الأحد، 4 سبتمبر 2011

بوتفليقة لا يرد على القذافي ..وولداه واحد يتودد والآخر يتوعد

kolonagaza7

DW
فيما أكد وزير الخارجية الجزائري أن استقبال القذافي في بلاده لم يكن مطروحا، أفادت تقارير صحافية أن الجزائر رفضت دخوله إلى أراضيها. وفيما لا يزال هو مختفيا، بدا الانشقاق داخل عائلته يظهر في ظل تضارب مواقف نجلاه من الثوار.
أكد وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي اليوم الخميس (1 أيلول / سبتمبر) أن الجزائر التي استقبلت عددا من أفراد عائلة معمر القذافي، لم تفكر إطلاقا في استقبال العقيد الليبي نفسه. وقال مدلسي للإذاعة الفرنسية أوروبا-1 أ "فرضية أ يأتي القذافي ويدق بابنا (..) لم تطرح لدينا". وكانت الجزائر سمحت الثلاثاء بدخول زوجة القذافي وثلاثة من أبنائه "لظروف محض إنسانية"، على حد تعبيرها. فيما نقلت صحيفة الوطن الجزائرية في عددها الصادر الخميس عن مصادر وصفتها بالمقربة من الرئاسة الجزائرية أن معمر القذافي كان موجودا برفقة بعض أفراد عائلته بمدينة غدامس القريبة من الحدود الجزائرية وحاول التفاوض للدخول إلى أراضيها من خلال اتصاله هاتفيا بالرئيس عبد العزيز بوتفلوفيما لا يزال مكان القذافي مجهولا والبحث عنه متواصلا، أدلى اثنان من أبنائه بتصريحات متناقضة للغاية حول مدى استعدادهما للاستسلام. ففي الوقت الذي أكد فيه الساعدي القذافي أنه مستعد للتفاوض مع الثوار وتسليم نفسه، دعا شقيقه سيف الإسلام أنصاره إلى ما وصفه ب"ضرب أهداف العدو". وقال الساعدي في اتصال مع قناة العربية الفضائية مساء الأربعاء (31 أغسطس/ آب) "إذا كان تسليم نفسي سيحقن الدماء سأسلم نفسي اعتبارا من هذه الليلة". وأضاف "الثوار أخوتنا لا مشكلة لدينا إن (هم) تسلموا السلطة. لا مشكلة بتسليم المدن الليبية لإخواننا الليبيين، نريد الجلوس معهم، هم يمثلون طرفا شرعيا تفاوضيا (وننتظر أن) يعترفوا بنا طرفا شرعيا تفاوضيا". وقال الساعدي (38 عاما) لقناة العربية إنه تحدث نيابة عن والده، نافيا أن يكون في مدينة سرت الليبية ورافضا تحديد مكان تواجده.
وردا على ما قاله الساعدي، أعلن المسؤول العسكري للثوار في طرابلس عبد الحكيم بلحاج أن نجل معمر القذافي مستعد "للانضمام إلى الثورة". وأضاف في تصريح لمحطة الجزيرة الانكليزية "أجريت اليوم اتصالا هاتفيا مع الساعدي، نجل القذافي، طلب خلاله الانضمام إلى الثورة والحصول على ضمانات للعودة إلى شعبه في طرابلس".
وأكد نائب رئيس المجلس العسكري المهدي الحاراتي خلال لقاء مع الصحافيين في طرابلس أن "مفاوضات جرت مع الساعدي مساء لثلاثاء بشأن تسليم نفسه. وقال: "إنه متردد، إذا ما أراد تسليم نفسه، سنعطيه الأمان، إن شاء الله. إذا حصل اتفاق (...) لن يكون هناك مشكلة".
من جهته، أكد سيف الإسلام، نجل معمر القذافي، أنه موجود في ضاحية طرابلس، داعيا أنصاره إلى ضرب "أهداف العدو"، في تصريح نقله تلفزيون "الرأي" في دمشق مساء الأربعاء أيضا. وبشأن والده، قال سيف الإسلام: "أطمئنكم نحن بخير والقيادة والقائد بخير". وأضاف قائلا: "بالنسبة للتهديدات الموجهة لمدينة سرت نقول لهم تفضلوا هذه مدينة سرت إن كنتم تعتبرون الدخول فيها نزهة بحرية، سرت فيها أكثر من 20 ألف شاب مسلح وهم جاهزون".
ووصف مسؤول الشؤون العسكرية للثوار عمر الحريري في تصريح لوكالة فرانس برس كلام سيف الإسلام بأنه "كذب"، مضيفا "لا يوجد 20 ألف مسلح في سرت والذين يعارضون الثورة هناك يمثلون عشرة بالمائة من السكان". وأضاف "الناس عاقلون ولن يتحملوا وطأة القتال الذي سيواجهونه، ونحن واثقون من أن الثوار سيدخلون سرت من دون قتال". يذكر أن مدينة سرت تعتبر أحد أهم معاقل معمر القذافي ومسقط رأسه ويعتقد الثوار أن الأخير قد اختبأ فيها.
اعتقال وزير خارجية القذافي عبد العاطي العبيدي
يقة. وأوضحت المصادر أن بوتفليقة ربما يكون رفض الرد على مكالمة القذافي، حيث اعتذر أحد مستشاري بوتفليقة للقذافي وقال له إن الرئيس غير موجود وإنه مشغول بالأحداث الأخيرة التي تشهدها البلاد (في إشارة إلى الهجوم الانتحاري المزدوج الذي استهدف الأكاديمية العسكرية بشرشال). ولفتت المصادر إلى أنها ليست المرة الأولى التي يحاول فيها القذافي أو مبعوثون عنه الاتصال بالرئيس بوتفليقة لإجراء مفاوضات محتملة. كما أكدت أن دخول بعض أفراد عائلة القذافي إلى الجزائر تم بموافقة وضمانات بعض أعضاء المجلس الانتقالي الليبي.
سيف الإسلام والسساعدي - تضارب في المواقف

يأتي هذا التضارب في التصريحات بين نجلي القذافي في وقت تواصل القتال بين الثوار وموالين لمعمر القذافي في شرق البلاد، بينما أعلن الثوار اعتقال عبد العاطي العبيدي، وزير خارجية نظام القذافي. والعبيدي رئيس وزراء سابق وعين وزيرا للخارجية في 31 آذار/مارس بعد انشقاق موسى كوسى ولجوئه إلى بريطانيا.
ميدانيا، جرت مواجهات متقطعة بين ثوار ليبيين وموالين لنظام القذافي على الطريق بين مدينة زليتن الساحلية شرق طرابلس وبني وليد (على بعد 70 كلم إلى الجنوب) حيث يعتقد أيضا أن معمر القذافي مختبئ، بحسب مصادر الثوار.
في غضون ذلك أعلن مسؤولون في الحلف الأطلسي أن الحلف قد يستمر في تطبيق قرار حظر الأسلحة على ليبيا ومواصلة طلعاته الجوية لمراقبة المجال الجوي الليبي حتى بعد انتهاء الحرب. وأكد الحلف انه عزز ضرباته على مدينتي سرت وبني وليد حيث دمر خصوصا 12 آلية مسلحة وثلاث دبابات ومنشأة رادار في محيط سرت ومستودعا للذخائر وثلاث قاذفات صواريخ ارض أرض قرب بني وليد.
وعلى الصعيد الدولي، وصلت بعثة من الاتحاد الأوروبي أمس الأربعاء إلى طرابلس لتقييم المساعدة التي ستحتاجها ليبيا لإعادة الإعمار. كما أعلنت متحدثة في بروكسل، على خلفية تكثيف المؤشرات لعودة الأوروبيين إلى هذا البلد. وأعلنت مصادر دبلوماسية أوروبية لفرانس برس أن الاتحاد الأوروبي يعتزم أن يلغي الجمعة جزءا من العقوبات التي يفرضها على شركات نفطية والمرافئ الليبية.
(ش.ع / د.ب.أ / رويترز / أ.ف.ب)
مراجعة: عبده جميل المخلافي

مشاركة مميزة