرع هؤلاء ببطش السلطة أو تغولها على الناس.
في سورية حراك واضح باتجاه التغيير الديمقراطي أخذ طابعاً عنفياً من جانب الحكومة وتبعه عنف مضاد من بعض الشباب الغاضب، لكن الأخطر كان مجموعات التمويل الخارجي المسلحة والتي وضعت البلد في موقف حساس واستفزت الجيش وغيره من أجهزة السلطة.
يعلم الأمريكيون وحلفاؤهم من الرجعية العربية أن افتقاد الأمن وشيوع الفوضى يستدرج تدخلاً خارجياً لن يكون سوى غربياً ومن الأطلسي على وجه الخصوص، وليس نموذج ليبيا ومن قبله العراق غائباً عن الذاكرة، ومن هنا فقد كان الفرز بين المعارضات السورية واضحاً وبمستوى من النضج الذي يحمي البلد ويؤمن لها ظروفاً جيدة لبدء حوار حقيقي بين كافة أطراف العمل الوطني وخاصة دعاة التغيير في المعارضة والحكومة.
مؤتمر باريس الصهيوني ومواقف فرنسا وقادتها وقبله وبعده مواقف أمريكا وبريطانيا وغيرها من دول الاستعمار القديم والجديد لا تترك للمرء اي فرصة للتفكير بغير حماية سورية من خطر تدخلهم الدموي والمدمر ومنع هذا التدخل بأي ثمن.
لقد باتت أساليبهم في تسويغ مثل هذا التدخل معروفة، والمنظمات الدولية كالأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان بها وغيرها ممن تتحكم هذه الدول في قرارها طريقة واحدة من عدة طرق وأساليب لهذا الاستدعاء الخارجي لكنه لن ينجح بفعل انتباه الشعب السوري وقواه الوطنية من المعارضة وغيرها.
من الطبيعي أن ندعو الدولة والحكومة السورية وعلى الأخص السيد الرئيس بشار الأسد لتفادي إعطاء المعارضين الخونة في الخارج سلاحاً يشهروه في وجوهنا جميعاً لتمهيد الطريق للتدخل الخارجي، وهذا يعني تجاوز الحل الأمني وتخفيف مفاعيله السلبية قدر المستطاع تمهيداً لتغييره بحل سياسي تجري الحوارات اليوم من أجل الوصول إليه.
الحل السياسي والبدء الفوري بالإصلاح سيقلص فرص الحل الأمني كثيراً وسيعطي السوريين أملاً في انتقال هادئ وسلمي للمرحلة الديمقراطية المنشودة والأهم أنه سينزع كل الذرائع والأسلحة من يد المعارضين بلون الحرباء، وهذه مسؤولية الجميع وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية.
Zead51@hotmail.com