kolonagaza7
جاسم الحلفي
حين تطالع صحف الصباح، وتجد الإخبار السيئة تتصدر صفحاتها الأولى، فليس لك بالضرورة ان تبدأ يومك بالتشاؤم. صحيح ان المانشيتات العريضة تجذب عينيك الى أخبار الفساد، وتدهور الأحوال، واختلافات قادة الكتل المتنفذة، والأزمات (وما أكثرها!)، لكن هناك أخبارا سارة تشيع في النفس الأمل والتفاؤل، وإن لم تجدها دائما في صدارة الصحف.
لا تلتفت كثيرا الى الأخبار السيئة، فلا جديد فيها سوى تفاقم الأزمة، والتكرار الذي لا طائل وراءه لتكهنات البعض من قادة الكتل المتنفذين بانهيار العملية السياسية، بسبب عدم تبوئهم موقعا يرضي الطموح. وفي مقابل ذلك تدور يوميا طواحين الهواء مرددة العزم على إصلاح الأحوال، وتحسين الأوضاع المعيشية والحياتية للمواطن، من دون اي إجراء ملموس يتحسسه المواطن الذي يعيش في لجة الحاجة. فيما يهدد حاملو "سيوف الخشب" بكشف ملفات الفساد الكثيرة، ومحاسبة الفاسدين.. أنت تقرأ وتسمع وتشاهد ذلك كله، الا ان هذا ليس كل الصورة، فهناك أخبار جيدة أيضا.
لا تتسرع وترمي الصحيفة جانبا حين لا تجد فيها غير الأخبار السيئة، فهناك أعمدة ومقالات يتناول فيها عدد من الزملاء الظواهر السلبية بالنقد والتحليل، ويطرحون من خلالها البدائل بوضوح. ويكفي ان تعرف ان هناك جهدا آخر يبذل بسخاء من اجل عراق آخر، جديد ومعافى، قد تتصدر صحفه ذات يوم أخبار التقدم والانجاز والازدهار.
ما يثير الألم ان الخبر الجيد لا يجد من يروج له. لذلك لا يعثر المرء على مانشيت كبير واحد في معظم الصحف، يبشر بنشاطات بعض منظمات المجتمع المدني مثلا، التي تبذل جهودا نبيلة من اجل عراق أبهى. ولا يجد مانشيتا واحدا يشير الى التحضيرات المتواصلة لعقد مؤتمر قوى وشخصيات التيار الديمقراطي. فهناك في هذا الخصوص، حقيقةً، عمل متفان يعيد الألق الى كلمة "السياسة". ولا يطالع القارئ مانشيتٌ واحد يعكس عمق النقاشات، التي تجري في بعض مواقع "الفيس بوك"، وتنمي كذلك أجمل الصداقات وأعمقها. وبالأمس القريب جرت في محافظة بابل حملة تنظيف بادر إليها شباب الحلة، لجعل مدينتهم أنظف وأجمل، لكننا لم نبصر مانشيتا يلفت الى ذلك في الصحف، كما لم نجد مانشيتا كبيرا على الصفحة الأولى عن فعالية تأبين الشهيد هادي المهدي تحت نصب الحرية. كذلك لم نجد مانشيتا واحدا عن اكتظاظ المسرح الوطني بالحضور الجميل المتنوع، المستمع بهدوء عجيب الى عزف الفرقة السيمفونية العراقية والمستمتع به. ولم يقع نظري على مانشيت واحد حول انطلاق ماراثون السلام في اربيل، حيث شارك المئات القادمين من مدن العراق المختلفة، شبابا وكهولا متطوعين متحابين، مع نشطاء أجانب، يشدهم السلام وقيمه، والرغبة في الترويج لثقافة اللاعنف.
كثيرة هي الأخبار الجميلة، لكن لن تجد لها في صحافتنا، وما اكثرها، مانشيتا واحدا، ولا مساحة مناسبة!
حين تطالع صحف الصباح، وتجد الإخبار السيئة تتصدر صفحاتها الأولى، فليس لك بالضرورة ان تبدأ يومك بالتشاؤم. صحيح ان المانشيتات العريضة تجذب عينيك الى أخبار الفساد، وتدهور الأحوال، واختلافات قادة الكتل المتنفذة، والأزمات (وما أكثرها!)، لكن هناك أخبارا سارة تشيع في النفس الأمل والتفاؤل، وإن لم تجدها دائما في صدارة الصحف.
لا تلتفت كثيرا الى الأخبار السيئة، فلا جديد فيها سوى تفاقم الأزمة، والتكرار الذي لا طائل وراءه لتكهنات البعض من قادة الكتل المتنفذين بانهيار العملية السياسية، بسبب عدم تبوئهم موقعا يرضي الطموح. وفي مقابل ذلك تدور يوميا طواحين الهواء مرددة العزم على إصلاح الأحوال، وتحسين الأوضاع المعيشية والحياتية للمواطن، من دون اي إجراء ملموس يتحسسه المواطن الذي يعيش في لجة الحاجة. فيما يهدد حاملو "سيوف الخشب" بكشف ملفات الفساد الكثيرة، ومحاسبة الفاسدين.. أنت تقرأ وتسمع وتشاهد ذلك كله، الا ان هذا ليس كل الصورة، فهناك أخبار جيدة أيضا.
لا تتسرع وترمي الصحيفة جانبا حين لا تجد فيها غير الأخبار السيئة، فهناك أعمدة ومقالات يتناول فيها عدد من الزملاء الظواهر السلبية بالنقد والتحليل، ويطرحون من خلالها البدائل بوضوح. ويكفي ان تعرف ان هناك جهدا آخر يبذل بسخاء من اجل عراق آخر، جديد ومعافى، قد تتصدر صحفه ذات يوم أخبار التقدم والانجاز والازدهار.
ما يثير الألم ان الخبر الجيد لا يجد من يروج له. لذلك لا يعثر المرء على مانشيت كبير واحد في معظم الصحف، يبشر بنشاطات بعض منظمات المجتمع المدني مثلا، التي تبذل جهودا نبيلة من اجل عراق أبهى. ولا يجد مانشيتا واحدا يشير الى التحضيرات المتواصلة لعقد مؤتمر قوى وشخصيات التيار الديمقراطي. فهناك في هذا الخصوص، حقيقةً، عمل متفان يعيد الألق الى كلمة "السياسة". ولا يطالع القارئ مانشيتٌ واحد يعكس عمق النقاشات، التي تجري في بعض مواقع "الفيس بوك"، وتنمي كذلك أجمل الصداقات وأعمقها. وبالأمس القريب جرت في محافظة بابل حملة تنظيف بادر إليها شباب الحلة، لجعل مدينتهم أنظف وأجمل، لكننا لم نبصر مانشيتا يلفت الى ذلك في الصحف، كما لم نجد مانشيتا كبيرا على الصفحة الأولى عن فعالية تأبين الشهيد هادي المهدي تحت نصب الحرية. كذلك لم نجد مانشيتا واحدا عن اكتظاظ المسرح الوطني بالحضور الجميل المتنوع، المستمع بهدوء عجيب الى عزف الفرقة السيمفونية العراقية والمستمتع به. ولم يقع نظري على مانشيت واحد حول انطلاق ماراثون السلام في اربيل، حيث شارك المئات القادمين من مدن العراق المختلفة، شبابا وكهولا متطوعين متحابين، مع نشطاء أجانب، يشدهم السلام وقيمه، والرغبة في الترويج لثقافة اللاعنف.
كثيرة هي الأخبار الجميلة، لكن لن تجد لها في صحافتنا، وما اكثرها، مانشيتا واحدا، ولا مساحة مناسبة!