الخميس، 4 أغسطس 2011

أرزه وزيتونــه



kolonagaza7

بقلـم رمزي صادق شاهين
برغم بعض الإنتقادات التي قرأتها عن البرنامج الذي يبثه تلفزيون فلسطين بعنوان ( أزره وزيتونة ) والذي يقدمه الزميل ماهر شلبي من مخيمات الشتات في لبنان ، هذه الإنتقادات التي قالت بأن بعض المقابلات التي أجريت مع مواطنين فلسطينيين بالمخيمات لم تحظي بالشكل المطلوب من الإجابات على الأسئلة البسيطة التي وُجهت لهم ، خاصة إذا تعلق الأمر بعاصمة فلسطين ، حيث لم يستطع عدد ممن قابلهم الزميل شلبي من معرفة الإجابة .
بالتأكيد هذه قمة الكارثة ، وهذا ما حذرنا منه سابقاً من أن التاريخ الفلسطيني أصبح في حالة من التوهان ، وها هو يتعرض للانقراض نتيجة عدة عوامل أهمها غياب الرؤية الوطنية التي تستطيع أن تُرسخ هذه الثقافة لدى الأجيال الفلسطينية من خلال مناهج المدارس والبرامج الوطنية والإعلامية والندوات والمؤتمرات ، ولأن الجيل الأول قد سبقنا إلى دار الحق ، فإن الأجيال الجديدة أصبحت الآن أقل اهتماماً بتاريخ فلسطين وجغرافيتنا ، هذا برغم انتشار التكنولوجيا والإنترنت الذي يُعطيك الفرصة للإطلاع والاستفادة مما يتوفر من معلومات عن أدق التفاصيل الوطنية والتاريخية .
الذنب ليس ذنب الزميل ماهر شلبي ، ولا ذنب تلفزيون فلسطين ، بل هو ذنب منظمة التحرير الفلسطينية وفصائلها ، ذنب المؤسسة الفلسطينية بشكل عام ، وخاصة الموجودة في المخيمات الفلسطينية في لبنان وكافة أماكن الشتات ، هذه المؤسسات التي تأخذ على عاتقها الإشراف على إبقاء الذاكرة الفلسطينية موجودة في أجندة الفلسطيني الذي ينتظر حلم العودة ، هذه المؤسسات التي تتسلم الموازنات والنثريات من أجل الحفاظ على الإرث الوطني المتمثل في إنعاش الذاكرة وتقويتها وديمومتها ، لكن على ما يبدوا فإن الفساد وصل إلى حد نسيان الذاكرة ونسيان تاريخ فلسطين ، وتغييب هذا التاريخ عن اللاجئين الفلسطينيين حتى نرى مثل هذه الصورة على شاشات الفضائيات .
البرنامج بحد ذاته جيد ، وهو تقريباً أول برنامج يلامس الواقع المرير الذي يعيشه اللاجئ الفلسطيني في مخيمات لبنان ، هذا اللاجئ الذي دفع حياته من أجل البقاء على حلم العودة ، وقدم كُل التضحيات من أجل الدفاع عن هذه الأرض العربية ، فكانت الحرب تلو الأخرى ، والمذبحة تلو الأخرى ، والمؤامرة تلو الأخرى ، لكنه رفض التنازل أو التفريط أو التآمر على حقه وشرعيته ووجوده .
إننا مع الحفاظ على الموروث التاريخي لشعبنا ، واستمرار التذكير بتاريخنا النضالي الذي رسمته أيادي المناضلين وعطرته دماء الشهداء الأطهار ، هذا التاريخ الذي يُشكل الدعم المعنوي والنفسي للبقاء على عهد الشهداء والاستمرار بنضالنا المشروع للتخلص من الاحتلال وإقامة دولتنا وعودة اللاجئين إلى حضن الدولة الفلسطينية التي تُزينها القدس الطاهرة .
أتمنى أن نبتعد عن سياسة الإحباط والإنتقاد الهدام ، وأن نعمل سوياً من أجل تعميم ثقافة نشر التاريخ الوطني الفلسطيني من خلال فعاليات وطنية داخل وخارج الوطن ، حتى نضمن عدم وجود أي جاهل بتاريخ وطنه ، خاصة هذا الوطن الفلسطيني الذي يستحق منا كُل الوفاء والإخلاص ، وأن نحاول تطوير أي برنامج الهدف منه تسليط الضوء على حياة اللاجئ الفلسطيني الذي يُعاني صعوبة الحياة وإجراءات وقوانين دولنا العربية الشقيقة ، بعض هذه الدول التي تحرمه من أبسط حقوق الحياة الإنسانية كما هو حاصل مع أبناء شعبنا اللاجئين في مخيمات الصمود في لبنان .
صحفي وكاتب فلسطيني
http://es.mc239.mail.yahoo.com/mc/compose?to=ramzi.s.shaheen@gmail.com

مشاركة مميزة