الجمعة، 7 أكتوبر 2011

مصطفى منيغ / بِسَدِّ سَادَ “الأسد” (1) / في موقع "سوريا المستقبل"



kolonagaza7


رسالة مفتوحة عسى يستدرك “بشار الأسد” ما يَفْهَمُ به أن الشعب إذا قال له “لا” فما عليه إلا وضعها بداية لنهايته ، وإن تجاهل ذلك فلن يكون سوى القرد الذي وإن البسوه حريرا قردا يبقى .

http://syrfuture.com/?p=5006
ورّثَكَ والدكَ حُكْم سوريا وما كان مَلِكا له هذه الميزة ، فكان عليك أن تسوس جمهرة من “البعثيين” المخلصين للأسد الأب (ومِنْ بعد) الأسد الابن ، أن تسوسهم بما يرضيهم وليس بما كان عليك أن تطمح إليه من وضع نفسك جسر انتقال من مرحلة إلى أخرى تلجها سوريا وهي أكثر ثقة لتنعم بنظام أزيد مصداقية وهو يسعى إلى ديمقراطية أركانها الحرية والمساواة والعدل ، لكن “الجمهرة” تيك كانت أقوى منك ، (وأحرص بما تتوفر عليه من إمكانات ما تراكم لصالحها من مظاهر) فاستطاعت أن تسوسك عكس ما اعتقدت ، بل وجدت نفسك وسط خلية مهيكلة ، بالكاد تعيشُ للحظات حياتك الخاصة قانعا وراضيا بديكور رأيته يتآكل فيتلاشى من حولك ، ليحصل ما حصل ولا زال ، ولينطلق سيل الشعب السوري الهادر طالبا إسقاطك ونظامك ألبعثي المُتجاوز ، متطلعا إلى اختيار يساير حقه الشرعي ، مادامت سنة الحياة تمنحه صلاحية انتقاء ما يخدم مصالحه المصيرية بكيفية بدأت تتشكل انطلاقا مما تعلن عنه شعارات واضحة وصريحة لا رجعة عنها تؤكد أن سوريا وشعبها أكبر ممن يوهم نفسه باستعادة السيطرة عليهما ليحكمهما كما كان يفعل ،بالأجهزة الأمنية البغيضة البعيدة كل البعد عن الشعور أن الباطل هو الاستثناء والحق هو القاعدة وهذه الأخيرة تشكلت مع كل مظاهرة استشهد فيها من استشهد من شرفاء الوطن وفضلائهم وأبرارهم الذين استطاعوا بصدورهم العارية مواجهة أعتا أسلحة تلك الأجهزة الجهنمية البعيدة كل البعد عن أخلاقيات احترام حقوق الإنسان في أي عصر كان …. طالما استمعتُ إليك ، كمواطن عربي ، يهمه مستقبل هذا العالم الممتد من المحيط إلى الخليج .
فلم أكن أصورك إلا بالمتحدث باسم من يحركك غير الواثق من نفسه الضعيف تأكيدا عن جرأة بسط فكرة مهما كانت متواضعة يبلورها قرارا جمهوريا يَعْبُرُ به الشعب السوري إلى عالم قد تشرق فيه شمس حرية ظلت مطمحا غاليا في لب وفؤاد كل مواطن صوره التاريخ العربي على مختلف الأزمنة أنه منتسب لأمة سورية أبية أعطت الأمثلة بوقوف المجد والعزة حيث وقفت جنبا لجنب. لذا ما كنتَ تقوله بصفتك رئيس جمهورية لم يعادل ما يتمنى حتى الطفل السوري أن يكون مَنْ يقود بلده من الشجاعة حتى يمزق أوراق ملت سوريا من تكرار سماع ماهو مكتوب فيها إلى كلمات مختصرة تبشر بانبثاق عهد جديد أوله حرية ووسطه مساواة وآخره عدل .
… طبعا لن يكون هذا اليوم العاشر من ذاك الشهر كما أراده ” الشرع” نائبك ، وإنما كما يرغب فيه ويناضل من أجله الشعب السوري البطل ، يوما يؤرخ به عن ذاك الاستسلام الطبيعي للنظام السوري ، لما أحس هذا الأخير بأن ساعات الجد اقتربت وأنك يا “بشار” ومن معك أصبحتم معلقين بلحظة حسم وشيكة الوقوع ، إذن ماهو لقاء تشاور أو حوار وطني ولا هم يحزنون ، بل رقصة من رقصات المذبوح يوهم بها نفسه أنه لا زال على قيد الحياة رغم فقدان وعيه . ما كان للقاء وطني للتشاور أو للحوار يتم وسلاحك يا “بشار” ينقش على أجساد الثائرين على حكمك (في زحفهم المبارك صوب نزع حريتهم بسواعدهم المصبوغة بحمرة دمائهم الطاهرة) الدليل القاطع والبرهان الساطع أن أرواح السوريين ودماءهم لا تساوي شيئا أمام تشبثك ومن معك بكراسي الحكم ، وما كان هذا اللقاء يتم وعشرات الآلاف من خيرة أبناء الشعب السوري العظيم يتضورون جوعا وعطشا وألما في زنازين سجونك الحقيرة المظلمة
اللقاء بما فيه من خدام نظامك و مصالحهم الضيقة، غير صفحة في كُتيّب يعرضها تاريخ انتفاضة الشعب السوري الأبي حينما تُصْبِحُ وأدوات حكمك في خبر كان الفعل الماضي المعتل الأجوف.
مصطفى منيغ
يتبع

مشاركة مميزة