الأحد، 23 أكتوبر 2011

وعاد الماشيح شاليت!




kolonagaza7

بقلم/ توفيق أبو شومر
تراوحت مواقف الحارديم اليهود المتطرفين من صفقة شاليت التي أنجزت يوم الثلاثاء 18/10/2011 بين التيارات الدينية التالية:
التيار الأول وهو التيار الأكثر تطرفا المُكوَّن من حاخام مستوطنة كريات أربع في الخليل دوف ليئور، وزميله مؤلف كتاب (توراة الملك) الحاخام يتسحاق شابيرا حاخام يشيفا يتسهار بالقرب من نابلس، ومعهم حاخام صفد شموئيل إلياهو المسؤول عن قضية تحريم وتجريم تأجير وبيع العقارات للعرب في إسرائيل.
والتيار الثاني يمثله حاخامو منظمة تسوهر الأقل تطرفا من وجهة النظر الإسرائيلية بزعامة الحاخام يعقوب هارئيل.
أما التيار الثالث فهو التيار الحريدي الرسمي الحكومي، والذي يمثله ثلاثة حاخامين يمثلون القطاعات الدينية المختلفة، وعلى رأسهم الحاخام الأكبر يونا متزغر حاخام الإشكنازيم (الصفوة) والحاخام شلومو عمار حاخام السفارديم وعضو حركة شاس، ومعهم حاخام ثالث مختص بشؤون الحائط الغربي، أو حائط البراق أو المبكى، هو شموئيل رابينوفتش.
أما التيار الحريدي المتطرف الأول، فيرى في صفقة شاليت، صفقة إذلال ومهانة وقد نشر هؤلاء آراءهم المتطرفة وبخاصة رأيهم في الأغيار أو (الجنتل) كما يسمون كل من هو غير يهودي في كتاب توراة الملك لمؤلفيه يتسحاق شابيرا ودوف ليئور، والكتاب الخطير يقع في 230 صفحة وورد في الفصل الخامس ما يلي:
"هناك أسباب تدعو لضرورة قتل أطفال الجنتل في الحروب، حتى وإن لم يخالفوا القوانين السبعة، لأنهم سينشأون في المستقبل كما نشأ آباؤهم على كره اليهود"!!
وهؤلاء المتطرفون أصدروا نشرة أسموا فيها صفقة شاليت:
( صفقة الإذلال) لأنها أذلَّت الشعب اليهودي، ولن تكون نتائجها سوى الشرور على شعب إسرائيل، فالإرهابيون المفرج عنهم سيعودون لممارسة عاداتهم في قتل الإسرائيليين، مما يهدد حياة ساكني صهيون، كما أن الصفقة تعارض الشريعة اليهودية، وهي نقيض مبادئ التوراة التي تُحرِّم إطلاق سراح القَتَلة!! يديعوت 17/10/2011
أما حاخامو منظمة تسوهر التي تقع على يسار اليمين المتطرف فقد أعلنوا مبادئهم الرئيسة المتمثلة في رأب الصدع بين الحارديم المتطرفين والعلمانيين، بواسطة الحوار وإحياء التراث اليهودي، هذا التيار أعلن عن ترحيبه بإطلاق سراح شاليت بشرط أن تسمح حكومة نتنياهو للمستوطنين بالبناء والتوسع الاستيطاني في يهودا والسامرة(الضفة الغربية)!!
أما التيار الثالث وهو تيار الحاخامين الحكوميين ورؤساء الحاخاميات الكبرى، فهم قد ابتسموا بشفاههم الخارجية للصفقة حفاظا على مرتباتهم الباهظة التي يتقاضونها من الدولة، وأضمروا البغضاء للصفقة في قلوبهم، فهم في الصباح وسطيون ، وفي المساء متطرفون، وخير من يمثِّل (الوصولية) الدينية ، هو حزب شاس، الحزب الذي يقوده الحاخام عوفاديا يوسيف، وهو الحزب المنبوذ من متطرفي الحارديم، وبخاصة من الإشكنازيم، فقد ألقى الحاخام عوفاديا يوسيف موعظته الأسبوعية عن شاليت، ولم يتطرق في موعظته إلى حكم الشريعة اليهودية في الصفقة، بل جعل شاليت رمزا لعودة الماشيح المنتظر وإعادة بعث الأموات اليهود من قبورهم، وزواجهم الجديد في عصر اليوبيل عصر الماشيح المنتظر، وأعتبر عودة شاليت رمزا للبعث والنشور، بعد الممات، حين يُعاد بناء الهيكل ، ويُعاد جمع شمل اليهود في العالم، وحينئذٍ ستطبق الشريعة اليهودية، كما كانت وتُقدم الذبائح، ويلتزم الجميع بالسبت، وتمتد الحدود من البحر إلى البحر، ويصبح المؤابيون ! عبيدا!.

مشاركة مميزة