الأحد، 16 أكتوبر 2011

صفقة شاليط أبرمت...متى نفرض صفقة سعدات؟

kolonagaza7

بقلم: زياد ابوشاويش
في البداية لابد من توضيح أن اختيار اسم الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لتتم باسمه صفقة التبادل القادمة المفترضة لا يعني تمييزاً له عن باقي الأسرى والمعتقلين المناضلين داخل السجون الصهيونية فهم جميعاً أعزاء على قلب كل فلسطيني، ونحلم جميعاً بتحريرهم ليعودوا إلى بيوتهم وذويهم، وإنما اخترنا الرجل كون قضيته تمثل نموذجاً للظلم والتآمر الذي يمكن أن يتعرض له قائد وطني كبير بحجم أحمد سعدات الذي يقود اليوم الإضراب عن الطعام واسع النطاق في سجون الاحتلال، وتتناقل الأنباء أخبار تدهور صحته بشكل خطير. ورغم أن هناك احتمالاً ضئيلاً لوجوده بين المفرج عنهم إلا أن المعنى من فرض عملية باسم أحد مناضلينا الأبطال يبقى قائماً ويجب تعميمه.
الفرحة تعم أرضنا المحتلة بعد سماع أخبار الاتفاق النهائي بين فصائل المقاومة الفلسطينية والعدو الصهيوني حول تبادل الأسرى الذي عرف باسم صفقة شاليط نسبة للجندي الإسرائيلي الذي تم أسره في عملية فدائية جريئة ونوعية قبل خمسة أعوام بقطاع غزة.
في تفاصيل هذه الصفقة أو الاتفاق يتم الإفراج بعد أيام عن 450 أسير فلسطيني من ذوي الأحكام العالية والأسيرات جميعهن (27 أسيرة) مقابل تسليم الأسير الصهيوني لمصر التي تسلمه بدورها للحكومة الإسرائيلية. بعد إتمام هذا القسم من العملية بشهرين يجري الإفراج عن عدد آخر (550) من المعتقلين الفلسطينيين تختارهم سلطات الاحتلال الصهيوني.
العملية بحساب الربح والخسارة جيدة وتستحق الثناء وهي تبرز روح التحدي والصبر الذي يتحلى به المفاوض الفلسطيني إن امتلك الإرادة والإيمان بحقه وعدالة قضيته، وهي في أقل نتائجها ستعني إمكانية الانتصار على العدو في مجال حساس وهام عند جماهير الشعب الفلسطيني يرتبط بأؤلئك الذين يقدمون أعمارهم فداء وطنهم وحقهم علينا.
خمسة أعوام إلا قليلاً من التفاوض المضني ومن الألاعيب الإسرائيلية والمناورات التي استهدفت إطالة الأزمة عسى تتمكن المخابرات الصهيونية وعملاؤها من معرفة مكان شاليط وتقوم باختطافه لتسجيل انتصار يمكن أن تباهي به وتضرب الروح المعنوية عند شعبنا ومقاتلينا الذين ضحوا كثيراً لأسر هذا الجندي الصهيوني بغرض تحرير زملائهم ورفاقهم. لقد قدم شعبنا مئات الشهداء والجرحى من أجل الثبات على المبدأ الذي يقول أن الأسير الإسرائيلي وقع في أيدينا أثناء عملية عسكرية نظيفة وشجاعة ولا يمكن إعادته للعدو من غير التبادل عبر مفاوضات غير مباشرة ينتج عنها تحرير عدد نقبل به من أسرانا.
لقد هدد الكيان الصهيوني العنصري مراراً بتدمير قطاع غزة فوق رؤوس أهله إن لم يتم تسليم شاليط، وأرفق تهديده بالتنفيذ الفعلي لهذا التهديد، فقام بضرب وتدمير عشرات البيوت والمؤسسات والأبنية المدنية والحكومية دون أن يفت ذلك في عضد الشعب أو المقاومة، وحين أدرك العدو أن مجازره وسطوته لن تنجح في تركيع الناس وإخافة قيادة المقاومة انصاع لمنطق العقل وبدأ مسيرة التفاوض التي أفضت للاتفاق المذكور.
إن ثناءنا على الاتفاق واعتباره صفقة مربحة واستثماراً في الاتجاه الصحيح لا يلغي بعض المنغصات والنواقص فيه، هذه النواقص التي قيل أنها تمثل واحد بالمئة من أهداف الصفقة من الزاوية الفلسطينية. نحن هنا لا نتحدث عن الايجابيات فهي كثيرة ولها دلالات معنوية كبيرة، لكنا سنشير في عجالة لثلاث ثغرات هامة في هذا الاتفاق، الأولى أن قسماً كبيراً من المحررين في الصفقة سيبعدون خارج فلسطين أو إلى قطاع غزة. والثانية أن أسماء كبيرة لقادة وطنيين ولرموز فلسطينية هامة لن يفرج عنها ولم تشملها الصفقة. والثالثة أن العدو هو من سيحدد أسماء من يفرج عنهم في المرحلة الثانية من الاتفاق.
إن هذه الثغرات ليست أمراً بسيطاً ويمكن تجاهلها، بل يجب العمل من الآن في سبيل تجاوزها وتعديل الأمر عبر نضالات متعددة الأوجه وفي أماكن مختلفة بما في ذلك السعي بكل قوة من أجل أسر المزيد من الجنود الصهاينة في الداخل والمناطق المحتلة وحتى من خارج فلسطين إن أمكن، وهذه يمكن العمل عليها وخاصة من جانب فصائل لها تجربة عريقة في العمل الخارجي ويمكنها بمزيد من التخطيط والانضباط تنفيذ عملية نوعية أو أكثر للإفراج عن هؤلاء القادة وفرض رؤيتنا على العدو فيما يخص مكان إقامة المفرج عنهم.
إن عملية باسم شاليط رغم وجود مئات الأسرى من ذوي الأسماء اللامعة في سماء الوطن الفلسطيني والعمل الوطني والكفاح من أجل الحرية والتحرير أمر لا يمكن قبوله، ولابد من تغيير المعادلة، وهذا لا يتأتى إلا من خلال التركيز على هذا الهدف وتوفير كل وسائل نجاحه.
إن التساؤل الذي لابد أن يخطر على بال كل مواطن وكل قائد فلسطيني بعد سماع الأخبار عن صفقة إسمها "شاليط": متى نعقد صفقة نسميها ويسميها العالم كله "صفقة سعدات" أو أي اسم وطني كبير من الذين سيبقون مع الأسف داخل زنازين المعتقلات الصهيونية؟
Zead51@hotmail.com

مشاركة مميزة