الثلاثاء، 4 أكتوبر 2011

سياسيون :العلاقات العربية الأميركية مرشحة لمزيد من التراجع في المرحلة المقبلة

kolonagaza7

3-10-2011
باريس - خاص
توقع سياسيون وبرلمانيون وخبراء عرب أن تشهد العلاقات العربية الأميركية مزيدا من التراجع في المرحلة المقبلة بعد رفض واشنطن الاعتراف بالدولة الفلسطينية كاملة العضوية في الأمم المتحدة. وأكد هؤلاء أن طريق الحل السلمي في المنطقة وصل إلى نفق مظلم مسدود بحكم التعنت الإسرائيلي المدعوم أمريكيا دعما غير محدود، الأمر الذي عمق الشعور بالإحباط لدى العرب، وزاد في تأجيج الغضب العربي. جاء ذلك في ندوة إلكترونية أقامها مركز الدراسات العربي - الأوروبي ومقره باريس تحت عنوان "هل ستطرأ متغيرات على مستقبل العلاقات العربية * الأميركية بعد رفض واشنطن الاعتراف بدولة فلسطينية كاملة العضوية في الأمم المتحدة". وأكدت البرلمانية الأردنية السابقة توجان فيصل أن أمريكا وحدها مازالت ترى الصورة ضيقة في حدود التزاماتها لإسرائيل . وقالت إن الموقف الأمريكي من إعلان الدولة الفلسطينية المستقلة كان متوقعا من واشنطن لذلك لا يتوقع أن ينشأ موقفا عربيا جديدا منها ، ولكن هذا لا يعني أن العلاقات العربية الأمريكية ليست مرشحة لمزيد من التراجع في المرحلة المقبلة". وأشارت إلى أن العلاقات الشعبية المنشأ تراجعت في أكثر من قطر عربي لأمر يعتبر حاليا أكثر إلحاحا من المواقف الأمريكية المكررة والمتوقعة تجاه فلسطين، وهو مجريات الربيع العربي. وقالت إنه ضمن هذا المنظور الأشمل للعلاقة بواشنطن يصبح الفيتو الأمريكي على الدولة الفلسطينية تحصيل حاصل لا يضيف شيئا للصورة التي اتسعت دائرة تغطيتها لتصبح بانورامية في صورة انتفاضة الربيع العربي. ومن جانبه ،قال المرجع الإسلامي العراقي الشيخ حسين المؤيد " مما لا شك فيه أن السياسة التي اتبعتها الولايات المتحدة الأمريكية منذ قيام الكيان الصهيوني الغاصب وحتى الحال الحاضر والتي تجسد انحيازا أمريكيا واضحا لهذا الكيان ودعما غير محدود له - على الرغم من كل ما ارتكبه من ظلم وإجرام وتجاوز وتعنت وتآمر- قد أثرت تأثيرا سلبيا على العلاقة العربية * الأمريكية، سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي حتى باتت عقدة العقد في هذه العلاقة بحكم ما أوجدته من حاجز نفسي بين الطرفين، وبحكم ما خلقته من انطباعات وتصورات سلبية عند العرب عموما ليس إزاء السياسة الأمريكية فحسب، و إنما إزاء ما رفعته الولايات المتحدة الأمريكية من شعارات ونادت به من قي". وقال المرجع الإسلامي العراقي الشيخ حسين المؤيد " إن موقف الولايات المتحدة الأمريكية، من الكيان الصهيوني يشكل ضربة جوهرية لمصداقيتها السياسية والحضارية، مشيرا إلى أن ذلك أفضى إلى حالة عدائية ليس لمجرد العمل بالمبدأ القائل "صديق عدوي عدوي"، وإنما لأجل أن أمريكا قد اتخذت مواقف عدائية في حقيقتها للعرب بسبب دعمها للكيان الصهيوني وحمايتها لمصالحه في المنطقة وترجيحها على المصالح العربية. وتابع المؤيد " لقد توجت الولايات المتحدة الأمريكية مواقفها العدائية تلك بغزوها الغاشم للعراق واحتلاله والعمل على إيجاد شرق أوسط جديد يقوم على التفتيت والتمزيق والقضاء على الهوية الوطنية والعربية والإسلامية الجامعة لحساب هويات عرقية وطائفية لتحقيق عدة أهداف، من أبرزها تأمين مصلحة الكيان الصهيوني وضمان استمراريته وتفوقه في المنطقة". وأضاف " الحقيقة أن الموقف الأمريكي الداعم لإسرائيل لم يكن موقفا معاديا للفلسطينيين فحسب، وإنما كان موقفا معاديا للعرب عموما بحكم السياسة الأمريكية التي اتجهت ولا تزال إلى الحفاظ على المصالح الإسرائيلية والعمل على ترجيح كفتها على المصالح العربية وضمان تفوق إسرائيل على العرب". وأشار إلى أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة تعاملت مع العرب بقدر كبير من الفوقية والاستهتار والاستخفاف لا سيما فيما يتصل بإسرائيل والصراع العربي-الصهيوني. وقال إنه ليس خفيا أن السياسة الأمريكية في المنطقة ترسم في ضوء المصالح الإسرائيلية، وليس في ضوء ما يجب أن تقوم عليه السياسة في العلاقات الدولية من رعاية المصالح المشتركة لأطراف العلاقة". وأضاف المؤيد "إن ما زاد الأمر تعقيدا أن جملة من الذين يديرون السياسة الأمريكية تخطيطا وتنفيذا يحملون عقلية صهيونية أو متصهينة معادية للعرب والثقافة العربية والإسلامية، وموالية لإسرائيل، مشيرا إلى أن الخطاب السياسي الأمريكي يؤكد القيم المشتركة بين أمريكا وإسرائيل، الأمر الذي يعني اشتراك القيم الأمريكية مع القيم الصهيونية التي هي قيم عدائية للعرب وثقافتهم وقيمهم، مما يجعل الولايات المتحدة الأمريكية بطبيعة الحال في موقف العداء للعرب. وقال المرجع الإسلامي العراقي الشيخ حسين المؤيد إنه على الرغم من وجود مصالح حيوية للولايات المتحدة الأمريكية في العالم العربي على أساس جملة أمور في مقدمتها البترول العربي والموقع الاستراتيجي للعالم العربي، وحاجتها للعرب في المعادلات والتوازنات الدولية وكون العالم العربي محورا ثقافيا له تأثيره الكبير بحكم ثقافته على الساحة الدولية، وسوقا اقتصادية على درجة عالية من الأهمية، إلا أن الإدارات الأمريكية ضربت ذلك كله بعرض الحائط لحساب المصالح الصهيونية والإسرائيلية. ومن جانبه ، قال مستشار الشئون الدولية لجمعية اللاعنف العربية نصير الحمود، إنه من المتوقع أن تتأثر العلاقات العربية الأميركية سلبيا في حال أقدمت واشنطن على استخدام حق النقض "الفيتو" ضد طلب إعلان دولة فلسطين في مجلس الأمن. وأشار الحمود إلى أنه قد تتحاشى دول عربية فتح آفاق التعاون الاقتصادي والأمني مع الولايات المتحدة ردا على خطوتها المذكورة، ومن ذلك مساهمتها في إيجاد حلول للأزمات المالية العالمية، فضلا عن مشاركتها في الحرب على الإرهاب خارج حدودها. وتوقع أن تلجأ عدد من الدول العربية للتقرب للصين وروسيا في محاولة منها لتكوين ضغوطات جديدة على الإدارة الأميركية التي تواجه ضغوطات كبيرة على الصعيد الاقتصادي من قبيل تفشي البطالة وتزايد المديونية، كما قد تلجأ هذه الدول لشراء أسلحة ذات مصدر جديد وتحديدا من قبل الصين وروسيا والهند وجنوب إفريقيا، كما يتوقع أن تخفض مستوى اعتمادها على الجامعات الأميركية كخيار رئيسي للبعثات الدراسية السنوية. وأشار إلى أنه لا يمكن لهذه الدول اتخاذ موقف صارخ ضد السياسات الأميركية، غير أنها تمتلك القدرة على المناورة في ملفات ثانوية، مع إبقاء الباب مفتوحا على مصراعيه لاستخدام النفط كوسيلة ضغط جديدة قديمة. ولفت إلى أن الدول العربية ساهمت في لعب دور رئيسي في مواجهة الإرهاب متعاونة بشكل مطلق مع الإدارة الأميركية السابقة في عهد الرئيس جورج بوش الابن، غير أن ذلك التعاون قد شابه البرود النسبي في مراحل لاحقة.

مشاركة مميزة