kolonagaza7
كنت أنتظر أن يكون هناك تغيير في لغة الخطاب الديني والإعلامي بعد الثورة، خطاب يتمشى مع طبيعة المرحلة الأخطر في حياة الوطن, نظرا لأهمية الخطابين في النهوض بالأمة ومساعدتها على الخروج من أزمتها.. ولكن للأسف الشديد كلا الخطابين غارق في الماضي, الخطاب الديني مازال يتحدث عن "أصحاب الفيل" و"بقرة سيدنا موسى" والخطاب الإعلامي شغلنا ليلا ونهارا في عهد حسنى مبارك وفساده. أنا لست ضد هذا أو ذاك ولكني شديد الحزن أن يكون هذا هو الاهتمام الأكبر للخطابين الديني والإعلامي. كنت، ومازالت أحلم، بأن أسمع خطبة جمعة في مساجدنا تُعبر عن الواقع الذي نعيشه، خطبة تحث المواطنين على ضرورة الحفاظ على البلد والالتفاف حول قيادتهم من أجل العبور بالوطن إلى منطقة الأمان، كنت ومازالت أحلم بأن أسمع خطبة جمعة تحث المواطنين على ضرورة العمل والإتقان فيه وهذا هو جوهر الدين الإسلامي.. خطبة تطالب المواطنين بضرورة تعاونهم مع بعض ونبذ السلوكيات الخاطئة والفوضى في الشوارع والطرق واحترام المرور. مازلت أحلم بخطاب ديني يقول لأصحاب المحلات التجارية إن احتلال الرصيف والشارع حرام، وان الغش في البضاعة والأسعار حرام.. حرام.. وصاحبه آثم، وانه يجب الاهتمام بنظافة شوارعنا وحدائقنا باعتبار أن النظافة من الإيمان، وأن هذا ليس شعار نردده فقط ولكن يجب أن نطبقه في كل أمور حياتنا. مازلت أحلم بخطاب ديني وخاصة بعد الثورة يطالب المواطنين بعدم الانجراف وراء الشائعات التي تهدد وحدة الوطن وتماسكه، كثيرا ما أُصاب بالدهشة حينما أسمع خطباء المساجد ورجال الدين يتحدثون في أمور تخلق لنا أزمات أكثر من الأزمات التي يخلقها لنا الغرب، وكأنهم لا يعيشون في مصر ولا يعلمون أن شعبها قام بثورة هدمت النظام، والآن يجب عليها أن تقوم بثورة للبناء، ولأن الدين الإسلامي في جوهره هو دين البناء فإنه يجب أن يكون للأئمة والدعاة دور هام جدا في ذلك، ولكن للأسف الشديد معظمهم يحفظ مجموعة من الخطب يلقيها على المصليين بالتتابع، وهى عبارة عن خطب مناسبات لا علاقة لها بالواقع الذي نحياه الآن في مصر.ولذلك لا غرابة أنه يوم جمعة تصحيح المسار ومصر كلها كانت على سفيح ساخن ما بين مؤيد ومعارض وشد وجذب لم أدهش حينما اسمع خطيب الجمعة يتحدث عن صلح الحديبية وفتح مكة,ولأن التعميم خطأ.. ولأنني بطبيعتي لا أحب التعميم، فإن معظم من يتولى مسئولية الدعوة هي بالنسبة لهم مجرد وظيفة مثل أي وظيفة أخرى رغم أنها أخطر وظيفة، خاصة في دولة مثل مصر.. الدين عند أهلها له مكانة خاصة حتى لو كانوا غير متعلمين أو حتى خارجين عن القانون، ومع ذلك فإنني لن أفقد الأمل فى أن أجد خطابا دينيا يعبر عن طبيعة المرحلة الحالية، ويساعد الوطن على الخروج من أزمته، خطاب يساعد على البناء ويحث على المحبة.
أما عن الخطاب الإعلامي فحدث عنه ولا حرج، جانب كبير من الأزمات التي يتعرض لها الوطن الآن يتسبب فيها الإعلام المصري، سواء الرسمي أو الخاص المرئى والمقروء, هو إعلام غارق في الماضي وأغرقنا معه.. ضيوفه مجموعة دائمة على كل القنوات والصحف، لا يتحدثون فيما يفيد البلد، بل يفتون ويتحدثون في كل شيء، لا يريدون أن تهدأ الأمور وتعود الحياة إلى طبيعتها لأن هذا ضد مصالحهم الشخصية وضد أكل عيشهم. إن الإعلام سبب رئيسي في التوتر الدائم بين الشعب والشرطة، وهو أيضا سبب رئيسي في كثرة الاحتجاجات والاعتصامات وقطع الطرق والسكك الحديد، لو تجاهل الإعلام كل هذه الأمور لن أقول سوف تنتهي ولكن على الأقل سوف تنخفض نسبتها, ونظرا لعدم وجود رقابة على وسائل الإعلام، فيجب أن يكون هناك حس وطني لدى كل من يمتهن الإعلام أو يمتلك وسيلة إعلامية، يجب أن يكون لديه ضمير وانتماء لهذا البلد، ضمير يجعله يفرق بين ما يمكن أن يقال وما لا يجب آن يقال حفاظا على هذا البلد.أما القنوات الفضائية الدينية التي فُتحت على مصرعيها لكل من هب ودب يقول ما يشاء دون أي ضوابط هذه القنوات كان من الممكن أن يكون لها دور مهم في توحيد الصف واستقرار الوطن
كنت ومازالت أحلم بخطاب ديني وإعلامي محترم ومتطور يساعد في البناء لا الهدم وهذه ليست مسئولية وزيري الأوقاف والإعلام وحدهما، ولكنها مسئولية كل العاملين في المجالين الديني والإعلامي.
أحمد إبراهيم
Egypt1967@yahoo.com
أما عن الخطاب الإعلامي فحدث عنه ولا حرج، جانب كبير من الأزمات التي يتعرض لها الوطن الآن يتسبب فيها الإعلام المصري، سواء الرسمي أو الخاص المرئى والمقروء, هو إعلام غارق في الماضي وأغرقنا معه.. ضيوفه مجموعة دائمة على كل القنوات والصحف، لا يتحدثون فيما يفيد البلد، بل يفتون ويتحدثون في كل شيء، لا يريدون أن تهدأ الأمور وتعود الحياة إلى طبيعتها لأن هذا ضد مصالحهم الشخصية وضد أكل عيشهم. إن الإعلام سبب رئيسي في التوتر الدائم بين الشعب والشرطة، وهو أيضا سبب رئيسي في كثرة الاحتجاجات والاعتصامات وقطع الطرق والسكك الحديد، لو تجاهل الإعلام كل هذه الأمور لن أقول سوف تنتهي ولكن على الأقل سوف تنخفض نسبتها, ونظرا لعدم وجود رقابة على وسائل الإعلام، فيجب أن يكون هناك حس وطني لدى كل من يمتهن الإعلام أو يمتلك وسيلة إعلامية، يجب أن يكون لديه ضمير وانتماء لهذا البلد، ضمير يجعله يفرق بين ما يمكن أن يقال وما لا يجب آن يقال حفاظا على هذا البلد.أما القنوات الفضائية الدينية التي فُتحت على مصرعيها لكل من هب ودب يقول ما يشاء دون أي ضوابط هذه القنوات كان من الممكن أن يكون لها دور مهم في توحيد الصف واستقرار الوطن
كنت ومازالت أحلم بخطاب ديني وإعلامي محترم ومتطور يساعد في البناء لا الهدم وهذه ليست مسئولية وزيري الأوقاف والإعلام وحدهما، ولكنها مسئولية كل العاملين في المجالين الديني والإعلامي.
أحمد إبراهيم
Egypt1967@yahoo.com