kolonagaza7
د. إبراهيم علوش
30/10/2011
في تقرير مؤرخ في 3/2/2003، ويحمل الرقم 03AMMAN745 تشير برقية السفارة الأمريكية في عمان تعليقاً على مسيرة دعت لها لجنة التنسيق العليا لأحزاب المعارضة انطلاقاً من مجمع النقابات في الشميساني احتجاجاً على العدوان الأمريكي المزمع على العراق أنها كانت تحت السيطرة، وأن كل خطواتها تم تنسيقها بين الحكومة الأردنية والمنظمين، وأن المسيرة التي ألقى فيها الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي حمزة منصور خطاباً مناهضاً للولايات المتحدة بشكل صريح "أعطت فرصة لمناهضي الحرب لينفسوا عن بعض الضغط".
في تقرير مؤرخ في 9/2/2003، ويحمل الرقم 03AMMAN893 تقول برقية السفارة أن حزب جبهة العمل الإسلامي يشكل المعارضة الوحيدة المنظمة في الأردن، ويشكل بالتالي نقطة جذب شعبية لمعارضي سياسة النظام الأردني تجاه معاهدة وادي عربة و"الحياد" الرسمي الأردني بالنسبة للعدوان على العراق، ولكن النظام تمكن من احتواء الحزب من خلال منحه مشروعية ممارسة العمل السياسي ومقعد وزاري بين الفينة والأخرى، ومن خلال قانون الصوت الواحد الذي سن عام 1993.
ويقول تقرير مؤرخ في 13/2/2003، ويحمل الرقم 03AMMAN974، نقلاً عن لقاء بين بولوف من السفارة الأمريكية وناشط حقوق الإنسان د. فوزي السمهوري الذي يحظى بعلاقات جيدة مع حزب جبهة العمل الإسلامي والنقابات المهنية حسب التقرير أنه أبلغ بولوف أن الاحتجاجات السابقة والقادمة المناهضة للحرب على العراق لم تأتِ للاحتجاج على العدوان على العراق بقدر ما تعبر عن الاحتجاج على غياب الانتخابات البرلمانية وبطء مسيرة الإصلاح الديموقراطي، والإحباط المتنامي تجاه القادة العرب بسبب فشلهم في التعامل مع "مشكلة صدام"، وأن الاحتجاجات ستكون سلمية ومنظمة ومنسقة بالكامل مع الحكومة، وأنه لن يتم النزول للشوارع في حالة الهجوم على العراق. وفي فقرة منفصلة يذكر التقرير أن جبهة العمل الإسلامي دعت الأردنيين، في بيانٍ لها في 9/2/2003 وصف القوات الأمريكية والبريطانية المتجمعة في المنطقة ب"الذئاب"، للاحتجاج من خلال إطفاء الأنوار وأجهزة التلفاز في العاشرة ليلاً وإضاءة شموع أمام النوافذ تأكيداً لفكرة أن الاحتجاج على ضرب العراق لن يكون عنيفاً.
وكتتمة لما سبق، جاء في تقرير مؤرخ في 18/2/2003، ويحمل الرقم 03AMMAN1053 ، أن المسيرة التي دعت لها لجنة التنسيق العليا لأحزاب المعارضة، والتي ألقى فيها الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي خطاباً مناهضاً للولايات المتحدة، لم يشارك فيها سوى بضعة آلاف، وأنها تمت بالتنسيق مع الحكومة، والأهم، أنها لم تعكس على الأرض مشاعر عموم الأردنيين المناهضة للعدوان على العراق!
وفي تقرير مؤرخ في 20/2/2003، ويحمل الرقم 03AMMAN1092، ثمة إشارة لاعتقال مجموعة من شيوخ العشائر لدى عودتهم لعمان بعد رحلة لبغداد تضامناً مع العراق.
وفي تقرير مؤرخ في 6/3/2003، ويحمل الرقم 03AMMAN1356، تبدأ الفقرة الأولى بتلخيص بيان جبهة العمل الإسلامي الذي نشرته السبيل في 4/3/2003 والذي يدعو المواطنين الأردنيين لمقاطعة الجنود الأمريكيين في الأردن اقتصادياً، ويرى نفس التقرير أن "من المستبعد أن تجد دعوة [المقاطعة] تجاوباً واسعاً"، وأن السفارة تتوقع أن يستمر حزب جبهة العمل الإسلامي بمحاولة "استغلال" المشاعر الشعبية المناهضة بقوة للحرب على العراق سياسياً.
وفي تقرير مؤرخ في 16/3/2003، ويحمل الرقم 03AMMAN1582، ثمة تقييم للتظاهرات التي جرت في عمان وإربد احتجاجاً على العدوان المرتقب على العراق، وقد أشار التقرير أن تظاهرة عمان ضمت ثلاثة آلاف، وضمت تظاهرة إربد ألفي محتج، وأن تظاهرة عمان دعت إليها لجنة التنسيق العليا لأحزاب المعارضة وأنها عبرت "خط السير المكرر" من مجمع النقابات المهنية إلى مكاتب الأمم المتحدة في الشميساني، ونقلت عن صحفي أمريكي وصفه لتلك المسيرة بأنها "غير مميزة" على الإطلاق. ولكن التقرير ذكر أن هنالك علامات احتقان شديد في المخيمات الفلسطينية، وأن السفارة تتابع مع مسؤول الشؤون الفلسطينية في الحكومة الأردنية الجهود التي يتم بذلها على مدار الساعة مع "لجان المخيمات ومسؤولي مختلف التنظيمات الفلسطينية" في الأردن لمنع المخيمات من النزول للشارع في حالة ضرب العراق.
وفي تقرير مؤرخ في 19/3/2003، ويحمل الرقم 03AMMAN1685، كان الموضوع الرئيسي هو تقييم موقف الأردنيين قبل ليلة من العدوان على العراق، ويبدو أن بولوف قد ذهب لمقهى في وسط البلد وتحرش بخمسة طلاب جالسين في المقهى ليسمع منهم وجهة نظرهم حول العراق ليسمع منهم إدانة شديدة للموقف الأمريكي. لكن التقرير يدرس أمرين بالتحديد: 1) إمكانية انفجار الشارع الأردني في حالة ضرب العراق، 2) إمكانية قيام حملات لمقاطعة المنتجات الأمريكية، وفي الحالتين يتوقع التقرير أن شيئاً من ذلك لن يحدث على نطاق واسع بالرغم من رفض الأردنيين الشديد للعدوان على العراق. ومع أن التقرير المذكور في هذه الفقرة لا يذكر الإسلاميين أو الأخوان بشيء من قريب أو بعيد، لكنه يعطي سياقاً لما سبق، ويشير لتاريخ بدء الحرب على العراق.
وفي تقرير مؤرخ في 22/3/2003، ويحمل الرقم 03AMMAN1719، وهو واحد من سلسلة تقارير حول حالة الشارع الأردني في الأيام الأولى للعدوان على العراق، ثمة إشارة لمهرجان خطابي أقامه حزب جبهة العمل الإسلامي في إربد حضره ألفي شخص أدان فيه الخطباء، واحداً تلو الأخر، العدوان الأمريكي على العراق، في سياق الحديث عن اشتباكات في مخيم البقعة بين الشرطة والمتظاهرين، وعن احتجاجات معان في اليوم السابق، واحتجاجات الجامعات، في هذا التقرير وفي غيره.
وعلى صعيدٍ أخر، نورد تقريراً مؤرخاً في 25/3/2003، ويحمل الرقم 03AMMAN1798، يشير إلى أن رئيس الوزراء الأسبق علي أبو الراغب أبلغ السفير الأمريكي غنيم أن المسؤولين الأردنيين سيضطرون لقول أشياء لن تعجب الولايات المتحدة لمعالجة الغضب الشعبي، ولكنهم سيختارون كلماتهم بحذر. ويضيف التقرير نفسه أن الحكومة الأردنية، في الآن عينه، تابعت دعمها العسكري المتفق عليه مسبقاً لقوات التحالف...
وقد حرصت في هذه الحلقة الثانية من هذه المادة، كما في الحلقة الأولى، أن لا أقدم تحليلي لما جاء فيها، تاركاً للقارئ اللبيب أن يضع النقاط على الحروف. لكن نلاحظ هنا، على عكس الحلقة الأولى، أن لا إشارة لاتصالات مباشرة أو حوارات وزيارات.
لقراءة الحلقة الأولى من هذه المادة، الرجاء الذهاب للرابط التالي:
30/10/2011
في تقرير مؤرخ في 3/2/2003، ويحمل الرقم 03AMMAN745 تشير برقية السفارة الأمريكية في عمان تعليقاً على مسيرة دعت لها لجنة التنسيق العليا لأحزاب المعارضة انطلاقاً من مجمع النقابات في الشميساني احتجاجاً على العدوان الأمريكي المزمع على العراق أنها كانت تحت السيطرة، وأن كل خطواتها تم تنسيقها بين الحكومة الأردنية والمنظمين، وأن المسيرة التي ألقى فيها الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي حمزة منصور خطاباً مناهضاً للولايات المتحدة بشكل صريح "أعطت فرصة لمناهضي الحرب لينفسوا عن بعض الضغط".
في تقرير مؤرخ في 9/2/2003، ويحمل الرقم 03AMMAN893 تقول برقية السفارة أن حزب جبهة العمل الإسلامي يشكل المعارضة الوحيدة المنظمة في الأردن، ويشكل بالتالي نقطة جذب شعبية لمعارضي سياسة النظام الأردني تجاه معاهدة وادي عربة و"الحياد" الرسمي الأردني بالنسبة للعدوان على العراق، ولكن النظام تمكن من احتواء الحزب من خلال منحه مشروعية ممارسة العمل السياسي ومقعد وزاري بين الفينة والأخرى، ومن خلال قانون الصوت الواحد الذي سن عام 1993.
ويقول تقرير مؤرخ في 13/2/2003، ويحمل الرقم 03AMMAN974، نقلاً عن لقاء بين بولوف من السفارة الأمريكية وناشط حقوق الإنسان د. فوزي السمهوري الذي يحظى بعلاقات جيدة مع حزب جبهة العمل الإسلامي والنقابات المهنية حسب التقرير أنه أبلغ بولوف أن الاحتجاجات السابقة والقادمة المناهضة للحرب على العراق لم تأتِ للاحتجاج على العدوان على العراق بقدر ما تعبر عن الاحتجاج على غياب الانتخابات البرلمانية وبطء مسيرة الإصلاح الديموقراطي، والإحباط المتنامي تجاه القادة العرب بسبب فشلهم في التعامل مع "مشكلة صدام"، وأن الاحتجاجات ستكون سلمية ومنظمة ومنسقة بالكامل مع الحكومة، وأنه لن يتم النزول للشوارع في حالة الهجوم على العراق. وفي فقرة منفصلة يذكر التقرير أن جبهة العمل الإسلامي دعت الأردنيين، في بيانٍ لها في 9/2/2003 وصف القوات الأمريكية والبريطانية المتجمعة في المنطقة ب"الذئاب"، للاحتجاج من خلال إطفاء الأنوار وأجهزة التلفاز في العاشرة ليلاً وإضاءة شموع أمام النوافذ تأكيداً لفكرة أن الاحتجاج على ضرب العراق لن يكون عنيفاً.
وكتتمة لما سبق، جاء في تقرير مؤرخ في 18/2/2003، ويحمل الرقم 03AMMAN1053 ، أن المسيرة التي دعت لها لجنة التنسيق العليا لأحزاب المعارضة، والتي ألقى فيها الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي خطاباً مناهضاً للولايات المتحدة، لم يشارك فيها سوى بضعة آلاف، وأنها تمت بالتنسيق مع الحكومة، والأهم، أنها لم تعكس على الأرض مشاعر عموم الأردنيين المناهضة للعدوان على العراق!
وفي تقرير مؤرخ في 20/2/2003، ويحمل الرقم 03AMMAN1092، ثمة إشارة لاعتقال مجموعة من شيوخ العشائر لدى عودتهم لعمان بعد رحلة لبغداد تضامناً مع العراق.
وفي تقرير مؤرخ في 6/3/2003، ويحمل الرقم 03AMMAN1356، تبدأ الفقرة الأولى بتلخيص بيان جبهة العمل الإسلامي الذي نشرته السبيل في 4/3/2003 والذي يدعو المواطنين الأردنيين لمقاطعة الجنود الأمريكيين في الأردن اقتصادياً، ويرى نفس التقرير أن "من المستبعد أن تجد دعوة [المقاطعة] تجاوباً واسعاً"، وأن السفارة تتوقع أن يستمر حزب جبهة العمل الإسلامي بمحاولة "استغلال" المشاعر الشعبية المناهضة بقوة للحرب على العراق سياسياً.
وفي تقرير مؤرخ في 16/3/2003، ويحمل الرقم 03AMMAN1582، ثمة تقييم للتظاهرات التي جرت في عمان وإربد احتجاجاً على العدوان المرتقب على العراق، وقد أشار التقرير أن تظاهرة عمان ضمت ثلاثة آلاف، وضمت تظاهرة إربد ألفي محتج، وأن تظاهرة عمان دعت إليها لجنة التنسيق العليا لأحزاب المعارضة وأنها عبرت "خط السير المكرر" من مجمع النقابات المهنية إلى مكاتب الأمم المتحدة في الشميساني، ونقلت عن صحفي أمريكي وصفه لتلك المسيرة بأنها "غير مميزة" على الإطلاق. ولكن التقرير ذكر أن هنالك علامات احتقان شديد في المخيمات الفلسطينية، وأن السفارة تتابع مع مسؤول الشؤون الفلسطينية في الحكومة الأردنية الجهود التي يتم بذلها على مدار الساعة مع "لجان المخيمات ومسؤولي مختلف التنظيمات الفلسطينية" في الأردن لمنع المخيمات من النزول للشارع في حالة ضرب العراق.
وفي تقرير مؤرخ في 19/3/2003، ويحمل الرقم 03AMMAN1685، كان الموضوع الرئيسي هو تقييم موقف الأردنيين قبل ليلة من العدوان على العراق، ويبدو أن بولوف قد ذهب لمقهى في وسط البلد وتحرش بخمسة طلاب جالسين في المقهى ليسمع منهم وجهة نظرهم حول العراق ليسمع منهم إدانة شديدة للموقف الأمريكي. لكن التقرير يدرس أمرين بالتحديد: 1) إمكانية انفجار الشارع الأردني في حالة ضرب العراق، 2) إمكانية قيام حملات لمقاطعة المنتجات الأمريكية، وفي الحالتين يتوقع التقرير أن شيئاً من ذلك لن يحدث على نطاق واسع بالرغم من رفض الأردنيين الشديد للعدوان على العراق. ومع أن التقرير المذكور في هذه الفقرة لا يذكر الإسلاميين أو الأخوان بشيء من قريب أو بعيد، لكنه يعطي سياقاً لما سبق، ويشير لتاريخ بدء الحرب على العراق.
وفي تقرير مؤرخ في 22/3/2003، ويحمل الرقم 03AMMAN1719، وهو واحد من سلسلة تقارير حول حالة الشارع الأردني في الأيام الأولى للعدوان على العراق، ثمة إشارة لمهرجان خطابي أقامه حزب جبهة العمل الإسلامي في إربد حضره ألفي شخص أدان فيه الخطباء، واحداً تلو الأخر، العدوان الأمريكي على العراق، في سياق الحديث عن اشتباكات في مخيم البقعة بين الشرطة والمتظاهرين، وعن احتجاجات معان في اليوم السابق، واحتجاجات الجامعات، في هذا التقرير وفي غيره.
وعلى صعيدٍ أخر، نورد تقريراً مؤرخاً في 25/3/2003، ويحمل الرقم 03AMMAN1798، يشير إلى أن رئيس الوزراء الأسبق علي أبو الراغب أبلغ السفير الأمريكي غنيم أن المسؤولين الأردنيين سيضطرون لقول أشياء لن تعجب الولايات المتحدة لمعالجة الغضب الشعبي، ولكنهم سيختارون كلماتهم بحذر. ويضيف التقرير نفسه أن الحكومة الأردنية، في الآن عينه، تابعت دعمها العسكري المتفق عليه مسبقاً لقوات التحالف...
وقد حرصت في هذه الحلقة الثانية من هذه المادة، كما في الحلقة الأولى، أن لا أقدم تحليلي لما جاء فيها، تاركاً للقارئ اللبيب أن يضع النقاط على الحروف. لكن نلاحظ هنا، على عكس الحلقة الأولى، أن لا إشارة لاتصالات مباشرة أو حوارات وزيارات.
لقراءة الحلقة الأولى من هذه المادة، الرجاء الذهاب للرابط التالي: