kolonagaza7
د. فايز أبو شمالة
الشخص الذي سيطلق سراحه من أسر الفلسطينيين ليس "جلعاد شاليط"؛ إنه شخص آخر، هكذا قالت أم الجندي الإسرائيلي الأسير؛ وهي تدرك أن الذي سيتحرر من الأسر بعد خمس سنوات هو شخص آخر، وهذا شعور صحيح، ولا يمكن التشكيك فيه، لأن الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط" قد مات من لحظة وقوعه في الأسر، وولد بين يدي حماس إنساناً آخر يختلف كلياً عن الجندي "جلعاد شاليط"، وهذا ينطبق على ألاف الأسرى الفلسطينيين الذين أمضوا فترات طويلة من حياتهم في السجون الإسرائيلية، إنهم يتغيرون، وتتغير رؤيتهم للأحداث، حتى أن أولادهم ليسوا أولادهم، وأمهاتهم ليست أمهاتهم، وأصدقاؤهم يختلفون، ورؤيتهم للدنيا تختلف عما كانت عليه قبل وقوعهم في الأسر الإسرائيلي.
الأسرى في السجون يولدون من جديد، وتتفتح أعينهم على الأحداث من زوايا مختلفة لتلك الزاوية التي تعودوا من خلالها رؤية الأحداث، لهم طباعهم الجديدة، وأخلاقهم، وسلوكهم، وعاداتهم، وردات فعلهم، وتجاوبهم الحذر مع الواقع، واندماجهم البطيء بما يدور من حولهم، ويجب ألا يفاجأ أي أب أو أم أو زوجة بالرجل الجديد الذي يدخل بيتهم، رجل غريب بطباعه عنهم، ويحتاج إلى زمن كي يقاسهم النكتة، ويتعرف على عناصر الغضب، ويحتاج إلى فترة انسجام كي يتوحد معهم، وكي يقاسهم الوجدان الذي تمزق على سكاكين السجن.
بعد أن تحرر الزعيم الأفريقي "نلسون مانديلا" من أسره، لم يطق الحياة مع زوجته "ولي مانديلا" ولم تطق هي الحياة معه، لم يتعود على سلوكها، ولم ترتح لتصرفه، لقد طلقها بعد غيابه عنها خمس وعشرين سنة في السجن، وهذا الشيء نفسه قد حدث للشاعر التركي "ناظم حكمت" الذي أحب الفتاة الرقيقة "نوار" وعشق قامتها، وكتب لها أعذب الأشعار، وظل وفياً لها ولابنه "محمد" اثني عشرة عاماً قضاها في السجون التركية، ولكن بعد أن تحرر من السجن بستة أشهر فقط، طلق ناظم حكمت زوجته نوار، وانفصلت عنه مع ولدها إلى الأبد.
لقد أدرك الخبراء الإسرائيليون هذه الحقيقة، وقرروا عدم السماح للصحفيين بلقاء "جلعاد شاليط" وعدم إجراء أي حوار معه، فهم يدركون أن الجندي الأسير "جلعاد شاليط" قد مات، وولد في أسر حماس إنسان آخر يحمل من الأفكار الجديدة ما يخيب آمال الإسرائيليين، ويخزن من التجربة ما يخالف قناعات قادة إسرائيل، وله من المواقف الإنسانية ما لا يرضي مزاج المحتلين، لأن خمس سنوات من الحياة مع رجال حماس ستصنع من "جلعاد" إنساناً جديداً بمعنى الكلمة، يختلف عن الجندي المعبأ حقداً وكراهية و عنجهية.
يا حبذا لو كثف أسري حماس اللقاءات معه، ووثقوا وسجلوا كل كلمة يقولها، وأعدوا شريطاً مصوراً بآراء الأسير، ومواقفه، وقناعاته، ورأيه فيهم، ورأيه السياسي، ورأيه بدولة إسرائيل، وبالصراع الدائر، وتوصياته لبني قومه، لأن هذا الشريط المصور سيدحض كل أكاذيب آلة الإعلام الصهيونية؛ التي ستوظف خبرتها في التعتيم على الحقائق التي اكتشفها الجندي الإسرائيلي الأسير في أسره!.
الشخص الذي سيطلق سراحه من أسر الفلسطينيين ليس "جلعاد شاليط"؛ إنه شخص آخر، هكذا قالت أم الجندي الإسرائيلي الأسير؛ وهي تدرك أن الذي سيتحرر من الأسر بعد خمس سنوات هو شخص آخر، وهذا شعور صحيح، ولا يمكن التشكيك فيه، لأن الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط" قد مات من لحظة وقوعه في الأسر، وولد بين يدي حماس إنساناً آخر يختلف كلياً عن الجندي "جلعاد شاليط"، وهذا ينطبق على ألاف الأسرى الفلسطينيين الذين أمضوا فترات طويلة من حياتهم في السجون الإسرائيلية، إنهم يتغيرون، وتتغير رؤيتهم للأحداث، حتى أن أولادهم ليسوا أولادهم، وأمهاتهم ليست أمهاتهم، وأصدقاؤهم يختلفون، ورؤيتهم للدنيا تختلف عما كانت عليه قبل وقوعهم في الأسر الإسرائيلي.
الأسرى في السجون يولدون من جديد، وتتفتح أعينهم على الأحداث من زوايا مختلفة لتلك الزاوية التي تعودوا من خلالها رؤية الأحداث، لهم طباعهم الجديدة، وأخلاقهم، وسلوكهم، وعاداتهم، وردات فعلهم، وتجاوبهم الحذر مع الواقع، واندماجهم البطيء بما يدور من حولهم، ويجب ألا يفاجأ أي أب أو أم أو زوجة بالرجل الجديد الذي يدخل بيتهم، رجل غريب بطباعه عنهم، ويحتاج إلى زمن كي يقاسهم النكتة، ويتعرف على عناصر الغضب، ويحتاج إلى فترة انسجام كي يتوحد معهم، وكي يقاسهم الوجدان الذي تمزق على سكاكين السجن.
بعد أن تحرر الزعيم الأفريقي "نلسون مانديلا" من أسره، لم يطق الحياة مع زوجته "ولي مانديلا" ولم تطق هي الحياة معه، لم يتعود على سلوكها، ولم ترتح لتصرفه، لقد طلقها بعد غيابه عنها خمس وعشرين سنة في السجن، وهذا الشيء نفسه قد حدث للشاعر التركي "ناظم حكمت" الذي أحب الفتاة الرقيقة "نوار" وعشق قامتها، وكتب لها أعذب الأشعار، وظل وفياً لها ولابنه "محمد" اثني عشرة عاماً قضاها في السجون التركية، ولكن بعد أن تحرر من السجن بستة أشهر فقط، طلق ناظم حكمت زوجته نوار، وانفصلت عنه مع ولدها إلى الأبد.
لقد أدرك الخبراء الإسرائيليون هذه الحقيقة، وقرروا عدم السماح للصحفيين بلقاء "جلعاد شاليط" وعدم إجراء أي حوار معه، فهم يدركون أن الجندي الأسير "جلعاد شاليط" قد مات، وولد في أسر حماس إنسان آخر يحمل من الأفكار الجديدة ما يخيب آمال الإسرائيليين، ويخزن من التجربة ما يخالف قناعات قادة إسرائيل، وله من المواقف الإنسانية ما لا يرضي مزاج المحتلين، لأن خمس سنوات من الحياة مع رجال حماس ستصنع من "جلعاد" إنساناً جديداً بمعنى الكلمة، يختلف عن الجندي المعبأ حقداً وكراهية و عنجهية.
يا حبذا لو كثف أسري حماس اللقاءات معه، ووثقوا وسجلوا كل كلمة يقولها، وأعدوا شريطاً مصوراً بآراء الأسير، ومواقفه، وقناعاته، ورأيه فيهم، ورأيه السياسي، ورأيه بدولة إسرائيل، وبالصراع الدائر، وتوصياته لبني قومه، لأن هذا الشريط المصور سيدحض كل أكاذيب آلة الإعلام الصهيونية؛ التي ستوظف خبرتها في التعتيم على الحقائق التي اكتشفها الجندي الإسرائيلي الأسير في أسره!.