الأحد، 31 يوليو 2011

دحلان والتشريعي أول رمضان

kolonagaza7

د. فايز أبو شمالة
أهلاً يا رمضان، ستشغلنا بالعبادة، ولكننا لن نتوقف عن التفكير في انعكاسات الصراع الدائر بين "عباس" و "دحلان"، ولاسيما حين نرى دموعاً تسيل حزناً على الديمقراطية، وعلى تجاوزات الأجهزة الأمنية للحصانة البرلمانية، واقتحامها بيت نائب في المجلس التشريعي!.
ذاك البكاء على الديمقراطية يمكن أن ينطلي على جاهل، أو على غريب عن الساحة الفلسطينية، لا يتابع مجرياتها اليومية، لأن اقتحام بيوت أعضاء المجلس التشريعي لم يبدأ سنة 2011، وإنما قبل ذلك بتاريخ 22/9/2008، على سبيل المثال، عندما اقتحمت قوات أمن السيد "عباس" مكتب النائب في المجلس التشريعي "سميرة الحلايقة"، وصادرت محتوياته!. فما الفرق بين نائب عن كتلة حركة فتح، ونائب عن كتلة التغيير والإصلاح؟!
كان يجب على كل أولئك الذين تحرقوا على اقتحام منزل النائب "محمد دحلان"، أن ينتقدوا قصورهم عن إطلاق الصرخة في حينها؟ لأن من يدوس القانون مرة، ولا يجد من يوقفه عند حده، سيسهل عليه أن يشطب القانون نهائياً وفق مزاجه، وأن يفرض قانونه الشخصي، وهو يلغي نتائج انتخابات المجلس التشريعي، ويحول دون الأعضاء وعقد الجلسات، بل يحول دون رئيس المجلس التشريعي واللقاء مع الأعضاء المنتخبين؟!.
دعوا حصانة المجلس التشريعي جانباً، وانتبهوا إلى التهمة التي وجهت إلى السيد "محمد دحلان"، لقد وجهت إليه اللجنة المركزية تهمة الخيانة العظمى، لأنه مس بالأمن القومي الفلسطيني، واستقوى بالخارج. والمقصود بالخارج هو؛ إسرائيل وحلفائها!. وهنا يدور في ذهن كل فلسطيني الأسئلة التالية:
أولاً: متى استقوى "محمد دحلان" بالخارج؟ هل كان ذلك قبل انتخابات المجلس التشريعي أم بعد الانتخابات؟
ثانياً: هل خان "محمد دحلان" الأمن القومي الفلسطيني قبل انتخابه عضواً في اللجنة المركزية لحركة فتح أم بعد انتخابه؟ إذا كان "دحلان" قد انتخب عضواً في اللجنة المركزية، والمجلس التشريعي، وأنتم تعرفون ارتباطه بالخارج، وتعرفون أنه أفسد العباد، وسرق البلاد، وتجسس على العورات، فمعنى ذلك؛ أن من حق كل فلسطيني أن يقول لكم: وماذا بشأنكم أنتم يا أعضاء اللجنة المركزية؟ ألستم زملاء "دحلان"؟ كيف نثق بكم، وقد فزتم في الانتخابات بالطريقة نفسها التي فاز فيها "دحلان"؟ وللأسباب نفسها التي مكنته من الفوز؟!
سأفترض أنكم جهلتم هذه الحقائق عن تعاون "دحلان" مع جهات خارجية كل تلك السنوات، ألا يعني ذلك أنك لا تملكون من المعرفة والحرص على القضية الفلسطينية شيئاً، فكيف نثق بكم، وأنتم لا تثقون بأجهزتكم الأمنية التي أوصلت إلى عضوية اللجنة المركزية شخصاً مرتبط بالخارج؟ فهل كنتم بلهاء لا تعلمون، أم أنتم شركاء تتغافلون؟
من حق كل فلسطيني أن يقول لكم: إن بين أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح عشرين "محمد دحلان"، فإذا كنتم تشهدون بأن الرجل قد مس بالأمن القومي الفلسطيني، فقد مسستم بأمن فلسطين مثله، وإذا قلتم: إنه استقوى بالخارج، فقد استقويتم بالخارج مثله، وإذا أقسمتم: أنه نشر الفساد، وخذل العباد! فجميعكم في هذا المجال عليمٌ خبيرٌ، وسيد الأسياد.

مشاركة مميزة