السبت، 3 سبتمبر 2011

في المغرب / فلاحو «زمران» في قلعة السراغنة يخرجون في مسيرة مشيا على الأقدام صبيحة العيد صوب مراكش



kolonagaza7

احتجاجا على انقطاع مياه السقي ووالي الجهة وعامل قلعة السراغنة يقطعان عطلتهما
عزيز العطاتري
لم يمنع يوم عيد الفطر المئات من سكان دوار «علي» جماعة زمران الشرقية، التابعة لإقليم قلعة السراغنة، من الاحتجاج والسير في مسيرة قطعت عشرات الكيلومترات في اتجاه ولاية مراكش
تانسيفت الحوز، احتجاجا على انقطاع الماء الصالح للشرب للمرة الثانية، رغم أدائهم واجبات الاستهلاك.وأوضحت مصادر من عين المكان، في اتصال مع «المساء»، أن حوالي 600 مواطن من سكان دوار «علي» القروي بينهم أطفال، وشباب، وفلاحون، شدوا الرحال صوب مدينة مراكش، وبالضبط إلى مقر ولاية جهة مراكش تانسيفت الحوز، سيرا على الأقدام، احتجاجا على قطع الماء للمرة الثانية خلال شهر واحد، بعد أن تم قطع مياه السقي عنهم خلال شهر رمضان.بعد صلاة العيد، التي كانت مناسبة لتوحيد كلمة وقرار الفلاحين، بعد توحدهم في صف واحد أثناء الصلاة، أجمع مئات المتضررين على ضرورة وضع حد لانقطاع المياه التي تجعل زراعتهم تبور، وهكذا قرر حوالي 600 فلاح مرفوقين بأبنائهم الخروج في مسيرة صوب مقر ولاية مراكش تانسيفت الحوز لإسماع صوتهم لمحمد امهيدية، والي مراكش، ووضع حد لمعاناتهم بعدما طال بهم الأمد والوعود، لحل هذا المشكل، وحلّ بهم الضرر. لم تخلو مسيرة فلاحي «زمران الشرقية» من الشعارات المنددة بالوضع الذي أوصلهم إليه قطع ماء السقي عنهم، وهكذا بحت حناجر المتظاهرين من الشعارات والهتافات بحياة الملك محمد السادس للتدخل العاجل ووضع حد لمعاناتهم وبور زراعتهم، وهكذا رفع المحتجون شعارات من قبيل: «هذا عيب هذا عار، الفلاح في خطر»، «المحصول هزيل الفاتورة قد الفيل»، «يا سلام يا سلام، الفاتورة قد العام»، «الكفاح الكفاح حتى ينتصر الفلاح»... وغيرها من الشعارات التي أبدعها الفلاحون في عز الأزمة غير مبالين بيوم العيد والأفراح التي تسود فيه.وقد استنفرت مسيرة الفلاحين، السلطات المحلية والإقليمية، التي استدعت أفرادا من رجال الدرك الملكي والقوات الأمنية لتطويق المسيرة وإقبارها في مهدها، والحيلولة دون أن تتطور الأمور إلى ما لا تحمد عقباه. ولم تنفع المفاوضات التي دخل فيها ممثلو السلطة المحلية مع الفلاحين ولم تجد نفعا، على اعتبار أن المتظاهرين قد ضاقوا ذرعا بالوعود، التي أعطيت لهم سلفا، ووضعوا نصب أعينهم مقر ولاية مراكش، والمسؤول الأول بها، وهكذا لم يتجاوب المتظاهرون مع المسؤولين المحليين، مطالبين بالجلوس مع ممثل الملك محمد السادس، لإيصال رسالتهم دون زيادة أو نقصان. وقطع المحتجون أزيد من 40 كيلومترا مشيا على الأقدام، غير آبهين بالكلل ومعاناة السفر مشيا على الأقدام، ولا آبهين بوساطة عامل إقليم السراغنة، والكاتب العام لعمالة قلعة السراغنة، ودخول والي مراكش على الخط، بعد أن قطع عطلته رفقة عامل الإقليم. وأوضحت مصادر «المساء» أن ممثل الملك محمد السادس طلب من المحتجين إيفاد 10 ممثلين عنهم، من أجل فتح الحوار معهم ومحاولة إيجاد حل لمشكلتهم، وقد عُقد لقاء بولاية مراكش حضره ممثلون عن السلطة و10 فلاحين ينوبون عن مئات الغاضبين، تطرقوا إلى تفاصيل المشكل وأطرافه، وقرر الوالي حل المشكل خلال الأيام القليلة المقبلة، في وقت قرر المحتجون وقف زحفهم نحو مراكش، وانتظار ما سيسفر عنه اللقاء المذكور.وليست هذه المرة، التي يخرج فيها سكان «زمران الشرقية»، احتجاجا على المشكل نفسه، بل خرج أزيد من خمسة آلاف من ساكنة المنطقة، في مسيرة مشيا على الأقدام، شهر أبريل الماضي، متجهين بدورهم إلى مقر ولاية جهة مراكش تانسيفت الحوز، لكن تدخل السلطات، حال دون زحف آلاف الفلاحين صوب مدينة مراكش.

مشاركة مميزة