بقلم: رامي دعيبس – جنين
هيل، روس ، اشتون، وقائمة طويلة من الاسماء تصل الى فلسطين او تلتقي الرئيس محمود عباس واعضاء القيادة الفلسطينية في دول العالم وما ان تنتهي زيارة وفد حتى نسمع بزيارة اخر وربما تكون هناك عودة الى زيارة نفس الوفد بعد عدة ايام والهدف اصبح واضحا هو ثني القيادة الفلسطينية عن تقديم طلب الانضمام لفلسطين كدولة في الامم المتحدة اسوة بباقي دول العالم.
والغريب في الامر ان القيادة الفلسطينية كانت قد اعلنت هذا الموعد قبل عامين تقريبا بانها ستقدم طلب الانضمام للامم المتحدة في ايلول 2011، ولم يحرك العالم ساكنا وكأن القيادة الفلسطينية لم تعلن ذلك وبقي الصمت الدولي سيد الموقف.
والان مع اقتراب موعد ايلول وفي اقل من الخمسة دقائق الاخيرة انهال المبعوثين الدولين من كل حدب وصوب نحو القيادة الفلسطينية لثنيها عن تقديم طلبها او لايجاد صيغة تكون مرضية لدول هؤلاء المبعوثين حتى لا ينكشفوا على شعوبهم اولا او مجتمعاتهم الاقليمية او لاسترضاء اسرائيل وتخفيف وقع الحدث عليها وكأنهم اصبحوا حماة لها في كافة المحافل الدولية.
والذي يثلج الصدور هو التفاف كافة شرائح الشعب الفلسطيني خلف القيادة في مسعاها للوصول الى العضوية الكاملة لفلسطين في الامم المتحدة وايضا ان هذه الفترة كشفت لنا عن اسماء مبعوثين من دول مختلفة لم نكن نسمع بهم سابقا كمواطنين او حتى دول تعرفنا بوجودها حديثا. والمهم لماذا كل هذه الضغوط على القيادة الفلسطينية أليس من حق الشعب الفلسطيني ان ينعم بالحرية والاستقلال مثل شعوب تلك الدول او مبعوثيها؟ وهل مكتوب علينا ان نبقى تحت رحمة احد طول العمر؟ ولماذا لا يريون لنا ان نرسم طريق الحرية والهدوء والطمانينة لابنائنا من الاجيال القادمة على هذه الارض؟.
والاهم ايضا اين كان كل هؤلاء المبعوثين او حتى دولهم ونحن نطالب منذ عشرين عاما ونيف -زمن ما يعرف بالمفاوضات- بحقنا في اقامة دولتنا ولماذا الان يريدون منا العودة الى مفاوضات عقيمة يدّعون انها الطريق الوحيد الى ايجاد الدولة الفلسطينية على ارض الواقع؟ واذا كانت كذلك فلماذا كل هذه السنين واين كانوا عندما كانت اسرائيل تتراجع عن أي اتفاق يتم التوصل اليه او تتنصل من العديد من بنوده وتطالب فقط بما تريده هي؟
جميعنا نعلم ان حتى طريق الامم المتحدة معبدة بالاشواك وليس بالورود فمنهم من يهدد بالفيتو ومنهم من يهدد بقطع المساعدات ومنهم من يهدد بالمقاطعة وكأن الشعب الفلسطيني محرّم عليه ما تمنحه هذه الدول لشعوب اخرى من دعم مادي ومعنوي وعسكري من اجل حريتهم وديمقراطيتهم. أليس الشعب الفلسطيني مثله مثل الشعب العربي في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا والقائمة طويلة من شعوب اخرى؟
اذاً كان اولى بتلك الدول ومبعوثيها وموفديها ان يضغطوا على حكومات اسرائيل المتعاقبة منذ عشرين عاما للرضوخ الى المطالب الفلسطينية بالحرية والاستقلال بدلا من محاولتهم ثني القيادة الفلسطينية للتراجع عن مطلبها بالتوجه للامم المتحدة وعودتها الى المربع الاول من جديد لبدء مفاوضات ستكون نتيجتها حتما مثل سابقتها دون نتائج او حتى دون اي ضوء خافت في نهاية النفق نحو تحقيق بعض النتائج منها لان تجربة ربع قرن من المفاوضات كافية جدا لاستخلاص العبر.
With Respect
Rami Daibes
Journalist
Jenin - Palestine
Jawwal: 0599708255
Rami Daibes
Journalist
Jenin - Palestine
Jawwal: 0599708255