الأربعاء، 24 أغسطس 2011

الثوار يقتحمون باب العزيزية.. والبحث جارِ عن القذافي



kolonagaza7

ليبيا - الراية برس
سقط باب العزيزية، سقطت طرابلس، لكن العقيد معمر القذافي لا يزال "مجهول محل الإقامة" ومعه عائلته بعد أن تبين أن أنباء القبض على سيف القذافي لم تكن دقيقة.فقد تمكن الثوار الليبيون أمس من السيطرة على مقر إقامة القذافي في مجمع باب العزيزية في طرابلس حيث تناثرت جثث القتلى على الارض بعد ساعات من المواجهات العنيفة بين مجموعات موالية للنظام أفادت تقارير أن بينها عدداً من المرتزقة، وقوات الثوار الذين باتت سيطرتهم على العاصمة الليبية وسائر التراب الليبي شبه كاملة.وفي ضوء الأحداث المتسارعة في ليبيا كان اتصال بين الرئيسين الأميركي باراك أوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي اتفقا فيه على مواصلة الجهود العسكرية إلى أن تسلّم قوات القذافي أسلحتها، وحذر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أمس زعيم الثوار الليبيين مصطفى عبدالجليل من مخاطر الثأر من القوات التابعة لنظام القذافي.وهكذا وجه الثوار ضربة قاصمة إلى النظام الليبي المتهاوي بعد سيطرتهم على مقر اقامة القذافي في طرابلس، وأفاد مراسل "فرانس برس" الذي كان موجوداً داخل المقر مع المتمردين الليبيين انهم "حطموا الجدران الاسمنتية للمجمع ودخلوه. لقد سيطروا على باب العزيزية (مقر القذافي) بالكامل، انتهى الامر".وداخل المجمع الذي يمتد مئات الامتار والمؤلف من مبان عدة، استولى مئات من الثوار على كميات من الاسلحة عثروا عليها في احد المباني. وقال مراسل "فرانس برس" "لقد استولوا على كميات من الذخائر والبنادق الرشاشة والمسدسات".واظهرت مشاهد بثتها القنوات الفضائية متمرداً شاباً يتسلق نصباً يمثل يداً تقبض على طائرة (في اشارة الى الهجمات الاميركية على المجمع العام 1986) محاولاً تدميره، فيما كان آخر يدوس رموزاً اخرى للنظام منها رأس نحاسي للقذافي.وفي محيط المقر، كان المقاتلون يحتفلون بانتصارهم هاتفين "الله اكبر" ويسارعون لدى رؤيتهم اجانب الى شكرهم مؤكدين امتنانهم للحلف الاطلسي. وتمددت جثث عديدة على الارض داخل المجمع يبدو انها تعود الى عناصر من قوات القذافي، وفق المصدر نفسه الذي اشار الى سقوط العديد من الجرحى، وحتى مساء أمس، ظل مصير الزعيم الليبي والقريبين منه مجهولاً.وقال العقيد احمد عمر باني المتحدث العسكري باسم الثوار متحدثاً من بنغازي ان "باب العزيزية بات تحت سيطرتنا بالكامل، العقيد القذافي وابناؤه لم يكونوا في المجمع". واضاف "لا احد يعلم اين هم". ويعتقد البعض ان القذافي غادر طرابلس.وكان سيف الاسلام القذافي نجل الزعيم الليبي ظهر ليل الاثنين - الثلاثاء في طرابلس مؤكداً ان والده لا يزال في طرابلس. واكد ان "طرابلس تحت سيطرتنا". واضاف "ليطمئن العالم كله، كل شيء تمام في طرابلس"، مؤكداً ان "القذافي وكل العائلة في طرابلس".ومساء الثلاثاء في طرابلس، اكد القائد العسكري للثوار بوضوح ان رجاله "حسموا المعركة".وقال عبدالحكيم بلحاج من باب العزيزية بعيد سقوط المجمع في ايدي الثوار "المعركة العسكرية حسمت، استطعنا ان نهدم الاسوار وفروا امامنا فرار الجرذان"، في اشارة الى القوات الموالية للقذافي.وعصر امس، قرر الثوار الذين دخلوا طرابلس مساء السبت بدء الهجوم على مقر القذافي بعدما تلقوا تعزيزات من مدينة مصراتة.الى ذلك، اعلن المتحدث العسكري باسم المتمردين الليبيين أمس ان المتمردين تمكنوا من السيطرة على مدينة رأس لانوف النفطية الواقعة على الطريق الى مدينة سرت مسقط رأس القذافي.وقال العقيد احمد عمر باني "نحن الان في رأس لانوف" معربا عن امله في ان يصل المتمردون قريبا الى بلدة بن جواد شرق سرت والواقعة في منتصف الطريق تقريبا بين بنغازي ومصراتة اللتين يسيطر عليهما المتمردون.وعلى الصعيد الدولي، اعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اثر اتصال هاتفي بنظيره الاميركي باراك اوباما ان البلدين "سيواصلان جهدهما العسكري" حتى يستسلم "القذافي ومعسكره"، وأن نهاية نظام القذافي "حتمية".وأعلنت وزارة الخارجية الاميركية أمس ان واشنطن تعمل على صرف ما بين مليار ومليار ونصف مليار دولار خلال الايام المقبلة من الاموال الليبية المجمدة الى المجلس الوطني الانتقالي الممثل للثوار الليبيين.وفي الوقت نفسه، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون زعيم الثوار الليبيين مصطفى عبد الجليل الى العمل من اجل "المصالحة" وحذره من مخاطر الثأر من القوات التابعة لنظام القذافي.من جهتها، دعت مجموعة الازمات الدولية الى انتقال سلمي للسلطة في ليبيا بعد سقوط النظام.وقالت المجموعة في بيان "في وقت يستعد الليبيون لسقوط وشيك للنظام، فإن البلد يواجه لحظة حاسمة ذات اهمية تاريخية(..) ينبغي الا يقلل من اهمية التحدي المستقبلي". واضافت ان على القادة الجدد في ليبيا ان يأخذوا في الاعتبار ثلاث قضايا اساسية: "الشرعية السياسية"، "الامن، القانون والنظام" و"المصالحة والعدالة خلال العملية الانتقالية".التطورات الميدانية شبه الحاسمة، جاءت بعد ساعات الظهور المفاجئ لسيف الاسلام القذافي بعد اعلان الثوار عن اعتقاله، ما طرح علامة استفهام كبيرة حول حقيقة ما يجري في العاصمة الليبية طرابلس من سيطرة فعلية للثوار على مجريات المعركة. وفي وقت تؤكد الانباء وجود القذافي داخل طرابلس، رأى حلف شمال الاطلسي (الناتو) ان القذافي وعائلته في حالة فرار وان الظهور القصير لسيف الاسلام لا يدل على ان الشخص يسيطر على العاصمة، مشبهاً الوضع بما حدث في البلقان.وظهر سيف الاسلام ليل الاثنين ـ الثلاثاء في طرابلس، وقال لثلاثة صحافيين بينهم مراسل وكالة "فرانس برس" للانباء في مقر اقامة والده: "انا هنا لتكذيب الاشاعات"، مؤكدا ان "طرابلس تحت سيطرتنا. ومعمر القذافي موجود في طرابلس". وفي السياق الامني، تجددت المعارك في طرابلس، خصوصاً حول مقر اقامة القذافي في باب العزيزية قبل أن يسقط تماماً، وهي الاعنف منذ بداية الهجوم. وسمع دوي قذائف الهاون والمدفعية والصواريخ في باب العزيزية، وكذلك هدير طائرات الحلف التي كثفت غاراتها. وتصاعدت سحب دخان كثيف من المنطقة.وقرب فندق "ريكسوس" الذي يقيم فيه الصحافيون الاجانب وغير البعيد من باب العزيزية، دوى انفجار كبير ما اثار الهلع في صفوف المراسلين الذين لجأوا الى الطبقة السفلى فيما بقيت قوات القذافي امام مبنى الفندق.ويقيم عناصر مزودون اسلحة خفيفة العديد من الحواجز في انحاء العاصمة، آملين بوصول تعزيزات بعدما دخلوا العاصمة الليبية من دون مقاومة تذكر.وعبر الجبهة الشرقية، اعلن الناطق العسكري باسم الثوار الليبيين محمد زواوي ان هؤلاء تقدموا نحو مرفأ رأس لانوف النفطي باتجاه مدينة سرت التي انسحبت منها القوات الموالية للقذافي.وكان المتمردون سيطروا تماما اول من امس على مدينة البريقة النفطية الواقعة على الجبهة الشرقية على بعد نحو 240 كيلومتراً الى جنوب غرب بنغازي (عاصمة الثوار في شرق البلاد) بمحاذاة سواحل خليج سرت، بعد انسحاب قوات القذافي منها وتراجعهم نحو الغرب.وتقع مدينتا راس لانوف وسرت، مسقط رأس القذافي واحد معاقل النظام، على الطريق الساحلية التي تربط بين بنغازي والعاصمة الليبية طرابلس.واعلن "الاطلسي" ان القوات الموالية للقذافي اطلقت اول من امس صاروخ سكود من محيط سرت معقل النظام ومسقط رأس القذافي باتجاه مصراتة التي يسيطر عليها الثوار، منددا بما وصفه بالعمل "غير المسؤول".واعتبر المتحدث باسم الحلف العقيد رولاند لافوا في مؤتمر صحافي عقد في نابولي بإيطاليا ان "الانتفاضة في طرابلس إنجاز تاريخي، ولكنها ليست الفصل الأخير في النزاع الليبي". وأوضح أنه "بغض النظر عن التطورات الأخيرة فإن مهمتنا العسكرية لم تتغيّر، مهمتنا ما تزال حماية المدنيين من الهجمات وتنفيذ الحظر الدولي وفقاً لتفويض الأمم المتحدة ".وتابع لافوا ان القتال لا يزال دائراً في سبها وسرت والزاوية حيث يتم قمع المدنيين بالقصف العشوائي، لافتاً إلى أنه تم أول من أمس إطلاق صاروخ أرض أرض من سرت سقط في محيط مصراتة من دون إلحاق الأذى بأحد، كما دمر الناتو راجمتين للصواريخ كانتا تطلقان صواريخهما من غرب البلاد نحو البريقة. ورداً على سؤال عمّا إذا كان الناتو يصر على عدم إرسال قوات برية إلى ليبيا، أجاب "نحن نتحدث عن حرب شوارع في طرابلس لذلك فليس من العملي دعم القوات المعارضة في الشوارع". ونفى أي علم له بمكان القذافي ووجه حديثه للصحافيين قائلا "إذا كنتم تعرفون فأخبروني،" مؤكدا أن القذافي ليس هدفاً للناتو

مشاركة مميزة