جاسم الحلفي
ماذا لو انفقت الحكومات المتعاقبة من 20003 لغاية اليوم، موارد النفط الكبيرة على اعادة الاعمار والبناء، كي يجد العاطل من خلالها فرصة عمل، والامي فرصة تعليم، والمريض فرصة علاج، بسعر مدعوم؟
ماذا لو لم تتم سرقة مواد البطاقة التموينة، والتلاعب في تاريخ صلاحية استخدامها، وتجاهل الفساد في عقود شرائها، والغش في نقلها والتلكؤ في توزيعها على المواطنيين؟
ماذا لو تمت محاربة الفساد بشكل جدي وسدت الطرق امام الفاسدين والمفسدين؟ وماذا لو اسسنا مؤسسة قوية للشفافية قبل ان يبادر الفاسدون إلى بناء مؤسسة الفساد العملاقة؟
ماذا لو تم اجراء التعديلات الدستورية، وازالة الغموض والالتباس الناجم عن كل الفقرات الملتبسة وحمالة الأوجه التي كانت احد اساب الازمة؟
ماذا لو مارس البرلمان دوره الرقابي، واقدم كذلك على تشريع القوانين التي تضمن دمقرطة الدولة، ومنها قانون الاحزاب؟ ويرتبط بهذا السؤال سؤال آخر هو: ماذا لو شرع البرلمان قوانين تضمن حقوق المواطن وحرياته، ومنها قانون الضمان الاجتماعي، لحماية العراقيين من آفه الجوع ومن الذل والمهانة؟
ماذا لو لم تسرق الاصوات في الانتخابات، ولم يتم السماح للدول الاقليمية، وهي غير ديمقراطية اساسا، بالتدخل في شؤون العراق الداخلية؟ ماذا لو تم تشكيل مفوضية الانتخابات من اساتذة القانون والنظم السياسية، والعراق زاخر بشخصيات مستقلة ونزيهة وعادلة كهذه؟
ماذا لو وقف المواطنون في المدن الحدودية، كما وقف شباب خانقين، ضد الحصار المفروض على تدفق مياه نهر الوند؟ وماذا كان سيحصل لو لم يكن بعض السياسيين العراقيين يعملون بمثابة سفراء للدول الاقليمية ويسهرون على مصالحها في العراق؟
ماذا لو اخذت النقابات دورها في الدفاع عن مصالح منتسبيها، وذادت عنهم وتصدت للمشاكل التي يعانون منها؟ ثم.. ماذا لو كفت بعض الاجهزة الحكومية عن التدخل في العمل النقابي؟
ماذا لو تم فضح القائمين على بعض منظمات المجتمع المدني الوهمية، وجرت محاسبتهم كونهم في سلوكهم هذا يسيئون أيضا عمل المنظمات الرصينة التي لعبت ادوارها كما يجب، رغم التحديات والصعوبات والمخاطر التي واجهتها؟ وسؤال آخر ذو صلة: ماذا لو تم تسهيل إجراءات تسجيل منظمات المجتمع المدني، وتقليل البيرقراطية وتذليل المراجعات الكثيرة من أجل اتمام التسجيل؟
ماذا لو منح إعلام الدولة مساحات عادلة، للقضايا والثقافات والاهتمامات والشرائح الاجتماعية و لكل القوى السياسية لابداء آرائها بالأحداث؟ وارتباطا بذلك بحق المواطن العراقي ان يتساءل: ماذا جنى العراق في كل تاريخه، من اعلام لا دور له سوى تزيين صورة الحكام؟
ماذا لو تم منع اي تدخل في شؤون القضاء وتم التأكيد على استقلاليته، وعلى قيامه بواجباته بعيدا عن اي تأثيرات او حسابات سياسية؟
ماذا لو لم تكن المناصب والامتيازات تخضع لنظام المحاصصة، وأصبح الموقع لمن يمتلك المؤهلات والقدرات والامكانيات، بقطع النظر عن طائفته ومدينته وعشيرته ودينه، فالمهم ان يكون مواطنا عراقيا وكفى؟
ماذا لو نظر المتنفذون الى جميع العراقيين كمواطنين احرار وليس كطوائف متناحرة؟ ماذا لو لم يختزل الصراع بين المتنفذين على موقع سيادي هنا وصفقة هناك؟ ماذا لو اختار المتنفذون لنشاطهم السياسي العمل المشترك بعيدا عن المحاصصة، او أن يكونوا فريقا للحكم واخر للمعارضة الصادقة؟
ماذا لو طالب الشعب بإعادة الانتخابات كمدخل لانهاء الازمة؟ ماذا لو لم يتم انتخاب من لم يبرر ثقة الشعب؟ ماذا اذا اعاد الناخبون حساباتهم واختاروا هذه المرة مرشحيهم على اساس البرامج الواقعية وليس على اسس الطائفية والمناطقية والولاءات الاقليمية؟
ماذا لو تحرك الناقمون على الاوضاع، الساخطون على الاداء، العاطلون عن العمل، والشباب الواعي، والطلائع المثقفة، ونزلوا الى الشارع مطالبين بالاصلاح؟
ماذا لو اضفت انت اسئلتك، وأضافت هي أسئلتها، وأضافوا هم أسئلتهم، لنجيب عنها سوية، ونصوغ من الاجوبة وثيقة عهد ننزل بها الى الشوارع والساحات ونهتف: الشعب يريد اصلاح النظام؟!