الأحد، 21 أغسطس 2011

بلحُ إسرائيلي أصفرٌ ورصاصٌ أحمرٌ

kolonagaza7

د. فايز أبو شمالة
بلح إسرائيلي أصفر اللون معلق في شوارع غزة، يستفز شهية الصائمين قبل الإفطار، وينادي بأغلى الأسعار، وفي اللحظة ذاتها تقصف الطائرات الإسرائيلية بيوت الناس الآمنين في قطاع غزة، أي تناقض هذا؟ أين الحس الوطني المشرك؟ أين عقلاء غزة؟ وكيف لا يعترضون على أصابع عربية تمتد لتشتري البلح الإسرائيلي الأصفر، وتدفع فيه المال، وهم يبصرون رشاشات الطائرة إسرائيلية تخطف أرواح الأبرياء؟ يا أهل غزة، كيف يهون عليكم أن تأكلوا بلح اليهود الأصفر، ولا يشحط في أزواركم، وأنتم تتلقفون رصاصهم الأحمر، ويقصف أعماركم، ماذا جرى لكم؟ وهل غاب عنكم التباعد بين الوطن والبطن، والتقارب بين الدم الأحمر والبلح الأصفر؟ بلح اليهود الأصفر لا يحمل أي قيمة غذائية أضافية عن أنواع التمر المصري والسعودي والتونسي والعراقي الذي يملأ شوارع غزة، كلوا تمر عربي يا أهل غزة، وابصقوا على البلح الإسرائيلي المغمس بدم أبنائكم، أما الذي يشتهي، فمن العار أن يشتري، طالما بإمكانه أن ينتظر حتى نهاية الشهر، حين ينضج بلح غزة الرائع، بألوانه التي تحاكي الكرامة العربية، وبمذاقه المغمس بالمقاومة الفلسطينية. يا أهل غزة، ألا تتعلمون من عدوكم الإسرائيلي، إنه لا يستورد حبة طماطم واحدة من قطاع غزة، حتى صار سعر صندوق الطماطم في غزة دولاراً واحداً، بينما سعره داخل إسرائيل يصل إلى عشرين دولاراً، وهكذا مع ثمرة الخيار، والكوسا، حتى أن إسرائيل لا تشتري حبة بطاطس واحدة مزروعة في غزة رغم حاجتهم إليها، فكيف يرفض اليهودي أن يشتري بضاعتكم، ويحتقر إنتاجكم، ويحاربكم في رزقكم، وترضون لأنفسكم أن تشتروا بضاعته التي اكتشف إخوانكم المصريون أنها تسبب السرطان والعقم!. بعد أن حققوا مع العملاء الذين ألقي القبض عليهم في مصر أخيراً. أحرض في مقالي هذا وزارة الزراعة الفلسطينية، ولاسيما وزيرها الدكتور محمد رمضان الأغا، على منع دخول أي سلعة إسرائيلية يمكن أن يتوفر لها بديل، أو يتوفر لها شبه بديل، أو يمكن الاستغناء عنها، وليست من ضروريات حياة الناس، لأن العار كل العار أن يدخل إلى أسواق قطاع غزة بلح اليهود الأصفر، وتمرهم، وبعض الأثمار، في الوقت الذي تمنع فيه إسرائيل دخول مقومات البناء والإعمار.

مشاركة مميزة