الاثنين، 5 سبتمبر 2011

ما أشبه ليلتنا بالبارحة ياحمـــاة


























kolonagaza7

ديرتنا

othman fallatah
السلطات السورية حشدت القوات الخاصة وسرايا الدفاع واللواء 47 واللواء 21 من الجيش بمعداتهم الثقيلة يدعمهم السلاح الجوي لا لتحرير الجولان –حاشا للعروبة والبعثية- بل لمداهمة المدن السورية في عمليات عسكرية واسعة يتم فيها القصف بنيران المدفعية وراجمات الصواريخ وبشكل عشوائي.ونستطيع أن نقول: إن التاريخ يعيد نفسه؛ لأن هذا هو عين ما فعلته القوات السورية بحماة عام 1982م، ولمدة أربعة أسابيع متواصلة، أغلقت فيه منافذ المدينة أمام الفارين من وابل النيران، وقامت بعمليات التدمير والإبادة والقتل الجماعي للأحياء بدم بارد، في الشوارع، وتحت أنقاض البيوت التي نسفت بالديناميت، بل لم ينج من قبضتهم من لاذوا بالمساجد! حيث كان الناس يقشطون بقايا الدماء والأشلاء على جدرانها الشريفة بحماة.مشهد: قامت مجموعة من سرايا الدفاع بقتل 25 مواطنا من "حي الدباغة" بعد أن وضعتهم في قبو فيه منشرة للأخشاب ثم قاموا بإحراق المنشرة، ودهست دبابات النظام مواطنين فروا من النيران.مشهد: جردوا الرجال من ملابسهم في البرد الشديد ثم حشروا الجميع في مسجد وفجّروه بهم فقتلوا جميعا، وقامت قوات النظام بإحضار المئات من سكان المدينة وأطلقت النار عليهم وألقت بجثثهم في خندق كبير. وبحسب شهادة أحد الناجين، فيما عرف بمجزرة "مقبرة سريحين".مشهد: داهم جنود سرايا الدفاع مدرسة للمكفوفين يقوم على التدريس فيها شيوخ عميان، معظمهم ناهز الستين من العمر، فقام الجنود (البواسل) يضربون الشيوخ بالجنازير. فتسيل الدماء من رؤوسهم وأيديهم حتى يتوسل المكفوفون. لكن الجنود لم يتوقفوا عن الضرب إلا بعد أن يؤدي هؤلاء المساكين رقصات لإمتاع الجنود، وبعدها كانوا يشعلون النار في لحاهم، ويهدد الجنود من جديد -إما الرقص وإما الموت حرقاً. فيرقص الشيوخ العميان. والجنود يضحكون، ثم يتقدم الجنود بكل بساطة، ويشعلون النار في ثياب المكفوفين، ثم يطلقون الرصاص، ويخر العميان صرعى، وتتابع جثثهم الاحتراق، فيما عرف بمجزرة العميان.مشهد: مفتي حماة الشيخ بشير المراد، ذهب الجنود إليه، وأخرجوه من داره مع مجموعة من أقربائه. وأخذوا يضربونه، ويـعفرون لحيته بالتراب، وقاموا بسحله، ثم أحرقوه وهو حي، مع غيره من العلماء أبناء الثمانين.مشهد: طلب الجنود من الأهالي التوجه نحو سيارات الخبز في طرف الشارع. أسرع عدد كبير من الأطفال، وكانوا بالعشرات، حملوا الخبز وقفلوا عائدين، اعترضهم الجنود، وطلبوا إليهم الدخول إلى الجامع الجديد، وهناك فتحوا عليهم النار، وسقطت الأجساد الطرية، وسالت دماء الأطفال على الخبز الذي كان لا يزال في الأيدي الصغيرة.مشهد: كان الجنود يدخلون إلى الملاجئ، وينتقون الفتيات الصغيرات، ولا يعرف الأهل بعد ذلك عنهن شيئاً. وفي حمام الأسعدية الكائن في منتصف سوق الطويل، وجدت جثث كثيرة لفتيات معتدى عليهن ومقتولات، حيث ذكر شهود عيان أن الجنود أمروا بممارسة الاغتصاب المنظم وألا يتركوهن إلا حوامل، عرايا من ملابسهن.مشهد: قصة أسرة من آل السواس في منطقة الباشورة، اقتحم الجنود منزلها، فقتلوا الزوج، ثم أرادوا الاعتداء على شرف زوجته، فقاومتهم مقاومة شديدة حتى يئسوا منها، فصبوا مادة مشتعلة (المازوت) عليها في أرجاء غرفتها وأشعلوا النار فيها فقضت نحبها حرقاً.مشهد: في حماة استخدمت المدارس والمرافق العامة كمعتقلات، وشهدت تلك السجون مجازر جماعية، منها ما حدث في أحد السجون، إذ دخل اللواء علي حيدر (قائد الوحدات الخاصة) إلى السجن، وخاف المعتقلون في أحد المهاجع مما قد يحل بهم بعد زيارته فهتفوا بحياته، فأمر لهم بطعام وبطانيات. غير أن السجن كان تابعاً لسرايا الدفاع التي يقودها شقيق الرئيس رفعت الأسد، فجاء جنود من السرايا يحملون رشاشاتهم وصرخوا في وجوه المعتقلين بأن "لا قائد إلا الزعيم رفعت"، ثم فتحوا نيران الرشاشات على كل من كانوا في المهجع وهم نحو 90 شخصاً، فقتلوهم جميعاً.مشهد: أمر قائد سرايا الدفاع رفعت الأسد في 22 شباط 1982 بالنداء بمكبرات الصوت لإحضار جميع المشايخ ومؤذني المساجد وخدامها من المعتقلين في السجون، وكانوا حوالي 1000 شخص، سيقوا إلى مصيرهم المجهول حتى اليوم.مشهد: الشيخ عبد الله الحلاق ابن الثمانين عاما: اقتادوه من أحد الملاجئ مع مجموعة من أهل الحي .. طلب منه الجنود ساخرين أن يتلو القرآن، عسى أن يجد الله له مخرجاً! قرأ الشيخ .. لكن الضابط سخر وقال له: "إن ربك لن ينجدك، لقد حانت ساعتك، وسنضعك في جهنم" اقتادوه إلى سوق الحدادين، وسكبوا عليه برميل المازوت، وأحرقوه.مشهد: داخل المستشفى الوطني تمركزت واحدة من فرق الشبيحة التابعة لسرايا الدفاع بصورة دائمة طوال الأحداث، وكان عملها أن تجهز على الجرحى، حيث تكدست الجثث فوق بعضها، وفاحت روائح الأجساد المتفسخة، فكانوا يجمعونها كل يوم في سيارات النفايات، وتنقلها الشاحنات إلى الحفر الجماعية.مشهد: بالسكاكين والسواطير بعد تقطيع الجسد الجريح، قتل جريح من حي الحاضر يدعى (سمير قنوت)، وأخرج أحد الجنود قلبه!هذه بعضا مشاهد لما وقع ويقع على أرض سوريا الحبيبة، حيث مورست كل أشكال القتل والقمع والتعذيب على مختلف الأعمار، في البيوت والشوارع والمساجد فضلا عن المعتقلات ومقرات التعذيب، التي أشرف عليها ضباط كبار، يتولون _إلى اليوم_ مناصب في أجهزة الأمن والدولة، ويكافئون بالعطايا الجزيلة والمناصب الرفيعة، بعد غسل أيديهم من ممارساتهم في قلع العيون، وتقطيع الأعضاء عضوا عضوا، وتهشيم عظام الرأس والأطراف بقطع حديدية، والإعدام على الخازوق الحديدي، والضرب بالعصي والكابلات الكهربائية، والخنق، والكهرباء، والاعتداء على العرض بالكلاب، وبقر بطون الحوامل.انتهت المجزرة ورفضت القوات دفن الجثث، مستغلة غياب وسائل الإعلام التي مُنعت من الوصول إلى المدينة المحاصرة، وقُتل بعض المواطنين الذين حاولوا دفن قتلاهم، وجرت الكلاب ببعض الأطراف والرؤوس، ثم قام الجنود بعمليات تمشيط لإخلاء المدينة من جثث الضحايا، فكانوا يرمون الجثث من شرفات المنازل لتجميعها. ثم أُجبر المواطنون بقوة السلاح على حملها، فكانت أطرافها تنفصل عن الأجساد في أيدي حامليها. وجلبت السلطات طلاب من المناطق المحيطة بالمدينة وقراها، وأمرتهم بغسل شوارعها المغطاة بدماء القتلى وبقايا جثث الضحايا.قتل في هذه المجازر زهاء الـ30000 من أهالي حماة، وتركت السلطات للأحياء إعادة بناء المدينة التي دمر ثلثها، وسقطت مآذنها.هذا جانب من جوانب الصورة القاتمة في حماة سوريا، ومن أراد المزيد فعليه بمطالعة تقرير منظمة العفو الدولية حول المجزرة، ومقالات الدكتور: خالد الأحمد (كاتب سوري)، أو تصفح موقع اللجنة السورية لحقوق الإنسان (سواسية).إنها جرائم لا تسقط بالتقادم؛ لأجل ذلك عندما سألني سائل في الأيام الأولى للثورة السورية: لما لا ينادي الشعب السوري صراحة بإسقاط النظام ويكتفي بتكرار كلمة: (حرية حرية)، فأجبته بسرعة ووضوح: (لأن الحرية في سوريا تعني إسقاط النظام).أسماء بعض من خططوا وشاركوا في مجزرة حماة
· العقيد رفعت الأسد (قائد سرايا الدفاع - أصبح نائباً لرئيس الجمهورية)
· اللواء علي حيدر (قائد الوحدات الخاصة)
· العقيد علي ديب (أحد قادة الوحدات الخاصة)
· العقيد يحيى زيدان (كان ضابطاً في سرايا الدفاع، ثم فُرز إلى المخابرات العسكرية، وأصبح رئيس فرعها في حماة)
· العقيد نديم عباس (قائد اللواء 47 دبابات)
· العقيد فؤاد إسماعيل (قائد اللواء 21 ميكانيكي)
· المقدم رياض عيسى (قائد اللواء 142 في سرايا الدفاع)
· المقدم وليد أباظة (رئيس فرع الأمن السياسي وأحد المحققين فيه)
· الرائد محمد رأفت ناصيف (المخابرات العامة، أشرف على التعذيب في سجن الثانوية الصناعية)
· الرائد إبراهيم المحمود (شارك في التحقيق والتعذيب في فرع أمن الدولة، والشعبة السياسية في المخابرات، وفي سجن الثانوية الصناعية)
· الرائد محمد ياسمين (قائد الفرقة الانتحارية 22 التابعة لسرايا الدفاع)
· الرائد محمد الخطيب (محقق في فرع أمن الدولة آنذاك)
· عبد الله زينو (محقق في فرع أمن الدولة آنذاك)
· محمد بدور (محقق في الشعبة السياسية قتل بنفسه سبعة مواطنين تحت التعذيب على الأقل)
· محمد حربا (محافظ مدينة حماة إبان المجزرة - أصبح وزيراً للداخلية)
.........................................
ونشرت صحيفة دي تسابت الألمانية بتاريخ 2/4/1982 تقريراً عن مجازر حماة تحت عنوان: "مذبحة كما في العصور الوسطى - كيف ابتلى أسد مدينة حماة بالموت والدمار" جاء فيه:
"دمشق - نهاية آذار: (إن ما حدث في مدينة حماة قد انتهى) كان هذا تعليق الرئيس أسد على أخطر أزمة داخلية هزت سورية منذ توليه السلطة عام 1970، فقرابة أربعة أسابيع في شباط أُغرقت حماة بالدماء والآلام من قبل قوات بلغت 11 ألف رجل (مدرعات ومدفعية وطائرات مروحية ومظليين وقوات حماية النظام الخاصة وقوات حماية أمن الدولة) لقد انتهت فترة القتل والنهب والحرق التي تذكر بالقرون الوسطى، وسكتت المدافع وغدت المدينة أنقاضاً ورماداً.

مشاركة مميزة