الأربعاء، 7 سبتمبر 2011

الليبيون يتعهدون بتحقيق الديمقراطية ويستردون مليارات القذافي

kolonagaza7

الجديدة

الجديدة – طرابلس: أكدت القيادة الليبية الجديدة التزامها بالديمقراطية والحكم الرشيد يوم أمس الجمعة بينما تدرس كيفية إنفاق مليارات الدولارات التي أُفرج عنها من الأصول المجمدة للزعيم الهارب معمر القذافي.
وبعد يوم من اجتماع القوى الدولية في باريس وموافقتها على تسليم ما يزيد على 15 مليار دولار للثوار الذين أطاحوا بالقذافي الاسبوع الماضي الغى الاتحاد الاوروبي وهو شريك تجاري رئيسي لليبيا عقوبات كانت مفروضة عليها وتحدث مسؤولون في المجلس الانتقالي الوطني لممولين عن خططهم لإعادة البناء.
وقال ممثل للمجلس الانتقالي الوطني في لندن ان العمل على اصلاح ما اتلفه حكم القذافي الانفرادي الذي استمر 42 عاما وما دمرته الحرب التي استمرت ستة اشهر يجب الا ينتظر العثور على القذافي وسقوط اخر معاقل العقيد ولا القضاء على الدعم المسلح له.
وقال جمعة القماطي لهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) ان استقرار طرابلس وأمانها وسلامتها وهو نفس الحال في أغلبية المدن والبلدات الليبية يكفي لبدء العمل من اجل التحول وتحقيق الاستقرار والعملية السياسية الجديدة.
وفي بنغازي مهد الانتفاضة الشعبية الليبية قال مسؤول بالمجلس الانتقالي الوطني ان إفراج القوى الغربية التي دعمت الغارات الجوية التي شنها حلف شمال الاطلسي عن الاصول المجمدة يعني ان على المجلس ان يظهر لليبيين الان قدرته على الحكم.
وقال ان المجلس كان في الماضي يملك حجة عدم توافر الاموال لكنه ليست له حجة الان.
واكد القماطي التزام المجلس الانتقالي الوطني بوثيقة تضع “خارطة طريق واضحة” للتحول الى الديمقراطية بما يتضمن وضع دستور خلال ثمانية اشهر واجراء استفتاء ثم انتخابات عامة في 2013.
واضاف انه بنهاية نحو 20 شهرا سيكون الشعب الليبي قد انتخب قيادته التي يريدها.
وفي طرابلس يسعى السكان الى استعادة الحياة الطبيعية. وانتشرت جماعة من عمال البلدية بملابس مميزة لتنظيف ساحة الشهداء التي كانت تسمى بالساحة الخضراء في عهد القذافي من الحطام وطلقات الرصاص الفارغة.
وأزال مقاتلو المجلس الانتقالي الوطني بعض حواجز الطرق من شارع رئيسي على طول الساحل وفتح المزيد من محال الطعام ابوابه على الرغم من عدم انتظام امدادات المياه والكهرباء.
ورفع المجلس الانتقالي الوطني شعار “من اجل ليبيا موحدة وليبيا حرة”. وطالبت لافتات اخرى بعدم اطلاق النار في الهواء احتفالا. لكن دفعات من اطلاق الرصاص سمعت احيانا.
وقال سليمان السهلي مسؤول التعليم بالمجلس الانتقالي لرويترز ان المدارس الليبية ستعود للعمل في 17 سبتمبر ايلول رغم خراب عدة فصول وندرة وسائل النقل واعتماد المنهج التعليمي حتى هذا العام على “الكتاب الاخضر” الذي يلخص اراء “الاخ العقيد” عن العالم.
والمجهول الوحيد في عملية انتخاب وتنصيب رئيس جديد وبرلمان جديد هو متى يبدأ الجدول الزمني للتحول.
وتقول الوثيقة ان العملية ستبدأ باعلان “تحرير” ليبيا من القذافي. وقال قادة المجلس الانتقالي ان الحرب لن تنتهي الا بالعثور على القذافي “حيا او ميتا” وهو ما يعني ان موعد “التحرير” غير معروف على وجه اليقين.
واعلن القذافي الذي احتفل يوم الخميس بمرور 42 عاما على انقلابه العسكري الذي اتى به الى الحكم وعمره 27 عاما تحديه في رسالة بثت على قناة فضائية.
ويقول قادة المجلس الانتقالي الوطني انهم يعتقدون انه يختبئ في بني وليد وهي منطقة قبلية تقع على بعد نحو 150 كيلومترا الى الجنوب الشرقي من طرابلس. وهناك من يرجح وجوده في مدينة سرت حيث مسقط رأسه او ربما في مكان آخر.
وقال القذافي في رسالته ان الحرب ستكون طويلة من مكان الى مكان ومن بلدة الى بلدة ومن واد الى واد ومن جبل الى جبل. وقال ان ليبيا اذا احترقت فلن يحكمها أحد ولذلك فلتشتعل.
وتعهد في تصريحات لاحقة بمنع تصدير النفط في نوع من التهديد يثير المخاوف من سقوط ليبيا في خضم تمرد شبيه بما جرى في العراق بعد سقوط صدام حسين.
وقال قادة المجلس الانتقالي الوطني انهم لا يتعجلون تطهير معاقل القذافي الأخيرة مثل بني وليد وسرت ويحاولون إقناعها بالاستسلام حقنا للدماء.
والتقى احمد الجهاني مسؤول شؤون اعادة البناء بالمجلس الانتقالي وعارف نايض عضو فريق إعادة الاعمار بخبراء لاعادة الاعمار بعد الصراعات من منظمات من بينها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والوكالة الامريكية للتنمية الدولية في باريس يوم الجمعة.
وقال مسؤولون امريكيون وفرنسيون ان الاجتماع عقد بشكل رئيسي للاستماع الى احتياجات المجلس الانتقالي.
وقال مسؤولو المجلس الانتقالي ان ليبيا تعتمد على سرعة استئناف انتاج النفط لانعاش اقتصادها وقد عادت خمس شركات نفط دولية الى العمل في حقول النفط الليبية.
وقال الجهاني “مسألة الاضرار ليست كبيرة ويمكن الحصول على المشتريات سريعا. وهذا تسهله حقيقة أن عقود الابار المنتجة ممنوحة لشركات عالمية .. يمكنهم ارسال عامليهم اذا أحسوا أن بمقدورهم ذلك.”
وقال انطونيو باتريوتا وزير خارجية البرازيل التي لم تعترف بالمجلس الانتقالي لكنها اجرت محادثات معه اليوم الجمعة ان الجمعية العامة للامم المتحدة ستسوي هذا الشهر مسألة الاعتراف بالمجلس.
واضاف خلال زيارة الى بلغاريا “عند هذه النقطة يجب على المجتمع الدولي ان يصر على الوقف الفوري لاطلاق النار مع الرقابة الدولية واعتقد ان علينا ان نسعى الى جدول زمني للتحول في ليبيا عن طريق اجراء انتخابات.”
وقال وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي ان اوروبا تنظر الى ليبيا باعتبارها حليفا ومصدرا كبيرا للنفط وقال “ليبيا دولة غنية محتملة ومهمة بسبب مسعى اوروبا تنويع مصادر الطاقة.”

مشاركة مميزة