الأحد، 21 أغسطس 2011

فى الذكرى الثانية والأربعين لحريق المسجد الأقصى / بقلم الأسير المحرر أ . رأفت حمدونة**



kolonagaza7

فرق كبير بين من يعيش حالة حب القدس بالثقافة والانتماء والروح ومن يعيش ذلك الشعور بكل ما سبق مع التضحية من أجل القدس ودفع الثمن بالحياة من أجله ، ومن بكى فى ليلة القدر على عتباته وصلى تحت الصخرة وفى باحاته وشرب من ماءه ، وأفطر رمضانه تحت جدرانه ، وتحمل الجهد والخوف وصعوبة الطريق ليصل رغم منع الاحتلال إلى أبوابه ، وعاش طفولته واسترخص روحه وحياته وشبابه ومتاع الحياة الدنيا أمام تاريخ القدس وحضارتها ومكانتها الدينية والتاريخية فذاد عنه وحماه .
فى الذكرى الثانية والأربعين من حرق المسجد الأقصى المبارك (21 أغسطس 1969) على يد المتطرف اليهودى الأسترالى الأصل مايكل دينيس روهان ، يتحول الحريق إلى القلوب على الأقصى ، حيث مراقبة ومتابعة الاستهداف الاسرائيلى للقدس والمقدسيين منذ ذلك التارخ وقبله لحتى الآن ، حيث هدم البيوت وتكثيف الاستيطان ، وسجن المدينة بالجدار ، واستهداف المقدسيين على كل المستويات " الأمنية والأخلاقية والاقتصادية والجانب السياسى " والحفريات ، والتهجير للفلسطينيين مقابل سياسة الجذب للمستوطنين ، وسحب هويات المقدسيين ومحاولات إبعاد الشخصيات الدينية والوطنية عن القدس ، والقيام بتجريف عدد من مقابر المسلمين والمتاحف والبيوت والمحلات التجارية والحدائق والعمل على تغيير معالم البلدة القديمة والمدينة المقدسة بكاملها فى مسعى لتفريغ المقدسيين الأحياء والأموات منها من أجل تنفيذ سياسة الاحتلال الرامية لتهويد القدس ، والعمل على هدم معظم الأبنية والآثار الإسلامية التى تحيط بالمسجد الأقصى وشق الطرق داخل مقابر المسلمين وتجريف المقابر الاسلامية المحيطة به كمقبرة الرحمة واليوسفية ومأمن الله التي تضم قبور بعض الصحابة والتابعين ، ومحاولة وضع حجر الأساس لما يسمى بالهيكل الثالث المزعوم كمخطط يهدف إلى الاستيلاء على الأماكن المقدسة فى المدينة ، وافتتاح كنيس الخراب يوم 16 مارس الماضي 2010 واقتحام المسجد الأقصى وإدخال العشرات من اليهود المتدينين وتأدية بعض الطقوس الاستفزازية لمشاعر المسلمين كل ذلك يدعونا لاحياء ذكرى حريق الأقصى من كل عام لإبقاء جذوة الانتماء للقدس والأقصى والتاريخ حاضرة فى كل زمن وحين ، وللتحذير من مخططات الاحتلال الرامى للاستيلاء على المدينة المقدسة التى بارك الله حولها وهدم قبة الصخرة وبناء الهيكل المزعوم ، ولتوسيع دائرة الثقافة والتضامن والانتماء الاسلامى للقدس ، فالأقصى ليس للفلسطينيين بل لجميع العرب والمسلمين ، والقدس تستحق الكثير لأنها آية من القرآن الكريم ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير) ولأنها مدينة الأنبياء رضوان الله عليهم أجمعين ، ولأنها قداسة الصخرة التي عرج منها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماء ، و لأنها قبلة المسلمين الأولى ، وثالث الحرمين الشريفين ، ولأنها كاشفة العورات ، وباروميتر الحضارات ، و لأنها التاريخ بكامله ومحور الصراع فى هذا الكون .
أكتب عن القدس ومحظوظ بأن تكون القدس فى كل الدقائق من حياتنا ، حيث احياء ليالى القدر فى القدس من كل رمضان فى طفولتنا ، والصلوات فى أكنافه فى ريعان شبابنا ، وأتذكر مذبحة القدس والاثنين وعشرين شهيداً مصلياً وإصابة أكثر من مئتى جريح داخل المسجد الأقصى فى 8/10/1990 وقيامى بعملية عسقلان – المنطقة الصناعية فى 23/10/1990 انتقاماً للمجزرة وشهداء القدس ، واعتقالى على اثرها خمسة عشر عاماً متواصلة فى معظم السجون الاسرائيلية ليتم الافراج عنى فى 8/5/2005 ، وكان آخر وداع لشخص من السجون لعميد الأسرى المقدسيين فؤاد الرازم والذى له فى الاعتقال أكثر من 30 عاماً متواصلة من أجل القدس ، ولأدرس الدراسات العليا بعد تحريرى فى جامعة القدس " أبو ديس " وأعمل مقدم برامج فى راديو القدس وفضائية هنا القدس وأعمل محاضر غير متفرغ فى جامعة القدس المفتوحة وأكون مشرفاً لمقرر " تاريخ القدس " ولأكتب رواية الشتات أثناء الاعتقال عن أزقة وأهل القدس .
ففى ذكرى حريق آب 1969 يجعلنا أكثر حذراً وأكثر انتماءاً وأكثر حرقة على المسجد الأقصى ، وقد يتكرر الحريق وأكثر من ذلك بكثير فيما لو غمضت جفون حماة المسجد الأقصى فى كل مكان ، لذلك يجب أن تبقى هذه الذكرى " حرق المسجد الأقصى " وذكرى " يوم القدس العالمى " من كل رمضان أياماً إسلامية وإيمانية وأياماً عالمية للغضب ولنصرة المسجد الأقصى المبارك حتى تحريره .
________________________________________
تعريف بالأستاذ / رأفت خليل حمدونة
** أ . رافت حمدونة - من مواليد مخيم جباليا بتاريخ 8/8/1970 ، تم اعتقاله في العام 1990 م على خلفية نضالية وحوكم 15 عام وإغلاق جزء من بيته ، أمضى فترة اعتقاله في سجون عدة منها " عزل الرملة ، عسقلان ، نفحة ، بئر السبع ، هداريم ، ريمونيم ، جلبوع " وتم تحريره في 2005 م بعد قضاء كامل محكومتيه .
حصل على شهادة البكالوريوس في علم الاجتماع والعلوم الإنسانية من الجامعة المفتوحة في إسرائيل - رعنانا خلال فترة اعتقاله ، ويحمل درجة الماجستير في الدراسات الإقليمية مسار " دراسات إسرائيلية " وبتقدير ممتاز من جامعة القدس / أبو ديس .
ومن مؤلفاته داخل الاعتقال ” نجوم فوق الجبين – عاشق من جنين – الشتات – ما بين السجن والمنفى حتى الشهادة – قلبي والمخيم – لن يموت الحلم – صرخة من أعماق الذاكرة ”
كما أن الكاتب " حمدونة " مدير دائرة القانون الدولى بوزارة شئون الأسرى والمحررين وعمل مستشاراً لوزير الأسرى فى الشأن الاسرائيلى ، ومحاضر غير متفرغ بجامعة القدس المفتوحة - شمال قطاع غزة ، وباحث فى قضايا الأسرى ، وعضو فى لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية ، ومدير لمركز الأسرى للدراسات ، وعضو مساند فى اتحاد الكتاب الفلسطيني ، وعضو فى نقابة الصحفيين الفلسطينيين ، ومعد ومقدم برامج إذاعية " صوت القدس 102.7 والأسرى 107.9 " وتلفزيونية فى فضائية هنا القدس 11334 نايل سات - أفقى.
للمراسلة :
http://es.mc239.mail.yahoo.com/mc/compose?to=rafathamdona@yahoo.com

مشاركة مميزة