kolonagaza7
في ظل الحديث عن الشفافية ودولة القانون وجهوزية المؤسسات لقيام الدولة فيما اسموه استحقاق سبتمبر، وكل ما يقال عن الأمن والأمان في ظل الثنائي عبّاس- فيّاض، وصلنا هذا التقرير عن أحوال مخيم جنين، والذي يكشف ممارسات وجرائم هذه السلطة التعيسة في مخيم سطّر أروع ملاحم المقاومة قبل أن تبدأ مسيرة الانتقام منه ومن أهله.
نعرض التقرير الذي نعرف مصدره بالاسم والصفة والمكان، كما هو دون تغيير أو تبديل، ونتركه لضمائركم وحكمكم.
***
ينشغل البعض بما بات يعرف باستحقاق أيلول، وأخبار الثورات العربية المباركة ربما غطت على أخبار فلسطين، ولكن للخبر الفلسطيني أهميته، ورغم أننا في عصر التكنولوجيا الإعلامية المتطورة إلا أن ثمة غياب لأخبار مخيم جنين المتطورة والمتسارعة.
مخيم جنين الذي صمد مقاتلوه من كتائب القسام وسرايا القدس وكتائب الأقصى أمام الآلة الحربية الصهيونية في نيسان 2002 فقتلوا وجرحوا عشرات الجنود الصهاينة...مخيم جنين مخيم الشيخ القائد الأسير جمال أبو الهيجا ومخيم الشهيد القائد محمود طوالبة والشهيد زياد العامر وغيرهم والذي ظل منتفضا ويشهد عمليات مقاومة إطلاق نار ضد الجنود الصهاينة حتى شهر آب 2007 حين فرضت ما سميت بالحملة الأمنية لأجهزة السلطة الفلسطينية...ماذا يجري في مخيم جنين هذه الأيام؟
أجهزة السلطة تشن حملة اعتقالات ضد فتيان واشبال من حماس (مثل حمزة نجل الأسير جمال أبو الهيجا) والجهاد الإسلامي (مثل عز الدين نجل القيادي الشيخ بسام السعدي) وتلاحق شقيقه يحيى وتواصل اعتقال الشباب والفتيان الصغار، ولكن بات المطلوب رقم واحد لديها القيادي الشاب في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ (محمود سعيد سليمان السعدي-أبو السعيد-30 عاما) وهو أسير محرر اعتقل عدة مرات في سجون الاحتلال ما مجموعه ثماني سنوات وأصيب برصاص الاحتلال وشارك في معركة مخيم جنين البطولية وسجن 3 سنوات وحين خرج أصبح بعد فترة قصيرة مطاردا لقوات الاحتلال التي تمكنت من اعتقاله عام 2006 فأخضعته لتحقيق عسكري قاس أصيب على أثره بأمراض وأوجاع مزمنة في الظهر والعين ولكنه لم يعترف بأي تهمة فحوكم بأربعين شهرا قضاها في سجون الاحتلال مثل عوفر ومجدو وكان ممنوعا على زوجته زيارته بحجج أمنية و خرج بعد قضائها قبل عام ونيف وعمل في التجارة ولكنه أبقى على نشاطاته الاجتماعية وحضوره القوي للمناسبات الوطنية واستقباله وتكريمه للأسرى المحررين من شتى ألوان الطيف الفلسطيني، وأبو السعيد شقيق لشهيدين من فتح (عثمان 1984 ومحمد 1992) وأخته السيدة أم إبراهيم هي زوجة قريبه القيادي في حركة الجهاد الشيخ بسام السعدي الذي أعادت قوات الاحتلال اعتقاله إداريا بعد أن قضى 8 سنوات في سجون الاحتلال وهي أم الشهيدين التوأم (إبراهيم وعبد الكريم) نجلا الشيخ بسام ،ورغم ذلك لم يسلم منزل الشيخ من محاولات أجهزة السلطة لاقتحامه وتفتيشه وحاليا يريدون نجله يحيى (14 عاما) ويعتقلون نجله عز الدين منذ أواخر شهر رمضان في رام الله،واعتقل الاحتلال نجله صهيب والذي كان مطلوبا لأجهزة السلطة،وأبو السعيد شقيق ناصر السعدي زوج الأسيرة قاهرة السعدي المعتقلة في سجون الاحتلال والمحكومة عدة مؤبدات...وهو من عائلة وعشيرة كبيرة وممتدة ومؤثرة في المنطقة (آل السعدي) وقدمت الشهداء والأسرى منذ الشهيد الشيخ فرحان السعدي (شنقه الإنجليز) وليس انتهاء بقائمة طويلة من الشهداء والأسرى والقادة.
فلم يا ترى أصبح أبو السعيد الآن المطلوب الأول لأجهزة السلطة الأمنية؟ التفاصيل الموجزة التالية تكشف المستور:-
خلافات فتح وفسادها واحتكاراتها
تحتكر فتح أو بمعنى أدق تيار من فتح كل المؤسسات العاملة الخدماتية والرياضية والثقافية على أرض مخيم جنين وتسعى لتهميش جميع القوى الأخرى وحتى تهميش تيارات من فتح ترفض أساليبها في البلطجة والفساد والإقصاء، وتفرض فتح بالترهيب رأيها على الأونروا التي تلبي ما يرغبه قادة فتح خوفا وطمعا.
وقد وقعت مشادات بين عناصر من فتح بسبب اختلافهم على تقاسم ما يعتبرونه مغنما، وحين سرت أنباء عن تعديلات في حكومة فياض لم يتردد تيار فتحاوي بطرح مرشحيه،ولما لم تستجب السلطة حدثت حوادث إطلاق نار في الهواء.
وتكررت قصص إطلاق النار وإلقاء العبوات الناسفة المصنعة محليا(تعرف هنا باسم الكوع وجمعها كواع) في مناطق مفتوحة، فاستنفرت أجهزة السلطة وجدت في البحث عن الفاعلين واعتقلت البعض واستجوبت البعض الآخر، ولكن كانت تلك الحوادث تزداد.
ووصل الأمر إلى قتل جوليانو خميس وهو مخرج إسرائيلي من أم يهودية وأب عربي من الداخل ويجري تصنيفه كمخرج فلسطيني وكان على علاقة طيبة مع بعض الفتحاويين وسيئة وتوترة مع البعض الآخر وكلاهما (من يحبه ومن يبغضه) بسبب المال الذي قد يأتي عن طريقه لإدارته مسرح الحرية وهي المؤسسة التي يشرف عليها زكريا زبيدي، ورغم وجود مئات من عناصر أجهزة الأمن في مخيم جنين،ورغم وجود مندوبين ومخبرين يعدون على الناس أنفاسهم فيراقبون المساجد ويراقبون عناصر ومؤيدي حركة حماس وزوارهم وأصهارهم ووصل الأمر بهؤلاء المخبرين إلى تفتيش أكياس نفايات منزل القائد الأسير الشيخ جمال أبو الهيجا، رغم ذلك لم تتكشف حتى اللحظة خيوط عملية اغتيال جوليانو في وضح النهار في مخيم جنين بل صدر بعدها بيان يتفاخر بهذه العملية ويهدد مؤسسات أخرى عاملة في المدينة والمخيم.
وتساءل الناس كيف أن شرطة غزة الغير مدبرة لا من أمريكا ولا أوروبا تمكنت من التوصل لخيوط قتل المتضامن الإيطالي أريغوني وتعجز أجهزة السلطة ذوات الأذرع والمخبرين والمندوبين والتي تعتقل الشخص لمجرد إبدائه رأيا في مقهى أو متجر أو بيت عزاء ،كيف تفشل في مهمة كشف خيوط عملية قتل في وضح النهار،وهنا حاولت فتح التغطية على الهمس الدائر بأن عملية القتل هي نتاج صراعات فتحاوية مع القتيل فأشاعت بأن الموساد هو من قتل جوليانو لتشويه صورة الفلسطيني وللتخريب على استحقاق أيلول ولتخويف المتضامنين مع الشعب الفلسطيني ...إلخ ولكن هذه الشائعات لاقت السخرية من عموم أهالي المخيم.
اللجنة الشعبية للخدمات
تعتبر هذه اللجنة أحد رموز الفساد القائمة في المخيم وهي تحت إشراف فتحاوي كامل وتفرض رغباتها على الأونروا (مكتب وكالة الغوث الذي يشرف على معظم الخدمات في المخيم) فتجبر مكاتبه على الإضرابات والإغلاقات، وهي تشرف فعليا على ترشيح أسماء من سيستفيدون من برامج التشغيل المؤقت للعاطلين عن العمل، وهو برنامج من ثلاثة أشهر قابلة للتجديد براتب شهري (أقل من 400دولار) للفرد، وقد دأب عناصر فتح القائمين على هذا البرنامج بترشيح أقاربهم وذويهم والمحسوبين عليهم، رغم أن الأساس هو ترشيح أصحاب الحاجة والمعوزين، وهناك من يسجلون اسمه فيستفيد دون أن يعمل شيئا بل قد يعمل في متجر أو ورشة أو يبقى نائما في بيته على أن يدفع لهم جزءا من معاشه الذي يتقاضاه،وهناك من يستفيد هو وزوجته وأولاده وهناك من سجل ويستحق ولم يستفد أبدا أو استفاد لمرة واحدة، كل هذا جعل الغضب كامنا وقابلا للانفجار في أي لحظة وكثر تذمر الناس من تصرفات اللجنة والقائمين عليها من قيادات وعناصر فتح.
وقد عينت وكالة الغوث مديرا جديدا لخدمات المخيم (أبو أسعد الدمج) وهو ضابط أمن متقاعد وقد جاء الرجل بنفس ونمط عمل جديد وهو عدم الخضوع للقائمين على اللجنة بإغلاق المكاتب والإضرابات مهما كلفه الأمر بعكس من سبقه، ونلاحظ هنا أن الأمر في أحد أوجهه صراع فتحاوي داخلي.
وحدثت حادثة إطلاق نار مع مهاجمة لمراكز وكالة الغوث والخدمات من بعض الناقمين بسبب سياسة ترشيح الأفراد للعمل في الطوارئ.
إزاء هذا التطور الخطير المنذر بتفجر الوضع واحتمال اندلاع مواجهات بين عائلات المخيم التي نتحفظ عن ذكر تقسيماتها لحساسية الأمر فقد جلس وجهاء المخيم وبعض قادته ومن يهمهم أمر الناس للتباحث وتوسعت المناقشات...واقترح الشيخ محمود السعدي-أبو السعيد إعادة تشكيل اللجنة الشعبية للخدمات من جديد بحيث يترأسها مدير المخيم الجديد وتضم في عضويتها أفرادا مشهود لهم بالنزاهة والوطنية والثقافة ويشكلون كل ألوان الطيف السياسي في المخيم، وبعد مداولات وشد وجذب وأخذ ورد جرى الاتفاق على تسلم اللجنة الجديدة مهامها بعيد عيد الفطر المبارك، وكالعادة وافق تيار من فتح وعارض تيار آخر وتبادل التياران الشتائم البذيئة والاتهامات الخطرة.
وحدث أن قام ملثمون بإحراق سيارة الجيب الخاصة بعضو المجلس الثوري لفتح وعضو المجلس التشريعي الأول (جمال الشاتي) وهو يسكن في شارع حيفا لكنه أساسا من سكان المخيم ويتواجد بكثرة في النادي الرياضي الذي تهيمن عليه فتح وله مع زملائه في فتح خلافات يعلم الناس بعضها ولا يعلم بعضها الآخر إلا الله.
تطور الأمر إلى اتهام أولاد الشيخ بسام السعدي (عز الدين وصهيب ويحيى) بحرق الجيب بتحريض من خالهم الشيخ أبو السعيد وقد اعتقلت أجهزة السلطة عز الدين ونقلته إلى رام الله وجاءت لبيت والده الأسير لتفتيشه فتصادمت مع الشيخ أبو السعيد فأطلقوا عليه النار ولاحقوه ولم يتمكنوا من اعتقاله حتى الآن، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل كان حرق جيبي جمال الشاتي مفتعلا كي ينتقموا منه ويصفوا حسابهم معه وفي ذات الوقت يلصقون التهمة بالشيخ محمود السعدي (أبو السعيد) وأولاد أخته كي يمنعوا اللجنة التي اقترحها الشيخ من تسلم مهامها وهو ما حدث فعلا؟كل شيء جائز
ثأر قديم
لا يستبعد التحليل أعلاه لأن الشاتي لم يقدم أي شكوى ولا أشار بإصبع الاتهام للشيخ ولا لأولاد أخته ويتداول الناس خلافاته الداخلية مع زملائه في فتح.
ومما يعزز هذه الفرضية أن لهم ثأرا قديما عند الشيخ أبو السعيد فقد قام مع الشهيد أشرف السعدي (الملقب بالبخ) بإطلاق النار باتجاه سيارة محمد دحلان عام 2006 والذي حاول دخول المخيم بعد إلقائه كلمة استفزازية على دوار مدينة جنين الرئيسي وإلى جانبه زكريا زبيدي (يرفض تسلم اللجنة الجديدة مهماتها) ورغم وجود عناصر كثيرة مسلحة من فتح وحراسات دحلان إلا أن الشيخ وزميله أشرف باغتوهم وأرعبوهم وخرج دحلان من المخيم مذعورا، ولكن لم تحظ هذه الحادثة بالتغطية اللازمة من وسائل الإعلام لأن فتح ومسلحيها هددوا كل المراسلين والصحافيين بأنهم سيقتلون أو يضربون إذا سربوا ما جرى لوسائل الإعلام، ومثلا قناة الجزيرة التي بثت خطاب دحلان واستعراضه المغرور على دوار جنين لم تأت على ذكر ما جرى لأنهم هددوا مراسلها علي سمودي بالويل والثبور وعظائم الأمور إذا حدث الجزيرة بما جرى رغم أنه وغيره من الإعلاميين كانوا شهود عيان على ماحدث...وقد استشهد أشرف بعد اسبوعين من هذه الحادثة وبعد فترة اعتقلت قوات الاحتلال الشيخ محمود السعدي وعذب تعذيبا قاسيا.
وفي احتفال بذكرى معركة مخيم جنين قبل شهور اصطدم الشيخ أبو السعيد مع عناصر من فتح منهم زكريا زبيدي الذي رفع صورة لجليانو وحذره بأن الاتفاق هو ان ترفع فقط صور القادة الشهداء للفصائل (أبو عمار والياسين وابو علي مصطفى والشقاقي) وحدثت مشادة حادة بينهما، كما اصطدم في ذات الحفل ببعض قيادات وكوادر فتح لأنهم خالفوا البرنامج المتفق عليه لسير الحفل وسمحوا بكلمة يلقيها محافظ جنين قدورة موسى في مخالفة لما اتفق عليه كون المحافظ على علاقة متينة بالإسرائيليين.
هذه الحوادث إضافة لأمور أخرى توضح الصورة فمعظم تيارات فتح تنقم على الشيخ محمود السعدي-أبو السعيد بسبب وقوفه في وجههم ولو اضطر لرفع السلاح، ولأنه ينتمي لحركة الجهاد الإسلامي التي يعتبرها الفتحاويون في جنين ومخيمها حليفا قويا ومساندا لحركة حماس المغيبة عن الساحة منذ سنوات، ومن عائلة كبيرة تشكل له نوعا من الحماية فيما إذا أراد الفتحاويون- وهذه من سياستهم - تحويل الصراع إلى عائلي...فلجأت فتح إلى أجهزة السلطة لتلاحق الشيخ الذي ما زال متخفيا.
هذا غيض من فيض ما يجري في مخيم جنين الذي يترحم أهله على أيام خلت كان فيها اسمه يرعب الاحتلال وأعوانه فتحول بسبب سياسات البعض وأطماعهم إلى مكان تنتهك فيه بيوت المناضلين ويلاحق ذوو الشهداء ويصبح الشرفاء مطلوبين للعدالة.
نعرض التقرير الذي نعرف مصدره بالاسم والصفة والمكان، كما هو دون تغيير أو تبديل، ونتركه لضمائركم وحكمكم.
***
ينشغل البعض بما بات يعرف باستحقاق أيلول، وأخبار الثورات العربية المباركة ربما غطت على أخبار فلسطين، ولكن للخبر الفلسطيني أهميته، ورغم أننا في عصر التكنولوجيا الإعلامية المتطورة إلا أن ثمة غياب لأخبار مخيم جنين المتطورة والمتسارعة.
مخيم جنين الذي صمد مقاتلوه من كتائب القسام وسرايا القدس وكتائب الأقصى أمام الآلة الحربية الصهيونية في نيسان 2002 فقتلوا وجرحوا عشرات الجنود الصهاينة...مخيم جنين مخيم الشيخ القائد الأسير جمال أبو الهيجا ومخيم الشهيد القائد محمود طوالبة والشهيد زياد العامر وغيرهم والذي ظل منتفضا ويشهد عمليات مقاومة إطلاق نار ضد الجنود الصهاينة حتى شهر آب 2007 حين فرضت ما سميت بالحملة الأمنية لأجهزة السلطة الفلسطينية...ماذا يجري في مخيم جنين هذه الأيام؟
أجهزة السلطة تشن حملة اعتقالات ضد فتيان واشبال من حماس (مثل حمزة نجل الأسير جمال أبو الهيجا) والجهاد الإسلامي (مثل عز الدين نجل القيادي الشيخ بسام السعدي) وتلاحق شقيقه يحيى وتواصل اعتقال الشباب والفتيان الصغار، ولكن بات المطلوب رقم واحد لديها القيادي الشاب في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ (محمود سعيد سليمان السعدي-أبو السعيد-30 عاما) وهو أسير محرر اعتقل عدة مرات في سجون الاحتلال ما مجموعه ثماني سنوات وأصيب برصاص الاحتلال وشارك في معركة مخيم جنين البطولية وسجن 3 سنوات وحين خرج أصبح بعد فترة قصيرة مطاردا لقوات الاحتلال التي تمكنت من اعتقاله عام 2006 فأخضعته لتحقيق عسكري قاس أصيب على أثره بأمراض وأوجاع مزمنة في الظهر والعين ولكنه لم يعترف بأي تهمة فحوكم بأربعين شهرا قضاها في سجون الاحتلال مثل عوفر ومجدو وكان ممنوعا على زوجته زيارته بحجج أمنية و خرج بعد قضائها قبل عام ونيف وعمل في التجارة ولكنه أبقى على نشاطاته الاجتماعية وحضوره القوي للمناسبات الوطنية واستقباله وتكريمه للأسرى المحررين من شتى ألوان الطيف الفلسطيني، وأبو السعيد شقيق لشهيدين من فتح (عثمان 1984 ومحمد 1992) وأخته السيدة أم إبراهيم هي زوجة قريبه القيادي في حركة الجهاد الشيخ بسام السعدي الذي أعادت قوات الاحتلال اعتقاله إداريا بعد أن قضى 8 سنوات في سجون الاحتلال وهي أم الشهيدين التوأم (إبراهيم وعبد الكريم) نجلا الشيخ بسام ،ورغم ذلك لم يسلم منزل الشيخ من محاولات أجهزة السلطة لاقتحامه وتفتيشه وحاليا يريدون نجله يحيى (14 عاما) ويعتقلون نجله عز الدين منذ أواخر شهر رمضان في رام الله،واعتقل الاحتلال نجله صهيب والذي كان مطلوبا لأجهزة السلطة،وأبو السعيد شقيق ناصر السعدي زوج الأسيرة قاهرة السعدي المعتقلة في سجون الاحتلال والمحكومة عدة مؤبدات...وهو من عائلة وعشيرة كبيرة وممتدة ومؤثرة في المنطقة (آل السعدي) وقدمت الشهداء والأسرى منذ الشهيد الشيخ فرحان السعدي (شنقه الإنجليز) وليس انتهاء بقائمة طويلة من الشهداء والأسرى والقادة.
فلم يا ترى أصبح أبو السعيد الآن المطلوب الأول لأجهزة السلطة الأمنية؟ التفاصيل الموجزة التالية تكشف المستور:-
خلافات فتح وفسادها واحتكاراتها
تحتكر فتح أو بمعنى أدق تيار من فتح كل المؤسسات العاملة الخدماتية والرياضية والثقافية على أرض مخيم جنين وتسعى لتهميش جميع القوى الأخرى وحتى تهميش تيارات من فتح ترفض أساليبها في البلطجة والفساد والإقصاء، وتفرض فتح بالترهيب رأيها على الأونروا التي تلبي ما يرغبه قادة فتح خوفا وطمعا.
وقد وقعت مشادات بين عناصر من فتح بسبب اختلافهم على تقاسم ما يعتبرونه مغنما، وحين سرت أنباء عن تعديلات في حكومة فياض لم يتردد تيار فتحاوي بطرح مرشحيه،ولما لم تستجب السلطة حدثت حوادث إطلاق نار في الهواء.
وتكررت قصص إطلاق النار وإلقاء العبوات الناسفة المصنعة محليا(تعرف هنا باسم الكوع وجمعها كواع) في مناطق مفتوحة، فاستنفرت أجهزة السلطة وجدت في البحث عن الفاعلين واعتقلت البعض واستجوبت البعض الآخر، ولكن كانت تلك الحوادث تزداد.
ووصل الأمر إلى قتل جوليانو خميس وهو مخرج إسرائيلي من أم يهودية وأب عربي من الداخل ويجري تصنيفه كمخرج فلسطيني وكان على علاقة طيبة مع بعض الفتحاويين وسيئة وتوترة مع البعض الآخر وكلاهما (من يحبه ومن يبغضه) بسبب المال الذي قد يأتي عن طريقه لإدارته مسرح الحرية وهي المؤسسة التي يشرف عليها زكريا زبيدي، ورغم وجود مئات من عناصر أجهزة الأمن في مخيم جنين،ورغم وجود مندوبين ومخبرين يعدون على الناس أنفاسهم فيراقبون المساجد ويراقبون عناصر ومؤيدي حركة حماس وزوارهم وأصهارهم ووصل الأمر بهؤلاء المخبرين إلى تفتيش أكياس نفايات منزل القائد الأسير الشيخ جمال أبو الهيجا، رغم ذلك لم تتكشف حتى اللحظة خيوط عملية اغتيال جوليانو في وضح النهار في مخيم جنين بل صدر بعدها بيان يتفاخر بهذه العملية ويهدد مؤسسات أخرى عاملة في المدينة والمخيم.
وتساءل الناس كيف أن شرطة غزة الغير مدبرة لا من أمريكا ولا أوروبا تمكنت من التوصل لخيوط قتل المتضامن الإيطالي أريغوني وتعجز أجهزة السلطة ذوات الأذرع والمخبرين والمندوبين والتي تعتقل الشخص لمجرد إبدائه رأيا في مقهى أو متجر أو بيت عزاء ،كيف تفشل في مهمة كشف خيوط عملية قتل في وضح النهار،وهنا حاولت فتح التغطية على الهمس الدائر بأن عملية القتل هي نتاج صراعات فتحاوية مع القتيل فأشاعت بأن الموساد هو من قتل جوليانو لتشويه صورة الفلسطيني وللتخريب على استحقاق أيلول ولتخويف المتضامنين مع الشعب الفلسطيني ...إلخ ولكن هذه الشائعات لاقت السخرية من عموم أهالي المخيم.
اللجنة الشعبية للخدمات
تعتبر هذه اللجنة أحد رموز الفساد القائمة في المخيم وهي تحت إشراف فتحاوي كامل وتفرض رغباتها على الأونروا (مكتب وكالة الغوث الذي يشرف على معظم الخدمات في المخيم) فتجبر مكاتبه على الإضرابات والإغلاقات، وهي تشرف فعليا على ترشيح أسماء من سيستفيدون من برامج التشغيل المؤقت للعاطلين عن العمل، وهو برنامج من ثلاثة أشهر قابلة للتجديد براتب شهري (أقل من 400دولار) للفرد، وقد دأب عناصر فتح القائمين على هذا البرنامج بترشيح أقاربهم وذويهم والمحسوبين عليهم، رغم أن الأساس هو ترشيح أصحاب الحاجة والمعوزين، وهناك من يسجلون اسمه فيستفيد دون أن يعمل شيئا بل قد يعمل في متجر أو ورشة أو يبقى نائما في بيته على أن يدفع لهم جزءا من معاشه الذي يتقاضاه،وهناك من يستفيد هو وزوجته وأولاده وهناك من سجل ويستحق ولم يستفد أبدا أو استفاد لمرة واحدة، كل هذا جعل الغضب كامنا وقابلا للانفجار في أي لحظة وكثر تذمر الناس من تصرفات اللجنة والقائمين عليها من قيادات وعناصر فتح.
وقد عينت وكالة الغوث مديرا جديدا لخدمات المخيم (أبو أسعد الدمج) وهو ضابط أمن متقاعد وقد جاء الرجل بنفس ونمط عمل جديد وهو عدم الخضوع للقائمين على اللجنة بإغلاق المكاتب والإضرابات مهما كلفه الأمر بعكس من سبقه، ونلاحظ هنا أن الأمر في أحد أوجهه صراع فتحاوي داخلي.
وحدثت حادثة إطلاق نار مع مهاجمة لمراكز وكالة الغوث والخدمات من بعض الناقمين بسبب سياسة ترشيح الأفراد للعمل في الطوارئ.
إزاء هذا التطور الخطير المنذر بتفجر الوضع واحتمال اندلاع مواجهات بين عائلات المخيم التي نتحفظ عن ذكر تقسيماتها لحساسية الأمر فقد جلس وجهاء المخيم وبعض قادته ومن يهمهم أمر الناس للتباحث وتوسعت المناقشات...واقترح الشيخ محمود السعدي-أبو السعيد إعادة تشكيل اللجنة الشعبية للخدمات من جديد بحيث يترأسها مدير المخيم الجديد وتضم في عضويتها أفرادا مشهود لهم بالنزاهة والوطنية والثقافة ويشكلون كل ألوان الطيف السياسي في المخيم، وبعد مداولات وشد وجذب وأخذ ورد جرى الاتفاق على تسلم اللجنة الجديدة مهامها بعيد عيد الفطر المبارك، وكالعادة وافق تيار من فتح وعارض تيار آخر وتبادل التياران الشتائم البذيئة والاتهامات الخطرة.
وحدث أن قام ملثمون بإحراق سيارة الجيب الخاصة بعضو المجلس الثوري لفتح وعضو المجلس التشريعي الأول (جمال الشاتي) وهو يسكن في شارع حيفا لكنه أساسا من سكان المخيم ويتواجد بكثرة في النادي الرياضي الذي تهيمن عليه فتح وله مع زملائه في فتح خلافات يعلم الناس بعضها ولا يعلم بعضها الآخر إلا الله.
تطور الأمر إلى اتهام أولاد الشيخ بسام السعدي (عز الدين وصهيب ويحيى) بحرق الجيب بتحريض من خالهم الشيخ أبو السعيد وقد اعتقلت أجهزة السلطة عز الدين ونقلته إلى رام الله وجاءت لبيت والده الأسير لتفتيشه فتصادمت مع الشيخ أبو السعيد فأطلقوا عليه النار ولاحقوه ولم يتمكنوا من اعتقاله حتى الآن، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل كان حرق جيبي جمال الشاتي مفتعلا كي ينتقموا منه ويصفوا حسابهم معه وفي ذات الوقت يلصقون التهمة بالشيخ محمود السعدي (أبو السعيد) وأولاد أخته كي يمنعوا اللجنة التي اقترحها الشيخ من تسلم مهامها وهو ما حدث فعلا؟كل شيء جائز
ثأر قديم
لا يستبعد التحليل أعلاه لأن الشاتي لم يقدم أي شكوى ولا أشار بإصبع الاتهام للشيخ ولا لأولاد أخته ويتداول الناس خلافاته الداخلية مع زملائه في فتح.
ومما يعزز هذه الفرضية أن لهم ثأرا قديما عند الشيخ أبو السعيد فقد قام مع الشهيد أشرف السعدي (الملقب بالبخ) بإطلاق النار باتجاه سيارة محمد دحلان عام 2006 والذي حاول دخول المخيم بعد إلقائه كلمة استفزازية على دوار مدينة جنين الرئيسي وإلى جانبه زكريا زبيدي (يرفض تسلم اللجنة الجديدة مهماتها) ورغم وجود عناصر كثيرة مسلحة من فتح وحراسات دحلان إلا أن الشيخ وزميله أشرف باغتوهم وأرعبوهم وخرج دحلان من المخيم مذعورا، ولكن لم تحظ هذه الحادثة بالتغطية اللازمة من وسائل الإعلام لأن فتح ومسلحيها هددوا كل المراسلين والصحافيين بأنهم سيقتلون أو يضربون إذا سربوا ما جرى لوسائل الإعلام، ومثلا قناة الجزيرة التي بثت خطاب دحلان واستعراضه المغرور على دوار جنين لم تأت على ذكر ما جرى لأنهم هددوا مراسلها علي سمودي بالويل والثبور وعظائم الأمور إذا حدث الجزيرة بما جرى رغم أنه وغيره من الإعلاميين كانوا شهود عيان على ماحدث...وقد استشهد أشرف بعد اسبوعين من هذه الحادثة وبعد فترة اعتقلت قوات الاحتلال الشيخ محمود السعدي وعذب تعذيبا قاسيا.
وفي احتفال بذكرى معركة مخيم جنين قبل شهور اصطدم الشيخ أبو السعيد مع عناصر من فتح منهم زكريا زبيدي الذي رفع صورة لجليانو وحذره بأن الاتفاق هو ان ترفع فقط صور القادة الشهداء للفصائل (أبو عمار والياسين وابو علي مصطفى والشقاقي) وحدثت مشادة حادة بينهما، كما اصطدم في ذات الحفل ببعض قيادات وكوادر فتح لأنهم خالفوا البرنامج المتفق عليه لسير الحفل وسمحوا بكلمة يلقيها محافظ جنين قدورة موسى في مخالفة لما اتفق عليه كون المحافظ على علاقة متينة بالإسرائيليين.
هذه الحوادث إضافة لأمور أخرى توضح الصورة فمعظم تيارات فتح تنقم على الشيخ محمود السعدي-أبو السعيد بسبب وقوفه في وجههم ولو اضطر لرفع السلاح، ولأنه ينتمي لحركة الجهاد الإسلامي التي يعتبرها الفتحاويون في جنين ومخيمها حليفا قويا ومساندا لحركة حماس المغيبة عن الساحة منذ سنوات، ومن عائلة كبيرة تشكل له نوعا من الحماية فيما إذا أراد الفتحاويون- وهذه من سياستهم - تحويل الصراع إلى عائلي...فلجأت فتح إلى أجهزة السلطة لتلاحق الشيخ الذي ما زال متخفيا.
هذا غيض من فيض ما يجري في مخيم جنين الذي يترحم أهله على أيام خلت كان فيها اسمه يرعب الاحتلال وأعوانه فتحول بسبب سياسات البعض وأطماعهم إلى مكان تنتهك فيه بيوت المناضلين ويلاحق ذوو الشهداء ويصبح الشرفاء مطلوبين للعدالة.