
kolonagaza7
عبدالله الجميلي
قال الـضَـمِـير الـمُـتَـكَـلّـم : قابلته بعد رحلة عمل خارجية ؛ ودار الحديث حولها حيث سألني مَـن سَـافَـر معك فقلت : ( فُـلَان ) ؛ فعاجلني بسؤال كهربائي ، يبدو أنه يرافق شفتيه دائماً : ومَـا تَـوجّـهـه ؟!فاجأني السؤال ، بحثت عن الإجابة ، فبادرته : إنه مُـسْـلِـم ، فنهرني أعرف : ولكني أقصد: ( هل هو ليبرالي أم عِـلمَـانِـي أم إسلامي ؟! ثم بعد ذلك هل هو إخْـواني ، أم سَـلَـفِـي ؟! سـروري أم جامِـي ؟! )نظرت في عينيه الجاحظتين ، ولحيته الكثيفة ، وأذنيه المفتوحتين بَـحْـثَـاً عن ردّي ، فَـكّـرت ، وتذكرت أنّ رفيق سَـفري مِـن عامة عباد الله المساكين ؛ صلاته كصلاتنا ، أخلاقه رائعة ، تعامله إنساني ، صحبته لا تُـمَـلّ .قطع تفكيري إصراره على سؤاله ؛ هَـاه ، ما توجهه ؟! فقلت له بَـعْـد عدة تنهيدات وزفرات ، لست أدري لكنه نعم الرفيق والصديق ، ثمّ اعلم أن كل تلك التصنيفات لا تهمني ؛ فيكفيني من الإنسان كَـريم تعامله ، وحُـسْـن خُـلُـقه !!تركني ، وانصرف مُـتَـمْـتِـمَـاً بكلمات مبهمة ، يبدو منها أنه أعاد تصنيفي وقَـذفِـي في قاع ( فِـكْـرٍ ما ) اختاره وارتضاه لي ؛ فأنا إن لم أكن ( مع ) ؛ فالمؤكد أني ( ضِـد )!!وهنا أبحر عقلي الصغير في سماء النظر والتفكير ؛ وتساءل ببراءة لماذا أصبح بعضنا ( رَجُـلاً حَـليق الـذَهِـن ) ؛ هَـمّه الوحيد تقسيم عباد الله ، وتوزيعهم على التيارات حسب رؤيته وتصنيفه ؟!لماذا أصبح لا حكم على الإنسان من قِـوله وفِـعْـله ، وما يخطه قلمه ؛ وما ينبِـض به قَـلبه ؛ بل تصدر الأحكام الجازمة عليه من مظهره ، والتيار الذي يُـخْـتَـارُ له ، ثم توزع عليه الاتهامات المعلبة بالتخوين ، وأنه عدو يسعى لتقويض أركان الدين ، وتفتيت عُـرى الوطن ؟! تساءل عقلي لو أنّ أحدهم يصلي صباح مساء ، ويصوم كلّ أيامه صيفاً وشتاء ، ويحج كل عامٍ دون عناء ؛ فما الـذي يعود من ذلك على الناس ؟!تلك أعمال خيرها له ، وثوابها له ؛ أما الناس فلا يهمهم من ذلك إلا سلوكه معهم ؛ فهم لا يريدون منه إلا حُـسْـن الخُـلـق ، يريدون منه الصدق ، يبحثون فيه عن الوفاء ، وعن الأمانة والعدل ، ينشدون منه الابتسامة ؛ فالدّين المعاملة !!ولأني لا أَكْـرَه ( أولئك «أعني هُـواة التّصنيف « ؛ لأنهم مَـرْضَـى ؛ فإني أدعو لهم صادقاً بالشفاء ، أو أن يخترع أهل الصين أو اليابان جهازاً يساعدهم في معرفة توجه الإنسان حتى يسهل عليهم تصنيفه دون عناء )!!وأخيراً عزيزي اسأل نفسك ما توجهك ؟! حتى تكون جاهزاً عند سؤالك بإجابتك !! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة .
قال الـضَـمِـير الـمُـتَـكَـلّـم : قابلته بعد رحلة عمل خارجية ؛ ودار الحديث حولها حيث سألني مَـن سَـافَـر معك فقلت : ( فُـلَان ) ؛ فعاجلني بسؤال كهربائي ، يبدو أنه يرافق شفتيه دائماً : ومَـا تَـوجّـهـه ؟!فاجأني السؤال ، بحثت عن الإجابة ، فبادرته : إنه مُـسْـلِـم ، فنهرني أعرف : ولكني أقصد: ( هل هو ليبرالي أم عِـلمَـانِـي أم إسلامي ؟! ثم بعد ذلك هل هو إخْـواني ، أم سَـلَـفِـي ؟! سـروري أم جامِـي ؟! )نظرت في عينيه الجاحظتين ، ولحيته الكثيفة ، وأذنيه المفتوحتين بَـحْـثَـاً عن ردّي ، فَـكّـرت ، وتذكرت أنّ رفيق سَـفري مِـن عامة عباد الله المساكين ؛ صلاته كصلاتنا ، أخلاقه رائعة ، تعامله إنساني ، صحبته لا تُـمَـلّ .قطع تفكيري إصراره على سؤاله ؛ هَـاه ، ما توجهه ؟! فقلت له بَـعْـد عدة تنهيدات وزفرات ، لست أدري لكنه نعم الرفيق والصديق ، ثمّ اعلم أن كل تلك التصنيفات لا تهمني ؛ فيكفيني من الإنسان كَـريم تعامله ، وحُـسْـن خُـلُـقه !!تركني ، وانصرف مُـتَـمْـتِـمَـاً بكلمات مبهمة ، يبدو منها أنه أعاد تصنيفي وقَـذفِـي في قاع ( فِـكْـرٍ ما ) اختاره وارتضاه لي ؛ فأنا إن لم أكن ( مع ) ؛ فالمؤكد أني ( ضِـد )!!وهنا أبحر عقلي الصغير في سماء النظر والتفكير ؛ وتساءل ببراءة لماذا أصبح بعضنا ( رَجُـلاً حَـليق الـذَهِـن ) ؛ هَـمّه الوحيد تقسيم عباد الله ، وتوزيعهم على التيارات حسب رؤيته وتصنيفه ؟!لماذا أصبح لا حكم على الإنسان من قِـوله وفِـعْـله ، وما يخطه قلمه ؛ وما ينبِـض به قَـلبه ؛ بل تصدر الأحكام الجازمة عليه من مظهره ، والتيار الذي يُـخْـتَـارُ له ، ثم توزع عليه الاتهامات المعلبة بالتخوين ، وأنه عدو يسعى لتقويض أركان الدين ، وتفتيت عُـرى الوطن ؟! تساءل عقلي لو أنّ أحدهم يصلي صباح مساء ، ويصوم كلّ أيامه صيفاً وشتاء ، ويحج كل عامٍ دون عناء ؛ فما الـذي يعود من ذلك على الناس ؟!تلك أعمال خيرها له ، وثوابها له ؛ أما الناس فلا يهمهم من ذلك إلا سلوكه معهم ؛ فهم لا يريدون منه إلا حُـسْـن الخُـلـق ، يريدون منه الصدق ، يبحثون فيه عن الوفاء ، وعن الأمانة والعدل ، ينشدون منه الابتسامة ؛ فالدّين المعاملة !!ولأني لا أَكْـرَه ( أولئك «أعني هُـواة التّصنيف « ؛ لأنهم مَـرْضَـى ؛ فإني أدعو لهم صادقاً بالشفاء ، أو أن يخترع أهل الصين أو اليابان جهازاً يساعدهم في معرفة توجه الإنسان حتى يسهل عليهم تصنيفه دون عناء )!!وأخيراً عزيزي اسأل نفسك ما توجهك ؟! حتى تكون جاهزاً عند سؤالك بإجابتك !! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة .
المدينة