kolonagaza7
سليمان أبو ستة/ قطاع غزة
عندما قرأت بالأمس قصيدة رثاء الأندلس لأبو البقاء الرندي، ومطلعها:
لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ فلا يُغرُّ بطيب العيش إنسانُ
لفت انتباهي قول الشاعر:
أين الملوك ذَوو التيجان من يمنٍ وأين منهم أكاليلٌ وتيجانُ وأين ما شاده شدَّادُ في إرمٍ وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ وأين ما حازه قارون من ذهب وأين عادٌ وشدادٌ وقحطانُ
إلى آخر القصيدة التي تتحدث عن كثير من الملوك، الذين كان لسان حال العديد منهم: "مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي" أو "أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى" أو "آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَى" أو "فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ"..
وتذكرت في تلك اللحظات مبارك، وهو في قفص الاتهام، فقلت سبحان الله.. حقيقة تتكرر بلا توقف، لكن الحكام الطغاة أو الطغاة الحكام لا أدري هل طغيانهم جاء نتيجة الحكم، أم حكمهم جاء نتيجة الطغيان..
هؤلاء لا يدركون هذه الحقيقة..ربما لأنهم ليسوا ممن تكفيهم الإشارة ولا حتى الصفع.. فهاهو بشار الأسد يقتل أبناء سوريا.. وإني لأتساءل ما هو الفرق بين الأسد وبين الصهاينة المحتلين، وأنا هنا لا أبرر للقتلة اليهود، وإنما أطالب بأن يعامل الأسد بما يفترض أن يعامل به القتلة المجرمون، وأنا هنا أيضا لا أعول على أي تدخل غربي، لأني أومن إيمانا لا يتزعزع بنفاق الغرب وخاصة سلطته الحاكمة.
فبشار لن يسقط إلا على يد من خرجوا إلى الشارع، يهتفون بشعارات من العيار الثقيل مثل (مش خايفين، لن نركع، على الجنة رايحين.. شهداء بالملايين ..إلخ) وأمثال هؤلاء لا يهزمون، ولا يتعبون، ولا يتراجعون، لأن شعارهم:
أنزل بلاءك فوقي وتحتي
وصب اللهيب ورص الحديد
أنا لن أحيد
لأني بكل احتمال سعيد
مماتي زفاف ومحياي عيد
سأرغم أنفك في كل حال
فإما عزيز وإما شهيد..
وليس أمام هؤلاء ما يدفعهم للتراجع، لأن خسائرهم في حال التقدم أقل حتما من خسائرهم في حال التراجع، فنظام الأسد لن يقدم لهم الورود حتى لو أعلنوا (التوبة الصادقة عن خطئهم الخطير الذي وقعوا فيه).
فسياط الظلم لا تتوقف عند حد معين، لأنها تجهل دائما أنها إلى زوال، فعلمهم بهذه الحقيقة يأتي عادة متأخرا، قال تعالى: "وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ" كما أنها تجهل أن سنن الكون تصر على حتمية انتصار المظلوم، وأقل ذلك استجابة الله عز وجل لدعائه، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب" هذه الحقيقة لا يدركها الظالم إلا متأخرا، فلما فتك هارون الرشيد بالبرامكة، فقتل جزء كبيرا من رجالهم وسجن الجزء الآخر، قال أحدهم لوالده في السجن: يا أبتاه أما ترى ما حل بنا، قال: يابني لعلها دعوة مظلوم سرت بالليل ونحن نيام..
لهذا فإن نظام بشار إلى زوال..وغدا سيحتفل ثوار سوريا بالحرية، فالتاريخ يقول بأن الشعوب لا تهزم، أما الطغاة فهم حتما مهزمون..
عندما قرأت بالأمس قصيدة رثاء الأندلس لأبو البقاء الرندي، ومطلعها:
لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ فلا يُغرُّ بطيب العيش إنسانُ
لفت انتباهي قول الشاعر:
أين الملوك ذَوو التيجان من يمنٍ وأين منهم أكاليلٌ وتيجانُ وأين ما شاده شدَّادُ في إرمٍ وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ وأين ما حازه قارون من ذهب وأين عادٌ وشدادٌ وقحطانُ
إلى آخر القصيدة التي تتحدث عن كثير من الملوك، الذين كان لسان حال العديد منهم: "مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي" أو "أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى" أو "آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَى" أو "فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ"..
وتذكرت في تلك اللحظات مبارك، وهو في قفص الاتهام، فقلت سبحان الله.. حقيقة تتكرر بلا توقف، لكن الحكام الطغاة أو الطغاة الحكام لا أدري هل طغيانهم جاء نتيجة الحكم، أم حكمهم جاء نتيجة الطغيان..
هؤلاء لا يدركون هذه الحقيقة..ربما لأنهم ليسوا ممن تكفيهم الإشارة ولا حتى الصفع.. فهاهو بشار الأسد يقتل أبناء سوريا.. وإني لأتساءل ما هو الفرق بين الأسد وبين الصهاينة المحتلين، وأنا هنا لا أبرر للقتلة اليهود، وإنما أطالب بأن يعامل الأسد بما يفترض أن يعامل به القتلة المجرمون، وأنا هنا أيضا لا أعول على أي تدخل غربي، لأني أومن إيمانا لا يتزعزع بنفاق الغرب وخاصة سلطته الحاكمة.
فبشار لن يسقط إلا على يد من خرجوا إلى الشارع، يهتفون بشعارات من العيار الثقيل مثل (مش خايفين، لن نركع، على الجنة رايحين.. شهداء بالملايين ..إلخ) وأمثال هؤلاء لا يهزمون، ولا يتعبون، ولا يتراجعون، لأن شعارهم:
أنزل بلاءك فوقي وتحتي
وصب اللهيب ورص الحديد
أنا لن أحيد
لأني بكل احتمال سعيد
مماتي زفاف ومحياي عيد
سأرغم أنفك في كل حال
فإما عزيز وإما شهيد..
وليس أمام هؤلاء ما يدفعهم للتراجع، لأن خسائرهم في حال التقدم أقل حتما من خسائرهم في حال التراجع، فنظام الأسد لن يقدم لهم الورود حتى لو أعلنوا (التوبة الصادقة عن خطئهم الخطير الذي وقعوا فيه).
فسياط الظلم لا تتوقف عند حد معين، لأنها تجهل دائما أنها إلى زوال، فعلمهم بهذه الحقيقة يأتي عادة متأخرا، قال تعالى: "وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ" كما أنها تجهل أن سنن الكون تصر على حتمية انتصار المظلوم، وأقل ذلك استجابة الله عز وجل لدعائه، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب" هذه الحقيقة لا يدركها الظالم إلا متأخرا، فلما فتك هارون الرشيد بالبرامكة، فقتل جزء كبيرا من رجالهم وسجن الجزء الآخر، قال أحدهم لوالده في السجن: يا أبتاه أما ترى ما حل بنا، قال: يابني لعلها دعوة مظلوم سرت بالليل ونحن نيام..
لهذا فإن نظام بشار إلى زوال..وغدا سيحتفل ثوار سوريا بالحرية، فالتاريخ يقول بأن الشعوب لا تهزم، أما الطغاة فهم حتما مهزمون..